من الواضح أن البشرية قد طغت على موارد العالم وأن تركيز البشرية على النمو والتوسع سيؤدي إلى استنزاف حاد لموارد العالم وقدرة العالم على إعالة الأسرة البشرية. وهذا بالطبع جزء من الطبيعة. إنه ليس مجرد نظرية أو مفهوم. ومن الواضح الآن أن البشرية قد تجاوزت هذا الحد من القدرة. ولهذا السبب أرسل الرب رسالة جديدة إلى العالم.
البشرية عرق شاب متهور. إنها مراهقة في مواقفها ومعتقداتها. إنها تعتقد أنها خاصة بشكل غير عادي في الكون. ومع ذلك فهي لا تمارس درجة عالية من المسؤولية أو المساءلة. إنها لا تستعد للمستقبل. ليس لديها فكرة عن كيفية التوفير لنفسها في المستقبل، إلا فيما يتعلق بكيفية قيامها بالأمر في الماضي. وبهذه الطريقة، فهي ليست عرقاً ناضجاً في الكون بعد. لم تصل بعد إلى مستوى من النضج حيث يتعين عليها أن تصبح مهتمة في المقام الأول بالاستقرار واستدامة حياتها داخل هذا العالم.
إن القوة التكنولوجية لم تمنح البشرية إلا القدرة الأعظم على الوصول، وتسارعاً أعظم، والقدرة على تجريد العالم من كل ما فيه بسرعة وكفاءة أكبر. وبهذا المعنى فإن هذا التطور التكنولوجي لا يؤدي إلا إلى تعجيل زوال البشرية. فقد أطلقت العنان لموجات التغيير العظيمة التي تتجه إلى العالم، والتي سوف تضطر البشرية إلى مواجهتها.
إن شعوب كل الدول، الغنية والفقيرة، سوف تضطر إلى مواجهة موجات التغيير العظيمة. إن حالة العالم الآن متدهورة إلى الحد الذي يجعل مستقبل البشرية في موضع شك جسيم. ولكن من يستطيع أن يرى هذا إلا أولئك الذين يتمتعون ببصر صافٍ ويفهمون توازن الحياة في هذا العالم، وأولئك الذين لم يغلبهم الجشع والاستهلاك، وأولئك الذين يستطيعون رؤية حدود التكنولوجيا وحدود السلطة والحكومات؟ لأنك لا تستطيع أن تتمنى أن يكون العالم كما تريد أن يكون. فالعالم لا يستجيب للرغبات.
وفي هذا الوضع الخطير، أرسل خالق كل أشكال الحياة رسالة جديدة إلى العالم ورسولاً لإيصال هذه الرسالة. ومن سوء الحظ العظيم أن يتم إرسال مثل هذه الرسالة. إن هذا الأمر يوضح عدم نضج البشرية وافتقارها إلى ضبط النفس. فأنتوا لا تتصرفون الآن كعرق بشري له مستقبل. أنتم متهورين، ومندفعين، ومتسلطين، وتريدون المزيد والمزيد. وحتى هذا العالم الوفير والثري بشكل مذهل لا يستطيع أن يتحمل هذا.
هناك بالطبع، أفراد يرون هذا الأمر ويدركونه، لأنه واضح للغاية. والحقيقة أن هذا الأمر يفلت من الآخرين ولا يريد معظم الناس التفكير فيه، وأن رغبتهم في الأشياء يمكن أن تكون محدودة ومقيدة من قبل العالم نفسه، ولن يلتفتوا إلى هذه العلامات وهذه الحكمة.
لقد نسي الناس قوانين الطبيعة؛ ويعتقد الناس أنه يمكن تجاوزها بقوة وتأثير التكنولوجيا والاختراع البشري. ولكن لم يكتشف أحد في الكون كيفية الهروب من حدود الطبيعة. وحتى تلك الأعراق ذات التكنولوجيات المتقدمة للغاية، والتي تتجاوز بكثير ما أنجزته البشرية، حتى هم مقيدين.
كلما سعيت في أن تبتعد عن هذا الأساس، أساسك الطبيعي، كلما أصبحت غير طبيعي، وكلما أصبحت أكثر اندفاعاً وإكراهاً، وكلما أصبحت أكثر إهمالاً، وكلما قل التمييز الذي لديك لإعادة النظر في أفعالك وتأثيرها على المستقبل.
إن مدن العالم مكتظة بالناس، وكل شخص يريد المزيد، والعديد من الناس يحتاجون إلى ضروريات الحياة ذاتها، التي يستحقونها. لكن الضروريات لا تكفي أبداً لأولئك الذين حصلوا عليها. إنهم مدفوعون الآن بالثروة والسلطة، وسوف يحاولون تجاوز ظروفهم بأي ثمن. ولهذا السبب تعيش في عالم من عدم الاستقرار وانعدام الأمن المتزايدين.
ما هي موجات التغيير العظيمة إلا رد الفعل والاستجابة والعواقب المترتبة على هذا النهج في الحياة، والتي تسارعت الآن بسبب التركيز المتشنج على القوة والنمو والتوسع؟
لقد فقد الناس أساسهم. لقد فقدوا علاقتهم بالعالم، واتصالهم الطبيعي، ومعه الحساسيات الأعظم التي يمتلكونها، والتي أصبحت الآن كامنة في الأسرة البشرية.
إن نتيجة هذه الحياة، ونتائج هذا السلوك، لابد وأن تؤدي إلى تصحيح عظيم، وخيبة أمل عظيمة. إنه مثل أن تطلب من جسدك أن يظل شاباً في كل الأوقات طوال مدة حياتك. إنه يؤدي إلى الاستنزاف والحرمان وخيبة الأمل.
إن الرسالة الجديدة من الرب، هي تصحيح، لكنه تصحيح خيري. إنه تصحيح حكيم ورحيم. إنه يُعطى الآن لإنقاذ البشرية من تصحيح الطبيعة، القاسية وعديمة الرحمة، التي لا تبدي أي اعتبار لرفاهية الناس واحتياجاتهم الأصلية.
لن يجلس الرب صامتاً ويسمح للبشرية بتدمير فرصتها في العيش والتقدم في هذا العالم، والوقوع فريسة للإقناع والتلاعب من قبل أعراق خارج العالم، الذين هم هنا الآن للاستفادة من مأزق البشرية وضعفها.
إن الناس يخافون من رؤية هذه الأشياء لأنهم لا يملكون سوى القليل من القوة، ويشعرون بالعجز واليأس. إنهم يشعرون بهذه الأشياء لأنهم لا يستندون إلى المعرفة الروحية. إن أساسهم الروحي ضعيف أو غير موجود، وهم لا يريدون النظر إلى الواقع. ولهذا السبب يصرون على تفكيرهم الوهمي وسلوكهم المدمر، مما يدفع البشرية إلى الأمام نحو مجموعة من الظروف الكارثية.
إذا لم تتمكن الأسرة البشرية من كبح جماح نفسها، فإن الطبيعة ستقيدكم. وستقيدكم القوى المتدخلة من الكون، ولكن لصالحها فقط.
إنها حكمة الحياة، كما ترى. إنها أساسية وجوهرية. لكن المراهق لا يهتم ولا يريد أن يعرف. إنه يريد فقط ما يريده ولا يرى عواقب أفعاله.
حتى ألمع علمائكم وأذكى الإداريين لديكم وقعوا في هذا الهوس، هذا الوهم العظيم المتمثل في جلب الثروة للجميع في عالم متدهور. إن الوهم عظيم وعميق الجذور الآن، ومبني على العديد من الخداع الذاتي، حتى أن تحديه يبدو وكأنه هَرْطَقيّ للمعتقدات الاجتماعية والعقود الاجتماعية التي أبرمها الناس مع بعضهم البعض.
إنه يمثل تحولاً عميقاً، وتصحيحاً عظيماً في إدراك الإنسان ومواقفه وسلوكه. ولابد أن يأتي هذا التصحيح من الآله لتجنيب البشرية الكارثة العظيمة التي تخلقها لنفسها. إن رسالته ليست سلبية. وليست مخيفة. إنها حقيقية. إنها طبيعية. ولا يمكن تجنبها.
إن العالم يشبه الكائن الحي. إذا تم دفعه بقوة شديدة، وإذا استنفد إلى حد عظيم، فسوف يفشل. وسوف يفشل في الازدهار. وسوف يفشل في أن يكون مفيداً وملائماً للحياة. يدفع الأفراد أجسادهم وعقولهم إلى هذه الحالة المستنفدة، فقط لرؤية انهيار صحتهم ونهاية حياتهم قبل أن يتمكنوا من تحقيق إنجازاتهم الأعظم.
إن حالة الإنسانية يجب أن تكون محل اهتمامك. ولكنك لا تملك الإجابات. إن الحلول التي سمعت عنها، أو التي قد تتخيلها، لن تكون كافية لمواجهة التحدي العظيم. ولهذا، ستحتاج إلى قوة أعظم، وهبة المعرفة الروحية العظيمة التي قدمها خالق كل أشكال الحياة. كل شخص لديه القدرة على الوصول إلى هذه المعرفة الروحية. ولكن يجب عليه أن يطور هذه الصلة وهذه العلاقة الأعمق داخل نفسه. وهذا يتطلب منه إعادة النظر في أفكاره ومعتقداته ونهجه العام في الحياة.
إنها نوع من الصحوة من حلم قوي، حلم تعيس ومُحرك، حلم يائس، أن ترى العالم كما هو حقاً، وأن تشعر حقاً بحالتك الخاصة داخل نفسك — الفراغ الذي تشعر به، والافتقار إلى الصحة والعافية الذي تشعر به، والشعور بالوحدة، والشك وعدم اليقين الذي يطاردك. في سعيك الدائم إلى الأمام، يحاول الناس أن يظلوا متقدمين بخطوة واحدة على كل هذه التجارب، وأن يكونوا متقدمين بخطوة واحدة على أنفسهم وحالتهم الحقيقية.
إن الناس منغمسون في أفكارهم ووعودهم وتأكيداتهم. حتى تفاؤلهم يخدعهم. لقد أرسل الرب تصحيحاً عظيماً إلى العالم لإنقاذ البشرية من نفسها وتجنيبها المشقة العظيمة التي تخلقها لنفسها في هذا الوقت، ولجميع أبنائها في المستقبل.
الرب وحده يعرف كيف يفعل هذا، كما ترى، لأنه لا أحد في العالم لديه الحكمة ليرى كيف يمكن إنجاز ذلك. سيتطلب الأمر الإيمان، وخاصة في البداية، حتى تدرك أن الفداء ممكن لك وللبشرية. لكن الفداء لا يحدث بشروطك الخاصة. أنت لا تضع الشروط لذلك، لأن خلاصك هو علاقتك بالإلهيّ. والإله يعرف الطريق ويضع الشروط.
إذن يجب أن يمنحك الوحي هذه الشروط وهذه الرؤية وهذا الوعد وهذه الثقة العظيمة. يمكن للبشرية أن تظهر من خلال موجات التغيير العظيمة على الرغم من أنها ستكون مرحلة صعبة للغاية. يمكن للبشرية أن تبني أساساً جديداً في العالم، لكن العديد من الأشياء يجب أن تنتهي لجعل هذا ممكناً حقاً.
تمتلك البشرية القدرة على صد التدخل الذي يحدث في العالم. ولكن لا أحد يعرف ما هي هذه القوة أو كيف يمكن استخدامها. فالناس الذين يعيشون في ظل أشد الظروف يأساً دون أي أمل ظاهر في الحراك الاجتماعي أو التحسن في حياتهم لا يرون كيف يمكن للقوة أن تؤثر على ذلك لصالحهم.
بدلاً من أن يحاول الجميع أن يصبحوا أغنياء، يتعلم الناس كيف يعيشون في صحة جيدة. وبدلاً من أن يحاول الجميع أن يكتسبوا المزيد والمزيد من الممتلكات، يتعلم الناس كيف يكتفون. وبدلاً من الانجراف وراء كل إغراءات السلطة والثروة والسحر، يتعلم الناس أن يروا الأمور بوضوح وحكمة.
لا يمكنك أن ترى نفسك الحل لأنك منغمس في المشكلة. لا يمكنك أن تجد مخرجاً لأنك ضائع في العالم. أنت ضائع في عقلك ولا يمكنك أن تشعر بحضور وقوة المعرفة الروحية التي تعيش في أعماقك.
يتحدث الناس عن التغيير. الناس يريدون التغيير. ولكن هل لديهم القوة والشدة لتغيير أنفسهم؟ ومن أين سيأتي هذا الحافز؟ من أين سيأتي الإقناع؟ ومن أين ستأتي الشجاعة والالتزام بهذا الأمر؟
هناك أعداد متزايدة من الناس في العالم الذين يعرفون أن العالم يفشل. لكنهم لا يستطيعون العثور على الحل لأنهم ضائعون في العالم. إنهم لا يملكون قوة المعرفة الروحية بعد لتوجيههم وإظهار أشياء لا يمكنهم رؤيتها بخلاف ذلك.
من الصحيح، بالطبع أن البشرية سوف تضطر إلى تغيير سلوكها. ولكن هذا لا يأتي إلا من خلال نوع من الوحي الشخصي، والحساب الرصين لحياة المرء وواقع العالم. يتجنب الناس هذا بأي ثمن. إنهم لا يريدون أن يخبرهم أحد بأن أحلامهم غير واقعية أو غير قابلة للتحقيق أو أنها ستقودهم إلى الكارثة.
لذا فإن الرسالة الجديدة من الرب تبدو في البداية وكأنها خيبة أمل عظيمة. لكن النضج يتطلب منك أن ترى ما لا يمكنك أن تكونه، وما لا يمكنك فعله، وما لا يمكنك الحصول عليه. لأنك لا يمكنك أن تكون كل شيء؛ ولا يمكنك أن تفعل كل شيء؛ ولا يمكنك الحصول على كل شيء. والفرق بين البالغ والمراهق هو هذه الاعترافات.
وهي ليست خيبات أمل بقدر ما هي راحة لرؤية أنك لست مضطراً إلى اكتساب أشياء غير ضرورية لهدفك الحقيقي وطبيعتك العميقة. وبالتالي يختفي الضغط، وتصبح قادراً على أن تكون ذاتك الحقيقية، وتشعر بميولك العميقة، دون أن تتنافس أشياء أخرى على انتباهك. ثم يتحول الإحباط إلى راحة وتحرر، مما يحررك ليس حياة الزهد، بل حياة الإنجاز القائمة على ما أنت هنا حقاً من أجله والمواهب التي تمتلكها حقاً.
من الأفضل أن تخيبك الحكمة من أن تخيبك الحياة. من الأفضل أن ترى النهاية بدلاً من أن تضطر إلى تجربة النهاية. ”إن من الأفضل أن تدرك عواقب أفعالك بدلاً من مواجهة عواقب أفعالك. هذا ما تقدمه لك الرسالة الجديدة: هدية عميقة من الحب، ومخرج من معضلتك، ومخرج غامض من موقف ميؤوس منه.
الآن لا تستطيع البشرية أن تجد طريقها. إنها مخدوعة للغاية. إنها مهووسة للغاية. ولكن من الممكن أن يتلقى عدد كافٍ من الأفراد الوحي الجديد من الرب، ومن خلال نشاطهم ودراستهم وتأثيرهم على الآخرين، يمكنهم إحداث تغيير أعظم — تغيير أعظم في وعي الناس من حولهم، مما يعطي وعداً أعظم بأن البشرية قادرة على تجنب الكارثة والانهيار والخراب في شعوبها ومدنها وثقافاتها.
هذه هي نبوءة هذا الوقت. إنها تحذير، إنها بركة، إنها إعداد. يتم تسليمها من قبل رجل واحد — رجل متواضع، رجل بلا مكانة في العالم، رجل أُرسل إلى العالم لهذا الهدف. بهذه الطريقة يتم تسليم وحي الرب دائماً، سواء هنا أو في عوالم أخرى أيضاً. ”ومع أن الرسول يواجه العديد من المخاطر والعديد من القوى المعارضة له، إلا أنه هو الوسيلة التي يتم بها إرسال الوحي.
لو كان الرب بلا أمل للبشرية، لما أرسل رسالة جديدة، ولسمح خالق كل أشكال الحياة للبشرية بتذوق خرابها وبؤسها. ولكن خالق كل أشكال الحياة يحب البشرية ويدرك أن البشرية أبقت المعرفة الروحية حية في العالم على النقيض من العديد من العوالم الأخرى حيث ماتت الروحانية والدين تماماً.
هذا عالم واعد. أنتم شعب واعد للغاية. ولكن يجب أن تتغلبوا على ميولكم المراهقة بما يكفي لتكونوا قادرين على إنقاذ العالم من الانهيار، وكبح ميولكم، وبناء تعاون ووحدة أعظم بين شعوبكم ودولكم.
الرب وحده يعلم كيف يفعل هذا، بالطبع. حتى لو كانت لديكم الوصفة الصحيحة، أين ستجدون الشدة والقوة على القيام بدوركم؟ وكيف تعرفون ما هو دوركم أو كيف يجب التعبير عنه في ظل الظروف المتغيرة؟
إن فداء البشرية لن يكون مرتبطاً بشخص واحد بل على أكتاف العديد من الناس من كل الثقافات والخلفيات الدينية، ومن الأسر الغنية، ومن الأسر الفقيرة. وسوف يسترشدون بنفس الإعتراف. وسوف يخدمون في العديد من المجالات المختلفة لبناء قوة البشرية، وإضافة المزيد من القناعة والنزاهة إلى الإنسانية، والتحدث ضد الأنشطة المتهورة التي تدفع الإنسانية إلى حافة الهاوية.
ولكن هناك رسالة واحدة فقط من الرب للعالم في هذا الوقت والأوقات القادمة لجعل هذا ممكناً. إنها ستدعو جميع أديان العالم لمشاركة حكمتها لهذا الهدف، لأنهم جميعاً أتوا من نفس المصدر.
البركة عليك. كن سعيداً، لأن البركة عليك. كن واثقاً، لأن الغموض قوي. أدرك القوة العميقة بداخلك. اتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية للعثور عليها، والشعور بها وتجربتها، وإدخالها في شؤونك اليومية.
في نهاية كل يوم، فكر في أفعالك لهذا اليوم وما إذا كنت قد أدخلت المعرفة الروحية في هذه القرارات. فكر في مقدار ما نسيت أين كنت، وكم نسيت أن تستمع دون حكم، وكم نسيت أن تستخدم التمييز والتحفظ في تفاعلاتك مع الآخرين. انظر إلى دليل المعرفة الروحية التي تحاول التحدث نيابة عنك ومن خلالك، وكيف يتناقض هذا مع كل اتصالاتك المربكة مع الآخرين.
لا تعتقد أنه يجب عليك شفاء نفسك قبل أن تتمكن من جلب الحل للعالم، لأنه يجب عليك القيام بالأمرين معاً. إن أحدهما لن يحدث بدون الآخر.
إن الوقت غير كافٍ للبشرية، وللناس، للتأكيد على تطورهم أولاً. والعالم يتطلب تطورك الداخلي، لذا فإن كل شيء يسير معاً، كما ترى. لا يمكنك تأجيل أحدهما من أجل الآخر.
هذا هو التعليم في الوحي الجديد من الرب — الانخراط الحقيقي في العالم والانخراط الحقيقي في طبيعتك العميقة، كل ذلك في نفس الوقت. سيكون هناك العديد من الأسئلة. سيكون هناك العديد من المخاوف. سيكون هناك العديد من الشكوك. بالطبع. كيف يمكنك التحرر من كونك عبداً لثقافتك أو عقلك دون أن تنشأ كل هذه الأشياء في أعقابها؟ ولكن سيتم الإستجابة على الأسئلة في الوقت المناسب. وستتلاشى الشكوك عندما ترى قوة وفعالية المعرفة الروحية في حياتك والدرجة التي كانت بها معك طوال الوقت، تحاول جذب انتباهك.
لأن حالة العالم هي انعكاس لحالة نفسك. ويجب أن يصاحب حل كليهما بعضهما البعض. وهذا من شأنه أن يجلب الفرح والرضا والعزيمة إلى حياتك حيث تفتقر هذه الأشياء الآن.
إنك مشرف لتلقي الوحي، لسماع صوتنا — نداء من بيتك العتيق، وتذكير بمسؤوليتك القديمة بأنك موجود في العالم لهدف أعظم، واعتراف بحالتك الحقيقية والحالة الحقيقية للعالم.
كل خطوة تخطوها نحو هذا الاعتراف تعيد إليك الشدة والثقة، ومعها الشعور بالمسؤولية والمحاسبة تجاه أولئك الذين أرسلوك إلى العالم. هذه أقرب لبركة من أنه عبء، لأن الأمر يعيد إليك قيمة حياتك والحاجة الملحة لمشاركتك ومساهمتك في عالم في خطر عظيم.
لتكن القوة والبركة معك ولتتعلم كيف تكون معها.




