من الضروري، عند النظر في آفاق التقدم البشري وإقامة علاقات سلمية بين الشعوب والدول، التفكير بشكل أعمق في ما يخلق الحرب في العالم. ما هو محرك الحرب؟
في حين أن النزاعات قد تبدأ ويتم التغاضي عنها من قبل القادة السياسيين والعسكريين، وفي الخلفية من قبل القادة الدينيين، فإنها تمثل عملية تصعيد لمشكلة تكمن وراء ظروفهم. إنهم [القادة] يلبون مجموعة من الحاجات أو المتطلبات التي نادراً ما يتم مناقشتها أو الإعتراف بها في إعلاناتهم أو تحذيراتهم.
لأن محرك الحرب أعظم من [القادة]. إنهم مجرد الآلية التي تولد الحرب — تصعدها وتؤكدها وتتغاضى عنها وتعطيها معنى وقيمة، مهما كان هذا المعنى والقيمة خاطئين.
لأن محرك الحرب يتم إنتاجه من خلال الطريقة التي يعيش بها الناس، وما يستخدمونه من الأرض، وما يعتقدون أنه يجب أن يمتلكوه لأنفسهم، وبحثهم اللامتناهي عن الثروة والسلطة والكسب — بما يتجاوز حاجات الحياة البسيطة، بما يتجاوز ما هم في الواقع بحاجة إليه للعيش والإستمرار في الإستقرار والأمن.
لأن محرك الحرب هو محرك رغبة الإنسان وإكراه الإنسان وإدمانه. وهذا ما يدفع الناس إلى فعل أشياء غير طبيعية لأنفسهم وللآخرين، ولخيانة طبيعتهم الإلهية، وللتغلب على نواياهم الحسنة، وطمس في وعيهم تعاطفهم الطبيعي مع الآخرين، ووعيهم بالحياة من حولهم.
إن قادتهم — الذين يصدرون التصريحات، والذين يثيرون الرأي العام، والذين يبدو أنهم مهندسين الصراع — لا يفعلون سوى تنفيذ هذه العملية. لكن العملية نفسها تتولد عن أنشطة ومواقف وسلوكيات الناس.
صحيح أن هناك أفراداً في التاريخ وأفراداً في العالم اليوم يتمتعون بطموح كبير، ويريدون أن تكون لهم قوة عظيمة لأنفسهم في أروقة الحكومة وفي ساحة التجارة وفي قصور الدين. لكن لا يمكن لومهم فقط على الصراعات العظمى التي اجتاحت العالم، والتي عانت البشرية من أجلها بشدة، والتي دمرت أمماً، وطغت على القبائل والجماعات وأدت إلى إبادة شعوب بأكملها.
لا يمكنك إلقاء اللوم في ذلك على طموح قلة من الناس، لأنهم فقط ينفذون ما يخلقه محرك الحرب. إنهم يحاولون فقط الإستفادة من العملية التي تقوم عليها مواقفهم وأفعالهم.
إذا كنت تستمد الكثير من خير الحياة، فلن يستطيع الآخرون بأن يسحبون بما يكفي. إذا كنت تريد أكثر بكثير مما تحتاج إليه، فأنت بحاجة إلى أن يكتسب شخص ما — أنت أو شخص معين أو حكومتك — هذه الموارد لك لتحقيق طموحاتك ورغباتك المتزايدة بإستمرار.
الحكومات بطبيعتها ليست شريرة، ولكن إذا طُلب منها تقديم ما يتجاوز ما يمكن أن تحققه دولها، بما يتجاوز ما يمكن أن توفره التجارة والمقايضة العادلة، فإنها تصبح أدوات الإستحواذ ووسائل التزويد.
لذلك، يا دول العالم الغنية، يجب أن تعلموا أن محرك الحرب يقودكم. يجب أن يعلم شعوب دول العالم الغنية أن أسلوب حياتها الفخم وتوقعاتهم ومطالبهم من العالم وحكوماته تولد القوة والفاعلية والحاجة إلى كسب الموارد من الدول الأخرى لإستغلال هذه الدول، للسيطرة على هذه الدول، للتلاعب بحكوماتهم، لتأمين هذه الموارد لأنفسكم — موارد تتجاوز بكثير احتياجاتكم الأساسية للحياة، حتى الحاجات الأساسية التي توفر التمتع الحقيقي والصداقة الحميمة بين الشعوب.
إذا كان شعب دولة ما يريد ويتوقع ويطالب بتوفير موارد عظيمة، فإن حكومته يجب أن تلبي رغباتهم. وكلما كانت الدول أكثر ديمقراطية، زاد التزام الحكومات بتلبية هذه المتطلبات المتصاعدة.
يبدو أن الناس يعتقدون أن الحرية هي حرية الإستهلاك، وحرية التملك أكثر من أي وقت مضى، والحرية في اكتساب أعظم من أي وقت مضى، وحرية الإستفادة من بئر الحياة أكثر بكثير مما يحتاجه أي شخص ليكون مستقراً، وعملي ويكون سعيداً.
هذه الرغبة في المزيد لا تولد من الروح، ولكن من العقل، من العقل الشخصي — الغير آمن كما هو عليه، ويريد المزيد من الإشباع والتعويض عن عدم الأمان والخوف من الحياة. في الواقع، تُظهر الرغبة المتزايدة في الممتلكات عدم الإستقرار المتأصل لدى الشخص ونقص الوعي بطبيعته الروحية العميقة التي خلقها الرب.
لأن العالم قد خلق الأشياء التي صُنع منها جسدك، لكن الرب خلق نفسك، وحاجات النفس بسيطة وأساسية وضرورية. بالإضافة إلى تلبية حاجات ومتطلبات حياتك الجسدية — الطعام والماء والمأوى والملبس والأمن — فإن حاجة النفس هي تحقيق هدفك الأعظم لوجودك هنا، وهو هدف قد يتطلب قدراً صغيراً من الموارد أو قدراً عظيماً من كمية الموارد. لكن هذا لا يشبه ما يعتقد الناس أنه يجب أن يمتلكوه لأنفسهم ليكونوا سعداء ويتم تحقيقهم.
وهكذا يبدد الأثرياء موارد العالم على أكثر الأشياء تفاهة — على إغراق منازلهم و أجسادهم لإستعراض أنفسهم حولها، ليُظهروا للعالم مدى شعورهم بعدم الأمان حقاً، ومدى عدم كفاية هدايا الرب لهم حقاً. حتى السلطات الدينية يكسبون ثروة عظيمة لبناء قصورهم.
هذه ليست مشيئة الخالق. لا يشاء الرب أن يكون الجميع فقراء، ولكن يشاء الرب أن يتمتع كل فرد بالإستقرار والأمان والرعاية الكافية، وبعد ذلك، أشياء بسيطة للتمتع بالحياة. إنه لا يشبه ما يريده الناس لأنفسهم — يتطلعون إلى التملك، ويطمحون إلى السيطرة.
في جميع الرسائل العظيمة التي أرسلها الرب إلى العالم، تمت معالجة هذا مراراً وتكراراً. ولكن يبدو أن شهية [الناس] غير مشبعة. يبدو أن تعزيز الإستهلاك البشري هو محرك التجارة، وإنتاج الثروة، بحيث يجب أن يعيش الكثيرون في ظروف متدهورة لتوفير الحلى للأثرياء. هذا هو محرك الحرب.
إذا كان على دولتك التلاعب والسيطرة على الدول الأخرى وتأكيد قوتها العسكرية من أجل تأمين الموارد اللازمة لخلق هذا المستوى من الثراء، فهذا هو محرك الحرب.
لا تعتقد أنه يمكنك أن تعيش نمط الحياة الضخم الذي تتخيله أو ترغب فيه أو تعتقد أنك تستحق أن يكون لديك وأن تكون مدافعاً عن السلام وأن تكون مدافعاً عن المصالحة الإنسانية عندما يوضح سلوكك نفسه أنك تطالب حكومتك وجيشها لتأمين الموارد لأسلوب حياتك بأي ثمن. لا تدعي أنك من دعاة السلام. لا تدعي أنك ترغب في السلام أو أنك تدافع عن السلام إذا كنت تعيش على هذا النحو، لأنك تغذي محرك الحرب.
لأنه عندما يتم الاستيلاء على موارد دولة أخرى وغمرها، إذا تم وضع مقاومة لذلك، تكون هناك حرب. عندما يدرك سكان تلك الأرض أن الكثير من أصولهم الطبيعية يتم نزعها، فإنهم سوف يقاومون. هذا يؤدي إلى الحرب. عندما تُبنى إمبراطوريات ودول أخرى يتم إستغلالها، يؤدي هذا إلى الحرب.
في الماضي كان بإمكانك أن تكتسب ثروة شخصية. الأمر سوف يفقر شريحة كبيرة من السكان لتزويدك بثروتك، ولكن كان هناك دائماً المزيد من الموارد. يبدو أن البئر لا قعر له، ومتوفر إلى الأبد، ويسلم إلى الأبد هدايا الأرض. ومن المعتقد أنكم إذا صليتم إلى الرب، فإنه يخلق المزيد من الموارد للأرض، كما لو أن الأرض عبارة عن وفرة — بئر لا نهاية له من الإمداد.
في الأوقات السابقة، كان بإمكانكم دائماً الحصول على المزيد، وكان بإمكان أطفالكم دائماً الحصول على المزيد، وكان السعي نحو الثروة والإزدهار والثراء لا تتم إعاقته ويبدو أنه غير مقيد بحدود العالم. لكنكم تعيشون الآن في عالم متدهور — عالم لا يستطيع إنتاج هذه الموارد، عالم يتم استنزافه بشكل عظيم للغاية، عالم تبيع فيه البشرية مستقبل أطفالها بعيداً للحصول على الملذات العظيمة لهذا اليوم.
هناك القليل من ضبط النفس في هذا الصدد. هناك القليل من التواضع. هناك القليل من التعاطف. أنتم تسرقون من المستقبل لتحصلون على المنفعة في الوقت الحالي.
لأن البشرية قد طغت على الأرض في توفير الموارد الحيوية. أنتم تدخلون الآن وقتاً حيث حتى الطعام والماء سوف يصبح من الصعب توفيرهم بشكل متزايد بالدول بشكل كافٍ، حيث سوف تنفد المياه في مدن بأكملها وحيث لن يكون الطعام متاحاً لدول بأكملها بإمدادات كافية.
أنتم تصلون إلى حدود ما يمكن أن يقدمه العالم. هنا يصبح محرك الحرب أكثر وضوحاً، حيث كان يبدو من قبل مخفياً، غير معترف به، غير معلن عنه، إلا من قبل المبصرين والمعلمين العظام.
إن غنائم الرب عليكم عظيم، لكنها في العالم تنضب. إذا أخذتم أكثر مما يمكن أن يقدمه العالم، فلن يتم تجديدهم على الفور بضربة سحرية من خالق كل الحياة.
إذا كنتم تأخذون الكثير، سوف يكون لديكم القليل جداً. إذا طلبتم الكثير، فلن يكون لدى الآخرين سوى القليل. إذا تنافستم على هذه الموارد، سوف يكون هناك صراع وحرب. وسوف تتخفى تلك الحرب والصراع تحت ستار وحجاب الدين والسياسة. لكنها في جوهرها تنافس على الموارد. إنها منافسة لتأمين الموارد المستقبلية.
محرك الحرب يقود هذا، لأن الناس إما يريدون الكثير أو لا يملكون ما يكفي. [إذا] لن يكون لدى الدول الفقيرة ما يكفي، وسوف يتم دفعهم إلى الحرب. [إذا] الدول الغنية تواجه صعوبة أعظم في إشباع شهيتها الباهظة، وسوف تقودهم إلى الحرب. ولن تكون هناك مبادرة سلام فعالة بمرور الوقت أو لن يمكن لها أن تستمر إذا لم يتم تصحيح ذلك، إذا لم يتم تصحيح هذا التفاوت الأساسي في التموين والإعتراف به كمصدر للمشكلة.
الناس في الدول الغنية [يقولون]، ” أوه، هناك الكثير من الطعام. سوف تخلق التكنولوجيا الكثير من الطعام. هناك أكثر. هناك ما يكفي للجميع“. لكن كيف يعرفون هذا؟ وكيف سيكون بمقدورهم تحقيق مثل هذه الادعاءات الجاهلة والتبذير المفرط في مواجهة موجات التغيير العظيمة القادمة إلى العالم — التغيرات في المناخ، وتقليل الموارد الأساسية، وفقدان الأراضي الزراعية — حيث يصبح البئر أصغر وتزداد الحاجة، وهي الحاجة الأساسية للناس، وسوف يزدادون سخطاً.
فأي مبادرة سلام أو أي اتفاق أساسي يمكن التوصل إليه بين الدول يمكن أن يلبي حاجات السكان الجائعين؟ أي شكل من أشكال الدبلوماسية يمكن أن تعوض مثل هذا التفاوت، مثل هذا اليأس؟
إذا كنت حقاً من المدافعين عن السلام، وإذا كنت مهتماً حقاً برفاهية الإنسانية — وحتى عائلتك ومستقبلها، ومدينتك أو بلدتك ومستقبلها — يجب أن تهتم بالطريقة التي تعيش بها، خاصة إذا كنت تبحث عن الثروة أو تعيش في بيئة غنية.
سوف يقول بعض الناس، ”آه ، إنك تدعو إلى الزهد. الناس لا يريدون الزهد “. لكننا لا ندعو إلى الزهد. نحن ندعو إلى حياة صحية، حياة أصلية، حياة أصيلة لا تخلق محرك الحرب.
في المستقبل، سوف تتأثر دول بأكملها بالعالم المتدهور، والمناخ المتغير وتضاؤل الموارد. كيف سوف تتمكنون من الحفاظ على علاقات سلمية؟ كيف سوف تتمكنون من إعالة شعوبكم؟ كيف سوف تفي الدول بمسؤوليتها الأساسية لرعاية شعوبها؟
يجب أن تفكر في هذه الأشياء الآن، لأنها أسئلة أساسية وحقيقية. الأشياء التي تريدها لنفسك، هل تحتاجها أم تريدها؟ هل هي احتياجات حقيقية؟ هل هي أحلام أم تخيلات؟ أم أنها تمثل المتطلبات الحقيقية لحياتك؟ هل يلبون ما تتطلبه المعرفة الروحية، هدية الرب العظيمة للحكمة؟
أنتم تواجهون الآن عالماً في حالة تدهور. إنه ليس مثل الماضي، حيث كان هناك دائماً المزيد من المناطق لإستكشافها، ودائماً حدود جديدة للتغلب عليها وتطويرها واستغلالها. لن تلبي المناطق القليلة المتبقية الغير مستكشفة والغير مستغلة مطالب الإنسانية الآن.
سوف يتعين على الأثرياء رعاية الناس؛ هذا هو الهدف من ثروتهم — ليس فقط عائلاتهم، وكل رغباتهم، وكل أمانيهم ومطالبهم، ولكن الآخرين. إذا كنت ثرياً، فقد تحتاج إلى إطعام مائة شخص أو خمسمائة شخص. بدلاً من سيارة فاخرة جديدة أو منزل أكبر، يجب أن تهتم ثروتك بالناس، الأمر الذي سوف يعيد لك استقامتك وشعورك بالقيمة واحترام الذات.
كيف يمكنك أن تسعد بإستعراض ثروتك بينما الوجوه الجائعة تحدق فيك؟ كيف يمكنك أن تشعر بالرضا عن نفسك في استعراض سياراتك الرائعة وملابسك وإكسسواراتك باهظة الثمن بينما يتضور الفقراء جوعاً في الشوارع؟ هل هذا مصدر لراحة النفس؟ هل هذا يؤكد من أنت ولماذا أنت في العالم؟ لتكون مثل جرادة على العالم؟ لتجتاح العالم؟
يوجد الآن الكثير من الناس في العالم حتى يتمكن القليل منهم من إثراء أنفسهم دون تعريض البشرية جميعها لخطر أعظم. موارد العالم لا يمكن أن تحافظ عليه. سوف تواجه الدول الفشل والإنهيار وأخطر الأوضاع.
هذا هو السبب في أن الرسالة الجديدة من الرب تعلمك أنه يجب عليك اتخاذ قرار أساسي: هل سوف تستمر في العيش كما حاولت دائماً أن تعيش، لا سيما الأثرياء — الذين يريدون المزيد، والحصول على المزيد والمزيد — بينما يكون العالم في انحطاط من حولكم؟
أنت لم ترسل إلى العالم لهذا الهدف. أنت لم ترسل هنا لتكون مثل الجرادة على الأرض. لم يتم إرسالك إلى هنا لتكون محركاً للحرب. أنت تخون طبيعتك. أنت تخون مشيئة الرب من أجلك، وهي أن تكون مقدم خدمة — وليس شخصاً يستغل العالم لأبسط الأسباب.
يجب أن يكون الأغنياء بينكم مستعدين للإعتناء بالناس، لأنه سوف تكون هناك حاجة إنسانية عظيمة في المستقبل — أعظم مما كنتم تعرفونه، أعظم مما يحدث حتى في الوقت الحالي. يجب أن يعتني أغنى شخص في العالم بآلاف الأشخاص — إطعامهم وإعالتهم. لقد دمرتم بالفعل مصدر رزقهم. من المستحيل عليهم الآن زراعة أراضيهم. لقد استُنفذتم مواردهم المحلية، وأصبحت الأرض مهدرة، لذا فإن مهمتك الآن هي إطعامهم والعناية بهم. سوف تكون هذه وظيفتكم. وإذا كنت تريد تكوين المزيد من الثروة، فسوف تكون لهذا الهدف.
إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف تواجه البشرية حرباً وصراعاً على نطاق لم تعرفه من قبل. سوف تكون هناك معاناة على مستوى لم يسبق له مثيل في هذا العالم. سوف يعتقد المتدينون أن هذه هي نهاية الزمان، إنه يوم القيامة، إنه وقت مجيء المسيح — ولكن كل ما هو الأمر، هو فشل البشرية. كل ما هو الأمر، هو انتهاكم لقوانين الطبيعة في العالم. كل هذا هو نتاج الجهل البشري والجشع والفشل في التجاوب مع ما وضعه الرب بداخلكم لترون وتعرفون وتتخذون عليه الفعل.
لا تعتقد أن هذا سوف يبدأ حقبة من السلام البشري العظيم، حقبة ذهبية من العدالة. وبدلاً من ذلك، سوف تتقلص البشرية إلى حالة من الفقر والتدهور لم تشهدها هنا من قبل.
لا تعتقدوا أن هذا التقييم سلبي، بل هو صادق. لا تعتقدون أنها مسألة منظور، لأن المنظور لا يعني شيئاً إذا كنتم لا تستطيعون رؤية الحقيقة. لا تعتقدون أنه يمكنكم التحايل على حدود عالمكم. لا تعتقدون أنه يمكنكم السفر في مركبتكم الفضائية الجديدة خارج العالم وتجديد العالم بالموارد الموجودة في الكون، في المجتمع الأعظم، لأن هذه الموارد مملوكة للآخرين.
يجب أن يكون هناك تغيير عظيم في القلب هنا. يجب أن يكون هناك مشاركة عظيمة هنا وتعاطف عظيم هنا. هنا لا ترمي الفقراء بعض الأموال الزهيدة، بعض الفائض القليل من ثروتك. لأنه سوف يكون هناك فقر ذو طبيعة بالغة الخطورة مع فشل الدول، وفشل الزراعة، حيث لا يستطيع الناس تحمل تكاليف طعامهم، حيث تصبح الطاقة الأساسية نادرة وغير متاحة لكثير من الناس.
خذ ٢٠٪ من ثروتك و أنفقها على رعاية الناس. هذا هو ما يتطلبه المستقبل إذا كان على البشرية الإستقرار و إذا أرادت البشرية أن تتجنب ويل الحروب و الحرمان و الجوع و المجاعة.
هذا جزء من التحذير من الرسالة الجديدة من الرب، والتي تم إرسالها إلى العالم الآن لإعداد البشرية لمستقبل سوف يكون على عكس الماضي، لمجموعة من الظروف التي لم تضطر الأسرة البشرية بأكملها إلى مواجهتها جمعاء.
لقد وهبكم الرب ثروة العالم، ولكن يجب استخدامها بشكل صحيح ومشاركتها بشكل صحيح. يجب استخدامها باحترام وأخلاق كأي شيء آخر.
لا تقل، ”آه، هذه شيوعية!“ لا ، هذه عدالة. لا تقل، ”هذه بعض الأجندة السياسية. هذه اشتراكية“. لا تقل ”هذه رأسمالية متعاطفة“. لا تفكر في هذا النهج، لأنك لا تسمع الرسالة.
هذا هو العدل. هذا ما يحدث بالفعل. هذا ما أكدته دائماً الرسائل العظيمة من رسل الرب.
ومع ذلك، فقد وصلتم الآن إلى حدود ما يمكن أن يقدمه العالم. أنتم الآن على وشك الدخول في حقبة جديدة حيث سوف تكون الظروف مختلفة، حيث سوف يكون هناك القليل جداً من حرية استغلال العالم، حيث سوف ينفد كل شيء، باستثناء المعاناة الإنسانية والغضب البشري والمظالم الإنسانية. [هؤلاء] سوف يكونون في وفرة.
هنا تصبح إدارة مواردكم، وتوزيع مواردكم، والتعاون بين الدول أمراً ضرورياً، و ليس مجرد مجموعة مثالية أو مجموعة من الظروف المرغوبة. هنا تصبح مسألة ما إذا كانت الإنسانية قادرة على الحفاظ على حريتها وسيادتها داخل هذا العالم. لأن هناك أممً أخرى في الكون تراقب العالم باهتمام عظيم لترى فرصتها للإستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة.
الرسالة الجديدة من الرب تكشف هذا. لم يتم الكشف هذا من قبل في أي من رسائل الرب. لأنه لم يكن هناك حاجة إليها من قبل. لأنه لم يكن تهديداً عظيماً من قبل. لأنه لم يكن عنصراً حاسماً في فهم العالم من قبل.
يجب أن تحب الناس. يجب أن تهتم بالناس وتطعم الناس. يجب على الدول أن تعتني بشعوبها بدلاً من محاولة فرض نفسها على الدول الأخرى. هذه هي الأخلاق. هذا هو الأساس. اعتني بالاحتياجات الأساسية للناس — للعيش في استقرار وأمان ومع الأشياء الأساسية للسعادة والمتعة البسيطة. تجاوز هذا وسوف تتعدى على تموين العالم، وسوف تبني محرك الحرب وسوف يقودك.
لا تعتقد أنه يمكنك الحصول على كل الأشياء التي تريدها لنفسك وأن يكون هناك سلام في العالم. لأنه إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فأنت لا ترى عواقب أفعالك. أنت لا ترى علاقتك بالعالم. أنت لا ترى حالة العالم.
محرك الحرب يتم بناءه الآن حيث تسعى القوى العظمى في العالم إلى ضمان توفير الطاقة والغذاء وكل شيء آخر تم إنشاؤه، مهما كان ذلك غير ضروري. يتزايد خطر المنافسة والصراع والحرب مع كل يوم. تواجه الدول صعوبة في إطعام شعوبها. حتى الدول الغنية تواجه صعوبة في توفير ما اعتادوا عليه. سوف يزداد هذا وسوف يصبح أكثر ظلاً على كل ما يفكر فيه الناس ويفعلونه.
الآن يجب أن تثبتوا أنكم مضيفين جيدين للعالم. الآن يجب أن تتحدوا من أجل بقاء البشرية و رفاهها. الآن يجب أن تتعاون دولكم للتأكد من أن كل شخص لديه الموارد الأساسية. الآن يجب على الأثرياء أن يدركوا مسؤوليتهم في رعاية الآخرين.
يمكن للناس القيام بذلك. لا تدعي أن الأمر ينتهك الطبيعة البشرية. أنت لا تعرف ما هي الطبيعة البشرية. هذا هو الشيء الأكثر طبيعية بالنسبة للناس، الشيء الأكثر فائدة، الشيء الأكثر إرضاءً.
هنا لا يمكنك الإدعاء بأن دينك يتفوق على الديانات الأخرى أو استخدام دينك كمبرر للحرب عندما تكون الحرب في الحقيقة تتعلق بشيء آخر.
هنا لا يمكنك استخدام رسائل الرب العظيمة كمبرر للسعي للتغلب على شعوب أخرى أو قهرها أو السيطرة عليها، كما حدث تماماً في الماضي.
هذا لن يعمل الآن. إذا فشلت دول العالم، فسوف يؤدي ذلك إلى كارثة. لن يُستَثنَى أحد من هذا. سوف تكون هذه هي القيامة، لكنها ليس قيامة بنتيجة رائعة أو عادلة. سوف يكون يوم قيامة الفشل. لن تكون يوم قيامة لتغلب الخير على الشر. سوف يكون نتيجة الجهل والجشع والظلم البشري.
سوف يسمح الرب بحدوث ذلك، لأن الرب يمنحكم الحرية في الفشل. لقد أتيت إلى العالم لتحمل مسؤوليتك وتثبت نزاهتك. لا تظن أن الرب سوف يخلصك في اللحظة الأخيرة كما لو كنت طفلًا صغيراً تريد أن تهرب إلى المنزل لأمك وأبيك.
يجب أن تواجهوا عواقب أفعالكم. هذه ليست عقوبة. هذا ليس غضب الرب. ليس لدى الرب غضب. لا تجعل الرب نسخة أكبر من نفسك من خلال إظهار مواقفك التافهة والغير لائقة: رغبتك في الإنتقام وكرهك للآخرين. أنت لا تعرف مشيئة الرب. حتى لو كان لديك واحدة من رسائل الرب العظيمة لإرشادك، فأنت ما زلت لا تعرف مشيئة الرب. إنها ليست مثل مشيئتك. [لحسن الحظ] ليس هذا هو الحال.
لكن الضرورة الآن سوف تتطلب تغييراً في السلوك البشري والمواقف والفهم. إذا كنتم لا تستطيعون أن تتعلموا بالحكمة ومن خلال المبدأ والرؤية الحقيقية، فعليكم أن تتعلموا بالطريق المؤلم — من خلال الضرورة. هذا هو أصعب شكل من أشكال التعلم، لكنه يمكن أن يكون فعالاً للغاية. إنها ليست الطريقة التي يختارها الحكماء. التراجع عن الفشل أصعب بكثير من تأمين النجاح. إن إنقاذ الناس من العوز يعني أنكم قد ذهبتم بعيداً بالفعل.
الآن يجب أن تتعاملوا مع حدود العالم، وحدود جشع البشر واكتسابهم، وضرورة العدالة الإنسانية والرحمة، بما يتجاوز إعالة أسركم. هذا ما تم تعليمه في كل التقاليد العظيمة: الأعمال الخيرية، والتواضع، والرحمة، والعطف، والصدقة على الفقراء، والعدالة. هذا ليس مجرد طريق مثالي أو طريق أعلى يجب اتباعه. إنها ضرورة الآن.
متحدين، يمكن للبشرية البقاء على قيد الحياة وبناء مستقبل أفضل، ولكن دون ذلك، سوف تنهار البشرية. الحضارة سوف تتراجع. وحتى تكنولوجيتكم وعلمكم ومكركم وإبداعكم لن ينقذكم.
هذا تحذير من الرب، ولكن الرب يعطي بركة وتجهيز. وهذه هي الرسالة الجديدة من الرب: الإنذار والبركة والإستعداد. إذا لم تلتفت إلى التحذير أو تفهمه بشكل أساسي، فلن ترى الحاجة إلى البركة، ولن ترى ضرورة التحضير.
لكن الرب يحب البشرية. الرب غير غاضب من البشرية. يعلم الرب بالضبط ما يمكن للبشرية أن تفعله في ظل الظروف الصعبة. لذلك فإن الرب يوفر لك ما يلزم لتوجيه الأسرة البشرية، دون أن يأخذ منك مسؤوليتك كفرد وكمواطن وكعضو في جماعة أو دولة.
لأن قدرتك هي التي يجب استعادتها. إنه ليس مجرد تمجيد الرب. فالرب ممجد بالفعل سواء نجحت أو فشلت. لذا فإن المهم هنا هو نجاحك — بناءً على جهودك وتقديرك ومساعيك والتزامك وتعاطفك.
العالم بين يديك. محرك الحرب بين يديك. سواء كان محرك عظيم أو شديد أو غير موجود، فهو بين يديك. النتيجة ليست إرادة الرب. النتيجة هي نجاح أو فشل الإنسانية التي تعيش في عالم محدود — عالم من الموارد المحدودة، عالم به ثروة عظيمة و إحسان، لكن عالم توجد فيه حدود، حيث يجب أن تتعلموا العيش في حدود واحترام تلك الحدود وجعلها تعمل لصالحكم.
هذه هي حكمة الرب. فليكن هذا فهمك.




