وجودك في العالم هنا ليس من قبيل الصدفة. لقد تم إرسالك هنا لهدف. يظل هذا الهدف مخفياً بداخلك، ويظل آمناً من خلال المعرفة الروحية الأعمق، والعقل الأعمق الذي وضعه الرب في داخلك.
هذا الهدف محدد للغاية. إنه هنا لإنجاز مهام معينة مع أشخاص معينين، لخدمة العالم في وقتك وفي الأوقات القادمة. إن واقعه يتجاوز فكرك ويتجاوز التكهنات الفكرية. إنه غموض بالنسبة لك أن تكتشفه وتعبر عنه.
لا ينعكس هذا الهدف بالضرورة في أهدافك وطموحاتك أو حتى اهتماماتك الشخصية. قد يعكسون جوانب هذا الهدف الأعمق، لكنهم أنفسهم لا يستطيعون تحديده، لأنه موجود خارج نطاق الاختراع البشري. إنه موجود خارج ما يفضله الفرد. لا يقوم على الرغبة أو الخوف.
إذا اتبعت المعرفة الروحية وتمكنت من اكتشاف هذا الهدف الأعظم لنفسك، فسوف تبدأ حياتك بأكملها في أن تصبح منطقية، وميولك الأعمق والدروس التي كان عليك تعلمها في الحياة سوف يكون لها الآن سياق حقيقي، وسوف ترى العلاقة بينهما. هذا طبيعي تماماً، لكن في البداية سوف يبدو محيراً وغامضاً.
العالم به الكثير من الإغراءات والإلهاءات. لديه العديد من الصعوبات والمتطلبات بحيث لا يُتوقع أن تكون قادراً بمفردك على اكتشاف هذه المعرفة الروحية بنفسك أو الهدف الأعظم الذي تحتويه.
مساعدة عظيمة متاحة لك — مساعدة من داخل العالم ومن خارجه. هناك بعض الأفراد الذين جاءوا إلى العالم لمساعدتك، وهذا هو هدفهم، حيث أن هدفك هو مساعدتهم. وهناك من سوف يبقون خارج النطاق المرئي لحياتك وهم هنا أيضاً لمساعدتكم.
أنت تعيش في حالة انفصال ظاهرية حيث تعتقد أنك فرد وحيد. لكنك في الواقع جزء من شيء أعظم بكثير. أنت جزء من عائلة روحية، عائلة يجب أن تنشئك الآن حتى تكون مستعداً لاكتشاف والتعبير عن هذا الهدف الأعظم الذي أوصلك إلى العالم.
يعلم الرب أنك لا تستطيع أن تفعل هذا بمفردك، وأنك سوف تحتاج إلى رفقة عظيمة، وسوف تحتاج أيضاً إلى إلهام من خارج العالم.
إن رب الكون ليس موجوداً ليوفر لك هذا شخصياً. بدلاً من ذلك، يتم توفيره من خلال شبكة من العلاقات، شبكة موجودة بالفعل، شبكة عظيمة جداً وبعيدة المدى بحيث لا يمكنك فهمها فكرياً. لكن يمكنك بالفعل ويجب عليك تجربتها مباشرة.
عندما يتحدث الناس عن تجربة الحضور، حضور روحي، فإن ما يشيرون إليه حقاً هو حضور عائلتهم الروحية — تلك المجموعة المحددة الموجودة هنا لمساعدتهم في هذا الاكتشاف العظيم، وهي مجموعة أرسلتك إلى العالم، مجموعة ترتبط بها جوهرياً على مستوى أعمق بكثير.
بينما يمكنك تكوين علاقات دائمة مع أشخاص في العالم، يمكنك إبرام عقود معهم والترابط معهم، وقد تلتصق بهم بدافع الرغبة أو الخوف، وقد تتزوج واحداً أو أكثر منهم، ولكن الرابط الذي لديك مع عائلتك الروحية أعمق وأكثر إختراقاً. إنه رابط ليس مبني على تجربتك في العالم، لأن تم إنشائه قبل مجيئك وسوف يوجد بعد أن تغادر هذه الحياة.
عائلتك الروحية هي إحدى التعاليم العظيمة للرسالة الجديدة من الرب ووحي لما تعنيه الروحانية في بانوراما أكبر للحياة الذكية في الكون. لأن عائلتك الروحية تحتوي على أفراد ليسوا بشراً فحسب، بل يمثلون أعراقاً أخرى أيضاً. لأن قصد الرب ليس مجرد توحيد البشرية والارتقاء بها، بل توحيد ورفع مستوى كل الحياة الذكية في الكون.
هذا هو السبب في أنه غير مفهوم بالنسبة لك. هذا هو السبب في أنه يتجاوز دياناتكم الحالية وفهمكم الديني وتعاليمكم الدينية. لأن الأمر يمثل خطة الرب داخل الكون نفسه.
من المهم أن تفهم هذا الآن لأن البشرية تقف على عتبة الفضاء، وعليها أن تتعامل مع قوى مختلفة من هذا المجتمع الأعظم للحياة الذكية، سواء الآن أو في المستقبل.
هذا يتجاوز اهتماماتك وانشغالاتك الحالية، ولكن له علاقة بكل شيء بسبب وجودك هنا في العالم، وإلى أين يتجه العالم نفسه، والتحديات العظيمة التي سوف يتعين على البشرية مواجهتها في المستقبل — تحديات تتجاوز أي شيء كان على البشرية جميعاً أن تتعامل معه من قبل.
لفهم عمل الرب في الكون، من الضروري أن تفكر في معنى وحقيقة عائلتك الروحية. إذا كنت متصلاً بالبشرية فقط، فلن تربطك خطة الرب بالحياة في الكون. لن يكون لديك ارتباط جوهري حقيقي بالحياة خارج هذا العالم الواحد، الذي يشبه حصاة، حبة رمل، في شاطئ يمتد إلى ما هو أبعد مما يمكنك رؤيته ومعرفته.
العودة في الكون ليس للبشرية وحدها. إنه ليس لهذا الكوكب الصغير وحده. إنه ليس لفرد واحد فقط، بالتأكيد. مرة أخرى، هذا يتجاوز نطاق وعيك واهتمامك. لكن الأمر يتعلق بكل شيء بمن أنت ولماذا أنت هنا.
في الأساس، تم إرسالك إلى هنا لخدمة الأوقات التي تعيش فيها. لا تمتد خدمتك فقط في نطاق فهمك وأنشطتك وارتباطاتك الخاصة مع الآخرين. يمتد إلى أبعد من ذلك لدعم تطور البشرية وللمساعدة في إعداد البشرية لظهورها في مجتمع أعظم من الحياة الذكية.
يمكنك أن ترى هنا كيف أن معتقدات الناس الدينية وفهمهم غير مكتملين، وكيف أنهم مجرد تخمين عظيم وقد لا يشمل سوى جزء صغير من هدفهم الحقيقي وقيمتهم في العالم.
مشيئة الرب هي أن تظهر البشرية في هذا المجتمع الأعظم للحياة الذكية كعرق حر وذو سيادة، ومستقل عن التلاعب والسيطرة الفضائية. ربما لا تكون هذه مشكلة قد فكرت فيها أو تعتقد أنها مهمة أو التي سوف تعطيها الأولوية فيما يتعلق بالمشاكل والقضايا الأخرى التي تهمك اليوم.
لكنها تمثل مصير البشرية. من أجل هذه الحرية وهذه السيادة وهذا الاستقلال سوف يكون من الصعب ترسيخهم والدفاع عنهم في عالم تندر فيه الحرية وحيث يكون التنافس على الموارد واسعاً ومكثفاً.
ترى نفسك في ضوء صغير، وفهمك غير مكتمل. لكن الرب يفهم هذا. انه من المتوقع.
لقد أتيت من حياة أعظم إلى وجود أقل بكثير هنا في العالم، ومن أجل التكيف مع هذا الوجود في العالم، فقد فقدت الكثير من وعيك وقدراتك السابقة. يجب إنشاء الكثير من هذا الوعي وهذه القدرات واستعادتها إذا كنت تريد فهم طبيعتك الحقيقية، وإذا كنت تريد فهم عملك الأعظم في العالم، وإذا كنت تريد فهم حركة العالم، إذا كنت تريد فهم مصير الإنسان.
لا يمكن لأديان العالم تفسير هذا الأمر بالكامل، لأنها أعطيت في وقت لم تكن فيه البشرية قد وصلت بعد إلى هذه العتبة العظيمة. لقد تم منحهم لتأسيس أساس، أساس أخلاقي وذو مغزى، لكيفية العيش في العالم وكيفية تعزيز الوحدة البشرية والتعاون البشري والعطف البشري. لقد وضعوا الأساس لحضارة إنسانية أعظم خارج نطاق قبيلة واحدة أو مجموعة واحدة فقط.
لكنهم لا يستطيعون إعدادكم للعتبة العظيمة للظهور للمجتمع الأعظم. ولأنهم في الوقت الحالي ممزقون ومنقسمون داخل أنفسهم وبين بعضهم البعض، فمن الصعب جداً عليهم الآن، نظراً لثقل التاريخ والثقافة، تعزيز الحرية الإنسانية والوحدة والتعاون بشكل فعال.
كما ترى، حياتك الآن ليست ببساطة في هذا العالم الواحد. مصيرك ليس ببساطة في هذا العالم الواحد. لأن البشرية آخذة في الظهور في مجتمع أعظم من الحياة الذكية. بدأ الاتصال. لكن الاحتكاك بأعراق خطرة موجودين هنا للتدخل والاستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة.
الغالبية العظمى من الناس منشغلون للغاية بأنفسهم، وظروفهم الحالية، وصراعاتهم وخلافاتهم مع بعضهم البعض لرؤية التحدي العظيم، للتعرف على طبيعة هذا التدخل الذي يحدث في العالم اليوم.
عائلتك الروحية معك. هناك أفراد آخرون في العالم يبحثون عنك وأنت تبحث عنهم لأنه من الطبيعي أن تقوم بذلك. لديكم جاذبية عظيمة لبعضكم البعض.
لا تعتقد أن كل شخص تنجذب إليه أو يثير إعجابك هو جزء من عائلتك الروحية. حتى الوزن العظيم للانجذاب الشخصي لا يمكن أن يفسر المعنى الأعمق والطبيعة المخترقة لهذا الارتباط مع هؤلاء الأفراد المعينين الذين سوف يصبحون جزءاً من مهمتك وهدفك في العالم.
ليس لديك بعد المهارة للتعرف عليهم أو تمييزهم عن العديد من عوامل الجذب الأخرى التي تشغل بالك والتي تثير اهتمامك. لكن عندما تصبح أقوى مع المعرفة الروحية، وأنت تتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية لبناء صلة بين عقلك الدنيوي المفكر وعقلك الروحي الأعمق، العقل الذي خلقه الرب فيك، سوف ينجذب هؤلاء الأفراد إليك.
حتى لو كانوا على الجانب الآخر من العالم، فسوف تحاولون أنتم الإثنين إيجاد طريق لبعضكم البعض. وسوف يكون هناك أكثر من شخص واحد، لأن هذا لا يعني ببساطة أن يكون زواجاً، أو اتحاداً بين شخصين، بل ارتباطاً أعظم، على الرغم من أنك إذا كنت متزوجاً، فسوف يكون ذلك لشخص واحد فقط. ومع ذلك، لديك ارتباط أعظم. هذه هي عائلتك الروحية. إنها ليست مجرد قصة رومنسية مع شخص واحد.
خارج العالم، سوف يكون هناك من سوف يرشدك ويساعدك — لدعمك في عدم فقدان نفسك في مخاوفك أو رغباتك، وعدم التخلي عن حياتك قبل الأوان للمواقف والعلاقات التي ليس لها وعود أعظم؛ لإعطائك القوة والشجاعة والصبر والتحمّل التي سوف تحتاجهم لإعداد نفسك وإرساء الأساس لحياة أعظم في عالم متغير جذرياً.
يتم تشجيع العديد من الناس في العديد من التقاليد المختلفة على الانصياع للرب، واتباع الرب، واتباع ما أسسه الرب، واتباع تعاليم الدين، والإيمان بالقصص القديمة، والإيمان بحياة الرسل والقديسين والعلماء والآلهة. وبالطبع، يرفض الناس هذا أو يحاولون بدرجات متفاوتة من الحماس والالتزام.
لكن الطبيعة الحقيقية لروحانياتك هي أن تكون في خدمة العالم، وأن تحضر شيئاً من بيتك العتيق هنا، لدعم مستقبل البشرية وتطورها ووحدتها وتعاطفها ورعايتها للعالم نفسه.
أنت لست هنا لأن الرب يكرهك أو يرفضك أو لأنك أرتكبت الخطيئة. حياتك مليئة بالأخطاء بالطبع لأنك غير متصل بعد بالمعرفة الروحية. لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء بالطبع لأنك لم تكتشف المعرفة الروحية بعد، بحيث سوف تمنعك من ارتكاب هذه الأخطاء وسوف تحميك وترشدك في المستقبل.
والرب يعلم ذلك بالطبع ولا يدينك على أخطائك. ولكن من الضروري أن تحصل على اتصال مع المعرفة الروحية في داخلك، وخيط الحقيقة الأعمق في حياتك، والذكاء الأعظم الذي وضعه الرب في داخلك لإرشادك وحمايتك وقيادتك إلى عملك الأعظم في العالم. هذا سوف يجلب إلى تجربتك ووعيك حضور عائلتك الروحية، أولئك الذين هم خارج العالم والذين هم داخل العالم.
إن حياتك هنا ليست مجرد عبادة الرب أو إرضائه. لأن الرب دائماً راضي، حقاً، إذا تمكنت من تحقيق مهتمك هنا، إذا تمكنت من تحقيق خدمتك الأعظم في العالم، إذا كان بإمكانك التركيز على حياتك، والانسجام، وتطلب تحرير نفسك لاكتشاف هذا العمل الأعظم ولحمله، والقيام بذلك بأكبر قدر ممكن من العطف والحكمة.
لست بحاجة إلى أن تكون شخصاً متديناً للقيام بذلك. لا تحتاج حتى إلى أن تكون جزءاً من الدين للقيام بذلك، رغم أن ذلك قد يكون مناسباً لك. فهو لا يعتمد على ولاء الفرد لمؤسسة دينية أو تعليم يحدد معنى هدفك الأعظم هنا.
كما قلنا، سوف يبقى هذا الهدف غامضاً حتى لو تقدمت في تجربتك وتعبيرك عنه. قد تكون مسيحياً. قد تكون بوذياً. قد تكون مسلماً. قد تكون زرادشتياً. قد تكون هندوسياً. ومع ذلك، فإن هدفك الأعظم يتجاوز هذه التعريفات، لأنه أسسه الرب وليس الإنسان، وليس بالتاريخ، ولا بالتقليد وحده. يمكنك أن تخدم ضمن هذه التقاليد أو خارجها، لكنهم في حد ذاتهم ليسوا القضية المحددة.
الناس، بالطبع، لا يفهمون هذا. إنهم يعتقدون أن التزاماتك وآرائك الدينية تحدد من أنت وحتى تحدد علاقتك مع الرب — سواء كنت سوف يتم إنقاذك أم لا، وما إذا كنت سوف يتم استرجاعك أم لا، وما إذا كنت سوف يتم تفضيلك في مرحلة ما أم لا. لكن هذا اختراع بشري. هذا منظور بشري. ولد من سايكولوجية الإنسان، واحتياجات الإنسان، ومخاوف الإنسان، ورغباته وتطلعاته.
هدفك الحقيقي مخلوق من قبل الرب. إنه ليس اختراع بشري. إنه يربطك بالحياة في العالم والحياة في الكون. لأنك لا تعرف ما هي العودة حقاً أو كيف يمكن تحقيقها أو ما تعنيه. أنت لا تعرف ما يمثله بيتك العتيق. أنت فقط تعتقد أنه نسخة أفضل مما تجربة الآن، إذا فكرت فيه على الإطلاق.
هناك حقيقة هدف الرب وخلقه، ثم هناك حدود الفهم البشري وسايكولوجية البشر. لا تنس أبداً الاختلاف هنا، لأنك إذا فعلت ذلك، فسوف تتعدى حدودك، ولن ترى طبيعة جهلك أو افتراضك.
الحفاظ على هذا الانفتاح وهذا التواضع مهم. من الضروري أن تتقدم ويتم منعك من أن تصبح قوة تنافر في العالم، قوة تؤذي الآخرين، قوة تعمل في الواقع ضد إرادة الرب وخطة الرب.
كان الدين مذنباً بهذه التجاوزات عبر التاريخ، وداخل كل ثقافة وداخل كل تقليد ديني. إنها مشكلة الجاهل الذي يحاول افتراض العمق. إنه الخطأ والغلط الذي يرتكبونه الناس في محاولتهم تحديد إرادة الرب وهدفه وحضوره وفقاً للقيم والتوقعات الإنسانية، وفقاً للصراعات المتأصلة في السايكولوجية البشرية.
الرب يفهم هذا القيد، لكن الكثير من الناس لا يفهمونه. يتفهم الرب محنتك ولماذا، بدون الحضور الإرشادي للمعرفة الروحية بداخلك، يمكنك فقط ارتكاب الأخطاء ويمكن أن تصل فقط إلى استنتاجات خاطئة أو غير كاملة.
هذا هو سبب وجود عائلتك الروحية معك. هذا هو السبب في أن لديك مصيراً مع بعض الأفراد الموجودين في العالم اليوم. هذا هو سبب وجودك، لأن عائلتك الروحية معك.
هذا هو السبب في تعيين المعلمين لك، للمساعدة في إرشادك وتوجيهك وتحذيرك إذا كنت على وشك ارتكاب خطأ جسيم. إنهم لا يتحكمون في حياتك، لكنهم هنا ليكونوا تأثيراً إيجابياً، وتأثيراً خلاصياً، وتأثيراً يمنحك طمأنينة عظيمة وقوة عظيمة وثقة عظيمة ويساعدك على تجنب الأخطاء الفادحة التي قد ترتكبها بدون حضورهم وتأثيرهم.
عندما تعيش في العالم، فأنت دائماً تقترب من الكارثة. أنت دائماً في خطر التخلي عن حياتك قبل الأوان أو الدخول في نوع من الترتيبات العبودية من خلال عملك أو علاقاتك الشخصية. أنت دائماً تخضع لتأثير ومطالب وتوقعات الآخرين.
يتم تأسيس أفكارك ومعتقداتك بشكل كبير خارج سيطرتك من خلال المشاعر والافتراضات ومتطلبات المجتمع البشري من حولك. بدلاً من أن تكون من خلق الرب، فإنك تصبح مجرد نتاج لثقافتك وقيمها وتوقعاتها وتأثيراتها الدينية وميولها.
هذا ما يصنعه العالم منك. هذه هي الطريقة التي يخلقك بها العالم في شيء مختلف جداً وغريب عن طبيعتك الحقيقية. هذه هي الطريقة التي يضبط بها العالم أفكارك ومعتقداتك وولاءاتك ومواقفك وتحيزاتك.
تعتقد أنك تفكر بنفسك، لكنك تفكر حقاً وفقاً لما علمته ثقافتك أن تفكر فيه. حتى لو تمردت على هذا، حتى لو كنت متمرداً في ثقافتك ومجتمعك، فلا يزال هذا يحدد إستجابتك. تعتقد أنك أصبحت متحرراً منها، لكنها لا تزال تحكمك. سواء كنت توافق عليها أو تعارضها، فإنها لا تزال تحدد الارتباط.
يمكن للمتمرد أن يكون عبداً مثله مثل من يلتزم بثقافته. حتى تبدأ معرفتك الروحية بالظهور بداخلك يمكنك حقاً أن تصبح حراً — متحرراً من القيود، وخالٍ من المعتقدات، وخالياً من الثقل الثقيل للثقافة والأسرة وحتى الدين الذي يحولك إلى شيء غريب وأجنبي إلى هويتك، فهذا يبعدك عن ميولك الأعمق والأكثر صدقاً والذي يلزمك بأشخاص ومواقف لا علاقة لها بهدفك الأعظم لوجودك في العالم.
هذا هو السبب في أن عائلتك الروحية لها تأثير وحضور. لأنه بدون هذا التأثير وهذا الحضور، سوف تصبح مجرد ناتج ثقافتك. سواء كنت ملتزماً أو متمرداً، فسوف تظل نتاجاً لثقافتك. تفكيرك لن يكون لك. لن تكون قيمك خاصة بك. لن تعرف حتى طبيعتك الحقيقية. وسوف تكون النزاهة الحقيقية بعيدة عن متناول يدك، حتى لو كنت تقدر الصدق والإنجاز الشخصي.
حتى لو كانت حكومتك تمنحك الحريات، حتى لو كنت غنياً، حتى لو كانت لديك فرص للتقدم الشخصي في ثقافتك وأمتك، فأنت لا تزال عبداً لقوى أخرى. أنت عبد لدوافعك الجنسية. أنت عبد لاحتياجاتك المالية. أنت عبد تحتاج إلى موافقة الآخرين الذين تعتقد أنك بحاجة إليهم.
أنت مدفوع للزواج قبل أن تكون مستعداً. أنت مدفوع لإنجاب الأطفال قبل أن تنضج حقاً بما يكفي لتحمل هذه المسؤولية. أنت مدفوع إلى أشكال عمل لا يمكنها بأي شكل من الأشكال دعم خدمتك الأعظم في العالم. يتم دفعك إلى مجموعات وولاءات التي قِيمُها ليست لك. أنت مدفوع لتكريس وقتك ومواردك وحتى إخلاصك لأشياء لن تكون جزءاً من هدفك الأعظم، إذا ظهر في وعيك.
أنت مدفوع إلى افتراض معتقدات بالرب لا علاقة لها بحضور الرب الحقيقي وهدفه ونشاطه في العالم. أنت مدفوع إلى التعريف مع جسدك، بشخصيتك، بسماتك، مع معتقداتك، مع خصوصيات طبيعتك — كل ذلك بينما تفتقد التجربة الأعظم في حياتك الحقيقية وهدفك وطبيعتك هنا.
لا تستهين إذن، بقوة هذه القوى في العالم. إذا تمكنت من النظر بموضوعية إلى الآخرين، فسوف ترى تأثيرهم الهائل. سوف ترى تأثيرهم الشامل. سوف ترى كيف يشرطون الناس ويدينون الناس بحياة البؤس والعبودية، وكيف تستخدم الحكومات الدين نفسه كسلاح. حتى الإيمان بالرب أصبح الآن سياسياً وفاسداً.
إما أن تخدم تكييفك الاجتماعي أو تخدم الهدف الأعظم الذي وضعه الرب في داخلك. إما أن تتبع تكييفك الاجتماعي أو تتعلم اتباع المعرفة الروحية. فهذه هي القوة التي وضعها الرب بداخلك لتحريرك وإرشادك وإعدادك لحياة أعظم، وهي مصيرك هنا.
أفكارك وفهمك ومعتقداتك العاطفية — يجب أن تتخذ هذه الأشياء موقعاً خلف المعرفة الروحية. يجب أن ترشدك المعرفة الروحية الآن، وليس معتقداتك العاطفية أو افتراضاتك أو ارتباطاتك العظيمة، إذا كنت تريد أن تكون حراً في اكتشاف هذا الهدف الأعظم وتجربة حضور عائلتك الروحية، الذين يلتزمون بك حتى في هذه اللحظة.
لديك الفرصة هنا لاكتساب فهم أعظم، وتجربة أعظم لطبيعة واقعك الروحي الأعمق وحضور الرب وهدفه ونشاطه في العالم.
لا يركز الرب على هذا العالم الواحد حصرياً، ولكنه أطلق جاذبية عظيمة في جميع أنحاء الكون لاسترداد المنفصلين في كل مكان في أعراق لا حصر لها من الكائنات التي تعيش في هذا المجتمع الأعظم للحياة الذكية — خطة عظيمة جداً وعميقة جداً، وواسعة وشاملة بحيث لا يمكن لأي فرد فهمها. انت جزء من هذا.
هذا خلف الإيمان. هذا خلف الإفتراض. لكنه لا يتجاوز تجربتك، لأنه يشملك بشكل وثيق ومناسب.
إذا كنت تستطيع التعايش مع الغموض، إذا كان بإمكانك ترك حياتك مفتوحة، إذا كان بإمكانك الاستجابة لقوة وحضور المعرفة الروحية التي وضعها الرب في داخلك، إذا كان بإمكانك المضي قدماً دون افتراض، دون الحاجة إلى التحكم في كل شيء من حولك، دون الحاجة للالتزام بالمعتقدات الصارمة، من ثم يمكنك المتابعة. ثم يمكنك التعلم. ثم يمكنك أن تستسلم للقوة الأعظم التي بداخلك والتي يجب أن تصبح مخلصاً لها.
إنها معلمك الآن. إنها دليلك الآن. سوف تُظهر لك المعنى الحقيقي للحياة وعلاقتك مع الإله ومن أنت في هذا العالم، وماذا أنت هنا لتفعله وكيف تتعرف على أولئك الذين تم إرسالهم إلى العالم لمساعدتك من جميع أشكال الجذب الأخرى. سوف تحررك من هيمنة تكييفك وسوف تمنحك عيناً لترى وآذاناً لتسمع.
فقط مع هذا الوعي الأعظم، هذا الوعي المتنامي، هذا التواضع، هذا الانفتاح، يمكنك فهم حياة عيسى أو محمد أو بوذا أو جميع القديسين والمرسلين العظام الذين تم إرسالهم إلى العالم للحفاظ على المعرفة الروحية حية داخل العالم، ولمساعدة الإنسانية، مساعدتها في المضي قدماً، لتأسيس الحضارة الإنسانية وإعداد البشرية لمستقبلها العظيم، سواء داخل العالم أو في المجتمع الأعظم نفسه.
توجد رسالة جديدة من الرب في العالم. يتردد صداها مع جميع الرسائل التي أرسلها الرب إلى العالم. ومع ذلك فهي تقدم حكمة وبصيرة وفهماً يفوق ما تم منحه للبشرية من قبل.
لأنكم تقفون على عتبة المجتمع الأعظم الآن. لا يمكنكم أن تكونوا حمقى ومنقسمين في وجه هذه الصورة البانورامية العظمى للحياة إذا كان لديكم أي أمل في الحفاظ على حريتكم هناك. هناك قوى أخرى تتدخل في العالم تسعى للسيطرة على العالم وشعوب العالم. لأنكم تعيشون على كوكب جميل، كوكب يقدره الآخرون. أنتم تعيشون في عالم هو جوهرة في الكون، عالم تسلبونه وتستغلونه. وآخرون يسعون للتدخل للحفاظ على هذا العالم وهذه الموارد لأنفسهم.
أنتم السادة الحمقى لمكان جميل. يجب أن تتحدوا لحمايته ولتحصينه وتعلم استخدامه بحكمة و إلا سوف يضيع بالتأكيد. بالتأكيد سوف يضيع للأخريين.
إذا فهمت الطبيعة، فسوف تفهم ما يقال هنا. يمكن للإنسانية أن تفقد تفوقها في هذا العالم، ويمكن أن يزيحها الآخرون، ويمكن استعبادها واحتجازها من قبل قوى أخرى.
هذا، بالطبع، يتجاوز نطاق اهتماماتك وحتى أفكارك، ولكن هذه هي العتبة العظمى التي تقترب منها الإنسانية. هذا هو ما تكشفه رسالة الرب الجديدة وتحذرك لرفع وعيك وفتح عينيك على محنتك الحقيقية في العالم ومأزق البشرية جميعاً والتحديات والفرص العظيمة التي تنتظركم.
إذا لم تستطع الاستجابة لهذه النبوءة، إذا كنت لا تستطيع رؤيتها، إذا كنت لا تستطيع حتى الاستمتاع بها بسبب أفكارك المسبقة، بسبب ثقل تكييفك الاجتماعي والديني، فسوف تدخل المستقبل أعمى وغير مستعد، مؤكِداً معتقداتك، تأكيداً على اعتزازك الوطني، ولكنك غير مدرك للقوى الأعظم في العالم والتحدي الأعظم لحريتك ولحرية كل من يسكن هنا.
عائلتك الروحية موجودة. إنها هنا من أجلك. إن لها تأثير قوي إذا كنت تستطيع الانفتاح عليها. إنها جزء من خطة أعظم لم تستطع البشرية فهمها بعد. إنها الخطة العظمى التي جلبت جميع أديان العالم إلى هنا وبدأت في تأسيسها. على الرغم من أنه تم تغييرها وتعديلها وإساءة استخدامها من قبل الناس عبر التاريخ، فإن هدفهم الأعظم يمثل خطة أعظم، وهي خطة لم يتمكن سوى قلة من الناس في العالم من فهمها بأي درجة من الوضوح الحقيقي.
إذا كنت تريد أن تخدم الرب، فعليك التوقف عن التظاهر بأنك تعرف الرب. يجب أن تتوقف عن التظاهر بأنك تفهم حضور الرب وهدفه ونشاطه في العالم. يجب أن يكون لديك التواضع للقيام بذلك. يجب أن يكون لديك الصدق للقيام بذلك. يجب أن يكون لديك ضبط النفس للقيام بذلك.
بمجرد أن تعتقد أنك تعرف الحقيقة، فإن الحقيقة تهرب منك. بمجرد أن تؤمن أنك تعرف مشيئة الرب وهدفه في العالم، سوف تتوقف للإستماع إلى مشيئة الرب وهدفه في العالم. بمجرد أن تعتقد أن لديك الإجابة، سوف تتوقف عن طرح الأسئلة التي يجب طرحها. سوف تصبح أعمى وغبياً وأحمق وسوف تفقد اتصالك بالآله. سوف تغلق الباب أمام حكمة الرب وإرشاده الذي يتدفق في داخلك وخارجك.
دع هذا لا يحدث. دع نفسك لا تكون ناتج ثقافتك. اسمح لنفسك ألا تكون عبدًا للقوى المهيمنة في العالم. دع نفسك لا تقع في الفخ وسهولة التمسك بمعتقدات ثابتة. لا تدع نفسك تنخدع ويتم إغوائك بمطالب وتحذيرات الآخرين.
لديك ولاء أعظم في العالم يتجاوز كل الإرتباطات الإنسانية الخاصة بك. لديك ولاء أعظم للرب، الذي ليس مجرد رب هذا العالم، بل رب كل الحياة في المجتمع الأعظم الذي تعيش فيها، رب كل الحياة في الكون — كون به أعراق لا تعد ولا تحصى من الكائنات المتنوعة جداً والمختلفة جدًا عنكم.
لفهم الرب الآن، حتى للحصول على تقريب، يجب أن تعتبر الرب في هذا السياق الأعظم، رب المجتمع الأعظم، وليس رباً لتاريخكم، وليس رباً لقصصكم ومآسيكم العظيمة وحدها، بل رباً الجميع الحياة في الكون، ليس رباً يعكس ببساطة طموحاتكم وقيمكم وميولكم البشرية، بل رباً يتجاوزها تماماً.
يريد الناس أن يكون الرب مثلهم، وأن يكون شخصاً خارقاً — يعكس قيمهم وذكائهم وسايكولوجيتهم و احتياجاتهم واهتماماتهم ومخاوفهم وتطلعاتهم. ولكن كيف يمكن رب الكون كله أن يلبي هذه التوقعات؟ يطلبون من الرب أن يكون غير الرب. إنهم يريدون أن يكون الرب تحقيقاً لتوقعات الإنسان. يريدون أن يفي الرب بالمعايير التي يضعها البشر.
من الواضح، أن هذا خطأ. من الواضح، أن هذا لا يمكن أن يكون. من الواضح، أنكم يجب أن تفهمون هذا وأن تقومون بتعديل وجهات نظركم، إذا لزم الأمر، لكي تتمتعون بحرية فهم هذا والتفكير فيه بعمق بأنفسكم.
هذا ليس مجرد خطأ بشري بالطبع. إنه خطأ ارتكبته الأعراق في جميع أنحاء الكون. إنها نتيجة الانفصال. إنها نتيجة العيش دون معرفة روحية.
لقد وضع الرب المعرفة الروحية في كل الكائنات الحية. لذلك، فإن نداء المعرفة الروحية وطريقة المعرفة الروحية هي ما يعنيه الدين بمعنى أكثر كونية. إذا سألت ”ما هو الدين في الكون؟“ ما هو طريق المعرفة الروحية ونداء المعرفة الروحية، فهذا هو نداء الخلاص التي وضعه الرب في كل حياة واعية.
بغض النظر عن الشكل الذي يتخذه الأفراد، أو مظهر ثقافاتهم أو بيئتهم المادية، أو مظهرهم الجسدي، أو تطلعاتهم الفردية أو الجماعية، فهذا هو النداء الأعظم في كل الحياة الذكية.
هذا هو النداء بداخلك. إنه يتجاوز المعتقد والدين. إنه يتجاوز الفهم البشري. إنه يتجاوز تاريخ البشرية. ومع ذلك فهو يسكن في داخلك كقوة بسيطة، وجاذبية عظيمة، وحنين عظيم للنفس.
إنه بسيط جداً و واضح، وموحد جداً وكامل جداً. لا يتأثر بمخاوفك أو رغباتك. إنه لا يقدم تنازلات. إنه ليس شيئاً يمكنك أنت أو أي شخص آخر التلاعب به لصالحك. هذا هو السبب في أنه يحافظ عليك. هذا هو السبب في أنه يستردك لأنه يتجاوز اختراع الإنسان والتلاعب به.
يمكنك فقط أتباعه لمعرفة ذلك. يمكنك فقط تنفيذ اتجاهه لمعرفة حكمته وقوته. يمكنك فقط تعلم ضبط النفس لمنع نفسك من التحرك ضده أو الابتعاد عنه.
هذا هو معنى عملك الروحي وممارستك: أن تأخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية. لأن المعرفة الروحية فقط هي التي تعرف سبب وجودك هنا، ومن يجب أن تلتقي به وما يجب عليك تحقيقه. لأن المعرفة الروحية هي هدية من الرب، هدية فقط الآن بدأت في اكتشافها.




