Marshall Vian Summers
يونيو 11, 2008
لفهم الحاضر والاستعداد للمستقبل، هناك أشياء معينة من الماضي يجب توضيحها ويجب أن تتعلم كيف تبصرها. الأول هو أن العالم قد تمت زيارته لفترة طويلة جداً. كانت هذه الزيارات من عدد من الأعراق المختلفة لمقاصد مختلفة. جاء البعض إلى هنا للحصول على عينات بيولوجية من التنوع الهائل في الحياة في العالم. أتى آخرون إلى هنا لإخفاء أشياء، ولتخزين أشياء تتجاوز وعي الشعوب الأصلية في العالم. في نقاط مختلفة، أنشأ آخرون قواعد هنا مؤقتة وفي مناسبات قليلة حاولوا، في التاريخ الحديث، تثقيف الحضارات الإنسانية المبكرة أو التأثير عليها.
كانت هذه الزيارات وجيزة ولم تدم لفترة طويلة. القواعد التي تم إنشاؤها هنا كانت تهدف بشكل أساسي إلى اكتساب فهم أعظم للواقع الجيولوجي والبيولوجي للأرض. أثبتت محاولات التأثير على الحضارات المبكرة أنها باءت بالفشل. ومع ذلك، فقد تم تعلم الكثير عن العالم الطبيعي هنا، وتم أخذ العديد من العناصر البيولوجية من العالم بشكل دوري لدعم ظهور الحياة في مكان آخر.
تمثل تلك الأعراق الموجودة في العالم اليوم مجموعة مختلفة من القوى عن أولئك الذين زاروا البشرية في الماضي. عاشت الإنسانية في عزلة طوال تطورها بالكامل مع لقاءات وجيزة جداً مع أعراق من خارج العالم. كان لدى الشعوب البدائية قدرة عظيمة على التعرف على قوى الطبيعة، لكن تطورهم وفهمهم وتقنياتهم واتصالاتهم كانت محدودة.
لذلك، مع استثناءات قليلة فقط، لم يتم إجراء محاولات للتواصل معهم. لقد تم أعتبارهم على أنهم غير مستعدين للمشاركة في حوار هادف. ومع ذلك، أعطيت بعض الجماعات الأصلية الحكمة عن الحياة الموجودة خارج العالم. وقد تجلى ذلك لهم بالزيارات وتقديم الهدايا. كان هذا موجوداً في الدول القبلية قبل فترة طويلة، وفي بعض الحالات، بعد وجود الحضارات الإنسانية المبكرة.
نظرا لأن التكنولوجيا جزء مهم جداً من الحياة في الكون، لا سيما فيما يتعلق بالسفر والإتصالات، فقد ثبت أن محاولات التأثير على هذه الحضارات المبكرة لم تنجح. سوف يتعين عليهم الإنتظار حتى وقت متأخر جداً حتى تتطور البشرية تكنولوجياً وتطور بنية إجتماعية متطورة بدرجة كافية وكبيرة بما يكفي لتأسيس إتصالات أعظم.
بالنسبة لجميع الأعراق التي زارت العالم في الماضي تقريباً، وبالنسبة للأعراق الموجودة هنا في الوقت الحاضر، يمثل العالم تحدياً عظيماً للغاية. العيش في الفضاء لفترات طويلة جداً في بيئات معقمة، جعل الأعراق القادمة إلى العالم تواجه صعوبة هائلة. إن درجة وتنوع العوامل البيولوجية في العالم تجعل هذا الكوكب، على الرغم من أنه مفيدة للغاية للحياة، خطير للغاية لأي زائر غير متكيف معه. حتى الأعراق ذات التكنولوجيا المتقدمة جداً لا يمكنها حماية نفسها من تنوع الحياة وعدد العوامل البيولوجية الموجودة في هذه البيئة الأرضية. هذا ما جعل الحياة الفعلية في العالم صعبة للغاية، وفي معظم الحالات، مستحيلة لجميع الأعراق التي زارت هذا الكوكب. سوف يستغرق الأمر منهم أجيالاً للتكيف على العيش في بيئة مثل هذه. وفقط من خلال برنامج وراثي مطول من الترابط مع السكان الأصليين يمكن أن يكون لديهم إمكانية حقيقية للعيش في عالم به مثل هذه القوى البيولوجية المتنوعة والمعقدة.
قد يبدو غريباً للناس أن العالم سوف يكون شديد الخطورة بالنسبة لعرق متقدم لم يتطور هنا. لكن هذا صحيح مع ذلك. إذا كنت تعيش في بيئة معقمة، يمكنك زيارة بيئات أخرى معقمة، أو يمكنك زيارة البيئات التي يوجد فيها تنوع محدود للغاية في الحياة، إذا كنت مستعداً لها. المخلوقات البيولوجية معرضة للتلوث في كل مكان في الكون. لا توجد تكنولوجيا، ولا تكنولوجيا طبية، يمكنها حماية أي كيان بيولوجي من أي نوع من التأثيرات الجديدة وغير المتوقعة. لقد جعل هذا عالمكم مكاناً صعباً للغاية لزيارته لأي فترة زمنية أو للعيش فيه دون تكنولوجيا متقدمة جداً. ومن الصعب للغاية الحفاظ على هذه التكنولوجيا بعيداً عن مصدر حضارتها.
لا يوفر العالم التكنولوجيا والمدخلات التكنولوجية التي سوف تكون ضرورية لعرق أجنبي للحفاظ على بيئة تكنولوجية هنا لفترة طويلة جداً. وسوف تكون مخاطر التلوث عظيمة للغاية. بغض النظر عن مدى تقدم التكنولوجيا، لا يزال بإمكان المرء الرضوخ لعوامل بيولوجية غير مرئية مثل البكتيريا والفيروسات. هذا يجعل الإقتراب من عالم مثل عالمكم افتراضاً صعباً للغاية لأي عرق. حتى الأعراق الأخرى التي تعيش في بيئات من التنوع البيولوجي، والتي تمكنت من الحفاظ على تلك البيئات وعدم تجريدها من الموارد، سوف تجد أن هذا أمر متحدياً للغاية.
كانت الزيارات إلى العالم مختصرة ونادرة، قامت بها مجموعات مختلفة لأغراض مختلفة. لقد آتى البعض يكتسب موارد بيولوجية، والبعض الآخر آتى للتجربة والبعض الآخر لإنشاء قاعدة تأثير. لكن لم يتمكن أي منهم من البقاء لفترة طويلة جداً.
كمكان للإختباء، قدم العالم بعض المزايا العظيمة لأعراق معينة. كون الكوكب مغطا بأوراق الشجر بكثافة في العديد من الأماكن ويسكنه السكان الأصليون الذين يؤمنون بالخرافات والذين كان وجودهم محلياً للغاية في مناطق معينة، فقد جعل من الممكن إخفاء أشياء ذات قيمة عظيمة هنا، وقد استفادت بعض الأعراق من هذا. حتى اليوم، هناك أشياء مخفية في العالم تتجاوز الوعي البشري كانت هنا لفترة طويلة جداً.
ومع ذلك، الآن مع تسارع تكنولوجيا البشرية بشكل شديد، ازداد خطر اكتشاف هذه الأشياء. العديد من هذه الكنوز المدفونة هنا منذ عصور قد أزيلت من العالم في الآونة الأخيرة، وخاصة في القرن الماضي. تتزايد قدرة البشرية على تمييز وجود الأشياء — المعادن والآلات المدفونة بعمق حتى في المحيط — بسرعة، وقد تطلب ذلك عودة بعض الأعراق إلى الأرض لإزالة الأشياء ذات القيمة التي تم تخزينها هنا لفترة طويلة…
على الرغم من صعوبات الزيارة أو الإقامة في هذا العالم بالنسبة للعرق المتطور تكنولوجيا، فقد كان هذا العالم محط تركيز العديد من الأعراق لفترة طويلة جداً بسبب تنوعه البيولوجي وموقعه الإستراتيجي في هذا الجزء المأهول جيداً من الكون روقبت الأرض لفترة طويلة جداً. إنها ذات أهمية عظيمة لمجموعات مختلفة لأهداف مختلفة.
أدى صعود الجنس البشري والتطور السريع للتكنولوجيا البشرية على مدى القرنين الماضيين إلى ظهور قوى مختلفة في العالم، قوى تبحث عن إمكانية تحقيق مكاسب وتتحد مع البشرية للسيطرة على عالم ظاهر مثل هذا. مع استثناءات قليلة، لم يكن هذا هو التركيز من قبل، لأن البشرية عاشت في حالة بدائية ولم تبن بعد أي تكنولوجيا أو نظام اتصال يمكن للأعراق الأخرى استخدامه أو الاستفادة منه. كان موضع اهتمام السكان الأصليين فقط من حيث قدراتهم على التكيف ومعرفتهم بالبيئة المحلية. أبعد من ذلك، لم تكن هناك إمكانية حقيقية للإتحاد معهم. لذلك، فإن محاولة الإتحاد مع البشر وراثياً لم تكن سوى ظاهرة حديثة جداً.
في الماضي، كان ينظر إلى الأرض على أنها مخزن للثروة البيولوجية. ومع ذلك، فشلت محاولات إنشاء مساكن دائمة هنا حيث تأثر الزوار بالبيئة البيولوجية. حتى تكنولوجياتهم المتقدمة لم تستطع في النهاية حمايتهم من قوى الطبيعة هذه. وإمكانية إدخال عوامل بيولوجية أجنبية في كواكبهم الأصلية وفي قواعدهم في الفضاء خطيرة جداً ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة لإقامة المستوطنات هنا لفترة طويلة جداً. لأنه إذا أصاب عامل بيولوجي فرداً من أفراد قوة الإستكشاف بالعدوى، فيمكنهم حمل هذه العوامل إلى مراكز عملياتهم، وبالتالي التأثير على جميع المتورطين بالعملية.
لقد تكيف الناس مع بيئة العالم بدرجة كبيرة جداً، ولكن في تاريخ حركة الشعوب داخل العالم، رأيتم قوة وتأثير الأمراض المعدية في تدمير مجموعات سكانية بأكملها حين جاء أشخاص من قارات مختلفة للقاء ببعضهم البعض.
هذا خطر عظيم جداً في الفضاء ولا يزال يمثل خطراً عظيماً. تعمل الأعراق التكنولوجية في بيئات معقمة إلى حد كبير. يتعاملون مع بعضهم البعض في بيئات معقمة. نادراً ما تتم التجارة بين الدول على سطح عوالمهم ما لم يتم تجريد تلك العوالم من عواملها البيولوجية، أو كانت كواكب لم يكن فيها أبداً أي تواجد لتطور بيولوجي. يتم استخدامهم ببساطة كقواعد للعمليات. في شؤون المشاركة والتجارة في الكون، يتم الإتصال بالغالب على متن مركبة من نوع ما أو في بيئات محمية جيداً وآمنة من غزو العوامل البيولوجية الأخرى.
كان انتشار الفيروسات مشكلة خطيرة في الماضي في العديد من مناطق الفضاء، لا سيما في المناطق المأهولة بالسكان مثل منطقتكم. هذا هو أحد أسباب النظرة المرتابة من رؤية المغامرات البشرية المستقبلية في الفضاء. ينظر بقلق بالغ إلى إمكانية التعامل مع أبناء البشر والتعرض لمثل هذه الدرجة غير المسبوقة وغير المتوقعة من التأثير البيولوجي. هذا هو السبب في أن أي عرق يزور هذا العالم، حتى في الوقت الحالي، لا يمكنه العيش هنا ويجب أن يتخذ احتياطات عظيمة لحماية نفسه من البيئة البيولوجية للعالم.
في الشؤون بين الأمم في الكون، يعد التلوث مشكلة خطيرة للغاية، لا سيما فيما يتعلق بالأعراق التي تطورت في بيئات مختلفة للغاية والتي تحمل في داخلها عوامل بيولوجية يمكن أن تكون ضارة للغاية بالآخرين. كما سوف ترون من خلال مسار هذه التعاليم، فإن التكنولوجيا لا تمحو جميع مخاطر الحياة، وفي كثير من الحالات، زادت هذه المخاطر بشكل ملحوظ. بالنسبة للأعراق التي تعيش وتسافر في بيئات معقمة، فإن هذا الخطر هائل. يعد التلوث مصدر قلق أساسى لجميع الأعراق الذين يسافرون في الفضاء والذين يشاركون في التجارة مع الآخرين.
لذلك، في حين أن العالم حظي بتقدير بشكل عظيم وبزيارته مرات عديدة، فقد ثبت أن محاولة العيش هنا ومحاولة الإرتباط الجيني مع الأعراق التي تعيش هنا أمرين صعبين للغاية ولم تجر محاولتهما لفترة طويلة. يمكن للفولكلور البشري والأساطير البشرية أن تكشف عن أي نوع من الصور، لكن الحقيقة تظل أن الأرض قد نُظر إليها على أنها بيئة شديدة الخطورة، رغم أنها غنية، من قبل تلك الأعراق القليلة التي تدرك وجودها.
سبب آخر لعدم زيارة الأرض كثيراً أو من قبل العديد من المجموعات المختلفة هو مشكلة السفر في الفضاء نفسه. هناك أناس اليوم يخمنون أنه من خلال السفر بين الأبعاد يمكنك الذهاب إلى أي مكان في الكون تريده. لكن في تجربة الأعراق المتقدمة في الكون، أثبتت مثل هذه المحاولات أنها خطيرة للغاية ومؤسفة. التنقل أبطأ بكثير مما تعتقدون. معظم الأعراق التي تسافر في الفضاء تفعل ذلك فقط داخل المناطق المحلية. إنهم يسافرون فقط في المناطق المحلية لأنه من الخطير للغاية الدخول إلى إقليم يحكمه أو يشرف عليه الآخرون. وإذا كنتم تغامرون بعيداً جداً عن كوكبكم الأم، فلن تكونوا قادرين على إعالة أنفسكم على مدار الوقت.
هناك العديد من المقاطعات التي يقيد فيها السفر والتجارة ومحظورة على الآخرين. لذلك، لا يمكنكم السفر بحرية في الكون إلا إذا كنتم في منطقة يوجد فيها تطور ضئيل للغاية أو محدود للحياة الذكية وحيث لا توجد قيود على السفر والتجارة.
في منطقة الفضاء التي يوجد فيها عالمكم، وهي منطقة مأهولة بالسكان مقارنة بالمناطق الأخرى، توجد قيود عظيمة على الأماكن التي يمكن للشخص السفر إليها، وأين يمكن للشخص الزيارة، ومن يمكنه الإتصال به ولأي غرض. لا يمكنك الذهاب لزيارة أي كوكب تريده، لأن هذا يعد انتهاكا لأراضي الآخرين وتلك المناطق التي يكون للآخرين فيها اهتمامات محددة. لا يمكنك السفر عبر طرق التجارة الأولية دون إذن من الهيئات الحاكمة.
هذا وضع معقد للغاية لا تعرف عنه البشرية شيئاً على الإطلاق. يعتقد الناس أن الكون هو مجرد مكان شاسع فارغ ينتظر الإستكشاف، يحتوي على عوالم جديدة ذات موارد هائلة — متواجدة للإستيلاء. لكن لن تضطروا إلى السفر بعيداً عن هذا النظام الشمسي لإكتشاف أن الأماكن الأخرى ذات القيمة مملوكة بالفعل للآخرين و أن قواعد المشاركة القائمة منذ أمد طويل قد تم وضعها بشأن من يمكنه زيارة هذه الأماكن و من له الأولوية عليها. و لأن الأمم في كونكم المحلي قد أنشأت مثل هذه الاتفاقيات طويلة الأمد وأقامت الاستقرار بين الأمم والعوالم على مدى فترة طويلة من الزمن، فإن قواعد الاشتباك هذه ثابتة للغاية، على الرغم من أنها لا تزال غير معروفة لكم أنتم الذين لم تسافروا بعد خارج حدودكم.
لذلك، لا يمكن لأي شخص من أي مكان في الكون القدوم إلى الأرض لأن الأرض موجودة في منطقة مأهولة بالسكان ويحكمها الآخرون، حيث يتم تقييد التجارة والسفر والإشراف عليها من قبل الهيئات الحاكمة حتى داخل هذه المقاطعة، في حين أن المقاطعة هي منطقة من الفضاء، هناك عدد قليل جداً من الأعراق التي تدرك وجود هذا العالم، لأنها لا تسافر أبداً في هذا الاتجاه. أولئك الذين ينظرون إلى العالم بطموح لن يخبروا الآخرين بوجوده، ساعين إلى عدم وجود منافسة أخرى فيما يتعلق بمستقبل هذا العالم. بالنسبة للعديد من الأعراق التي تدرك عالمكم، هذا سر — سر يحتفظون به لأنفسهم، ولا يريدون أن يعرف الآخرون عن وجود هذا الكوكب الجميل والمتنوع بيولوجيا، والذي تحكمه مجموعة ضعيفة ومتضاربة من القبائل والمجموعات.
نتيجة لذلك، ظل عدد الأعراق في الكون الذين يدركون هذا العالم محدوداً للغاية. إذا كان عالمكم موجوداً في جزء غير مأهول بالسكان من الكون، يمكن لأي شخص أن يأتي إلى هنا لأي هدف ويفعل ما يريد. لكن هذا ليس هو الحال مع عالمكم. لا يمكن للأعراق الآخرون من خارج هذه المنطقة السفر في هذه المناطق، ويتم الاحتفاظ بسر هذا العالم وحراسته من قبل أولئك الذين يدركون وجودكم والذين لديهم تصميمات لمستقبلكم.
لذلك، فإن تعامل الإنسانية مع المجتمع الأعظم كان محدوداً للغاية لدرجة العزلة الكاملة تقريباً. تلك الأعراق التي زارت العالم لم تسع إلى الكشف عن الشعوب الأصلية أو حتى لشعوب العالم الحديثة عن هدفها أو تكنولوجيتها أو نواياها. تلك الأعراق التي تتواجد هنا للاستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة لن تفعل ذلك بالتأكيد. إن تتوقع أو تطلب منهم أن يفعلوا ذلك يمثل سذاجة ونقصاً في الثقافة والوعي من جانبكم. حتى حلفاؤكم المحتملان في الكون، الذين يقدرون احتمالات وإمكانات العائلة البشرية، حتى أنهم لا يريدون السماح للأعراق الأخرى بمعرفة وجودكم خوفاً من وجود المزيد من الدخلاء هنا، مما يؤدي إلى خطر أعظم على المستقبل وحرية الإنسانية الظاهرة.
لا تزل البشرية غير ملوثة. لا تزل عرقاً منعزلاً. إنها تتطور من تلقاء نفسها، وهذا التطور يتسارع. لكن تسارع هذا التطور ليس بسبب ضخ تكنولوجيا خارج كوكب الأرض، ولكن بسبب مسار البشرية في الطبيعة. لم يتم تقديم سوى عدد قليل من العناصر التكنولوجية للعالم خلسة لتعزيز أنظمة الإتصالات البشرية من قبل تلك الأعراق التي تسعى إلى استخدام التكنولوجيا في المستقبل لأهدافها الخاصة. ولكن، بشكل عام، كان تطور البشرية والتقدم التكنولوجي بطيئين للغاية حتى وقت قريب جداً وكانا في الأساس نتيجة للبراعة البشرية والإختراع البشري.
ومع ذلك، تظل الإنسانية عرقاً بدائياً للغاية ذو ميول بدائية وعداوات قبلية. تدرك الأعراق الأخرى في الكون هذا وتخشى أن تؤثر هذه الميول على أممهم، ومعظمها هرمي وموحد، حيث الحرية الشخصية غير معروفة ويتم الخوف منها إلى حد عظيم كقوة محبطة.
على عكس توقعات بعض الناس بأنكم سوف تقابلون أمما متقدمة للغاية وحرة وسلمية، فإن معظم المجتمعات التي تدرك وجودكم والتي لها مصلحة في هذا العالم تعمل في ظل تسلسل هرمي صارم، سوف تجدونه لا يطاق. فقط حلفائكم القلائل الموجودين في هذه المنطقة يمثلون أعراقاً مستقلة، وكان لا بد من حماية استقلالهم بعناية فائقة. لأن الحرية نادرة في الكون، كما هي في عالمكم. هذه هي الحقيقة العظيمة التي سوف يتعين عليكم مواجهتها، على عكس توقعاتكم وآمالكم ورغباتكم.
وهذا يفسر مرة أخرى الندرة النسبية للزيارات الأجنبية إلى العالم. الزائرون هنا لا يريدون أن تؤثر تأثيرات الثقافات القبلية على هياكلهم الإجتماعية. حتى وجود الموسيقى والرقص، اللذان هم جزءاً من الثقافة حول العالم، يتم النظر إليهم من قبل بعض الأمم بقلق وخوف كبيرين، ولا يريدون مثل هذه التأثيرات داخل هياكلها الإجتماعية الخاصة. لأنه في زيارة عالم، سوف تؤثر عليه، وسوف يؤثر عليك. سوف تؤثر عليك الأعراق الزائرة وسوف تؤثر عليهم. وهنا، تم النظر إلى التأثير، حتى من قبل القبائل البدائية للغاية، بدرجة من القلق.
يجب أن تفهموا هنا أن قيمة الإنسانية لا ينظر إليها سوى عدد قليل جداً من الأعراق في مقاطعتكم الفضائية المحلية. وتلك الأعراق التي تقدر الإنسانية في حد ذاتها — من أجل إنجازاتها وإمكاناتها — تمثل أقلية صغيرة من الأعراق القليلة التي تدرك وجودكم. يمكن اعتبار أولئك الذين يفعلون ذلك حليفاً للإنسانية بقدر ما سوف يؤيدون ويحاولون حماية الظهور الطبيعي للإنسانية ضد تأثير القوى الأجنبية التي قد تفسد الإنسانية والتي تسعى إلى وضع البشرية تحت الهيمنة والسيطرة الأجنبية. هذه هي معضلة العيش في عالم بهذه القيمة الهائلة. لقد اكتسبت البشرية الآن تكنولوجيا كافية يمكن للأعراق الأخرى استخدامها، وبالتالي فإن تعرض البشرية للإقناع والتدخل الأجنبيين الآن عظيمين جداً.
لا يمكن أن تساعدكم تجاربكم السابقة مع المجتمع الأعظم حقاً كانت نادرة للغاية، والسجل الوحيد لها الآن تم نقله من خلال التقاليد الشفوية أو، في حالات نادرة، الكتابة. لقد تم تعديل هذا التاريخ بفعل طقوس البشر واعتقادهم أنه لا يوجد لديهم سجل دقيق أو مباشر للتدخل أو الحضور الأجنبي في العالم.
لذلك، لا يمكنك النظر إلى الماضي لفهم طبيعة أو هدف أو حقيقة الحضور والتدخل الأجنبي في عالمكم اليوم. ليس لديكم سوى عدد قليل من آثار الأدلة لتخبركم أن الزيارة قد حدثت، إلى حد كبير من خلال كتابات وأعمال فنية لشعوب أصلية من ثقافات مختلفة، من عصور مختلفة. لكن هذا لا يكفي كدليل. هذا لن يكشف لك حقيقة الكون من حولكم، القوى الموجودة هناك أو ما يجب على البشرية مواجهته والتعامل معه في المستقبل.




