Marshall Vian Summers
أبريل 17, 1992
المال هو موضوع يدور في عقول معظم الناس. إنه موضوع سوف يظهر بشكل طبيعي عندما تفكر في محاولة شيء ذي أهمية وحجم أعظم في الحياة. إذن، ماذا عن المال؟
في بداية الأمر، كما هو الحال مع كل شيء آخر، يجب أن تكتسب علاقة جديدة مع هذا المورد وأن تتعلم كيف تتعامل معه كمورد. من أجل الحصول على علاقة جديدة مع نفسك ومع الحياة، يجب عليك إعادة تقييم علاقتك بالعديد من العناصر المحددة المهمة التي تشكل وجودك العملي في العالم — علاقتك بالحب، علاقتك مع الأصدقاء، علاقتك بعقلك وجسمك وعلاقتك بالمال.
المال حقيقة من حقائق حياتك؛ لا يمكنك الهروب منه. سوف يتعين عليك التعامل معه على الأقل إلى درجة ما، حتى لو افترضت وجوداً شديد الزهد. إنه ضرورة عملية في حياتك. إنه يمثل مشاكله الخاصة، والتي يمكنك تجنب العديد منها وبعضها لا مفر منه. المال هو مورد يعطي الناس له معنى وأهمية عظيمة.
المال، إذن، ليس هو المشكلة. إنه استخدام المال. هنا يجب أن تنظر في دوافعك وطبيعتك وتحضيراتك. سوف تحدد دوافعك مع المال كيف تنظر إليه، وما هي الصفات التي تنسبها إليه، وكيف ترتبه في أولويات حياتك وما الذي تحاول فعله به. سوف تحدد طبيعتك ميولك وسوف تلون إلى حد عظيم كيف ترى المال والدور الذي تشعر أنه سوف يلعبه ويجب أن يلعبه في حياتك. يعد تحضيرك مهماً للغاية لأن هذا سوف يحدد مدى نضجك في تعاملك مع هذا المورد وكيف ولأي هدف تحاول استخدامه.
لذلك هناك دافعك، هناك طبيعتك وهناك استعدادك. كلما كنت أكثر استعداداً وكلما تقدمت في طريقة المعرفة الروحية، زاد استخدامك للمال كمورد ولا تحاول استخدامه لبناء بقائك على قيد الحياة أو رفاهيتك، أو وضعك في المجتمع أو أي مزايا أنت تسعى للمطالبة بها على الآخرين.
هنا نعود مرة أخرى إلى الدافع. للنظر إلى المال، يجب أن تنظر إلى نفسك وتسأل بعض الأسئلة المهمة جداً. في الواقع، سوف يتعين عليك في النهاية طرح الأسئلة الأكثر أهمية، وهي ”لماذا أنا هنا؟ ماذا أخدم؟ ماذا علي أن أعطي؟“ و”ماذا أريد أن أوصل؟“ حتى تصل إلى هذه الأسئلة الأساسية حول حياتك، سوف تستخدم المال لمجموعة من الأسباب، والتي سوف تجعل إدراكك وفهمك له محيراً للغاية، وفي بعض الأحيان متناقضاً. سوف تستخدمه من أجل البقاء؛ سوف تستخدمه من أجل المتعة؛ سوف تستخدمه لإقناع الآخرين؛ سوف تستخدمها لاكتساب الأشياء؛ سوف تستخدمه للتخلص من الأشياء. المال هو مورد يخدم دوافعك. إنه يظهر ما تقدره.
يقدم بعض الأشخاص ادعاءات عظيمة حول معنى وقيمة المال. والبعض الآخر ينفيه جملة وتفصيلا ، ظناً منه أنه مادة شريرة، مما يفسد أو يضل المرء، يورطه في ظروف خطيرة ومؤسفة. يتم إعطاء المال قوى سحرية من قبل البعض والقوى الشيطانية من قبل الآخرين. يعتبره البعض مادة إلهية؛ يعتبره الآخرون شيئاً لا يمكن إلا أن يفسد رفاهية الشخص ونزاهته.
ومع ذلك، فإن المال ليس هو المشكلة، لأن المال هو مجرد وسيلة لنقل ما قيمته وما ينوي المرء القيام به في الحياة. هنا طبيعة الأفراد ونضجهم هي التي سوف تحدد دوافعهم وماذا يقدرون. سوف يتم استخدام المال لخدمة هذا الأمر. من الحكمة، إذن، اعتبار المال مادة محايدة، على الأقل فيما يتعلق بك. هنا يجب أن تفهم القيم التي تضعها عليه. لا يمكنك الادعاء بأن ”المال محايد“. يجب أن تفهم كيف تنظر إليه حالياً وأن تتعهد بتغيير هذا الرأي عن طريق سحب الأهمية التي كانت تُعطى له سابقاً ومن خلال الاعتراف بالمال كمورد مهم يمكن استخدامه لأغراض متنوعة.
الآن، الشيء المهم الذي يجب تذكره هنا هو أن الآخرين سوف يستمرون في منح المال قدراً هائلاً من الأهمية وينسبون إليه قوى عظمى، إما إلهية أو شيطانية. لذلك، حتى لو كنت تعتبر المال مادة محايدة، يجب أن تدرك أن بقية العالم ليس كذلك، وسوف يتعين عليك التعامل معه بحذر واعتبار عظيمين. يمثل المال القوة في العالم. إنها قوة أودت بحياة الكثيرين وسوف تواصل القيام بذلك. لذلك، حتى لو شعرت أن علاقتك بالمال قد وصلت أخيراً إلى أساس التفاهم الحقيقي، فلا يزال عليك التعامل معها بحذر شديد في العالم.
المال مورد مهم لأنه يمكن أن يدعم إنجاز العديد من الأشياء القيمة. لذلك، من غير الحكمة الاعتقاد بأنه لا معنى له أو لا يستحق. مرة أخرى، هو حسب من توضع في يديه، والغرض الذي يخدمه والقيم التي يوضحها هي الاعتبارات المهمة. سوف تحتاجه لإنجاز أي شيء. سوف تحتاجه لإعالة نفسك لأن المال هو وسيلة لنقل ما هو مطلوب للعيش في العالم. من المفترض أن يُعطى ويُستقبل.
لذلك، عندما نتحدث عن المال، فإننا نتعامل مع موضوع مرتبك ومتشابك للغاية محفوف بقدر عظيم من الأهمية التي تُنسب إليه — خوف هائل وسوء فهم ورغبات وطموحات. يتم التعرف على بعض هذه الإرتباطات والاعترافات به في حين أن البعض الآخر يتسم بالسرية وتلقي نفوذها دون اعتراف الفرد. إنه ليس موضوعاً بسيطاً. من نواحٍ عديدة، يمثل المال تشويش العقل الذي هو العامل المسبب والمنتج الثانوي الطبيعي لكثير من المعاناة والبؤس في العالم. إنها نتيجة أناس يعيشون بدون المعرفة الروحية.
عندما نتحدث عن علاقتك بالمال، فإننا نتحدث عن حالة حياتك. نحن نتحدث عن دوافعك، والتي تمثل ما تقدره وما تحاول القيام به. كل هذا يعتمد على من تعتقد أنك أنت وما تعتقد أنه يجب عليك القيام به في الحياة لتأمين الرفاهية لنفسك. لذلك، عندما نتحدث عن المال، فإننا نتحدث عنك بأعمق أنواع الطرق.
إعادة تقييم علاقتك بالمال هي عملية استبطان وتحليل ذاتي. إذا كان من الممكن تنفيذ ذلك دون إدانة وبشكل موضوعي قدر الإمكان، فيمكن استنباط رؤية عظيمة ويمكن إنشاء فهم مهم سوف يمكنك من التعامل بحكمة أكبر مع نفسك، مع الموارد الضرورية في الحياة، مثل المال، ومع نهج الآخرين لك.
سوف أقدم الآن بعض الأفكار العامة حول كيفية استخدام الأموال بشكل فعال. نقطة البداية هنا هي إعادة إنشاء علاقتك بالمال. لهذا، تحتاج إلى معرفة موقفك منه حالياً. يجب أن يستند فهمك لهذا على تقييم صادق للغاية. بعبارة أخرى، يجب أن تدرك كيف تقف معه حقاً — ليس كيف تريد أن تقف معه أو كيف تعتقد أنك يجب أن تقف معه، ولكن كيف تتعامل معه حقاً. إذا كان هناك خوف وقلق حول المال، فيجب الاعتراف بذلك. إذا كنت جشعاً أو أنانياً بالمال، فيجب الاعتراف بذلك. إذا كنت تتجنب المال ولا تريد التعامل معه، معتقداً أنه قوي جداً أو مربك للغاية، فيجب الاعتراف بذلك. هنا يجب أن يكون لديك نقطة بداية واقعية. خلاف ذلك، لا يمكنك المتابعة. لا يمكنك إعادة تقييم أي شيء إلا إذا كنت تعرف موقعك الحالي وتستخدم هذا كنقطة بداية.
الآن، بالنسبة لمعظم الناس، فإن الكثير من المال أو القليل منه ليس جيداً. تذكر، المال هو مورد. إذا كان لديك القليل جداً منه، فأنت دائماً في حاجة إليه ويكتسب أهمية فوق المطلوب في حياتك. إذا كان لديك الكثير منه أكثر من الازم، فإنك تقضي حياتك في حمايته وإدارته وإبعاده عن الآخرين. بالفعل، في هذه الحالة، يعتبر أسلوب تعامل الآخرين مع المال تدخلاً مستمراً ويمكن أن يعرض حياتك للخطر ويصبح جني المال عبئاً أكبر بكثير مما سوف يكون عليه الأمر بخلاف ذلك. لهذا السبب الأغنياء تهيمن عليهم علاقتهم بالمال بشكل عام. ومع ذلك، فإن الفقراء تهيمن عليهم علاقتهم بالمال أيضاً.
من المهم هنا أن يسعى المرء إلى تطوير توازن هادف. ماهو القدر الكافي؟ ما درجة ملكية المال التي سوف تمكّنه من أن يكون مورداً مفيداً دون أن يصبح له تأثير مهيمن؟ هنا يجب أن تحدد ما تعرفه وليس ما تريده. إذا تمكنت من متابعة ما تعرفه، فسوف يمنحك هذا بصيرة حقيقية وسوف يوازن علاقتك بالمال. ما تريده هنا سوف يتجاوز دائماً احتياجاتك. يعتمد الكثير مما يريده الناس على خوفهم الحالي من الخسارة وتجربتهم السابقة بالخسارة وقلقهم بشأن الخسارة المستقبلية. إنهم يريدون حماية أنفسهم من واقع الحياة القاسي على حساب معرفتهم وإحساسهم بأنفسهم وصدقهم.
لذلك، فإن أول سؤال أساسي يجب أن تطرحه على نفسك هو، ”أين أقف في علاقتي بالمال في هذه اللحظة؟“ للإجابة على هذا السؤال، تحتاج إلى مراجعة تجاربك السابقة وأن تنظر إلى نفسك بأكبر قدر ممكن من الموضوعية. هنا عليك أن تسأل نفسك، ”ما معنى أن أعطي المال؟ ما الغرض الذي يخدمه المال بالنسبة لي؟ كيف يمكنني استخدام المال بشكل فعال لدعم نفسي والمساهمة في العالم؟“ هذا كله جزء من السؤال، ”أين أقف في علاقتي بالمال في هذه اللحظة؟“
السؤال الثاني المهم الذي تطرحه على نفسك هو، ”ما مقدار المال الذي أحتاجه حقاً؟“ لتتمكن من الإستجابة على هذا السؤال بشكل فعال، يجب أن يكون لديك إحساس وتجربة أعمق بالمعرفة الروحية داخل نفسك. خلاف ذلك، فإن رغباتك سوف تحدد الإجابة ومرة أخرى سوف تكون ملزماً بمحاولة تحقيق أهدافك وتوقعاتك بناءً على رغباتك، مما سوف يضعك مرة أخرى في علاقة خاطئة بالمال.
كم القدر الكافي؟ إذا كنت تأخذ هذا السؤال بجدية، يجب أن تنتقل إلى السؤال الثالث المهم، وهو، ”ما الذي أحاول تحقيقه؟“ هذا، بالطبع، سؤال مهم للغاية. في الواقع، إنه أحد الأسئلة الأساسية. ”ما الذي أحاول تحقيقه؟“ سوف تحدد الإجابة على هذا السؤال مقدار المال الذي تحتاجه ونوع العلاقة بالمال التي يجب أن تمتلكها. يحتاج بعض الناس إلى القليل جداً من المال للقيام بمساهمتهم الحقيقية في العالم، يكفي فقط لإبقائهم على قيد الحياة — طعام، مأوى، ملابس، القليل من أجل الترفيه وقليلاً من أجل المستقبل. لا يحتاجون إلى قدر عظيم. سوف يحتاج الآخرون إلى المزيد. ربما سوف يقومون بتربية عائلة. ربما سوف يبدأون نوعاً من المشاريع التجارية. ربما سوف يصبحون مدافعين عن شيء مهم في العالم. إن حاجتهم إلى المال هنا أعظم، لأنه يجب عليهم إعالة الآخرين. يجب عليهم توفير أعمالهم التجارية. أو يجب أن يقدموا دعوتهم في العالم.
يمكن أن يختلف نطاق الاحتياجات بشكل ملحوظ. إذا كنت تحاول جمع الأموال من أجل نشاط مهم في الحياة لدعم مهمة أو دعوة، فقد تحتاج إلى أكثر بكثير مما قد تحتاجه شخصياً، لكنك لا تريد أن تكون مثقلاً بالمال. لذلك، تختلف المتطلبات الشخصية للمال بشكل عظيم، حتى بالنسبة لأولئك الذين يتعلمون العيش حياة حقيقية وأصلية.
عندما تطرح السؤال، ”ما الذي أحاول تحقيقه؟“ يجب أن تدرك دائماً أن الإجابة على هذا السؤال هي شيء سوف يتطور ويتغير. لكن يجب أن تكون إجابتك قوية بما يكفي بحيث يمكنك الوقوف عليها واستخدامها كمرجع. يجب أن تكون أساساً، حتى مع تطورها وتغيرها خلال عملية حياتك. لا يمكن أن يكون مجرد شكل من أشكال التكهنات، أو مجموعة من التخيلات المفعمة بالأمل أو بعض الأهداف الشخصية الرائعة. يجب أن يكون شيئاً صلباً جداً.
مرة أخرى، عليك أن تقيم مكانك الآن. إذا أثبتت أنك سوف تفعل شيئاً بعيداً عن متناولك والإعداد الحالي، فلن يكون تقييمك لما تحاول تحقيقه مفيداً لك. لذلك، يجب أن تعكس الإجابة على هذا السؤال أين أنت الآن وماذا تفعل الآن. ربما تعمل من أجل شيء أعظم تفهمه أو، كما هو الحال غالباً، شيء لا تفهمه. لكنك ما زلت في المكان الذي أنت فيه الآن، ولديك مجموعة من المشاكل لحلها في الحياة الآن. الأشياء التي تعرف أنه يجب عليك فعلها، وبعضها تفعله وبعضها تتجاهله أو تنكره، هي ما عليك فعله الآن. لذلك، هذا ليس السؤال النهائي الذي يمكن للمستقبل فقط الإجابة عليه. إنه سؤال عملي في الوقت الحالي.
سوف يساعدك تحديد ما يجب عليك إنجازه على تحديد دوافعك. إذا أعدت إنشاء دوافعك بناءً على هذا الفهم، فسوف تتمكن من إعادة صياغة علاقتك بالمال. دائماً ما يكون للناس دوافع، لكنهم نادراً ما يكونون مسؤولين عن خلقهم. إنهم يقبلونها فقط من البيئة المحيطة بهم. إنهم يمتصونها من القيم الثقافية التي يتشاركونها مع الآخرين. إنهم يتماشون مع ما يعتقده ويريده الآخرون وما يحاول الآخرون أن يكونوه ويفعلونه ويملكونه وما إلى ذلك. هنا لديك فرصة لإعادة تحديد تعريفك لنفسك بناءً على ما هو معروف وما هو حقيقي بالنسبة لك.
المال هو مورد لخدمة هدف ما. ما هو الهدف الذي يخدمه؟ حسناً، قد تقول إن المال ضروري للعيش في العالم. عليك أن تأكل ولديك مأوى ولديك ملابس. نعم، ولكن هذا لا يأخذ في الحسبان قدراً عظيماً من استثمارات الأفراد ومشاركتهم في كسب الأموال وحمايتها وإنفاقها. يمكنك أن تعيش حياة بسيطة للغاية، وأن يكون لديك ما يكفي من الطعام، ومأوى مناسب، وملابس جيدة، وبقايا قليلة. يعيش الناس حول العالم على جزء بسيط مما تعيش عليه. والكثير منهم لا يعانون من أجله. لكن عندما تريد أن تكون أكثر مما أنت عليه، يصبح التركيز على امتلاك المزيد باستمرار واكتساب المزيد، ثم تشعر أنه يتعين عليك حماية ما لديك بالفعل، وعليك الحفاظ عليه. هذا يتطلب المزيد والمزيد من المال. لذا، فإن الحصول على المزيد يصبح تركيزاً متزايداً باستمرار، ويصبح المال عبئاً وظلاً أعظم وأكثر قتامة بالنسبة لك.
حتى الأغنياء يشعرون أحياناً أنهم بالكاد يستطيعون مواكبة الأمور من الناحية المالية. إن نفقاتهم عظيمة لدرجة أنهم يضطرون إلى العمل بجدية أكبر وقضاء المزيد من الوقت في حماية أموالهم، والمزيد من الوقت في استثمارها، وتأمينها ومنع ضياعها أو تبديدها. ولكن من أجل مستوى الإعالة البحت والبقاء على قيد الحياة، فإنك تحتاج إلى القليل من المال. هذا واضح عندما تفكر في الأمر، ولكن بعد ذلك قد تقول، ”لن أكون سعيداً بعيش مثل هذه الحياة البسيطة.“ كثير من الناس سوف يقولون ذلك. لكني أقول، لِمَ لا؟ ماذا تحاول تحقيقه؟ هل تريد ببساطة أن تكون أكثر راحة، ولديك المزيد من وسائل التسلية الشخصية، ولديك المزيد من الأشياء لتلعب بها، ولديك دائماً بيت أكبر أو بيت أفضل، والمزيد من الملابس؟ اكثر اكثر اكثر. هنا يصبح المال عبئاً عظيماً عليك، ولا يمكنك استخدامه بموضوعية. إنه يغذي مجموعة من الرغبات والطموح والمتطلبات التي فرضتها على نفسك والتي قد لا يكون لها علاقة تذكر بسبب وجودك في العالم أو ما تحاول تحقيقه حقاً.
يشعر بعض الناس بالحرارة والبرد في علاقتهم بالمال. إنهم يصبحون ساخنين معه، ويريدون الحصول عليه، وسوف يكسبونه، وسوف يقومون بتأمينه، وسوف يصنعون الكثير منه، وسوف يعمل معهم الأمر، ولقد فهموا كل شيء. ثم يبدأون في إدراك مع مرور الوقت أن الاستثمار يستهلك المزيد والمزيد من انتباههم وطاقتهم وتركيزهم ورفاهيتهم ووقتهم. إنه يضعف علاقاتهم. إنه يهيمن على تركيزهم وأولوياتهم. ثم يبتعدون عن المال قائلين، ”سوف أفعل شيئاً مختلفاً جداً“. لذا فهم يحاولون العيش بدون نقود أو ينكرون ذلك. ولكن هذه هي الطريقة التي يحاول بها الشخص إعادة وضع نفسه أو نفسها بشيء أصبح إدماناً. انظر إلى سلوك الشخص المتورط في الإدمان. إنهم يتحولون إلى سخونة وفتور في علاقتهم مع إدمانهم. إنهم يسلمون أنفسهم له بكل أنواع التفسيرات والمبررات، ثم ينكرون ذلك ويدعون أنهم سوف يحررون أنفسهم. ثم يقولون، ”أوه، لا يمكنني فعل ذلك. لماذا تهتم؟“ ويستسلمون له مرة أخرى.
المال أداة. بالإضافة إلى تلبية احتياجات البقاء الأساسية، فهي أداة. ما الغرض الذي تخدمه؟ ما الذي تحاول تحقيقه به؟ هنا لا يجب أن تنظر فقط إلى أهدافك وأولوياتك وقيمك ، بل يجب أن تنظر إلى ما يحتاجه العالم. إذا كنت تسعى بصدق إلى تحقيق هدف أعظم في الحياة، فلا تنظر إلى نفسك وحدك. انظر إلى نفسك وإلى العالم. يقول العالم، ”أحتاج هذا، وأنا بحاجة إليه، وأنا بحاجة إليه“. أي حاجة يمكنك تلبيتها؟ في الواقع، يتطلب الأمر الاعتراف بالحاجة الحقيقية والمعاناة في العالم لإخراج الناس من ثملهم بما يريدون وما لا يريدون — انهماكهم لأنفسهم.
يستغرق الأمر أحياناً إيقاظاً فظاً جداً. إما أن يحدث لك شيء قوي جداً يخرجك من حالة الحلم التي تعيش فيها فيما يتعلق بما تريد وما يجب أن يكون لديك وكل هذا، أو أن تنخرط مع شخص احتياجاته حقيقية جداً وأكثر أصالة بكثير من احتياجاتك ينفضك من هذا الضباب. حالة الحلم هذه هي حقاً شكل من أشكال التسمم. على سبيل المثال، قد تفكر في شراء الشيء الممتع التالي أو خزانة ملابس جديدة أو سيارة جديدة، ثم تقابل شخصاً يحتاج إلى المال لشراء الطعام أو لديه مشكلة طبية لا يمكنه الحضور إليها لأنه لا يملك الموارد المالية. حاجتهم أكثر شرعية وحقيقية وإلزاماً من حاجتك. أنت تنفق ثروة على التوافه، وهم بحاجة إلى المال لأشياء أساسية وهامة. يتطلب الأمر هذا النوع من المواجهة مع الحياة لإخراجك من انهماكك لذاتك ولجعلك تشعر أن لديك شيئاً مهماً تقدمه.
الأشخاص الذين يلتزمون فقط بإشباع أنفسهم هم غير سعداء للغاية ومدفوعين للغاية ومدمنين لدرجة أنه على الرغم من قدرتهم على إظهار الجمال والقوة والتأثير والتطور، فإنهم كبشر هم حقاً مثيرون للشفقة. لقد استثمروا في ما لا يمكن أن ينتج عنه أي ميزة حقيقية لهم أو للآخرين.
السؤال هنا ليس ما إذا كان لدى المرء مال أم لا. السؤال هو ”هل المال يخدم حاجة حقيقية؟ هل المال مصدر مفيد؟“ انظر إلى مجتمعك. الشباب يريدون المال من أجل المتعة واللعب. يريد كبار السن المال لتلبية احتياجاتهم الطبية العظيمة، وإذا كان بإمكانهم تحمل تكاليفها، فإنهم يريدون المزيد من المرح واللعب. هناك كل هذا التركيز على المرح واللعب.
لذلك، عندما نتعامل مع المال، فإننا نتعامل مع الهدف. عندما نتعامل مع الهدف، نتعامل مع ما يقدره الناس وما يدركه الناس. إعادة الناس إلى الانخراط الحقيقي في الحياة، وتجديد شعورهم بأنهم هنا للمساهمة بشيء ما، ولإعطاء شيء ذي قيمة ولترك إرث مهم — وهذا هو التركيز. ما لم يكن هذا هو التركيز، فإن المال سوف يكون مشكلة وليس حلاً. سوف يكون المال إلهاً أو شيطاناً، أو لعنة أو بركة. سوف يتم تشبعه بالقوى السحرية والصوفية، وسوف يشعر الناس بالارتباك الشديد حول ماهيته وما يمكن العمل به.
احتياجاتك صغيرة. احتياجات العالم عظيمة. عندما تصل إلى هذا الإدراك، سوف تكون في وضع يسمح لك بالعطاء والتعرف على ما عليك أن تقدمه. سوف يتم سحبها منك. بدلاً من المرور في الحياة تسأل، ”من أنا؟ ماذا اريد؟ كيف اكون سعيداً؟ ماذا علي أن أفعل؟ ما الذي يجب ألا أفعله؟“ تصبح شخصاً ينظر إلى العالم ويقول، ”لا يمكنني فعل ذلك، لكن يمكنني فعل ذلك. أشعر أنني أستطيع المساعدة هنا. يمكنني أن أفعل شيئاً ذا مغزى هنا“.
هل تريد أن تختبر روحانية حقيقية؟ هل تريد علاقات هادفة؟ هل تريد أن يكون لديك إحساس بالاتجاه في الحياة؟ هل تريد أن يكون لديك إحساس بقيمتك الخاصة؟ إذن يجب أن تكون المساهمة هي تركيزك. يولد المرض في العقل من انهماك الذات. لقد ولد من الأنانية. عندما يخدم المال هذا، فهو جزء من البلاء. عليك فقط أن تنظر حولك لترى عدد لا يحصى من العروض لهذا الأمر. الجميع يحاول الحصول على المزيد، ومع ذلك فهم يشعرون بالتعاسة، ويخافون من أن يكونوا مع أنفسهم، ويخافون من أن يكونوا مع أي شخص آخر، ويخافون من السكون، ويخافون من الصمت، ويخافون من الحميمية، ومندفعين للحصول على المزيد والمزيد، بعيداً بما يتجاوز احتياجاتهم المشروعة.
تحدثت في العديد من الخطابات في هذا الكتاب عن حالة العالم — ما الذي يتغير في العالم والتأثيرات الأعظم التي تعمل في العالم اليوم، والتي تحدد تطور العالم وتحكم اتجاهه العام. لا يمكنك الاستمتاع بهذه الأشياء إذا كنت لا تزال راسخاً في نفسك — رغباتك واحتياجاتك ومخاوفك. الجواب ليس هناك. الجواب هو إعادة الانخراط في الحياة، بالحكمة، بالمعرفة، بالاتجاه الداخلي. كثير من الناس يفقدون أنفسهم في شؤون العالم، وهذا أمر شائع أيضاً. ليس هذا ما أتحدث عنه. يجب أن تقوم بعملك الداخلي ويجب أن تقوم بعملك الخارجي. في مرحلة معينة، لا يمكنك القيام بأي عمل داخلي، لذلك يجب عليك القيام بعملك الخارجي. هذا يعني أنك تجد حاجة حقيقية في العالم وتعمل على تلبيتها.
كما أوضحت الحركة الأعظم للعالم، يجب أن تدرك أن احتياجاته هائلة. يسأل الناس، ”ما هو ندائي؟“ وأقول، ”انظروا إلى العالم.“ يسألون، ”ما هو هدفي؟“ وأقول، ”انظروا إلى العالم!“ بعيون كبيرة! ليس خوفاً أو خيالياً، ولكن بعيون كبيرة! ضع في اعتبارك إندماج العالم في المجتمع الأعظم. ضع في اعتبارك الحاجة إلى إصلاح البيئة. ضع في اعتبارك انغماس الثقافات في بعضها البعض. ضع في اعتبارك جميع الاحتياجات العظيمة والملحة للمجتمع. التي تناديك؟
إذا كنت تريد أن تفقد نفسك في الكماليات والملذات، فلن تجد الراحة. إلى جانب هذا، سوف يكون هناك شعور بالذنب لأنك تهدر مورداً عظيماً في العالم. كل الحق في الاستمتاع؛ لا بأس أن تفعل أشياء ممتعة. لكن حافظ على إحساسك بالمسؤولية. أنت هنا للمساهمة في العالم. العالم ليس هنا لتدليل نفسك وجعل نفسك آمناً. سوف تموت. لذا، ماذا سوف تفعل لجعل هذه الحياة تجربة ذات مغزى؟ تتسلى بوقتك أكثر؟ هل تأخذ المزيد من الإجازات؟ شراء المزيد من الأشياء؟ إذا كنت تعتقد أن ذلك سوف يلبي احتياجاتك، فاذهب واقضِ الوقت مع أشخاص لديهم أكثر مما لديك. إذا قمت بذلك، فسوف تقتنع بالتأكيد أن هذا ليس هو الطريق.
في الطبيعة، كل شيء مفيد. لا يضيع شيء. كل شيء يساهم في كل شيء آخر. لا شيء مبدد. تعلم من عالمكم الطبيعي. أعد التعامل معه. سوف ترى. تحتاج جميع المخلوقات إلى أشياء معينة من أجل بقائها ورفاهيتها. لكنك لا تراهم يضعون كنوزاً عظيمة لأنفسهم. جميع المخلوقات في العالم معرضة للخطر في العالم. بالإضافة إلى غرائزهم الوقائية والملاجئ التي قد يوفرونها لأنفسهم، فهم عرضة للعالم. هم منخرطون في العالم.
لا تضيع في فكرة أن المال جيد أو المال سيء أو أن المتعة جيدة أو المتعة سيئة. هذا سوف يقودك دائماً إلى الضلال. ارجع لتسأل، ”ماذا علي أن أفعل؟“ هنا تنظر إلى ميولك الطبيعية. إنك تقيم قدراتك الطبيعية، وتنظر إلى احتياجات العالم. سوف تحتاج إلى القيام بأشياء محددة بسيطة للغاية، ربما لا تبدو مرتبطة ولكنك لا تزال تساهم وضرورية في ظهور العالم في المجتمع الأعظم وتوحيد المجتمع البشري. ابحث عن دورك وقم بإنجازه وسوف تجد إتمامك. لا توجد وسيلة أخرى. إذا كنت تريد أن تعرف قيمتك وهديتك وطبيعتك، فهذه هي الطريقة. إن محاولة البحث عن تجارب متعالية للخروج من العالم والعودة إلى الرب ليست هي الطريقة. أرسلك الرب إلى هنا لتفعل شيئاً، ومع ذلك تريد العودة إلى الرب!
إن التواجد في العالم ليس مجرد وجودك في سجن يجب أن تجد مهرباً منه. لن تكون في العالم طويلاً، لذا هروبك مضمون. أنت لن ترسل هنا إلى الأبد. لقد أتيت من مكان ما وتعود إلى مكان مختلف تماماً عن العالم. لذا، هروبك مضمون. ولكن هل يمكنك الشعور ببيتك العتيق أثناء وجودك هنا؟
الشخص الذي تشافى هو الذي يعطي ويجد مكاناً لكي يعطي. إذا كنت تعلم أنه يجب عليك العطاء وتجد صعوبة في العثور على مكان تقدمه، فابدأ في العطاء لشيء ما أو لشخص يحتاج إلى ما لديك. ليس من الضروري أن يكون المكان النهائي الذي سوف تعطي فيه، لكنها نقطة انطلاق. تتعلم هديتك من خلال العطاء. أنت لا تنتظر حتى يأتي الموقف النهائي، وبعد ذلك ربما سوف تعطي إذا لم يكلفك الكثير. تبدأ بالعطاء الآن. لا يوجد راحة من الاضطراب العصبي أو الأنانية غير هذا. أنت هنا لا تستسلم لمجدك، حتى من أجل عودتك الروحية. أنت تعطي لأنك مطلوب. وسوف تجد ذلك المكان الذي يحتاجك بشكل أصلي وحيث يمكنك العطاء بشكل أصلي.
في المستقبل، الذي سوف يكون مستقبلك، سوف تصبح احتياجات العالم أعظم وأكثر إلحاحاً وسوف يضطر الناس إلى مشاركة موارد العالم مع بعضهم البعض أكثر بكثير مما يفعلون الآن. سوف يضطرون إلى مشاركة تراثهم وما يعرفونه مع بعضهم البعض. سوف يصبح الأغنياء أكثر فقراً وسوف يحتاج الفقراء إلى المزيد. سوف يتم موازنة العديد من أوجه عدم المساواة العظيمة التي تراها الآن فيما يتعلق بثراء الناس لأن الموارد سوف تتضاءل وسوف يزداد عدد السكان. سوف يصبح من الغير مناسب بشكل متزايد أن يكون لديك ثروة شخصية عظيمة. ما لم يكن دورك في الحياة هو أن تكون فاعل خير وينتهي بك الأمر بالتخلي عن معظمها، فهذا غير مناسب وسوف يصبح الأمر كذلك بشكل متزايد.
تذكر، العطاء ليس هو الإستسلام. العطاء هو توجيه مواردك واهتمامك إلى شيء يحتاجك. هذا هو ما ينتج الرفاهية والتطور، وسوف يتجاوز عطاؤك بكثير الحاجة المحددة التي يتم توجيهها إليها. سوف يعزز البيئة العقلية. سوف يلقي بموجة من الإلهام على الآخرين للعطاء والهروب من مآسيهم.
المستقبل الذي هو مستقبلك سوف يتطلب منك المزيد والمزيد. هذا مفيد لك، على الرغم من أنه لن يكون جيداً للبشرية إذا لم يتم تلبية هذه الحاجة. لكن الأمر جيد لك. يوفر لك إمكانية حقيقية لاسترداد القيمة الحقيقية الخاصة بك، والمعنى الحقيقي الخاص بك وقدراتك الحقيقية. يعني مستقبلك أنك لن تكون قادراً على الحصول على كل الأشياء التي تريدها. إذا كان الشيء الذي تريده غير مناسب، فسوف تعرف ذلك. وإذا التزمت بذلك، فسوف تحمل معك شعوراً بالذنب وعدم المسؤولية لن يتمكن أحد من تخفيفه.
إن امتلاك الكثير هو أمر سيئ مثل وجود القليل جداً لأنك غير متوازن وأن علاقتك بالحياة وموارد الحياة ليست صحيحة وتتطلب التغيير. أن تكون على علاقة صحيحة بالمال يعني أن تكون على علاقة صحيحة بأهدافك الحقيقية في الحياة وأن تكون في علاقة صحيحة مع العالم من حولك. إذا كان لديك الكثير، فسوف تعاني. وبالمثل، إذا كان لديك القليل جداً، فسوف تعاني. كلتا الحالتين تتطلب التغيير وإعادة التعديل. إن معرفتك الروحية تعرف ما هو صحيح — في علاقتك بالمال وبالناس وبالحياة، وفي جميع التفاصيل التي تدخل ضمن هذه الفئات. يستدعي عدم التوازن إعادة التكييف وإعادة التقييم وتطبيق جديد لنفسك. في ضوء ذلك، الأغنياء سيئون مثل الفقراء. ومع ذلك، فإن الفقراء لديهم فرصة أعظم للسعادة من الأغنياء، لأنه في كثير من الأحيان لا يمكن الوصول إلى الأغنياء. لقد قدموا لأنفسهم الكثير، وهم منغمسون للغاية. ربما إذا أصبحوا فقراء للغاية فجأة، فسوف يكونون قادرين على إعادة عيش حياتهم وإيقاظهم وإعادة تقييم احتياجاتهم الأصلية.
يؤدي وجود الكثير أو القليل من المال إلى عدم التوازن ويتطلب إعادة ضبط. يمكن للأثرياء والذين أدركوا عدم التوازن أن يلزموا أنفسهم بالتخلي عن مواردهم، ليس ليصبحوا فقراء بل ليصبحوا فاعلين. دور الأغنياء أن يكونوا فاعلين. لا يوجد سبب للثراء سوى أن تصبح فاعل خير. إذا كان تصميمك ودورك في الحياة هو أن تكون متبرعاً، فسوف تحتاج إلى الكثير من الموارد المالية، والتي سوف تحتاج إلى جزء صغير منها للقيام بعملك الخاص وجزء صغير يمكنك تخصيصه لمتعك وسعادتك. لكن التركيز الرئيسي في استخدام هذا المورد هو العطاء للآخرين وتمكين الآخرين من إعطاء أنفسهم. لماذا تجعل أولئك الذين يعيشون في فقر أكثر ثراء؟ حتى يتمكنوا من العطاء! عندما لا يعطي الأغنياء، فإنهم لا يضربوا مثالاً لذلك، ونتيجة لذلك تصبح حياتهم منحطة ومدمرة للذات. العطاء هو ما يلهم الناس، ويجب أن يكون هناك العديد من الأمثلة العظيمة هنا. بالنسبة للبعض، سوف يتطلب العطاء تعليماً هائلاً. يجب أن يحققوا تعليماً أكاديمياً عملياً هائلاً. بالنسبة للآخرين، سوف يتطلب نوعاً مختلفاً من التعليم ونوعاً مختلفاً من الحساسية.
المال، مثل الذكاء، هو مورد. إذا تم استخدامه بحكمة وتوجيهه بشكل صحيح، فيمكن استخدامه لهدف روحي أعظم، مما يمنحه معنى وقيمة حقيقية. في الواقع، يحتاج كل شخص في العالم تقريباً إلى تعديل علاقته بالمال لأنهم بحاجة إلى اكتشاف سبب وجودهم هنا وما الذي يحاولون تحقيقه. الإجابات على هذه الأسئلة ليست تعريفات ثابتة؛ هم إستيعاب متزايد. حتى إذا وجدت الحقيقة بشأن وضعك الحالي، فسوف تدرك أن تطبيق الحقيقة سوف يحتاج إلى تعديل كل ما تتقدم. ربما سوف تزداد حاجتك للمال؛ ربما تصبح أقل — اعتماداً على ما تعمل على تحقيقه. إذا كنت تبني مستشفى أو تعيد زراعة غابة، فسوف تحتاج إلى قدر كبير من المال. هنا تعطي الفرصة للآخرين لتقديم القيمة الحقيقية وتأكيدها في كل من عطاءهم وما يتلقونه. سوف يحتاج الآخرون ببساطة إلى رعاية المرضى والمحتضرين. قد لا يحتاجون إلى الكثير من المال. سوف يحتاج البعض إلى المشورة. سوف يحتاج البعض للبناء.
هناك العديد من الأمثلة، كثيرة جداً لذكرها هنا. لكن من الضروري إعادة التأكيد على فكرة أن المال أداة مفيدة لخدمة هدف حقيقي. إذا كان يخدم هدفاً غير حقيقي، فسوف يكون له معنى غير واقعي وسوف يكون مصدر ارتباك وإعاقة للناس. لقد انتهى وقت استخدام المال المتسامح. حان وقت المساهمة الآن. فقط هذا يمكن أن يؤسس لك علاقة صحيحة مع المال ومع الآخرين ومع نفسك.
لذلك، فإن المال وسيلة للتعبير عن هدف حقيقي. في هذا، تجد قيمته الحقيقية. اغتنم هذه الفرصة لتقييم احتياجاتك الحالية وتحديد ما تعمل على تحقيقه الآن بأفضل ما يمكنك. اجعل هذا يعتمد على المعرفة الروحية وليس فقط على قائمة رغباتك. ثم حدد حاجتك الحقيقية للمال. سوف يحدد هذا مقدار العمل الذي يجب أن تعمله في العالم وما يجب عليك فعله لتأمين الموارد التي تحتاجها. إذا طلبت أكثر مما تحتاج، فسوف تعمل أكثر مما تحتاج، وسوف تصبح حياتك غير متوازنة نتيجة لذلك. في بعض الأحيان يجب عليك جني الأموال من أجل مشروع مهم، ويجب أن تعمل بجد من أجله لفترة من الوقت. ولكن الأمر يستحق ذلك. السؤال هنا ليس ما إذا كان الأمر صعباً أم سهلاً. هو ما إذا كان صحيحاً. هنا المعرفة الروحية دليلك، لأنك سوف تعرف في داخلك. عندما لا تسير الأمور على ما يرام، سوف تشعر بها. انت سوف تعلم. عندما تكون الأمور صحيحة، سوف تشعر بها. انت سوف تعلم. وأنت بحاجة إلى أن تتعرض للأشياء الصحيحة والأشياء الغير صحيحة من أجل الحصول على هذا التباين. ثم يمكنك أن تبدأ في الشعور أو الأحساس بهذا الجزء الأعظم من نفسك الذي يعرف، هذه النقطة المرجعية الحيوية في داخلك والتي نسميها المعرفة الروحية.
سوف ترى الكثير من الخطأ في العالم. لا تدينه. اجعله يعلمك التفكير في المعرفة الروحية داخل نفسك. أجعل ما هو صحيح يلهمك. اجعل ما هو غير صحيح يعيد توجيهك إلى المعرفة الروحية ويعيدك إلى المعرفة الروحية. يحتوي العالم على ما هو صحيح وما هو غير صحيح. كلاهما يمكن أن يقودانك إلى علاقة حقيقية. إن امتلاك علاقة حقيقية بالمال هو مثل وجود علاقة حقيقية مع شخص آخر ووجود علاقة حقيقية مع نفسك. إذا كان يخدم هدفاً حقيقياً ويلبي حاجة حقيقية، فسوف يكون تعبيره حقيقياً وسوف يتم تأكيد قيمته. هذه هي الحقيقة في العلاقات بجميع أنواعها.




