الدين النقي


Marshall Vian Summers
مارس 23, 2013

:

()

إنه لمن سوء حظ أن الناس تم إحباطهم بحالة الدين وتاريخ الدين في هذا العالم — كل العنف الذي أنتجه، والفساد وسوء الفهم والحيرة. إنه دليل على ما يفعله الناس بوُحِيّ الرب عندما لا يتم توجيههم بقوة المعرفة الروحية داخل أنفسهم. يصبح الدين هنا أداة للدولة، ومورداً للأشخاص الطموحين، وفرق آخر سوف تستخدمه قبيلة للتغلب على أخرى أو للهيمنة عليها.

بالطبع، دفع هذا الناس بعيداً وأصاب الناس بصدمات نفسية، حتى في الأوقات الحالية، لدرجة أنه يجب أن يُعطى وحي الرب الجديد في شكل نقي، على الرغم من القيمة العظيمة والعمق والحكمة لوُحِيّ الرب السابقين وأهميتهم في بناء الحضارة الإنسانية في العالم.

ولكن يجب أن يتكلم الرب مرة أخرى، لأنه يجب توضيح الرسالة. يجب توضيح الهدف من الدين. ويجب رفع معنى حياتك وهدفها وتوضيحها. وإلا يصبح الدين مشكلة عظيمة في العالم، بينما كان من المفترض أن يكون حلاً عظيماً في البداية.

إذا نظرت إلى هذا بدون إدانة، سوف ترى الحاجة العظيمة للمعرفة الروحية [العقل الروحي الأعمق] داخل نفسك. فبدون المعرفة الروحية سوف تسيء استخدام كل شيء. سوف تسيء استخدام الطبيعة؛ سوف تسيء استخدام عقلك؛ سوف تسيء استخدام جسمك لأنك تعمل من موقف الحيرة. غير متأكد من أنت، ولماذا أنت هنا وماذا تفعل، سوف تحكمك قوى أجنبية وتأثيرات خارجية. هذه هي مأساة العيش في انفصال [عن مصدرك]، مأساة موجودة في جميع أنحاء الكون.

لذلك يجب تقديم توضيح عظيم للدين وكل جانب من جوانب الدين — توضيح عظيم عن الرب. توضيح عظيم عن الخلاص وماذا يعني وكيف يتم تحقيقه. توضيح عظيم يوحد كل ديانات العالم، لأنها تملك مصدر مشترك.

ما هو الدين؟ لماذا هو ضروري؟ لماذا يستحيل إخماده من قلب الإنسان وعقله تماماً؟ يمثل الدين تعبيراً عن طبيعتك الأعمق وحاجة طبيعتك الأعمق للحصول على هذا التعبير في الحياة، لإعطاء صوت وشكل لذلك، وهو أمر أساسي وعنصري لمن أنت، ومن أين أتيت وماذا سوف تريد أن تكون عندما تغادر هذا العالم. إنه أمر أساسي لطبيعتك الأعمق ولكل ما أنت عليه حقاً — كل ما يمكن رؤيته وعدم رؤيته، سواء من تجليات حياتك أو غموضها.

الدين ليس أيديولوجيا. الدين ليس مبنى أو منظمة أو تسلسل هرمي للمنظمات. في جوهره، إنها حركة الرب داخلك وبينك وبين الآخرين العاملين في العالم. لأن الرب يخدم العالم من خلال الناس من الداخل إلى الخارج.

الرب لا يدير الطقس ولا القوى الجيولوجية للأرض. لقد وضع الرب كل ذلك في حركة في بداية الزمان. كل ذلك يعمل من تلقاء نفسه. التحدي الخاص بك هو التكيف معها والاستفادة منها بشكل مفيد وذو معنى، لنفسك وللآخرين. هذا، بالطبع، سوف يكون مستحيلًا إذا لم يتم منحك المعرفة الروحية — الهبة العظيمة لإرشادك وحمايتك وإعدادك لحياة أعظم.

حقيقة أن المعرفة الروحية قد تم نسيانها، أو أنها غير معروفة في هذا العالم إلى حد كبير، تخلق معضلة للدين لأنه دون المعرفة الروحية يصبح الدين قواعد وتعليمات، وتحذيرات، ويتحول دائماً إلى شكل من أشكال الاضطهاد العظيم للناس. قد يُعطى في البداية لمساعدتهم على تنظيم تفكيرهم وحياتهم، انه يصبح طوق لتسخيرهم، وينطفىء النور الروحي من حياتهم.

هذه ليست نية الرب. نية الرب أن يكتشف الناس هبة المعرفة الروحية العظيمة التي منحها سلطان الكون ، سلطان الأديان والأعراق التي لا تعد ولا تحصى في الكون، لهذا العالم. ولكن عندما تضيع المعرفة الروحية، يسيطر الخوف والخيال. يسود الإرتباك. يحبس الناس بالعمل ويعيشون في عبودية. كان هذا هو الحال طوال تاريخ الأسرة البشرية.

لذا فقد أعطى الرب الآن رسالة نقية ووفر الخطوات إلى المعرفة الروحية كأساس لها، لذلك لن يكون هذا مجرد اعتقاد آخر ينافس المعتقدات القائمة، وأيديولوجية أخرى يجب الدفاع عنها ومناقشتها واستخدامها لإرباك الآخرين أو قمعهم.

لأن الرب قد أعطى الخطوات إلى المعرفة الروحية ليس لعرق واحد أو قبيلة أو جماعة، ليس لمنطقة واحدة فقط، ولكن لجميع شعوب العالم، لاستخدامها في جميع التقاليد الدينية في العالم، ليتم التعرف عليها على أنها مفتاح رسالة الرب إلى خليقة الرب الذين يعيشون في انفصال في الواقع المادي.

إذن ما هو الدين كمؤسسة أو هيئة تعاليم؟ في الأساس، الهدف منه هو خلق بيئة وتشجيع الناس على اختبار الحضور، القوة والنعمه من الرب في أنفسهم وفي حياتهم وداخل بعضهم البعض وداخل العالم.

ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن الهدف من الدين هو جلب الناس إلى الهبة العظيمة، هبة المعرفة الروحية، فهذه هي الطريقة التي يرشدك بها الرب ويحركك ويقيدك — يدفعك إلى الأمام، وقد يمنعك، قوة أعظم تتجاوز الكلمات. أو التعبير. ما وراء عالم ومدى الفكر.

هذا هو الدين النقي. لقد كان دين القديسين والمبدعين العظام والعاملين في المجال الإنساني. مدفوعين بسلطة وقوة أعظم في حياتهم، أبعد من الأشياء العادية التي تحدد حياة الناس وتجاربهم، لقد تحركوا بقوة أعظم، مثل الجاذبية الروحية، تدفعهم للقيام بأشياء غير عادية لصالح الآخرين، بما يتجاوز مجرد اللطف وتقديم الجمائل أو الخدمة للناس، من خلال إرساء القدوة والتشجيع وإشعال قوة المعرفة الروحية في الآخرين.

يمكنكم أن تنسون أسماء الجنرالات المشاهير وقادة الدول، والسياسيين المشهورين، وحتى الفنانين المشهورين، لكن أسماء القديسين العظماء سوف تسود لأن مساهمتهم كانت الأعظم والأكثر ديمومة والأعمق. إنهم يخدمون حتى اليوم، وعطاياهم العظيمة يتردد صداها بإستمرار من خلال القلب والعقل الإنساني، مذكرين الناس بأن من هم أعظم من عقولهم وأجسادهم، مذكرين الناس بأنهم جزء من واقع أعظم، يتجاوز ما تستطيع حواسهم الإبلاغ عنه.

هذا هو الدين النقي في العمل، كما ترى، لأن الرب يخلصك من خلال قوة وحضور المعرفة الروحية العاملة في حياتك. للدرجة التي يمكنك من خلالها التعرف عليها والإستسلام لها والخضوع لها بذكاء، هكذا سوف يخلصك الرب.

لأن المعرفة الروحية ليست ملزمة بثقافتك أو معتقداتك. المعرفة الروحية ليست ملزمة بالتقاليد. إنها تتجاوز هذه الأشياء. بهذه الطريقة، يمكن للناس أن يفعلوا أشياء غير عادية وغامضة، ويخلقون قيمة وفائدة تتجاوز الفهم البشري. لقد أصبحوا برهاناً على الهبة الأعظم.

ومع ذلك، فإن الطقوس والأيديولوجيا لهم قيمة في التمهيد أو المسار. يحتاجونها الناس للبدء واستخدامها لمساعدتهم على تحقيق التوازن في حياتهم، ومنحهم الهيكلية والتوجيه. إنه مثل الإستعداد للطيران والإستعداد للإقلاع بالطائرة. عليك أن تدرس أولاً. عليك أن تصبح مدركاً أولاً. عليك أن تتعلم المزيد عن الفيزياء والبيئة والرياح والطيران قبل أن تتمكن من تولي قيادة الطائرة. هذا هو الهدف من الطقوس والأيديولوجيا، لتوجيهك، وإعدادك للطيران.

لكن تجربة الطيران مسألة مختلفة. هنا تتخطى حدود الفهم الفكري وتدخل في الغموض — الغموض النقي والغير ملوث بالعالم، الغموض الذي لا يحكمه السحر أو الرومانسية والبحث عن القوة. هذا هو الغموض الخالص. هذا هو الدين النقي لأنك هنا تتعامل مع الرب مباشرة بطرق أساسية وجذرية بالنسبة لك.

لا يمكنك استخدام هذه القوة لنفسك. ليست هنا لك للتحكم بها أو توجهها. في الواقع، إنها موجوده هنا لتحكمك وتوجهك. لكنها تتطلب ذكائك. تتطلب وعيك-الذاتي. إنها تتطلب مسؤوليتك وضبطك لنفسك وعطف حقيقي بالآخرين، وإلا فلن تظهر.

هذا هو السبب في عدم اختيار الطموحين. هذا هو السبب في أن الرسل العظماء طوال الوقت كانوا مترددين، وقبلوا على مضض المهمة العظيمة المعروضه عليهم. بينما قد يرغب أي شخص آخر في استخدام الدين للسلطة أو المنفعة، فإن الرسل الحقيقيين مترددين. إنهم صادقون. إنهم بسطاء. هم مستعدون لخدمة عظيمة.

بعيداً عن الأيديولوجيا و المعتقدات والجدل حول هذه الأشياء، والنقاش المستمر الذي لا نهاية له حول هذه الأشياء في محاولة لفهم عقلك لشيء موجود خارج وصول العقل ونطاقه، يجب أن تدخل الدين النقي. سواء كنت مسيحياً أو بوذياً أو يهودياً أو مسلماً أو من أي تقليد آخر، أو ليس لديك تقليد على الإطلاق، فإن المسار إلى الرب مفتوح لك.

لقد تكلم الرب مرة أخرى الآن لإعطاء مسار واضح، ولإعطاء الإيضاح للناس من جميع الأديان والأمم ولبيان الأهمية المركزية للهبة العظيمة، وهبة المعرفة الروحية. لأنك لا تستطيع أن تأتي إلى الرب على أساس الإيمان وحده. لا يمكنك حقاً تحسين حياتك أو حياة الآخرين بناءً على الإيمان وحده، لأنه لن يشاركك الجميع هذا الإيمان.

يعلم الرب أنه ليس كل الناس سوف يتبعون تعاليم واحدة أو يلتزمون بمعلم واحد، بغض النظر عن مدى عظمتهم. يعلم الرب هذا، لكن الناس مرتبكون.

هذا هو الترياق لجميع الإساءات في استخدام الدين بالعالم. هذا هو الترياق ضد الجشع والإضطراب والإضطهاد البشري الذي يتم بإسم الدين. هنا تم تدنيس الرب. مشيئة الرب وقصده تم انتقادهم بشده. هنا يضيع كل ما هو مقدس وعميق وينحط.

أنت الذي تسعى إلى معرفة هدفك الأعظم في الحياة ومعنى وجودك هنا يجب أن يكون لديك تجربة جديدة للإلهية إذا كنت تعاني من هذه النتائج والعواقب.

لهذا تكلّم الرب مرة أخرى، ليس ليحل محل أديان العالم، بل ليرقي بهم ويهيئهم للتغيير العظيم الذي سوف يأتي إلى العالم، ولقاء البشرية مع كون من الحياة الذكية. لأنه لا يمكن لأي من وُحِيّ الرب السابقين أن يفعلوا هذا، كما ترى. إنهم جزء من خطة أعظم سوف تكون دائماً أبعد من فهم الإنسان و إستيعابه.

هذا هو الغموض. يعيش الرب في الغموض. يعيش الناس في التجليات. يحاولون جعل الغموض متجلي. لكن الغموض هو الغموض دائماً.

يجب أن تكون لديك الشدة والشجاعة، إذن، لتتجاوز تجليات الدين. يجب أن تكون صادقاً جداً. يجب أن تكون دوافعك واضحة، وإلا فلن تتمكن من المضي قدماً. يتطلب الدين النقي الوضوح ونقاء النية إذا كنت سوف تدخل هناك.

لا تحط من قدر التقاليد والشعائر الدينية والتعاليم و الممارسات لأنها للناس في البداية. على الرغم من أنه قد يتم إساءة استخدامهم وإساءة فهمهم، إلا أنها توفر هيكلًا في البداية، والذي يمكن أن يكون مفيداً جداً للعديد من الأشخاص. لكن للأسف هذه الأشياء تصبح الدين بحد ذاته.

يعلم الناس أنه إذا كنت لا تؤمن وفقًا لوصفة معينة أو تعاليم من العصور القديمة، فلن يتم قبولك في الجنة. ومع ذلك، فإن الرب يترأس كونًا من أعراق وديانات لا حصر لهم، لذلك من الواضح أنه ليس الإيمان أو الأيديولوجية هي التي تقودك عبر العتبة إلى الحضور الإلهي.

لن يعاقبك الرب على الفشل لأن الرب يعلم أنه دون المعرفة الروحية لا يمكنك إلا أن تكون في ارتباك وترتكب الأخطاء، حتى أخطاء فظيعة.

هذا هو السبب في أن اتخاذ الخطوات إلى المعرفة الروحية أمر أساسي جداً لما هو الدين حقاً وما يجب أن يكون، لأن الرب يخلصك هنا — ليس في عقلك، ولا في أفكارك، ولا في معتقداتك. لأنه إذا عدت يوماً إلى بيتك العتيق، والذي سوف تعود إليه في النهاية، فسوف تجد أشخاصاً لديهم جميع أنواع المعتقدات، قادمون من معتقدات مختلفة تماماً، قادمين من عوالم أخرى، يأتون من جميع أنحاء الكون. هل تستطيع ان تتخيل مثل هذا؟ لا يمكنك. لا يمكنك.

لكن الغموض يكمن في حياتك. إنه في قلبك. لا يمكنك أن تطلق نفسك منه بالكامل. يحاول الناس. هم مشغولين جداً طوال الوقت. إنهم لا يريدون الجلوس ساكنين للحظة. إنهم لا يريدون أن يشعروا حقاً بما يشعرون به حيال حياتهم، وإلا فسوف يواجهون أزمة. لأن الحضور موجود دائماً، ينتظر، ينادي بجاذبية طبيعية.

هذا هو الدين النقي. ولكن حتى تعتبر أن هذا ممكن أو مفيد، يجب أن تؤمن بقلب الإنسان. إذا كنت تعتقد أن الناس أشرار في الأساس وعرضة للشر، فسوف تفكر في الدين على أنه وسيلة لتسخيرهم ولحشرهم، ولضرب السوط عليهم وتهديدهم باللعنة وكل أنواع التعذيب والبؤس إذا لم يفعلوا ذلك. إذا لم يتبعوا ما قيل لهم. يعتقد الناس أن هذا هو حال الرب.

الرب الرحيم كل-الرحمة. الرب كلي-المعرفة هو يعلم الكل. الرب يعلم أنه بدون قوة وحضور المعرفة الروحية، لا يمكنك أن تقود حياتك حقاً. لذلك أعطاك الرب الخطوات إلى المعرفة الروحية. لقد تم إعطاؤهم من قبل في العصور القديمة، ولكن تم نسيانهم أو رفضهم، لأن الذين حكموا الدين لم يثقوا في قلب الإنسان.

لكن البشرية الآن متعلمة. إنها تدرك العالم الأعظم الذي تعيش فيه إلى حد ما. لم تعد هناك قبائل بدائية منعزلة. على الرغم من أن ميولكم قد يظل بدائي ومدمر للذات، إلا أنكم تدركون أشياء أعظم.

يجب على الرب أن يجهزكم للعالم وللحياة خارج العالم، ودرجة الوحدة التي يجب أن تحدث بشكل طبيعي بين الناس إذا أرادت البشرية أن تحافظ على هذا العالم كمكان صالح للعيش وتحافظ على حريتها وتقرير مصيرها في الكون، حيث الحرية نادرة جداً.

إن أعمق احتياجاتك واحتياجات العالم نفسه هي التي جلبت وحي الرب الجديد إلى العالم. إنه أول وحي من هذا النوع منذ أكثر من ١٤٠٠ عام.

أنت تعيش في زمن الوحي. لكن يجب أن تفهم المستويات المختلفة للدين. هناك دين لرعاية الناس وإطعامهم. هناك دين لتنظيم الثقافة والمجتمع بشكل أساسي. هناك معتقدات دينية يمكن أن تساعد الناس إلى حد ما. ولكن بعد ذلك هناك الدين النقي، الذي يجلب الناس إلى الإرتباط مع المعرفة الروحية داخل أنفسهم والقوى العظمى في الكون التي يوجهها رب الكون من أجل رفاهية جميع الشعوب والأمم.

عندما تدخل في الغموض هذا، عليك أن تترك وراءك معتقداتك الثابتة، أيديولوجيتك. يجب أن يكون لديك الشدة والإيمان والشجاعة للقيام بذلك، أو سوف تترك خارج الحرم الداخلي للمعبد. لأن الإيمان لن يقودك إلى إله كل الحياة. سوف يتطلب الأمر مشاركة أعظم، ومشاركة أكثر عمقاً، وحياة تسترشد بها الهبة العظيمة، التي تعيش بداخلك في هذه اللحظة.

الناس سوف يجادلون ضد هذا. يقولون، ”لا يمكن الوثوق بالبشر. هم أشرار. هم فاسدون. لقد سقطوا من النعمة.“ هذا سخيف. تم إنشاء الإنفصال لأن جزءاً من الجنة أراد تجربته، وها أنت ذا. إنه لأمر عظيم وعميق لا يمكن فهمه.

تركت الرب ولكن الرب لم يتركك. تضيع في أفكارك ومخاوفك ورغباتك واهتماماتك، لكن الحضور يذهب معك. لأن جزء منك لم يترك الرب أبداً، وهذا هو الجزء منك الذي يسمى المعرفة الروحية.

لهذا سوف يخلصك الرب في النهاية، ويخلص الآخرين، لأنك لا تستطيع أن تفصل نفسك عن مصدرك. يمكنك العيش في إنفصال. يمكنك العيش في الخيال. يمكنك أن تعيش حياة الإنحطاط والجريمة والفقر وإساءة استخدام-الذات، لكن لا يمكنك قطع الإتصال.

يوماً ما، في النهاية، سوف تعود إلى القوة الداخلية — مرهق، محبط، مغلوب. سوف تلجأ إلى هذه القوة، وسوف تبدأ عملية طويلة من الخلاص، وتضعك في خدمة الآخرين بأبسط الطرق وأكثرها تواضعاً حتى يمكن استعادة قيمتك وكرامتك واحترامك لذاتك. لأنك لا تستطيع أن تعود إلى بيتك العتيق مخلوقاً بائساً مدنساً. وأنت لم ترسل إلى العالم لمجرد أن تُضَيع حياتك وتضيع هنا.

العقل أداة مهمة، لكنه ليس منصة الحقيقة المطلقة. يمكن أن يكون المعتقد والأيديولوجيا مفيدين في البداية، لكنهما يشكلان عائقاً نحو النهاية. يجب أن تخطو ما وراء الرصيف إلى البرية لأن الرب موجود. يجب أن تتعلم أن تكون ساكناً. يجب أن تتعلم الإستماع داخل نفسك. يجب أن تكبح جماح عواطفك وتظلماتك وتحذيراتك لمنح نفسك هذه الفرصة.

إنها طريقة مختلفة للوجود في العالم. إنها طريقة مباركة للوجود في العالم. وعلى الرغم من أنك مرتبك ولا تعرف ما تفعله والأشياء تتغير، فقد تجاوزت المنعطف. أنت تبدأ في العودة.

الرب يعلم الطريق الى الرب. لا يعرف الناس الطريق إلى الرب أبداً. لكنك لست بحاجة إلى معرفة الطريق إلى الرب لأن الرب يعرف الطريق. ما عليك سوى أن تسأل وتصلي بعزم عظيم أن يبدأ الإرتباط من أجلك، وأن تتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية التي قدمها الرب، وأن تعلمك كيفية الإستماع إلى الصوت الأعمق بداخلك — ليس صوت ثقافتك، أسرتك أو جشعك أو خوفك أو جشع أو خوف العالم أو أي قوة في العالم غير مقدسة، إلا الصوت الحقيقي. سوف يكون الأمر أكثر شيء طبيعي بالنسبة لك أن تفعل هذا.

هذا هو الدين النقي. يمكن ممارسته داخل المسجد أو المعبد أو الكنيسة أو في أي مكان. إنه في انتظارك للإستجابة. إنه ينتظر منك أن تدرك حاجتك العظيمة إلى هذا، لأن الرب وحده هو القادر على تحقيقك وتوجيهك في العالم. سواء كنت متديناً أم لا، سواء كنت تمارس ديناً أم لا، سواء كنت تؤمن بدين أم لا، فإن خطة الرب سوف تنقذك إذا كنت تستطيع الإستجابة.

هنا لا توجد حروب دينية. هنا لا يوجد اضطهاد ديني. هنا تتعايش جميع الأديان لأنها كلها وسائل لتحقيق نفس الغاية. إنهم جميعاً يغذون الحنين الأعمق للقلب إذا كانوا حقيقيين وأصليين.

نأتي بك الآن إلى الدين النقي حتى تتمكن من اعتناقه وترى مدى أهميته ومدى ضرورته في حياتك ومصيرك وتحقيقك والتعبير الحقيقي عن نفسك. هذه هدية من الجنة لك، هدية تأتي من مصدر أعظم — تُعطى الآن بمصطلحات يمكنك فهمها ويمكن ترجمتها إلى لغات مختلفة بفعالية؛ الآن مع إرادة ونية الجنة.

أنت تعاني لأنك لا تعرف سبب إرسالك و من أرسلك و ما يجب عليك فعله بعد ذلك للبدء في استعادة هذه التجربة و فهم حياتك. غني أو فقير ، سوف يطاردك هذا الارتباك حتى تسعى إلى حل حقيقي.

هذا يبدأ الإرتباط المقدس. هذا يبدأ العودة المقدسة. هنا لا يأخذك الرب بعيداً عن العالم، بل يأتي بك إلى العالم بطريقة جديدة تماماً. هنا ترى الحاجة إلى المعرفة الروحية في كل مكان من حولك، ولا تدين الناس لإخفاقاتهم وأخطائهم. هنا تصبح تعبيراً عن الجنة بينما تسعى لتقوية المعرفة الروحية في الآخرين وخدمة الناس بأكثر الطرق أساسية، حيثما كان ذلك ضرورياً بالنسبة لك.

إذا كان قد أساء إليك الدين أو أربكك، افهم هذه الكلمات. شاهد هذا الفتح العظيم والفرصة لك. لأن علاقتك مع الرب هي العلاقة الأكثر أهمية في الحياة، والدرجة التي يمكنك قبولها وتجربتها وأن تكون جزءاً منها تحدد المدى الذي يمكنك أن تذهب إليه في علاقة مع أي شخص. إذا كنت لا تستطيع أن تكون حميمياً مع القوة الكامنة في داخلك، فكيف يمكنك حقاً أن تكون حميمياً مع أي شخص؟ كيف يمكنك أن تثق إذا كنت لا تستطيع الوثوق بما بداخلك؟ كيف يمكنك أن تكون منفتحاً وتسمح لعاطفتك الحقيقية بالظهور إذا لم يكن لديك توجيه وقوة المعرفة الروحية في داخلك؟

هذا يعيد علاقتك الحقيقية مع نفسك، والتي هي أساساً علاقتك بالمعرفة الروحية. من هذا، تبدأ في الحصول على الأساس والقاعدة للعلاقات العظيمة التي من المفترض أن تكون لديك في الحياة، والتي سوف تأتي إليك وأنت مستعد، لأنك متحرر بما يكفي من الماضي لإستقبالهم وفهم معناهم.

هنا تبدأ في عيش الدين النقي فيما تقوله وما تفعله وحتى في ما تفكر به. هذه قوة أعظم من العالم وكل شيء في العالم — أعظم من الطبيعة، أعظم من القوى المادية التي تحرك العالم. في الوقت الحالي، تجد ذلك الجزء الخالد والغير متغير فيك، والذي سوف يمنحك الحرية من الموت وإحساساً بديمومة عظيمة، حتى من خلال رحلتك هنا على الأرض.