يتم الآن تقديم وحي عظيم للعالم، أكبر وأكثر اتساعاً من أي شيء تم تقديمه هنا من قبل — يُعطى الآن لعالم متعلم، لعالم التجارة العالمية والإتصال العالمي، الذي يُعطى الآن لعالم يواجه الموجات العظيمة من التغيير البيئي وكل الإضطرابات التي سوف تحدثها، عتبة عظيمة البشرية غير مستعدة لها ولا تستجيب لها.
إنه شيء ثمين، وحي عظيم من الرب، ربما يعطى مرة واحدة فقط كل ألف عام في وقت الحاجة الشديدة والتغيير والفرصة.
لكن العالم مكان فاسد. إنه عالم المنفصلين الذين فقدوا علاقتهم بالرب مؤقتاً. أي شيء نقي يتم إحضاره إلى هنا يمكن بسهولة تغييره وتحريفه وإساءة فهمه وإساءة استخدامه، كما كان الحال مع كل الوُحِيّ السابقين العظِام الذي تم تقديمهم على مدار الزمن.
نحن نحرس الوحي الأصلي ومعناه، لكن ما يحدث له هنا على الأرض خارج عن إرادتنا. إن الفساد الذي يمكن أن يحدث له ملحوظ ويمكن أن يغير معنى وهدف الوحي من نيته الأصلية.
لذلك، يجب أن يكون هناك من يحرسه ويحفظ نقاوته. سوف يكون هناك أناس سوف يحاولون تغييره وتوحيده مع أشياء أخرى، وتغيير صياغته ومعناه ليلائم تفضيلاتهم وأفكارهم السابقة، مع تعديله ليلائم التعاليم الأخرى والوحي السابق. لأنه من الصعب جدًا على الناس قبول إن الرب تحدث مرة أخرى، وأن وُحِيّ الرب ليست ملزمة بالتوقعات أو الإفتراضات البشرية الماضية.
لذلك، يجب أن يكون هناك من يحرس الوحي النقي. على الرغم من أنه يتم الآن تقديمه وتسجيله بدقة في شكل نقي، إلا أنه لا يزال من الممكن تغييره والتلاعب به. لسوء الحظ، سوف يكون هناك من سوف يحاول القيام بذلك لأغراضهم الخاصة.
لهذا السبب أنشأنا مجموعة أساسية من الأشخاص حول الرسول. يسمون أنفسهم المجتمع. نحن نفكر فيهم كأوصياء. يجب عليهم حماية الرسالة والرسول ومجتمعهم الأساسي من التسلل ومن المعارضة والفساد من الداخل ومن الخارج. حتى أنهم ما زالوا يعيشون في الإنفصال وعرضة للخطأ فيما بينهم.
لذا فهو تحدٍ عظيم، كما ترى، أن تتمسك بهذه الأمانة، وأن تحافظ على هذا الإلتزام، وأن تكونوا صادقين مع الرسالة والرسول، حتى عندما يرحل — للحفاظ على كلماته، والحفاظ على التعاليم في شكلها الأصلي، لأنه لا يجب إضافة أي شيء أو إزالته هنا. على الرغم من أن الناس سوف يفعلون ذلك لأنهم جاهلون ولا يفهمون ما يتلقونه، فإن هذه المجموعة الأساسية من الناس يجب أن تحافظ دائماً على التعليم الكامل.
حتى لو لم يتمكنوا من فهم التعليم بشكل كامل، حتى لو أربكهم في نقاط معينة، حتى لو وجدوا تناقضاً بداخله، فكلها موجودة لهدف ما. حتى لو لم يتطابق مع التعاليم والتقاليد السابقة، فكل شيء فيها موجود لهدف ما.
تُعد وُحِيّ الرب جزءاً من خطة أعظم لدفع البشرية إلى الأمام في تطورها وتقدمها، وإعدادها لمجتمع عالمي وتهيئتها لقسوة الحياة في الكون من حولها.
بالطبع لا يفكر الناس بهذه الشروط. إنهم يفكرون فقط من منظور فترات زمنية قصيرة جداً — افتراضات وتقاليد ومعتقدات الإنسان. لكن النطاق الأعظم لخطة الرب يتجاوز كل هذه الأشياء ولا يمكن احتواؤه في الأفكار والمعتقدات البشرية وحدها.
في حين أنك لا تستطيع فهم هذا بشكل تام، فمن الضروري أن ترى أنها خطة أعظم تتجاوز الفهم البشري وأن كل الوُحِيّ العظيمة قد أُعطيت لهدف ما.
والآن قد تكلم الرب مرة أخرى. والفرصة لإحضار هذا إلى العالم كله هائلة في هذا الوقت. ولسماع صوت الوحي، الذي لم يكن ممكنًا من قبل، بالطبع، الأمر له أهمية قصوى.
ولكن لا يزال يجب أن يكون هناك من يكرس نفسه ويلتزم بالحفاظ على الوحي النقي. حتى خارج المجموعة الأساسية من الأشخاص الذين تم استدعاؤهم لمساعدة الرسول — دائرة الرسول، رفاقه — يجب أن يكون لدى جميع طلاب علم الوحي الحقيقيين هذا الإلتزام أيضاً، كما ترى.
سوف يميلون إلى توحيدها مع الأشياء التي يحبونها بالفعل أو يقدرونها. سوف يحاولون تزويجها مع التقاليد والمعلمين والأفكار والمعتقدات الأخرى التي ربما خدمتهم في الماضي. ولكن بمجرد أن يفعلوا ذلك، يبدأ نقاء وتماسك الوحي في التغيير.
من الواضح أن شيئاً نقياً يُعطى من الجنة إلى العالم ويهبط واقع المنفصلين هو مهمة خطيرة ومحفوفة بالمخاطر. نحن نفعل كل ما في وسعنا الآن للتأكد من أن الوحي الأصلي محفوظ. تم ارتكاب العديد من الأخطاء في الماضي فيما يتعلق بكيفية تلقي التعاليم [السابقة]، وكيف تمت دراستها ومن الذي وجهها وقادها بمرور الوقت. ونبذل قصارى جهدنا لتلافي الأخطاء العظيمة التي ارتكبت في هذا الصدد.
حتى الرسل السابقون لم يستوعبوا تماماً أهمية مهمتهم أثناء وجودهم هنا على الأرض، لذلك لم يتم اتخاذ بعض الاحتياطات. وهذا مفهوم. بمجرد عودتهم إلى التجمع الملائكي الذين أتوا منه، تمكنوا من رؤية الصورة الأكبر بوضوح شديد. لكن في حين أن الرسل العظماء في العالم، فهم بشر، لفترة من الزمن — مقيدين بإدراك الإنسان وفهمه وظروف حياتهم في ذلك الوقت.
تؤثر حدود الإدراك على الجميع هنا، من الأكثر حكمة إلى الأكثر حماقة. لأنك لا تستطيع أن ترى ما تراه الجنة. لا يمكنك معرفة ما تعرفه الجنة تماماً. لكن أن تلعب دورك الأساسي هو الشيء الأكثر أهمية، والأهم من الإجابة على جميع أسئلتك، والأهم من محاولة فهم كل جانب من جوانب الحياة، لأنه بكل صدق، هذا غير ممكن.
إذن، يجب على أي شخص يتلقى الوحي أن يحافظ عليه في شكله النقي، إلى أقصى حد ممكن، وأن يعود دائماً إلى الوحي كما أُعطي. لأنه يتم تقديمه الآن بأوضح العبارات الممكنة، مع الكثير من التكرار والتوضيح، مما يقلل من الحاجة إلى التعليقات البشرية، والتي كانت مشكلة عظيمة من قبل.
سوف يكون من الصعب على الناس فهم أجزاء معينة من الوحي، نظراً لإرتباطاتهم السابقة ونظرتهم المحدودة للعالم. لكن يجب أن يعملوا على هذا. هذا هو عملهم. هذه هي مهمتهم. لا يعطي الرب طعام الأطفال الآن. [الرب] يعطيهم التغذية الحقيقية التي يحتاجونها، وتتطلب قدراً أعظم من الفهم والإستعداد، وانفتاحاً وتسامحاً أكبر بين الناس والدول والأديان في العالم.
يجب تغيير العديد من الأشياء وتتحول في فهمك للمضي قدماً في هذه المرحلة العظيمة التالية من التنمية البشرية والتحدي البشري.
كل الذين يتلقون الوحي، إذاً، يتم تشجيعهم على قبوله بتواضع وصدق، وعلى استعداد لقبوله، واتباعه — قبول عدم قدرتهم على فهم كل شيء، وقبول أنهم لن يكونوا كاملين كطلاب علم. لكن الكمال هنا ليس ما هو متوقع أو مطلوب. إنه الإخلاص. إنه الإتساق. إنه الإلتزام.
سوف تتعثر كطالب علم. سوف يكون لديك صعوبة في فهم أشياء معينة. سوف يكون عليك أن تتعلم كيف تطبق الوحي بنفسك في مواقف معينة أو أن تطلب مشورة أولئك الذين هم من بين الأوصياء الأكثر نقاءً بينهم.
هنا لا يمكنك أن تعتبر نفسك سيداً أو خبيراً، لأنك لم ترسل هنا لتكون هذا أو تفعل هذا، ولكن لتلعب دورك الأساسي — والذي لن يكون مجيداً، والذي لن يتطلب شهرة عظيمة وتقديراً. في الصدق والبساطة، يمكنك الإقتراب. إذا كنت تريد وتتوقع الإشادة والتقدير، فلن تعرف كيف تمضي قدماً. وسوف تعرض الوحي والذين من المفترض أن يتلقوه للخطر.
إذن بهذه القوة التي يمنحها لك الوحي، يجب أن تكون هناك مسؤولية عظيمة وضبط عظيم للنفس. هذه هي دائماً متطلبات تلقي القوة والقدرة الحقيقية.
كلما أصبحت أكثر شدة، يجب عليك كبح جماح تلك الميول الضعيفة داخل نفسك واكتساب الحكمة لمواصلة قوتك إلى الأمام بطريقة إيجابية وبناءة.
لأنك لست فقط متلقي الوحي، بل أنت في حقك الشخصي أيضاً وصي عليه، وهذه المسؤولية تقع على عاتقك أيضاً.
عدل الوحي، وسوف يخرج عن إطار التركيز. غيّروا الكلمات فتقل قوتها. اربطه بمعلمين أو تعاليم أخرى، وسوف تفقد أصالته وفاعليته. اترك أجزاء منه، ولن تحصل على الصورة الكاملة لحياتك. جاهداً، ارفضه، أنكره، وسوف تدير ظهرك لمن أرسلوه لكي يباركوا لك، ويرشدوك ويعطونك وعداً أعظم.
الوصاية هنا مهمة جداً. الرسالة الجديدة مفتوحة للغاية. تسمح لكثير من استجابة الإنسان. إنها ليست مليئة بالإدانة. إنها تمنح الناس قوة هائلة، لكنها تتطلب أيضاً مسؤولية هائلة.
لقد تم قمع أو حذف هبة الوحي الشخصي بشكل كبير من الوُحِيّ السابقين، مع استثناءات معينة. لكن هذا لا يمكن أن يكون هو الحال الآن. لا يمكن أن يكون هذا تحت السيطرة الكاملة للسلطات الدينية أو الحكومات، لأنه لم يُعطى لهذا الهدف.
ولكن، مع ذلك، يجب الحفاظ على نقائه. يجب أن يكون خالي من الشوائب مع أشياء أخرى. يجب أن تتخلى عن ما تعلمته من قبل إذا كنت تريد أن تكون متعلماً حقيقياً هنا. يجب أن تخضع للوحي وللإله وللتجمع الملائكي الذي أوصله إليك بكلمات تستطيع فهمها. لا يمكنك استخدامه كمورد، أو استخدامه لمحاولة كسب الحب أو الثروة أو القوة، لأنك لن تفهمه، ولن تحصل على الفاعلية الحقيقية التي يوفرها لك.
بينما تم تعيين أشخاص معينين ليكونوا أوصياء الوحي، الآن وفي المستقبل، يُطلب أيضاً من كل من يمكنه تلقيه أن يتحمل هذه المسؤولية. سوف تراقب الجنة لترى من يمكنه فعل هذا ومن لا يستطيع. سوف تراقب الجنة لترى من الذي سوف يصبح المتلقي الحقيقي والمدافع عن وحي الرب الجديد للعالم.
إذا كنت تريد أن تكون وصياً في هذا الصدد، فيجب عليك دائماً الرجوع إلى أولئك الذين تم إرسالهم ليكونوا رفقاء الرسول. ولا يمكنك ترك الرسول خارج الصورة، لأن من هو ومن أين أتى جزء من الوحي.
يتعلق جزء كبير من التعليم عنه وعن عملية الوحي حتى تتمكن من فهم كيفية عمل الرب في العالم وكيف عمل الرب هنا من قبل، والتي لا توجد سجلات محفوظة لهذا الأمر في الماضي ومع فهم ضئيل جداً للأوقات التي جائوا فيها الرسل الحقيقيين في العالم في الماضي.
لكن الآن ولأول مرة، يمكنك أن تفهم كيف يعمل الرب بهذه الطريقة — ليس لمباركة فرد أو مجموعة هنا وهناك فحسب، بل لإرشاد العالم كله إلى حقبة مختلفة من الحياة في العالم. لأن الوحي الجديد للعالم ليس أقل من هذا: رسالة لإرشاد البشرية جميعاً.
لكن، بالطبع، سوف يستخدمه الناس لمحاولة توجيه أنفسهم لأنهم ما زالوا يعيشون في حالة الإنفصال. لا يزالون يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق أنفسهم باستخدام كل شخص وكل شيء كمورد لأغراضهم الخاصة. لكن الوصي الحقيقي يفهم أن هذا خطأ وسوف يفشل دائماً. إنه فعل دائماً مدمر ومتلاعب وغير صادق أبداً.
تمنح هدية الرب العظيمة لك هذه الفرصة النادرة والفريدة للمطالبة بالعباءة الحقيقية للسلطة في حياتك. لكن هذه السلطة هي جزء من سلطة عظمى خارج العالم. ولكن يجب أن تسترشد بالحكمة وضبط النفس، ولهذا فإن الوحي الجديد من الرب يقدم قدراً كبيراً من الإرشاد والمشورة والتوجيه.
يجب حماية الرسالة والرسول، وما بعد حياة الرسول، ذكرى الرسول. إنه غير كامل. لا يمكنك أن تجعل منه صنماً. لكن كل الرسل لم يكونوا كاملين رغم أن الناس جعلوهم أصناماً للعبادة.
إذا كان من الممكن القيام بذلك، فهناك أمل جديد للبشرية. فهذه هي هدية الرب للبشرية. ومع ذلك، تفشل البشرية مع كل يوم يمر. إنها غير مستعدة للتغيير العظيم الذي سوف يأتي إلى العالم. إنها جاهلها وغير مستعده لتأثيرات الكون من حولها الذي يؤثر على الأسرة البشرية بطرق مدمرة في هذا الوقت. إن البشرية تواصل مسارها المتهور للوفاء الفردي والقوة الوطنية، وتجرد العالم من موارده الحيوية بوتيرة غير مسبوقة ولا يمكن أن تؤدي إلا الخراب في المستقبل إلا إذا استمرت هذه الأفعال.
لا تعتقد أن الرسالة الجديدة موجودة هنا ببساطة من أجل سعادتك أو سلامتك أو أفكارك حول التنوير. إنها هنا لإشراكك في خدمة العالم، ومنع انهيار الحضارة الإنسانية، والإستعداد لمستقبل البشرية في عالم مليء بالحياة الذكية — كون غير بشري حيث الحرية نادرة.
لا عظمة شخصية هنا. لا نجومية هنا. لا سيادة هنا. فقط الخدمة النقية التي أرسلت هنا لتقديمها، وهي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفي بحياتك ويعطيها معنى وهدفاً، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحررك من أخطاء ماضيك، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوحدك مع أولئك الذين أرسلوك، في رحلتك الأعظم هنا.
نحن أوصياء حرية الإنسان وخلاصه. يجب أن تصبحوا أوصياء الوحي الآن بعد أن أرسله الرب إلى العالم.
حتى لو كنت تمارس ديناً آخر، حتى لو كنت مخلصاً لذلك، فاحفظ وحي الرب الجديد في نقاء. لا تحاول إدماجه بأشياء أخرى. بهذه الطريقة، يمكن أن يخدم تقاليدك. بهذه الطريقة، يمكن أن يخدم كل شيء من حولك.
هذه هي الخطوة التالية للبشرية. هذه هي الترقية العظيمة التي يجب أن تُعطَى للوعي البشري والمسؤولية. هذه هي الحماية العظيمة التي يجب أن تبنيها البشرية الآن في العالم لتضمن مستقبلها هنا ورفاهيتها وحريتها وسيادتها، على من سوف يحكم هذا العالم وأي نوع من العالم سوف يكون، لك ولأطفالك ولأجل الأجيال القادمة.
من المهم جداً أن يتمكن الناس بعد قرن من الآن من قراءة الوحي بشكله النقي. نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان ذلك. من المهم جداً أنه بعد خمسة قرون من الآن يمكن للناس قراءة الوحي بشكله النقي.
سوف يكون الأمر متروكاً للأوصياء على الأرض لجعل ذلك ممكناً. حتى في أوقات الإكراه الشديد والتغيير المتشنج، يجب الحفاظ على نقاء الوحي. لأنه هدية ليس فقط لهذه الأوقات ولكن للأوقات القادمة، حتى الأوقات التي تتجاوز حياتك — الحقيقة التي سوف يتعين على أطفالك مواجهتها وأطفالهم أيضاً وما إلى ذلك.
لأنه عندما يتحدث الرب إلى العالم، فهذا ليس فقط لذلك الوقت وحده ولكن للأوقات القادمة — الأوقات التي يمكنكم الشعور بها ورؤيتها، والأوقات التي تتجاوز نطاق رؤيتكم وفهمكم. هذا هو مدى عظمة الوحي. ولهذا السبب يجب الحفاظ على نقائه، حتى تتمكن من خدمة أولئك الذين لم يأتوا بعد ومباركة العالم الذي لا تستطيع عيناك رؤيته بعد.




