Marshall Vian Summers
أكتوبر 20, 1993
الحكمة هي فهم كيف تطبق المعرفة الروحية في العالم الحقيقي. الحكمة تنمو بإتباع المعرفة الروحية وبواسطة تطوير مهارات في العالم. إنها مبنية على تنمية التمييز والتحفظ، جانبين أساسيين جداً في تعليمك. دعنا نكتشف ما هي الحكمة، ومن بعد سوف نناقش كيف يمكن لها أن يتم تطويرها بأكثر فعالية.
الحكمة تتعامل مع تطبيق القوة العظمى التي تعيش فيك في هذه اللحظة والتي تسعى لتعبر نفسها من خلالك. استطاعة الوصول لهذه القوة العظمى والتعلم على نعمتها، وذكائها وعلاقتك الفطرية معها يمثل الأمر النقطة المركزية في تعليمك في الحياة، أعلى تعبير من هدفك واسترجاع علاقاتك الأعظم، علاقتك مع خالقك ومع الآخرين الذين يعيشون معك هنا على حد سواء. معرفة كيف تكتسب وصولية إلى المعرفة الروحية، وكيف تستقبل المعرفة الروحية، وكيف تقبل الروح، كيف تفسر الروح، كيف تطبق الروح وكيف تصبح مركبة لتعابير المعرفة الروحية في الحياة يتطلب تنمية الحكمة.
المعرفة الروحية تعيش فيك في هذه اللحظة، لكن قدرتك على استقبالها، للارتباط بها وتعبيرها يتطلب تطور فهم جديد كامل ونهج جديد في الحياة. هنا أنت لن يتم أخذك بعيداً من العالم. هنا أنت لا ترتقي خلف الحياة المادية لكن يتم جلبك للعالم مع هدف أعظم ومهمة عظمى. هذان الهدف والمهمة يبقيان غامضين. لا تستطع تحديدهم بالرغم أنك تستطيع أن تعطي تعريفاً لتعبيرهم. مع ذلك، حتى تعبيرهم لا يستطيع أن يصطاد المعنى الكامل والأهمية لك وللآخرين.
هذا يتطلب نوع آخر من التعليم. تعليم كيف تتعامل مع العالم الملموس بشكل عملي وتفتح نفسك للغموض من حياتك، مع توقير وتواضع، يمثل عتبة جديدة في التعليم. إن المرور من خلال هذه العتبة والعتبات الكثيرة خلفها سوف يولد الحكمة في حياتك — القدرة على معرفة ماذا يجب فعله والمهارات التي تحتاجها لكي تتعلم كيف تفعلها وكيف تحملك إلى الأمام بشكل فعال.
إذن، الحكمة، تمثل القدرة على ترجمة المعرفة الروحية إلى العالم المحدود. هذه هي وظيفتك — بأن تكون مركبة للإبداع والخلق. هذا هو أرقى تعبيراً من عقلك وجسدك — بأن يصبحوا مركبة لقوة أعظم تعيش في داخلك، والتي تمثل البعد الخالد والأساسي من نفسك ولكل شخص يعيش هنا. الحكمة هي التجربة، تجربة من الانفتاح والتعرف، تجربة من كونك على اتصال مع حقيقتين في نفس الوقت — الحقيقة من حياتك المادية في العالم والحقيقة من حياتك المقدسة، حياتك الروحية، التي تمثل علاقتك الفطرية مع الرب ومع كل رسل الرب.
التحول إلى وسيط يمثل تعبيراً عن الهدف الحقيقي في الحياة. مع ذلك، هذا يتطلب مهارة فريدة جداً. هذا يتطلب انفتاحاً ملحوظاً لأشياء معينة بينما تبعد نفسك من أشياء كثيرة أخرى، لأنك لا تستطيع أن تفتح نفسك لكل شيء في نفس اللحظة. هناك العديد من الأشياء التي تتنافس على جذب انتباهك، وهناك العديد من الأشياء التي سوف تجتاحك إذا فتحت نفسك لهم. هناك العديد من أنواع العلاقات المتوفرة لك والكثير من الارتباطات مع الناس. المكان الذي تضع نفسك وما فتحت نفسك له هو تعبير عن تطورك في الحكمة.
هنا يجب علينا أن نتكلم عن التمييز والتحفظ. التمييز هو معرفة ماهو هذا الشيء، كما هو متواجد بالحقيقة في اللحظة هذه. التحفظ هو القدرة على احتفاظ الحكمة في داخل نفسك، القدرة على احتفاظ الوعي داخل نفسك دون مشاركته مع الآخرين بشكل غير ملائم. التمييز هو معرفة مالذي تتعامل معه. التحفظ هو معرفة كيف تتواصل معه. كل هذين الصفتين يتطلبان الاستعداد بأن يتم إرشادك، والاستعداد بأن تتعلم، والاستعداد بأن تعيد النظر أو تعيد تعليم الأشياء التي أثبتت بأنها غير مثمرة لك. هذا يتطلب ضبط نفس. يتطلب هذا أيضاً بأن تعطل الكثير من احتياجاتك — الحاجة إلى الاعتراف، والحاجة إلى التثبت منك، والحاجة إلى التعبير عن نفسك، والحاجة إلى أن يقبلك الآخرون، والحاجة إلى التغلب على خصومك، والحاجة إلى أن تكون فريداً من نوعك أو خاص والحاجة إلى تلبية جميع رغباتك. يجب أن تتغلب على هذه الاحتياجات من أجل أن تمتلك هذا الحضور العظيم للعقل والأمان في الحياة.
مع الحكمة سوف تعرف الشيء الصحيح لقوله للشخص الصحيح في المكان الصحيح في الوقت الصحيح. حتى تكون مع الشخص الصحيح في المكان الصحيح في الوقت الصحيح، تبقى صامت ومراقب، دون لوم لنفسك ولأي شخص آخر. هنا تنتظر اللحظة عندما يجب أن يتم توصيل هديتك، وتكون مستعد لإعطائها في أي شكل ملائم. من الممكن أن تنتظر لوقت طويل جداً لهذه اللحظة وتمارس صبر هائل وتحمل. هذه القدرة على فعل هذا تمثل الحكمة — معرفه ماهو هذا الشيء ومعرفه كيف تتعامل معه بفعالية.
الحكمة هي ليست شيئاً تمتلكه لوحدك. إنها تمثل علاقة — علاقتك مع القوة الأعظم في حياتك ومع الخلق نفسه. الحكمة يجب أن تكون قادرة على إرشادك وأمرك في المساحات التي هي خلف مفهومك وقدرتك. مفهومك وقدرتك يكبرون ببطء. بينما أنت تدمج هذا التعليم والفهم، يجب عليك أن تكون مفتوحاً لكي يتم جعلك ترى الأشياء ويتم عرض الأشياء عليك.
هنا أنت تتعلم بأن تتكل على المعرفة الروحية في داخلك وعلى المعرفة الروحية في الكون، التي هي الرب. هنا لا تحتاج بأن تتكل على مخاوفك، شغفك، احتياجاتك أو اضطرارك، أو تتكل على رغبات وحاجات الآخرين الملحة. الآن، أنت محكوم بواسطة قوة أعظم صحيحة في داخلك وأنت لست تحت هيمنة وسيطرة الأماني المتأرجحة والاهتمامات من العالم حولك. هذا يمثل الحرية. هذا ما يعني بأن تنتصر على العالم — لكي تمتلك أساساً جديداً في الحياة وسلطة أعظم، والتي هي السلطة الصحيحة في حياتك، وبأن تصبح السلطة على عقلك وعلى جسدك. من بعدها، كل شيء سوف يترتب في النسبة الصحيحة — جسدك، عقلك، روحك، خالقك. كلها تترتب في العلاقة الصحيحة، ولكل علاقة سلطتها المناسبة. لا تظن للحظة بأنك سوف تكون ضعيفاً، مغلوب على أمرك أو خامل في هذه العلاقة. بالتأكيد، سوف يطلب منك تولي مسؤوليات أعظم وسلطة أعظم في حياتك مما كنت تظن أنه ممكن.
التحكم بجسدك والتحكم بعقلك هو بكل تأكيد تحد. إنه يستدعي المعرفة الروحية، التي هي جوهر هويتك، لتوجيه وإدارة أنشطتك بفعالية. أنت هو قبطان سفينتك، ويجب عليك إدارة كل شيء يحدث داخلها. مع ذلك، فأنت لا تفترض توجيه سفينتك، أو تبريرها أو تحديد مصدرها أو مصيرها. هذا يجب أن يأتي من قوة أعظم بسبب أن هذه المسؤولية هي خلف قدرتك. كونك في العلاقة الصحيحة مع جسدك، عقلك، وجودك وكونك في الحياة نفسها، التي هي الرب، يمثل الحكمة.
لا نستطيع أن نعطيك تعريفاً بسيطاً عما تعنيه الحكمة، لأنها عظيمة جداً على هذا. أي شيء عظيم وهائل في الحياة هو خلف التعريف. ماذا يمكن فعله هنا هو وصف أبعادها وتعبيرها بطرق مختلفة. أنت جربت الحكمة من قبل في تلك اللحظات عندما يتخطاك مفهوم أعظم. عندما تجد نفسك تجرب موضوعية عظيمة وانفتاح، رؤية واضحة وعقلاً موجها. هذا ربما كان لمجرد لحظات. ربما قد نقرت عليها ثم خرجت منها، لكنك في هذه اللحظة حصلت على التجربة من الحكمة والتجربة في كيف تكون في العالم.
المعرفة الروحية والحكمة مختلفتان على الرغم من أنهما مرتبطتان. المعرفة الروحية هي كاملة وفطرية داخلك. كطالب علم للمعرفة الروحية، أنت تتعلم استطاعة الدخول إلى المعرفة الروحية، لكي تتعلم معناها وهدفها في الحياة وتسترجع علاقتك معها، اتحادك معها ومهمتك معها. الحكمة هي شيء تتعلمه من خلال أنشطة العالم. يجب أن يتم تعلمها. المعرفة الروحية لا تستطيع أن تتعلمها؛ فقط تستطيع أن تسترجعها. الحكمة هي شيء تتعلمه. الحكمة لها صلة في حياتك هنا. المعرفة الروحية لها صلة في حياتك في كل مكان. بكلمات أخرى، المعرفة الروحية هي بالفعل كاملة في داخلك، أنت تتعلم بأن تكون في قربها ولاسترجاع علاقتك معها. الحكمة هي أمر يتطور كل ما تقدمت. إنها مجموعة من المهارات في تعلم كيف تكون في العالم. ترتبط بتجربتك الدنيوية، وفي هذا الاعتبار هي مؤقتة.
القدرة على تجربة المعرفة الروحية والقدرة على تجربة الهدف الأعظم، المعنى والاتجاه في الحياة متروك على تنميتك للحكمة. هنا المفهوم الجزئي بالفعل خطير، لأنك قد تعرف شيئاً واحداً، لكن ما تعرفه غير كامل، ويمكن أن يتم إغواؤك لاستخدامه لأسباب أنانية، أو للحماية الشخصية، أوللتملك أو للسيطرة على الآخرين. دون حكمة حقيقية وفهم كيف تستخدم ما تعرف، المعرفة الروحية سوف تكون كامنة فيك وسوف لن تصبح كقوة فعالة في الحياة. هذا هو سبب بطء استعادة المعرفة الروحية ولماذا هي عملية تدريجية بشكل كبير مع خطوات كثيرة في التعليم. يجب عليك الفهم ودمج ما تعرفه وتسمح له بأن يوجه حياتك بشكل بطيء، هذا الشيء لا يحدث في آن واحد، لأنك إلى الآن لا تمتلك الرغبة والقدرة للمعرفة الروحية بالحس الكامل. الرغبة والقدرة يجب أن يتم اكتسابهم بشكل تدريجي مع الوقت.
المعرفة الروحية سوف تغير حياتك وتعطيك قاعدة جديدة، ومفهوم جديد ورؤية جديدة. وهي ستغير الاتجاه من تفكيرك وتعطيك مجموعة جديدة كاملة من الأفكار التي يمكنك من خلالها تبني مفهوم وقدرة جديدة وأعظم في الحياة. هذا يمثل تغيير جذري، تغييراً في مركز كيانك في العالم. يجب أن يحدث بشكل تدريجي بسبب أنه يعتمد على الحكمة، وهي القدرة والفهم من كيف تكون في الحياة وكيف تكون وسيطاً في الحياة من أجل قوة أعظم وحقيقة أعظم.
إن تصبح حكيماً في شؤون البشر يمثل مهمة هائلة بحد ذاتها. مع ذلك، أن تصبح حكيماً في التعامل مع الحياة في المجتمع الأعظم يمثل عتبة جديدة في التعليم وتحد أعظم وفرصة لك. نحن هنا لا نتكلم عن حياة البشر، حيث الحكمة يتم تطبيقها في سياق محدود جداً. نحن نتكلم عن المجتمع الأعظم، وهو سياق أعظم لك. هذا يوفر الكثير من التحديات الجديدة ويضع متطلبات أعظم عليك لكي تتعلم طريقة المجتمع الأعظم للمعرفة الروحية وأن تطور الحكمة الضرورية لكي تجربها وتعبر عنها.
لماذا هذه الحكمة مهمة لك؟ لأنها سوف تناغم حياتك. سوف تؤسس الأوليات من حياتك وتجلبك مجدداً للعلاقات الصحيحة مع نفسك ومع كل شخص حولك. أدرس هذه الكلمات. أدرس كمْ عظيمة هذه الهدية وكم ضرورية هي لرفاهيتك، وتطورك، ومساهمتك في الحياة.
ما الأمر الذي يمكننا أن نعرضه عليك ويكون أعظم من هذا؟ نستطيع أن نقدم لك الجنة نفسها، لكن الجنة هي ما سوف تجده عندما تعود إلى بيتك إلى عائلتك الروحية. ما تحتاج إليه الآن هو اكتساب أساس حقيقي للعيش في العالم واكتشاف الهدف الحقيقي الذي جلبته معك من بيتك العتيق. هذا ما تحتاج إليه بينما أنت في العالم. هنا يجب أن تجد الأشخاص المناسبون الذين سوف تحتاج إليهم في حياتك. هنا يجب أن تطور مفهوم لكيفية حمل المعرفة الروحية والحكمة في عالم لا يستطيع التعرف على المعرفة الروحية والحكمة ولا حتى يريدهما بالضرورة.
هديتك مخصصة إلى أشخاص معينين فقط في مواقف معينة، وحتى هؤلاء الأشخاص يجب أن يكونوا جاهزين لهديتك. يمكن لأي شخص آخر أن يساعدك بطرق عادية، لكن هديتك مخصصة لأشخاص معينين. المعرفة الروحية سوف تتكلم لهم ولكن سوف تبقى صامتة مع أي شخص آخر. يمكن أن يكون الأمر محصوراً على واحد أو اثنين في حياتك. ربما سوف يكونون بالمئات أو بالآلاف. لا تستطع إملاء هذا؛ فقط تستطيع أن تقبله وتتعلم عما يعنيه.
يتم تحديد من تحتاج أن تتواصل معه وما تحتاج إلى تقديمه وفقاً لطبيعتك وتصميمك في العالم، مما يعطي معنى حقيقي لفرديتك. أنت كفرد مصمم لتلائم سياق الحياة كما هو وكيف سوف يكون. لكن هل يمكنك أن تتراجع وتتعلم انتظار تلك اللحظات المميزة حتى تعطي نفسك لهؤلاء الناس الفريدين الذين من المقدر لك أن ترتبط معهم؟ هل تستطيع السماح لقوة أعظم بالتعبير عن نفسها من خلالك دون محاولة استخدامها لتحقيق احتياجاتك أو طموحاتك؟ هل يمكن أن تصبح بهذا الانفتاح والاستقبال؟ هل تستطيع بأن تكون بهذا الصبر؟ هل تستطيع بأن تمتلك هذا التحمل؟ هل تستطيع بأن تمنع نفسك أو توقف نفسك من أن تصبح مرتبطا مع الناس لأسباب وأهداف أخرى؟
بعيداً عن المتطلبات الدنيوية لحياتك، ما عليك سوى الالتزام بهذه القوة العظمى ومهمتها، مدركاً أن معناها وهدفها في الحياة يتعديان بكثير مفهومك. مع ذلك، تستطيع تجربة ما تعنيه هذه القوة العظمى لك بشكل فردي. إنها تمثل تجربة أساسية لك. لا يمكن أن يتم إعطاء التجربة لك في آن واحد. أنت لا تمتلك القدرة على ذلك بعد، ولا تمتلك الحكمة بعد لتجربتها أو للتعبير عنها.
سوف تبدو المعرفة الروحية والهدف في الحياة بالفعل حملاً عظيماً عليك حتى تستطيع أن تتعلم في كيف تمركز نفسك معهم بشكل صحيح وتصبح مركبة للتعبير عنهم بطريقة بناءة. تقدم الحياة الكثير من البراهين للأشخاص الذين اختبروا شيئاً ذا معنى عظيم لكن لم يستطيعوا التعبير عنه أو المساهمة فيه بطريقة بناءة. لقد حاولوا استخدامه لاكتساب القوة أو الأفضلية. حاولوا استخدامه لمهاجمة الآخرين. القيادة الغير مسؤولة، والتعصب، والطائفية — كل هذه هي تعابير عن الخطأ العظيم في محاولة بأن تمتلك المعرفة الروحية دون الحكمة، ومن محاولة معرفة شيء ما دون معرفة كيفية حمله في الحياة.
كيف يمكن لك أن تطور الحكمة؟ هذا يتطلب تجهيزاً، واشتراكاً مع هؤلاء الأشخاص الذين يستطيعون أن يشاركوا هذا التجهيز معك والتزام لكي تساهم الثمار من تجهيزك لهؤلاء الأشخاص الذين يحتاجونها. هذا سوف يأخذ وقتاً، لأن يجب أن تتعلم دروس مهمة طوال الطريق. لا تستطع أن تستعجل الأمور وتمتلك هذه التجربة مع من تريد. لا تستطع تطبيقها لحل كل مشكلة تراها. لا تستطع استخدامها لإثبات صحة نفسك أو لتبرير ارتباطك مع الآخرين. هنا يجب أن تمتلك الإيمان والصبر العظيم مع تجهيزك. وكما نحن نمتلك الإيمان والصبر العظيم معك، يجب عليك أيضاً بأن تمتلك الإيمان والصبر العظيم مع الآخرين. يجب عليك أن تنتظرهم كما يجب علينا أن ننتظرك.
هذا الإيمان والصبر، بمحاذاة تجهيزك، سوف يمكنك بأن تجلب حكمة أعظم وفهم أعظم إلى آلاف الارتباطات في حياتك اليومية. هذه هي الحكمة — معرفة كيف تفعل ما جئت إلى هنا لفعله. سوف يأخذ الأمر عمر لكي تتعلم هذا بشكل كامل، كما سوف يأخذ الأمر عمر لكي تتعلم بشكل كامل كيف تعبر عما جئت هنا لكي تفعله. هل تستطيع أن تكون صبوراً وتجعل مفهومك العظيم ينمو، خطوة بخطوة، مرحلة بمرحلة؟ هل تستطيع أن تنتظر وتسمح لحياتك بأن تصبح واضحة وجلية لك، دون محاولة ملء الفراغات، دون محاولة ربط قيمة مع الأشياء التي قيمتها لم تستوعب ودون محاولة استخدام فهمك المتنامي كوسيلة لتحقيق كل رغباتك؟ هذا تحد عظيم في التعليم: لكي تتعلم ماهو مهم، لكي تتعلم ماهو غير مهم ولتكون قادر على التمييز بينهم في جميع تجلياتهم.
قد تظن أنك تستطيع معرفة كل شيء أو تمتلك استطاعة الوصول إلى كل المعرفة الروحية، لكن إذا كنت لا تستطيع الخضوع للتجهيز، وإذا كنت لا تستطيع أن تحمل المسؤولية، إذا كنت لا تستطيع أن تتعلم بصبر التعبير عن المعرفة الروحية بشكل صحيح ومناسب مع الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب، إذن، وعيك سوف يكون حملاً عظيماً ولا يطاق عليك. سوف يفك ارتباطك من العالم بدلاً من تمكينك من القدوم إلى العالم كممثل لهذه الحقيقية العظيمة.
الطموح في التعليم يمكن أن يكون مدمراً جداً هنا. لقد فشل الكثير بسبب هذا. نحن نريد أن نحصنك ضد الفشل. نحن نريدك بأن تأخذ مسار التعلم البطيء والحذر. فشل الكثير في محاولتهم لتعلم المعرفة الروحية العظيمة والحكمة العظيمة. في محاولة لتعلم المعرفة الروحية والحكمة العظيمة المقدمة من المجتمع الأعظم، الكثير سوف يفشل أيضاً. سوف يفشلون بسبب عدم صبرهم. سوف يفشلون بسبب طموحاتهم. سوف يفشلون بسبب عدم رغبتهم في تعلم الدروس الأساسية ودمج أنفسهم بشكل صحيح وملائم وفقاً لطبيعتهم وللحقيقة الأعظم التي يحاولون استيعابها والتعبير عنها. هم سوف يفشلون بسبب أنهم سوف يرتبطون مع الأشخاص الخطأ بطرق خاطئة. سوف يفشلون بسبب أنهم سيحاولون استخدام الحقيقة بأنفسهم، بدون السماح للحقيقة بإرشادهم وتوجيههم بشكل صحيح. سوف يفشلون لأنهم لم يتعلموا بعد تمييز الأصوات داخل أنفسهم والعلاقات التي تحيط بهم. وسوف يفشلون لأنهم غير متحفظين، لأنهم يقولون أشياء للأشخاص الخطأ في الوقت الخطأ. كل هذا يقودك للفشل.
لكي نحصنك ضد الفشل، يجب عليك أن تتعلم طريقة المجتمع الأعظم للمعرفة الروحية. يوفر هذا الطريق البطيء والمؤكد بينما يستعجل الأخرون من محاولتك الحصول على ماتعلمته، ومحاولة أن تكون ما تتعلمه، ومحاولة أن تفهم ما تتعلم أن تفهمه. يجب أن تأخذ المسار البطيء والثابت. هذا سوف يؤكد نجاحك. إذا اتبعت خطوات المعرفة الروحية، فسوف تتعلم الطريق إلى المعرفة الروحية. مع ذلك، إذا كنت تستعجل التقدم، أو إذا قمت بافتراضات غير مألوفة حول قدراتك أو حول دورك في الحياة، فسوف تتعثر وتفشل. الشخص الذي يأخذ الخطوات الحقيقية إلى المعرفة الروحية ويتعلمهم بشكل صحيح سوف يسبقك. وسوف تتحطم على جانب الطريق، غير قادر على المساهمة وغير قادر على التقدم إلى الأمام.
كل تعليم معرض لخطر الفشل وسوء التأويل. لذلك، يجب عليك أن تتعلم طريقة المعرفة الروحية ويجب عليك أن تتعلم طريقة الحكمة، وهي كيفية حمل المعرفة الروحية في العالم. الحكمة تتطلب أشياء كثيرة، وهذه الأشياء تأخذ وقت لتطورها. يجب عليك أن تأخذ وقت لتتطور ولا تحاول بأن تتحكم بعملية التعليم أو تصنع افتراضات غير مألوفة بخصوص ما يمكن لك فعله، وما تملك ومن أنت. من أنت يجب أن يكشف لك مع الوقت، من خلال البرهان. ماذا تمتلك يجب أن يوحى لك مع الوقت، من خلال البرهان. ومن أرسلك هنا وأي مهمة أنت جزء منها يجب أن يبرهن لك مع الوقت.
هذه الأشياء سوف تبرهن لك من خلال التناقض — التناقض المتنامي بين تجربة المعرفة الروحية وتجربة كونك دون معرفة روحية، التناقض بين تجربة التصرف بحكمة والتصرف دون حكمة، والتناقض بين التصرف بتأكيد والتصرف بطموح. تعلم هذا التناقض سوف يمنحك الأفضلية ويعطيك قاعدة جديدة في العالم. لكي تخدم الإنسانية بطريقة حقيقية، يجب أن تكون منفصلاً عن حماقتها وأخطائها، وعن مخاوفها وعن عدوانيتها. لا تستطع الذهاب إلى حيث يذهب الآخرون ولديك أي إمكانية لتعلم الهدف الحقيقي والمعنى من حياتك. إن استيعاب التناقض بين هذا وبين ما يفعله أو يبدو أنه يفعله الآخرين سوف يمكنك من أن تصبح حكيماً.
لذلك، ألزم نفسك بتعلم الطريق إلى المعرفة الروحية. ألزم نفسك بأخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية. وألزم نفسك بتعلم كيف تستقبل المعرفة الروحية بحكمة وكيف تحمل هذه القوة الأعظم، والقدرة والعلاقة في حياتك. إذا تحركت بأسرع من الازم، فسوف تتعثر. إذا تحركت أبطئ من الازم، فسوف تتعثر. مع مرور الوقت سوف تجد معدل سرعتك في التعليم، ومن ثم سوف تتمكن من زيادة وتيرتك وتسريع تقدمك. لا تستطع فعل هذا بناء على إرادتك، أو أمانيك أو طموحك. يجب فعل هذا بناء على فهمك المتنامي وقدرتك في داخل نفسك. المعرفة الروحية سوف تؤشر على السرعة التي تستطيع أن تتحرك بها، والمعرفة الروحية سوف تمكنك من زيادة معدل سرعتك مع زيادة تعلمك وتوسعك.
المعرفة الروحية هي أساسك الآن، ليس عقلك. سوف يجد عقلك ارتباطه المناسب في تعلم كيفية التعامل مع تفاصيل الحياة وفي تعلم حل المشاكل الصغيرة. مع ذلك، فإن تحقيق احتياجاتك الأعظم ومتطلباتك الأعظم وإيجاد مصيرك الأعظم وعلاقاتك الأعظم مع الأشخاص الآخرين — كل هذا يجب أن تسترشد به قوة أعظم في داخلك تمثل طبيعتك الحقيقية وارتباطك مع كل أشكال الحياة. هذه هي المعرفة الروحية. لكن قدرتك على استقبال المعرفة الروحية، وقبول فوائدها، وتحمل مسؤوليتها الأعظم وتلبية فرصها العظيمة يتطلب منهجاً جديداً في الحياة. إنها تتطلب طريقة جديدة في الوجود في العالم، قاعدة جديدة للتواصل مع الآخرين، وتجربة جديدة لنفسك، وإحساس جديد بالوجود في الوقت، وتجربة جديدة لامتلاك جسد وشعور جديد بالمسؤوليات تجاه العالم وإلى من أرسلوك هنا. هذه الأمور مجتمعة تمثل الحكمة — فن التواجد في الحياة مع الهدف الأعظم والمهمة الأعظم.
أدرس هذه الكلمات، لكن لا تظن بأنك تستطيع فهمها بالكامل. المقصد من هذه الكلمات هو أن تأخذك إلى طريقة المعرفة الروحية، وليس لتعريف طريقة المعرفة الروحية. يجب أن تأخذ الرحلة، وليس مجرد محاولة فهمها. لا تستطع فهمها حتى تأخذ الرحلة بنفسك. أخذ الرحلة هو المسار لتعلم الحكمة. كل ما نمت حكمتك، كل ما اكتسبت هذه القاعدة الجديدة، وهذه القدرة الجديدة وهذه التجربة الجديدة في الحياة، سوف تظهر المعرفة الروحية في داخلك، وسوف تكون قادراً على استقبالها، واتباعها والتعبير عنها مع هؤلاء الذين هي مقصودة لهم، وفقاً لطبيعتك وتصميمك ووفقاً للهدف الأعظم الذي تتعلم خدمته.




