كيف يساهم الرب في العالم؟


Marshall Vian Summers
أكتوبر 21, 1993

مساهمة الرب في العالم متغلغلة لكن ليس من السهل التعرف عليها. البشر يتوقعون أشياء عظيمة من الرب مجرد ما يقبلون أن وجود الرب حقيقة. هم يتوقعون من الرب يحل مشاكلهم الشخصية، وينقذهم من كوارثهم، ويستعيد أحباءهم عندما يصابون بالمرض، ويمنع الموت والصعوبة عن أحبائهم، ويحقق السلام ورباطة الجأش بين القبائل المتناحرة، ليحدث تغيير شامل دون إزعاج مخاوف أو أولويات أي شخص ويحدث معجزات عظيمة وصغيرة، لكن بطريقة لا يشعر فيها أحد بالإهانة، ولا يتم تحدي أحد ولا يتعين على أحد أن يتغير. بالنظر إلى هذه الأنواع من التوقعات، التي تتغلغل في ثقافاتكم وتشكل جزء من معظم أديان العالم، يصبح من الصعب جداً تقدير من هو الرب وكيف يعمل الرب في العالم.

دعونا إذن نعطي منهجاً جديداً ومفهوماً جديداً. مع ذلك، قبل أن نفعل هذا، دعنا نقل إنه عندما نعطي فكرة بسيطة، فلن تكون سهلة الفهم. كلما كانت الفكرة أبسط، كان من الصعب دمجها، وتجربتها، وتطبيقها. لذلك، ما يبدو سهلا يمكن أن يكون أكثر صعوبة. قد تكون الطريقة السريعة والسهلة هي الأصعب. الفكرة البسيطة يصعب اختراقها وفهمها بشكل كامل. دعنا نعطيك فكرة بسيطة الآن.

إن الرب يسترجع المنفصلين من خلال المعرفة الروحية. نقولها بطريقة أخرى، إن الرب يدعوك، ولديك الفرصة للاستجابة، لتستجيب على مستوى أعمق. الرب يدعو الرب في داخلك — الجزء منك الذي هو جزء من الرب، الجزء منك الذي مرتبط بعلاقة فطرية مع الرب ومع كل الحياة، الجزء منك الذي يحتوي على هدفك الأعظم، ومهمتك ومصيرك في العالم، الجزء منك الذي يستطيع التعرف على حلفائك الحقيقيين، وشركائك الحقيقيين ومساعيك الحقيقية في العالم. إذا كنت على غير اتصال أو غير واع على هذا الجانب الأعظم من نفسك، وهي المعرفة الروحية، إذن سيبدو الرب مُربِكاً جداً ومعقد جداً. حتى أن الرب سوف يبدو متناقضاً. قد تظن، ”حسناً، إن الرب يعود بالسلام، لكن أين هو هذا السلام؟ الرب يعود بالراحة، لكن أين هي هذه الراحة؟ الرب يعد بالتأكيد، لكن أين هو هذا التأكيد؟ لا أستطيع أن أراه من حولي؛ لا أحس به في داخلي، لذلك يجب أن يكون الرب إما قاسياً، أو مضطرباً أو ضعيفاً.”

يستعيدك الرب في سياق العلاقة. إن تسترجع الرب في سياق العلاقة. هنا تعود إلى العلاقة معاً. علاقتك مع الرب لم تنته أبدا؛ بكل بساطة تم نسيانها ورفضها وحلت أشياء أخرى مكان هذه العلاقة. أنت جئت لهذا العالم مثل الطفل المهجور. عبر تجاربك هنا، أنت تمتلك الفرصة لتذكر ذكرى أولئك الذين أرسلوك، وأعضاء من عائلتك الروحية، وعلاقتهم معك، وذاكرة علاقتك مع مصدر كل العلاقات.

نحن نعلم استرجاع المعرفة الروحية. تتم تجربة ذلك من خلال استرجاع العلاقات مع الآخرين، لأنك وحدك لا تستطيع معرفة أي شيء. لوحدك لن تثبت صحة معرفتك الروحية أو تتأكد منها. لكي تجرب بشكل كامل، يجب أن يكون لها تأثير في سياق العلاقة الحقيقية — ليست علاقة مع فكرة أو نظرية أو مبدأ بل علاقة مع آخر.

يعمل الرب يعمل من خلال المعرفة الروحية فيك. لا يتدخل الرب لأن الرب غير مرحب فيه هنا حقاً. يتوقع الناس أشياء عظيمة من الإله — معجزات، وتعاطف هائل ومغفرة — لكنهم لا يريدون أي تدخل. لا أحد يريد منقذاً حتى يكونوا يائسين. لا أحد يريد الحرية حتى يشعروا أنهم مساجين بالفعل. إذا استجاب الرب لجميع أدعيتكم، فسيتوجب عليكم أن تسمحوا للرب بأن يسيطر على حياتكم. الرب لن يفعل هذا.

يمكنك أن تعيش حياة خيالية هنا أو حياة حقيقية. يعيدك الرب إلى الحياة الواقعية، الحياة التي يمكنك أن تعرفها، الحياة التي يمكنك أن تحتضنها وتكرس نفسك لها. دون هذا لا يوجد إخلاصاً حقيقياً، لا يوجد التزام حقيقي، لا يوجد فهما حقيقياً ولا يوجد أمان حقيقي.

الرب لا يتدخل. لفهم هذا بشكل كامل، يجب أن تمتلك فهماً كاملاً عن الرب. هذا يتجاوز قدرتك بكثير في هذا الوقت وفي سياق الحياة هذا. مع ذلك، يمكنك أن تكتسب بعض التقدير لهذا عندما ترى مدى عدم رغبتك في التدخل في خططك وأهدافك. مثل الأطفال المراهقين، يريد الناس أن يكونوا قادرين على فعل ما يريدون فعله بأقل تدخلاً ممكنا أو حتى لا تدخل على الإطلاق. فقط عندما يدخلون في المشاكل أو يتعرضون للخطر أو يغامرون بمستقبلهم يريدون تدخل من والديهم. إنهم يريدون من والديهم تخليصهم من مأزق أو إنقاذهم أو دفع تكاليفهم، لكن هذا لا يحقق أو يعترف بوجود علاقة حقيقية. هذا شكل من أشكال التبعية والتمرد. ويوجد قدر عظيم من هذه التبعية والتمرد في العالم. ومما يزيد الأمر تعقيداً حقيقة أن الناس يستخدمون الدين وعلاقتهم المزعومة مع الإله كمبرر لجميع أشكال الأعمال الوحشية والهجوم. وبالتالي، فالدين الحقيقي يتعرض للنقد الشديد وإساءة استخدامه واستغلاله وإبطاله بسبب استخدامه من قبل الطامعين والخائفين.

لا تستطع أن تأتي إلى الرب كالمتسول أو كاللص لأن الرب لا يعرفك بأي هذين الأمرين. يجب أن تأتي كجزء من الخلق، مُعترفاً بسلطتك الذاتية ومكانك في الحياة ومعترفاً بالسياق الأعظم الذي يليق بك والذي أنت جزء منه. يتطلب الموضوع نوع جديد من التعليم لتعليمك هذا ومساعدتك على استعادة هذا الوعي. إن تجلس على الهامش وتتوقع أو تطلب أو تناشد أو تتملق الإله ليتدخل بناء على رغبتك، بناء على أمرك، لكي يكون خادمك ويجلب أشياء لك، إنه من الواضح أنه أمر سخيف وجاهل جداً ووقح لدرجة أنك تستطيع أن ترى كم هو كاذب هذا الأمر. بوسعك أن ترى بأن لا شيء من أي قيمة حقيقية واستحقاق حقيقي يمكن أن يأتي من هذا النهج والسلوك.

الرب في عمل في العالم، يعمل من خلال المعرفة الروحية. الرب لا يترك مكاناً آخر ويأتي إلى هنا لأن الرب هو إله المجتمع الأعظم. وهذا واضح. مع ذلك، في أديان العالم، هذا لم يتم استيعابه. بالغالب يتم افتراض أن الرب مشغول بهذا العالم لحد إقصاء كل شئ آخر. مؤمنون بأن هنالك الرب، والعالم وأنت. وكل شيء آخر هو مجرد جزء من خلفية هذه الدراما العظيمة بين البشر و الإله.

مع ذلك، فإن الرب هو رب المجتمع الأعظم، ليس فقط المجتمع الأعظم الذي وصفناه بل هو رب كل أشكال الحياة في كل مكان. لا يأتي الرب ليولي اهتمام خاص لهذا الكوكب الذي تعيش فيه. الرب لا يتخلى عن مسؤولياته في أي مكان آخر ويصبح مهتماً بشكل غير طبيعي أو مشغول بشؤون البشرية، أو طلبات البشرية أو توقعات البشرية. يعمل الرب في كل مكان في استعادة المنفصلين من خلال المعرفة الروحية. وعملية الاسترجاع يجب أن تأتي من خلال المعرفة الروحية لأن المعرفة الروحية هي من يخلصك لنفسك وللحياة.

عقلك الشخصي لا يستطيع أن يعرف الرب. عقلك الشخصي يستطيع أن يخضع فقط للمعرفة الروحية في داخلك، والمعرفة الروحية داخلك تخضع للمعرفة الروحية في الكون. ثم يتم ضبط كل شيء في الترتيب الصحيح. ومع النظام الصحيح تأتي العلاقة الحقيقية. مع العلاقة الحقيقية يأتي تدفق مستمر من الإتصالات. هذا ما يمكنك بأن تكون مساهماً في العالم، إذن، أنت ليس مجرد فرد يركض في أرجاء العالم تحاول أن تجعل الأشياء تحصل وتحاول بأن تستحوذ على الأشياء لنفسك. أنت تصبح مترجماً ورسولاً لأشياء أعظم. هذا غامض؛ إنه خلف التعريف، حتى خلف العلوم الدينية في العالم. إنه نقي. إنه غير ملوث. لا يمكن استخدامه أو تسخيره لأهداف سياسية أو اقتصادية. إنه في كل مكان. إنه طبيعي. إنه مخترق. لا يمكن إفساده بتدخل الإنسان. لا يستطيع تدخل البشر إلا أن يضلل المدرك، لكن جوهر عمل الرب يتجاوز تلوث البشرية ويتجاوز تلوث أي عرق في أي مكان في المجتمع الأعظم. افهم هذا وسوف تتمكن من امتلاك منهج مختلف للعلاقة مع الإله وحضور الإله ونشاط الإله في العالم.

كيف يعمل الرب في العالم؟ ماذا يعني هذا؟ ماهي بعض أمثلة ذلك؟ يسعى الرب لإستعادتك لنفسك ويجلبك مجدداً إلى علاقتك الحقيقية مع الحياة كما هي متواجدة هنا والآن من أجل تمكينك لتجد مكانك في العالم وتحقق هدفك المحدد هنا. يقوي الرب المعرفة الروحية فيك ويدعوك إلى العودة إلى المعرفة الروحية وأن تطور علاقتك مع المعرفة الروحية وتبجيلك للمعرفة الروحية. هذا يعيد احترامك لنفسك. هذا أيضاً يؤكد سلطتك، والتي يجب أن تمارس من أجل أن تقترب من سلطة أعظم. لا تستطع أن تتخلى بكل بساطة عن سلطتك وتحاول بأن تخضع لقوة أعظم. هذا لا يمكن أبداً أن يكون فعالاً.

إذا كنت تريد تمثيل الإله، يجب أن تصبح كمبعوث. لا تستطع أن تأتي مثل المتسول. لا يمكنك أن تكون خاملاً. لا تستطع التخلي بكل بساطة عن نفسك. يحاول الناس فعل هذا لأنهم إما كسالى جداً أو غير مركزين جداً ليتجهزوا بشكل فعلي للدور الذي يحتاجون إلى تحقيقه. هم بكل بساطة يريدون من الرب أن يفعل كل شيء من أجلهم. هذا، بالطبع، مستحيل، لأنهم يجب أن يفعلوا معظم العمل. يجب أن يختبروا جهودهم، وقدراتهم، وإنجازاتهم، وليس جهد، قدرات، وإنجازات الرب.

إن التخلي عن كل سلطتك — ظناً بأنك لا تستطيع أن تأخذ قرار بشأن أي شيء أو أي شخص، وإنكار إدراكك وتجربتك وإعطاء كل شيء للرب — يبدو وكأنه يمثل حرية وهروباً رائعاً، لكنها ليست الطريقة التي سوف تعيد لك قدراتك الحقيقية وقيمتك الحقيقية. إن الرب لا يحتاج إلى تمجيد. إنه أنت الذي تحتاج إلى تحقق من صحتك في العالم. الرب ليس مدفوعاً بواسطة رغبات الغرور التي تحفز الناس لكي يؤسسوا أهميتهم الذاتية الخاصة. لا تظن بأن الرب يفكر مثلكم أو أن الرب سوف يبدو فظيعاً ومتناقضاً، وقاسياً أو عاجزاً.

إن خيبة الأمل والحيرة التي في الناس بشأن الإله مبنية على توقع الناس بأن الإله يفكر في الحياة وبهم بالطريقة التي يفكر فيها الناس في الحياة وفي أنفسهم. الرب يعمل على مستوى المعرفة الروحية، وهي نوع مختلف من العقل والذكاء عن عقلك الشخصي. إنه ليس متآمر. إنه ليس خائن. إنه ليس متحامل ذاتياً. إنه ليس أناني. إنه لا يستخدم الآخرين للمنفعة الشخصية. إنه ليست تنافسي. لا يجادل. لا يتعجب. لا يرتبك. لا يحتاج إلى اتخاذ القرارات. إنه يتصرف لأنه يعرف. وبين أوقات العمل، صامت وحاضر. يمتلك يقيناً مطلقاً وصبراً إلى ما لا نهاية.

المعرفة الروحية سوف تحميك — تحمي عقلك الشخصي وتحمي جسدك — لكنها لن تمنعك من إيذاء نفسك. مثل الرب، لن يتدخل عندما يكون تدخله غير مرحب به. المعرفة الروحية سوف توفر كل التحفيز وكل الإشارات التي تحتاج إليها لتصنع قرارات حكيمة وبأن تختار بحكمة في علاقاتك. مع ذلك، إذا لم تنتبه إلى هذه العلامات والإشارات، إذا لم تسمع، وإذا لم تتبع وإذا كنت غير قادر على الاستجابة، فلن تأتي المعرفة الروحية وتعاقبك. لن تنتقدك. لن تنفيك إلى الجحيم. لن تدينك، ولن تحكم عليك. المعرفة الروحية ستسمح لك بأن تفشل. ربما بعد ذلك تعود إليها مرة أخرى بصدق أعظم، وتشعر بالحاجة العميقة.

المعرفة الروحية صادقة بشكل كامل. إنها دون صراع أو خداع. عقلك الشخصي فيه الصراع والخداع. عندما يتعامل شيء صادق بشكل نقي مع شيء غير صادق، فالأمر يتطلب قدراً عظيماً من البراعة والعناية. إذا كنت تريد أن تعرف كيف يعمل الرب في العالم، إذن إتبع طريق المعرفة الروحية، ابحث عن علاقتك مع المعرفة الروحية وتعلم مع الوقت من خلال العديد من التجارب كيف تعمل المعرفة الروحية في حياتك. من بعد ذلك، في حدود نطاق تجاربك الحقيقية وليس في سياق تكهناتك، سوف ترى وتفهم وتقدر النعمة المذهلة، وقوة وانتشار حضور الرب في العالم.

يمكن لك أن تقول بأن الرب يعمل من الداخل إلى الخارج، لكن هذا صحيح جزئي لأن الرب له عملاء في العالم. للرب مبعوثون — تستطيعون رؤية بعضهم وبعضهم لا تستطيعون رؤيتهم. تسافر الكيانات الغير مرئية هنا وهناك، ويعملون مع أشخاص محددين يظهرون وعداً عظيماً وأشخاصاً محددين متطورين بشكل جيد في المسار إلى المعرفة الروحية. يعطون مساعدتهم بطريقة تجعل حضورهم غير معترف به بشكل كبير. هذا هو الرب الذي يعمل في العالم.

الرب يعمل خلف الستار. الرب يعطي الفرص. الرب يعطي العمل، عملاً يخلصك. الرب يعطي المشاكل لحلها ويوجهك نحو احتياجات العالم. الرب لا يأتي ويصلح الأشياء لك كما لو كنت طفلاً صغيراً عاجزاً. الرب يعلمك كيف تصلح الأشياء في مملكتك الخاصة، في داخل مملكة اختراعات البشرية. الحياة البشرية هي اختراع بشري. إنها ليست اختراعاً إلهياً. الثقافة البشرية، الأخلاق البشرية، الإيمانيات البشرية، الاقتصاد البشري، السياسة البشرية، العلاقات البشرية، الارتباطات البشرية — هذه كلها من خلق البشرية. هم ليسوا خلق رباني. لكي تجلب الإله إلى خلقكم، أنت بنفسك يجب أن تدخله. الرب ليس في وسط مآزقكم. الرب خارجهم. الرب يناديك بأن تتركهم ويعرض عليك طريق الخروج، طريقاً يصلح قدراتك الحقيقية وعلاقاتك الحقيقية مع نفسك، ومع الآخرين ومع العالم.

طريقة الرب حكيمة وفعالة. ولكن ما لم تكن حكيماً وفعالاً، كيف يمكن لك أن تقدرها؟ في اللحظات التي تكون فيها حكيماً وفعالاً، سوف تقدرها. في أوقات أخرى عندما لا تكون حكيماً وفعالاً، إما أنك سوف تنكرها أو تظن أنها شيء آخر. كما تعلم، يعتقد الكثير من الناس بأن الرب يستخدم كل شيء كدرس لهم كما لو كان الرب يشدهم بحبال. عندما يحصل شيء جيد، فهي نعمة من الرب. عندما يحصل شيء سيء، فهي عقوبة من الرب. عندما يحصل شيء قاس ومأساوي، الناس يحبطون، وبشكل سري يستاؤون من الإله لكونه قاسياً وعديم الرحمة. ومن ثم يحاولون تبرير ذلك بقولهم، ”حسنا، هذا كان مُقدر.“ أو ”هم يستحقون العذاب.“ أو ”شخص ما يستحق هذا.“ أو ”كان يجب أن يحصل هذا، ”أو ”الأمر خلف فهمنا ونحن لا نعرف.“

لا يعمل الرب في العالم بمثل هكذا أمر. فالعالم يحتوي على مجموعة من القوى تعمل من نفسها. الرب هنا لكي يعلمك كيف تتفاوض مع هذه القوى وكيف تستخدمها بشكل فعال. الرب لا يشد كل الخيوط، ويحدد كل ما يحدث لك اليوم وكل ما سيحدث لك غداً. العالم في حالة حركة، والقوى التي لا تعد ولا تحصى في بيئته العقلية والمادية في حركة. الرب مرتبط في الوقت الحاضر في العالم دون التحكم بكل شيء.

نادراً ما يكون هنالك تدخل مباشر. عندما يحدث هذا، فإنه يحدث لأنه مرحب به ولأنه مطلوب ولأنه سوف يستعيد العلاقة إلى الشخص أو للأشخاص الذين سوف يستقبلونه. خلف هذا، الرب يجعل كل شيء يحدث. المآسي التي تراها من حولك وفي جميع أنحاء العالم لا تمثل عمل الرب. العالم هو مكان خطير. يمتلك مخاطر عديدة. أي شيء يمكن أن يحصل هنا. يجب عليك أن تكون واعياً. الرب يعلمك بأن تكون واعياً. الرب سوف يعلمك بأن تمتلك رؤية. الرب سوف يعلمك كيف تحمي عقلك وجسمك، كيف تطور مهاراتك وكيف تستخدمهم بشكل فعال وبناء. هذا هو عمل الرب في العالم. دون هذه العلاقة، سوف تكون لوحدك، وسوف تعاني لهذا. مع ذلك، يوجد قدر عظيم من المساعدة والضمان متوفر لك. إنها ليست مساعدة زائفة وليس ضماناً كاذباً. إنه حقيقي. وسوف يعمل من خلالك ومن أجلك إذا رحبت به وكنت مفتوحاً له، وإذا كنت صادق ولم تحاول استخدامه لأهدافك أو مزاياك الشخصية.

الرب على رأس العمل في كل مكان في العالم عبر المعرفة الروحية. الرب يعرفك. أنت تستطيع فقط أن تعرف الرب. قد يكون الإيمان بالرب تمهيدياً لمعرفة الرب، لكن الإيمان والمعرفة ليسا نفس الشيء. يدعي الكثير من الناس بأنهم يؤمنون بالرب، إما لأنهم يؤمنون أو لأنهم خائفون عدم الإيمان. مع ذلك، فإن معرفة الرب تعني أن تأتي إلى علاقة مع الرب. هذا يستغرق وقتاً طويلاً جداً. هنا يجب مسح الكثير من التعليم الذي تعلمته، وأشياء جديدة يجب أن تتعلمها مكانه. هنا الكثير من أفكارك القديمة سوف ترمى بعيداً، واستيعاب جديد يظهر. هنا يتم التعامل مع المشاكل القديمة بطريقة جديدة. هنا الأشياء الصغيرة تبقى صغيرة، والأشياء العظيمة تبقى عظيمة. هنا أنت تتعلم بأن تقول نعم لأشياء محددة ولا لأشياء أخرى. هنا أنت تتخلى عن ولائك للذنب، وللإكراه، وللحاجة إلى القبول والحاجة إلى الاستفادة من الآخرين من أجل الاستجابة إلى اليقين الأعظم الذي يظهر ببطء في داخلك.

الرب لا يتدخل لأنك تحتاج إلى تجربة قيمتك الشخصية وعلاقاتك في السياق الذي تعيش به. كلما اختبرت ميول حقيقي أو اعتراف حقيقي مع الآخر، فأنت تتحقق من صحة الرب. عندما تفعل شيئاً تدرك بأنه ضروري وتفعله لأسباب لا تستطيع تفسيرها أو فهمها، أنت تصدق على صحة الرب. كلما أصغيت إلى تحذير داخلي واتخذت الخطوات الضرورية واتبعت ما تعرفه، أنت تصدق على صحة الرب. هذه تجربة، وليست فكرة. هذا أمر أساسي. إنه ليس مجرد إيمان، أو عرف أو وسيلة راحة.

أنه عند الدخول في علاقة ذات معنى مع شخص آخر، سوف تشعر بالرب. في قولك الحقيقة حيث يجب أن تقال الحقيقة، سوف تشعر بالرب. في تجربة الامتنان لشيء تم فعله من أجلك، حتى لو كان على مستوى عادي، سوف تشعر بالرب. هذه هي الطريقة التي يتم التعرف بها على الرب وتجربة الرب. لا تقتصر مكافآت هذه التجربة على التجربة نفسها فحسب بل تتمثل في العلاقات التي يتم تأسيسها، والإجراءات التي يتم أخذها، الصعوبات التي يتم تجنبها، والمساهمات التي يتم صنعها.

الرب يريدك أن تعمل في العالم لكي تصنع أشياء جيدة هنا. إن الرب لا يسألك بأن تترك العالم وتفتن بالإله. يقول الرب، ”لديك أشياء مهمة لتفعلها. أنت جئت هنا لتفعلها. أنا أعلم ذلك وأنت تعرف ذلك، لذلك افعل ما تعلم.“ لا تستطيع أن ترجع إلى بيتك العتيق الآن. لديك عمل في العالم. أنت تتعلم عن المعرفة الروحية، وتتعلم عن طريق المعرفة الروحية وأنت تتجهز بأن تأخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية.

تطور هنا وسوف ترى بأن الرب يعمل في العالم، ولن تحمل الرب مسؤولية آليات الحياة هنا. ولن تحمل الرب مسؤولية المآسي التي تحصل. لن تحمل الرب مسؤولية أخطأ البشر. لن تحمل الرب مسؤولية خلق الأديان والمعتقدات والسلطات المرجعية. سوف تدرك بأن الرب يعمل داخلك ويربطك بشكل هادف مع الآخرين. لا يمكن تقدير هذا إلا عندما تتم تجربته.

قد تعتبر نفسك شخصاً متديناً أو لا، لكن لا زلت تمتلك الفرصة لتستعيد علاقتك مع الرب من خلال إصلاح علاقاتك مع الآخرين. كلما اختبرت المعرفة الروحية داخل نفسك، ستتحقق من العلاقة الحقيقية لجسدك بعقلك وبعقلك لروحك. عندما تختبر ألفة حقيقية في العلاقة مع شخص آخر وتجربان هدفاً أعظم معاً، ستصدق على صحة وتتحقق من هدفك للدخول إلى العالم. هذه هي الطريقة التي تستعيد بها ذاكرة بيتك العتيق. هذه هي الطريقة التي ترجع بها إلى المعرفة الروحية داخل نفسك. وهذه هي الطريقة التي تشعر بها بحضور الرب معك، وحضور معلميك، الكيانات الغير مرئية، وحضور رفاقك الحقيقيين في الحياة — هؤلاء الذين تجمعوا لمساعدتك على تنفيذ مهمتك وهدفك كلما أدركت ببطء ما هي وأين تحتاج بأن تأخذك.

نحن لا نطلب منك أن تؤمن بل أن تعرف. لا يوجد إخلاصاً في الإيمان. يؤمن الناس لأنهم يخافون عدم الإيمان. يؤمن الناس لأنهم يعتقدون أنه يجب عليهم ذلك. مع ذلك، لا يوجد إخلاص، ولا التزام ولا علاقة تأتي من الإيمان. الإيمان دائماً ضعيف ومتعثر. من السهل أن تهاجمه صعوبات الحياة. القيمة الوحيدة من الإيمان هي بأن تعيد لك اقتناعك بأن المعرفة الروحية على قيد الحياة وبخير وبأن إيمانك فيها مبرر. القيمة من الإيمان هي ملء الفراغات بين تلك اللحظات عندما تجرب المعرفة الروحية والعلاقة الحقيقية. الإيمان والمعرفة الروحية، مع ذلك، ليسا نفس الشيء. لا يمكن أن ينشأ الإخلاص والالتزام الحقيقيان إلا من المعرفة الروحية لأن المعرفة الروحية مخلصة بشكل كامل وملتزمة بشكل كامل. إنها ملتزمة بالرب. إنها ملتزمة بتنفيذ هدفك في الحياة. إنها ملتزمة برفاهية الآخرين. وهي ملتزمة بالفعل. بالعودة إلى العلاقة مع المعرفة الروحية، سوف تتعلم بأن تصبح ملتزم بالمعرفة الروحية كما المعرفة الروحية ملتزمة بك.

أي علاقة لم يتم فيها تأسيس الالتزام وقبوله هي علاقة لم تأسس نفسها بعد. فكر في مدى ندرة الإخلاص والالتزام الحقيقيون في العلاقات البشرية. فالناس يحتاجون بعضهم البعض، ويتشبثون ببعضهم البعض، ويتحكمون ببعضهم البعض ولا يتركون بعضهم البعض، لكن هذا ليس إخلاصاً ولا التزاماً. الإخلاص والالتزام شيء ينبع من داخلك. إنه تدفق طبيعي لمعرفتك الروحية. هم تعبير عن المعرفة الروحية. هم إعتراف بمكانتك ودورك مع الآخر. هم يؤكدون على هدف أعظم يتجاوز اهتماماتك الشخصية. هم يؤكدون على رفاهيتك ورفاهية الشخص الآخر ويظهرون هذا. فكر في مدى ندرة هذا في العلاقات البشرية حيث يحاول البشر استخدام بعضهم البعض لأسباب شخصية، وفكر في كل التعاسة وكل الصعوبات التي تنتج عن هذا.

العلاقات المبنية على المعرفة الروحية مختلفة جداً. لن يكون لديك الكثير منهم. سوف يكونون فريدين من نوعهم، وسوف يكون هنا تباين عظيم بينها وبين جميع أنواع العلاقات الأخرى التي جربتها — علاقات من أجل الراحة، وعلاقات المصالح، وعلاقات من أجل المتعة، وعلاقات من أجل الاستحواذ. لا يوجد إخلاص، لا يوجد التزام، لا يوجد اعترافاً ولا يوجد ميول حقيقي في هذه العلاقات. كم هي مختلفة هذه العلاقات المبنية على المعرفة الروحية وماهي النتيجة المختلفة التي سوف تخلقها. عندما تجرب الإخلاص الحقيقي أو عندما تتعرف عليه وهو يجرب بصدق بواسطة أي أحد آخر، سوف ترى دليل الرب في العالم. الإخلاص هو أعلى تعبيراً عن الحب. إنه التعبير الاكثر اكتمالاً عن الحب. هو المكان الذي يختار فيه شخص ليعطي نفسه لشخص ما لتنفيذ هدف أعظم ولخدمة شيء أكثر روعة من مصالحهم الشخصية — سواء كان هذا في تربية أسرة، أو تنفيذ شكل من أشكال العمل في العالم أو تحقيق مهمة لخدمة البشرية. على أي مستوى يتم التعبير عنه، هذا شيء نادر ورائع وعظيم في الحياة. هذا هو دليل عمل الرب.

بينما يتوقع الكثير من الناس أو يطلبون من الرب أن يأتي ويتقدم من أجلهم ويعطيهم ما يشتهونه، تستطيع أن تبدأ في رؤية ماخلف الستار العمل الحقيقي من الرب — عمل الرب الذي يسترجع علاقة الناس مع أنفسهم ومع بعضهم البعض. كل الأشياء العظيمة التي تم إعطاؤها للبشرية هي نتيجة للعلاقات التي تحمل معنى وتحمل هدف حيث تم اختبار الإخلاص والتعبير عنه. أفراد عظماء — مبدعون عظماء، مخترعون عظماء، علماء عظماء، قادة روحيين عظماء — جميعهم امتلكوا علاقات هائلة وراءهم، في كل من العوالم المرئية وغير المرئية معاً. أفكارهم لم تأت منهم. لقد جاءت الأفكار من خارج العالم وتمت ترجمتها من خلالهم إلى العالم بشكل يمكن التعرف عليه واستخدامه.

ما هي العبقرية إلا عقل متصل مع العقل الأعظم؟ كونك ذكي أو ظريف، نبيه أو سريع، ليست علامات على الذكاء. سيقول الناس، ”حسناً، صديقي يقوم بعمل شيء أحمق، لكنه شخص لامع، إنه شخص ذكي.“ لكن هذا الشخص يفعل شيئا غبياً جداً أو ضاراً جداً. هل هذا تعبير عن الذكاء؟ لا. الذكاء ينشأ من المعرفة الروحية. إنه القدرة على الرؤية، والمعرفة وأخذ الفعل. إنه القدرة على القيام بنشاط أو فعل في العالم بشكل فعال. الذكاء هو المعرفة الروحية والحكمة يعملان مع بعضهم البعض. إنها الحقيقة وآلية التعبير عن الحقيقة يعملان في تجانس مع بعضهم البعض. هذا تعبير عن الذكاء. لديك هذا الذكاء. إنه مولود من المعرفة الروحية في داخلك. ويمكنك تجربته. إنه يدل على قوة أعظم وإمكانية أعظم للبشرية.

كما نخبرك بهذه الأشياء، ربما ستدرك بأن تطور البشرية، في أي مجال قد تفكر فيه، كان نتيجة لجهود عدد قليل نسبياً من الناس الملتزمين، والذين كانوا مخلصين وكانوا يمتلكون حلفاء عظماء. هذا هو الدليل من عمل الرب في العالم. على الرغم من عن كل الكوارث وكل المآسي، وكل الإدمان وكل الصعوبات التي تفترس وتغلب على البشرية والعلاقات البشرية، عمل الرب يدفع البشرية إلى الأمام. لو لم يكن الرب موجوداً في العالم، لكانت البشرية تدمر نفسها ببساطة. لن يكون هناك محفز لأشياء أعظم. لن يكون هناك حنين للحقيقة. لن يكون هناك طيبة حقيقية. لن يكون هنالك تكريس حقيقي أو إعتراف. ستدمر البشرية نفسها.

الرب هو مثل الهواء. كل شخص يتنفس الهواء، لكن القليل يعيرون أي انتباه له. الجميع يعتمدون على الهواء في كل لحظة مع كل نفس. تعتمد أجسادهم على كل نفس من أجل العيش في اللحظة التالية. اقطع هذا الإمداد من الهواء ويموت الشخص بسرعة وينتهي كل شيء. الرب هكذا — مخترق جداً، وحاضر جداً، وداعم جداً ومغذ جداً. ولكن الرب غير معترف به، الرب غير مفهوم، أن الرب بالطبع، أعظم من الهواء الذي تتنفسه. ومع ذلك، يمكن أن يساعدك هذا المثال في فهم ما نقوله هنا. ما نقدمه هنا يتجاوز المدى الطبيعي من الفهم البشري. يجب أن تمتد، تفتح نفسك وتصل إلى مستوى عالٍ حتى يكون لديك هذا الوعي. هذا يقودك إلى التجربة الحقيقية.

كن طالب علم المعرفة الروحية. تعلم طريقة المعرفة الروحية. خذ الخطوات إلى المعرفة الروحية. اجعل المعرفة الروحية تعد ترتيب أولوياتك. أجعل المعرفة الروحية تصوب حياتك. اجعل المعرفة الروحية تقودك، وتوجهك وتحميك. اجعل المعرفة الروحية ترب ذكاء أعظم في داخلك. اجعل المعرفة الروحية تقودك في علاقاتك وفي تقييماتك. كن ساكن مثل المعرفة الروحية. كن مخترقاً مثل المعرفة الروحية. كن مبصراً مثل المعرفة الروحية. كن مخلصاً للآخرين مثل المعرفة الروحية. ابحث عن حلفائك الحقيقيين. ابحث عن هدفك. اسمح لعملك الصحيح في العالم بالظهور بينما تتم تنحية الأشياء الأخرى جانباً — عن طيب خاطر، وسعادة ومع راحة.

كلما صنعت تقدماً هنا، سيصبح حضور الرب في العالم شيئاً تحس به وتعرفه، وليس شيئاً تكافح من أجل الإيمان به. وعلى الرغم من كل المآسي والصعوبات التي قد تواجهها أنت والآخرون وكل ابتلاءات الحياة الجسدية، سوف تعرف بأن الرب معك. سوف تعرف بأنك متجه نحو الرب، وسوف تعرف بأنك تمتلك شيئاً مهماً لفعله. سوف تعرف هذا لأن الرب في العالم.