هناك وحي جديد عن الرب، وحي يخرج الرب من التاريخ القديم للبشرية، من الصراعات والأوهام وسوء فهم الإنسانية. يأخذ هذا الوحي الرب إلى المنظر الأكبر للحياة في الكون والذي يطلق عليه المجتمع الأعظم.
أنت بحاجة إلى هذا الفهم الجديد للرب الآن لأن رب القدماء كان رباً صغيراً، رب عالمكم وزمنكم، رب ثقافاتكم، رب شعوبكم في العصور القديمة.
لكن البشرية كبرت عن هذا الرب، هذا الرب البشري، هذا الرب الغاضب، هذا الرب الإنتقامي، هذا الرب الذي يبدو أنه إسقاط لشخصيتكم وميولكم.
ليس الأمر أن القدماء كانوا مخطئين؛ كل ما في الأمر أن فهمهم كان محدوداً. ليس الأمر أنهم خلقوا رباً على شاكلتهم؛ بل إنهم لم يتمكنوا من فهم رباً كان يفوق شاكلتهم.
يقدم الوحي الجديد الرب في سياق أعظم، ضمن سياق الحياة الذكية في الكون. وهو ليس سياقاً بشرياً، لأن الذي تواجهونه ليس كوناً بشرياً.
إنه ليس رباً منشغلاً بهذا العالم وحده. وليس رباً يحكم بالطريقة التي تحكمون بها أو يدين بالطريقة التي تدينون بها. وليس رباً يحتاج إلى التسبيح والعبادة، ويجب أن يكون له طاعة وتملق. هذا هو رب القبيلة القديم. هذا هو الرب القديم الذي يفضل أمة على أخرى، وشعب على شعب آخر. هذه فكرة قديمة عن الرب.
لكن الرب لم يكن هكذا أبداً، كما ترى. فالرب الذي نظر إليه الناس وعبدوه، والرب الذي فهمه الناس وأساؤوا فهمه كان دائماً رب المجتمع الأعظم — المساحات الشاسعة من الفضاء، والأبعاد الأخرى للواقع، والأعراق التي لا حصر لها من الكائنات المختلفة جداً عن الأسرة البشرية.
هذا هو رب الكون الواحد — وليس رب عالم واحد، أو شعب واحد، أو قبيلة واحدة؛ وليس رباً يفكر، أو يفعل، أو يتصرف بالطريقة التي يفكر بها البشر ويفعلون ويتصرفون بها.
هذا الرب لا يقتصر على وحي واحد للبشرية، فقد كانت هناك وُحِي متعاقبة على البشرية. والآن يوجد وحي جديد للبشرية لإعداد الأسرة البشرية للتغيير العظيم الذي سيأتي إلى العالم ولإعداد البشرية لمستقبلها ومصيرها ولقائها مع مجتمع أعظم من الحياة الذكية في الكون.
لن يكون من الممكن لك التفكير في الرب بالطرق القديمة إذا كنت تريد أن تفهم وحي الرب الجديد للعالم. لن تتمكن من فهم واقع وأهمية الحياة الذكية في الكون إذا فكرت في الرب بالطرق القديمة.
لأن الرب القديم كان حصرياً للبشرية — رب أمة واحدة، رب شعب واحد، رب عرق واحد، رب عالم واحد فقط.
هذا هو السبب في أن الرب القديم كان محدوداً للغاية ومميزاً بالشبه الكبير بالبشرية وحدها لفهم طبيعة الرب الحقيقية وهدفه، حتى هنا في هذا العالم.
أخذ الرب القديم الناس إلى الحرب. و بدا أن الرب القديم لا يهتم برفاهية الناس والأمم التي لم يفضلها الرب. تم استخدام الرب القديم من قبل الملوك والعاهلين والأمم لتبرير وتضخيم مظالم وطموحات أمتهم.
بدا أن الرب القديم مسرور بمعاقبة الناس على الأخطاء الحتمية التي سوف ترتكبها البشرية في حالتها المنفصلة التي تعيشها في هذا العالم.
و هكذا فإن مفهوم الجنة والجحيم بأكمله مبني على الإيمان والافتراضات حول الرب القديم.
لكن الرب الجديد، رب المجتمع الأعظم، رب واقع أعظم من واقعكم، يتطلب إعادة تعريف كل هذه الأشياء. لأن حقيقة الرب تختلف تماماً عما كان يُنظر إليها ويؤمن بها في الماضي.
فالرب لايفضل أمة على أخرى. والرب لا يقود الشعوب إلى الحرب. ولا يريد الرب أن تنتصر أمة على أمة أخرى أو يغزو شعب على شعب آخر.
الرب لا يشاء الكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض والمصائب. يمكنك إلقاء اللوم على الرب القديم على هذه الأشياء، و لكن ليس على الرب الجديد. لأن الرب قد أطلق قوى الطبيعة والتطور والتغير الجيولوجي في بداية الزمان، وهذا كله يعمل من تلقاء نفسه الآن.
الرب ذكي. ليس على الرب أن يدير كل شيء صغير. ليس على الرب أن ينقل الدم عبر عروقك أو يشغل ملايين من خلاياك. ليس على الرب أن يدير طقس العالم.
ليس على الرب أن يدير دول العالم، واقتصادات العالم. فكل شيء وضع في حركة. تمت الحركة منذ بداية الوقت.
لكن الرب يراقب العالم وجميع العوالم — ينادي المنفصلين إلى العودة، ويدعو من خلال سُبُل الدين، ويدعو من خلال سُبُل الضمير، ويدعو من خلال سُبُل الحب الحقيقي والإعتراف.
لا يهتم رب الكون بمعتقداتكم الدينية طالما أنها يمكن أن تساعدكم في إيصالكم إلى المعرفة الروحية الأعمق التي وضعها الرب في داخلكم — و هو ذكاء أعمق وضعه الرب بداخلك لإرشادك وحمايتك ولكي يقودك إلى خدمة ومساهمة أعظم في العالم.
كانت المؤسسات الدينية تهيمن على الرب القديم. وإذا لم تؤيد هذه المؤسسات وتؤمن بأيديولوجيتها، فقد اعتبر أنك ستُرسل إلى الجحيم، وأنك كنت تهين الرب. لكن الرب لا يهتم بهذه الأمور.
إن معتقدات البشرية وفتنتها وهواجسها وأوهامها ليست هي ما يحرك الرب. إنها الحركة العميقة للقلب والضمير. إنه فعل العطاء الغير أناني. إنه فعل التسامح والرغبة في المساهمة بما يتجاوز احتياجات الفرد الشخصية وتفضيلاته. إنه اعتراف من شخص لآخر. إنه عدو يصبح صديقاً. إنه شفاء العالم الطبيعي الذي تم سلبه. هذه هي الأشياء التي تحرك سلطان الكون.
إذا كنت تريد أن تفهم مصير البشرية ومستقبلها ضمن المجتمع الأعظم للحياة في الكون، وإذا كنت تريد أن تفهم كيفية الاستعداد لأمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم، فيجب أن يكون لديك تجربة وفهم جديدين للإله.
إذا تمسكت بالأفكار القديمة، و بالتعريفات القديمة، فلن تفهم ما تواجهه البشرية وكيف تستعد. ستعتقد أنها نهاية الوقت. ستعتقد أنه العقاب العظيم. ستعتقد أنها المعركة النهائية — كل هذه الأنواع من الأشياء التي يبدو أنها تشير إلى خاتمة كبرى للتجربة الإنسانية.
لكن الإنسانية تترك مرحلة واحدة من تطورها وتدخل مرحلة أخرى. إنه انتقال عظيم من عالم المجتمعات القبلية والفصائل المتحاربة إلى إنسانية أكثر اتحاداً وقوة — إنسانية يمكنها أن تعيش وتعمل وتبقى حرة داخل مجتمع أعظم من الحياة؛ إنسانية يمكن أن تواجه تدخلاً من أعراق أخرى في الكون ويمكنها وضع قواعد الاشتباك الخاصة بها هنا؛ إنسانية متحدة يمكنها أن تتعلم العيش داخل حدود هذا العالم وموارده المحدودة، دون دفعها إلى النسيان والانحدار.
سوف تحتاج إنسانية متحدة إلى تجربة وفهم جديدين للألوهية إذا أرادت القيام بهذا الانتقال العظيم وتجنب الإغراء المتنامي بالاستمرار نحو الصراع والمنافسة والحرب. في مواجهة عالم من الموارد المتدهورة، وعالم من الاضطرابات البيئية، وعالم من الطقس العنيف وعدم الاستقرار الاقتصادي المتزايد، سوف تحتاج إلى تجربة أعظم للألوهية وخاصة قوة المعرفة الروحية داخل نفسك. لأنه في هذا المستوى الأعمق تحت سطح عقلك سوف يلمسك الرب ويحركك، بقوة الجاذبية الإلهية.
لا يمكنك فهم الرب بفكرك. لا يمكنك اختزال الرب داخل مبدأ عقلاني. يجب أن ترى أن الرب لا يقوم بتشغيل جميع وظائف العالم، لأنها جميعها وضعت في حركة عند بداية الزمان.
لا يوجد صراع هنا بين الخلق والتطور. لا يوجد حقاً صراع بين الدين والعلم. لقد ولدوا جميعاً من نفس الواقع، ونفس الاحتياجات لفهم الحياة، ونفس الاحتياجات لتصحيح الخطأ البشري وإنشاء مستقبل سليم وآمن للأسرة البشرية.
أفسدت نفس القوى الدين والعلم — الرغبة في السلطة الفردية، وهيمنة مجموعة على أخرى، مؤسسات تقاتل بعضها من أجل السيادة. كلاهما متعصب في حد ذاته وكلاهما يميل إلى أن يكون محدوداً ومدافعاً عن نفسه.
بدلاً من محاولة ربط الماضي بالحاضر والمستقبل، من الأفضل ترك الماضي يرحل، لترى أن فهم البشرية للإله هو عملية تطورية في حد ذاتها. إذا حاولت ربط المستقبل بالماضي، فإما ستنكر المستقبل أو سيتعين عليك تغيير فهمك للماضي.
لن تتحقق النبوءات القديمة. لن يعود المسيح إلى العالم. لقد حان الوقت الآن لظهور المعرفة الروحية. إنه عصر التعاون الإنساني والمسؤولية الإنسانية. لن يأتي أي زعيم عظيم ويقود البشرية إلى المستقبل المجيد. لا أحد سوف يأتي ويصفّ كل الحسابات وينتقم من الأشرار. هذه هي الفكرة القديمة عن الرب. ولم تعد لها صلة، ولم تكن حقيقية أبداً من البداية. إنها رغبة الناس في إيجاد حل نهائي لمعضلة الحياة، ومسائل الحياة، ومشكلة الحياة.
لقد تم إرسالك إلى العالم لتقديم مساهمة هنا، مساهمة محددة تتعلق بأشخاص معينين في مواقف معينة. لا تعتقد أنك تفهم هذا بعد. لا تفترض بعد أنك مشترك بشكل كامل في هذه الأمور حتى الآن.
لا تعتقد أنه من خلال الإيمان بأيديولوجية دينية سوف يتم إنقاذك. لأنك إذا لم تفعل ما جئت إلى هنا لتفعله، إذا لم تنخرط مع أولئك الذين من المفترض أن تنخرط معهم وتساهم بهداياك، فإن الإيمان وحده لن يسد الفجوة وينهي الانفصال بينك وبين الرب.
لتتحد مع الرب، عليك أن تصبح أشبه بما خلقه الرب فيك حقاً. لقد وضع الرب فيك المعرفة الروحية لترشدك وتخلصك. المعتقدات ثانوية وغالباً ما تقف في طريق هذا الخلاص.
إن التفكير في أن دينك هو الدين الصحيح الوحيد سوف يقف في طريق خلاصك. إن إدانة الأمم والشعوب والأديان الأخرى سوف تمنعك من الحصول على هذا الخلاص. كونك متزمت ومدافعاً عن إيمانك سوف يعميك، وسوف تدير ظهرك للرب.
يجب أن تتحلى بالشجاعة والأيمان بالإله لكي تفكر في الرب من جديد، وأن تدرك مسؤولياتك هنا وأن تدرك بأنك أرسلت إلى العالم لتكون مساهماً، وليس قاضياً أو ناقداً.
هنا يجب أن تدرك أن الرب هو من شرع جميع أديان العالم وأن الناس قد غيروها جميعها، حتى أنهم تغيروا جذرياً. لذلك، لتصحيح أخطاء الماضي، ولتجديد الإيمان الحقيقي ولإظهار الحقيقة العظيمة للأديان القديمة في شكلها النقي، أرسل الرب وحياً جديداً إلى العالم، ليس لاستبدال أديان العالم، ولكن لتوضيحها ومنحها شدة وقوة جديدة ووحدة أعظم مع بعضها البعض.
ومع ذلك، فهو ليس مجرد تصحيح؛ بل هو تحضير لمستقبل لا يشبه الماضي. أنتم تواجهون كوناً غير بشري. أنتم تواجهون دماراً بيئياً وانعدام استقرار وأمن متناميين في العالم. أنتم تواجهون عالماً من الموارد المتدهورة، عالماً سوف يضطر فيه على السكان المتزايدين باستمرار الشرب من بئر يتقلص ببطء. يمكنك أن تصلي إلى الرب لينقذك، لكن الرب أرسلك هنا لإنقاذ العالم، لتلعب دورك الصغير ولكن الأساسي في هذا.
إنها ليست نهاية الوقت. إنه انتقال عظيم. إنها ليست نهاية العالم. إنه وقت حساب عظيم وزمن جديد للوحي.
سوف تنتهي أشياء كثيرة. ويجب تغيير العديد من أساليب الحياة. يجب أن يتغير فهم الإنسان. يجب أن تنمو المسؤولية الإنسانية. يجب أن ينمو العطف الإنساني. يجب أن ينمو الغفران الإنساني. سوف يبدو الأمر وكأنه نهاية الزمان، وكأن العالم كله يسقط عليكم، وقت تغير واضطراب كارثي. لكنه حقاً وقت تنضج فيه البشرية، وتصبح حكيمة وتستعد لمستقبلها.
وحده الرب يعلم ما سيأتي في الأفق، والرب وحده قادر على إعدادك لهذا تماماً. قد تتعرف على حلول معينة لجوانب مشاكل العالم، ولكن لا يمكنك أن تعد نفسك لأمواج التغيير العظيمة أو في مواجهتكم مع الحياة الذكية في الكون.
لقد أرسل الرب وحياً جديداً إلى العالم لإعداد البشرية لمستقبلها، وتحذير البشرية من المخاطر الجسيمة داخل العالم وخارجه، ومباركة البشرية بقوة وحضور المعرفة الروحية التي وُضعت كقوة أعمق داخل كل شخص حتى تختار الإنسانية السلام على الحرب، والتعاون على الانقسام، و القرار بشأن فقدان الثقة، والحرية على الاستسلام، والمسؤولية على الضعف.
هذه ليست العناية الإلهية لعدد قليل من الأفراد الملهمين أو بضع مجموعات صغيرة تعمل على دعم الأسرة البشرية. يجب أن يكون شيئاً يصل إلى كل مكان. لن يضطر الجميع إلى تلقي الرسالة الجديدة من الرب والإيمان بها، ولكن يجب أن تصل إلى عدد كافٍ من الناس ليكون لها تأثيرها هنا، لتوفير وعي وتجربة جديدة للإلهية في حياتكم والحركة الأعمق لحياتكم.
هنا سيتعين عليك التخلي عن مفاهيمك عن الجنة والنار، وإيمانك بيوم الحساب الأخير وكل هذه الأشياء، لأنها لن تتناسب مع الواقع الأعظم الذي تدخلونه.
إذا اتبعت المعرفة الروحية، فسوف تصبح أقرب إلى الرب. إذا أنكرت المعرفة الروحية واتبعت مخاوفك وطموحاتك، فسوف تصبح بعيداً عن الرب. إذا ساهمت بهداياك في العالم، فلن تحتاج إلى المجيء إلى هنا مرة أخرى. ستكون قد أكملت هذه الدورة من تطورك وتقدمك.
لن يعيدك الرب إلى الجنة فحسب. سيضعك الرب للعمل في الكون، في واقع المنفصلين. لديك العديد من المهام الحالية والعديد من المهام المستقبلية. أنت لا تهرب من هؤلاء إلى الجنة، لأن هناك الكثير من العمل للقيام به، كما ترى. الرب لن يضيع هذه الفرصة. يجب أن يكون خلاصك مصدر إلهام للآخرين ويجب أن يستمر في إحداث صدى وتأثير إيجابي على الحياة في الكون.
لن يتم إرسال أحد إلى الجحيم. لكن الناس يعيشون بالفعل في الجحيم، كونهم منفصلين عن الرب — جحيم خيالهم المخيف، جحيم كرههم لذاتهم وكرههم للآخرين، وجحيم ظروفهم، جحيم عزلتهم. نعم، هناك جُحْمٌ أسوأ من هذا ولكن الرب لن يرسلك إلى هناك.
و لكن إذا تم إقصاؤك من نعمة الرب وقوته، وعناية الرب وإرشاد الرب، فإن جحيمك سيتعمق ويمكن أن يبدو بلا نهاية. لكنه ليس بلا نهاية، لأن الرب قد وضع المعرفة الروحية بداخلك، وفي النهاية سوف تدرك أنه يجب عليك اتباع هذه المعرفة الروحية، يجب عليك قبول هذه المعرفة الروحية وأن المعرفة الروحية فقط هي التي يمكن أن تأخذك من جحيم انفصالك، من عزلتك ومن مظالمك وإنكارك لذاتك.
في النهاية، سيستعيد الرب الجميع، حتى الأكثر شراً. سوف يكون عليهم فقط العمل لفترة أطول لتخليص أنفسهم؛ سيتعين عليهم بذل المزيد لمواجهة آثارهم الضارة على الآخرين. هنا يجب أن يكون الملوك حاملين للمياه ويزرعون الحقول. هنا سيتعين على الطغاة أن يمسحوا الشوارع.
الناس ليسوا صبورين. إنهم يريدون يوم الحساب؛ يريدون الانتهاء من كل شيء. إنهم لا يريدون أن يضطروا إلى العيش مع أسئلة عظيمة، أسئلة عظيمة لم يتم حلها. إنهم يريدون أن يعاقب الرب الآخرين الذين لا يستطيعون أو لن يعاقبوهم بأنفسهم. إنهم يعتقدون أنهم يعرفون ما هي العدالة.
هذا هو السبب في أن الرب القديم مليء بالانتقام والغضب والنبذ، مما اضطر الناس إلى الاعتقاد بتهديد الموت والنار. هذه طريقة بدائية للنظر إلى الحياة. إنها طريقة جاهلة للنظر إلى الحياة. إنها لا تفسر حقيقة الإله أو حقيقة طبيعتك الإلهية ومصيرك.
سوف يدعو الرب الجميع للرجوع في النهاية، ولكن النهاية قد تستغرق وقتاً طويلاً من الآن. في غضون ذلك أنت تعاني؛ وتعيش في ظلام واضطراب. أنت لا تدرك قوتك أو قيمتك أو شدة المعرفة الروحية الأعظم بداخلك التي تنتظر اكتشافها والتي تحاول إنقاذك، حتى في هذه اللحظة.
إذا أرادت البشرية أن تفلت من الانهيار العظيم في المستقبل، وإذا كنت ستهرب من سيطرة الأعراق الأخرى من الكون، فيجب عليك الآن الاستماع واكتساب فهم جديد وأعظم للحضور الإلهي والقوة في حياتك، الطبيعة الحقيقية لمصير البشر وما سيكون مطلوباً من الشعوب والجماعات والدول للاختيار بحكمة في مواجهة عالم متغير.
هنا يتم توضيح معتقداتكم القديمة وتنقيتها. هنا لا تتخلون عن التقاليد العظيمة. بدلاً من ذلك، ترون علاقتهم ببعضهم البعض، والقيمة العظيمة والحكمة التي هي من صميم تعليمهم.
لكن علم الكونيات الخاص بكم سيتغير لأنكم تدخلون إلى المجتمع الأعظم. لا يمكن أن يكون دينكم الآن ديناً لعالم واحد أو شعب واحد بمفرده. يجب أن يكون دين مجتمع أعظم مع رب الكون، وروحانية الكون، التي توحدكم وتربطكم ببعضكم البعض على الرغم من اختلاف آرائكم وتفسيراتكم.
قاتل ضد هذا وأنت تقاتل ضد إرادة الرب وهدفه للبشرية. أرفض هذا وسوف ترفض مستقبلك وتطورك والتعليم الابتدائي الذي يجب أن تحصل عليه في هذا الوقت. هاجم وحي الرب الجديد وسوف تبعد نفسك عن قوة الرب وحضوره في حياتك.
هذه الوُحِي، جميعها متصلة. ولكن يجب أن ترى موضوعهم النقي ومحتواهم لفهم ذلك.
الكثير مما يؤمن به الناس هو مجرد خلق بشري — القصص والمعجزات وتقاليد القصص والمعجزات — من صنع الإنسان. أن الرب خلق العالم في أيام قليلة [هو] تأليف بشري، محاولة من خلال فهم محدود فهم حقيقة وغموض الخلق. إن الأمر أشبه بمطالبة طفل في الخامسة من عمره بالتحدث عن تطور العالم. يمكنهم فعل ذلك فقط بلغة بسيطة وقصص بسيطة وإطار زمني بسيط. لا يمكنهم حتى الآن فهم اتساع وضخامة وتعقيد ما ينظرون إليه.
لذلك كلما وسعت وعيك وفهمك، تكتسب فهماً أعظم للإله ومعجزة الخلق ومعجزة الخلاص الأعظم.
هنا الرب الجديد هو الرب القديم الذي كشف الحجاب عنه، الموضح، غير الملبس بالمفاهيم القديمة أو الأساطير القديمة. لأنه لا يوجد سوى رب واحد وهو رب جميع الأكوان، رب جميع الأعراق. لدى الرب خطة خلاص لكل واحد، ويتم استعادة كل واحد بالمعرفة الروحية، لأن الرب وضع المعرفة الروحية في كل واحد.
وعلى الرغم من أن معظم الأعراق في الكون أقل حرية بكثير من البشرية في هذا الوقت — العديد من الأعراق تعاني من إخضاع أعراق أخرى، أو أصبحت علمانية وتكنولوجية تماماً في تركيزها — لا تزال هناك خطة للخلاص لهم جميعاً.
لكن هل يمكنك أن تقول ما هذا؟ بالطبع لا. هل يمكنك تحديد مشيئة الرب وخطته للكون؟ بالطبع لا. هل يمكنك حتى فهم مجتمع أعظم من الحياة الذكية — مليار ومليار ومليار من الأعراق وأكثر من ذلك بكثير؟
هنا بدلاً من محاولة جعل الحياة تتناسب مع إيديولوجيتك، وحشر كل شيء في فهمك المحدود، تبدأ في اتباع قوة وحضور المعرفة الروحية بداخلك. هذا يكشف عن حضور الرب وخطته لحياتك. وأنت تدرك أنه وراء الفكر، هناك بُعد أعظم لوجودك وأن الفكر يجب أن يخدم هذا.
هنا تتوقف عن إعلان أنك تعرف مشيئة الرب، وتصبح متواضعاً، وتسمح بإرادة الرب لك ولهذه المره أن تكشف. وإذا كانت نيتك نقية، فسوف تتبع شيئاً ما دون التوصل إلى استنتاجات عظيمة، دون إعلان نفسك، دون صياغة أيديولوجية جديدة هي حقاً من صنع الإنسان.
المعرفة الروحية تعرف إلى أين أنت ذاهب. المعرفة الروحية تعرف ما سوف يأتي في الأفق. تحاول المعرفة الروحية حمايتك وإعدادك حتى في هذه اللحظة. لكنك لا تدرك بعد قوة المعرفة الروحية وحضورها داخل نفسك بما يكفي لسماع رسائلها، والاستماع إلى تحذيراتها، وتلقي إرشاداتها. هذا هو السبب في أن وحي الرب الجديد يوفر الخطوات إلى المعرفة الروحية، حتى تتمكن من الوصول إلى هذا الواقع الأعمق وهذا التيار الأعمق لحياتك.
لا يمكن للإنسانية أن تنقذ نفسها الآن. لا يمكن أن تأتي بحل واحد لأمواج التغيير العظيمة. إنها لا تعرف كيف تعد نفسها لعالم من الحياة الذكية — بيئة تنافسية على نطاق لا يمكنك حتى تخيله. هذا هو سبب وجود رسالة جديدة من الرب في العالم — لتوفير الوحي والتحذير والتشجيع والإعداد.
هنا يجب أن تصبح شخصاً يمكنه العمل في المجتمع الأعظم، وشخصاً يمكنه التفكير من منظور العالم بأسره، شخصاً غير مقيد ومحصور بفهم سابق محدود للغاية وغير كافٍ لتمكينك من إدراك ظروفك المتغيرة والتحديات العظيمة القادمة.
هنا يفتح الوحي الجديد الأبواب، ويوسع وعيك وإدراكك، ويحررك من الأفكار القديمة التي لن تسمح لك أبداً برؤية الحاضر والمستقبل، ويحررك من الإدانة، ويعيد إليك غموض وقوة حياتك وهدفك الأعظم في العالم.
الرب لديه خطة أعظم للأسرة البشرية، ولكن لايمكن اتباع هذه الخطة بشكل فردي إلا من خلال المعرفة الروحية، من خلال التعاون والاعتراف بين الشعوب، من خلال المسؤولية البيئية، من خلال المساءلة أمام الأسرة البشرية، من خلال التواضع والبساطة دون غرور، ودون إدانة، ودون كبرياء النفس. لأن هذه كلها اختراعات بشرية.
و هي لا تقتصر على الإنسانية وحدها. توجد مثل هذه الميول في جميع أنحاء الكون. إنه نتيجة الانفصال، الانفصال العظيم عن الرب الذي أطلق حركة خلق الكون المادي وتوسعه. الكون المادي ليس سوى جزء صغير من خلق الرب.
لكن الأمر متروك لك لتتعلمه. لديك رحلة ومصير أعظم لتقوم به هنا. ولكن سيتعين عليك السماح لعقلك بالتوسع، وفتح عينيك وأذنيك لتسمع ما إذا كنت تريد الحصول على هذا الإعداد والفهم الأعظم.
إن الأديان القديمة، إذا بقت في ازدراء بعضها البعض، فقد تصبح مهجورة بالفعل وسوف تصبح كذلك بشكل متزايد في المستقبل. الآن يجب أن ترى عيسى داخل المجتمع الأعظم، ومحمد وبوذا وجميع القديسين والمبعوثين العظماء في سياق أكبر — ضمن سلسلة أعظم من الوُحِيّ، كل منها يقرب البشرية من الحضارة العالمية، وإلى تعاون أعظم وتجربة أعمق للضمير الذي وضعه الرب فيكم. وبهذا المعنى، فإن جميع الأديان تكون عالمية؛ كلهم يهدفون إلى دعم بعضهم البعض بدلاً من التنافس وشجب بعضهم البعض.
إن مشيئة الرب هي أن تتحد البشرية، وتحافظ على العالم، وتستعد لمستقبله في مجتمع أعظم — مستقبل سيتم فيه تحدي حرية البشرية مراراً وتكراراً، ومستقبل يتم فيه اغراء البشرية بعروض التكنولوجيا الفضائية، ومستقبل به العديد من المخاطر، ولكن مستقبلا يجب أن تحافظ فيه البشرية على حرية الإنسان وسيادته داخل هذا العالم. أفقدوا هذا وسوف تفقدون كل شيء — كل الإنجازات البشرية.
وحده الوحي الجديد من الرب يمكنه أن يُظهر لكم هذه الأشياء، لأنها لم تكن جزءاً من وُحِي الرب السابقين. لأن البشرية لم تكن بحاجة إلى معرفة المجتمع الأعظم، ولم تكن الإنسانية تواجه عالماً في حالة تدهور في العصور السابقة.
لكنكم الآن تواجهون هذه الأشياء، ويجب أن تستعدوا. ولهذا السبب تم إرسال مبعوث إلى العالم يحمل رسالة جديدة من الرب. إنه ليس منقذاً. إنه ليس رائعاً. إنه بسيط ومتواضع. وهو الرسول.
لذا مرة أخرى تواجه البشرية تحدياً بوحي جديد. هل يمكنها تلقي هذا؟ هل يمكنها استيعاب هذا؟ هل يمكنها قبول هذا، أم سوف تقاتل وتناضل وتندد وتستمر في أساليبها العنيفة والجاهلة؟ هل سيظل العقل البشري يحاول استبدال قوة المعرفة الروحية داخل الفرد؟ هل سينمو الدين ويتوسع، أم أنه سينكمش ويصبح مدافعاً عن نفسه؟
هل سيتمكن الناس من التغيير، وإحداث تغيير حقيقي في قلوبهم لإعدادهم للمستقبل وضمان حياة أعظم لهم و أمناً أعظم في العالم؟ هذه أسئلة لا يمكن سوى الناس الإجابة عليها.
لكن الوحي عليكم لأن الحاجات العظيمة عليكم. والرب لديه المزيد ليقوله للأسرة البشرية وقد قدم وحياً جديداً وطريقة جديدة للمضي قدماً.
لقد جاء هذا من الرب الجديد، الجديد فقط على فهمكم. لأنه لا يوجد سوى رب واحد، وهذا الرب ليس جديداً ولا قديماً، ولكنه كان دائماً كذلك. إن فهم البشرية هو الذي يجب أن يتطور الآن، وقد أُعطي وحي جديد لجعل هذا ممكناً.
لقد أُعطي الوحي في مواجهة الضرورة العظيمة، لأن البشرية لا تعترف بأمواج التغيير العظيمة ولا تستجيب لحضور قوى من المجتمع الأعظم، الموجودة في العالم للاستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة. الإنسانية لا تستجيب ولا يمكنها أن تعد نفسها في الوقت المناسب، ولهذا السبب أُعطي الوحي.
كما يتم منحه لرفع فهم البشرية لطبيعتها الروحية و واقعها إلى مستوى المعرفة الروحية، حيث لا توجد صراعات وخلاف بين الشعوب. لأن المعرفة الروحية لا يمكن أن تكون معارضة لنفسها، وقد نشأت حقيقتك الروحية الأعظم وهويتك في وئام مع الآخرين. فقط غرور الافتراض البشري والحضور المهيمن للخوف والمنافسة هو الذي يدفع الناس بعيداً عن طبيعتهم الحقيقية والهدف منها هنا.
و لكن كن مبتهجاً، لأنه يتم إرسال رسالة عظيمة إلى العالم من خالق كل أشكال الحياة في الكون. تمتع بثقة أعظم، لأن قوة المعرفة الروحية وحضورها في داخلك. عندما تتعلم أن تأخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، سوف تجد قوتها ونعمتها وإرشادها لنفسك وللآخرين. وسوف ترى أن الرب قد خلقك حقاً وأرسلك إلى العالم لهدف أعظم، وأن لديك مصيراً أعظم يتجاوز هذا العالم، ومستقبلاً أعظم داخل وخارج حدود الزمن.




