هدفك ومصيرك في عالم متغير


Marshall Vian Summers
يونيو 4, 2008

في استعدادك لـلموجات العظيمة من التغيير واستعدادك لـلمجتمع الأعظم، أنت تستعد لهدفك الحقيقي ومهمتك الأعظم في الحياة. هذه ليست مجرد مصاعب عابرة. هذه هي الفرص التي كنت تنتظرها. ففي الظروف العادية، لن تجد أبدًا هدفك الأعظم ومهمتك في الحياة. لا بد من حدوث شيء استثنائي لاستدعائهما من داخلك، ولخلق موقف تكون فيه الحاجة إليهما ماسة.
لا يمكنك أن تبدأ هذه الرحلة بنفسك. لا بد من وجود قوى أعظم تعمل، سواء على المستوى المادي أو في الحقيقة الروحية أيضًا. لذا، فليس من قبيل الصدفة أنك واجهت حقيقة الموجات العظيمة من التغيير، بينما يظل الآخرون غير مبالين أو جاهلين بهذا. ليس من قبيل الصدفة أنك وجدت هذا الجزء الصغير من الرسالة الجديدة للبشرية، فقد رُتِّب الأمر ليكون بهذه الطريقة. لقد أتيت إلى هنا بمحض قدرك. هذا زمن المصير.
قد ينظر الناس إلى الموجات العظيمة من التغيير بالرعب أو بالإنكار، بكل أنواع ردود الفعل البشرية. لا يستطيعون رؤية أن ما يواجهونه حقًّا هو الشيء الوحيد الذي سيفديهم ويمنحهم حياةً أعظم، وهدفًا أعظم، وإسهامًا أعظم.
قد يستغرق الانتظار وقتًا طويلاً حتى تستدعي الأحداث العظيمة هذا الهدف الأعظم من داخلك، وفي خلال هذه الفترة، ستشعر بانجذاب لتأسيس أهدافك الخاصة، لتمنح نفسك هدفك الأعظم، لتهب نفسك لأشياء تُسعدك أو تثيرك أو تلهمك. في خلال هذه الفترة، قد تتزوج. قد تُكوّن أسرة. قد تملأ حياتك بأشخاص ومسؤوليات وواجبات وما إلى ذلك. ولكن عندما تأتي الفرصة العظيمة، تظل هذه هي لحظة نداءك. إذا كانت حياتك مثقلة بالأعباء، إذا كنت مقيدًا بأشخاص ومسؤوليات وواجبات، فسيكون من الصعب عليك الاستجابة. لكن التوقيت والاستجابة يظلان أمرين أساسيين.
ليس من قبيل الصدفة أنه تم ندائك الآن لتتعلم عن الحياة في المجتمع الأعظم، لتكون من القلة الذين يمكنهم تلقي هذا الوحي. لم تصادف ذلك بمحض الصدفة. هناك هدف وراء هذا، كما ترى. هذا يمثل الغموض الأعظم في حياتك — بينما تعيش حياتك على السطح، هناك قوى أعمق تعمل تحت ذلك السطح.
على السطح، تبدو الحياة فوضوية وغير متوقعة. تبدو عادية. لا يوجد شيء استثنائي فيها حقًّا. إنها مليئة بالمحفزات، بعضها يمنح المتعة والكثير منها يمنح الألم. لكن في الأعماق، هناك تيارات أعمق تحرك حياتك، وتقربك لتعلم شيء ما، لترى شيئًا ما، لتستجيب لشيء ما — سواء داخل نفسك أو في العالم بأسره. إنها مثل المحيط، المضطرب على السطح — تُهَيِّجه رياح العالم، وتحركه قوى تافهة. لكن في أعماقه، يحكم المحيط قوى أعظم، وقوى كوكبية، وقوى هائلة وغامضة تنقل المياه من جزء من الأرض إلى جزء آخر.
حياتك تشبه ذلك. على السطح، هي هادئة، هي مضطربة، تتغير من يوم لآخر، لكنها لا تعطي أي مؤشر حقيقي على حركتها الحقيقية وهدفها الحقيقي. من سطح المحيط، كيف يمكنك تحديد ما هي الحركة العظيمة للمياه حقًّا؟ لا يمكنك. ستحتاج إلى حكمة أعظم، وبصيرة أعظم من المعرفة الروحية هنا لكي تستوعب حقًّا حقيقة أن مياه الأرض تتحرك بطريقة تشبه الحزام الناقل من جزء من الكوكب إلى جزء آخر — شيء لا يمكنك رؤيته أو فهمه من السطح.
هناك قوى أعظم بداخلك — قوى تُحفَّز بقوى داخل العالم وخارجه، داخل الواقع المادي وخارجه. لديك هدف هنا، وهو مرتبط بالزمن الذي تعيش فيه والأحداث القادمة..
لو ترك الجميع لأنفسهم لتصميم هدف أسمى، لوجدت عالمًا مليئًا بالموسيقيين والشعراء والبستانيين والمعالجين وما إلى ذلك. سيكون سلبياً للغاية. لن يكون حيويًا على الإطلاق. لن يكون له أي معنى.
لذا فإن هدفك الأعظم يتجاوز هذه الأشياء حقًّا. فقط الشخص النادر والاستثنائي هو المقدر له أن يصبح فنانًا عظيمًا أو موسيقيًا عظيمًا، أو رياضيًا عظيمًا أو خبيرًا في مجال معين. وهذه الأشياء تُكشف لهم مع تقدمهم في الطريق. لكن بالنسبة لمعظم الناس، يبقى الغموض قائمًا، ومن سطح حياتهم، لا يستطيعون تمييزه — لا معناه، ولا هدفه، ولا اتجاهه.
تنظر إلى نفسك كشخص ضعيف، يحاول البقاء، يحاول أن يكون سعيدًا، يحاول الحصول على أشياء جيدة وتجنب الأشياء السيئة، يحاول الحصول على الراحة، يحاول الحصول على الملذات، يحاول الحصول على الفرص. لكن على مستوى أعمق، لقد أُرسلت إلى هنا في مهمة، ولا شيء يرضي تلك المهمة إلا المهمة نفسها. وما سيحفز تلك المهمة داخلك هو الأحداث العظيمة في العالم واحتياجات الآخرين التي تستدعيها منك. هم يولدون الشروع.
ستنمو الحاجة في العالم. ستواجه الأسرة البشرية ضغوطًا أعظم. سيدوي النداء لكثير من الناس كي يستيقظوا من سباتهم وأحلامهم بتحقيق الذات — مدعوين للعمل ومعه ذاكرة أعمق وإحساس بالمسؤولية تجاه العالم.
من السطح، لا يمكنك رؤية هذا. يبدو الأمر خياليًا. ربما يبدو جيدًا لك. ربما لا. لكنك لا تستطيع رؤيته من السطح، لأنه يمثل الغموض، غموض حياتك. كل ما تفعله لتكون سعيدًا ولترضي نفسك، كل ما تفعله ويثقل كاهلك من حيث الوقت والطاقة وقوة الحياة، لا يمكن أن يرضي هذه الحاجة الأعمق — حاجة النفس لاكتشاف نداءك الأعظم في الحياة، والاستجابة له، والاستعداد له، والبدء فيه وخدمته في ظل الظروف المتغيرة لحياتك.
متى وكيف بالضبط ستحدث الأمور يظل جزءًا من الغموض، فهناك أشياء عديدة يمكن أن تغير الفرص أو توقيت الأشياء. لذلك فإن التكهن بالمستقبل أمر غير مجدٍ. المستقبل دائم التغير والتحول، ويمكن أن تأخذ النتيجة مظاهر عديدة. لكن الاتجاه واضح.
لذا، فأنت لا تتعلم عن الموجات العظيمة من التغيير فقط لمحاولة الهرب إلى مكان ما والنجاة. لا يُكشف لك هذا فقط كي تحصّن نفسك. إنه يمثل حقًّا نداءًا أعظم. مستويات وأنواع الخدمة المختلفة لا تحصى. أنت لا تعرف بعد. يمكنك فقط التوجه نحو شيء يناديك، شيء أصيل. يجب أن تترك التعريفات مفتوحة. لا تتوصل إلى استنتاجات. لا تعلن دورًا أو لقبًا لنفسك. هذا دائمًا سابق لأوانه وهو أمر أحمق.
الأمواج العظيمة ستريك أين يجب أن تذهب، كيف يجب أن تكون، من يجب أن تقابله وكيف يجب أن تتعلم الاستجابة للحياة. ستريك كيف تنضج وكيف تصبح شخصًا واحدًا بمرجعية واحدة داخلك، بتركيز عظيم واحد وتوجه واحد، بدلاً من شخصية مشتتة بأصوات عديدة، باتجاهات عديدة، بكل أنواع الصراع والتعارض داخل نفسك. لن تعرف طبيعتك الأعمق أبدًا بدراسة شخصيتك أو تاريخك الشخصي. لا بد أن يُكشف لك من خلال تجربة أعظم ومشاركة أعظم في العالم.
لذلك، فإن النهج الصحيح والأفضل هو أن تضع نفسك في موقع المتعلم، موقع الطالب — لا تضع افتراضات، لا تصدر تصريحات، لا تعيش في تعريفات، بل اترك الطريق مفتوحًا، اترك حياتك بدون تفسير، اسمح للغموض بأن يناديك ويقودك إلى الأمام.
فوسط كل الظروف المتغيرة لحياتك الآن والتغيرات العظيمة القادمة إلى العالم، لا يزال هناك الغموض، والغموض هو ما سيمنحك الوضوح والاتجاه. هذا هو عالم حيث توجد المعرفة الروحية. هذا هو العالم حيث يمكن لعائلتك الروحية أن تتواصل معك. هذا هو المكان حيث يمكنك أن تتلقى التوجيه. هذا هو المكان حيث يمكنك أن تفعل أشياء لن يفعلها الآخرون أبدًا، وترى أشياء لن يراها الناس أبدًا وتسمع أشياء لن يسمعها الناس أبدًا — أشياء مهمة لحياتك ولرفاهية الآخرين.
لذلك، بينما تمضي قدمًا، يجب أن تخصص وقتًا للسكينة والاستماع الداخلي. السكينة هي تعلّم كيفية تهدئة العقل وتركيزه حتى تتمكن من الرؤية ما خلف أفكارك وسماع ما خلف أفكارك — تسمع ما هو موجود، ترى ما هو موجود وتطور القدرة على أن تكون موضوعيًا وتنظر بوضوح، بدون تفضيل أو خوف.
بالنسبة لمعظم الناس، هذه المهارة بعيدة عن متناولهم. لكن يجب عليك أن تنميها. تنميها بتنفيذ مهام مهمة، وتزرعها ببناء اتصال مع المعرفة الروحية داخل نفسك.
في أخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، تتعلم كيف تهدئ العقل، كيف تستمع داخل نفسك وكيف تميز صوت وحركة المعرفة الروحية عن كل الأصوات الأخرى في عقلك — صوت والديك، صوت معلميك، صوت ثقافتك، صوت أصدقائك، صوت خوفك، صوت رغبتك، صوت شكك الذاتي، صوت نقدك الذاتي — كل هذه الأصوات الأخرى المقيمة داخلك. وبعد ذلك هناك المعرفة الروحية.
الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها أن تثق أن ما تسمعه وتشعر به هو حقيقي هو ببناء هذا الاتصال وتعلم تمييز حضور المعرفة الروحية وحركتها عن كل الدوافع الأخرى، كل الخيالات والأفكار الأخرى في عقلك. “الخطوات إلى المعرفة الروحية” ستعلمك كيف تفعل هذا، وستمنحك ميزة عظيمة.
لأنك تدخل أوقاتًا غير مؤكدة للغاية، من المهم أن تتعلم العيش دون تعريفات ذاتية، دون محاولة التحكم في الأحداث ودون محاولة العيش في استنتاجات. هنا سيكون من الضروري العيش مع الأسئلة — المشاكل التي لا تملك لها حلاً والمواقف حيث سيتعين عليك العمل مع مشكلة لتتعلم كيف تحلها، لتتعلم كيف تلبي احتياجاتها وما إلى ذلك.
سيتعين عليك أن تترك جزءًا من حياتك مفتوحًا وغامضًا. الأشخاص الذين لا يستطيعون فعل هذا لن يحالفوهم الحظ في مواجهة الموجات العظيمة من التغيير. لن يروا، لن يعرفوا ولن يستعدوا. عندما يأتي التغيير عليهم، سيدخلون في ذعر وسيغضبون ويرتعبون.
إذا كنت ستدخل أوقاتًا غير مؤكدة، يجب أن يكون لديك هذا الانفتاح داخل نفسك، هذه القدرة على الاستماع، ليس لإجابات أو تفسيرات، بل الاستماع لتنمية القدرة على أن تكون موجّهًا من الداخل حتى عندما تأتي اللحظة التي يجب أن تتحدث فيها المعرفة الروحية إليك، ستكون قادرًا على الاستجابة، وستكون قادرًا على الشعور بحركة تلك الرسالة وهي تحركك.
تمارس السكون لا لتحصل على شيء، بل لتتعلم أن تكون ساكنًا. تتعلم أن تكون ساكنًا حتى تتمكن من الشعور والاستماع. تستمع لتنمية القدرة على الاستماع حتى عندما تكون في خضم الحياة، يمكن لـلمعرفة الروحية داخلك أن تتحدث إليك، وتوجهك وتمسكك عندما يكون ذلك ضروريًا.
ستتعامل مع ظروف صعبة للغاية وسترى محنًا عظيمة في العالم مع مرور الوقت. كيف ستحافظ على اتجاهك؟ كيف ستمنع نفسك من الدخول في الخوف والذعر، والرعب والقلق؟ كيف ستمنع نفسك من الوقوع فريسة لعظات وإدانات الآخرين، والتي ستنشأ من حولك؟ كيف ستمنع نفسك من فقدان القلب، من الاستسلام، من الشعور باليأس والهزيمة؟ عندما يهطل المطر وتهدر الرعود، كيف ستتمكن من الحفاظ على صفاء الذهن والهدف؟
هذه كلها أسئلة مهمة لك الآن. إنها تتطلب اتصالاً أعمق بـالمعرفة الروحية وانفتاحًا حول حياتك وحول المستقبل. أنت لا تعرف ما الذي سيحدث. لا تعرف كيف ستنتهي الأمور. لا تعرف بالضرورة من سيبلي بلاءً حسنًا ومن لن يفعل. لا يمكنك التنبؤ بذلك، لأنك تدخل أوقاتًا عظيمة للتغير وعدم اليقين. كيف ستعرف؟ سيتعين عليك أن تكون منفتحًا وتستمع.
لهذا السبب فإن “التوصيات للعيش في عالم الموجات العظيمة من التغيير” هي حقًا مجرد إرشادات أولية لأن ظروف كل شخص ستكون مختلفة إلى حد ما، وكل شخص له مهمة وهدف فريد في الحياة لاكتشافه وتحقيقه. لذا، بعد تأسيس الخطوات الأولية وبناء أساس أساسي، سيتعين عليك الاعتماد على المعرفة الروحية داخل نفسك والمعرفة الروحية داخل الآخرين لتبحر في الأوقات المتغيرة وغير المؤكدة القادمة.
ما يُعطى لك هنا هو أساسي لنجاحك. هذا ينمي بذور المعرفة الروحية والحكمة فيك، لكن يجب أن تستعد. يجب أن تتعلم “طريقة المعرفة الروحية”. يجب أن تدرس الموجات العظيمة من التغيير. يجب أن تعيد تقييم حياتك — علاقاتك، أنشطتك، التزاماتك وكل شيء — وتنفذ التقييم العميق. سيتعين عليك أن تكون قويًا عندما يكون الآخرون ضعفاء. سيتعين عليك أن تملك الإيمان عندما لا يملك الآخرون إيمانًا. سيتعين عليك أن تكون عطوفًا في مواجهة المأساة.
لا يمكنك أن تفقد نفسك الآن. في السابق، كان كونك صادقًا مع نفسك ميزة، لكن ليس ضرورة. هنا سيكون الاثنان معًا. يجب أن تتعلم أن تنظر دون تفضيل ودون خوف، بعقل واضح وامتلاك هذه القوة الداخلية، هذا الإيمان بـالمعرفة الروحية، هذا الاتصال بالرب، هذا الاتصال بالغموض — دون وضع افتراضات خاطئة، دون الاعتقاد أن كل شيء سينجح، دون التفكير أنه ستتم حمايتك في جميع الحالات، لأن هذا ليس هو الواقع.
لهذا السبب استعدادك الداخلي هنا هو أكثر أهمية من أي شيء تفعله في الخارج، فكل ما تفعله في الخارج هو وسيلة مؤقتة. لا يمكنك تخزين الطعام لبقية حياتك. لا يمكنك حماية نفسك من كل حدث وطارئ. لا يمكنك الادخار لعقود. ولن يكون هناك مكان على الأرض سيكون آمنًا تمامًا أو بعيدًا عن متناول الموجات العظيمة من التغيير.
لذا سيتعين عليك أن تصبح واضحًا وموردًا، حكيمًا وموجّهًا من الداخل، لأنه سيكون هناك قلة قليلة في الخارج يمكنهم أن يقدموا لك نصيحة حكيمة. سيتعين عليك أن تعتني بأسرتك وربما بأشخاص آخرين أيضًا. سيتعين عليك أن تعتني بصحتك — صحتك العقلية وصحتك الجسدية — وفي أوقات سيتعين عليك أن تفعل أشياء شجاعة للغاية.
كلما قدّرت شدتك وتعرفت بها، كلما بنيت ثقة في مواجهة عدم اليقين. حتى في مواجهة الكارثة، سيكون لديك ثقة داخلية، ولن تكون ثقة زائفة. لن تكون شيئًا تقوله لنفسك ببساطة لتهدئة نفسك أو لجعل نفسك تشعر بتحسن. إنها قوة المعرفة الروحية. هذه هي شدتك الجوهرية، لكنها غامضة. لا يمكنك التحكم فيها. لا يمكنك جعلها تعطيك ما تريد. لا يمكنك استخدامها كمورد. لأنه يجب عليك أن تخدمها. عقلك مُعد لخدمة الروح، كما أن جسدك مُعد لخدمة عقلك. لا يمكنك استخدام الروح كمورد.
يجب أن تُؤسس ثقتك على مستوى أعمق. يجب أن يُؤسس إحساسك بالسلطة في حياتك شخصيتك وأفكارك، لأن الكثير من أفكارك سيتم تحديها وستثبت عدم كفايتها لمواجهة المستقبل وتبحر الأوقات الصعبة القادمة.
لهذا السبب يجب أن تصبح طالب علم للمعرفة الروحية، وكذلك طالب علم للعالم. ستحتاج إلى تعليق الكثير من أفكارك ومعتقداتك عن الناس وعن العالم. الكثير من افتراضاتك التي تجدها مريحةً لك الآن سوف تضعفك فقط وتجعل من الصعب عليك أن ترى ما تحتاج إلى معرفته وأن تفعله.
أنت لا تعرف كيف ستنتهي الأمور. لكن كيف ستنتهي الأمور لا يهم حقًّا لأنك هنا لخدمة العالم، وأنت تخدم العالم دون أن تشترط نتيجة. إذا كانت خدمتك نقية، إذا كانت نابعة من الحب والعطف، فأنت تعطي لأنك يجب أن تعطي، ليس لأنك متأكد من نتيجة. أنت تفعل ذلك على أي حال. تحاول تحقيق نتيجة جيدة، لكن في النهاية، لا يمكنك التحكم فيها. ثم إذا بدت خدمتك للآخرين وكأنها فشلت، لن تشعر بالإحباط. لقد فعلت ما بوسعك. مثل الطبيب في ساحة المعركة الذي يعتني بالجنود الجرحى، أنت تفعل ما بوسعك بما لديك.
أنت هنا لخدمة، لا للتحكم. أنت هنا لتعطي، لا للتلاعب بالأمور لصالحك الخاص. هذا يمنحك نوعًا من المناعة من آثار المأساة، والتي قد تكون محبطة للغاية في بعض الحالات. سيفشل الآخرون من حولك. سيفشلون في الاستعداد. سيفشلون في الرؤية والمعرفة. سيفشلون في الحفاظ على استقرارهم. البعض قد يفقدون حياتهم. أنت لا يمكنك أن تفشل. هذه هي الثقة التي يجب أن تملكها، ويجب أن تُبنى على المعرفة الروحية وليس على إحساس زائف بنفسك.
أولئك الذين سيكونون قادرين على الإبحار في الأوقات غير المؤكدة للغاية القادمة يجب أن يمتلكوا هذه القوة والتوجيه الداخلي. إذا كان عليهم أن يستفيدوا من هذه الظروف، إذا كان عليهم أن يرتقوا ويتقووا بهذه التحديات، فيجب أن يكون هذا هو تركيزهم.
من وجهة نظر شخصية، يبدو الأمر أكثر من اللازم. المتطلبات عظيمة جدًا. المشاكل هائلة جدًا. النتيجة مأساوية جدًا. من منظور شخصي، قد تستسلم وتذهب للاختباء في مكان ما وتأمل أن تمر كلها، مثل حلم سيء. يمكنك أن تستيقظ، وتستمر الحياة كما عرفتها. من منظور شخصي، تبدو الموجات العظيمة من التغيير جذرية جدًا، متطرفة جدًا، مستحيلة، غير محتملة، غير منطقية أو غير معقولة.
تبدو رسالة جديدة من الرب مستحيلة وغير معقولة. حتى لو اعتقدت أنها ممكنة، لظننت أنها ستكون شيئًا آخر، شيءًا جميلاً وبديعًا، شيءًا لطيفًا ومطمئنًا — لا شيء يتطلب منك التعامل مع صعوبات أو خدمة الناس في ظروف صعبة. ينبغي أن يكون شيئًا يجعلك تشعر بالروعة ويحملك بعيدًا في حالة من النشوة.

ولكن هذا هو الفرق بين الخيال والواقع. هذه رسالة جديدة من الرب. هذا هو شكلها قبل أن يتم تحريفها وإفسادها ودمجها بأشياء أخرى بواسطة الناس وتحويلها إلى أداة سياسية أو استخدامها من قبل المؤسسات الدينية لإرساء قوتها وهيمنتها.

هذا هو شكل الرسالة الجديدة في صورتها النقية. إنها واضحة. إنها قوية. إنها تتطلب أشياءً عظيمة من الناس. وهي تمنح أشياءً عظيمة للناس. لم يتم تخفيفها لتكون مقبولة للجماهير. لم يتم تسييسها لتكون مقبولة اجتماعيًا. هذا هو الشيء الحقيقي. يجب أن تكون أصليًا لكي تراها وتستجيب لها وتتلقى القوة والنعمة التي تجلبها إلى حياتك.

سيفكر الناس في الرسول ويظنون أنه يجب أن يكون قويًا ويصنع المعجزات. يجب أن يكون معصومًا — بلا خطيئة، بلا دنس، بلا خطأ، محبًا وشفوقًا مع الجميع طوال الوقت. ومع ذلك، فالرسول الحقيقي هو إنسان — غير معصوم، عرضة للخطأ — ولكنه مع ذلك قوي، ملتزم ومتفان.

أيمكنك رؤية الفرق بين الخيال والواقع؟ إذا كانت حياتك تدور حول بناء واستدامة الأوهام، فإن الواقع سيتفلت منك. ستظل تفكر بطريقة خيالية، وتوقعاتك ستعكس هذا.

أنت تسمع لأول مرة رسالة جديدة من الرب تُقدّم إلى العالم. أنت تقرأها. لم يحدث هذا من قبل. إذا لم تستطع تلقيها، إذا لم تصدقها، إذا اعتقدت أنها شيء آخر، فإن الانعكاس يكون عليك. لتتلقى شيئًا نقيًا، يجب أن تكتسب النقاء داخل نفسك. إنها لن تتوافق مع توقعاتك أو توقعات ثقافتك ومجتمعك.

المبعوثون الحقيقيون لا يُقَدَّرون أبدًا في حياتهم. فقط بعد أن يموتوا ولم يعودوا مشكلة اجتماعية أو أمنية، عندها يُؤلَّهون. عندها يُعظَّمون. عندها تُبْنَى المعابد والنصب التذكارية لهم. لكن بينما كانوا أحياء، كانوا يمثلون مشكلة، مصدر إزعاج، مقلقين، مُربكين، يتحدثون عن أشياء واجه الناس صعوبة في فهمها أو مواجهتها داخل أنفسهم، واضعين معيارًا أعلى للحياة وجاعلين الجميع يشعرون بمدى ضآلة وضعف وضعهم الحقيقي.
الرب لديه تقدير لك أعلى مما لديك لنفسك. لذلك، تُعطى لك أشياء عظيمة لتقوم بها، لتراها وتعرفها. إذا كنت قادرًا على تلقي هذا وفعل هذا، فسوف تهرب من نظرتك الضئيلة لنفسك وتبني أساسًا جديدًا للعلاقة مع نفسك ومع الآخرين أيضًا.

الرسالة الجديدة تحمل معها تحذيرًا، ونعمةً، واستعدادًا. إذا لم تتعرف على التحذير، فلن تفهم النعمة. إذا فهمت التحذير والنعمة، فسترى الحاجة إلى الاستعداد. ستحتاج إلى طريق، أسلوب، مسار لتحقيق وكسب الأشياء نفسها التي تُقدّم هنا.

في مواجهة هذا، ستشعر بالضعف والارتباك. يومًا ستشعر بالقوة. في اليوم التالي ستشعر بالضعف. يومًا ستشعر أن حياتك مباركة. في اليوم التالي ستشعر كما لو أنك قد تُركت لأن هذا هو سطح عقلك — يومًا هادئًا، ويومًا مضطربًا، أحيانًا يُجلَب بعنف بواسطة رياح العالم، أبدًا غير مستقر. ولكن بينما تتعلم أن تصبح متصلاً بقوة وحركة المعرفة الروحية داخل نفسك، سيكون لهذا الاضطراب على السطح تأثير أقل فأقل عليك وعلى تفكيرك وعواطفك. ستراه ببساطة كاضطراب على سطح عقلك، وهذا سيمنحك المزيد من الاتزان والموضوعية.

لا يُتوقع أن تفهم التحذير بشكل كامل، لأنك يجب أن تستمر في البحث بنفسك. يجب أن يكون الفهم خاصتك. مجرد سماعه والتصديق به لن يكون كافيًا لتحفيز الفعل الشجاع داخلك أو لإثارة الحكمة فيك.

البركة هي أن المعرفة الروحية موجودة في داخلك. إنها هنا لتوجهك، لتحميك وتقودك إلى إنجازاتك الأعظم في الحياة. إنها هنا لتمكنك من العثور على الأفراد الذين سيمثلون هدفًا أعلى في حياتك. هذا يعني أن الرب معك، فيك، متصل بك، وأن للبشرية وعدًا أعظم داخل العالم وداخل المجتمع الأعظم من العوالم. هذه هي البركة. وأنت مقدر لك أن تكون لديك علاقات ذات هدف أسمى إذا استطعت أن تستجيب لنداء أعظم في حياتك، إذا استطعت أن تواجه واقع حياتك، وإذا استطعت أن تمضي قدمًا خطوة بخطوة. هذه هي البركة.

ومع ذلك، فإنها تتطلب طريقة مختلفة جدًا في النظر إلى نفسك، وإلى الآخرين، وإلى العالم، وإلى المستقبل، وإلى الماضي. إنها تتطلب إعادة تقييم هائلة، وهذا يأخذ وقتًا. لذا فلن تفهم التحذير بشكل كامل. لن تفهم البركة بشكل كامل. ولن ترى الحاجة إلى الاستعداد أو تفهم كيف يعمل الاستعداد حقًا.
يمكنك أن تنظر إلى دراسة الخطوات إلى المعرفة الروحية وتفكر، “أوه، هذا سهل جدًا! هذا أساسي. هذا للمبتدئين.” لكن ليس لديك أي فكرة عما تنظر إليه، أي تحفة فنية هذا وأية قوة للروح يمكن أن تعمل من خلالك في علاقتك بها.

عقلك لا يعرف أي شيء. فقط المعرفة الروحية تعرف. عقلك الشخصي لديه معتقدات وقناعات وأفكار ثابتة، لكنه لا يعرف أي شيء. لقد وُجد لخدمة المعرفة الروحية، ليس ليحل محلها. هذا هو السبب في أن الاعتراف الحقيقي يحدث على مستوى أعمق. الالتزام الحقيقي ينبع من مستوى أعمق. المشاركة الحقيقية تُحفَّز من مستوى أعمق. مياه المحيطات العظيمة تتحرك على مستوى أعمق.

لذلك، أمامك فرصة الآن لأن يُكشف عن هدفك الأعظم في مواجهة الموجات العظيمة من التغيير، في مواجهة المجتمع الأعظم وفي مواجهة كل عدم اليقين والأسئلة التي لا إجابة عنها التي يقدمونها لك. هذه هي الهدية. هذا هو الوعد. هذا هو المدخل الذي يجب أن تمر منه الآن.