التحول العظيم


Marshall Vian Summers
مارس 1, 2011

:

()

سوف يتعين على الإنسانية أن تتحد في المستقبل للحفاظ على الحضارة الإنسانية وتأمينها. يجب أن تكون هناك وحدة وتعاون أعظم، وإلا سوف تفشل الدول، وسوف تفشل دول أخرى، وسوف تبدأ المجتمعات في الإنهيار.

هذا هو المستقبل، المرحلة العظيمة التالية من تطور الإنسان وتقدمه. ٢٠٠٠ سنة الأخيرة كانت لنشوء الحضارة الإنسانية، وظهور المجتمعات القبلية إلى مجتمعات أعظم. لقد كانت عملية صعبة ومأساوية في كثير من الأحيان، ولكنها ضرورية لأن هذا تطور للبشرية كما هو الحال بالنسبة لجميع الأعراق في الكون، في المجتمع الأعظم للحياة الذي أنتم جزء منه.

الآن يجب أن تنتقلوا إلى مجتمع عالمي. هذا لا يستند إلى أيديولوجية. هذا لا يعتمد على النظرية أو العلوم الإجتماعية. هذا يعتمد على الضرورة، لأن موارد العالم آخذة في التناقص، ومناخ العالم آخذ في التغير.

سوف تواجه البشرية واقعاً لم يكن عليها أبداً مواجهته من قبل: أعداد متزايدة من الناس يشربون من بئر يتقلص ببطء. سوف يتضرر إنتاج الغذاء العالمي ويتناقص بسبب تغير المناخ وتناقص الموارد الأساسية. سوف ينتج عن الأمر انتفاضات وثورات وتشنجات لم يسبق لها مثيل. سوف يتطلب ذلك تعاوناً أعظم وتكاملاً أعظم ومساعدة أعظم بين الدول، لأنه لا يمكن أن تنهار الدولة المجاورة دون تعريض دولتك للخطر.

سوف تكون أزمة إنسانية على نطاق لم يسبق له مثيل، حيث يضطر ملايين الأشخاص إلى مغادرة مناطقهم، غير قادرين على زراعة الغذاء أو بسبب الصراع والحرب. إنه تحول عظيم آخر. سوف يكون الأمر صعباً جداً، ويجب أن يسترشد بحكمة ورؤية أعظم، وإلا فإن نتائجه قد تكون مؤسفة بالفعل.

خالق كل الحياة يرسل رسالة جديدة إلى العالم لتنبيه البشرية وإعدادها للتغيير العظيم الذي يحدث في العالم. هذه هي الرؤية التي يجب توضيحها، لأن الناس لا يستطيعون الرؤية ولن يروا في كثير من الأحيان، وعقولهم غارقة في احتياجات اليوم ومخاوفهم وتفضيلاتهم وإنكارهم.

سوف يحاول قادة الدول الحفاظ على الحياة كما كانت، لكن العالم قد تغير. لقد دخلتم الآن في عالم جديد — عالم من البيئات المتغيرة والطقس المتغير والمناخ والظروف المتغيرة والاحتياجات المتغيرة والأولويات المتغيرة.

من منظور أعظم، هذا هو الإنتقال التطوري من الحضارة إلى المجتمع العالمي. إذا أريد للإنسانية أن تكون حرة وتعمل دون تدخل أجنبي في الكون، فيجب أن تتمتع بهذه الوحدة الأعظم، ويجب ألا تقوم هذه الوحدة على القهر بل على تنمية أعظم للروح البشرية والقدرة البشرية.

الإتجاه واضح. الهدف لا مفر منه. لكن أي نوع من المجتمع العالمي سوف يكون؟ هل سيكون أساساً جديداً لحرية الإنسان وإبداعه؟ هل سوف يكون مجتمعاً تعاونياً على نطاق لم يسبق له مثيل؟ أم أنه سوف يكون نظاماً قاسياً وقمعياً، وأكثر قسوة وقمعاً من أي شيء واجهه العالم بأسره؟

سوف يتم تحديد النتيجة من خلال الآلاف من القرارات التي يتخذها القادة والمواطنون حول كيفية المضي قدماً في موجات التغيير العظيمة — سواء كانوا سوف يختارون التعاون أو المنافسة، وما إذا كانوا سوف يدركون أنه يجب عليهم الإتحاد من أجل البقاء، أو أنهم سوف يناضلون ويتصارعون من أجل الموارد الأخيرة في العالم مع اكتناز الدول، ومع بدء المقايضة الدولية في الإنهيار؟

إنه وضع لم يحصل من قبل. لا يمكنك أن تبني فهمك على الماضي، وتكييف وظروف الماضي، لأنكم تدخلون إلى بانوراما جديدة الآن — منطقة جديدة، مناطق غير مستكشفة.

حتى الحلول المهمة التي تم طرحها لتلبية احتياجات الناس في الماضي سوف تواجه الآن تحديات بسبب الحجم الهائل للإحتياجات البشرية. ليس مجرد عدد قليل من السكان الذين يحتاجون إلى الدعم. قد يصل عددهم إلى مائة مليون شخص، ومن سبق أن تعامل مع أي شيء كهذا من قبل؟

كل شيء سوف يصبح أكثر تكلفة. سوف يصبح الوقود أكثر تكلفة. لا يمكنكم شحن أشياء حول العالم بدون نفقات عظيمة.

سوف يكون وضعاً لن تحكمه فقط الإرادة السياسية والأفكار السياسية، ولكن الطبيعة نفسها. لأن الطبيعة قد تغيرت وأتلفت في هذا العالم، وسوف تحدد شروط المشاركة في المستقبل.

هذه حقيقة قاسية لم يفكر فيها سوى القليل من الناس، حتى بين الخبراء في جميع المجالات. لن يكون عالماً يقوم على النمو والتوسع ، بل عالم يؤكد الإستقرار والأمن لشعوبه.

سوف يتم تحديد نوع المجتمع العالمي-الواحد الذي سوف تنشئه من خلال كيفية تقدمكم، وكيف تفكرون وما الذي يوجه قراراتكم. سواء كنت زعيم أقوى دولة أو مواطن عادي، سيكون هذا هو الحال.

ستكون صدمة هذا الأمر هائلة لدرجة أنه سوف يكون هناك إنكار عظيم. سوف يكون هناك خلاف عظيم. سيكون هناك جدل عظيم. ورسالة الرب الجديدة سوف تُنكر، بل و تُشتم، لأنها تخبر الناس بما لا يريدون سماعه. إنهم لا يريدون التفكير في أن الرب قد تكلم مرة أخرى، وعليهم الآن إعادة النظر في آرائهم الدينية والسياسية، وحتى إجماع الرأي.

لكن العالم سوف يزعجكم كثيراً في عصر عدم اليقين هذا لدرجة أنكم سوف تضطرون إلى اللجوء إلى قوة عظمى. الرب يعلم هذا بالطبع. لهذا السبب توجد رسالة جديدة من الرب في العالم اليوم — رسالة تختلف عن أي رسالة تم إرسالها إلى العالم من قبل؛ رسالة واسعة، تتحدث عن العديد من المواضيع بشكل واضح ونهائي؛ رسالة لعالم متعلم حيث يمكن للناس من جميع الدول أن يسمعوا في الحال من خلال التقدم التكنولوجي.

إنها ليست رسالة يتم توصيلها بطريقة رعوية أو حكايات أو قصص. لأن الرب يتحدث إلى عالم متعلم الآن، عالم متعلم واحتياجاته هائلة ووقت استعداده قصير جداً.

لا يمكنك تجنب مصيرك. لا يمكنك تجنب تطور العالم. القيام بذلك يعني تعريض نفسك للخطر كفرد والتنازل عن وعدك للمستقبل.

سوف يتطلب الأمر شجاعة بالتأكيد. سوف يتطلب الأمر تصميماً وبعض الإنضباط-الذاتي للنظر في ما يتم الكشف عنه هنا. ولكن كل يوم يشهد العالم على هذا، وسوف يزداد هذا مع مرور الوقت.

يعلم الرب ما سوف يأتي، ولكن البشرية عمياء وحمقاء. لقد تغير العالم، لكن البشرية لم تتغير معه. إن ظروف العالم تتغير، لكن البشرية تصر على أن تكون الحياة كما كانت من قبل.

سوف يكون هذا مشنجاً للناس، وسوف يهلك الكثيرون. سوف ينهار الكثير، ليس فقط في الدول الفقيرة ولكن في أماكن أخرى لأنهم لا يستطيعون رؤية ما هو أبعد مما استثمروا فيه من قبل. سوف يفقدون ما كسبوه. وسيخسر الكثيرون حياتهم نفسها.

للتخفيف من هذا، بحيث يمكن أن يحدث الإنتقال بأقل خسارة وكارثة، تكون الرسالة الجديدة هنا الآن — تتحدث عن ما لا يراه الناس، وتشير إلى مستقبل لا يستطيع الناس أو لن ينظروا فيه، ويتجاوزون تقييم السنة لمعرفة ما هو آتٍ بالفعل في الأفق.

لا يمكنكم الآن تجنب موجات التغيير العظيمة. إنهم في حالة حركة وكانوا في حالة حركة لفترة طويلة جداً. إنهم مثل موجة المد والجزر. يبدون صغار في الأفق، لكنهم يسافرون لمسافات طويلة. لهم قوة هائلة وراءهم، تكفي لتغيير ساحل دولة وتغيير مصير العديد من الناس.

اسمع هذه الكلمات بعقل متفتح. ضع جانباً أفكارك وآرائك. اجعل عقلك أن يكون ساكن حتى يمكنك أن تسمع وترى. هذه ليست مسألة نقاش للفكر، لأن الوحي موجود خارج نطاق الفكر ومدى وصوله. يجب أن تستمع وتتحلى بالصبر، انظر وأبصر.

العالم يتحرك. تحرك معه، وسوف تؤمن حياتك. وسوف تكون قادراً على تجاوز الأوقات الصعبة القادمة. قاومه، تجنبه، أنكره، وسوف تواجه مأساة عظيمة.

هذا هو سبب وجود رسالة جديدة من الرب في العالم ولماذا يجب أن تأتي من الرب لتتمتع بالقوة والوضوح والرؤية والحكمة للتحدث ليس فقط عن ما يفكر فيه الناس ويؤمنون به اليوم، ولكن للتحدث عن الأشياء التي الناس غير مدركين لها، للإجابة على الأسئلة التي لم يتم طرحها حتى الآن، لتوقع احتياجات المستقبل — لمعرفة ذلك المستقبل، للكشف عن ذلك المستقبل.

إذا كان الناس يعرفون حقاً ما سوف يحدث في الأفق، فإنهم سوف يتصرفون بشكل مختلف تماماً. سيعيدون التفكير في موقفهم. سيعيدون النظر في أفكارهم. وبمرور الوقت، إذا استجابوا بحكمة، فسوف يرون أنه سوف يتعين عليهم التوقف عن الشكوى من كل شيء والبدء في تحمل مسؤولية أعظم عن حياتهم وظروفهم. هذه عملية نضج للغاية بالنسبة للفرد وللدول أيضاً.

سوف يكون إطعام الناس مشكلة عظيمة جداً، جداً في المستقبل. وسوف يكون منع الحرب والكوارث، نوع من الحروب التي تكون نادرة الحدوث في العصر الحديث، أولوية عظمى.

سوف ترى هذا بينما تثور الدول، وتضرب الإقتصادات، وتظهر الثورات، وتصبح مشكلة إطعام الناس والحفاظ على الإستقرار أكثر إلحاحاً ويصعب معالجتها.

حتى الدول الغنية سَتُضرب، مع عاطلين عن العمل، يبدو أن قادة الحكومات عاجزين أمام هذه التغييرات، وما زالوا يحاولون الحفاظ على ما حدث من قبل، إما غير راغبين أو خائفين جداً من التعبير عن آرائهم حول ما يجب فعله حقاً للتصدي للوضع.

تتحدث الرسالة الجديدة إلى الفرد وما الذي يُوجه الفرد، سواء كان قوة وحضور المعرفة الروحية التي وضعها الرب بداخلك لإرشادك وحمايتك وقيادتك إلى حياة أفضل؛ أو ما إذا كان الخوف والتكيف الإجتماعي أو إرادة أسرتك أو دينك أو ثقافتك. ما يوجه قرارات الأفراد سيحدث اختلافاً عظيماً في القرارات التي يتخذونها والنتائج التي يتم إنتاجها.

ما إذا كان هذا المجتمع العالمي-الواحد سوف يكون عبارة عن جحيم أو أعظم بكثير وأكثر فائدة من أي شيء تم إنشاؤه سوف يتم تحديد الأمر من خلال العديد من القرارات وما يوجه هذه القرارات.

هذا هو السبب في أن الرسالة الجديدة تتحدث عن قوة وحضور المعرفة الروحية في الفرد، لأنه هنا لا يمكن أن يكون هناك خطأ. هنا لا يمكن أن يكون هناك تعارض. لأن الرب قد وضع نفس المعرفة الروحية في كل شخص لتوجيه حياتهم بشكل فردي، ولكن أيضاً لتمكينهم من الإتحاد والتعاون مع الآخرين.

بينما يحارب الناس الأمواج العظيمة بالإنكار، حيث يصبحون أكثر انخراطاً في مساعيهم وإلهائهم، وعندما تصبح الدول والقادة أكثر اضطراباً وأكثر اختلالاً وظيفياً، سوف تبدأ في رؤية الحاجة إلى اللجوء إلى هذا المورد الأعظم، والهبة العظيمة من الخالق التي وهبها لكم.

لأنك يجب أن تنظر إلى حياتك وأسرتك وأولئك الذين يجب أن تعتني بهم. قد لا تكون رفاهية الحكومة موجودة في المستقبل. عليك أن تصبح واسع الحيلة وعطوفاً. يجب أن تصبح أقوى مما أنت عليه اليوم — أقوى عقلياً، أقوى جسدياً، أكثر تصميماً، أقل إثارة للشفقة، أقل تذمراً. سوف يخلصك العالم من خلال طلب هذه الأشياء منك كفرد.

عندما ينشأ الأفراد في مجتمعاتكم وجمعياتكم بهذه الشدة، فإن ذلك سوف يعطي وعداً أعظم بأنه يمكن تحقيق نتيجة مفيدة وسوف يتم تحقيقها.

سوف ترتفع البحار. سوف تفشل المحاصيل. سوف تصبح موارد الطاقة باهظة الثمن، وسوف يكون هناك الكثير من الصراع حول من يمتلكها ومن يمكنه الوصول إليها. سوف تكون زراعة الطعام وتوزيعه صعبة للغاية، وسوف تكون هناك اضطرابات مدنية عظيمة. لن يكون لدى الدول الموارد اللازمة لحل مشاكلها، لذا سوف تكون ساحقة، يحدث الأمر في العديد من الجبهات المختلفة، كل ذلك في نفس الوقت، مثل الأمواج العاتية التي تنهار مرة واحدة وبشكل متكرر.

لقد أعطاك الرب الحكمة للإستعداد — للعيش في هذا العالم، وللتنقل في هذا العالم ولتكون مصدر مساهمة وقوة نافعة في هذا العالم. لكن يجب أن تأتي إلى المعرفة الروحية، وأن تتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، لتجد مصدر قوتك وشدتك وقدراتك العظيمة. سوف يتجاوز هذا معتقداتك وأفكارك ومفاهيمك وافتراضاتك حول الحياة، والتي تستند جميعها إلى الماضي، ونظرياتك، التي تستند جميعها إلى الماضي. كلما كنت أكثر ثباتاً في معتقداتك، زادت صعوبة رؤيتك ومعرفتك والتصرف بعفوية أعظم وبشكل أكثر ملاءمة للمواقف الحقيقية المطروحة.

بالنسبة للكثير من الناس، فإن فكرة مجتمع العالم-الواحد مرعبة. يعتقدون أنهم سيفقدون كل الإمتيازات. يعتقدون أنهم سوف يكونون مضطهدين. يعتقدون أنه سوف يكون الأمر فظيعاً من جميع النواحي. هذا احتمال، أن مثل هذا المجتمع يمكن أن يكون مثل هذا. إنه احتمال حقيقي. لكنكم تتجهون نحو هذا، راغبين أم لا، مستعدين أم لا، بغض النظر عن وجهة نظركم ومنظوركم. هذا هو مصيركم. مثلما هو مصيركم أن تكبروا في العمر وتمروا بمراحل تقدم السن والنضج.

الحضارة الإنسانية الآن مراهقة جداً. انها ليست ناضجة. إنها مدمرة للغاية. إنها غير مسؤولة أمام المستقبل. إنها تنهب العالم كما لو لم يكن لديكم مستقبل. لقد بدأتم للتو العمل بشكل تعاوني للحفاظ على تدفق الموارد وضمان قدر أعظم من الإستقرار للدول الغير مستقرة والتي تواجه صعوبات عظيمة.

سوف تصبحون مجتمعاً من عالم واحد من نوع ما. أي نوع؟ حسناً، سوف يتم تحديد ذلك من خلال قراراتكم وقرارات الكثيرين الآخرين. لا تهملون مسؤوليتكم في هذا الصدد، لأن قرارات الجميع سوف تحدث فرقاً حقيقياً.

سوف تكون هذه أصعب مهمة لأنه ليس لديكم الكثير من الوقت. ليس لديكم قرون لتنتقلوا تدريجياً إلى نوع مختلف من الحضارة. لديكم سنوات وعقود فقط.

سوف تفرض عليكم الطبيعة هذا. ظروفكم سوف تفرض عليكم هذا. سوف يكون عليكم التكيف مع عالم جديد. وسوف يتطلب هذا التكيف، إذا أردتم رعاية شعوب العالم، قدراً أعظم من التماسك، وتعاوناً أعظم.

يمكن أن تظل الدول دولاً، ويمكن أن تظل الثقافات ثقافات. لكن مستوى التعاون يجب أن يكون أعظم من ذلك بكثير، وإلا سوف ينزلق العالم إلى الفوضى. سوف تنشب الحرب في أماكن كثيرة دفعة واحدة. ولن يكون هناك شيء تستطيع الدول الغنية فعله، لأنها هي الأخرى سوف تواجه الحرمان والقيود.

لتجنب ذلك الأمر الذي ينادي بالتقدم إلى الأمام، الرؤية يتم تقديمها، ويعرض الواقع الصعب الذي يجب مواجهته والنظر فيه. لديكم القوة للقيام بذلك لأنكم مصممين للقيام بذلك. لقد صممتم لتعيشوا في وقت التحول العظيم.

هذا هو وقت الإنتقال العظيم. دوافع البشرية سوف تزداد من خلال حقيقة أن قوى تتدخل من الكون، وتسعى إلى الإستفادة من ضعف البشرية وصراعاتها لترسيخ أنفسهم كقادة جدد لهذا العالم. إنهم لا يأتون بقوة عسكرية بل بالدهاء والخداع لأنهم أكثر تقدماً. إنهم يدركون أن الحرب سوف تدمر موارد العالم وثروة العالم. سوف يستخدمون المكر والقوة في البيئة العقلية للتأثير على الإنسانية الضعيفة والغافلة.

حضورهم موجود بالفعل في العالم وموجود هنا منذ عقود. هم أيضاً سوف يدفعون إلى وحدة إنسانية أعظم إذا استطاع عدد كافٍ من الناس الإستجابة لحضورهم بشكل مناسب والإعتراف بالأمر كتدخل حقيقي.

مواجهة المجتمع الأعظم هي جزء من نضوجكم كعرق. إنه جزء من تطوركم. كان مقدراً أن يحدث، لأن البشرية قامت ببناء بنية تحتية يمكن للأعراق الأخرى استخدامها. والإنسانية تدمر ثروات العالم، من ما دفع إلى التدخل.

يجب أن تبدأ في التفكير في هذه الصور البانورامية الأعظم الآن إذا كان لديك أي دليل حقيقي عن ما يحدث في العالم ولماذا تحدث الأشياء بالسرعة التي تحدث بها. القوى الأكبر تعمل الآن. يجب أن تبدأ في التفكير في هذه، لأنها سوف تغير الظروف والفرص في حياتك. تجنبهم أو انكرهم على مسؤوليتك الخاصة.

على الرغم من أن السماء أظلمت والظلام العظيم الموجود في العالم الآن، فإن خالق كل الحياة يمنح البشرية فرصة عظيمة واحدة لتتحد لتأمين السيادة البشرية في هذا العالم وحرية الإنسان في هذا العالم في كون تندر فيه الحرية. إنها فرصة ذات أهمية لا مثيل لها، ولكن لا يمكن النظر فيها إلا من قبل أولئك الذين يمكنهم مواجهة هذا المصير البشري والموجات العظيمة من التغيير الموجودة الآن في العالم.

سوف تنمو الأمواج العظيمة بمرور الوقت وتصبح أكثر إثارة للسخط، وأكثر ضرراً وأكثر فاعلية في تغيير مسار الشؤون الإنسانية. إنكم في بداية التحول العظيم، تحول من دول منفصلة ومتضاربة إلى مجتمع عالمي واحد يجب أن يدعم ويعزز نفسه ويعتني بشعوب العالم.

سوف تكون بداية لنوع جديد من المجتمع، وإذا كانت القرارات المتخذة حكيمة، وإذا استطاع الناس الإستجابة بشكل مناسب، فإن هذا سوف يعطي وعداً عظيماً بالمستقبل والحرية والأمان للأسرة البشرية.

لأن الكون من حولكم مليء بأمم قوية ليست حرة. ولكي تكونوا أحرار في هذه البيئة الأكبر، يجب أن تكونوا متحدين، مكتفيين ذاتياً ومتحفظين للغاية. إنها صورة مختلفة تماماً عما يتصوره معظم الناس اليوم فيما يتعلق بإمكانية الإتصال بالحياة في الكون.

كما هو الحال مع العديد من الأشياء الأخرى، يجب إعادة النظر في العديد من الأشياء الآن في ضوء الوحي العظيم، في ضوء التحول العظيم، في ضوء المكان الذي تتجهون إليه جميعاً — سواء رغبتم أم لا، مستعدين أم لا، متحضرين أم لا.

لقد أعطاك الرب العيون لتبصر وآذاناً لتسمع، لكن يجب أن تصفي عقلك. يجب أن تنحي جانباً مظالمك، شكواك، أنينك المستمر، أحكامك، عدم مغفرتك من أجل الحصول على هذه الرؤية ولتكون قادراً على الإستماع والمعرفة.

إنها ليست مسألة منظور. إنها ليست مسألة إيجابية أو سلبية. إنها ليست مسألة أي نظرية اجتماعية أو سياسية تشترك فيها. هو ما إذا كان يمكنك أن ترى وتسمع. إنه أمر أساسي يتجاوز عالم الفكر.

والحياة أساسية. سواء كان بإمكان البشرية أن تنجو من التحول العظيم، وما إذا كانت النتيجة سوف تكون مرغوبة أم لا، فإن التحول يحدث وسوف يحدث. لا يمكنك إيقافه، لكن يمكنك أن تضيف إليه فائدة. يمكنك أن تكون مصدر إلهام وشدة لمن حولك من الضعفاء والمعرضين للخطر.

سوف يكون وقتاً يتطلب عطاءاً ومساهمة هائلين، ليس فقط من عدد قليل من الأفراد الملهمين والمنظمات المتفانية، ولكن من الناس في كل مكان.

سوف يكون عليكم الإعتناء بالعالم والحفاظ على موارده. في المستقبل، سوف تكون هناك حاجة إلى أساليب إنسانية للسيطرة على السكان وتقليصهم. يجب التحكم في الإستهلاك. سوف تضيع الحريات الفردية، العديد منها، لأنكم لا تملكون الموارد أو الفرص التي كانت لديكم من قبل.

بالنسبة لكثير من الناس، سوف يكون هذا مخيفاً، وسوف ينكرون ذلك. لكن هذا هو المكان الذي تتجهون إليه. استعدوا، وسوف تكونون قادرين على تجاوز الأوقات الصعبة القادمة. في حالة الإنكار، سوف تكونون ضعفاء، وسوف تتجاوزكم الأمواج. لن ترونهم قادمين. لن تتوقعونهم. ولن تكونوا مستعدين لهم.

أعظم أمان لديك هو المعرفة الروحية التي وضعها الرب في داخلك. لا يمكنك تخزين الموارد ما تبقى من حياتك. لا يمكنك الهروب والعيش تحت الأرض في مكان ما. هذا لن يفلح. إن أعظم أمان لك هو جودة علاقاتك، والمهارات التي تمتلكها واتصالك بالمعرفة الروحية. هذه الأشياء الثلاثة.

هذا ما يجب أن تبنيه الآن. هذا ما يجب أن تنمية الآن. ليس فقط من أجل المستقبل القريب، ولكن من أجل المستقبل الحقيقي لحياتك ومستقبل البشرية.