كان للحياة منشأ منذ زمن بعيد، قبل وجود هذا العالم، قبل أن توجد الحياة التي تعرفها في هذا العالم، قبل أن تتخذ شكلاً وتصبح فرداً في هذا العالم.
كانت الحياة موجودة بلا بديل للحياة، كاملة، كلية، مرتبطة، جميع الخلق، عظيمة، تتجاوز الكلمات والتعبير، الحياة في أنقى أشكالها في تعبيرات ضخمة، خلاقة ولكنها متناغمة، حياة لا تزال موجودة بداخلك في هذه اللحظة، في أعماق تحت سطح عقلك.
لكن كان هناك انفصال، والانفصال خلق الكون المتجلي الذي تبلغك به حواسك. بما أنه لا يمكن أن يكون هناك بديل للخلق، فقد خلق الرب الكون المتجلي لجميع الكائنات الحية التي ستختار الانفصال — مكاناً للعيش فيه والتعلم وتذوق الملذات الصغيرة والصعوبة العظيمة للعيش بمعزل عن الخلق.
أطلق الرب القوى البيولوجية والجيولوجية التي أدت إلى زيادة توسع الكون، كون مليء بأشكال الحياة التي لاتعد ولاتحصى وأشكال لا حصر لها من الحياة الذكية، المتطورة ولكنها العائدة أيضاً. لأنه في النهاية، لا يمكن أن يكون هناك بديل آخر عن الخلق.
من حيث تقف، يبدو أنه لا يوجد بديل للحياة المتجلية، ويبدو أن الخلق واقع بعيد جداً وسريع الزوال. خلق الخالق الحياة المادية للمنفصلين ليسكنوا هذا الكون. لقد استغرق الأمر دهوراً من الوقت، وفقاً لإحساسك بمعنى الوقت، لخلق البيئة التي يمكن أن تدخل فيها الحياة الواعية في هذه الساحة. لأن الوقت ليس شيئاً للرب، وكل شيء بالنسبة لكم.
العوالم في الكون التي ستسكنها هذه الحياة الواعية ستكون صالحة للعيش وصالحة للسكن، ولكنها صعبة، لأن الانفصال صعب. الآن عليكم أن تتعلموا حل مشاكل البقاء على قيد الحياة وتوفير المؤن والمنافسة والصراع مع الآخرين باستمرار—آخرين من نوعكم ومن شاكلتكم وآخرين من أنواع وأشكال مختلفين تماماً. لن يكون الإنفصال هنيئاً أو سهلاً. سيكون إشكالي. نعم، سيكون له ملذاته العظيمة، لكنها ستكون قصيرة العمر، لأنه لا يوجد بديل [دائم] للخلق.
الكون المادي هو بديل للخلق، ولهذا السبب يتغير ويتحرك، لأنه له بداية ومنتصف ونهاية. أنتم في مكان ما في المنتصف في فترة الخلق العظيم.
لا يشارك سوى جزء صغير جداً من الخلق في الحياة المتجلية. لكن بالنسبة لكم، بالطبع، إنه هائل وغير قابل للفهم، كما ينبغي أن يكون. لا يمكن لفكرك أن يفهم نطاق وحجم هذا.
ولكن هناك بعض الأشياء المهمة التي يجب أن تدركها عن حياتك في العالم في هذا الوقت — سبب وجودك هنا والأهم من ذلك، ما يعيش بداخلك في هذه اللحظة والذي يربطك بالخلق كما هو بالفعل وكما كان الحال دائماً.
ليس لديك منشأ حقاً لأنك جزء من الخلق. لن يكون للمنشأ معنى إلا في سياق الوقت وفي سياق الشكل. لكنك نشأت من خارج الوقت والشكل، وبالتالي فى الجوهر ليس لديك منشأ. لأنه ليس لديك أصل، ليس لديك نقطة نهاية. هذا الجزء الأبدي والكامل منك، والذي يكمن في جزء أعمق من عقلك، يعيش في هذا الواقع.
إذن لديك الآن عقلان. لديك عقل العالم، متكيف بالعالم ومتأثر بالعالم، العقل المليء بانطباعات العالم وتأثيراته، واستجاباتك وقراراتك الشخصية في مواجهة ذلك. لكن العقل الأعمق لا يزال مرتبطاً بالخلق.
في وحي الرب الجديد، هذا يسمى المعرفة الروحية — المعرفة الروحية هنا تعني العقل الأعمق، العقل الذي ليس جزءاً من الانفصال. الفرق بين هذا العقل الأعمق وسطحك أو عقلك الدنيوي هو الفرق بين الخلق والانفصال. لا يمكنك الانفصال عن الرب تماماً. الجزء منك الذي لم ينفصل يمثل المعرفة الروحية. الجزء منك الذي انفصل يمثل نفسك.
أنت الآن في العالم، حيث يبدو أنك متميزاً، فرداً، مبدعاً، ولكن بدون أساس حقيقي، بمفردك وتكافح من أجل تكوين الارتباطات، وتواجه عالماً ذا صعوبة هائلة، تضطر الآن حل مشاكل الوجود في هذه الحالة.
ولكن لأن المعرفة الروحية معك وفيك، فأنت هنا من أجل مهمة. المعرفة الروحية فقط هي التي تعرف ماهيتها، وكيف يمكن تحقيقها ومن ستشمل.
ما مدى اختلاف هذا عن أفكارك ومفاهيمك ومعتقداتك حول ما يمكن أن يكون عليه هذا الأمر. نعم، ربما تشعر أن هناك شيئاً أعظم في حياتك، وهناك شيء دائم حول كيانك ووجودك، وأن لديك وجوداً قبل هذه الحياة وما بعد هذه الحياة.
ولكن فيما وراء هذا الاستيعاب البسيط، لا يمكن للعقل أن يذهب، العقل الدنيوي. لا يمكنه الوصول إلى هذا الحد إلى الأمام أو إلى الخلف لأنه يفهم فقط تلك الأشياء الموجودة في الشكل والحركة. حقيقة أنه ليس لديك منشأ ولا نقطة نهاية تتجاوز تماماً قدراته المنطقية.
بغض النظر عما تعتقد أنك عليه، بغض النظر عن تكوين عقلك الدنيوي أو كيف تُعَرف نفسك بالأماكن والأشخاص والأشياء، فإن الإرتباط الأعظم يعيش في داخلك.
هذا، إذن، هو أملك ومصيرك، ووعدك بالوفاء والخلاص. لم يتم تغييره بالعالم. لم يتم أفساده بالعالم. لم يتضاءل من قبل العالم. يقيد العالم قوة وحضور المعرفة الروحية ويحد من تعبيرها هنا، ولكن ليس من واقعها.
لا يوجد صراع بين الخلق والتطور، لأن الرب خلق التطور حتى يتمكن كل فرد في حالة الانفصال من العثور على طريق عودته. حتى الأكثر إثماً، والأكثر فظاعة، والأكثر فساداً سيجدون طريقهم إلى العودة لأنه لايوجد بديل للخلق. حتى الجحيم وجميع أبعاد الجحيم التي يمكنك تخيلها مؤقتة فقط في المخطط الأعظم للأمور.
إن القوة والجذب ونداء الرب بداخلك، في أعماق السطح من عقلك. مع هذا هي ذكرى الهدف الأعظم الذي ولدت به، وهو ليس هدفاً للانفصال، بل هدفاً للمساهمة، والذي لديه القدرة على إبْطَال انفصالك وتحريرك منه، وبالتالي يعيد القوة إليك والثقة وحقيقة أنك لست وحدك.
أنت في هذا العالم لهدف الآن، ليس هدفك، بل هدف تم إعطاؤه لك قبل مجيئك، وهو هدف مرتبط بهذه الأوقات وأمواج التغيير العظيمة التي ستأتي إلى العالم.
يمكنك التظاهر. يمكنك أن تظل مهووساً بنفسك. يمكنك شغل كل لحظة من كل يوم وتحلم كل ليلة، لكنك تهرب حقاً من هذا الهدف الأعظم ومن قوة ونداء الرب بداخلك.
عندما نتحدث عن المنشأ، فإننا نتحدث عن ما له بداية ومنتصف ونهاية. منشأ وجودك المادي في هذه الحياة له بداية ومنتصف ونهاية. المنشأ من أُمَّتَك له بداية ومنتصف ونهاية. منشأ هذا العالم كمكان مادي له بداية ومنتصف ونهاية، على الرغم من أن هذا طويل جداً في نطاق الزمن. حتى الكون الذي تدركه بقدر ما يمكن أن تصل إليه عينيك وأذنيك وما تستطيع لمسه، لديه أيضاً بداية ومنتصف ونهاية.
هذا هو لاهوت المجتمع الأعظم، لاهوت كل أشكال الحياة في الكون، وليس فقط لاهوت عرق صغير واحد في عالم صغير واحد.
يتم منحه للبشرية الآن لأن البشرية تظهر في هذا المجتمع الأعظم من الحياة وتواجه الخطر الجسيم الذي تشكله أمواج التغيير العظيمة — الانهيار البيئي في العالم وجميع المشاكل التي سيخلقها للأسرة البشرية.
لهذا السبب يجب تقديم وحي جديد، ليس فقط لإعدادكم لأمواج التغيير العظيمة، ولكن للبدء في تعليمكم حول طبيعة الروحانية في الكون والصورة الأكبر لوجودكم حتى تتمكنوا من العثور على مكانكم داخل واقع أعظم بكثير.
لا يوجد أحد على الأرض يمكنه أن يعطيك هذا اللاهوت، لأنه لا يوجد أحد على وجه الأرض يفهم حقيقة الحياة في الكون. لا يوجد أحد على وجه الأرض يمكنه أن يعلمك عن المجتمع الأعظم، لأن كيف لهم أن يعرفوا؟
فقط رسالة جديدة من خالق كل الحياة يمكن أن تكشف لكم هذه الأمور، أمور لم يتم الكشف عنها للبشرية من قبل، ولكن البشرية تحتاجها الآن للاستعداد للقاءها مع حياة خارج حدودها ولمنحكم الشدة والرؤية لمواجهة أمواج التغيير العظيمة القادمة للعالم والملاحة فيها.
أنا أتحدث من خارج نطاقك المرئي لأنني أتحدث عن الخلق. لقد عشنا جميعاً في هذا العالم وعوالم أخرى من قبل، كما فعل الكثير منكم.
إن لاهوتكم ضيق ومحدود للغاية بحيث لا يشمل معنى روحانيتكم ومقياس الوقت الذي تشمله حقاً. لكن يجب أن يكون لدى الجميع نقطة انطلاق. ويجب أن يحصل كل فرد على الإحسان من الخالق، وقد تم توفير العديد من المسارات المختلفة إلى الرب. وقد تم تحريفهم جميعاً وتغييرهم بواسطة الناس بمرور الوقت.
حان الوقت الآن لتتعلموا لاهوت المجتمع الأعظم. إذا لم تتعلموا هذا، فلن تتطوروا أبداً إلى ما هو أبعد من كونكم عرقاً بدائياً، ومعزولاً وجاهلاً، مؤمنين بالخرافات وحمقى في فهمكم للحياة. هذا هو السبب في وجود وحي جديد في العالم، كما ترى. وهذا هو السبب في أنه لا يشبه أي شيء تلقته البشرية من قبل.
لن يفهم الناس ذلك. وسيصبح الناس مرتبكين. سيغضب بعض الناس و يهددون. لكن وحي الرب لم يتم تقديمه لتلبية توقعات الناس.
يتم إعطاؤه لإنقاذ البشرية. يمكن للبشرية أن تهلك في مواجهة أمواج التغيير العظيمة. يمكن للبشرية أن تهلك في لقائها مع المجتمع الأعظم للحياة الذكية، وهو مجتمع أعظم ليس بشرياً ولا يقدر الروح البشرية.
هذا هو سبب وجود وحي جديد. لهذا السبب يجب أن يكون فهمكم الآن أعظم. يجب أن تبدأوا في التفكير في الأشياء التي لم تفكروا بها من قبل، وتحطموا الفروق التي قمتم بعملها والتي ليس لها مكان في فهم حقيقي، وإجراء فروق جديدة يجب إجراؤها من أجل ظهور الفهم الجديد. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يتعلم الناس هذا، ولكن حتى لو تمكن القليل منهم، فهي بداية.
هناك الكثيرون في العالم اليوم الذين يشعرون بالروح تتحرك داخلهم أنفسهم، ويستعدون لواقع جديد ووحي جديد. لم يجدوا موطنهم في تقاليد العالم. إنهم ينتظرون شيئاً جديداً ليتم الكشف عنه. إنهم يعيشون في المستقبل فعلاً لأن حياتهم الحالية لا يمكن أن تفسر حنينهم العميق أو ارتباطاتهم العظمى. إذا تمكنوا من اكتشاف الوحي الجديد، فإنه سيجلب الوضوح والمعنى لوجودهم وسوف يجيب على أسئلتهم — أسئلة لا يمكنهم التعايش معها إلا بطريقة أخرى، دون إجابة محتملة في الأفق.
من المهم بالنسبة لكم الآن أن تعرفوا أنكم أتيتم إلى العالم في هذا الوقت وأن كل واحد منكم قد أُعطي هدفاً أعظم — لخدمة العالم كما هو موجود ولخدمة العالم في المستقبل حتى يكون للبشرية مستقبل، وقد يستمر تطور الأسرة البشرية مع امكانية نجاح أعظم.
لقد حان الوقت لتجاوز قصص الخلق وأفكار نهاية العالم، لأن الواقع موجود خارج هذه الأمور. حان الوقت الآن للنظر إلى الجنان، والتفكر فى الامتداد العظيم للكون وإعادة النظر في معتقداتكم وأفكاركم الأساسية، إذا كانت قد صُيغت على الإطلاق.
اقتصرت الروحانية البشرية على هذا العالم وعلى المناطق المحلية داخل هذا العالم، وعلى تاريخ تلك المناطق وتلك الأعراق وتلك الشعوب. لكن روحانية المجتمع الأعظم هي روحانية الكون بأسره. الرب هو رب الكون بأكمله — رب أعراق لا حصر لها تختلف عنكم تماماً، كون يمثل تطوراً عملياً، جسدياً وروحياً في كل مرحلة يمكن تصورها. هذا ما ستواجهونه في المستقبل. ولهذا السبب لا يمكنكم أن تكونوا أُنَاساً بدائيون بأفكار بدائية. أنتم أيضاً يجب أن تنمو وتتوسعوا لأن الحياة تتطلب هذا منكم الآن.
يجب أن تأتي الْوُحِي ويجب أن تكون عظيمة، عظيمة بما يكفي لخدمة البشرية لفترة طويلة جداً. هنا تجد كل تقاليد العالم العظيمة بانوراما أعظم للتعبير. هنا حيث يمكن الاعتراف بوحدة نيتهم، وجميع الاختلافات بينهم — الاختلافات في الفهم، والاختلافات في الممارسة الروحية والتركيز، والاختلافات في معلميهم وقادتهم ورسلهم — تبدأ في الانهيار للكشف عن حضورهم ونيتهم الأعظم.
الهدف من كل دين هو إيصالك إلى المعرفة الروحية. لأن المعرفة الروحية هنا لارشادك ولحمايتك ولقيادتك إلى حياة أفضل في خدمة العالم. سواء كنت من أي دين أو تقليد، هذا هو الحال.
يمكنك أن تصلي إلى الرب. قد تجثو على ركبتيك وتسجد في الهيكل أو المسجد أو الكنيسة. ولكن حتى تبدأ في تنفيذ عمل الرب الذي من المفترض أن تقوم به، فلن تفهم الطبيعة الحقيقية لواقعك الروحي.
هذه الأشياء موجودة، لكن يجب إعادة تعلمها، لأن الإنفصال أعمى ومربك وساحق في تجلياته. إنه أيضاً واقع يبدو دائم على الرغم من أن له نهاية. لكن وقت نهاية الكون يتجاوز مفهومك للوقت لدرجة أنه ليس نهاية له بالنسبة لك. في نطاق حياتك، ليس له نهاية.
لذلك، اقبل هذا التعليم والإعداد للسماح لعقلك بالتفوق على أغلاله وقيوده وأوهامه حتى يخدم قوة المعرفة الروحية في داخلك ولا يكون عائقاً أمام المعرفة الروحية.
لأن عقلك هو وسيلة للتواصل. إنه ليس ذاتك الحقيقية ولا طبيعتك. الفكر هو محاور قوي وملاح قوي. إنه هنا لتوجيه سفينتك. لكن يجب أن تكون قبطان هذه السفينة، وهذا هو المكان الذي يجب أن يبدأ فيه التحضير. هذا هو المكان الذي يجب أن تنظر فيه وترى ما يحد منك وما يوسع حياتك، مايقودك إلى قوة المعرفة الروحية وحضورها وما ينكر هذا الحضور ويأخذك بعيداً عنه.
ليس لديك منشأ، لذلك لا يمكن للنفس أن تموت. ولكن إذا كانت النفس تعيش في حالة جهنمية، فإن معاناتها تبدو وكأنها بلا نهاية. إنها سجينة واقع الانفصال. هذا الانفصال له نهاية. لكنها نهاية تتجاوز بكثير نطاق هذه الحياة، وهي نهاية سوف تعمل من أجلها بقدرات مختلفة حتى وأنت تتفوق على الحاجة إلى العيش في هذا العالم أو حتى أن تتخذ شكلاً.
هذا هو السبب في أن مفاهيم الجنة والجحيم هي مفاهيم بدائية وليس لها أي تأثير على الواقع. إذا نجحت في تجاوز الحاجة إلى اتخاذ الشكل، فسوف تكون في خدمة أولئك الذين يتخلفون عن الركب. وبالتالي، ستنمو خدمتك. لن يضيع الرب إنجازاتك، بل سيستخدمها لخدمة الآخرين الذين يحتاجون إليها والذين سوف يعتمدون عليها في المستقبل.
هنا يجب إعادة النظر في كل ما هو ديني في ضوء الوحي الجديد. هنا يجب أن تدرك أنك لست فكرك وأن الفكر وحده لا يمكنه فهم طبيعة حضور الرب ونية الرب في العالم. لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال الوحي، الوحي المعطى للعالم أجمع والوحي الذي يجب أن يحدث داخل حياتك كفرد، والذي يقودك إلى قوة وحضور المعرفة الروحية ويظهر لك حدود تفكيرك وفهمك.
هذه هدية لتحريرك و تقويتك ومنحك قوة الهدف في العالم. و لكن هناك الكثير في الطريق، الكثير من المعتقدات و الافتراضات الراسخة. لقد بنى الناس حياتهم المهنية بأكملها على المعتقدات و الافتراضات. يبني الناس هويتهم على المعتقدات و الافتراضات.
يجب فتح هذه الأبواب وإعادة فحصها. هذا يتطلب الشجاعة والثبات. لأن البشرية ليست مستعدة لأمواج التغيير العظيمة، للعيش في عالم في حالة تراجع — عالم من الموارد المتضائلة، عالم من القيود البيئية. البشرية ليست مستعدة لمواجهة حقائق الحياة في الكون، والتي هي أكثر تحدياً بكثير مما يمكنكم تخيله الآن. لهذا السبب يجب أن نعطي وحي جديد الآن، ولماذا يجب أن ينمو فهم البشرية. يجب بناء وترسيخ الوحدة البشرية والتعاون البشري، ليس من منطلق المبدأ العالي، ولكن من أجل البقاء والإبداع.
سترى في المستقبل من هو الحكيم ومن ليس كذلك، من يستطيع الاستجابة للوحي ومن لا يستطيع، من قلبه منفتح ومن ليس كذلك، من لديهم الشجاعة لتحدي أفكارهم وأفكار مجتمعاتهم ومن هم ليسوا كذلك. في ضوء الوحي، سوف يُكشف عن كل هذا، لأنه لا يمكن لأحد أن يعيش في الماضي عندما يُكشف المستقبل.
يحب خالق كل الحياة الروح الإنسانية وجميع شعوب العالم سواء كان لهم دين أم لا، سواء كانوا حكيمين أم حمقى، سواء كانوا خاطئين أو فاضلين. إنه يغير فقط مقدار العمل الذي يجب القيام به لاستردادهم، في الوقت المناسب. و لكن بالنسبة للرب، الوقت ليس بشيء. بالنسبة لكم، الوقت هو كل شيء، كما ينبغي أن يكون، كما هو.
مصيركم في المجتمع الأعظم. لقد انتهت عزلتكم. إنكم تستنفذون موارد العالم. لكي تكونوا أحراراً في الكون، يجب أن تكونوا مكتفين-ذاتياً، ويجب أن تكونوا متحدين وأن تكونوا متحفظين للغاية. هذه هي متطلبات جميع الأعراق الحرة في الكون. لكن هذا سيتطلب تغييراً عظيماً في الفهم البشري والسلوك البشري، وتحرير عظيم من ماضيكم وحدود معتقداتكم السابقة.
لا يتغير الناس عن طيب خاطر، لذلك سيستغرق ذلك وقتاً. لكن ليس لديكم الكثير من الوقت للتحضير. لهذا السبب يوجد وحي جديد في العالم. لهذا السبب هناك تجهيز للبشرية. ليس على الجميع الاستعداد. لكن يجب أن تستعد في جميع الدول والتقاليد الدينية للبشرية للبدء في اكتساب فهم حقيقي لمأزقها وفرصها العظيمة.
لا يوجد شيء أكثر أهمية في العالم من هذا، لأن كل ما هو قيم يمكن أن يضيع في مواجهة التحديات الكبرى القادمة. هذا هو السبب في أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من أستقبال الوحي الجديد بالنسبة لك كفرد وللأسرة البشرية.
مع المعرفة الروحية، ستعرف كيفية المضي قدماً. بدون معرفة روحية، ستدخل في زيادة الإحباط والارتباك واليأس في مواجهة المحن العظيمة وعدم اليقين القادم. هذه نبوءة الرب للبشرية. رسول الرب هنا لتقديم هذا.
هناك الآلاف من التعاليم الروحية في العالم اليوم، ولكن هناك رسول واحد فقط. هناك رسالة جديدة واحدة فقط من الرب. إذا لم تقبل هذا، فذلك لأنك تخشى أن تكون الإجابة قد أعطيت أخيراً وأنها ستتطلب أشياء عظيمة منك ومسؤولية أعظم تجاهك.
سترى من يستطيع الإستجابة ومن لا يستطيع، وجميع الأسباب التي يقدمها الناس لإنكار ما يعد بإنقاذ الأسرة البشرية. يكشف النور الظلام وكل ما هو مخفي هناك. يكشف النور ما كان مخفياً وما كان مستتراً وما تم تسميته زوراً بأسماء أخرى. في هذا الزمن من الوحي، سترى ما هو صحيح وما هو باطل. وسوف تكون الفروق واضحة.
تحلى بإيمان عظيم، إذن، بأن قوة وحضور المعرفة الروحية معك. لاتزال غير فاسدة بداخلك. عقلك مرتبك وخائف ومليء بالأفكار المقيدة و الخاطئة. ولكن قوة المعرفة الروحية معك. هذا هو السبب في أن حياتك لها وعد كبير على الرغم من ظروفك و صعوباتك اليوم.
التحضير متطلب، لأن الحرية يجب الفوز بها. لا يمكن افتراضها فقط. يجب أن تتخلى عن ما ينكر أن تصبح شديدة في داخلك. إنها مطلب على البشر. إنها مطلب وليس مجرد عزاء.
اسمع، إذن، الصوت الذي يتحدث عن قوة الخلق — صوت أعظم من صوتك، صوت يتجاوز الفرد، صوت يتحدث عن حضور عظيم وتسلسل هرمي في العالم، صوت لا يمكنكم تحديده، صوت ليس جزءاً من تقاليدكم. لكن هذا الصوت هو الذي تحدث إلى عظماء المحررين والرسل في الماضي، صوت مثل هذا، يأخذهم إلى ما هو أبعد من فهمهم الحالي ويهيئهم لتقديم ذلك لشعوبهم بأفضل ما لديهم من قدرات.
استجب لهذا النداء العظيم وسوف تبدأ حياتك في التحرك، وستصبح أخطائك واضحة. سيبدأ في تغيير ولائك للناس والأماكن والأشياء كعمل طبيعي وأساسي ومتناغم مع تجربتك الأعمق.
يطلب منك الرب فقط أن تعود إلى ما هو حقيقي داخل نفسك وداخل الآخرين. ليس عليك أن تكون رائعاً أو نقياً تماماً أو تكون شخص لا تشوبه شائبة، لأن ذلك لن يحدث. حتى الأعظم بينكم سيكون لديه شكوكه وموانعه.
فليكن هذا فهمك.




