اليوم يجب ان نتحدث عن الأزمة، أزمة الإنفصال.
وراء كل المجاملات التي تراها في العالم، ومظاهر السعادة والنجاح، ومظاهر الرضا، هناك الأزمة، الأزمة داخل الشخص، وداخل كل شخص، وفي داخلك — أزمة موجودة دائماً حتى يتم حلها؛ أزمة تحملها معك في جميع أنشطتك وعلاقاتك؛ أزمة تطاردك وتجعلك تعيش بعيداً عن نفسك، تهرب من تجربتك الأعمق، تختبئ في العالم في مكان ما، تختبئ في الدين، تختبئ في السياسة، تختبئ في الهوايات أو التسلية. هذا هو الحال بسبب الأزمة.
يحافظ الناس على تحفيزهم طوال الوقت، أو يحاولون ذلك، لأنهم لا يريدون أن يشعروا بالأزمة. إنها ، كما ترى، أزمة الضياع في العالم، والعيش في انفصال عن مصدرك، وكل ما هو دائم بداخلك ومن حولك. مطرود، هاربٌ أنت، في موقف لا تعرف فيه ما تفعله — دائماً تخاف من البيئة، دائماً تخاف من التغيير، دائماً تخاف من الخسارة والدمار. لذلك في العالم ترى الناس يحاولون كل أنواع الهروب من هذا.
ومع ذلك، فإن الأزمة ليست مجرد فقر أو قمع. هذه أزمة على مستوى آخر. لكننا نتحدث عن شيء أكثر جوهرية — الأزمة التي ابتلى بها حكام الدول وكذلك المواطنين في كل مستوى من مستويات المجتمع. إنها هذه الأزمة.
لا يمكنك تسوية هذه الأزمة بنفسك. ألم الإنفصال معك. حيرة الإنفصال معك. خوف وقلق الإنفصال معك. قد تخبر نفسك بأي شيء. قد تؤمن بأي شيء. قد تحاول أن تعيش أحلامك وأوهامك وتفضيلاتك ورغباتك، لكنك تحمل الأزمة معك. إنها دائماً معك حتى يمكن حلها.
لكن الرب قد وضع في داخلك إجابة لحل الأزمة، ولتحديد الطريقة لإنهاء حالة الإنفصال، ولإعطائك هدفاً ومعنى وقيمة أعظم في العالم حتى تكون رحلتك هنا ذات مغزى حقاً وتمثل الطبيعة الحقيقية والهدف هنا.
لأن الإيمان لا يستطيع فعل هذا بمفرده. التمسك بمبدأ ديني أو نظام عقائدي وحده لا يمكن أن يفعل ذلك، لا يمكن أن يحل الأزمة.
إنها ليست مجرد أزمة إيمان. إنها الأزمة التي تتطلب حتى الإيمان. لأنه إذا كان واجباً عليك الإيمان، فهذا يعني أنك بعيد بالفعل عن مصدرك. أنت لا تجرب قوة المعرفة الروحية التي وضعها الرب فيك، لذلك يجب أن يكون لديك إيمان. بدون الأزمة لا حاجة للإيمان. الإيمان إذن هو دليل الأزمة. الإيمان درع ضد الأزمة.
لكن عندما يخذلك الإيمان، وسوف تكون هناك أوقات يخذلك فيها، سوف تشعر بالأزمة — إحساس كامل بالضياع وعدم الإرتباط، بالخوف والعزلة عن نفسك، منعزل عن مصدرك، ومنعزل عن الآخرين. إنه نوع من الجحيم، كما ترى، يعيش في داخلك، وتحمله معك حتى يمكن حله.
الرب يفهم الأزمة. إنها أزمة الإنفصال. كل من يدخل إلى الواقع المادي يدخل في حالة الإنفصال، ويحاول الآن أن يعيش كفرد، ويحاول الآن يستوفي نفسه، إذا كان ذلك ممكناً نظراً لإنعدام الحرية الموجودة في الكون.
إنه وضعك في العيش في الواقع المادي. إنه ليس حالك الأبدي. إنه ليس الحالة التي أتيت منها والتي سوف تعود إليها في النهاية. لكنها حالتك التي تعيش في الزمان والمكان، مقيداً بجسد، يحكمه عقل، يحكمه العقل الذي هو ناتج العيش في هذه البيئة.
إذا استطعت أن ترى أن هناك أزمة بداخلك كنت تتجنبها وتهرب بعيداً عن أبعد ما يمكنك تذكره، فسوف ترى أن هناك حاجة عظيمة لنفسك للتخلص من هذا — حاجة عميقة جداً، حاجة موجودة دائماً، بغض النظر عن ظروفك. بغض النظر عن ما إذا كنت بمفردك أو متزوجاً من شخص آخر، بغض النظر عن من أنت، هناك أزمة.
عندما يمكنك أن تبدأ في رؤية هذا، وتشعر به، ويكون لديك الصدق للنظر في حياتك، لترى ما تخشاه حقاً، خوف أعظم من الخوف من الموت أو الخسارة، الخوف من هذه الأزمة، عندها سوف ترى وتبدأ في رؤية الحاجة الأعمق لنفسك — الحاجة إلى لم شملك مع مصدرك، ليس لمجرد أن تطلب من الرب النعم أو الإعفاءات أو لإنقاذك من مآزقك، ولكن لم شملك مع مصدرك أثناء وجودك هنا.
لأنه بدون مصدرك، تضيع، بغض النظر عن مدى ثبات معتقداتك أو مدى تحكمك في ظروفك وآراء الآخرين. لهذا السبب غالباً في أوقات خيبة الأمل أو الخسارة العظيمة يبدأ الناس حقاً في الشعور بهذه الحالة والحاجة الأعمق. انها ليست ممتعة بأي وسيلة ممكنة. إنه ليس أمراً مرغوباً للتعامل معه، ولكنه يمثل واقعك الأساسي.
لكن الرب أعطى الجواب. جاء الجواب في بداية الوقت، في بداية الإنفصال. لأن العيش في حالة انفصال، تفقد الإتصال بالجزء الأعمق منك الذي لم ينفصل أبداً عن الرب. لكنك لم تفقد هذا، كما ترى. لذا فإن ارتياحك من الأزمة مضمون. كلها مسألة وقت. إنها فقط مسألة اكتساب الصدق والوعي الذاتي الذي تحتاجه لرؤية وضعك بوضوح شديد.
يكشف وحي الرب الجديد للعالم عن هذه الأزمة ويتحدث عنها بوضوح شديد، بتعاطف عظيم، ومحبة عظيمة. لانه ليس في الرب غضب ولا نقمة. هذا خلق بشري. هذا هو ناتج العيش في الإنفصال. هذه الإستجابة على الأزمة التي نتحدث عنها هنا اليوم.
لقد أعطاك الرب شيئاً مهماً لتفعله في الحياة. الوعي بهذا داخل المعرفة الروحية بداخلك، عميقاً تحت سطح العقل الذي تفكر به حالياً. إنه ليس مجرد إقرار أو وعي لأنك يجب أن تفعل أشياء في الحياة لإستعادة كرامتك، ولإستعادة قيمتك، ليس لإثبات ذلك للرب، ولكن لإثبات ذلك لنفسك. يجب أن تستعيد احترامك-الذاتي وثقتك-الذاتية وحبك-الذاتي.
يعلم الرب أنك تعيش في حالة انفصال وبدون المعرفة الروحية لا يمكنك إلا أن تكون مخطئاً، وأنك سوف تعيش حياة اليأس والخوف، مع وجود مخاطر عظيمة من حولك وفي داخلك. لا يوجد إدانة هنا.
تحاول الأزمة أن تعيش بدون مصدرك وبدون مجتمعك المقدس الموجود خارج النطاق المرئي. إنها المحاولة بأن تكون وحيداً. لكنك لست وحدك أبداً. إنه وهم عظيم، سوء فهم مأساوي.
كل الضرر الذي تراه في العالم — القسوة البشرية، العنف البشري ضد النفس وضد الآخرين، التدهور البشري، الإدمان البشري — كلها نتاج هذه الأزمة. حتى لو كنت تعيش في أفضل حالات الحياة، حتى لو كنت تحظى بتقدير عالي، فإن الأزمة لا تزال قائمة.
نأتي بهذا لأنه يجب فهم الأمر في ضوء الحقيقة. إن الإنزعاج العظيم الذي تشعر به داخل نفسك، والقلق الذي تشعر به في داخلك، والحاجة إلى التحفيز المستمر والمشاركة الخارجية، توضح هذه الأزمة وحقيقتها لك.
لهذا السبب يخشى الناس أن يسكنون. هذا هو سبب خوف الناس من مواجهة أنفسهم. إنهم لا يريدون أن يشعروا بما يشعرون به حقاً. وهم يخافون من أنهم إذا واجهوا هذا، فسوف يتغلب الخوف عليهم ويهلكهم ويدمرهم.
لكن الرب وضع المعرفة الروحية بداخلك، الترياق المثالي للأزمة. لأنه يوجد في داخلك مكان حكيم وعطوف، لم يفسد بالعالم. إنه ليس منتج عقدي أو انتماء ديني. إنها هدية خالقك، هدية تحملها معك في رحلتك في الكون المادي. إنها هنا لتعيدك وتريحك من أعبائك، ولإيجاد حل لمعضلتك التي لا يمكنك حلها بنفسك.
للتوجه نحو مصدرك عارفاً حاجتك العظيمة هو أهم شيء يمكنك القيام به. لا تنتظر حتى تكون على فراش الموت للقيام بذلك. لا تجلب مصيبة على حياتك الخارجية لتصل بك إلى هذه النقطة. لا تحط من قدر حياتك أو تنحل من أجل الحصول على هذا الإقرار.
سوف يُستبدل حزنك بثقة عظيمة وتقدير عظيم. سوف يُستبدل قلقك بالرغبة في المشاركة في عالم جئت لخدمته. حماسك سوف يحل محل عدم ثقتك-الذاتية. سلطتك سوف تمنحك الشدة. وتواضعك سوف يمكنك من الخدمة.
لقد أعطاك الرب مخرجاً من الأدغال. لقد أعطاك الرب الحل للأزمة. لكن يجب أن تعيش القرار. يجب أن تتصرف بناء على ذلك. إنها ليست مجرد لحظة من الإدراك-الذاتي.
يجب أن تخدم لأن هذا هو سبب مجيئك. هذا هو الهدف الذي أعطاك الرب إياه — هدفاً محدداً جداً لإعطاءه بطريقة معينة لأشخاص ومواقف معينين. أنت مصمم بشكل كامل من أجل هذا.
أنت لا تعالج الأزمة من خلال فهم جديد أو وجهة نظر أفضل أو إجابة روحية لكل شيء. بل بالصعود في حياة جديدة مسترشد بالمعرفة الروحية التي تجلب الحل العظيم لحياتك.
الآن حياتك لا تقوم على الخوف والتفضيل، ومحاولة يائسة لإشباع عطشك الذي لا يرقى للإثارة أو التجنب. لا يمكن حل الألم العميق بداخلك إلا من خلال هدية الهدف والمعنى التي تحملهم المعرفة الروحية في داخلك لك، في انتظار من يكتشفها.
أن تعيش حياة مليئة بالعطف والخدمة هو شيء ملحوظ للغاية. ومع ذلك، سوف تظل تعاني من ظروف العالم، وسوف تخشى على سلامة الآخرين، وسوف تواجه التجارب والصعوبات على طول الطريق. لكن هذه هي الحياة نفسها هنا. الفرق هو أن الأزمة سوف تنتهي بداخلك، ليس دفعة واحدة، ولكن بشكل متزايد بينما تستمر في اتباع المسار الصحيح والواضح.
يجب أن تعرض الحياة الأعظم للآخرين ولنفسك. أنت الذي يجب أن يقتنع. أولئك الذين يراقبونك يعرفون من أنت، لكنك لا تعرف هذا بعد.
سوف تتلاشى الأزمة شيئاً فشيئاً، وتفقد حدتها، وتفقد قوتها، وتفقد قبضتها عليك وأنت تتقدم — بإتباع هدف أعظم ونداء في العالم. هذا الجزء الشديد منك سوف يقود ذلك الجزء الضعيف منك بينما تحرز تقدماً هنا.
هذا هو الإستخدام الأمثل للوقت. خلاف ذلك، فإن الوقت هو نوع من اللعنة، كما ترى، لأنه ليس لديك الكثير منه، ومع ذلك يبدو أنه يستمر إلى الأبد ولن ينتهي أبداً. الوقت هو مشكلتك، بطريقة ما، لأنك تفقد ثباتك. كلما فشلت في الإستجابة لفترة أطول للقوة الموجودة بداخلك، زاد فقدان قوتك — كلما أصبحت أضعف.
حتى عندما تكتسب كل الأشياء في العالم ويبدو أنك تتمتع بمكانة وإعجاب من الآخرين، فإنك لا تزال مثيراً للشفقة. أنت لا تزال في مشكلة. أنت لا تزال مجهول لنفسك. وهدفك الأعظم وندائك غير معروفين لك.
نحن مثل الطبيب الذي يخبرك أن لديك مشكلة لا تريد الإعتراف بها. تفضل أن تعيش في حالة إنكار لأنك معتاد على ذلك. لكن الطبيب ليس هنا ليخبرك كم هي عظيمة حياتك، ولكن ليوضح لك أين تعاني، أين حياتك في خطر وعرضة للخطر، ويمكن أن يحط هذا الأمر من قدر تجربتك ووجودك هنا.
بينما توجد أزمة بداخلك، هناك أزمة في العالم، تتزايد الآن بنسب متزايدة. لهذا السبب أتيت أيضاً لتلعب دورك الصغير ولكن المهم هو في مواجهة تلك الأزمة. لا يتعلق الأمر فقط بالتخلص من آلامك وصعوباتك في الحياة. هذا لن يكون كافياً، كما ترى. لكن هذا ليس سبب مجيئك حقاً. لقد جئت للتعامل مع الأزمة العظمى في العالم، والتغير العظيم في بيئة العالم، والإضطراب العظيم في الدول والمجتمعات التي تواجه عالماً متغيراً. لقد جئت من أجل هذا.
في مواجهة هذه الأزمة [الأعظم] يمكن حل أزمتك، ولكن فقط إذا كنت تتبع قوة المعرفة الروحية التي أعطاها لك الرب. خلاف ذلك، سوف تكون محارباً. سوف تكون مدافعاً فقط. لكن مشكلتك لا تزال غير معروفة وغير محلولة. إن مواجهة المشكلة الداخلية والخارجية معاً هو الذي يخلق الحل الحقيقي على كلا الجبهتين، في كلا الواقعين، في داخلك وخارجك.
لا يمكنك العودة إلى بيتك الفردوسي مع الأزمة. يجب التراجع عنها هنا، لأنه تم إنشاؤه هنا. يجب أن تحل هنا، لأنها تأسست هنا.
لذلك حتى عندما تغادر هذه الحياة، إذا كنت قد أكملت عملك هنا، فسوف تخدم أولئك الذين لا يزالون متأخرين — أولئك الذين هم في عالمك، من نوعك — لأنه يجب عليك مساعدتهم على التخلص من أزمتهم. يجب أن يكون نجاحك الآن هدية للآخرين.
إن هذا العطاء المولود من القرار، المولود من الهدف، المولود من المعنى، المولود من قوة ونعمة المعرفة الروحية التي وضعها الرب فيك، سوف تكون مساهمة مستمرة في حياتك، في وقتك وفي الأزمنة القادمة هذه الحياة وهذه المرة.
لذلك في النهاية، لم يتبق حتى جزء من الأزمة. لا يوجد بقايا متبقية. لقد تم التخلص من كل شيء منك لأن حياتك كانت تتحرك في الإتجاه الصحيح. لقد أصبحت مندمجاً مع المعرفة الروحية. لقد أصبحت نفسك، في النهاية.
لا يوجد علاج بشري يمكنه إنهاء الأزمة. قد يجعلك على دراية بالأزمة. قد يساعدك على التعامل مع الأزمة. لكنه لا يستطيع حلها. لذلك تحتاج إلى قوة أعظم. أنت بحاجة إلى قوة المعرفة الروحية في داخلك، المولودة من الرب. وأنت بحاجة إلى نعمة الرب والتجمع الملائكي الذين يراقبون العالم. أنت بحاجة إلى مساعدة عظيمة.
لكن هنا على الأرض، سوف يتعين عليك القيام بالعمل. سوف يتعين عليك مواجهة التغيير الذي يجب إحداثه في ظروفك وفي اتفاقياتك وارتباطاتك مع الآخرين. وعليك أن تواجه عواقب ذلك. يجب أن تكون المهندس المعماري لحياتك الجديدة. يجب أن ترتكب الأخطاء وتصححها. يجب أن تكتسب الحكمة والشدة. لا مفر من هذا. بدون هذا، لن تعاد كرامتك. لن تعاد قيمتك. لن يعاد او يدرك هدف ومعنى حياتك.
هذا هو السبب في أن الرب لا يزيل مشاكلك فقط. لأن الرب لم يخلق مشاكلك. ومع ذلك، فقد أعطاك الرب القوة لحل المشاكل وجمع حياتك مع انسجامها وتوازنها الحقيقيين هنا في خدمة التغيير العظيم القادم، في خدمة العالم الذي يواجه هذا التغيير العظيم.
أنت والآخرون مدعوين إلى العالم في هذا الوقت لمواجهة الإضطراب العظيم والمساهمة في الحضارة البشرية وحمايتها. لقد تم القيام بالكثير للمساهمة في هذا العالم من الجنة أعلاه، وفي مواجهة محاكمة عظيمة الآن، وخطر عظيم، يتم إرسال العديد إلى هنا للخدمة.
لا تعتقد أنك بمعزل عن هذا. أنت لا تعرف سوى القليل عن هويتك ومن أين أتيت ومن أرسلك إلى هنا. هذا جزء من أزمتك. أنت تعرف القليل جداً عن المكان الذي من المقرر أن تذهب إليه حياتك وأين يمكن أن تكون ذات قيمة ومعنى أعظم. وهذا جزء من أزمتك. أنت تعرف القليل جداً عن أصلك ومصيرك خلف هذا العالم. وهذا جزء من أزمتك.
لكن المشكلة التي يبدو أنه ليس لها إجابة يوجد لها إجابة. يقدم وحي الرب الجديد للعالم هذا الأمر بوضوح شديد، وبشكل أكثر وضوحاً مما تم تقديمه في أي وقت مضى في هذا العالم، ويتم تقديمه الآن إلى عالم متعلم، إلى عالم من التواصل العالمي والوعي العالمي المتزايد، معطى الآن بحيث يمكنه الوصول إلى العديد من الأشخاص في كل مكان — في كل دين وفي كل أمة وفي كل ثقافة.
إن الرسول موجود في العالم لتلقي وتقديم وحي الرب الجديد، الذي جاء عند نقطة تحول حاسمة للبشرية، نقطة تحول سوف تحدد مصير ومستقبل كل شخص وكل من سوف يأتي من بعد.
بالتأكيد، فإن أهمية هذا يفوق بريقه أي شيء تعتقد أنه مهم. من الواضح أن الحاجة أعظم من أي حاجة يمكنك فهمها. من الواضح أن إرسالك إلى العالم في مثل هذا الوقت له أهمية هائلة.
واجه هذا وسوف تدرك أن لديك عمل لتفعله. إنه عمل غير منتهي في حياتك. إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يستعيدك ويخلصك من الأزمة.
الفشل هنا له عواقب وخيمة. سوف تخسر حياتك. سوف تكون فارغة. لن تتم خدمة العالم. لن يتم تقديم هداياك في المكان الذي كان من المفترض تقديمها فيه. وعندما تعود إلى عائلتك الروحية، سوف ترى بوضوح أنك لم تقم بعمل الإتصال. لن يكون هناك أي إدانة، ولكن سوف يكون هناك المعرفة الروحية الكاملة بأنه يجب عليك العودة والمحاولة مرة أخرى.
لأنه في هذه الحالة، سوف تتذكر أنه تم إرسالك إلى العالم، ولماذا تم إرسالك وما يحتاجه العالم. سوف تتذكر ما لا يمكنك رؤيته حتى الآن في هذه اللحظة لأن عقلك مشغول بأشياء أخرى، وتهيمن عليه أشياء أخرى — أشياء من الخارج، أشياء من الداخل.
ولكن الرب قد وضع الجواب في داخلك، وهو معك في كل لحظة من كل يوم. وهو يسعى بإستمرار إلى قيادتك وتوجيهك وتحريكك في الإتجاه الصحيح لحياتك، لتحريرك من الظروف الخطرة والغير متمه، لتعيين حياتك على مسار جديد، خطوة بخطوة. يمكنك أن تصلي إلى الرب من أجل أشياء كثيرة، لكن الرب قد منحك بالفعل الهدية القصوى.
نرجو أن تجتاحك هذه القوة وهذا الحضور، وتجذب انتباهك، وتجعلك تشعر بالألم الذي هو بداخلك، ومع ذلك يذكرك أن هناك طريقة للخروج.
يجب أن تواجه نفسك في هذا الصدد لترى الحاجة العظيمة لنفسك، لترى الحاجة العظيمة لحياتك، لترى أنك لا تستطيع حل هذا بنفسك. لا يمكن لأي قوة دنيوية حل هذا. لا يمكن لأي متعة أو ثروة دنيوية حل هذا.
الدرجة التي يمكنك القيام بها بهذا الأمر مهمة. كما أن قدرتك على التجاوب مع وحي الرب الجديد مهمة جداً. هذا يعني أن هناك وعداً عظيماً بالنسبة لك إذا كان بإمكانك الإستجابة واتخاذ الخطوات إلى المعرفة الروحية التي تم توفيرها، والبدء في تكريم نفسك والآخرين، ورؤية التكلفة الهائلة للإنفصال من حولك — بعيون صافية، دون إدانة.
إن ألم حياتك وعالمك هو الذي سوف يحولك أخيراً إلى مصدرك، بتواضع وصدق، في السعي وراء ما يمكنه وحده حل المعضلة العظيمة الموجودة في داخلك وفي كل من حولك.




