القوة الأعظم في داخلك


Marshall Vian Summers
سبتمبر 12, 2008

:

()

يحمل الناس في كل مكان قوة أعظم داخل أنفسهم، قوة لم يكتشفوها بعد. إنها ذكاء أعمق أعطاها خالق كل الحياة لكل إنسان.

هذا الذكاء الأعمق لا يعمل مثل فكرك. إنه غير مكيف بالعالم. وهو ليس موضوع معرض للشك والخوف والإرتباك والإستياء والغضب. إنه هادئ. إنه واضح. إنه قوي. لا يمكن إقناعه بأي قوة أو سلطة، لأنه لا يستجيب إلا للرب.

هذا الذكاء الأعظم يسمى المعرفة الروحية، وهو يعيش في داخلك، تحت سطح عقلك. تقدم لك المعرفة الروحية كل يوم المشورة — لحمايتك، لإرشادك، لقيادتك. لكن إذا كنت تعيش على سطح عقلك، محاصراً في اضطراب السطح، مثل الإضطراب على سطح المحيط، فلن تسمع هذه الرسائل. لن تشعر بهذا الحضور الأعظم داخل نفسك. لن تتعرف على تحذيرات المعرفة الروحية وتوجيهاتها.

يحاول الناس الإبقاء على تحفيزهم بإستمرار — راديو وتلفزيون، كتب ومحادثات لا نهاية لها، يبقون أنفسهم فوق سطح عقولهم، حيث لا يمكنهم الشعور بحضور المعرفة الروحية أو قوة المعرفة الروحية، حيث لا يمكنهم سماع أو الإستجابة للتوجيهات التي توفرها لهم المعرفة الروحية.

ربما سوف يشعرون من حين لآخر بميول أعمق. سوف يتعرفون على علامة أو يمتلكون شعور عميق تجاه شيء ما، لكن هذه التجارب غالباً ما تكون متقطعة وغالباً ما يساء تفسيرها. حتى الأشخاص الذين يشعرون بأنهم ذو حدس عالي بطبيعتهم غالباً ما يسيئون تفسير الإشارات التي يتلقونها، ويحاولون جعل كل شيء يتناسب مع ما يريدون، أو ليحققون رغباتهم وأهدافهم، أو ليدعمون فلسفة لديهم عن الحياة. لذلك بينما يستجيب الكثير من الناس لقوة وحضور المعرفة الروحية، غالباً ما يسيئون تفسير علاماتها، معتقدين أنها شيء آخر.

يعتقد بعض الناس أن كل علامة من داخل أنفسهم يجب أن تكون عن الحب، بينما في الواقع تحذرك المعرفة الروحية بشأن أشياء. إنها تنبهك إلى وجود خطر. إنها تحاول منعك من ارتكاب أخطاء فادحة، أو من التخلي عن حياتك لأشخاص أو أشياء ليس لها قيمة حقيقية أو مستقبل.

هذا هو حب أيضاً — توجيه الحب، وتقييد الحب، والتحذيرات من الحب. ومع ذلك، إذا كنت تعتقد أن الحب هو كل شيء عن السعادة والسلام واللذة، فأنت لا تفهم القوة الحقيقية للحب وفعاليته. يمثل الحب الذي يشعر به أحد الوالدين تجاه طفله، واهتمام أحد الوالدين بطفلهم، ومحاولة الوالدين حماية طفلهم من الأذى أو الخطر أو التأثيرات الضارة، نوع الحب الذي يعيش في داخلك.

كيف يمكنك تجربة هذه المعرفة الروحية، التي تحمل لك هدفك الأعظم للمجيء إلى العالم و يمكن أن تعلمك التنقل في الأوقات الصعبة المقبلة تحت أي نوع من الظروف؟ كيف يمكنك تجربة هذا بنفسك؟

يجب أن تتعلم أن تصبح ساكناً. يجب أن تتعلم الإستماع بعمق في قرارة نفسك، ليس فقط للحظات هنا أو هناك، ولكن على أساس أكثر انتظاماً، كجزء من ممارستك الروحية. عندما تأتي للصلاة، لا تطلب الأشياء فحسب، بل تعلم الإستماع. لقد وضع الرب الإجابة بالفعل في داخلك، لكنها عميقة بداخلك، ويجب أن تذهب تحت سطح عقلك لتجربها.

مثل المحيط، السطح مضطرب ومنجرف، متغير دائماً، ولكن في داخل أعماقه، في أعماق المحيط، هناك تيارات قوية تحرك مياه العالم. عقلك مثل هذا. في السطح، تجتاحه أخطار واهتمامات حياتك الخارجية. إنه مقتنع ومتأثر ومتشكل بالعالم من حوله — بآراء الآخرين ومتطلبات حياتك ورغباتك ومخاوفك. لكن يوجد في داخل أعماقه هناك تيار أعمق للحياة لا يخضع لهذه التأثيرات الخارجية. إنه قوي. إنه دائم. له اتجاه صحيح. إنه يحرك حياتك.

بينما تتعلم اتخاذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، سوف تتعلم بأن تشعر بحضور هذا الذكاء الأعظم. وبمرور الوقت سوف تتعلم كيف تميز علاماته ورسائله بشكل صحيح، وتتقبل حضوره وقوته في حياتك.

هكذا يكلمك الرب. هذه هي الطريقة التي سوف يؤثر بها الرب عليك ليحميك ويوجهك نحو قيادة وتجربة حياة أعظم في العالم — حياة في خدمة العالم، حياة مرتبطة بالعالم الحقيقي من حولك. هذا أعظم اكتشاف في الحياة، وهو في انتظارك.

سابقاً، قد جربت قوة وحضور المعرفة الروحية في لحظات من حياتك عندما شعرت برغبة غامرة في اتخاذ نوع معين من الإجراءات، أو قلقت بشأن حدث قبل وقوعه، أو قلقت بشأن أحد أفراد أسرتك، فقط لتجد أن هذا القلق له ما يبرره جيداً.

هناك قوة حكيمة في داخلك. إنها تدفعك للأمام في بعض النواحي وتعيقك في طرق أخرى. إنها تمثل أعماق ضميرك، الضمير الذي وضعه الرب في داخلك. قد تطلب المعجزات من الرب. قد تطلب من الرب أن يتدخل في حياتك. لكن الرب قد وضع الجواب فيك بالفعل: قوة وحضور المعرفة الروحية، والعقل الأبدي الأعمق بداخلك. إنه وحده يعرف من أنت ولماذا أنت هنا، ومن يجب أن تلتقي به في هذه الحياة وما أنت هنا في نهاية المطاف للمساهمة في خدمة الإنسانية والعالم.

أنت تحمل الهبة العظيمة في داخلك. إنها تنتظر من يكتشفها. إنها تنتظر منك أن تتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، وأن تبني الحكمة التي سوف تحتاجها لنقل هذه المعرفة الروحية إلى العالم، لحماية هذه المعرفة الروحية وتمييز توجيهاتها وتجربة هداياها.

هذه هي البركة التي أعطاها لك خالق الحياة ولكل إنسان. وإلى أي مدى يمكن تجربة المعرفة الروحية والتعبير عنها في هذا العالم، سوف تتم مباركة العالم، وسوف يتم منع الكوارث العظمى، وسوف تواصل البشرية التحرك في اتجاه إيجابي.

هذا هو ترياق الشر. هذه هي نعمة العالم، نعمة تعيش في داخلك.