الحب الدائم


Marshall Vian Summers
مارس 12, 2011

:

()

تنبع تجربتك في الحب من عمق المعرفة الروحية داخل نفسك. إنها القوة والدليل على أن لديك حياة أعظم وذكاء أعظم بداخلك.

هذا حب لا تحركه الصور أو الشغف أو الهواجس أو الإدمان. ليس هذا هو الحب الذي يصاحب إثارة شراء شيء جديد أو لقاء مثير مع شخص ما.

إنه حب ينبع من بئر أعظم بداخلك، ويمثل علاقة أعمق مع نفسك، وعلاقة أعمق مع الآخر ومع الناس في كل مكان.

إنه نوع من الحب يمكن أن يصمد أمام الاضطرابات العظيمة والخسارة، وهو الحب الذي لا يتضاءل وأنت تواجه مصيبة في حياتك أو تحديات أو مواقف صعبة.

إنه حب لا يولد من الطموح والإثارة والتعلق، بل من الاعتراف الأعمق بداخلك — صدى أعمق مع المعرفة الروحية داخل نفسك، والعقل الأعظم الذي أعطاك الرب إياه لإرشادك وحمايتك وإعدادك للعيش حياة أعظم في العالم.

يتم تحفيز هذا الحب من خلال الاعتراف الحقيقي بالآخر، والعطف الحقيقي تجاه الآخرين، والتقمص العاطفي الحقيقي مع الآخرين.

يتم توليد الحب وإلهامه من تصرفات الآخرين الغير أنانية، وينشأ عندما تتبع الحضور الأعمق بداخلك — الحضور والقوة من المعرفة الروحية.

العالم يزداد قتامة وأكثر حزناً. أنت ترى هذا يحدث الآن هنا وهناك بوتيرة أعظم. إذا كنت حساساً لهذا الأمر وترغب في أن تكون مع هذا الأمر، وأن تفكر في ذلك وأن تكون متعاطفاً بإتجاه هذا الأمر، فسوف يظهر هذا الحب الأعظم، وسوف يميل إلى صد خوفك وجزعك.

كل الغضب والإحباط الذي يمكن أن تثيره هذه الأحداث بداخلك يمثل خوفك — خوفك من الخسارة، خوفك من الاضطراب، خوفك من فقدان الامتيازات والثروة، خوفك من الاضطهاد، خوفك من الكارثة، خوفك من الموت.

أثيرت العديد من المخاوف المختلفة وأنت تشهد على الأحداث الناشئة في جميع أنحاء العالم، والتي تمثل الموجات العظيمة من التغيير القادمة للبشرية.

ما الذي سوف يصد هذا الشعور المتنامي بالخوف والقلق والجزع إلا الحب الدائم بداخلك؟

سوف ترغب في الهروب إلى هواياتك وعاداتك، وهواجسك، وأوهامك، وأحلامك، أو مشاهدة الأفلام ومشاهدة أحلام وأوهام الآخرين.

هذا لأنك لا تستطيع مواجهة الواقع — واقع عالم آخذ في التدهور، واقع عالم تتضاءل موارده ويتزايد عدد سكانه، عالم يتزايد فيه الاضطراب وعدم اليقين.

عندما تتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية وتوحد عقلك السطحي والاجتماعي بالعقل الأعمق بداخلك، سوف يكون لديك القوة لمواجهة هذه الأمور بمزيد من الوضوح والموضوعية والاتزان.

سوف تشعر بمعاناة الآخرين. سوف تشعر بمأساة الأحداث المتغيرة. سوف تشعر بالكثير من المشاعر التي تثار بداخلك بسبب هذه المواقف الناشئة والحاصلة. لكن الحب الدائم يمنحك القوة والمُحَيًّا في مواجهة هذه الأمور.

لأن المعرفة الروحية لا تخاف من العالم — العقل الأعمق بداخلك، الجزء الذي لا يزال مرتبطاً بالرب ويستجيب له، لا يخاف من العالم. لا يخاف من الموت والدمار والفوضى والضياع والحرمان، كل الأشياء التي تبتلي بها وترعبك وتجعلك تريد الهروب والاختباء في مكان ما.

المعرفة الروحية هي الشدة الأساسية التي لديك، النزاهة الأساسية، اليقين الأساسي، القوة الأساسية. إنها مصدر الحب الدائم بداخلك.

سوف تكون مآسي العالم أكثر قوة في استدعاء هذا الحب منكم أكثر من ألطف المواقف، أجمل الأماكن، أكثر الأحداث متعة. لكن المواقف الصعبة سوف تثير أيضاً خوفاً وقلقاً وإنكاراً هائلين.

إذا كنت خائفاً جداً من مواجهة العالم بموضوعية، وبوضوح، دون إدانة، فلن يثار الحب العظيم في داخلك، ولن تظهر القوة الأعظم التي تحملها في داخلك، والإلهام الأعظم والقوة. إنها مواجهه كل ما تقدمه لك الحياة بأمانة وموضوعية قدر المستطاع — وهذا سوف يجلب قوة المعرفة الروحية إلى الأمام ومعها، الحب الدائم.

لذلك، يجب أن تتحلى بالشجاعة لمواجهة الموجات العظيمة من التغيير حتى وهي تظهر في الأفق، حتى وهي تظهر اليوم وغداً وفي الأيام القادمة.

كل من هذه الأمور يمثل تحدياً لك، ويناديك لتكون حاضر، ويناديك إلى أن تكون واعياً، ويناديك إلى عدم إلقاء الطعن والإدانة على الآخرين أو على المؤسسات أو الحكومات، ولكن لتكون حاضراً. لأن الحضور هو أول فعل لتكون حقيقي. إنه يمهد الطريق لظهور الحب الدائم.

إذا كان بإمكانك أن تكون حاضراً للآخرين، بغض النظر عن ظروفهم أو صعوباتهم، فأنت تضع نفسك في وضع يسمح لك بالتعرف على طبيعتهم الأعمق ومعها، كفاحهم الخاص من أجل الحرية، وصعوباتهم في الوصول إلى قوة وحضور المعرفة الروحية.

لأنك إذا نظرت إلى العالم بعيون صافية وبهذا الفهم الأعظم، سوف ترى أنه لا يوجد سوى المعرفة الروحية والحاجة إلى المعرفة الروحية.

من الصعب أحياناً العثور على دليل المعرفة الروحية، ولكنه موجودة في جميع الأعمال الغير أنانية للأفراد، والشجاعة التي يظهرها الناس في مواجهة المواقف الصعبة، والالتزامات التي يظهرها الناس لبعضهم البعض في مواجهة المواقف الصعبة، وإبداع الأفراد، عطف الأفراد. وسط ضوضاء وفوضى الحياة من حولك، ربما يتعين عليك النظر بعناية لرؤية هذه الأشياء، لكنها بالتأكيد موجودة هناك.

سوف يكون عليك مواجهة هذه الأشياء حتى تحصل على هذه الفرصة. إن مواجهة [هذه الأمور] هو أن لا تجعل نفسك ببساطة عرضة لمعاناة الآخرين وصعوباتهم. إنها القدرة على الحضور وممارسة السكون. هذا ما يعنيه الحضور حقاً.

إنه لا يعني أن تأتي إلى موقف وتحاول أن تكون إيجابياً أو سلبياً بشأن الأمر. انه مجرد الحضور معه. إنه مجرد الانفتاح، والمشاهدة والاستماع، والبحث عن المعرفة الروحية، وتجنب ردود أفعالك، وأيديولوجيتك، وتفضيلاتك، ومخاوفك، وتحذيراتك. يتم وضع كل شيء جانباً لتكون حاضراً في الموقف.

هذا تمرين مهم في تركيز عقلك وفي ممارسة المزيد من الانضباط على عواطفك وردود أفعالك تجاه الأشخاص والمواقف. هذه القدرة على الحضور هي التي تمثل تطوراً حقيقياً في وعيك الروحي وفهمك وقدراتك.

لأنه إذا كنت لا تستطيع أن تكون حاضراً في موقف ما، فأنت محروم من التعليم العظيم الذي توفره هذه المواقف، وفرصة ظهور المعرفة الروحية ولكي تجرب قوة الحب الدائم.

الحب الدائم ليس شيئاً تولده لأنك تُقَدِر فقط موقفاً أو شخصاً. انه ليس ملفق. لم يخلقه الفكر.

أوه لا. ما نتحدث عنه ينبع من مكان أعمق بداخلك، ويظهر بشكل طبيعي عندما تكون حاضراً لنفسك وحاضراً للآخرين، وأنت تمارس الشجاعة في مواجهة ما يحدث في العالم، وبناء الشدة بمرور الوقت لتنحي جانباً ردود الفعل المخيفة وتفضيلاتك الشخصية.

إذا كان بإمكانك أن تكون حاضراً في موقف ما، فيمكن للمعرفة الروحية أن توجهك. إذا استطعت أن تكون حاضراً في موقف ما، فسوف ترى أشياء لا يمكنك رؤيتها بطريقة أخرى، وسوف تجرب إنسانية الآخرين والظروف الصعبة التي تنشأ وتوجد اليوم.

سوف تشعر بالتعاطف. قد ترغب في المساعدة بطريقة ما، ولكن عليك انتظار المعرفة الروحية لتوجيهك. لأنك لا تعرف ماذا تفعل للعالم، وإذا كنت صادقاً حقاً، فسوف تدرك حتى أنك لا تعرف حتى ما تريده للعالم.

قد ترغب في السلام والازدهار لجميع الشعوب، وهذا أمر من الطبيعي أن تريده وترغب فيه، لكن ماذا يعني هذا حقاً للعالم، وكيف يمكن أن يحدث هذا؟ هل يمكن للعالم أن يتكفل بذلك ليحدث؟

إذا كنت تريد تقييم رغباتك للعالم، أو ما تعتقد أن العالم يجب أن يمتلكه، فسوف تجد أن أفكارك لا تستند إلى الواقع، وهناك العديد من المشاكل فيها.

لذلك، من الأفضل أن تنحي جانباً تفضيلاتك، التي تستند جميعها إلى مخاوفك الخاصة — الخوف من عدم امتلاك، كل قائمة المخاوف. رد فعلك عليهم هو إنشاء كتالوج من التفضيلات والرغبات والطلبات. أنت تسمي هذه الحقيقة أو فلسفتك. لكن كل هذا يعتمد على الخوف، كما ترى.

هذا هو السبب في أنك إذا كنت صادقاً مع نفسك حقاً، في لحظة رصانة حقيقية، سوف ترى أنك لا تعرف ما تريده للعالم، وأن أفكارك العظيمة وآمالك وأحلامك وتفضيلاتك هي نفسها التي سوف تخلق صراع لا يصدق وصعوبة للآخرين إذا تم تنفيذ هذه الأشياء.

إذا كنت ترغب فقط، فأنت ترى فقط ما تريد ولا ترى ما هو موجود بالفعل. هذا هو عمى الرغبة، وعمى محاولة بناء حياتك على تفضيلاتك دون أن تفحصها حقاً وتفهم أنها استجابة للخوف داخل نفسك.

إنه لأمر أقوى بكثير أن تكون حاضراً، وأن تمارس الوضوح، وأن تتعلم الاستماع، وأن تسكن عقلك حتى تتمكن من السماع، وأن تضع جانباً مخاوفك وتفضيلاتك، ورغباتك ومعتقداتك حتى تتمكن من رؤية ما سوف يأتي في الأفق. لأن هناك ما تريده، ثم هناك ما يحدث و ما سوف يحدث.

لا يمكنك تجربة الحب الدائم إذا كانت حياتك مبنية على التفضيلات لأن التفضيلات تتطلب منك أن تكون غير أمين بشكل أساسي مع نفسك. أنت تريد فقط رؤية أشياء معينة وليس أشياء أخرى. أنت تريد فقط أن تكون في مواقف ممتعة وليس مواقف غير سارة. أنت فقط تريد أن تكون مع الأشخاص الذين يشاركونك وجهة نظرك وليس مع الآخرين الذين لا يشاركونك إياها. تريد أن تكون الحياة بطريقة معينة، لكن الحياة ليست كذلك.

للحفاظ على هذا النهج، فأنت تحافظ بشكل أساسي على موقف غير أمين مع نفسك ومع الآخرين. هنا تصبح مجرد خصم آخر في العالم، شخص آخر يشكو ويدين ويرفض وينكر الناس والأوضاع من حولك. بالتأكيد، يوجد في العالم عدد كافٍ من الأشخاص يفعلون ذلك بالفعل لجعل الوضع خطيراً وصعباً للغاية.

لديك الآن فرصة أعظم للابتعاد عن عيش هذا النوع من الحياة المخيفة واليائسة، هذه الحياة الغير نزيهة، هذه الحياة التي تكون فيها غريباً عن نفسك، ولا يمكنك تجربة طبيعتك أو ميولك العميقة.

أنت تبحث عن الحب، لكنك لا تعرف الحب. ولا يمكنك أن تخلق الظروف التي يمكن أن يظهر فيها لك الحب الدائم: لا يمكنك أن تكون حاضراً لنفسك؛ لا يمكنك أن تكون حاضراً للآخرين. لا يمكنك أن تكون حاضراً للعالم. أنت خائف جداً ومهوس جداً.

هذا يبقيك في حالة مستمرة من الإحباط والارتباك وعدم الأمانة. لا يمكنك بناء علاقات صادقة لأنك لست صادقاً مع نفسك. لا يمكنك أن ترى بوضوح موقف وحقيقة الآخرين. يتم الحكم على كل شيء وتقييمه وفقاً لمعاييرك وتفضيلاتك.

أنت تفتقد كل شيء تقريباً. الحياة تعطيك علامات لما هو آت. يُظهر الناس المعرفة الروحية والحاجة إلى المعرفة الروحية، لكنك مشغول جداً في نفسك لتسمع أو ترى أو تعرف.

هذه هي المعضلة التي يريد الرب أن ينقذك منها. لأنك أُرسلت إلى العالم لهدف أعظم، لكن هذا الهدف الأعظم موجود خارج مخاوفك وتفضيلاتك. إنه موجود خارج نطاق ومدى فكرك. اكتشافه ليس سعياً فكرياً، بل رحلة حقيقية في الحياة.

أنت تبحث عن حب دائم، وتريد أن تجرب ذلك قادماً من نفسك واستلامه من الآخرين. قد ترغب حتى في تجربته قادماً من الرب، أو من الحضور الملائكي.

لكن يجب عليك أنت نفسك تحديد النهج الصحيح والفهم. يجب أن تصفى عقلك. يجب أن ترى أن معتقداتك هي أشياء قمت ببنائها من أجل الدفاع عن نفسك واكتساب مزايا اجتماعية مع الآخرين وللتخفيف من خوفك وقلقك المستمر.

سوف يصبح العالم الذي سوف تواجهه أكثر صعوبة وتحدياً. أين ستجد الشدة والقوة والاستقرار لمواجهة هذا الأمر وتعلم كيفية الملاحة فيه بنجاح؟

إذا كنت صادقًا مع نفسك، فليس لديك إجابة. أنت لا تعرف لأن الفكر لا يعرف هذه الأمور. لهذا، تحتاج إلى قوة أعظم في داخلك لإرشادك، ولحمايتك وتعليمك كيف تتنقل في الأوقات الغير مؤكدة والتي لا يمكن التنبؤ بها في المستقبل.

أنت بحاجة إلى شدة أعظم. أنت بحاجة إلى ارتباط أعظم. أنت بحاجة إلى علاقات تحدث على مستوى أعظم و أعمق. أنت بحاجة إلى علاقة جديدة مع نفسك. أنت بحاجة إلى علاقات جديدة مع الآخرين. أنت بحاجة إلى التعامل مع العالم بشكل مختلف، بوعي، هادف، فعال وألا تكون أحمق يعيش في حالة إنكار.

أستنفع من الحكمة المقدمة من العالم، ولكن الأهم من ذلك هو قوة وحضور المعرفة الروحية في داخلك.

لا يمكنك استخدام المعرفة الروحية. إنها ليس مورداً لك. لا يمكنك استخدامها لكسب الثروة والسلطة والأسبقية على الآخرين. المعرفة الروحية أقوى من فكرك. لا يمكن استخدامها.

إذا كان هناك أي شيء، فسوف تستخدم المعرفة الروحية فكرك لإرشادك وتعليمك كيفية التواصل بشكل فعال وكيفية تطوير التمييز والتحفظ في الحياة.

لذلك، أنت بحاجة إلى نهج جديد، ووحي الرب الجديد يمنحك هذا ويزودك بالخطوات إلى المعرفة الروحية.

هنا عقلك السطحي — عقلك الاجتماعي، العقل الذي خلقه العالم والذي أنشأته لمحاولة العمل في بيئة صعبة ومتغيرة — لديه الآن قوة أعظم لتوجيهه.

هنا يمكن أن يكون تألق فكرك يعمل بكامل طاقته ويستخدم بشكل إيجابي وبناء حيث يصبح العقل وسيلة للتعبير، بدلاً من طاغية يحكمك بقسوة، ويدين نفسك والآخرين.

هنا تتخذ أخيراً الخطوات لإنهاء الانفصال داخل نفسك، من خلال إعادة ربط طبيعتك الأعمق بعقلك السطحي وشخصيتك، من خلال جلب قوة وحضور المعرفة الروحية إلى حياتك، وظروفك، وعلاقاتك، وداخل عملك، والصحة، في كل ما تفعله.

هنا سوف تبدأ في رؤية أشياء لم يكن بإمكانك رؤيتها من قبل ومعرفة أشياء لم تكن تعرفها من قبل. هنا تبدأ في تجربة قوة الحب الدائم.

هنا يبدأ شعورك بالامتنان تجاه أولئك الذين يدعمونك ويساعدونك، وحتى تجاه أولئك الذين يحبطونك، في النمو لأنك ترى هنا كيف يعلمك الجميع كيفية تقدير نزاهتك وقوة المعرفة الروحية داخل نفسك.
هنا يعلمك الجميع عواقب عدم القيام بذلك. يوضح العالم كيف تبدو الحياة دون المعرفة الروحية، وماذا ينتج عن الأمر والعدد اللامتناهي من المآسي التي تنتج. بمرور الوقت، سوف تنظر إلى هذا بامتنان وتعاطف.

هنا سوف تدرك أن العالم مكان خطير ومُحبِط رغم جماله العظيم وروعته. هنا تجلب المزيد من الوضوح والرصانة وتبدأ في التعامل مع حياتك على محمل الجد.

هنا تدرك حدود الفكر وتسعى إلى قوة أعظم في داخلك وداخل الآخرين — القوة والحضور من المعرفة الروحية.

هنا بدلاً من الإثارة الرومانسية والهوس بالآخرين، فإنك تسعى إلى صدى وعلاقة أعمق مع الآخرين. تريد أن تكون مع الأشخاص الذين يمكنهم مشاركة رحلتك الحقيقية في الحياة ولا تحاول ببساطة أن تفقد نفسك في مساعي خيالية مع الآخرين.

ينشأ الحب الدائم من حياة أصيلة وصادقة — مشاركة مع العالم الأصيل والصادق، وتفاعل مع الآخرين يتسم بالأصالة والصدق.

هنا أنت تبحث عن الأشخاص الذين سوف يحدثون فرقاً في حياتك، والذين سوف يكونون رفقاءك الحقيقيين، ببساطة، بدلاً من محاولة استخدام الأشخاص كأدوات للمتعة أو لاستخدامهم لمنفعة شخصية، في محاولة للعب الحياة من أجل ميزة.

إنه تغيير عظيم، تحول عظيم، نقطة تحول عظيمة بالنسبة لك. وكل هذا يعتمد على الصدق — الصدق الذاتي، ليس فقط معرفة ما تشعر به ولكن الشعور بما تعرفه، والشعور بنزاهة أعمق، وضمير أعمق، وليس الضمير الذي غرسته ثقافتك فيك، ولكن الضمير الذي وضعه الرب فطرياً بداخلك كجزء من الخلق.

يُلهم الحب الدائم، لكن يجب أن يظهر من حياة أصيلة وتقييم صادق. هنا، هذه القوة العظيمة للحب ليست مجرد تجربة عابرة ونادرة، ولكنها شيء يبدأ بالالتزام بك بشكل متزايد، حتى في أصعب المواقف.

هنا تنظر إلى الإنسانية بقدر أعظم من التعاطف والتفهم، وتدرك أن غضبك ورفضك يمثلان حقاً ضعفك وخوفك، وليس شدتك الأساسية.

إن مواجهة الموجات العظيمة من التغيير تتطلب شجاعة هائلة وهذا الأساس الأعظم للمعرفة الروحية. خلاف ذلك، سوف تفقد نفسك في الخوف، وإما سوف تدخل في حالة إنكار أو تصبح منهكاً وسلبياً للغاية، ومتشائماً جداً، ومديناً للغاية، ورافضاً للغاية — شخصاً غاضباً، محبطاً، خائفاً لا يستطيع التكيف مع الظروف المتغيرة وعدم اليقين المتصاعد.

ها أنت ضحية الحياة والموجات العظيمة من التغيير. هنا لا يمكنك مواجهة الحياة. لا يمكنك التكيف. لا يمكنك إنشاء أي شئ. ولا يمكنك الملاحة في الظروف المتغيرة لحياتك. أنت مشلول. أنت ضائع. أنت أعمى. أنت أحمق، يسهل إقناعك من قبل الآخرين، ويتلاعب بك الآخرون بسهولة، وتؤمن بأي شيء يبدو متفائلاً وواعداً.

كثير من الناس سوف يستجيبون بهذه الطريقة بالطبع، لكن لا يجب أن تكون واحداً منهم. ولا يجب الترويج لهذا في الآخرين. لكل ما تحاول إثبات أنه حقيقي في حياتك، سوف ترغب في الترويج له في الآخرين. سوف تريد أن تكون مدافعاً. سوف ترغب في برهنة الأمور. سوف ترغب في استدعاء الأشياء من الآخرين لأنك تريد تجربة قوة المعرفة الروحية بداخلهم أيضاً.

إن اكتساب هذا الأساس الأعظم، هذا الحضور الأعظم والقوة، هو العنصر الأكثر أهمية في الاستعداد للموجات العظيمة من التغيير. لأنه دون هذا، تكون ضعيفاً ويمكن التلاعب بك بسهولة. أنت عرضة لجميع أشكال الخطأ وسوء التفسير. يتم إغوائك بسهولة. يتم تجاوزك بسهولة.

مهما فعلت في الخارج للاستعداد للاحتمالات، فلن يعتني بك شيء حقاً؛ ويقدم لك؛ ويمنحك القوة واليقين والوضوح إلا قوة وحضور المعرفة الروحية. وبما أن المعرفة الروحية هي مصدر الحب الدائم، فإنها سوف تجلب هذه التجربة أيضاً إلى حياتك، في علاقاتك ومساعيك.

على الرغم من أن الناس يحبطونك، إلا أنك سوف تتمكن من حبهم والنظر إلى وضعهم برأفة. على الرغم من أن الأشياء الفظيعة سوف تحدث في المستقبل، سوف ترى أيضاً أفعالاً من الشجاعة والالتزام المذهلين لدى الناس.

المواقف الصعبة تبرز الأفضل والأسوأ. تريد أن تكون في وضع يسمح لك بتحفيز هذه الأشياء لقوتك وليس ضعفك.

تريد أن تواجه العالم بهذه الشدة العظيمة التي منحك إياها الرب — هذه القوة العظيمة على الرؤية والسماع والمعرفة؛ للتعرف على الآخرين؛ ولتغيير مسارك واتجاهك كلما أصبح ذلك ضرورياً؛ أن تكون حراً في القيام بذلك؛ أن تكون حراً في الإستجابة على تلك العلاقات التي تحمل لك أكبر وعد؛ أن تكون حراً في تلقي التوجيه من المعرفة الروحية؛ أن تكون حراً في اتباع المعرفة الروحية باعتبارها التزامك الأول والأساسي في الحياة.

هنا ترى أن الحب الدائم ليس شغفاً. انه ليست لذة. إنه ليس إثارة. بدلاً من ذلك، إنه تجربة مخترقة، وتجربة ثابتة، وتجربة دائمة، وحب دائم يمكن أن يواجه أي شيء، ويمكن أن يمر بأي شيء، ويمكن أن يخدم أي شيء.

هذه هي الشدة التي يرغبها قلبك. هذه هي الشدة التي يجب أن تمتلكها. وهذه هي الشدة التي يوفرها لك وحي الرب الجديد.

كن ممتناً لأن لديك طبيعة أعمق. كن ممتناً لأن الرب تكلم مرة أخرى. لأن الرب قد أعطى البشرية ما لا تستطيع أن تقدمه لنفسها، وسوف يكشف ما لا تستطيع البشرية رؤيته، وسوف يوضح حقيقة طبيعتك الأعمق وهدفك الحقيقي من التواجد في العالم في هذا الوقت.