حان الوقت لتلقي رسالة جديدة من الرب. حان الوقت لتلقي الهدية والقوة والبركة. حان الوقت لنعترف أن الرب قد تكلم مرة أخرى بعد هذا الصمت الطويل.
لأن البشرية تواجه الآن موجات التغيير العظيمة — تغير بيئي واقتصادي واجتماعي عظيم. وهي تواجه أعظم تحدياتها وأصعب عقباتها وأعظم نداء لها للوحدة والتعاون.
إذن استقبل الرسالة الجديدة وخذها على محمل الجد. اجعلها دراستك. اجعلها تركيزك. لا تدينها أو تنازعها، وإلا فلن تتمكن من الحصول على القوة والنعمة والحكمة والشدة التي توفرها.
شاهد العالم الآن عند نقطة تحول عظيمة، حيث سوف تشرب أعداد متزايدة من الناس من بئر يتقلص ببطء. انظر إلى ما وراء الأفق وليس مجرد المستقبل القريب، وسوف ترى أن الأمواج العظيمة تتشكل هناك. سوف ترى أنه سوف يتعين على الإنسانية أن تتغير وأن تتكيف مع مجموعة جديدة من الظروف وأن الطبيعة، التي تم تجاهلها وسوء معاملتها لفترة طويلة، سوف تحدد الآن شروط التعامل.
إنه وقت الحساب العظيم. إنه وقت محاسبة عظيمة. إنها ليست نهاية الإنسانية، لكنها نقطة تحول عظيمة. وتمثل بداية جديدة — بداية جديدة لا يمكن تجنبها أو إهمالها.
سوف يصر الحمقى. سوف يستمر العمي في الاعتقاد بأن المستقبل سوف يكون مثل الماضي. وأولئك الذين يجهلون سوف يعلنون أنهم يعرفون ما يجب القيام به من أجل العالم.
ولكن على الرغم من التصريحات والنظريات الأعظم والأكثر دقة، يجب أن يكون لديكم وحي جديد، وإلا فإن العوائق سوف تكون جسيمة جداً وهائلة للغاية، والأخطار ساحقة للغاية، والروح البشرية ضعيفة للغاية ومُحيَّدة للغاية، والدول منقسمة للغاية وتخدم ذاتها فوق الازم ومثيرة للخلافات.
إنه الوقت الذي يتعين فيه على البشرية إعادة التفكير في موقعهم في العالم وتحويل أولوياتهم من النمو والتوسع إلى الاستقرار والأمن من أجل رفاهية العالم ولشعوب العالم.
إنه الوقت الذي يتطلب الرؤية، وهو الوقت الذي سوف يتحدى أولئك الذين بنوا حياتهم المهنية على نظرياتهم وأنظمة معتقداتهم؛ وقت يجب فيه النظر بجدية في رفاهية أطفالك وأطفالهم بدلاً من مجرد الافتراض؛ وقت يتعين فيه الحفاظ على موارد العالم بدلاً من مجرد تبديدها والإفراط في استخدامها؛ وقت تؤثر فيه احتياجات الدول الفقيرة بشكل مباشر على رفاهية الدول الأقوى؛ وقت لوقف النزاعات التي لا نهاية لها لبناء بنية تحتية يمكن أن تحافظ على الأسرة البشرية.
سوف يتعين على الدول أن تتعاون، وإلا سوف تكون معرضة للخطر ومهددة . سوف تصبح الموارد أكثر تكلفة ويصعب الحصول عليها. سوف يضيع إنتاج الغذاء. مناخات العالم تتغير. التكنولوجيا وحدها لن تكون قادرة على مواجهة العديد من التحديات العظيمة القادمة.
هذا هو سبب وجود وحي جديد، رسالة جديدة من الرب، لأن البشرية لا يمكنها ولم تستجب بشكل كافٍ — ربما باستثناء بعض الأفراد الاستثنائين — لشبح التغيير الذي يقع عليكم وأمامكم.
إنها ليست مجرد مسألة تأقلم. إنها مسألة تغيير جوهري — تغيير في القلب، تغيير في النهج، تغيير في الموقف. لأن ما نجح من قبل قد لا يعمل الآن. ما تم افتراضه قد يثبت أنه غير فعال وغير ملائم. كل شيء يجب إعادة النظر فيه.
سوف يكشف الوحي هذا ولماذا هو حقيقي. سوف يتحدث إلى ما جربه أولئك الذين تمكنوا من رؤيته بالفعل وما زالوا يجربونه الآن. سوف يكون له صدى مع الحقائق العظيمة لجميع دياناتكم، ومع ذلك سوف يكشف عن أشياء لم يتم الكشف عنها من قبل. إنه رسالة إلى الفرد الذي يكافح ليرى ويعرف الحقيقة وهي رسالة للعالم أجمع الذي يواجه موجات التغيير العظيمة.
إنها ليست مسألة إيجابية أو سلبية. إنها مسألة ما إذا كان بإمكانكم الرؤية أم لا، وما إذا كان لديكم عيون لترى و أذنين لتسمعوا. إنها ليست مسألة توجه سياسي أو أيديولوجيا أو مدرسة فكرية. إنها مسألة ما إذا كان بإمكانكم أن تروا أو تستجيبوا — ليس فقط على أحداث هذا اليوم، ولكن على الأحداث القادمة، والأحداث التي توجهه طريقكم، وظروف العالم التي تتغير تحت قدميكم والتي غيرت العالم بالفعل لدرجة أنكم تعيشون وتواجهون نوعاً مختلفاً من العالم.
إنه ليس عالم والديكم أو أسلافكم. إنه ليس العالم الذي بنيتم عليه الحضارة وتم تأمينها. إنه ليس العالم الذي تطورت عليه النظريات والفلسفة البشرية عبر قرون من الزمن. إنه عالم مختلف وأكثر صعوبة وغير مؤكد — عالم من التدهور، عالم من التغيير، عالم لن يتمكن حتى العلم من فهمه بالكامل، عالم هو عالمكم الآن.
سوف تحتاجون إلى ذكاء أعظم للتنقل في هذا العالم. سوف تحتاجون إلى قوة المعرفة الروحية داخل الفرد لمعرفة ورؤية ما يجب القيام به. سوف تحتاجون إلى تعاون عظيم بين الشعوب والدول، وإلا سوف تكون النتيجة كارثية.
توفر الرسالة الجديدة المفتاح والعناصر المفقودة. لن يتم علاج كل شيء. لن يتم حل كل مشكلة. لن تتم الإجابة على كل سؤال. بالطبع لا. لكنها سوف تمنحكم أولويات حياتكم وأولويات المستقبل. سوف تمكنكم من الاستعداد لأشياء لا يمكنكم رؤيتها ولا تعرفونها بعد. سوف تمنحكم القوة لإعادة النظر في أفكاركم ومعتقداتكم. سوف تعيد لكم قوة الرؤية، ومعها العيون لتنظروا والأذان لتسمعوا.
لن يتلقى الجميع هذا. لن يستجيب الجميع. لن يتعلم الجميع الرسالة الجديدة و يشهدون عليها. بالتأكيد لا. لكن سوف يتعين على الكثيرين — في مناصب القيادة، في السكان، في بلدان مختلفة، وثقافات مختلفة، وديانات مختلفة — لأنها رسالة للعالم.
إنها ليست رسالة لبلد واحد. إنها ليست رسالة لمرة واحدة أو حدث واحد. إنه ليس ردة فعل على الدين. إنها ليست رفضاً للدين. إنها ليست رفضاً للحكومة. إنها ليست رفضاً لما هو موجود، بل هو تحذير ونعمة واستعداد للعيش والتطور في عالم مختلف.
لا يمكنكم الاعتماد الآن على ما حدث من قبل. حتى الطبيعة تم الإخلال بها لدرجة أنكم لن تكونوا قادرين على الاعتماد على أشياء معينة. سوف تكافح الأمم اقتصادياً. سوف يكون هناك نمو، لكن مؤقتاً فقط. وسوف تتجاوز احتياجات الأسرة البشرية قدرتها، أو على ما يبدو، سوف تطغى على أي تقدم يمكنك تحقيقه.
سوف يؤدي هذا إلى إحداث تغيير في الأولوية. إن الأمن الآن لن يكون مجرد حماية دولة من أخرى. سوف يكون تأمين استقرار أعداد كبيرة من الناس. سوف يتعين على الجميع الانخراط في هذا الأمر بدرجة معينة إنها ليست مجرد مسألة الحكومات أو الحكام. إنها مسألة العالم كله.
سوف يضيع الكثير من الناس في هذا التحول العظيم. لكن يمكن التقليل من الخسائر، ويمكن التخفيف من المآسي. سوف يتطلب الأمر من الجميع المشاركة من أجل الإنسانية لكي تنجو من موجات التغيير العظيمة وأن تكون في وضع يسمح لها ببناء عالم جديد وأكثر تعاوناً — عالم لا يقوم على النمو والتوسع اللامتناهي، ولكن على استقرار وأمن شعوب العالم. سوف يكون مستقبلاً مختلفاً تماماً عن الماضي ومختلفاً تماماً عن العالم الذي ترونه في هذه اللحظة.
وحده الرب يعلم ما يأتي في الأفق. لكن تم منحكم أعيناً لتروا وأذناً لتسمعوا حتى تروا الدليل على ذلك، اليوم وغداً وفي الأيام التالية. لا يُطلب منكم أن تصدقوا، بل أن تنتبهوا، لتصفية عقولكم، لتفتحوا تصوركم. أقل الأشخاص تعقيداً بينكم يمكنهم معرفة أن الرياح تتغير، بينما يواصل الخبراء مناقشة حقائق الماضي. إنها ليست مسألة تألق فكري. إنها مسألة اهتمام ووضوح ورؤيا وفطنة وتمييز.
سوف يفشل الكثير من الناس. كثير من الناس سوف ينكرون. سوف يتجنب الكثير من الناس الواقع، لأن هذا هو أحد أعظم نقاط ضعف البشرية. لذلك، أولئك الأقوياء، أولئك الذين هم واضحون، أولئك الذين يمكنهم الرؤية، أولئك الذين أخذوا على عاتقهم خدمة عالم متغير سوف يكونون أكثر أهمية في المستقبل، في أي موقع يتقلدونه في الثقافة والمجتمع.
لهذا السبب يجب أن نعطي الوحي. إنه ليس اختراع بشري. إنه ليس نتاج تفكير أو خيال رجل واحد. بالكاد. إنه ليست ثورة على الفكر الديني كما هو موجود اليوم. إنه جديد تماماً. إنه لا يأتي للإدانة، بل ليصحح ويمنحكم القوة على الإبداع. إنه رسالة للعالم.
السماء تشتد ظلمةً. تتصاعد مصاعب الإنسانية. وسوف تصبح الحكومات عاجزة أمام هذا ما لم تسترشد برؤية أعظم والتزام أعظم.
لا تزال الإنسانية تخرج من حالة بدائية، حالة قبلية، إلى مجتمع عالمي. إنه تحول صعب وخطير للغاية، لكن يجب أن يحدث ، كما يجب أن يحدث في جميع عوالم الكون حيث تطورت الحياة الذكية.
أنتم الآن تواجهون هذه التحولات العظيمة والصعبة، من المجتمعات الحربية القبلية إلى المجتمع العالمي — مجتمع قائم على الضرورة وليس مجرد أيديولوجية، مجتمع قائم على تأمين العالم وحمايته من الانهيار الداخلي وحمايته من التدخل الأجنبي من الكون حولكم.
إنه عالم مختلف عن العالم الذي تفكرون فيه اليوم، لكنه عالم يتماشى مع الطبيعة، لأن الطبيعة لم تتغير. لقد تغير العالم، لكن البشرية لم تتغير معه. والآن أنت تدخلون منطقة جديدة. إنها اجنبية وخطيرة. سوف يتطلب الأمر عناية عظيمة وأنتم تمضون قدماً في المستقبل.
ما الذي سوف يوجه الإدراك البشري؟ ما الذي سوف يوجه قرارات الناس؟ هذا هو سبب وجود وحي جديد، جاء به إلى العالم رجل واحد مع مجموعة صغيرة من المساعدين. إنه رسول هذا الوقت، لكنه لن يناسب توقعات الرجل الخارق. لن يكون لديه قوى سحرية. لن يكون من أصحاب الكاريزما. لن يكون مسلياً. لكنه الرسول، وكانت حياته هي التي كانت وسيلة نقل رسالة جديدة من الرب.
إذن أستقبلوا. استمعوا. افتحوا عقولكم. لا يمكنكم الإبحار في المستقبل بدون هذا الوحي الأعظم. لن تكونوا مستعدين. لن تستعدوا في الوقت المناسب. لن تكونوا قادرين على إقناع الآخرين بالاستجابة.
يحب الرب العالم وقد أعطى الإنسانية تعاليم عظيمة في نقاط تحول مهمة لتأسيس الحضارة الإنسانية وتحرير الناس من الهوية القبلية، لتمكين الحضارة من التطور والنمو رغم مآسيها وأخطائها العديدة.
أنتم الآن تنتقلون من حضارة إلى مجتمع عالمي، لأن هذا فقط سوف يوفر [الأمن الحقيقي] ويحمي الأسرة البشرية في المستقبل. إنه انتقال قلة يمكن حتى أن يفكروا فيه بشكل بنّاء في هذه اللحظة. لكن هذا هو مصيركم.




