إن البشرية تحط من قدر العالم بوتيرة مخيفة، مما يقلل من ثروة العالم وإنتاجيته للمستقبل. هذا، بالطبع، معروف للكثيرين، على الرغم من أن البشرية ككل وحكومات العالم لا تزال غير مكترثة. احتياجات اللحظة تتجاوز الاستعداد للمستقبل. إن الانشغال بالمسائل الصغيرة تحجب احتياجات الأمور العظمى.
يتم تجاوز الناس بمشاكلهم الشخصية وقضاياهم ومعضلاتهم. ولذا فهم ليسوا أقوياء بما يكفي أو مستجيبين بما يكفي لرؤية الحركة الأعظم للأمور من حولهم، وحتى داخلهم. يعيش الآخرون في الوقت الحالي، ولا يدركون أن هذا يمثل نصف متطلبات الحياة فقط.
لقد تم إعطاؤك عقلًا للاستعداد للمستقبل، ويجب أن تستعد. لأنك تدخلون عالمًا جديدًا — عالم متدهور، عالم تتناقص فيه الموارد والإنتاجية، عالم سوف يكون لحالته المتدهورة التأثير الأعظم على حياة الناس في كل مكان والظروف التي سوف يتعين عليهم مواجهتها.
هذا يلقي بمستقبل مظلم لأطفالهم. إنهم يسرقون من أبنائهم. إنهم يسرقون من أطفالهم المستقبل الآمن.
لكي تكون البشرية قادرة على الصمود أمام موجات التغيير العظيمة — التغيير البيئي العظيم الذي يتم إنشاؤه والذي هو قيد الحركة بالفعل؛ التغيير السياسي والاقتصادي العظيم الذي سوف ينتج. ولقاء البشرية مع الحياة في الكون، لقاء هو أكثر تعقيداً وخطورة بكثير مما يدركه الناس حتى الآن — يجب استعادة العالم، ليس فقط لتوفير الاحتياجات الأساسية للناس اليوم وفي المستقبل، ولكن أيضاً لتأمين الحرية البشرية في عالم حيث الحرية فيه نادرة.
لأنكم يجب أن تكونوا مكتفيين ذاتياً في هذا الكون، أو سوف تصبحون معتمدين على الآخرين. وهم أكثر منكم سوف يحددون شروط المشاركة وقدرتكم على إنشاء وتحديد مستقبلكم.
لأن البشرية لا تزال تعيش في عزلة في هذا المجتمع الأعظم للحياة، فإنها لا تفهم عواقب أفعالها فيما يتعلق بموقعها في هذا الملعب الأكبر من الحياة. إنها لا تدرك أن اكتفائها الذاتي، أو الافتقار إلى الاكتفاء الذاتي، سيحدثان كل الفرق في تحديد ما إذا كانت البشرية سوف تكون حرة وذاتية تقرير المصير في هذه الساحة الأعظم. إن البشرية لا تعرف ما هو موجود خارج حدودها.
لهذا السبب، يُعطى وحي الرب الجديد، جزئياً، في هذا الوقت — لتحذير البشرية وتهيئتها وتمكينها من القيام بما يجب أن تفعله اليوم لتأمين ما يجب أن يكون لديها غداً. لا يمكنك أن تكون غافلاً الآن، فالساعة قد تأخرت. لا يمكنك أن تكون متهوراً في مواجهة موجات التغيير العظيمة، أو أنها سوف تدمر حياتك وتدفع بالبشرية إلى الفوضى والكارثة.
جزء من هذا هو استعادة العالم بحيث يمكن له أن يدعمك أنت وأطفالك وأطفالهم، ويمنح الإنسانية فرصتها لتأسيس مستقبل أكثر اتحادًا وبناءً وإبداعًا.
لأنكم لا تستطيعون أن تكونوا مجموعة من القبائل والدول المتحاربة وأن تعيشوا كعرق حر في الكون. سوف تكونوا أكثر عرضة للتدخل والتلاعب، وهما أمران جاريان بالفعل في العالم في هذا الوقت.
العالم هو منزلكم الوحيد. لا يمكنكم تركه وبناء حياة في مكان آخر، لأن مثل هذه العوالم الصالحة للسكن يسكنها آخرون، ولا يمكنكم أخذها منهم. هذا العالم هو كل شيء يمثل قدرتكم على البقاء في الواقع المادي. إنه الأساس.
علمتكم الطبيعة عواقب تقليص وتدمير هذا الأساس. لقد انهارت حضارات بأكملها في فترة قصيرة من الزمن لأن بيئتها لم تستطع تحملها.
أنتم تعتمدون على تربة العالم. أنت تعتمدون على مناخ العالم المستقر. أنتم تعتمدون على الطعام الذي تتم زراعته وتوافر المياه العذبة — أكثر من أي شيء آخر. أكثر من أنظمتكم السياسية أو معتقداتكم الدينية؛ أكثر من نظرياتكم المعقدة وجميع هواياتكم وأنشطتكم، ووظائفكم وتعقيد العلاقات بين دولكم. أكثر من كل هذا، فأنتم تعتمدون على هذه الأشياء البسيطة والعناصر لتعيشون في هذا العالم، وليس فقط لتعيشون، ولكن لتزدهروا ويكون لديكم فرصة لبناء حضارة — الآن حضارة جديدة، تقوم على التعاون والمسؤولية.
يجب استعادة العالم. إن الأمر ليس مجرد كيفية استخدامكم لموارد العالم. يجب دعم العالم نفسه لكي يدعمكم. يعرف الكثير من الناس هذا بالطبع، لكن القليل منهم يفهم عواقبه فيما يتعلق بالمجتمع الأعظم.
ولا يمكنكم الاعتماد على التكنولوجيا وحدها، لأنه بمجرد استنفاد العالم، سوف يكون لتكنوجيتكم تأثير ضئيل. في الواقع، في الكون من حولكم، هناك مجتمعات لديها قدرات تكنولوجية أعظم بكثير والتي حطمت عوالمها إلى درجة أنها تعتمد على التجارة والدول الأخرى لدعمها.
الحرية غير معروفة في هذه الأماكن، أو تم نسيانها منذ فترة طويلة، لأن ضرورات العيش في عالم مستنزف تستبعد احتمالات مزيد من الحرية للفرد. لأنه في مثل هذه الحالات، يجب التحكم في كل شيء.
تُفقدون حريتكم مع مرور كل يوم حيث يتضاءل العالم، وتتضاءل أيضاً إمكانية الحرية لأولئك الذين ما زالوا مضطهدين في أجزاء كثيرة من العالم. تستند الحرية على رفاهية عالم مستقر ووفير. السبب الذي يعطيكم حرية الاختيار هو لأنكم تسكنون في عالم مستقر ووفير.
ومع ذلك فإن العالم آخذ في التدهور. تربته تتقلص وتضيع. مياهها ملوثة. هواءه يصبح ساماً. مناخاتكم أصبحت غير مستقرة. الوفرة الطبيعية للعالم آخذة في التقلص. يتم تقليل تنوع الحياة.
لن يخلصكم الرب إذا دمرتم وفرة هذا العالم. لن يأتي الفادي لاستعادة العالم الذي تضاءل وانحط. أنتم تعرضون أنفسكم للتدخل — التلاعب الماكر من قبل أولئك الذين يسعون لقيادتكم إلى شبكات التجارة والهيمنة الخاصة بهم.
لأنه في الكون الحقيقي، يجب أن تكونوا متحدين. يجب أن تكونوا مكتفين ذاتيًا. ويجب أن تكونوا متحفظين جدًا. فالحرية نادرة، ويجب أن تتعايشوا مع أمم قوية حيث تُنكر الحرية وحيث تكون غير معروفة.
لا يمكنكم النظر إلى العالم الآن كمكان منعزل ولكن كجزء من ملعب أكبر، أو لن تفهموا عواقب أفعالكم، ومعنى وجودكم، وإمكانيات حرية أعظم في المستقبل.
هذا العالم يحظى بتقدير الآخرين لثروته الطبيعية، لوفرته، لتنوعه، لموارده الطبيعية. التدخل جاري بالفعل لأن البشرية تدمر ثروة العالم كما لو لم يكن لديكم مستقبل، كما لو كان الغد غير مهم — تلتهمون العالم بأسرع ما يمكن، مستخدمين موارده في أسرع وقت ممكن، دون التفكير في الغد أو ما سوف يجلب المستقبل أو يتطلب. ماذا يمكن أن يفعل الرب لعرق مثل هذا، سِوا أن يوفر الوحي الذي يتم توفيره الآن؟
لاستعادة العالم، سوف يتعين عليكم استعادة تنوعه وحماية تنوعه المتبقي. يجب الاحتفاظ بثلث مجموع الأراضي في حالة برية — على الأقل الثلث. يجب تنظيف المياه. يجب أن يكون الهواء نظيفاً. سوف يكون عليكم تحويل القمامة إلى مادة مفيدة. سوف يكون عليكم الحفاظ على مواردكم. سوف يتعين عليكم إعادة بناء تربتكم، وإلا فسوف يكون مستقبل البشرية كارثياً ومتوقعاً.
الرب يعلم هذا بالطبع. وتلك الأعراق الذين يسعون للتدخل في العالم لأهدافهم الخاصة يعرفون هذا بالطبع. لكن الإنسانية مثل المراهق الطائش. سوف تنفق كل شيء الآن. لا تفكر في المستقبل. لا تفكر في المكان الذي سوف تأتي منه ثروتها ومواردها بعد سنوات من الآن. إنها تعيش للحظة، مثل الأحمق.
لقد أعطاكم الرب القدرات الطبيعية — الحساسية تجاه العالم، والاتصال بالحياة، وحكمة العصور، والحكمة التي لا يتم استخدامها اليوم.
إنكم تهيئون الظروف لليأس، ليس فقط لأفقر الشعوب، بل للجميع. إنكم تضعون الظروف المناسبة لحروب اليأس، حيث لن تسعى الدول اليائسة فقط للتغلب على جيرانها ولكن للقضاء عليهم تماماً. أنتم تخلقون الظروف التي في ظلها سوف تكدح البشرية وتعاني كما لم يحدث من قبل.
أيمكنكم أن تروا هذا؟ هل أنتم على استعداد لرؤية؟ الأدلة في كل مكان. هل يمكنكم الإستجابة؟ هل أنتم قادرين على الاستجابة؟ هل يمكنكم التجاوب مع المعرفة الروحية، الذكاء الأعمق الذي أعطاكم إياه الرب؟ ستظهر لكم الحقيقة وترشدكم على طريق الإستعادة — ليس فقط لحياتك، ولكن لتلعب دورك في استعادة العالم وحماية ثروته وقدرته على إعالتك والآخرين.
سوف يتعين على الدول أن تتعاون. لا يمكن أن يكونوا في صراع أو حرب، أو أنكم تقللون من ثروة العالم. حتى بعد مأساة المعاناة الإنسانية والتهجير، فإنكم تدمرون الموارد المتبقية في العالم، التي تُنفَق الآن بأسوأ طريقة ممكنة، وتُهدر بالكامل من أجل نوع من المزايا السياسية أو للحصول على نوع من الانتقام الوطني.
يا ناس هذا العالم، استمعوا إلى كلماتي. مهمتكم في هذا العالم، جزئياً، هي استعادة العالم، لتكونوا قوة من أجل الاستعادة. هذا جزء من هدفك الفردي وندائك.
إذا كان عدد سكانكم ينمو، فعندئذ يجب استعادة العالم وحمايته، أو سوف يحدث ما لا مفر منه. وما لا مفر منه على عتبة داركم. وهذا هو الواقع الحالي في أماكن كثيرة من العالم.
كيف سوف تطعم عالم من الناس اليائسين المتزايدين إذا لم تستطع أنت نفسك إنتاج فائض، إذا لم يكن هناك فائض؟ كيف سوف تحافظ على استقرار الدول وتعاونها إذا لم تتمكن من إطعام وإعالة شعوبها؟ بالتأكيد سوف تتبعها حرب، حرب لا يمكنكم السيطرة عليها أو منعها. اليوم دول بأكملها تعتمد على فائض الآخرين. عندما لا يكون هناك فائض، ماذا سوف يحدث بعد ذلك؟
يا شعوب العالم هذا هو وقتكم وحقيقتكم. إذا كنتم تريدون منع الحرب وانهيار الحضارة الإنسانية، يجب أن تبنون العالم وترممونه — الأرض التي تحت أقدامكم، صفاء مياهكم، نقاء هوائكم، ثراء تربتكم. لن يكون لديكم الموارد في المستقبل للقيام بذلك صناعياً.
من لديه الشجاعة والصدق والتواضع لرؤية هذه الأشياء دون فقدان الإيمان بالإنسانية، ولكن ليرى أن التحدي الأعظم أمامكم هو الشيء الوحيد الذي سوف يعيد للناس كرامتهم وقوتهم ويخلق بيئة تعاون ضرورية للنجاح؟
الأشخاص الذين يعيشون في الخيال أو الأمل وحده لا يمكنهم مواجهة الواقع على الإطلاق. يقعون في اليأس على الفور. لم يجدوا أرضية مشتركة للوضوح والتعاطف والتصميم. ينتقلون من الأمل والتوقعات العالية إلى اليأس المطلق في لحظة لأنهم لا يملكون القوة لمواجهة العالم المتدهور من حولهم. لا يمكنهم الرؤية. إنهم لا يعرفون. لن يستجيبوا بالرغم من إعطاء العلامات لهم.
ماذا يمكن أن يفعل الرب لك إذا لم تستجيب، إذا لم تكن حكيمًا، إذا لم تكن صادقًا؟ إذا كنت لن تبني قوتك لمواجهة مستقبل أكثر صعوبة وخطورة، فماذا يمكن أن يفعل لك الرب؟
هل تعتقد أنه لو جاء عيسى، فسيحدث ذلك فرقًا؟ سوف يُدمَّر عيسى، وسوف يقترب العالم من الحرب. من يستطيع رؤية هذه الأشياء؟ إنها ناتج اعتراف صادق، لكن من يستطيع رؤية هذه الأشياء؟
اليوم الرسول موجود في العالم، يجلب الوحي العظيم الوحيد الذي يمكن أن يعيد البشرية وينقذها ويهيئ البشرية للتحدي العظيم المتمثل في الظهور في مجتمع أعظم من الحياة في الكون. إنه يجلب معه الوحي أكثر اكتمالاً وشمولاً من أي شيء تم توفيره للأسرة البشرية.
ومع ذلك، سوف يتم رفضه، إذلاله، وشجبه، وتجنبه. لا يريد الناس أن يسمعوا أنه يجب عليهم العمل بجدية أكبر؛ يجب أن يكونوا أكثر مسؤولية؛ يجب أن يصبحوا منضبطين ذاتياً؛ يجب أن يصبحوا صادقين.
إنهم يريدون فقط المكافآت من الخالق. يريدون المعجزات، غير مدركين أن معجزة المعرفة الروحية قد أعطيت لهم بالفعل. لقد وُضعت وسائل الاسترداد، وسائل الفداء، في داخلهم وفي بعضهم البعض.
الانفصال عن الرب شفي لحظة خلقه. لكن من يستطيع رؤية العلاج؟
جزء من الاستعادة الخاصه بك هو استعادة العالم. يجب أن ترى هذا، أو سوف تدرك أنه لا يمكنك فعل أي شيء ولن تحقق شيئاً عظيماً إذا فشلت بيئتكم.
لا توجد حرية. لا يوجد إبداع. لا يوجد خلاص. لا يوجد اتحاد. لا يوجد سلام. لا يوجد استقرار إذا فشلت بيئتكم.
انظر إلى التربة بامتنان ومسؤولية واهتمام. تأمل في المياه والهواء، وخصوبة الأراضي، وصحة الطبيعة.
إن مناخات العالم تتغير بالفعل، وتسارعت الآن لأن البيئة قد استخدمت كمكب للنفايات. المياه نجسة. المحيطات متسخة. الحياة من حولكم تموت.
ماذا يمكنك أن تفعل، تقول؟ تلعب دورك. تتبع المعرفة الروحية. أنت تستجيب للوحي الذي سوف يمنحك هذه القوة. تصبح قوة من أجل الخير بدلاً من شخص منسحب ومكتئب وغير قادر على التواصل والمساهمة في العالم من حولك. لقد تم إخراجك من الظل إلى الحياة، في تحدي هذا الوقت، الذي تم إرسالك من أجله والذي تم إعدادك من أجله بواسطة أولئك الذين أرسلوك إلى العالم لخدمة العالم في ظل هذه الظروف.
لا تنظر إلى الحياة على أنها مأساة عظيمة ولكن على أنها فرصتك العظيمة للخدمة، فهذه هي استعادة حياتك أيضاً. بدون هذه الخدمة، لا توجد استعادة لك.
لذلك، يجب أن تعرف ما تقدمه ولماذا تخدمه. هذه مسألة يجب أن تؤسسها المعرفة الروحية بداخلك لك — ضميرك، الضمير الذي خلقه الرب في داخلك، وهذا جزء من هذه المعرفة الروحية والذكاء الأعظم.
لا تقلق من أن الآخرين لا يستجيبون. يجب أن تستجيب وأن تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يفعلون ذلك أيضاً.
سوف يسطع إحسان السماء عليك وأنت تأخذ هذا المنعطف في حياتك. وسوف ترى أن الوحي هو عطية الحب والعطف. وسوف ترى أن المعرفة الروحية في داخلك هي أعظم هدية يمكن أن يمنحها الخالق لك — هدية لحمايتك وإرشادك وقيادتك إلى حياة أعظم.
سوف يتغير موقفك. سوف يسقط اليأس الخاص بك. سوف يتضاءل إحساسك بالظلم والعداء تجاه الآخرين، ويحل محله الوضوح والحكمة. أنت لست هنا للحصول على أشياء من العالم، بما يتجاوز أحتياجاتك الأساسية، ولكن لتخدم العالم كما صُممت لتقوم به بطريقة فريدة وخاصة.
لا يمكنك الهروب من هذا الآن أو تجنبه أو إهماله لأن العالم آخذ في الانحدار. يخدمك العالم الآن ليعيدك إلى حواسك، ويسترجعك، ويدعوك للخروج من ظلال وظلام الانفصال.
أزمة العالم هي ندائك. لا يمكنك نداء نفسك. يناديك الرب لخدمة العالم، ليس فقط للاعتناء بنفسك وأحبائك، ولكن للمساهمة في ظروف البشرية. وهذا يشمل استعادة العالم.
لا تضيع في الجدل السياسي. لا تضيع في نظريات النظام الاجتماعي. لا تضيع في ديناميكيات السياسة الدنيئة والقاسية. يجب أن ترى علاقتك بالعالم بشكل أكثر جوهرية وأن يرشدك هذا إلى آرائك وأفكارك ومعتقداتك.
العالم في خطر. الإنسانية على حافة الهاوية. أنتم بالفعل على عتبة المجتمع الأعظم. لم يعد هناك وقت للخيال والإلهاء، وللملاحقات الذاتية اليائسة، أو لإثراء نفسك أو تأمين وضعك الخاص بما يتجاوز نقطة معينة.
سوف تفيدك خطورة الموقف إذا كان بإمكانك الإستجابة. سوف تقويك. سوف توضح أفكارك. سوف تعيد تحديد أولوياتك في وئام مع الواقع نفسه.
لكن إذا لم تستطع الإستجابة، فسوف يصبح العالم مخيفاً أكثر، وسوف تنسحب أكثر. سوف تتعمق مظالمك. سوف تصبح عدم قدرتك على الاستجابة مهيمنة أكثر من أي وقت مضى. سوف تصبح عاجزًا ويائسًا، وجزءًا من المشكلة وليس جزءًا من الحل.
سوف يرتفع غضبكم عندما تفشل حكوماتكم في الاستجابة أو تكون غير قادرة على التعامل مع خطورة ونطاق الموقف. سوف تعيشون حياة الرعب الرهيب والخوف والتظلم والعداء. ثروتكم لن تحميكم. هواياتكم سوف تختفي. وسوف تصبح حياتكم مرعبة بدلاً من الفداء كما كان من المفترض أن تكون.
في مواجهة الشدائد تجد نفسك أو تفقد نفسك. أنت تتكيف وترتقي إلى مستوى المناسبة، أو تستسلم لها. أصبحت الخيارات واضحة وبسيطة الآن. إنها ليست معقدة. لم يضيعوا وسط الارتباك والتعقيد وتنوع الآراء التي تهيمن على وعي الناس.
المعرفة الروحية التي بداخلك تعرف هذه الأشياء التي نتحدث عنها. لا تنخدع بالعالم. إنها لا تخاف من العالم. إنها لا تقع في كل المشتتات والاضطرابات والخلافات في العالم. إنها تحمل هدفك الحقيقي بالنسبة لك — غير متغير، غير منقوص، غير فاسد بداخلك.
للعثور على السلام، يجب أن تجد الشدة. لتجد الشدة، يجب أن تبني حياتك على المعرفة الروحية. للحصول على التشجيع، يجب أن تتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، لأن المعرفة الروحية فقط هي التي يمكن أن تمنحك هذا التشجيع في مواجهة الاضطرابات وعدم اليقين من حولك.
تصبح اختياراتك عنصرية وأساسية الآن. إنها ليست مسألة منظور أو رأي. هذا هو اهتمام الناس الذين ماتوا في العالم ولأنفسهم. مخدرين، غير حساسين، غير مستجيبين — فقدوا في أفكارهم. إنهم منفصلين عن العالم من حولهم. إنهم يسعون فقط إلى ما هو ممتع ومريح ومطمئن ومطابق لأفكارهم ومعتقداتهم. ماذا يمكنك أن تفعل لهم؟
ندائك لك. خدمتك للآخرين. يجب أن تحضر إلى هذا الآن، وهذا هو محور الوحي الجديد من الرب للعالم — الوحي الوحيد من هذا القبيل الذي سوف يحدث. هذه هو الأمر. وأنت شخص مبارك واعد لتلقي هذا، لتكون مدركاً لذلك. في هذه اللحظة، أنت لا تدرك حتى الآن كم هي نعمة عظيمة بالنسبة لك — أنت الذي لديك هذه الفرصة العظيمة لاستعادة حياتك، واستعادة شدتك، وبناء قدراتك، والاستعداد لمستقبل لا يشبه الماضي.
يا ناس العالم، اسمعوا كلماتنا. نتحدث إلى الجميع — ليس إلى دولة واحدة أو مجموعة واحدة، ليس فقط للأغنياء والمتسامحين، ولكن إلى الفقراء والمضطهدين، وحتى أولئك الذين يضطهدونهم. نحن نتحدث باسم شعب اليوم وأهل الغد. لاننا الحاضر والمستقبل.
عندما تسمع بأعمق مكان للسمع بداخلك. ترى برؤية أعمق. لأن الرب أعطاك العيون لتبصر وآذاناً لتسمع. لكنك لا تستخدمهم. أنت لا تعرف عنهم. لقد ضعت في مخاوفك ورغباتك.
ينتقل عقلك من الرضا عن الذات إلى الذعر في الوقت الحالي لأنه لم يؤسس أرضية مشتركة حيث يمكنك التعامل بقوة وشده عظيمة مع كل من المأساة وجمال العالم من حولك. يمكنك أن تجمع في داخلك حقائق الجنة ومتطلبات الحياة على الأرض. أصبحت الحجاب بين بيتك العتيق والعالم الذي جئت لخدمته. يصبح عقلك غيض من جانب وعاء عظيم من المساهمة، غير مقيد الآن بكل ما يبدو أنه يتفوق على الآخرين ويغلب عليهم.
كل ما يرغب فيه قلبك يجب أن يُلبى من ذلك الجزء داخلك الذي يمثل طبيعتك العميقة وهدفك الحقيقي لوجودك هنا. لكن عملية الاستعادة تتضمن العديد من الخطوات، وهناك العديد من “الخطوات إلى المعرفة الروحية” التي يجب أن تتبعها. كل خطوة مهمة. كل واحدة تقربك أكثر من مصيرك وتحررك أكثر من ماضيك.
يجب أن تستعد للعالم حتى وأنت تخدم العالم، لأنك لا تعرف في هذه اللحظة هدفك الأعظم. لا يمكن أن تشمله تعريفاتك لأنك لم تصل إلى موقع على جبل الحياة حيث يمكن رؤيته بوضوح وحيث يمكنه التعبير عن نفسه من خلالك بحرية.
هذه هي رحلتك لتأخذها. أنت لا تأخذها لنفسك فقط ولكن للآخرين وللعالم. وهذا ما يمكّنك من التغلب على التناقض والمقاومة والقلق وتدني الرأي بنفسك.
لقد أعطاك الرب المعجزة ليعيدك ويفديك، ويحولك إلى قوة جبارة في العالم. يمكنها التغلب على أي شيء قمت بإنشائه، وأي فشل أو كارثة عظيمة، ولكن يجب عليك اتخاذ الخطوات إلى المعرفة الروحية من أجل تحقيق ذلك.
أنت هنا لاستعادة العالم وإعداد البشرية لمستقبلها ومصيرها كعرق حر في المجتمع الأعظم. هذا سوف يخلصك، لهذا السبب أتيت. وسوف يكون هذا هو الشيء الوحيد المهم عندما تعود إلى عائلتك الروحية ويسألونك: ”هل حققت هدفك؟“ وفي تلك اللحظة، سوف تعرف ما إذا كنت قد فعلت ذلك أم لا. كل شيء آخر سوف يُنسى أو يصبح غير مهم، وسوف يكون غموض حياتك واضحاً كالنهار.




