الخلاص


Marshall Vian Summers
يوليو 8, 2013

:

()

وحده الرب يعرف الطريق إلى الرب. وحده الرب يعلم ما يعنيه الخلاص، وما سيتطلبه وكيف يجب تحقيقه. لدى الناس بالطبع مفاهيم ثابتة جداً حول هذا الأمر بنيت على ضوء الوُحِيّ السابقة التي غيرها الإنسان مع مرور الوقت. لكن هذا لا يمكن فهمه من قبل أي شخص على وجه الأرض، لأنه معقد للغاية. إنه يتعامل مع الحقائق التي لا تدركونها. إنه يتعامل مع واقع الخلق الذي لا تدركه. إنه يتعامل مع أصلك ومصيرك الذي لا تدركه. إنه يتعامل مع أولئك الذين أرسلوك إلى العالم والذين سوف يستقبلونك عندما تغادر، والذين لا تدركهم.

لا يمكن للبشرية أن تفهم هذا بشكل تام، أو أي عرق في الكون لهذه المسألة، لأنهم جميعاً يعيشون في انفصال. ولكن يمكن توضيح أشياء معينة ويمكن توضيح المسار، حيث تم تجاهله أو الخلط بينه وبين أمور أخرى في الماضي.

هذا ما سنقدمه اليوم. إنه ليس فهماً كاملاً، لأنك لا تستطيع الحصول على الفهم الكامل. عقلك ليس كبيراً بما يكفي، أي عقلك الدنيوي. ومع ذلك، فإن المعرفة الروحية الأعمق التي وضعها الرب في داخلك يمكن أن يتردد صداها مع هذا بشكل طبيعي، دون جهد، لأنها لا تزال جزءاً من الخلق حتى لو كنت تتجول في الكون المادي.

ما هو الخلاص؟ الخلاص يعني، في سياق حياتك، العودة إلى نفسك الطبيعية، والعودة إلى وعيك الأعمق، والعودة إلى علاقتك مع الرب وما أرسلك الرب إلى العالم لتقوم به. إنه لإعادة تأسيس علاقتك اتصالك بشكل أساسي بالمعرفة الروحية الأعمق التي وضعها الرب بداخلك — لإرشادك وحمايتك وقيادتك إلى حياة أعظم، حياة أعظم لم تكتشفها بعد.

عندما تفكر في هذا، سوف تدرك كم هو مهم لسعادتك، وتحقيقك ولمعنى وجودة حياتك وكل ما تفعله هنا. لأنك بدون مصير أعظم وهدف في العالم، أنت تائه. مثل قطعة خشب على المحيط، أنت على غير هدى. حتى لو كانت لديك ثروة ورفاهية ويبدو أنك تتحكم بشكل هامشي في حياتك، فأنت لا تزال تائهاً داخلياً. أنت غريب على نفسك. أنت لا تعرف من أين أتيت أو إلى أين أنت ذاهب. أنت لا تعرف ما أنت هنا حقاً للقيام به، على الرغم من جميع أهدافك وخططك.

إنه حقاً موقف فظيع إذا نظرت إليه بصدق وموضوعية. لأن الناس لا ينظرون إلى هذا الأمر بصدق وموضوعية، فإنهم يهربون بإستمرار من أنفسهم — يبقون مشغولين، ومنهمكين، ومشتتين، يطاردون الأحلام، ويطاردون الرومانسية، يطاردون الثروة، وإذا كان لديهم أي ثروة على الإطلاق، فإن جولة التسوق لا تنتهي في الحياة، ويملأون حياتهم بأشياء أكثر من أي وقت مضى لتثقلهم وتعيقهم.

نحن نتحدث عن شيء ضروري لكل شخص، بغض النظر عن دينهم، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، بغض النظر عن أمتهم أو ثقافتهم، بغض النظر عن تاريخهم، حتى بغض النظر عن الطريقة التي قد يرون بها أنفسهم. الحقيقة الأساسية لوجودكم هي نفسها.

العيش في حالة انفصال، هو الاعتقاد بأن كل شخص لديه مسار فريد من نوعه. الجميع فريدون. حتى أن لديهم علاقة فريدة مع الرب. لكن، بالطبع، لا أحد يعرف حقاً ما يعنيه هذا. على الرغم من أنه قد يكون مريحاً في الوقت الحالي، على الرغم من أنه قد يؤدي إلى التخلص من الشعور بانعدام الأمان ويمنحك شعوراً بالسيطرة، إلا أنه أمر خاطئ ومخادع بطبيعته.

نحن نتحدث عن ما هو أساسي لحياتك ولكل ما تفعله — بضوء معنى علاقاتك وما إذا كانت أصيلة وهادفة أم لا، ومعنى عقلك كمركبة للتواصل في العالم ومعنى جسدك كمركبة للتواصل في العالم.

في الواقع، عندما تقترب من المعرفة الروحية وقوة الخلاص التي تعيش في داخلك، فإن كل شيء له معنى جديد. كل شيء يبدأ في أن يكون منطقياً. يبدأ الارتباك الذي عشت معه، الارتباك الذي تدافع عنه حتى من خلال أفكارك ومعتقداتك، ببطء في التبدد، مثل الضباب الذي يتلاشى من المنظر الطبيعي، ويكشف عن كل ما تم إخفاؤه من قبل.

وحده الرب يعرف الطريق، والرب قد وضع فيك قوة المعرفة الروحية في داخلك. في الواقع، كانت قوة المعرفة الروحية هذه معك منذ البداية، لأنها تمثل الجزء منك الذي لم يترك الرب أبداً، والذي لا يزال مرتبطاً بالخلق. إنه الجزء الوحيد منك الذي لا يعرف الخوف. إنه الجزء الوحيد منك الذي لا يمكن إفساده أو إغواءه. إنه الجزء الوحيد منك الجدير بالثقة حقاً في هذا الصدد.

ما هو ضعيف بداخلك، هو عقلك الشخصي وجميع التنازلات التي قدمتها — خوفك، وإدانتك للآخرين، وغضبك، واستيائك، وعدم مغفرتك — كل هذا لا يمثل سوى سطح عقلك، ملوثاً من الوجود في العالم ومن قراراتك الخاطئة وإقناع الآخرين.

لقد وضع الرب قوة في داخلك تتجاوز كل هذا، والتي تهدف إلى إرشادك في كل شيء، وتقودك إلى الأمام عند الحاجة إلى ذلك، وتوقفك عند الضرورة. كم هو واضح هذا، وكم هو بسيط، ومع ذلك بالنسبة لعقلك، إنه محير لأن عقلك يفهم الواقع فقط من حيث الإنفصال. لا يمكنه تصور بيتك السماوي. لا يمكن أن تتصور الخلق، حيث الواحد هو كثير والكثير هو واحد. لا يمكنه تصور أي شيء يتجاوز ما نقلته الحواس في هذا العالم. لذلك فعقلك الشخصي غير قادر على فهم المعرفة الروحية.

لكن هذا ليس ضرورياً في الحقيقة، بل مستحيل. سوف يسترجعك الرب وأنت تتعلم اكتشاف القوة والحضور اللذين يعيشان في داخلك وتبدء في اتباعهما وتسمح لهم بإعادة تشكيل حياتك وفقاً لهدفك الحقيقي وطبيعتك الأعمق. في هذا، تبدأ في الشعور بأن لديك تصميماً حقيقياً لوجودك في العالم. ومع اكتشاف تصميمك، تبدأ في تذكر حقيقة مصممك.

إذا كنت استطعت قبول أن حياتك موجودة خارج مملكة فكرك — أفكارك ومعتقداتك وخططك وأهدافك وجميع الجوانب السطحية لشخصيتك — عندها تبدأ في العثور على شدة أعظم وديمومة أعظم ومعها زيادة التحرر من الخوف والقلق. لأنك تصبح راسخاً في جزء أعمق من نفسك لا يخاف ويعرف ما يجب فعله.

هذا لا يحدث دفعة واحدة. تأخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية. أنت تتعلم تعديل أفكارك. أنت تتعلم تخفيف عواطفك. تتعلم أن ترى الأشياء بعيون صافية، وتفتح أذنيك حتى تتمكن من الاستماع إلى الداخل، لتوضيح رؤيتك حتى تتمكن من رؤية الآخرين دون حكم وإدانة ومقارنة. فينتعش عقلك. ويتجدد عقلك. ويبدأ ظلام ماضيك وجميع الظلال التي تتبعك والتي تبعتك في التبدد وأنت تتخذ هذه الخطوات إلى المعرفة الروحية.

الرب ذكي جداً. ليس على الرب أن يكتشف ويحل معضلتك. يناديك فقط، وتنهار معضلتك. ليس على الرب أن يكتشف كل مشاكلك المعقدة وتعقيد أفكارك، لأن الرب يناديك، ويستجيب شيء أعظم في داخلك.

ولكن لإتباع هذه الإستجابة، يجب أن يكون لديك درجة كافية من الثقة بالنفس وتقدير الذات، وهي صفات يفتقر للأسف كثير من الناس إليها. لقد كانوا متدهورين للغاية ويعيشون في انفصال. متدهورين بسبب تنازلاتهم، وانغماسهم وإقناع الآخرين، ليس لديهم أي اعتبار حقيقي لأنفسهم، حتى لدرجة أنهم يشعرون بالاشمئزاز من أنفسهم.

لذلك فالأمر هنا أكثر صعوبة، لأنك يجب أن تمنح نفسك الفضل الذي تحتاجه حتى للبدء. لأنه يجب عليك أن تثق الآن بشيء ما بداخلك لا يعتمد على أفكارك أو تجاربك السابقة، شيء جوهري بالنسبة لك، شيء وضعه الرب هناك مثل منارة — يناديك، يناديك، يعيقك، يمنعك من تدمير حياتك أو الذهاب بعيداً عن المسار الصحيح بحيث لا يمكن لأي شيء في هذه الحياة أن يعيدك.

قد تكون بقعة على المحيط، لكن الرب يعرف قلبك وعقلك ويتحدث إليك من داخلك على مستوى نادراً ما جربته من قبل. هذا هو الخلاص عندما يعمل، خطوة بخطوة، زيادة بزيادة، يوماً بعد يوم. عاطفياً، تذهب صعوداً وهبوطاً، تنتقل من الفرح إلى الخوف إلى القلق إلى الشك الذاتي إلى الإرهاق. لكن مثل الغيوم التي تحجب السماء من فوق، هناك حضور أعظم معك دائماً. إنه علاقتك بالرب. إن الرب أعظم من هذا بالطبع. لا يمكنك أبداً أن تطلق على نفسك إسم الرب، لكنك متصل بالرب على هذا المستوى فقط. هنا يمكن للفكر فقط أن يتبع ويخدم، ليكون خادماً لسيد أعظم، لأن المعرفة الروحية هي السيد. في هذا الصدد، لا يوجد سادة يعيشون في العالم. حرر نفسك من مثل هذه المفاهيم. لا يمكنك تحقيق السيادة. يمكنك أن تصبح ماهراً، لكن السيد أعظم من عقلك دائماً. السيد هو الجزء منك الذي هو مرتبط بالرب.

هنا يتوقف التأكيد على الحرب والعنف بأن يكون محور تركيزك. وهنا يحل الغفران والمصالحة محل الكراهية والانتقام. لأن المعرفة الروحية بداخلك تنسجم مع المعرفة الروحية داخل الآخرين، حتى داخل أعدائك، حتى بين أولئك الذين آذوك أو ارتكبوا جرائم ضد شعبك أو أمتك.

لا توجد عداوة في المعرفة الروحية. الأشياء المؤذية في داخلك وفي كل من حولك هي نتاج العيش في الانفصال. عَلِمَ الرب أن هذه الأشياء سوف تنشأ. عرف الرب أن العيش في حالة انفصال، سيكون للشر قوة وطاقة في حياتك وسوف يتواجد الشر في العالم، لأنه نتيجة العيش في انفصال — انفصال اخترته أنت وعدد لا يحصى من الآخرين قبل فترة طويلة من هذه الحياة والوجود.

لن يعاقبكم الرب على هذا لأن لديكم الحرية في العيش في حالة الانفصال، وقد مارستم ذلك. الآن مع هذه الحرية، يجب أن تجدوا طريق العودة. لأن الحياة بدون معرفة الروحية، يصبح الهدف منها والمعنى والعلاقة الحقيقية بائسة ومشوشة ويائسة. إذا كان لديك الصدق الذاتي لإدراك هذا، فسوف تبدأ في رؤية وإدراك الهدية العظيمة التي يقدمها لك سلطان الكون الآن من خلال وحي جديد للبشرية. كانت الهدية من المعرفة الروحية جزءاً من كل الوُحِيّ السابقة، ولكنها ضاعت وحجبت من خلال التبني البشري وسوء الاستخدام.

يمكنك أن تصلي إلى الرب. قد تؤمن بالرب. قد تسجد للرب. قد تعتقد أن الرب يوجه كل شيء صغير في حياتك. لكن الرب قد أطلق قوى العالم في بداية الزمان. لقد وضع الرب المعرفة الروحية في داخلك الآن لإرشادك. إذا كنت لا تحترم هذا، فلن يكون لصلاتك وسجودك للرب معنى، لأنك لن تتبع ما أعطاك الرب لتتبعه، وهو أمر غامض ويجب اكتشافه من خلال الصدق الذاتي وحساب أعمق في داخلك.

سيستغرق كل هذا وقتاً بالطبع، لكن الوقت بالنسبة إلى الرب ليس بشيء. لكن بالنسبة لك، الوقت هو كل شيء — وقتك، هذه المرة، الوقت المتبقي لك في الأرض، الوقت الذي أهدرته وخسرته، الوقت الذي لديك في هذه اللحظة، الوقت الذي أمامك الآن. ماذا ستفعل به؟ هل ستعيشه في ذكريات الماضي؟ هل تستمر في مطاردة الأوهام؟ هل ستحاول أن تصنع شيئاً من حياتك لتحصل علـى موافقة الآخرين أو لإرضاء نفسك ومحاولة تخفيف معاناتك الموجودة بداخلك، معاناة الانفصال؟

قد تعتقد أنك سعيد. قد تعتقد أن حياتك بخير. لكن إذا جلست بهدوء، إذا كنت تستطيع الجلوس بهدوء وكنت حاضراً لنفسك، فسترى أن هذا مجرد عذر، شيء تقوله لنفسك. هناك لحظات سعيدة. هناك لقاءات ممتعة. هناك أماكن وأشياء جميلة للاستمتاع بها. لكننا نتحدث عن شيء أعمق بكثير وأكثر أختراقاً. إنه الأساس الذي تقف عليه.

يعلم الرب أن أساسك الوحيد في هذا العالم، في هذه الحياة، في الكون المادي نفسه، هو أساس المعرفة الروحية. كل شيء آخر ضعيف وخاضع للتغيير والدمار، ولهذا السبب تعيش في خوف وتوجس دائمين. إذا كنت لا تخدع نفسك، فسترى أن هذا هو الحال وستسعى لإيجاد إرتياح منه.

يعلم الرب أنه لا يمكن للجميع اتباع نفس الدين. يعلم الرب أنه لا يمكن للجميع اتباع نفس المعلم العظيم أو الرسول. يعلم الرب أنه لن يتفق الجميع على مبادئ الدين، أو حتى الأفكار والمعتقدات عن الرب. لذلك هذا أمر ميؤوس منه. لا يمكن للعالم أبداً أن يتحد بشكل كامل ومتكامل على هذا المستوى. يجب أن يحدث ذلك في جانب من نفسك أعمق وتحت السطح.

يصلي الناس للرب من أجل أشياء كثيرة. إنهم يريدون التخفيف من صعوباتهم. يريدون النجاح لأنفسهم أو لأولئك الذين يهتمون بهم. قد يصلون حتى من أجل رفاهية الآخرين الذين لا يعرفونهم، أو من أجل السلام على الأرض. يمكن أن يكون هذا حقيقياً جداً ويمكن أن يمثل استجابة حقيقية. ولكن لا يزال يتعين عليك أن تجد في داخلك ما يحمل لك الخلاص لك.

لا يمكنك العثور عليه من خلال الكتب المقدسة. لا يمكنك العثور عليه من خلال النصوص العظيمة أو الأماكن المقدسة. لأن كل ما يمكن فعله هو إعادتك إلى ذلك الجانب الأساسي الذي يعيش في داخلك، والذي لا يزال مرتبطاً بالرب، والذي يحمل قوة الخلاص والرحلة التي يجب عليك القيام بها نحو الخلاص في حياتك، أينما كنت في الحياة. حتى لو كنت في بداية الحياة أو في منتصفها أو في نهايتها، فالأمر نفسه.

الجنة تعرف فقط ما خلقته الجنة فيك. ما صنعته من نفسك هو شيء آخر. لكن ما خلقته الجنة فيك هو الجزء الأساسي منك. إنه ما كنت عليه قبل مجيئك إلى العالم. وما ستكون عليه عندما تغادر هذا العالم وتعود إلى أولئك الذين يراقبونك. هنا معتقداتك ليست مهمة. يتم تقديرهم فقط من حيث ما إذا كانوا قد قربوك من المعرفة الروحية أم لا.

في كون به مليار، مليار، ومليار عرق و أكثر، وضع الرب قوة الخلاص. لقد بدأت في بداية الزمان، بداية الانفصال، لأنه لا يمكنك مغادرة الخلق بالكامل. لا يمكنك ترك الرب بالكامل. لا يمكنك أبداً ترك مصدرك تماماً. حتى لو كنت قد عشت حياة متدهورة ومثيرة للشفقة — حتى حياة عنيفة — فمازلت غير قادر على ترك ما هو مركزك ومصدرك. لذلك فالأمر كله مسألة وقت حتى تعود إلى ما يناديك، والذي ينتظرك، حتى في هذه اللحظة.

لكن الدين قد أربك هذا بشكل رهيب — المعتقد الديني والفهم؛ والتخمين البشري والتبني البشري والفساد البشري. لذلك الآن التيار موحل جداً وغير واضح تماماً، والمياه ليست نقية. لذلك جلب الرب مياه الوحي النقية إلى العالم مرة أخرى، بعد هذا الوقت الطويل جداً، في وقت تقف فيه البشرية على حافة عالم متغير ومهين جذرياً، في وقت تقف فيه البشرية على عتبة الانخراط في الحياة في الكون ضمن مجتمع أعظم من الحياة، لا تعرفون عنه شيئاً على الإطلاق.

إنه وقت الوحي العظيم حيث يجب توضيح حقيقة الخلاص وتنقيتها، حيث يجب إعطاء الوحي نفسه بشكل نقي خلال حياة الرسول، الذي تم تعيينه من قبل التجمع الملائكي لإحضاره إلى هنا. في هذا الوقت يجب أن تصبح هذه الأشياء واضحة.

لأن الدين قد انهار الآن إلى خلاف وصراع، داخلياً وبين تقاليده العظيمة. تدخل الإنسانية عالماً من تناقص الموارد وتزايد عدد السكان. كيف ستجد المصالحة والتعاون في مثل هذا العالم؟ وحده الرب يعرف اللحظة التي يجب أن يعطى فيها الوحي وما يجب أن يقوله وما يجب أن يقدمه وما يجب أن يصححه.

هذا هو أمامك الآن — أعظم وحي أُعطي لهذا العالم على الإطلاق، يعطى لعالم الآن من التجارة والاتصالات العالمية والوعي العالمي المتزايد. لم يعد العالم قبائل معزولة بدائية من الناس. يجب عليكم الآن تحمل مسؤولية رفاهية العالم ورفاهية الحضارة الإنسانية.

ما الذي سيمنحك الشدة والوضوح والحكمة للقيام بذلك؟ على الرغم من جميع القضايا والادعاءات والخلافات الموجودة في كل مكان، ما الذي سيمنحك القدرة على القيام بذلك؟ الرب وحده يعلم. فقط الرب يستطيع أن يعطي الإجابة. وقد أعطى الرب الجواب. أنت تحمله بداخلك مثل اللهب، خارج نطاق فكرك، خارج نطاق أفكارك واهتماماتك. أنت مثل المحيط العميق، لكنك تعيش فقط على السطح، غير مدرك لما يوجد بالأسفل.

تعمل قوة المعرفة الروحية داخل كل شخص، في ظل ظروفهم، مما يمنحهم الشدة لاتخاذ القرارات الواضحة التي يجب اتخاذها لترتيب حياتهم، والعودة إلى النزاهة والقوة التي تكمن بداخلهم، والابتعاد عن التأثيرات والعلاقات الغير صحية واستعادة قوتهم مهما كانت ظروفهم.

تعمل المعرفة الروحية داخل كل شخص بطرق مختلفة ، ولكن جميعها لنفس الهدف والغرض، كما ترى. لهذا لا يوجد تعارض بين المعرفة الروحية في شخص والمعرفة الروحية في شخص آخر. وبالتالي، فهي صانع السلام العظيم. إنها القوة التي سوف تمنح البشرية الشدة لاستعادة العالم وإنشاء مستقبل على عكس الماضي. إنها أقوى طاقة في الكون — أقوى من المجتمعات التكنولوجية العظيمة، والتي هي مأساوية للغاية في قمع شعوبها وسكانها.

يمنحك الوحي الجديد من الرب الفرصة لرؤية الكون ورؤية عالمك ورؤية نفسك بمثل هذا الوضوح. لكنها ستكون تجربة مختلفة. قد تتعارض بشكل عظيم مع معتقداتك وأفكارك ومعتقدات وأفكار ثقافتك ومجتمعك وأسرتك وما إلى ذلك. لأن الخلاص إلى الرب ليس ما يعتقده الناس لأن الناس في الحقيقة لا يعرفون.

لقد أعطاك الرب المسار، الخطوات إلى المعرفة الروحية. لقد أعطاك الرب القوة والعودة لشدتك. لقد أعطاك الرب عالماً تخدمه، والذي سيخرجك من بؤسك الشخصي وارتباكك ويضعك على طريق الاستعادة والاستقامة والخدمة. هذا هو السبب في مجيئك، كما ترى — ليس لتضعف في عالم متدهور، ولكن لتقديم خدمة فريدة لشعوب هذا العالم. المعرفة الروحية فقط هي التي تعرف حقاً ما هذا الأمر. وهذا ليس ما تعتقده.

نقدم لكم أعظم سر في الكون — المفتاح. ولكن يجب عليك أن تتدرب لكي تفهم. يجب أن تأخذ الرحلة لفهم ما يعنيه هذا الأمر حقاً. لا يمكنك الجلوس على الهامش في محاولة اكتشاف ذلك. هذا غباء ويئس. إذا رفضت هذا، فأنت فقط تُظهر جهلك وحماقتك.

يجب أن تأتي إلى الوحي لتراه. يجب عليك اتباعه لفهمه. يجب أن تجرب المعرفة الروحية لتعرف أنها حقيقية في داخلك وليست نتاجاً لخيالك، شيء قمت ببنائه لنفسك.

البركة حلت على العالم، لأن الرسول هنا. لقد جاء الوحي إلى العالم. يجلب معه القوة والنزاهة وروح الخدمة والمساهمة. إنه لا يشبه أي شيء قدمه الرب من قبل، لأن الرب يجب أن يتحدث إلى العالم بأسره الآن، والوقت هو الجوهر لأن البشرية تهين العالم بشدة لدرجة أن الأمر سوف يحدد مصير الحضارة البشرية. تواجه الإنسانية تدخلاً من الكون وهي غير مستعدة. هذه هي أعظم الأحداث في تاريخ البشرية، لكن الناس يجهلون ذلك. إنهم يعيشون في حلم.

إنه وقت ذو أهمية قصوى. إنه الوقت الذي اخترت أن تكون فيه هنا. إنه الوقت الذي يجب فيه اكتشاف مساهمتك بأمانة. إنه وقت الوحي.

يتم تحقيق خلاصك من خلال مساهمتك في العالم ومن خلال توافقك مع المعرفة الروحية لأنه كلما اقتربت من المعرفة الروحية وكلما اقتربت من اتباعها، زادت مشاركتك مع مصدر حياتك وتجربتك أصبحت أشد مع كل الخلق. على الرغم من أنك سوف تستمر في الحصول على لحظات من الشك العظيم وعدم اليقين والخوف الشديد والتخوف، إلا أن شدة اتصالك ستنمو كلما تقدمت في كل خطوة نحو المعرفة الروحية.

هذه هي الطريقة التي يتم بها استخلاصك — من خلال استرجاع واستعادة علاقتك مع مصدرك، ليس من خلال الإيمان أو الأيديولوجية، ولكن من خلال التمسك بالقوة التي وضعها الرب في داخلك لتتبعها. تستعيد شدتك وتتغلب على ضعفك من خلال اتباع هذا، من خلال كبح نفسك عندما يكون ذلك ضرورياً وإرسال نفسك إلى الأمام حيثما كان ذلك ضرورياً.

إنها خطة مثالية تتجاوز الفهم البشري. إنها خطة تم إطلاقها وتنفيذها لجميع الأعراق في الكون. كيف يمكن لأي شخص أن يفهم خطة بهذا الحجم وهذه الدرجة من الشمولية؟ ما الذي يمكن أن يخدم أعراق الكائنات من عوالم مختلفة وثقافات مختلفة وديانات مختلفة تبدو مختلفة تماماً عن بعضها البعض ومع ذلك تكون خطة مثالية بحيث تعمل في جميع المواقف؟

يبدو الأمر كما لو أن شخصيتك وجسمك كانا مثل الأزياء التي ترتديها وتصبح متماهياً معها. لكن عندما تخلعهم، فأنت لا تزال نفسك، كما ترى. بالعودة إلى غرفة الملابس خارج هذا العالم، حسناً، ها أنت ذا.

لكن ما يحدث بعد الحياة ليس مهماً الآن. لن يرسلك الرب إلى الجحيم. المهم الآن هو ما تخدمه وما تتبعه وما يوجه حياتك الآن وغداً والأيام القادمة. هذا هو المهم. هذا ما سوف يحققك إذا استطعت أن تتبعها، أو سوف تُترك في حيرة وفي الظل إذا لم تستطع.

لن يعاقبك الرب، ولكن لا يزال بإمكانك العيش في بؤس، كما فعلت من قبل. يمنحك الرب طريقاً للخروج من البؤس — ليس مخرجاً من العالم، بل مخرجاً من البؤس — من خلال إعطائك المسار لإعادة التعامل مع مصدر حياتك وإعادة نفسك إلى الاتحاد مع جزء أعمق منك لم يترك الرب أبداً. هذا هو الخلاص.