القدرة على التحمل


Marshall Vian Summers
ديسمبر 10, 2014

:

()

تقف الإنسانية على عتبة أعظم تغيير شهدته على الإطلاق، عالم يواجه مناخاً متغيراً، واضطرابا عظيماً، وخلافاً اقتصادياً واجتماعياً عظيماً، حيث تواجه البشرية، الغير مستعدة كما هي، تجربة عالمية جديدة — عالم أكثر صعوبة، عالم من تقلص الموارد والطقس العنيف، عالم حيث يتعين على البشرية اتخاذ قرارات أساسية للغاية بشأن كيفية الإستجابة والإستعداد لنوع مختلف من المستقبل.

الناس في العالم ما زالوا نائمين أو مضطهدين. الأثرياء نائمون، ولا يزالون يحلمون بأحلامهم بالثراء وتحقيق الذات بينما يكافح معظم العالم من أجل البقاء تحت وطأة الفقر والقمع السياسي والديني.

في هذا الوضع الذي يبدو ميئوساً منه، أرسل رب الأكوان رسالة عظيمة للبشرية، ووحياً جديداً للعالم — تحذيراً عظيماً، وتمكيناً عظيماً، واستعداداً عظيماً.

إذا تمكنت حقاً من التعرف على حالة العالم وحالتك بداخله، فسوف ترى الحاجة العظيمة للرب بأن يتكلم مرة أخرى. وقد تكلم الرب مرة أخرى، معطياً البشرية الآن أكبر وحي تم تقديمه على الإطلاق لهذا العالم لإعداد البشرية لعالم جديد ولإعداد البشرية لمشاركتها في عالم مليء بالحياة الذكية — مجتمع أعظم للحياة، بانوراما رائعة للحياة، مجتمع لا تعرف البشرية شيئاً عنه على الإطلاق، كون غير بشري حيث الحرية نادرة.

إذا كان لديك الصدق والتواضع لبدء مواجهة الحالة الحقيقية لحياتك وعالمك، فسوف تدرك أن الوُحِيّ العظيمة في الماضي لا يمكن لها أن تهيء البشرية لما تواجهه الآن. نظراً لأنه في العصور القديمة، كانت الوُحِيّ مناسبه لأوقاتهم ومكانهم وما زالوا يحملون حكمة عظيمة وتعاليم عظيمة للإنسانية، لكنهم لا يستطيعون إعدادكم لما تواجهونه الآن.

الرب يعلم هذا بالطبع، لكن البشرية ما زالت ضائعة في انشغالاتها، وتحذيراتها، وصراعاتها، ونزاعها الديني، وإحساسها بالتفوق.

حان الوقت الآن لتتعلم الطبيعة الحقيقية للروحانية البشرية، وارتباطك بمصدرك وكيف يعمل الرب في العالم، ويعمل من خلال الناس من الداخل إلى الخارج.

يعلم الرب أن البشرية في وضع حرج لا يمكنها أن تنقذ نفسها منه. إنها عمياء للغاية. إنها مشغولة للغاية. إنها مليئة بالازدراء والصراع. إنها ليست قوية بما يكفي أو متحدة بما يكفي للإستعداد من تلقاء نفسها. بصدق وتواضع، سوف ترى هذه الأشياء، لأنه لا يمكن إنكارها.

إنكم تواجهون حالة معقدة للغاية. سوف تحتاجون إلى وحي من الرب، بالإضافة إلى ذكائكم ومواردكم، للتعامل مع هذا، والإستعداد لهذا، والبقاء داخل هذا، وإذا كنت تستطيع القيام بهذه الأشياء، لبناء مستقبل أفضل للأسرة البشرية — أمن أعظم للعالم، ووحدة أعظم للأسرة البشرية، وقوة أعظم وإستدامة أعظم في هذا العالم وداخل المجتمع الأعظم الذي عشتم فيه دائماً.

يقف رسل الماضي العظماء، الذين أتوا جميعاً من التجمع الملائكي — العيسى والبوذا والمحمد — مع الرسول الذي يتم إرساله الآن إلى العالم، الرسول الوحيد الذي أرسل بوحي عظيم من الرب.

يا له من تحدٍ سوف يكون لكل من يستطيع الإستجابة. يا له من تحدٍ يضاف إلى التحدي العظيم للعالم الجديد والحياة في الكون.

لكن الرب أعطاك شدة أعظم وهدفاً أعظم لكونك في العالم في هذا الوقت. هدف عميق تحت الفكر، عميق تحت عقلك الشخصي — الذي تم تكييفه وتوجيهه والتلاعب به من قبل العالم من حولك — يتمتع هذا الذكاء الأعظم بشدتك وقدرتك على اجتياز التغيير العظيم القادم. له الوضوح والعلاقة مع الرب ليتردد صداه مع وحي الرب الجديد للعالم.

سوف يتم تحدي أيديولوجيات الناس ، لأن الرب يُدخل تصحيحاً عظيماً لفهم البشرية للتقاليد العظيمة و لمعنى الروحانية ، و هدف البشرية و مصيرها النهائي.

يا له من تحدٍ عظيم سوف يواجهه الأشخاص الذين بنوا حياتهم كلها على مجموعة من المعتقدات والتحذيرات، في حين أنهم في الحقيقة لا يعرفون شيئاً على الإطلاق عن خطة الرب العظمى وهدفه هنا.

لقد أعطاك الرب الشدة الآن. إنها تعيش في داخلك، عميقاً تحت سطح العقل. إنها غير فاسدة. إنها غير خائفة. لأنها تمثل الجزء الأبدي منك الذي لا يزال مرتبطاً بالرب، كما ترى. لا يهددها العالم. إنها لا تعيش في حالة من القلق المستمر، كما هو عقلك الشخصي. إنها ليست للعيش في عالم يسوده الهوس والإلهاء والقلق والازدراء — الأشياء ذاتها التي تحكم عقلك الشخصي وعقول كل من يسكن هنا.

الرب يفهم هذه الأشياء. لا يوجد حكم ضد الإنسانية. لا يوجد عقاب في انتظاركم. لكن يجب أن تستعدوا للإحتمالات. يجب أن تكتسبوا المكانة لتروا ما يأتي في الأفق بعيون صافية، دون كل معتقداتكم السابقة وقناعاتكم السياسية لتلوين رؤيتكم وأن تعميكم.

لا يكفي أن يدرك عدد قليل من الأفراد ذوي البصيرة التغيير العظيم، وحتى هذا الفهم الغير مكتمل، كما ترى. لأنهم لا يستطيعون رؤية الصورة كاملة، لأن ذلك يجب أن يُعطى في الوحي.

إذا كنت قادراً على البدء في مواجهة هذه الأشياء، وهو تحدٍ عظيم، نحن نفهم، سوف تشعر بالضعف؛ سوف تشعر بالعجز. قد تشعر باليأس. سوف تتساءل كيف يمكن للبشرية أن تشد نفسها من خلال هذا الوضع، وكيف سوف تكون قادرة على التوحد وتجميع حكمتها وذكائها ومهاراتها و وتكنولوجياتها في اتجاه إيجابي، بدلاً من إهدارها في الحرب والصراع. لا وقت لذلك الآن. لا يوجد وقت لمثل هذه الحماقة.

سوف تتساءل عن ما إذا كان هناك أي أمل على الإطلاق. سوف تنظر حولك، وسوف ترى العقول النائمة في كل مكان. سوف تنظر إلى العالم وترى الفساد والصراع والنضال والفتنة والفقر المدقع في كل مكان. وسوف تتساءل، ”كيف يمكن أن يعمل هذا أبداً؟“

هنا عقلك الشخصي ليس لديه إجابة. هنا ما تعلمته وما تم تعليمه لك على التفكير ليس له إجابة. إجاباتك، حتى لو كانت مناسبة، جزئية فقط، لأنك سوف تحتاج الآن إلى ألف إجابة، وليست لديك جميعها.

إن خالقك هو الذي سوف يتدخل في العالم، والأمر الذي يحدث، ربما، مرة واحدة كل ألف عام لتغيير اتجاه البشرية، لزرع بذور المزيد من الحكمة والقوة والشدة والتعاون هنا في وقت أعظم وأعظم فرصة وأعظم حاجة.

عليك أن تتجه إلى هذه الشدة التي وضعها الرب فيك وداخل الآخرين. وسوف يتعين عليك اتخاذ الخطوات إلى هذه المعرفة الروحية الأعظم، لأنك لا تستطيع أن تجد الطريق بنفسك. سوف يكون عليك أن تدرك أنه لا يمكنك أن تحكم حياتك مثل طاغية. لا يمكنك أن تحكم حياتك، حقاً، على الإطلاق، لكن يجب عليك إدارة عقلك وشؤونك ومعرفة مصدر قوتك الذي يعيش في داخلك، في هذه اللحظة، في انتظار من يكتشفه.

يتم استدعاؤها الآن، لأن السماء تغمق، والتغيير العظيم آتٍ — يضرب الشواطئ، ويحرق الصحاري، ويجفف الأراضي الزراعية. إنه هنا، هناك، يتزايد في التواتر والفعالية والتدمير.

لا يمكنك أن تكون مثيراً للشفقة. لا يمكنك أن تكون ضعيفاً. لا يمكنك ببساطة أن تصلي من أجل المعجزات، لأن الرب قد أرسلك إلى هنا للقيام بالعمل الحقيقي الذي يجب القيام به — هدفك ونشاطك الفريد الذي لم تكن على دراية به بعد. لأنه يختلف كثيراً عن أهدافك وأوهامك عن نفسك.
إذا استطعت أن تدرك حاجتك الخاصة — أن تكون غريباً عن نفسك، تعيش حياة صراع، تعيش الحياة الدنيوية، تعيش حياة الإهانة والإحباط — سوف ترى حاجتك إلى الوحي. هذا هو نفس الصدق، سواء كنت تبحث في الخارج أو تبحث في الداخل، هو الذي سوف يوصلك إلى نقطة التعرف هذه.

ربما تشعر أنك حققت أشياء عظيمة. ربما لديك فخر. ربما تنظر إلى الآخرين الذين لا يملكون شيئاً أو الذين يفشلون في محاولاتهم للحصول على ما لديك. لكنك أيضاً تقف على عتبة التغيير العظيم وليس لديك إجابة.

يمكن أن يضيع كل ما حصلت عليه. كل شيء تؤمن به يمكن تحطيمه. كل ما تفترض أنه صحيح يمكن أن يصبح غير صحيح. لأنك لا تعرف بعد القوة التي أتت بك إلى هنا وما أنت هنا حقاً لإنجازه.

يتحدث الرب الآن إلى عالم متعلم، وليس عالم من القبائل البدائية التي تعيش في مجتمعات حربية ولا تعرف شيئاً عن التطور الإجتماعي والحرية الشخصية. يتحدث الرب الآن إلى عالم من التواصل العالمي والوعي العالمي المتزايد.

إذاً الآن فإن الوحي لا يأتي في مواضيع رعوية أو حكايات، في قصص يجب أن يفسرها الخبراء أو المعلقون. يتم تقديمه بأبسط لغة مع الكثير من التكرار والتوضيح. يتم إحضاره بهذه الطريقة بحيث يمكن ترجمته بسهولة إلى لغات أخرى والتعبير عنه بسهولة وفهمه بسهولة للأشخاص من جميع المستويات الإجتماعية، من جميع المواقف الإجتماعية. يمكن لأفقر شخص في العالم أن يفهم. ومع ذلك فهو عميق جداً ولا يمكنك استيعابه بشكل كامل. بساطته تعبر عن عمقه العظيم.

هذه معجزة عصرك، تُعطى في وقت أشد الحاجة إليه، حاجة عظيمة لدرجة أن القليل من الناس يدركونها أو يمكنهم مواجهتها بصدق. هذه معجزة عصرك. هذه معجزة حياتك. لأنك وُجدت مثل خشبة في المحيط، تنجرف بلا هدف، بلا أمل. سواء كنت تعيش في فقر أو عظمة، كل هذا متشابه.

لا يكفي أن يتمكن عدد قليل من الناس في العالم من استعادة حالتهم الحقيقية والطبيعية. يجب أن يكون النداء الآن لأعداد أكبر من الناس للتقدم، لأن هذه السفينة مائلة. إنها غارقة في الماء. لكن الناس ما زالوا نائمين على سطح السفينة، مستمتعين بأشعة الشمس، غير مدركين أن السفينة الذي يقفون عليها معرض للخطر.

من سيعرف هذه الأشياء؟ من يستطيع أن ينظر بدون إدانة؟ من يستطيع أن ينظر بعطف، حتى لأولئك الذين يخطئون بشدة؟

تعيش الإنسانية في حلم، حلم الإنفصال. ومع ذلك، فقد أوجدتم الآن حالة للعالم من شأنها أن تغير منظر العالم وكل شيء فيه.

لقد وصلتم الآن إلى نقطة حيث سوف تسعى فيها الأعراق في الكون للسيطرة على عالمكم. انه عالم قيم جداً، انه غني جداً. أنتم لا تعرفون ثروته في كون من الكواكب القاحلة والمجتمعات المكافحة.

سوف يكشف وحي الرب عن طبيعة الحياة في الكون، وما يجب أن تعرفونه للبقاء على قيد الحياة هناك وبناء حريتكم والحفاظ عليها هناك، وهو ما سوف يكون تحدياً عظيماً.

لكن عليك أولاً أن تعرف شدتك، ويجب أن تبني قدرتك على التحمل للعيش في عالم متغير، لتعيش في عالم جديد. يجب أن تتمتع بقوة أعظم للتغلب على شكوكك وخوفك وضعفك واهتماماتك وميولك.

لقد أعطاك الرب إياها. لقد كانت معك طوال الوقت — في انتظار اكتشافها، في انتظار الوقت الذي يجب استدعائها فيه، في انتظار الظروف من حولك، والتي سوف تجعلها أمر ضرورياً وأساسياً لرفاهيتك وتحقيقك في العالم.

لأنك جئت إلى هنا للعطاء وللخدمة. لديك هدايا فريدة يجب أن تفتح بداخلك، لأنك لا تستطيع أن تفتحها بنفسك.

يمكن للمعرفة الروحية الأعمق في داخلك إعادة تشكيل حياتك وإعدادك لحياتك الجديدة في عالم جديد. ربما لا يمكنك حتى الآن رؤية أن هذه هي أعظم هدية يمكن تقديمها لك.

أي صلاة صليتها لمصدرك تم بالفعل الإستجابة عليها بسبب ما وُضِع بداخلك لإرشادك، ولتصحيحك، ولإعطائك الشدة واليقين والرحمة في عالم يصبح فيه الناس غير منظمين وفوضويين بشكل متزايد، ومليء بالقلق. والتخوف.

يجب أن تبني الوعي ثم القدرة على التحمل. في هذه اللحظة، من السهل جداً أن تهتز، حتى من جراء مشاعرك وشكوكك وكوابيسك.

فكر في مدى اهتزازك عندما ترى العالم يتفكك من حولك، عندما يتعين عليك مواجهة العالم الجديد، عندما يتعين عليك مواجهة حقيقة أن حرية الإنسان تتعرض للتهديد من قبل التدخل من الخارج.

مع هذا الفهم، سوف تدرك أنه يجب عليك بناء شدتك. وقد أعطى الرب الخطوات للمعرفة الروحية لبناء هذه القوة وهذه القدرة على الفهم والمعرفة والنظر؛ لتتعلم كيف ترى أخطائك ونقاط ضعفك برأفة وتعلم كيفية إدارتها والتحكم فيها وتصحيحها إن أمكن. ليس لديك هذه الشدة بعد، ليس بشكل كافٍ.

أنت محكوم بالضعف. يجب أن تحكم بالشدة. بالتأكيد، ماهو ضعيف بداخلك يجب أن يتبع ماهو قوي بداخلك. بالتأكيد، ما هو أحمق في داخلك يجب أن يتبع ما هو حكيم.

ما هو قوي وحكيم بداخلك هو المعرفة الروحية التي وضعها الرب في داخلك، المعرفة الروحية تمثل حالتك الأبدية واتصالك بمصدرك.

بدون هذا، يمكنك فقط الإيمان بالرب، والسقوط والعبادة خوفاً من أن يعاقبك الرب إذا فشلت. لكن هذه ليست الشدة التي سوف تحتاجها لإستعادة اتصالك بمصدرك أو البقاء على قيد الحياة والتنقل في العالم الجديد من حولك.

الذكاء، والإبداع، والفلسفة، والتكنولوجيا — بدون المعرفة الروحية، كل هذه الأشياء سوف تخذلك. إنها لا تكفي. وأنت لا تعرف كيف تستخدمها بشكل فعال لأنك ما زلت تسترشد بعقلك الشخصي الذي هو خائف ومنقاد ومتكبر.

يجب أن يخدم العقل المعرفة الروحية. المعرفة الروحية تخدم الرب دائماً. هذا هو التسلسل الهرمي الحقيقي بداخلك. هذا هو الصعود الحقيقي للسلطة.

كل شيء مهم هنا. جسمك مهم كوسيلة للتواصل في العالم. عقلك مهم كوسيلة للتواصل في العالم. المعرفة الروحية بداخلك في العالم للتواصل. لأنك أُرسلت من أولئك الذين يراقبونك حتى الآن.

هذه اليقظة هي التي يجب أن تحدث. إنها القدرة على التحمل التي يجب بناؤها. إنها القوة والعطف والتصميم الذي يجب أن ينشأ بداخلك — ليس من أفكارك، وليس من إرادتك وحدها، ولكن من الشدة الأعظم التي تعيش في داخلك.

فقط المعرفة الروحية لديها القدرة على قيادتك إلى عالم جديد وإلى مجتمع أعظم من الحياة، وهي مصيرك والذي عشت فيه دائماً، والذي يجب أن تستعد له الآن.