يتطلب جلب رسالة جديدة من الرب في العالم شخصاً مصمماً بشكل فريد لهذه المهمة الأعظم، شخصاً يختلف أصله ومصيره عن كل من حوله، شخصاً يكون إعداده قبل مجيئه إلى هذا العالم فريداً ومركزاً للغاية. هذا هو الشخص الذي سوف يتعين عليه تلبية توقعات عظيمة، توقعات الجنة نفسها.
من أجل تحقيق ذلك، سوف يتعين على هذا الفرد تلبية متطلبات معينة واجتياز اختبارات معينة. فعندما يدخل أي شخص إلى العالم، يدخل عالم من التأثير. إنه يدخل في عالم من الصعوبة — عالم من البقاء، عالم من القبول الاجتماعي، عالم من التحديات، عالم سوف يكون فيه مجهولاً وغير معترف به، باستثناء ربما بطريقة معينة من قبل أسرته. ولكن حتى هنا، سوف يكون هدفك ومهمتك الأعظم، في جميع الحالات تقريباً، غير معروفين حتى لأولئك الذين نشأوا ونمو معك.
رسول عظيم موجود الآن في العالم، لكنه مخفي كما ترى. إنه متخفي وراء حجاب غير مرئي — حجاب من الحياة الطبيعية، حجاب الاعتيادية، حجاب البساطة. إنه ليس فرداً يذهل ويدهش كل من حوله. سوف يسير بين الناس ولن يتم التعرف عليه في الحشد، مجرد شخص آخر. ربما يكون مثير للاهتمام من نواحٍ معينة، ولكن ليس ملحوظ بأي طريقة يدركها معظم الناس.
في هذا الصدد، فهو مثل جميع الرسل الآخرين، الذين كانوا عاديين المظهر، ويمكن أن يختفوا وسط حشد من الناس. على الرغم من كل القصص والمعجزات والأعاجيب الذي أحاطت بالرسل الأوائل في العصور القديمة، كانوا أناساً عاديين جداً. لم يذهلوا ولا يصدموا كل من رآهم. ربما كانوا مُربِكِين، وكانوا مختلفين بالتأكيد، لا سيما عندما بدأ دورهم الأعظم في الظهور. ثم أصبحوا متميزين حقاً.
لا يزال من الصعب جداً عليهم إعلان رسالتهم، وإيصالها بشكل فعال، والقيام بالرحلة التي سوف تنفتح أمامهم — رحلة صعبة للغاية، رحلة حيث يُساء فهمهم ويُساء استخدام كلماتهم، رحلة من الارتباك، رحلة بدون خريطة، رحلة بدون مسار واضح، حيث سوف يكون عليهم أن يجدوا طريقهم في برية هذا العالم، محاطين بالمجتمع وما يفعله الجميع، برية من الارتباك والمفارقة، مجموعة في مسار فريد من نوعه له أهمية هائلة وتوقعات عالية من أولئك الذين أرسلوهم إلى العالم — رحلة يكون للفشل فيها عواقب وخيمة، ليس فقط على الرسل، ولكن لآلاف وملايين الأشخاص في وقتهم وما بعده.
من يستطيع تحمل مثل هذا العبء؟ من يمكنه تلبية مثل هذا المطلب؟ من يمكنه اتباع هذا المسار الذي لا يمكن تفسيره والقيام برحلة لا يقوم بها أو لا يستطيع أحد من حولهم القيام بها؟
لهذا، يجب أن يكونوا عاديين في المظهر. خلاف ذلك، سوف يحاول المجتمع استخدامهم. سوف يمدحهم الناس. الناس يريدون أشياء منهم. سوف يغريهم المجتمع والثقافة. إغراءات الجمال والثروة والسحر سوف تتداخل مع تحضيرهم، والذي سوف يكون طويلاً وعظيماً. سوف يجذبهم إلى نوع من الدور الآخر، بعيداً جداً عنهم وبعيداً عن نطاقهم الحقيقي.
لا أحد يستطيع حقاً أن يفهم دور ورحله الرسول تماماً. وهذا صحيح اليوم، لأن حقيقة هذا الأمر لا تتغير إلا في مظاهر الأمور.
رسول جديد في العالم يحمل رسالة جديدة من الرب. كان عليه أن يسير في هذه الرحلة الطويلة التي لا يمكن تفسيرها، رحلة تحمل المسؤولية والعبء المتزايدين، في معظمها دون أن يعرف المعنى والهدف والنتيجة من المسار الذي كان عليه أن يسلكه، والذي ميزه عن أي شخص آخر، رحلة ليس من الدهشة والاندهاش فقط، ولكن من التحدي المتزايد وثقل المسؤولية العظيم.
لذلك يجب على الرسل أن يكونوا محجوبين، أو يظن الناس أنهم شيء آخر ويستغلونهم في شيء آخر، ويعطونهم الإتفاق، وهذا غير صحيح وغير لائق.
لكي يتطور الرسول، يجب أن يكون قادراً على المشي في العالم، غير معترف به، ليشهد العالم، ليختبر الدنيوية ومأساة الحياة والعيش في الانفصال.
على الرغم من أنه سوف يكون محمياً بطريقة فريدة ويتم توجيهه إلى حد عظيم، إلا أنه سوف تكون هناك فترات طويلة حيث يبدو أن أولئك الذين أرسلوه إلى العالم مفقودين أو شاغرين — وحيداً، يتبع ضوء لا يمكن تفسيره، نداء خفي يسمعه فقط بين الحين والآخر ولا يسمعه الآخرون، باستثناء القلائل النادرون الذين يقصدون الانضمام إليه ومساعدته. يمكنهم سماع النداء أيضاً، لكنهم لا يعرفون ما يعنيه أو إلى أين سوف يأخذهم أو أهميته الأعظم للمستقبل.
كم يختلف هذا عن قصص المعلمين العظماء، رسل الماضي العظماء الذين تم تمجيدهم وحتى تأليههم، والذين أعمالهم مليئة بالأهمية والعجائب، والذين يبدو أنهم يثيرون إعجاب كل من حولهم بشكل غير عادي، والذين يبدو أنهم يظهرون بشكل غير عادي القدرات والفضائل والصفات حتى في شبابهم. لا يمكن للناس أن يفهموا كيف كانوا محجوبين ولماذا كان عليهم الحجاب للتعرف على الحياة والمعاناة والفرح والبساطة.
كما ترى، يجب أن يكون الرسول بسيطاً. لا يمكن أن يكون مليئاً بالفخر والاعتزاز بالذات. لا يستطيع التفكير في نفسه على أنه فوق أي شخص آخر. وبالتالي فإن غالبية حياته المبكرة كانت عادية وغير استثنائية.
يجب أن يكون الرسول متواضعاً، لأن كان عليه أن ينحني للمهمة الموكلة إليه، ولأولئك الذين أعطوها له ولسلطان جميع الأكوان، الذي أرسلها لهذا الفرد ليعطيها لعالم محتاج — عالم لن يقبل بسهولة حضوره أو إعلانه.
شخص ما مدفوعاً بالكبرياء والغرور سوف يفشل هنا بسرعة ويصبح يشعر بالمرارة والانتقام، ويدين العالم. لكن الرسول لا يستطيع أن يفعل هذا. هذا من شأنه أن يستبعد الرسول، كما ترى.
إذاً ها هو الرسول لهذا العصر والأزمنة القادمة، يحمل رسالة لم يتم إحضارها إلى العالم منذ أكثر من ألف عام، رسالة ذات أهمية عظيمة، تلبي احتياجات هذا الوقت والأزمنة القادمة، يجلب للناس واقعاً يتجاوز فهمهم وإدراكهم الحاليين، تتحدث عن الحياة الآتية وما يجب أن تفعله البشرية للاستعداد للتغيير العظيم الذي سوف يأتي إلى العالم ولقاءها مع كون مليء بالحياة الذكية.
يجب أن تكون رسالته كاملة وواسعة وشاملة، لأنه سوف يتحدث إلى مجتمع عالمي الآن وليس فقط إلى قبيلة واحدة أو مجموعة واحدة أو منطقة واحدة فقط. سوف يتحدث إلى العالم كله في الحال، وليس إلى ثقافته أو مجموعته المنعزلة.
يجب أن تكون رسالته مناسبة للجميع وبجميع ظروفهم — غني أو فقير، شرقي أو غربي، شمالي وجنوبي. يجب أن يتوسع عقله ليشمل واقع المجتمع الأعظم للحياة في الكون وحكمة هائلة وتعاطف للإنسانية.
هذا من شأنه أن يتجاوز بكثير أي شيء كان على الرسل القدامى أن يحملوه. نعم، لقد كانوا الرسل الحقيقيين لعصرهم. نعم، لقد كانوا مستعدين لرحلتهم ومهمتهم. نعم، كان عليهم أن يواجهوا كل الصعوبات وقلة القبول والاعتراف التي سوف يجلبها ذلك في حياتهم لهم.
لكن على الرسول اليوم أن يحمل قدراً أعظم من الفهم وقدرة أعظم. سوف يواجه ليس فقط الرفض من السلطات المحلية، ولكن من عالم كامل من السلطات المحلية — يتحدى أديان العالم، ويتحدى افتراضات العالم، ويتحدى تقاعس الناس، ويتحدى اتجاه الإنسانية وكل الأفكار المريحة والمطمئنة للذات، والتي يمكن أن تكون فقط خطر عظيم بالنظر إلى مستقبل البشرية.
هذا الرجل، الموجود في العالم، ليس له مكانة. إنه متعلم ولكنه ليس متعلماً جداً. إنه عظيم، لكن يجب على المرء أن يرى ما وراء المظاهر ليدرك ذلك. دوره وإعلانه وموهبته هو ما يميزه.
كان هذا هو الحال دائماً مع جميع الرسل، كما ترى، ولهذا كانت رحلتهم جزئياً صعبة للغاية. لقد كانت لديهم أصعب المهام التي واجهها أي شخص على وجه الأرض، لكنهم كانوا أيضاً أهم الأشخاص على وجه الأرض، وبالتأكيد أهم الأشخاص في عصرهم والعصور التي تليها.
الأهمية التي تتفق عليها الجنة ليست الأهمية التي سوف يجدها الرسول في العالم. سوف يتم رفضه. سوف يتم إنكاره. لن يلبي توقعات الناس بسبب الحجاب، حجاب الرسول، حجاب التواضع، حجاب الظهور بمظهر عادي، حجاب العرضه للخطر، حجاب البساطة.
ما بداخله ومعه، أصله ومصيره، هو ما وضعه في مثل هذه المكانة الفريدة والمهمة. لكن لرؤية هذا، يجب على المرء أن يتعرف على شيء ما، ويسمع إعلانه ويتلقى الوحي الذي سوف يحضره إلى العالم. عندها فقط، ربما، يمكن أن يبداء في فهم عبء الرسول ورحلة الرسول. لا يمكن فهم هذا إلا إذا شاركوه هذه الرحلة، إذا فهموا هذه الرحلة من تجربتهم المباشرة للرسالة والرسول.
بالنسبة لأي شخص آخر ، هو مجرد شخص يصدر إعلاناً كبيراً، شخصاً يبدو أن لديه الغرور لتحدي معتقداتهم وتوقعاتهم الأساسية والعقائدية. إنه ليس نجم، الإنسان الخارق الذي من المتوقع أن يكون الرسول عليه. إنه لا يصنع المعجزات يميناً ويساراً لإثارة الجهل وكسب قبول أولئك الذين لا يستطيعون قبوله بطريقة أخرى.
لا يمكنك شراء هذا الاعتراف. لا يمكنك اقتنائه. حتى المعجزات لن تصل في الحقيقة. لذلك، يُساء فهم العيسى. يساء فهم البوذا. لقد أسيء فهم المحمد — ليس فقط من أهل زمانهم، بل من الناس على مر العصور. إن تواضعهم وإنسانيتهم واستسلامهم واستعدادهم والصعوبة العظيمة والتحدي في رحلاتهم هي التي تبدأ بالفعل في الكشف عن طبيعتهم الملفته وهدفها وتصميمها.
أنت مُبارَك الآن أن تعيش في زمن الوحي؛ وقت قد يأتي فقط كل ألف سنة. وقت الصعوبة والتحدي والتغيير للأسرة الإنسانية — الآن حيث تواجه الإنسانية أعظم تحدياتها المتمثلة في الانهيار والتفكك من الداخل والتدخل من الخارج، وتواجه الآن تحديات لم تعرفها البشرية جمعاء من قبل.
في هذا الوقت الخطير و المحفوف بالمخاطر، أرسل الرب رسالة جديدة للبشرية لتكريم أديان العالم وخلق مصدرها المشترك، ليتم نداء من الناس العظمة التي يحملونها: قوة المعرفة الروحية التي أعطاها الرب لكل شخص لإرشادهم وحمايتهم وقيادتهم إلى دور أعظم في الخدمة في العالم.
لكن الرب أرسل رسولاً أيضاً، يحمل في داخله جزءاً من الرسالة ليس في الكتاب المقدس، ولم تُسجل، ولم تُكتب. إنه جزء من الوحي، كما ترى. لكنه وراء الحجاب. وعليك أن تنظر بعمق وأمانة لترى ما وراء هذا الحجاب.
لا يمكن استخدامه لإثراء الناس. لا يمكن استخدامه لإرضاء الناس. لا يمكن استخدامه لخلق شعور زائف بأهمية الأشخاص من حوله. لا يمكن استخدامه كأداة للدولة. لا يمكن استخدامه لتعزيز رغبة الناس في الثروة والسلطة والسحر.
لانه محجوب. يمكنك الجلوس بجانبه وربما لا تلاحظه، كما فعل الكثير من الناس بالفعل. يمكنه أن يمشي بجانبك في الشارع، ولن تلاحظ أن الشخص الأكثر أهمية في العالم قد فاتك للتو، شخص لديه هدية لحياتك بهذه الأهمية لا يمكن حتى وصفها.
لا يوجد سوى رسول واحد لهذا الوقت والأوقات القادمة لأنه تم إعداد واحد فقط وأرسل واحد فقط. قد يعلن الآخرون هذا اللقب لأنفسهم، لكن الجنة فقط هي التي تعرف من أرسل لهذا الهدف.
لكي تعرفه، يجب أن تسمع له — إعلانه، هدية الحكمة التي تمر من خلاله: جاء الوحي من الرب إلى العالم من خلال رجل واحد حمل مثل هذا العبء العظيم. لقد حطمه عاطفياً. لقد حطمه جسدياً. لقد عرض صحته للخطر. لقد كدح كدحاً، كدحاً غير مرئي وغير معترف به.
إنه ليس كدح البقاء. إنه ليس كدح إرضاء الذات. إنه كدح حمل رسالة عظيمة يجب أن تظل مجهولة لفترة طويلة حتى يكون الرسول مستعداً للإعلان والخروج بالوحي الذي قضى ٣٠ عاماً في تلقيه.
سوف يتم استدعاؤك للرسالة والرسول أنت والآخرين. إذا تم الاتصال بك ولا يمكنك الاستقبال، فسوف تصبح في وضعٍ حرج. سوف تصبح ناقداً — غير قادر على الهروب، لكنك غير قادر على الإستجابة بصدق. سوف تصبح ناقداً، مستهزئاً.
إذا استطعت الإستجابة، فسوف تبدأ حياتك في التغيير. إذا استطعت قبول المسار واتخاذ الخطوات إلى المعرفة الروحية الأعظم التي أعطاك إياها الرب بداخلك، فسوف تبدأ في إعداد نفسك لحياة أعظم، وتحرر نفسك من وجودك السابق وكل ما قيدك هناك.
إذا أتيحت لك الفرصة لمقابلة الرسول في سنواته المتبقية على الأرض، فسوف يكون ذلك نعمة عظيمة لك. لكن عندما تقابله سوف ترى الحجاب. سوف يكون محجوباً. لن يكشف ما بداخله. لن يُظهر لك ما يراه عنك وعن حياتك، إلا في حالات نادرة، وعندها فقط إذا كنت سوف تصبح تلميذاً حقيقياً للوحي. لن يجيب على أسئلتك. لن يلبي احتياجاتك. لا يمكنك استخدامه كمورد، على الرغم من أنك قد تحاول.
حجابه حفظه، وأبقاه طاهراً في عالم غير نقي، وأكد تواضعه وشدته. ورحمته وعطفه وحبه للأسرة البشرية. لقد قواه ليس فقط لتحمل المقطع العظيم من حياته لتلقي الوحي، ولكن صعوبة تقديمه لعالم متناقض حول الرب والخلق، عالم يعيش في الوقت الحالي ولا يؤخذ بعين الاعتبار مستقبل أو نتيجة حياة المرء، أو حياة الناس.
يجب أن يقبل الرسول الأمر، أنه لن يتم التعرف عليه وأن رسالته لن تحظى بتقدير الكثير من الناس. سوف يتعين عليه أن يواجه سخرية وإدانة أولئك الذين ينجذبون ولكن لا يستطيعون استقبالها. سوف يتعين عليه أن يرى الرفض الأعمى للأشخاص المرتبطين بفلسفاتهم، ودينهم ومعتقداتهم الدينية، الذين أعمتهم مفاهيمهم الثابتة والراسخة. إنهم حتى لا يتعرفون على مبعوث الرب عندما يصل إلى الأرض. حتى لو كانوا متدينين، أو يعتبرون أنفسهم كذلك، فلا يمكنهم حتى التعرف على الرسول.
الجهل والحماقة والغرور — على الرسول أن يواجه كل هؤلاء دون أن يفقد قلبه أو يشعر بالمرارة. ما يتطلبه هذا التعاطف وضبط النفس، بالكاد يمكنك تخيله. من يقدم جواب الرب للبشرية سوف يرى الجواب يُسلب ويُرفض ويستهتر به. لكنه لا يستطيع أن يفقد قلبه ولا يفقد تعاطفه مع الإنسانية وإيمانه بالإنسانية.
أنت الذي تجلس على هامش الحياة والذي بالكاد تشارك هناك لا يمكنك أن تتخيل ما يعنيه أن تأتي إلى العالم بهذه الهدية ومثل هذه المهمة الصعبة.
يبحث الرسول عن أشخاص معينين يكونون من أوائل المستجيبين. لأي شخص آخر، يجب عليه أن ينتظر. لا يمكن أن يكون مرتبط هناك. سوف ينادي بعض الناس إلى هدفهم ومصيرهم الأعظم. وبعضهم سوف يفشل في الإستجابة. سوف يتعين عليه مواجهة اعتلال الصحة ونقص الدعم طوال الطريق لأن رحلته كانت متطلبة للغاية.
كل هذا هو حقيقة الرسول الخفي وراء حجاب المظهر العادي والحياة البسيطة. هنا لا توجد تأكيدات ضخمة على الذات. هنا لا توجد محاولة لترسيخ الذات على أنها عظيمة ورائعة وذات مغزى. الرسالة والإعلان فقط هما اللذان يحددان من هو وما هو ولماذا هو هنا. هو نفسه لن يفعل هذا.
أن تكون نقطة مركزية فيها الكثير من التملق والعداء من قبل الكثير من الناس ليس بالتأكيد مشهد مشرق وسعيد. إن إحضار شيء نقي وإفساده في العالم هو احتمال مؤلم — للتحدث وأن لا يستمع إليك؛ أن تعطي هديتك ولا يتم إستقبالها؛ للتحدث عن احتياجات الناس وجعلهم يبتعدون؛ لإعطاء هديه الوعد والقوة والحقيقة والنزاهة وأن يتم التخلي عنها؛ لجلب الوحي العظيم الواحد إلى العالم وجعل الناس يعتقدون أنه مجرد تعليم لتنويرهم، ومصدر لهم لاستخدامه لتعزيز جمالهم أو أهميتهم في العالم.
بالتأكيد لا أحد يريد أن يأتي إلى العالم للقيام بكل هذا. يا لها من رحلة غير محمودة حيث سوف يتم بالتأكيد إساءة فهم المرء ويساء تأويله. لكن الرسول يأتي، ولأنه كان مضطراً لتحمل العبء لفترة طويلة دون اعتراف، فهو متواضع، شديد، بلا أفتراض.
الرسول يرى الحماقة البشرية. يرى غرور البشرية. ولكن بدلاً من إدانة كل شخص وكل شيء، فإنه يجلب الهدية التي يمكن أن تعيد الناس إلى قوتهم الحقيقية ومكانتهم وهدفهم في العالم.
هذا هو حجاب الرسول، لكن يجب أن يصبح حجابك أيضاً بدرجة أقل حيث تتعلم الحصول على شيء نقي وجميل، ولتتمكن من تقديمه للعالم دون غضب وإدانة، وقادر على القبول ومواجهة الرفض، قادر على البحث عن أولئك الذين يمكنهم الاستقبال وليس إيذاء أولئك الذين لا يستطيعون الاستقبال، وتكون قادر على القيام برحلة ليست من صنعك، ولكن تم إعدادها من أجلك.
لأن كل من سوف يساعد الرسول ويحمل الوحي إلى العالم في شكله النقي عليه أن يطور هذا الحجاب، هذه القوة، هذا الحضور. يجب أن يتم إخفاؤهم أيضاً حول أشخاص معينين وأماكن معينة. هم أيضاً يجب أن يحملوا في قلوبهم نار المعرفة الروحية ولا يدعوا العالم يأخذها منهم ويستغلها. سوف يتعين عليهم أيضاً أن يفهموا مثال الرسول، حتى بعيداً عن حياته، ليروا عروضه، وأهميتها وعلاقتها بالنسبة لهم وكيف يجب أن يتعلموا أن يكونوا في العالم — عالم من الحقيقة والحماقة، عالم سوء الفهم والمفاهيم الخاطئة. هنا لا تحتاج إلى بطل لعبادته، لكنك تحتاج إلى مثال لتتبعه.
لتحقيق هدفك الأعظم في العالم، يجب أن تفهم الأشياء التي نتحدث عنها هنا اليوم. سوف تساعدك حياة الرسول وعروضه، حتى لو لم يُطلب منك تحمل مثل هذا العبء العظيم أو القيام بهذا الدور الصعب والعظيم.
إن تواضع الرسول وشدة الرسول ورحمته هي التي سوف تعبر عن هدفه الأعظم وطبيعته ودوره. إذا كان من الممكن التعرف على ذلك، فسوف تكون قيمته بالنسبة للفرد هائلة، لأن هذه هي الأشياء التي يُطلب منك القيام بها. هذه أشياء يمكنك القيام بها، ويجب عليك القيام بها، إذا كنت تريد أن تفترض حياة أعظم في خدمة عالم محتاج.
هذا جزء من هدية الرسول إليك، فأنت لست مجرد مستهلك للأفكار، الذي لن يستخدم فقط الوحي كمصدر لاحتياجاتك الخاصة، ولكن للتعرف على مسؤوليتك في المساعدة على دفعه إلى الأمام في العالم بشكله النقي، دون دمجه أو ضمه إلى أشياء أخرى. عندها فقط سوف تبدأ في فهم حجاب الرسول بشكل كامل.




