لقد أتيت إلى العالم لهدف أعظم، هدف أعظم أُعطي لك قبل مجيئك إلى هنا. هذا الهدف الأعظم مقدس داخل الذكاء الأعمق بداخلك، الذكاء الأعمق الذي منحك إياه الرب والذي يسمى المعرفة الروحية.
لقد تم إرسالك إلى العالم أولاً لتتعلم كيف تعيش في العالم، وتتعلم كيفية التواصل والارتباط بنجاح مع الآخرين والتكيف مع العيش في حالة من الانفصال — حالة كان لديك فيها واقع وهوية منفصلين متميز عن الآخرين، واقع لم تكن فيه معروفاً وغير معترف به، ربما باستثناء قلة قليلة من الناس.
هذا الواقع في العالم مختلف تماماً عن المكان الذي أتيت منه، ويستغرق الأمر وقتاً طويلاً للتطور هنا. يستغرق الأمر وقتاً طويلاً تعلم كيف تكون في العالم بمجموعة أساسية من المهارات.
يظل هدفك الأعظم مقدساً بداخلك بعيداً عن متناول فكرك، ويظل مقدساً هناك حتى تصل إلى نقطة في حياتك تشعر فيها بإثارة أعمق في داخلك، ظهور حاجة أعمق بداخلك — الحاجة الأعمق لمعرفة من أنت ولماذا أنت هنا وماذا يجب أن تنجز.
هذا الهدف الأعظم ليس ما تعتقده، ونادراً ما يعكس أهدافك أو تطلعاتك الشخصية. لكن واقع أنك تبحث عنه حقيقي ومتسق، وأنك تبحث عن هؤلاء الأفراد الذين سوف يمكنونك من اكتشاف هذا الهدف ومساعدتك على تحقيقه والتعبير عنه.
لقد أتيت إلى هنا لهدف أعظم، ولكن يتم نقله مثل شحنة سرية بداخلك، شحنة سرية لم تكتشفها بعد. لكن لديك إشارات وأدلة. عقلك موجه ومصمم بطريقة فريدة لهذا الهدف، وقد جربت ميول أعمق في مراحل مختلفة من حياتك.
عندما تصل إلى حالة نضج أعظم، سوف تشعر بإثارة أعمق داخل نفسك. ستبدأ في الحصول على نوع أعمق من التجربة — تجربة سوف تغيرك بشكل طفيف للغاية، ولكن بشكل عميق، نظرتك إلى نفسك، ونظرتك إلى العالم، وقيمك، واهتماماتك وما إلى ذلك — كما لو كنت قد وصلت إلى نوع من عتبة تمر بعدها بنوع من التغيير الداخلي.
لم تعد راضياً عن الملذات والمشتتات الظاهرة في العالم، فأنت تبحث عن شيء أعمق. أنت تبحث عن شيء يعكس طبيعتك الأعمق والهدف الأعظم الذي أوصلك إلى العالم.
في السابق، بينما كنت تنتقد العالم من حولك بشدة وتنتقد بشدة الأشخاص الآخرين وربما نفسك، تبدأ الآن في رؤية صلة بين حالة العالم وحالة الناس وحالتك الخاصة والهدف من ذلك ومعنى مساهمتك الأعظم للآخرين. قد يبدو هذا الاتصال ضعيفاً جداً في البداية، وجزئياً للغاية، ولكن في النهاية ستجد أنك قد تم إرسالك لخدمة العالم الذي تراه من حولك، ولكن فقط جانباً فريداً منه، أو مشكلة معينة، أو حاجة معينة.
هناك مشكلة في العالم تحمل اسمك، حاجة في العالم تناديك إلى ما وراء كل الأشياء الأخرى. لديك أدلة بالفعل لأن هناك أشياء معينة تواجهها تثير رد فعل شديد بداخلك. ربما يكون رد فعل حاسماً، لكن يبدو أنه يبرز بشكل واضح عن الأشياء الأخرى التي قد تزعجك أو تثيرك.
إنه دليل. إنها ليست إجابة حتى الآن، لكنه دليل. وأنك موجه بطريقة معينة ولديك مهارات معينة أو نقاط قوة متأصلة — هذه أدلة أيضاً.
هنا بدلاً من النظر إلى ما تريده، تنظر إلى توجهك الطبيعي. وجزء من اكتشاف هذا الهدف هو عملية القضاء على الأشياء الأخرى. أنت تتصالح مع أشياء لا يجب عليك فعلها، ولا يمكنك فعلها، ويبدأ هذا في تضييق نطاق اختياراتك.
إنها مثل عملية الإقصاء حيث تتقبل حدودك؛ تتقبل أن هناك أشياء معينة لا يمكنك القيام بها، وطرق معيشية لا تناسبك، وعلاقات قد تكون غير مناسبة لك، وتبدأ في الحد من اختياراتك. هنا يأتي اكتشاف هدفك الأعظم نتيجة لعملية إقصاء أكثر من وجود خيارات لا حصر لها لفعل ما تعتقد أنك قد ترغب في القيام به.
ستساعدك الحياة، من خلال تجربة الإحباط وأحياناً خيبة الأمل الصادمة، في هذا الصدد. لأنك لا تستطيع أن تكون ما تريد أن تكون، تفعل ما تريد أن تفعله، تكيف نفسك مع أي مجموعة من الظروف أو مع أي علاقة قد تكون جذابة. إذا كنت صادقاً مع نفسك حقاً، فستجد أن الكثير من هذه الخيارات والاختيارات ستكون خاطئة تماماً بالنسبة لك. هذه خطوة مهمة في وعيك الذاتي وبناء الحكمة في العالم.
يقضي الناس حياتهم بأكملها في محاولة أن يكونوا شيئاً لا يمكن أن يكونوا عليه أبداً، ويعيشون في خيالهم عن أنفسهم، ويرون أنفسهم في دور لا يمثل حقاً مصيرهم. يمكن للناس السعي بلا نهاية وبإصرار إلى مجموعة من الأهداف التي لا تمثل الحاجة الأعمق لأنفسهم.
هنا، كلما كنت أكثر إصراراً على ذلك، يمكن أن ينتهي بك الأمر بتوجيهك إلى طريق بلا مستقبل ولا تحقيق. إنه اختلاس لمهاراتك ومواهبك، بناءً على سوء فهم لإتجاهك الحقيقي.
هذا هو السبب في أن نقطة التحول الأعمق هذه مهمة للغاية. يمكن أن يضيع الناس في العالم ويصابون بالإحباط وخيبة الأمل ويشعرون بالفراغ والاكتئاب لأنهم لم يصلوا إلى نقطة التحول هذه داخل أنفسهم. ربما استنفدوا طموحاتهم، ومن خلال خيبة الأمل والصدمة، ألقوا على أنفسهم مرة أخرى، لكنهم لم يصلوا إلى نقطة التحول هذه حيث يبدأ شيء أعمق في الظهور بداخلهم.
لا تحكم على الناس في هذه الحالة. إنها حالة صعبة للغاية، وإذا طال أمدها يمكن أن تكون حالة مأساوية. يكافح الجميع من أجل البقاء، وبعد هذا النضال من أجل البقاء، فإنهم يكافحون للعثور على الحقيقة بشأن حياتهم. هذا الكفاح يمكن أن يقود الناس إلى العديد من المسارات الخاطئة، ويمكن أن يضلل الكثير من الناس، ويمكن أن يؤدي إلى نوع من الفقر الروحي.
حتى لو نجحت في الوصول إلى أهدافك المادية، حتى لو حققت ما تعتبره ثقافتك نجاحاً، إذا لم تكتشف هدفك الحقيقي، فإن احتياجاتك النفسية لم تُلب. وسوف يطاردك الشعور بالفراغ، والشعور بعدم التحقيق. إن تحقيق المزيد من الأهداف أو شراء المزيد من الأشياء أو قهر الآخرين لن يلبي هذه الحاجة العميقة للنفس.
لهذا السبب عندما يصل بعض الناس إلى نقطة من النجاح المادي، يمكن أن يقعوا في اكتئاب عظيم لا نهاية له على ما يبدو، نوع من حالة الفراغ، حيث يشعرون بالفراغ في حياتهم على مستوى أعمق.
هنا المخرج الوحيد هو من خلال الخدمة، من خلال نوع من الخدمة الغير أنانية. إنهم يدركون الحاجة، ويدعمون هذه الحاجة — باستخدام أصولهم، باستخدام قوتهم الشخصية — ويصبح هذا طريقاً للخلاص بالنسبة لهم. هنا يجب أن يصبح كل شخص ثري متبرعاً، ليس فقط إعطاء جزء صغير من ثروته، ولكن الالتزام بثروته لخدمة حاجة حقيقية في العالم.
لذلك السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يريد الرب لي؟ ربما حتى لو لم تكن أنت ذو توجه ديني أو لم تنشأ في أسرة أو بيئة متدينة، فقد تطرح هذا السؤال بطريقة ما. يمكن طرح السؤال بعدة طرق: ما الذي أنا هنا لأفعله حقاً؟ ما هو طريقي الحقيقي في الحياة؟ أو ماذا يشاء الرب لي؟ كل الأسئلة هي نفس السؤال، كما ترى.
سيسأل الأشخاص الذين نشأوا في بيئة دينية هذا السؤال على الفور. وسيحاولون تفسير إجابتهم، ربما، بناءً على معتقداتهم الدينية أو ممارسات أو اتجاهات تقاليدهم. لكن الإجابة تصل إلى أعمق بكثير من هذا وهي بمعنى أكثر سهولة في الفهم.
إذا تم إرسالك إلى العالم لهدف أعظم، فإن الرب يشاء لك أن تجد هذا الهدف، وتجربه، وتقبله وتحققه. يعتقد الناس أنه يجب عليهم التسبيح والعبادة، والجثو على ركبهم، والسجود لإرضاء الرب. ربما كدليل على التواضع، هذه الأشكال من العبادة مناسبة كعلامة على التنازل عن إرادة المرء لإرادة أعظم. يمكن أن تكون هذه الأشكال من العبادة مفيدة للغاية، لكنها لا ترضي الرب.
لا يحتاج الرب إلى العبادة والاستحسان. الرب ليس مدفوعاً بنفس أنواع احتياجات الاعتراف التي يميل إليها الناس، في حالة من الانفصال وانعدام الأمن، إلى الرغبة لأنفسهم. لا يحتاج الرب إلى التحقق من صحته، لأن الرب ليس غير آمن. لا يحتاج الرب أن يُعبد لأن الرب لا يعاني من نوع من تدني احترام الذات. لا يحتاج الرب إلى الثناء. ما يحتاجه الرب هو أن تحقق ما جئت إلى هنا لتفعله. هذا حقًا هو الامر.
حتى لو لم تكن متديناً، حتى لو لم يكن لديك تقليد أو ممارسة دينية، إذا كان بإمكانك فعل ذلك، من موقع وموقف الخدمة، فستحقق مصيرك هنا. سوف تخترق جدار الإنفصال. ستتبع المعرفة الروحية الأعمق التي أعطاك الرب إياها لإرشادك وحمايتك وقيادتك إلى الأمام.
حتى لو زعمت أنك لا تؤمن بالرب أو لم تكن متديناً، إذا كان بإمكانك القيام بذلك بروح الخدمة، واتباع المعرفة الروحية داخل نفسك، والتحرر من الهوس الذاتي الشخصي والإدمان للخدمة بهذه الطريقة بشجاعة وعطف وتصميم، ستحقق مصيرك هنا. وستجد نوعاً من الرضا، والصواب مع نفسك، ومستوى أعمق من الوفاء لا يمكن العثور عليه بأي طريقة أخرى.
لا يحتاج الرب إلى جيش ضخم من المؤمنين، كلهم يقولون الشيء نفسه، وكلهم يسيرون بخطوات، وكلهم يؤدون نفس أعمال الإخلاص أو ما شابهها. في الأساس، يحتاج الرب أن تكتشف المعرفة الروحية، وأن تتبع المعرفة الروحية، لأن هذا ما وضعه الرب بداخلك — لإرشادك، وحمايتك، وقيادتك إلى حياتك الأعظم في العالم وإلى مجموعة أعظم من العلاقات التي سوف تمكنك من العثور على هذا الهدف وتحقيقه.
هنا لا يتم فدائك بمجرد الإيمان بالرب، لأن الإيمان هو مجرد موقع للعقل. إنه ليس عميقاً بما يكفي لإثبات الإنجاز والتحقيق الذي تم إرسالك إليه هنا لتأسيسه وتحقيقه.
علاوة على ذلك، يعلم الرب أنه لا يمكنك أبداً جعل الجميع يؤمنون بنفس الأشياء، وأنه إذا حاولت، فسوف ينتهي بك الأمر إلى اضطهاد الناس ومعاقبتهم، مما يؤدي إلى نوع من قسوة البر-الذاتي. سوف يتم ذلك باسم الرب. سيعاقب الناس ويُعدمون باسم الرب. وهذا مكروه. هذا تشويه عظيم.
ليس من مشيئة الرب أن يعاقب أو يقضى على أي شخص. مشيئة الرب أن يتم فداء جميع الكائنات في العالم ويعلم أن المنفصلين يتم استردادهم من خلال المعرفة الروحية ومن خلال الخدمة.
لقد أتيت إلى العالم في وقت الحاجة الشديدة، وستزداد احتياجات البشرية بشكل أعظم في مواجهة الموجات العظيمة من التغيير التي تأتي للعالم: استنفاد الموارد، وتدهور البيئة وانحطاطها، وتغير المناخ والكارثة الطقسية، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المتزايد، وخطر نشوب حرب بين الدول والجماعات حول من سيطالب بالموارد المتبقية. سيؤدي هذا إلى إغراق البشرية في حالة أعظم وأعمق من عدم الاستقرار وعدم اليقين وسيؤدي إلى وصول العديد من القادة الخطرين إلى السلطة.
لقد تم إرسالك إلى العالم لخدمة العالم في ظل هذه الظروف. أقبل هذا. لكي تحب العالم، يجب أن تقبل العالم كما هو. هذا لا يعني أنك تتغاضى عن كل شيء أو تبرر الخطأ العظيم والأغلاط التي تحدث هنا، لكن هذا يعني أنك تتخذ موقفاً ترى كيف يمكنك أن تخدم بدلاً من مجرد كونك ناقداً، شخصاً يلقي الإدانة على العالم.
ما يؤمن به الناس عن الرب في كثير من الحالات، في العديد من التقاليد، غير صحيح تماماً. إنهم يحاولون تحقيق هدفهم الأعظم من خلال كونهم مؤمنين جيدين، لكن الإيمان ليس قوياً بما فيه الكفاية أو ثابتاً بدرجة كافية أو خالٍ بدرجة كافية من التلاعب ومن الخطأ للتأكيد لك أنك ستجد خدمتك الأعظم هنا وتؤديها بشكل صحيح لصالح الآخرين.
يشعر العديد من الطغاة أنهم يقدمون خدمة عظيمة لشعبهم. يعتقد العديد من الظالمين القاسيين أنهم يجلبون النظام وفائدة للمجتمع. هذا هو السبب في أن العقيدة وحدها لا يمكن أن تكون دليلك. لهذا أعطاك الرب ذكاءً أعمق لا يتأثر بها أو يغريه أو يهيمن عليه المعتقد البشري.
قوة الإيمان مناسبة للثقة في حضور المعرفة الروحية في داخلك وتكريمها، وهو ما قد تواجهه في البداية على وجه الخصوص بشكل نادر جداً. لكن يكفي أن تغير مجرى حياتك وتضع حياتك في الاتجاه الصحيح.
يحاول الناس فهم إرادة الرب وطبيعته وهدفه بفكرهم، لاستخدام الإيمان والطاعة والغرابة لمحاولة فهم واتباع ما يعتقدون أن الرب يريدهم أن يفعلوه. ويعلن الكثير أن التعاليم العظيمة التي جاءت من المبعوثين تجيب على هذه الأسئلة بشكل كامل. لكن الهدف الحقيقي الذي أتى بك إلى هنا لا يمكن تحديده من خلال أي تقليد أو مجموعة بسيطة من الأفكار.
حتى الأفكار التي نقدمها لك هنا تتطلب فهماً وأعترافاً أعمق والتزاماً بالتمسك بقوة غامضة داخل نفسك لا يمكنك فهمها بفكرك، ولا يمكنك تحديدها بشكل ملموس. لأنه في تعريف الشيء هو إعطائه شكلاً وحدوداً، لكن المعرفة الروحية بداخلك ليس لها شكل وتتجاوز الحدود.
أُعطت التقاليد الإنسانية العظيمة منظوراً وتوجيهاً مهمين وضروريين بالمعنى العام. لقد تم إعطاء الوصايا لتوجيه السلوك البشري بشكل عام بحيث يمكن رعاية الحضارة الإنسانية في نموها وتوسعها دون تدمير نفسها. لكن أبعد من ذلك، يجب أن يحدث الوحي في داخلك. يجب أن تحصل على وحيك، وعليك أن تدخله في حالة تواضع.
هذا هو الوصول إلى الحقيقة والاستسلام، لكنه ليس مجرد فعل تقوم به مرة واحدة في الأسبوع، أو عملية اجتماعية، أو حفل بمفرده. إنه شيء يجب أن تفعله داخل نفسك.
أنت لا تطلب إلهاً بعيداً ليهديك. أنت تطلب ظهور المعرفة الروحية في داخلك، لأن الرب قد أعطاك بالفعل الذكاء الإرشادي الكامل. الآن يجب أن تميزه في تجربتك الخاصة.
يجب أن تميزها عن رغباتك واحتياجاتك الأخرى. يجب أن تبحث عن شواهدها في حياتك وفي حياة الآخرين. يجب أن تتوقف عن إدانة العالم والإنسانية وأن تبدأ في النظر والاستماع إلى علامات المعرفة الروحية.
عقلك سيرغب في إعطاء تعريف. سوف ترغب في الاعتماد على المعتقدات والقناعات والنظريات والقوانين لأنه غير آمن للغاية. يريد هذه الأشياء كنوع من العكاز، كدَرْبَزين.
لكن المعرفة الروحية تتجاوز الفكر لأن هويتك الحقيقية تتجاوز الفكر. من كنت قبل مجيئك إلى هذا العالم ومن ستكون بعد أن تغادر هذا العالم بعيداً عن متناول فكرك ومجاله. تم إنشاء فكرك للتواصل والعمل ضمن هذا الواقع المحدود الذي يسمى الحياة في العالم، لكنه لا يمكن أن يشمل الواقع الأعظم لوجودك والواقع الأعظم للخلق. حتى الكون المادي بكل أبعاده وتوسعاته ليس سوى جزء من الخلق.
فكرك هو أداة مهمة للغاية للتواصل والتقييم. في هذا العالم، في عالم الظروف المتغيرة، في عالم لا يتعرف فيه الناس على بعضهم البعض، في عالم يجب أن تعيش فيه وتتكيف وتبتكر، إنه أداة رائعة.
لكن لا تعتقد أنه يمكن أن يفهم معنى الحياة، أو هدفك الأعظم للدخول إلى العالم، أو طبيعة وحقيقة أولئك الذين أرسلوك إلى هنا. يجب أن يوحى لك هذا.
لا تحاول أن تجعل التجربة تتناسب مع أفكارك. احترم التجربة واسمح لها بتشكيل أفكارك. لا تأخذ تجربة عميقة وتحاول أن تجعلها تتلاءم مع نظام معتقداتك. دعها توجد خارج نظام معتقداتك لتمنحك حكمة لا يستطيع نظام معتقداتك توفيرها.
هذا هو التواضع. الإصرار على أن تكون أفكارك صحيحة وتأكيد معتقداتك، هذا غرور. هذا يتطلب أن تتوافق الحياة والرب مع أفكارك أو أفكار ثقافتك أو تقاليدك. هذا هو في الأساس مغرور وجاهل. إنه لا يمثل موقفاً من التواضع أو الانفتاح.
بينما لا يجب أن تكون منفتحاً على كل الأفكار البشرية وتقبل كل المعتقدات البشرية، يجب أن تكون منفتحاً على قوة وحضور المعرفة الروحية في حياتك، فهذه هي الطريقة التي يرشدك بها الرب ويتحدث إليك. ولكن لكي يكون هذا حقيقياً، ولكي تتمتع بتجربة حقيقية في هذا الأمر، عليك أن ترى الفرق بين المعرفة الروحية ومعتقداتك.
هذا سوف يتطلب مهارة ونضج. خلاف ذلك، سوف تدعي أن كل فكرة تخطر ببالك هي أن الرب يتحدث إليك. كل ما تريده لنفسك هو أن الرب يتحدث إليك. كل دينونة لديك ضد الآخرين هي أن الرب يتحدث إليك. من الواضح أن هذا غير صحيح وخطأ.
لذا فإن هذا يتطلب درجة عالية من الصدق الذاتي. هذا هو السبب في أن نقطة التحول العظمى لظهور المعرفة الروحية تأتي لاحقاً في الحياة بالنسبة للجميع تقريباً. إذا كنت مخادعاً هنا، فسوف تخدع نفسك وتعتقد أنك وجدت حقيقة ليست سوى نتاج خداعك لذاتك. سوف تتشبث ببعض الأفكار أو المعتقدات، وسوف تسد طريقك، وسوف تعميك. حتى النور سوف يعميك. سوف تشعر أنك وجدت نوراً عظيماً، وحياً عظيماً. سوف يعميك. ولن يكون الأمر كذلك حقاً.
لهذا يجب على طالب المعرفة الروحية أن يتقدم ببطء وحذر، لأن هناك العديد من الأخطاء والفخاخ على طول الطريق، وكثير من الناس يقعون في هذه الأخطاء لأنه نفد صبرهم، لأنهم يريدون التحقق من صحة الذات، لأنهم يريدون تأكيد أفكارهم ومعتقداتهم وحتى وجودهم. إنهم غير صبورين وقهريين للغاية بحيث لا يسمحون لواقع حياتهم بالظهور ببطء ويوحى لهم.
هذا هو السبب في أن الرحلة هي رحلة. إنها ليست لحظة تكتشف فيها كل شيء. حتى لو تمكنت من رؤية حقيقة وجودك في ومضة من النور، فلا يزال يتعين عليك تفسير ذلك وتطبيقه في حياتك اليومية وإدخاله في سياق جميع مشاركاتك.
يأمل الناس أن يكون الوحي مفاجئاً لهم حتى لا يضطروا إلى القيام برحلة طويلة. لكن الرحلة الطويلة هي حيث تبني الحكمة والتمييز، حيث يمكنك تمييز الواقع من الوهم، والحقيقة من الأفكار وحدها.
ينفد صبر الناس لأن الفكر يحكمهم، وهو أمر غير آمن للغاية. لم يجد خدمته الحقيقية للروح، أو للمعرفة الروحية، أو للرب. إنه يحاول أن يكون رباً بحد ذاتها. وبينما يعتبر الفكر وسيلة رائعة للاتصال، فإنه يصنع إلهاً فقيراً جداً – ضعيفاً، غير معصوماً من الخطأ، حكمياً، متعجرفاً، مغروراً، قاسياً. إنه يصنع إلهاً فقيراً جداً.
يعتقد الناس أن الرب مثل الفكر، فقط على نطاق أوسع، يحتوي على كل نقاط الضعف والشخصيات الخطيرة للفكر، وأن الرب لديه كل هذا. لقد أدى هذا إلى نشوء الرب المنتقم، ورب انتقامي ، ورب المعاقب، والرب الذي يرسل الناس إلى اللعنة الأبدية، والألم الأبدي — نوع من الأنا الهائلة.
ومع ذلك، يصر الناس على أن الرب محب ورحيم، وهكذا يمكنك أن ترى التناقض. هذا التناقض واضح لكثير من الناس الذين يبتعدون عن الدين تماماً لأنهم يرون زيف هذه المفاهيم.
هذا التعليم الذي نقدمه لكم هو جزء من رسالة الرب الجديدة للعالم. جزء من هدفها هو تقديم التوضيح، لتعليم الروحانية على مستوى المعرفة الروحية، لتكشف لكم الطبيعة الحقيقية للفداء والتحقيق في العالم.
لقد كان هذا التعليم جزءاً من جميع التقاليد العظيمة الماضية ولكنه أصبح ضائعاً ومبهماً لأن الأديان أصبحت تحت سيطرة القوى السياسية والأفراد الطموحين. لقد تم حجب رسالتهم الحقيقية وقوتهم الحقيقية من نواح كثيرة. لا يزال بإمكان الناس العثور على الحقائق العظيمة والفداء من خلال هذه التقاليد، لكن يجب أن يكونوا مميزين للغاية. وقد يكون من الصعب العثور على الحقيقة هنا، بالنظر إلى قناعات ثقافة المرء، ووزن التقاليد وكيف يتم تدريس تقاليدهم الدينية والتأكيد عليها في دولهم وثقافاتهم.
هذا هو السبب في أن الرسالة الجديدة من الرب تقدم نية الرب في شكل نقي، غير مغشوشة بسلطة الدولة، ولا تطالب بها الحكومات، دون تلاعب أو سيطرة بشرية.
هذه هي رسالة الرب في شكل نقي. يُقصد بهذا أن يكون له صدى مع نقاء جميع التقاليد العظيمة، لأنها كلها من صنع الرب، وقد غيرتها البشرية جميعاً. يمكن العثور على الحقيقة في كل منهم، لكن الأمر يتطلب مجهوداً عظيماً وحرية عقلية عظيمة وصبراً عظيماً.
في جميع الأحوال، يتعلق الأمر بتلقي الوحي لأنه يحدث في قلب ومركز حياتك وإتباع الوحي. لأن الوحي ليس مجرد فكرة أو تجربة واحدة مضغوطة. إنها رحلة يجب القيام بها، وطريق يجب اتباعه، ومرحلة جديدة تماماً من الحياة حيث تكون طالب العلم، والتابع، الذي يفترض القليل جداً، ومنفتح على تعلم كل ما يجب تعلمه.
أنت هنا غير ملزم بنظام معتقد واحد. لست ملزماً بتلاوة تعليم واحد، لأنك تتبع الغموض. وهذا ما اتبعه الصوفيون من جميع العصور.
المعتقدات والعقائد هي للأشخاص الذين لا يتمتعون بالحرية الكافية للقيام بالرحلة، والذين تعوقهم ثقافاتهم، ووضعهم الاقتصادي، والذين يتعرضون للاضطهاد من قبل دولهم وقادتهم. ربما شعروا بتحركات المعرفة الروحية داخل أنفسهم، لكنهم مقيدين جداً ومربوطين جداً بموقفهم. هذه حالة الكثير من الناس في العالم اليوم.
الكثير من قادة مستقبل البشرية العظماء والعلماء والأطباء والمخترعين مرتبطون بالفقر المدقع أو مضطهدين في الأنظمة القمعية، ولن يتم اكتشاف مواهبهم العظيمة والتعبير عنها نتيجة لذلك.
هنا حيث يعيق الفقر والقمع العرق بأكمله، ويقلل من آفاق الأسرة البشرية. هذا هو السبب في أن المرأة يجب أن تكون حرة في تولي مناصب القيادة والسلطة والابتكار، لأنك إذا قمعتم نصف البشرية، فإنكم تحرمون البشرية جمعاء من نصف ما يمكن أن تخلقه وتنتجه بحيث سيكون مفيداً تماماً.
لهذا السبب يجب أن تكون الظروف مواتية لاكتشاف المعرفة الروحية. إذا كنت مضطهداً باحتياجات مالية ماسة، إذا كنت على حافة البقاء تحاول رعاية أسرة، إذا كنت تعيش في ظل قيود واضطهاد شديد من قبل حكومتك أو تقاليدك الدينية، فإن ظهور المعرفة الروحية قد لا يحدث. ، لأن البيئة لظهورها غير مواتية للغاية.
هذا هو سبب أهمية الحرية السياسية. هذا هو السبب في أنه يجب فتح تقاليد معينة حتى يتمكن الناس من الظهور، بحيث يمكن اكتشاف مواهبهم والتعبير عنها. هذا هو السبب في أن الفقر آفة تلحق بالبشرية جمعاء.
غالبًا ما ينشأ القادة الدينيون والسياسيون العظماء من ظروف متواضعة جداً. وبالنسبة للقلة التي يمكنها الهروب من هذه الظروف، فإنهم يحتاجون إلى شجاعة عظيمة ومساعدة من الآخرين.
لذلك عندما تسأل نفسك: ماذا يريد الرب لي؟ أو إذا سألت نفسك: ما الذي أنا هنا لأفعله حقاً؟ إذا سألت نفسك: هل أعيش الحياة التي كان من المفترض حقاً أن أعيشها؟ في جميع الأحوال، أنت تجلب نفسك إلى قوة وحضور المعرفة الروحية بداخلك.
إن الرب لا يدير شؤونك اليومية. لا ينشغل خالق الكون والخلق خارج الكون بحياتك اليومية وعند كل ساعة. بدلاً من ذلك، زرع الرب فيك بذرة، بذرة يمكن أن تنبت وتنمو بداخلك. هذه هي حكمة الرب.
لذلك لا تعتقد أن كل ما يحدث هو لأن الرب هو الذي يجعل الأمر يحدث، أو أن الرب يتلاعب بكل شيء صغير يحدث لمصلحتك أو لبنيتك. لا تظن أن الرب هو الذي يدير كل شؤون الحياة.
لقد خلق الرب الطبيعة والتطور وآليات العالم الطبيعي. لقد دخلت هذه الساحة من التغيير العظيم وعدم اليقين. أعطاك الرب المعرفة الروحية. هذه هي المعرفة الروحية التي هي المفتاح. لتمييز واقعها، والشعور بوجودها، والسماح لها بممارسة تأثيرها على تفكيرك وعواطفك، هو الأمر الذي سوف يجعلك تبدأ في الطريق إلى الفداء.
حتى، هنا، لا يمكنك الإجابة على السؤال: “ماذا يريد الرب لي؟” لأنك تقوم برحلة، والرحلة هي رحلة اكتشاف، للتصالح مع الحقائق الأساسية في حياتك — لتبدأ في تقدير ما هو دائم وحقيقي فوق الإحساس والرغبات والأوهام والفانتازيا؛ لتمييز الخير مما هو حسن المظهر فقط. لاكتساب هذا التمييز، هذه الحكمة، هذه الكفاءة، هذا ضروري إذا كنت تريد تحقيق هدف أعظم وأن تكون في خدمة حقيقية للآخرين بطريقة خلاصية تماماً لهم ولك.
لذا فإن الجواب ليس مجرد إجابة. إنه باب ينفتح عليك أن تمر من خلاله. إنها رحلة تستغرق عدة مراحل. وأنت لا تزال في هذه الرحلة مع شك عظيم في النفس وعدم اليقين، مع أسئلة بلا إجابة، لأنك تعيش في الغموض، والغموض يربك الفكر.
هنا يجد عدم اليقين العظيم الذي يكمن وراء فكرك قوة أعظم وقوة أعظم تعتمد عليها بداخلك. لأن جسدك، في جوهره، يخدم عقلك، وعقلك يخدم الروح أو المعرفة الروحية. هذا هو التسلسل الهرمي الحقيقي لكيانك.
لكن هذا ليس المكان الذي يبدأ فيه الناس رحلتهم. يبدأ معظم الناس رحلتهم معتقدين أن عقولهم تخدم أجسادهم وأن الروح تخدم عقولهم. يريد الناس استخدام الروح كنوع من الموارد. يريدون استخدام المعرفة الروحية كمورد للحصول على ما يريدون.
يبدأ معظم الناس في هذه الحالة العميقة من الارتباك حيث يكون الترتيب الطبيعي للوجود داخل أنفسهم مقلوباً تماماً. لذلك يستغرق الأمر وقتاً لضبط كل شيء بشكل صحيح. عند العيش في حالة من الانفصال، يساء فهم كل شيء تقريباً، وهناك ارتباك عظيم.
هنا تحت مجموعة المعتقدات الأكثر صرامة والتي سوف يلتزم بها الناس وينطقون بها، هناك أساس كامل من الارتباك وسوء الفهم. ويلتزم الناس بآراء متطرفة لمحاولة الهروب من الارتباك وسوء الفهم، لكن كل ما يفعلونه هو تراكبها دون حلها بشكل أساسي.
الشيء الوحيد الذي يمكنه حقاً حل ارتباكك الأساسي وسوء فهمك هو ظهور المعرفة الروحية داخل نفسك. وهنا يجب أن تتبع مثل طالب العلم. لا يمكنك أن تكون قائداً. هنا يجب أن تُسلم عقلك إلى قوة غامضة ربما سوف تجربها بشكل دوري فقط، لكنها ستكون كافية لتقودك إلى الأمام. هنا تتخلى عن اعتمادك على معتقداتك وأفكارك وتضع ثقة أعظم في هذه القوة المتسقة جداً والخالية من التلاعب في العالم — ضمير أعمق داخل نفسك، حيث يكون الصواب والخطأ واضحاً.
هذه هي الطريقة التي يقودك بها الرب للخروج من معضلتك، الارتباك الهائل وعدم اليقين في حياتك. هكذا يحررك الرب من ماضٍ مليء بالخطأ والاختلاس. هكذا يخلصك الرب.
سواء كنت مدافعاً أو مشاركاً في تقليد ديني أم لا، فهذه هي الطريقة التي يخلصك بها الرب. إذا كنت من أشد المؤمنين بتقاليدك الدينية، فهنا سوف تظهر المعرفة الروحية وتكشف لك الطبيعة الحقيقية والجوهر الحقيقي لتقليدك الديني. لأن جميع التقاليد الدينية مصممة أساساً لجلب عقلك في خدمة المعرفة الروحية.
هذا هو المكان الذي يحدث فيه الفداء. هذا هو المكان الذي تتجدد فيه الحياة. هذا هو المكان الذي تكتشف فيه القوة. هذا هو المكان الذي يمكن أن ينشأ فيه الهدف والالتزام بأكثر الطرق فائدة.
ماذا يشاء الرب لك؟ ما شاء الرب أن تستجيب للمعرفة الروحية؛ أن تسمح للمعرفة الروحية بإعادة توجيه حياتك وإضفاء الوضوح على وضعك؛ أن تتبع مثل الطالب، دون افتراض أو مطالب؛ أن تتبع طريقة المعرفة الروحية؛ أن تتعلم عن الغموض، دون أن تدنسه بمحاولة تعريفه واستخدامه كأداة؛ أن تصبح صادقاً حقاً مع نفسك ونواياك وأن جميع قراراتك يتم إحضارها إلى ضمير أعمق داخل نفسك، حيث يمكنك تمييز ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، وما هو صحيح مما هو غير صحيح، وما هو مناسب لك مما لا يصلح لك.
إنها هنا رحلة من عدة خطوات، تأخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية. كل خطوة مهمة. كل خطوة تتطلب العناية والتمييز. كل خطوة تبني قوتك ويقينك الداخلي واتصالك بالمعرفة الروحية. توضح كل خطوة تفكيرك، وتعتدل وتعدل معتقداتك، وتقلل من مفاهيمك المتطرفة وتحررك من الإكراه والإدمان.
ما شاء الرب أن تتبع هذا وتجده وتكرم هذا في نفسك وفي الآخرين. ما شاء الرب أن تؤسس البشرية وحدة أعظم وتعاوناً أعظم لمواجهة الموجات العظيمة من التغيير القادمة إلى العالم، ولمواجهة حقيقة ظهوركم في مجتمع أعظم من الحياة الذكية في الكون، ولحماية هذا العالم من التدخل. من أعراق أخرى موجودين هنا للاستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة.
ما شاء الرب أن تجرب الهدف الذي أتى بك إلى هنا، وأن تتبعه وتتعلم منه؛ للسماح لك بالكشف عنه خطوة بخطوة؛ لتولي موقع النزاهة والتواضع، ولكن الالتزام والتصميم؛ للبقاء صادقاً مع هذا النور الهادي واتباع البوصلة التي تحدد اتجاهاً بداخلك.
اتبع هذا، واحترم هذا وشجعه في الآخرين، وستعكس حياتك الأعظم خلف هذا العالم. وسوف يبدأ إحساسك بالانفصال عن الرب وعن بيتك العتيق بالاختفاء.




