ماهو العالم؟


Marshall Vian Summers
سبتمبر 20, 1993

فهمك للعالم وكل الأشياء في العالم سوف يتغير كلما تطورت في طريقة المعرفة الروحية. بالتأكيد فهمك لنفسك — احتياجاتك، هدفك واتجاهك — سوف يتغير كلما تطورت. هذا سوف يعطيك منظوراً مختلفاً ومنظوراً ينمو كل ما تقدمت.

العالم في السياق الأعظم هو مكان جئت لتخدمه، لتعطيه ولكي تعيد اتحادك مع هؤلاء الذين مقدر لك أن تتلقى بهم، وتعرفهم وتساهم معهم. هذا التعريف، وإن كان صحيحاً كونياً، هو الحقيقة التي لا يمكن للعديد من البشر الوصول إليها في هذه المرحلة،، لأنهم يركزون أكثر من اللازم على البقاء على قيد الحياة والإشباع لحد الرضا حتى يتمكنوا من رؤية أهميته. مع ذلك، حتى وأنت تفهم هذه الفكرة وتبدأ بتجربتها ضمن نطاق علاقاتك ومفهومك، فإنها تفتح بانوراما جديدة كاملة، ومنظر أعظم حيث يمكن رؤية الأشياء ومعرفتها والتي كان لا يمكن رؤيتها ومعرفتها من قبل.

العالم هو في المقام الأول مكان للعطاء. تتعلم هذا من خلال العطاء. إنه مكان للارتباط وإعادة الارتباط. تتعلم هذا بواسطة الارتباط وإعادة الارتباط. لقد أتيت من خارج هذا العالم تحمل هدايا للعالم. هذا صحيح بكل تأكيد، لكن لا تقع فريسة للتفكير بأن هذا يشير إلى دور فخم بالنسبة لك. بالفعل، سوف يكون دورك محدداً جداً ولن تحظى بالاهتمام والإشادة إلا في أندر الظروف. هذا يجب أن يكون مفهوماً بوضوح، لأن هنا أنت ترى العالم شيء مختلف جداً عما ظننت مسبقاً. بدلاً من أن يكون مكان لإعلان نفسك ولتأسيس نفسك، يكون مكانا لإنجاز شيء خلف الستار، بسرية، دون تعرف ومدح. هذه هي الطريقة التي تعمل بها المعرفة الروحية في العالم، وهذه هي الطريقة التي سوف تتعلم بها العمل في العالم عندما تبدأ في تجربة هدف واتجاه أعظم في الحياة.

قبل هذا، كان العالم مكانا للبقاء على قيد الحياة وإشباع نفسك، ولكن الآن أصبح العالم شيئا آخر. يتماشى هذا مع الحقيقة في الصورة الأعظم للحياة التي نسميها المجتمع الأعظم — وهي أن الحكماء يعملون في كل مكان بأكبر قدر من السرية. إنهم يساهمون بهداياهم لأولئك الأفراد الذين وجهت لهم هداياهم ومطلوبة لهم.

نادرا ما يرحب بالمعرفة الروحية في أي مجتمع في المجتمع الأعظم ما عدى أولئك القلائل الذين تطوروا وعزلوا أنفسهم عن الصعوبات والمحن التي تنطوي عليها مشاركات المجتمع الأعظم. في جميع المجتمعات الأخرى، بغض النظر عن طبيعة بيئاتهم، وثقافاتهم، وأخلاقياتهم، وإيمانياتهم ومعاييرهم، يجب على الحكماء ممارسة مواهبهم وعملهم بحذر شديد. تجد المعرفة الروحية تعبيرها الفريد في المجتمعات المختلفة في المجتمع الأعظم، لكن هدفها ومصيرها نفس الشيء — هو لم شملك مع أولئك الذين أرسلوا لمشاركة هدفك في الحياة حتى تتمكن من تحقيق مهمتك المحددة هنا. ثم سوف ترجع لعائلتك الروحية بعد الحياة الدنيا، وهناك سوف تستعد لمهمتك التالية.

لا يوجد جنان ولا جحيم. لا يوجد سوى العمل الذي يجب القيام به، وليس هناك سوى النجاح والفشل بخصوص هذا الموضوع. إذا نجحت، فإنك تتقدم وتتطور. إذا فشلت، فأنت وعائلتك الروحية سوف تتراجعون. ليس الفشل دائماً مسألة إهمال. في بعض الأحيان يكون ظرفياً. في هذا، لا يوجد لوم. ورغم ذلك، فاستيعاب أهمية تحقيق النجاح في إيجاد هدفك في الحياة كما هو موجود بالفعل وليس كما تريده هو إنجاز عظيم. هذا يضمن الرضا والإحساس بالمعنى الذي لا يمكن العثور عليهم بأي طريقة أخرى.

أنت لست هنا لكي تدين العالم. أنت لست هنا حتى لإصلاح العالم. لكنك هنا لكي تعطي شيئاً ما، وهديتك تعرف أين يجب أن تذهب. هديتك لها متلقوها المقدر لهم. لا تستطع تغيير ذلك. لكن تستطيع تحديداً ما إذا كان يمكن تقديم هديتك أم لا. تستطيع تحديد المدة التي ستستغرقها لتقديم هديتك. تستطيع تحديد النتيجة. لكن النتيجة النهائية تتجاوز تصميمك، لأن هذا جزء من الخطة الأعظم. إنها خطة لا تحدد سلفاً كل النشاطات والأحداث في الحياة ولكنها بدلاً من ذلك تحدد إتجاه لجميع أشكال الحياة الحياة ولتطور الحياة. سوف يحدث هنا الكثير من التنوع والتباين، ولكن يجب تحديد النتيجة النهائية في الوقت المناسب.

لديك هدف من تواجدك هنا. هذا هو الدين. لديك رسالة لأشخاص معينين. هذا هو الإيمان. أنت موجود في العالم لكي تعطي لأن لديك بيت عتيق خلف هذا العالم. لديك هدف يتخطى دوافعك العفوية للبقاء وأمنياتك للإشباع الشخصي حد الرضا. هذا الهدف لا ينكر هذه الدوافع العفوية والأمنيات الأخرى، لكنه يؤسس تركيزاً أعظم ومعياراً أعظم لحياتك.

ماهو العالم، عندئذ لكم يامن جئتم لكي تعطوا؟ العالم مكان يحتاج إلى هديتك. يجب أن تعطى هديتك لأشخاص معينين في أوقات معينة بطريقة معينة. إنها ليست للجميع، وليست بالضرورة لمن تريدهم أن تكون لهم. العالم هو كما هو لأنه مكان دون المعرفة الروحية. إنه مكان الصراع. يكمن وتحت جميع الصراعات الظاهرة في الحياة المادية، صراع أساسي بين تلقى ومقاومة المعرفة الروحية. هذا الصراع يسكن داخل كل شخص. إنه الصراع بين المعرفة الروحية والإرادة، بين الإتحاد والانفصال، بين الهدف وتقرير المصير.

كيف أن قلة من الناس في العالم يعرفون بأنهم هنا في مهمة ويمكنهم ترك هذه المهمة غير معرفة وغير مفسرة ولكن مع ذلك، يدعمونها بكل إخلاص. كيف أن قلة من الناس يستطيعون أن يسلموا أنفسهم لشيء معروف وعاجل ولكن يبدو أنه غير قابل للتفسير ويفوق الوصف. كمْ هما نادرين هؤلاء الأفراد، ولكن كمْ هما مهمين لتطور العالم. دون رجال وإناث المعرفة الروحية، لتلاشى العرق البشري منذ وقت طويل. حفظ وعد الإنسانية وتراثها وإرثها من خلال أنشطة هؤلاء الذين يعملون بشكل غير مرئي وغير معروف للسكان بشكل عام. بالنسبة لهم، العالم شيء مختلف جداً. ابتلاءاته فرص. صراعاته تمثل نداءه. صعوباته وكوارثه تمثل حالته. لا يوجد تذمر أو لوم هنا. يوجد هنا عمل يتوجب فعله — هدية عظيمة لمكان مؤقت.

هذا الفهم يتجاوز المبادئ الأخلاقية البشرية والمبادئ الأخلاقية لأي مجتمع أو ثقافة داخل المجتمع الأعظم. لذلك. تطبيقاته كونية. يستطيع أن يخترق أي موقف ويوفر قيمة ومعنى فيه. إنه فهم حر من قيود وحدود المجتمع الذي يدخل فيه، كما هو الحال بالنسبة للشخص الذي يحمل مثل هذا الهدف بوعي كامل.

العالم ليس مكاناً من دون معنى. إنه ليس مكاناً خالياً من الأمل. إنه ليس مكانا شريراً. إنه مكان مضطرب. يجب أن يأتي فرد المعرفة الروحية إلى هنا للعمل، لأن هذا يطور هؤلاء الذين في العالم وهؤلاء الذين خلف العالم.

روحانية المجتمع الأعظم ليست روحانية لعرق واحد لوحده. إنها روحانية للعديد من الأعراق. بالنهاية، إنها روحانية للكون بأسره. وبناء على ذلك فهي تستدعي التجربة بدلاً من الأفكار. التوحيد في الفكر غير ممكن في المجتمع الأعظم بسبب التباين في المزاج، والقيم، والبيئة، والتطور في الحياة الفطرية. مع ذلك، فإن تجربة المعرفة الروحية هي كونية، وهذا يتخطى جميع العادات والحدود المحلية. هذا له فوائد تتجاوز آفاق وعيك. هذا هو مصدر الإلهام في حياتك. هذا هو المعنى من غموض حياتك.

لا تحاول شرح الغموض وإلا سوف تفقد الغموض. لا تعط تعريفاً لهدفك، وإلا سوف يصبح هدفك هو تعريفك فقط. لا تدع أنك تفهم أصلك أو مصيرك، لأن التفكير بهذا هو حرمان نفسك من التجربة المباشرة، والتي هي مكافأتك للوصول للحكمة الأعظم والقوى الأعظم داخل نفسك. اسمح للغموض بأن يكون غير قابل للتفسير واربط به في أعمق تجربتك. امسك به بأعظم قدراً من الإخلاص. اتبعه دون ضبط للنفس. ابق نفسك في أحضانه، وسوف تعرف ما لا يستطيع الآخرون معرفته، وسوف ترى ما لا يستطيع الآخرون رؤيته، وسوف تسمع ما ينادي به كل قلب — الحرية والاتحاد مع الحياة كما هي حقاً.
إن روحانية المجتمع الأعظم هي جوهر كل دين، ولكنها أبعد من كل دين. إنها مصدر كل إلهام، ولكن تتعدى كل تعبيرات الإلهام. هذا، إذن، هو إرثك — لكي تجده، لكي تستقبله، لكي تحتضنه، ولكي تعطيه وفق الخطة الأعظم التي أنت جزء مهم فيها. اقبل حقيقة أن دورك سوف يكون صغيراً ومحدداً. لن يكون تمجيداً للذات. في الحقيقة، قد يقودك بعيداً عن كل خططك لتحقيق ذاتك. وعلى الرغم من ذلك فهو يحتوي على الحقيقة الأعظم، والفهم الأعظم والأمان الأعظم في الحياة الذي لن تجده في أي مكان آخر.

كن دون حكم على العالم. إذا كان العالم مكانا مثالياً، فلن تحتاج إلى المجيء إلى هنا. إذا كان العالم مكاناً يعمل بشكل متناغم، دون احتكاك أو صراع، فلن يكون هذا هو المكان المناسب لك. يمثل العالم كل أبعاد التشكيل البشري، من الأعلى إلى الأدنى. العالم موجود أيضاً ضمن سياق المجتمع الأعظم، والذي لا يتم التعرف عليه إلى حد كبير هنا. العالم هو مكانك للعمل والعطاء. ملذاته صغيرة لكن حقيقية. آلامه وصعوباته عظيمة. لا يمكن للعالم أن يمنحك ماتسعى إليه، لأن ما تسعى إليه قد جلبته معك من خارج العالم. لا يستطيع العالم أن يجاوب على أسئلتك العظيمة بخصوص الحياة أو يرضي الحنين الأعظم الذي يسكن في قلوب كل من يسكن هنا. هذا يتطلب مفهوماً مختلفاً. إنه يلازم شيء آخر، شيئا نسميه المعرفة الروحية.

المعرفة الروحية هي مصدر كل دين صحيح في المجتمع الأعظم. أنت تمتلك إمكانية العثور على المعرفة الروحية، لكن مفهومك عن العالم وكل شيء داخله سوف يحتاج للتغير. يجب أن تسمح لهذا التغير أن يحصل. إنه ليس تغيراً تفرضه على نفسك أو على الآخرين. إنه تغير يحصل بشكل طبيعي. مايجب عليك فعله هو السماح بحدوث هذا التغير ودعم حدوثه. يتضح دعمك في الطريقة التي تعيش بها، وفي ما تتعلمه، وفي ما تمارسه، وفي ما تقدمه لنفسك.

علم إلوهيه المجتمع الأعظم ليس لاهوتا للأفكار. إنه علم إلهي من التجارب والعلاقات، فهذه هي الوسائط التي ينتقل المفهوم الحقيقي من خلالها من عقل إلى آخر. هذه هي الوسائط التي يمكن من خلالها إرسال معرفة روحية أعظم وتجسيدها قبل وقت طويل من تطور المفهوم. في الواقع، قد تكون لديك تجربة تستغرق سنوات حتى تفهمها. ألم يكن هذا صحيحا في تجربتك الخاصة؟

لذلك، يجب أن تتحلى بالصبر الشديد حتى يتطور الفهم الحقيقي. يجب أن تكون مفتوحاً جداً لتحدث تجربة حقيقية في داخلك. ثم كل ما نقوله سيكون له معنى كامل لك. سوف تسمعه؛ سوف تحس به؛ سوف تعرفه. إنه سيبدو مألوفاً جداً لك بطريقة عميقة وخارقة. حتى يحصل هذا، ستبدو كلماتنا غريبة وغير مألوفه ولحظية. بالرغم من ذلك، فهم الطعام الحقيقي الذي يغذيك، ليس بسبب الكلمات التي اخترناها بشكل محدد، لكن بسبب النية والشدة الكامنة وراءها.

الحقيقة تعرف فقط؛ لا يمكن فهمها. الهدف يعرف فقط؛ لا يمكن فهمه. العالم يعرف فقط؛ لا يمكن فهمه. قد تتمتع بمهارة وكفاءة عظيمتين في تمييز آليات العالم، لكن هذا لا يضمن لك بأنك ستفهم هدفه، أو قيمته أو معناه الأعظم في الحياة.

فائدة عظيمة للبشرية في تعلم روحانية المجتمع الأعظم وترجمتها البشرية في شكل طريقة المجتمع الأعظم للمعرفة الروحية هو أنها تعطيك فرصة للنظر إلى نفسك من الخارج. إنها تعطيك رؤية صافية وفهما لنفسك، ولحالتك، ولمآزقك ولفرصك. عندما تحقق هذا الوعي، سوف تبدو الأشياء واضحة لك لدرجة أنك لم تستطع فهمها في السابق. ولكن سوف تكون محبطاً بسبب أنك سوف ترى أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها، وسوف تعرف أشياء لا يستطيع الآخرون معرفتها أو لن يعرفوها. هذا هو ثمن المعرفة الحقيقة. إنها تجعلك منعزلاً. لكن، هذا الانفصال مؤقت. أنه فقط لكي تعيد تمركز نفسك في الحياة من أجل السماح لفهم أعظم والمعرفة الروحية بالظهور في داخلك. هذا يجعل الاتحاد مع الحياة وفي الحياة ممكناً.

ماهو العالم؟ يجب أن تستند الإجابة على هذا السؤال دائماً إلى ما تظنه في نفسك ولماذا تظن أنك هنا. لا تستطع أن تعطي معنى للعالم دون معالجة هذه الأسئلة الجوهرية، حول من أنت ولماذا أنت هنا. يجيب الناس على هذه الأسئلة دون قصد بتعريف أهدافهم وبواسطة إعطاء أنفسهم لأولوياتهم، دون التشكيك في معنى أهدافهم وأولوياتهم ولماذا يجب أن كذلك.

لكي تجد هوية أعظم وهدف أعظم في الحياة، يجب عليك أن تتجاوز التكهنات البشرية وكل الأفكار المطمئنة للذات التي تجدها مؤكدة ومألوفة. هذا يمركزك في الغموض. من هذا الغموض، سوف يظهر مفهوم أعظم عن العالم، وسوف تكون تجربتك لهذا المفهوم مختلفة تماماً عما كانت عليه من قبل. ميزتك هنا هي أن العالم لن يستطيع أن يعرقلك داخلياً مجدداً. نعم، سوف يوفر السياق المادي لحياتك ويعرف حياتك إلى حد معين من الخارج، لكن القوة المحفزة الحقيقية في داخلك سوف تكون متحررة من العالم، وبهذا سوف تكون حراً في العالم.

هذا ما يعنيه أن تتجاوز العالم. هنا لا تهزم العالم. لا يتم نفي العالم. لم يرفض أو ينكر. هذا يعني بكل بساطة أنك وجدت حريتك في العالم، وحريتك في العالم هي حرية المعرفة، والعطاء والمشاركة — ليس وفقاً لعاداتك أو متطلبات حياتك الخارجية، لكن وفقاً لمعرفتك الروحية الأعمق التي هي الآن تحترق في داخلك والتي هي الآن على قيد الحياة في وعيك. هذه الحقيقة صحيحة في أي عالم، في أي بيئة. لهذا السبب أنها تمثل روحانية المجتمع الأعظم، ولهذا السبب تطبيقاتها كونية.

كمْ من الحقائق البشرية كونياً؟ كمْ من الأشياء التي يقدسها البشر ويؤمنون فيها هي صحيحة كونياً؟ إذا كان بإمكانك الوصول إلى التنوع العظيم للثقافات في المجتمع الأعظم، سوف ترى كم هي محدودية تطبيق الحقيقة البشرية، كيف هي مطمئنه للذات وكم هي محدودة. القيم البشرية، والأخلاقيات البشرية، والمزايا البشرية، والتبرع البشري — كم هي محدوده تطبيقاتها في المجتمع الأعظم. لذلك، كمْ تحدوك هذه الأشياء في حياتك الخاصة. هذا الأمر حقيقي بسبب أنك تعيش في المجتمع الأعظم، بسبب أن عالمك في المجتمع الأعظم وبسبب أنك جزء من المجتمع الأعظم.

عالمكم يظهر في المجتمع الأعظم الآن. إنه يدخل في عتبة عظيمة من الحياة، عتبه سوف تطغى على كل أفعالكم، سوف تطغى على كل الأشياء التي ترونها وكل الأشياء التي تؤمنون بها. تجهيزكم للمجتمع الأعظم يضمن لكم بقائكم ورفاهيتكم. لكن حتى أبعد من ذلك، فإن تعليم وتجربة روحانية المجتمع الأعظم تضعكم في موقف يمكنكم من اكتساب أقصى قيمة وتقديم المساهمة الكبرى ضمن واقع تطور الحياة. هذا يحقق هدفك هنا، لأنك جئت لكي تساهم في عالم ظاهر في المجتمع الأعظم. بغض النظر عن أنشطتك المحددة في الحياة، سواء كانت ذا صلة بهذا الاندماج العظيم أم لا، أنت قد دخلت العالم لكي تدعم هذا لأن هذه هي حاجة البشرية العظيمة ومصيرها.

ضمن السياق الأكبر من المجتمع الأعظم، سوف تمتلك مفهوماً عميقاً ومفيداً بشكل عالٍ. هنا سوف تكون قدرتك على تطوير تمييز حقيقي، وإتخاذ قرار حقيقي، وارتباط أعظم وبصيرة حكيمة عميقة بسبب لأنها لن تكون مقيدة بتفكيرك المعتاد، أو بتشكيل عالمك، أوبماضيك المؤلم، أو حتى بتوقعاتك العظيمة التي لا يزال معظم الناس متمسكين بها دون تفكير. هذا يضعك في موقف للمساهمة للبشرية من أجل أن توفي احتياجات البشرية الأعظم. الرؤية من هذا الموقع، فالعالم هو مكان للعطاء. إنه سياق العطاء. إنه سياق مؤقت تعطي فيه شيئاً دائماً.

هنا تستطيع أن تقبل الآلام والابتلاء في العالم كجزء من الحاله التي يجب عليك أن تعطي فيها. هذا القبول هو نقطة بداية مهمة، لأنك إذا شعرت أن العالم خانك أو خان آمالك العظيمة أو خان طموحاتك العظمى، فماذا تستطيع أن تعطي هنا؟ إذا شعرت بأن العالم مكان شر حيث أنكر المثل العليا والتطلعات العظمى للبشر، فماذا تستطيع أن تعطي هنا؟ يبدأ العطاء مع الفهم والقبول. دون فهم، ليس لعطائك إتجاه، دون قبول، يصبح عطائك هجوماً على الحياة. لا تستطع مساعدة الناس إذا هاجمتهم. لا تستطع مساعدتهم إذا كنت مرعوباً منهم، أو مخذولاً منهم، أو محبطاً منهم، أو معادياً لهم، أو غاضباً منهم، أو نفد الصبر عليهم.

الكون عظيم والناس صغار. المعرفة الروحية عظيمة والعقل صغير. تصبح هذه الأشياء أكثر وضوحاً كلما تطورت في طريقة المعرفة الروحية. إنه تحول من طريقة معينة في التفكير إلى أخرى، من تصور للعالم إلى آخر، من مجموعة من القدرات إلى أخرى.

لقد تعلمت حتى الآن كيفية البقاء ووجدت طرقاً أخرى لإرضاء نفسك. تهانينا! الآن، حان الوقت لك لكي تتعلم على المعرفة الروحية وتتعلم طرق الحكمة كما هي موجودة بالفعل في الحياة. هذا هو نداؤك وتحديك.
لا تعط تعريفا لهدفك، فهدفك الآن هو التحضير. هدفك الآن هو التعلم. هدفك الآن هو أن تتعلم طريقة المعرفة الروحية وفقاً لحقائقها في الحياة، ليس وفقاً لاختراعات البشر.

أي حقيقة أصلية بشكل صحيح يجب أن تكون كونية التطبيق. تنطبق الحقائق الصغيرة على مواقف معينة تحت ظل ظروف معينة. هذه هي الحقيقة الصغيرة. لكن الحقيقة العظيمة كونية. تخترق كل شيء. كن حذر، مع ذلك، لأن الحقيقة العظمى لها طرق لا تحصى في التجلي. تطبيق الحقيقة مشروط بالوضع الراهن، لكن التجربة والوعي من الحقيقة هم كونيتان.

الطريقة الوحيدة التي سوف تعرف بها من هم زواركم من المجتمع الأعظم وما ينوون فعله هنا هي من خلال الوعي بالحقيقة والمعرفة الروحية. سوف يأخذ منكم عقود وحتى قرون لكي تستوعبنهم بعقولكم. لا تمتلكوا عقوداً وقرونا لكي تفهموا ماذا يحدث في العالم. فهم هذا يؤثر على هدفكم من المجيء إلى هنا.

يقدم لك العالم فرصة عظيمة. إنه مكان للعمل، ولكي تستمع بعملك ولكي تطور نفسك وهؤلاء الذين أرسلوك. أنت الذي تقرأ هذه الكلمات لديك ميزة عظيمة وفرصة عظيمة هنا. نحن نتحدث إلى الجزء الذي يتجاوز فهمك ويتجاوز تفكيرك الاعتيادي. يعرض عليك الآن شيء له قيمة لا تضاهى، لكن لكي تستقبله وتفهمه يجب عليك أن تفتح نفسك له. لا تحتاج إلى الإيمان به، لكنك تحتاج إلى تجربته. سوف تقنعك التجربة؛ فالإيمان لن يقنعك أبداً.

أولئك الذين يشرفون على تطور العالم من خارج محيط الحياة المادية يرون العالم فرصة عظيمة لك. يرون العالم كمكان قدوم ملائم لك. لن يتحقق الكمال في هذا المكان إلا عندما تتوافق مع هدفك الحقيقي من وجودك هنا. ثم سوف تنظر للعالم وتقول. ”نعم، هذا هو المكان المثالي لي لكي أكون فيه،“ دون تبرير الصراع، والمعاناة، والخلاف الذين يتواجدون هنا. لن يوجد هناك خداع في هذا المنظور أو الفهم. سوف يكون الأمر واضحاً.

هذا هو علم اللاهوت من التجارب والعلاقات. ومن هذا المنطلق، سوف يظهر فهم أعظم، ومجموعة أعظم من الأفكار. فهم أعظم يظهر من تجربة أعظم، إذا أمكن تطبيق تلك التجربة وفهمها وتفسيرها بشكل صحيح.

تمثل روحانية المجتمع الأعظم تقليداً دينياً أعظم. إنه تقليد ديني أنت جزء منه لأنك تعيش في الكون. إنه تقليد غير ملزم بأفكار، أو عادات أو طقوس أي عالم. إنه تقليد غير ملزم بالإخلاص لإله محدد أو شخص محدد أو فكرة محددة. إنه يوجهك نحو خالقك ونحو كل ما هو موجود بينك وبين خالقك — نسيج الحياة العظيم الموجود داخل الكون المادي وما خلفه ونسيج العلاقات العظيم الذي تجد نفسك متشابكاً ومترابطاً. جرب هذا مع الذين أرسلت للتواصل معهم ومع هؤلاء الذين أرسلت لخدمتهم، وفي أكثر المواقف دنيوية سوف يجعلك تستوعب الحقيقة الأعظم.