ليس لدى الناس أي فكرة عما يعنيه أن تكون رسولاً أو كيف يتم اختيار الرسل أو إعدادهم. يريدون عبادة الأبطال أو إنكارهم تماماً.
يريدون تصديق أن الرسول هو الرسالة، لكن الرسالة دائماً أعظم من الرسول. سوف يبني الناس وجهة نظرهم ونهجهم بالكامل على موقفهم من الرسول، لكن الرسالة دائماً ما تكون أكثر أهمية.
لا يستطيع الناس التعايش مع الرسالة، لذا فهم مهووسون بالرسول. لكنهم لا يفهمون الرسول. ليس لديهم أي فكرة من أين يأتي الرسول وكيف يتم اختيار الرسول فوق وخلف أي شخص آخر. يعتقد الكثير من الناس أنه لا يمكن أن يكون هناك رسول واحد. يجب أن يكون هناك الكثير من الرسل، أو يجب أن يكونوا هم أنفسهم رسلاً.
في عالم من الانفصال، فإن الشخص الذي يمثل اتحاداً أعظم سوف يُساء فهمه وسوف يُساء تأويله. لا يمكن تجنب الأمر.
يختار التجمع الملائكي والمضيف الملائكي، الرسول لكل عالم معين حيث يلزم وجود رسول. ولا يتم اختيار الرسول إلا في أوقات التغيير العظيم والصعوبة والفرصة لعرق بعالم معين. تأتي نقاط التحول العظيمة هذا في حالات نادرة جداً.
على الرغم من الأحداث العظيمة التي تحدث في عالمكم في أي وقت، إلا أن الرسل سوف يأتون بشكل نادر جداً. في غضون ذلك، سوف يكون هناك أنبياء — يوجهون التحذيرات أو يضعون معايير للسلوك. سوف يكون هناك مبصرين. سوف يكون هناك مصلحين. سوف يكون هناك مساندين.
لكن الرسول يجلب واقعاً جديداً تماماً. هذا الفرد ليس مجرد شخص يحذر من المخاطر العظيمة في المستقبل أو في الوقت الحاضر، أو يقدم معايير أعلى أو رؤية أعظم للسلام والتعاون والاتزان بين الأسرة البشرية، لأن هناك الكثير ممن يمكنهم القيام بذلك. ولكن فقط رسول من الرب يستطيع أن يأتي بواقع جديد كلياً ويغير بمرور الوقت وعي و ضمير أعداد كبيرة من الناس، حتى أنه يؤثر على مواقف العرق البشري بأسره.
لا يمكن للنبي أن يفعل هذا، لأن الأنبياء يتحدثون عما يحدث الآن أو في المستقبل القريب. نبوءاتهم ليست لكل الزمان ولجميع الشعوب. إنها خاصة بشعوب وأماكن وأحداث معينة.
أولئك الذين يقومون بتعليم معايير أعلى، يجب عليهم تعزيز المعيار الذي تم تقديمه بالفعل، مرات عديدة، من قبل الآخرين الذين تم استدعاؤهم لمثل هذه الخدمة القيمة.
لكن الرسول يجلب واقعاً جديداً تماماً. إنهم غير مكلفين بتلبية كل احتياجات اليوم أو حل كل مشكلة أو أزمة الساعة. إنهم يجلبون شيئاً لتغيير النهج بأكمله ومستقبل البشرية.
الرسل يدانون ويصلبون ويهلكون لأن الناس لا ينالون ما يريدون من الرسول. إنهم لا يحصلون على ثروة أو أمان أعظم أو مزايا أو منفعة خاصة — هبات من الرب.
يشير الرسول إلى الحاضر والمستقبل ويجلب حقيقة جديدة إلى العالم. الأشخاص المحتاجين والطموحين لا يحصلون على ما يريدون في الوقت الحالي من هذا، فيبتعدون عن الرسول. ينكرون الرسول. يدينون الرسول. إنهم يبحثون عن شخص سيفيدهم الآن بالطرق التي يريدونها ويصفونها. ليس لديهم فكرة عن ما يبحثون عنه. ليس لديهم فكرة عن ما يحكمون عليه. ليس لديهم أي فكرة عن ما هي احتياجاتهم الأعظم حقاً — حاجة نفسهم.
هذه معضلة لجميع شعوب العالم — غنية كانت أم فقيرة، من أي أمة أو ثقافة أو انتماء ديني. إنهم لا يدركون بعد الحاجة العظيمة للنفس. أولئك القلائل الذين يصلون إلى حدود تقاليدهم أو ما وراء تقاليدهم. إنهم يتوصلون ليجدوا هذا الارتباط في الداخل، وهذا الارتباط بالرب، وهذا الارتباط بمستقبلهم ومصيرهم والهدف من وجودهم في العالم. كل شخص آخر مثل الأنعام يسرحون في الحقل، يكتفون فقط بتغذية اليوم والمزيد من الملذات للغد وأن تتم حمايتهم، سواء بشكل شرعي أو غير شرعي، من مخاطر العالم.
يتكلم الرب لمن لديه ومن ليس لديه. يخاطب الرب الحكام والمحكومين. الرب يخاطب الأمناء وغير الأمناء. الرب يخاطب الأغنياء والفقراء جداً.
الرسول يجلب لهم رسالة لهم جميعاً. هو ليس مصلحاً. إنه ليس مجرد مدافع. إنه ليس مجرد صاحب رؤية. إنه ليس مجرد نبي يحذر من عواقب المخاطر في العالم اليوم. إنه يجلب حقيقة لكل من يمكنه استقباله بتواضع وصدق. وحضورة في العالم سوف يلقي على النقيض من كل ما هو خادع ومتلاعب وخادم للذات ومبالغ ولا يغفر وغاضب.
لكن الرسول ليس كاملاً، إذ لم يكن أي من الرسل العظماء كاملاً. والرسول ليس رباً، فلا أحد من الرسل العظماء كانوا أرباباً.
أصله من خلف هذا العالم. تم اختياره وإعداده من قبل الحضور الملائكي للدخول إلى العالم في مكان معين ووقت معين.
كان مصيره أن يتعلم بشكل أساسي عن الإنسانية والحالة الإنسانية وأن يكون معزولاً عن العالم بما فيه الكفاية بحيث يمكن أن يحدث وعده وندائه الأعظم في وقت لاحق من حياته عندما وصل إلى مرحلة النضج.
تم التخطيط لحياته، كما ترى، على عكس كل من حوله. تم التخطيط لحياته حقاً ومراقبتها. هذا هو واقع كل الرسل. وهي حقيقة الرسول الموجود في العالم اليوم، جالباً وحياً جديداً من الرب.
لقد تكلم الرب مرة أخرى ليهيئ البشرية لأخطار العيش في عالم آخذ في الانحسار والمخاطر العظيمة والغير مرئية من الاحتكاك بالقوى الغازية من الكون، الذين هم هنا للاستفادة من ضعف الإنسان وطموحه وانقسامه.
لقد أُعطي الرسول الرسالة خلف العالم، ليس من الناحية الفكرية، بل كان مشبعاً في مستوى أعمق من العقل، خلف مملكة ومدى الفكر. من يستطيع أن يفهم هذا؟ من في العالم اليوم يستطيع أن يفهم هذا، إلا قلة قليلة منكم؟
سوف يكون رجلا متواضعاً. سوف يكون متعلماً، لكنه ليس على مستوى عالٍ من التعليم. سوف يتأثر بالعالم، لكنه لن يتأثر بشدة بالعالم. سوف يكون ملتزماً بالآخرين، لكنه لن يكون مفتوناً بالآخرين. كان عليه أن يظل متاحاً ومنفتحاً ومتقبلاً خلال جميع سنوات تكوينه في حياته.
من الصعب جداً تحقيق ذلك بدون إشراف إلهي. تم سحبة من وظائف عظيمة. مُنِعَ من الدخول في العلاقات حتى التقى بشريكه الحقيقي. ابتعد عن الاهتمامات والهوايات. متراجع عن أن يصبح محامياً أو مصلحاً. منذ سنوات وسنوات، وفشل في معايير المجتمع، وفشل في توقعات المجتمع، وفشل في توقعات الأسرة — في انتظار — الاستعداد للحظة الشروع.
بالنسبة لرسول الرب هذه المرة، حدث هذا في سن الثالثة والثلاثين. كان عليه الانتظار لفترة طويلة. كانت الرسالة بداخله، ولكن فوق وعيه. كان يحملها مثل شحنة سرية. يجب أن تكون الشحنة سرية حتى لا يمكن العبث بها. لا يمكن الكشف عنها قبل الأوان. لا يمكن إساءة استخدامها أو إساءة تخصيصها أو إساءة فهمها. يجب أن تنتظر الشروع، أشعة الشروع العظيمة، التي سوف تضربه بقوة لدرجة أنها سوف تحطم حياته وترسله في اتجاه جديد تماماً.
يعتقد الناس أن الرسل العظماء هم جميعاً قديسين وطاهرين جداً ولم يرتكبوا أي خطأ في الحياة. هذه حماقة. بالطبع كلهم ارتكبوا أخطاء في الحياة. البعض منهم عانى بشكل عظيم بسبب ذلك.
ما جعلهم رسلاً هو قوة الرسالة المشبعة فيهم وقدرتهم على تحمل الإغراءات والمآسي وضغوط العالم إلى مثل هذا الوقت الذي يمكن أن يبدأ فيه شروعهم. وهذا لم يكن ليحدث بدون إشراف إلهي وإدارة دقيقة لحياتهم. يعتقد الناس أن هذا الإشراف متاح للجميع، لكن هذا ليس هو الحال.
في جميع الأحوال، لم يكن الرسل يعرفون من هم أو ما الذي يحملونه أو ماذا سوف يعني ذلك للمستقبل حتى نقطة الشروع وعملية الشروع التي سوف تتبعها والتي سوف تدفعهم إلى الأمام عبر العديد من العتبات في المستقبل. كان الزمان والمكان مهمين للغاية هنا، وكانت درجة الدعم الذي تلقوه من أفراد معينين مهمة للغاية هنا.
إنه حقاً فرد فريد في العالم، وكان دائماً كذلك. على الرغم من أن أصولهم [الدنيوية] عادية ومتواضعة في معظم الحالات، إلا أنه في نهاية المطاف هم أهم الناس في العالم.
يتم إرسالهم عن طريق الحضور الملائكي. إنهم مشبعون بالرسالة، التي هي أعظم منهم، والتي هي أعظم من فهمهم، والتي هي أعظم من أي شيء يمكن أن يتخيلوه بأنفسهم. لديها قوة الرب بداخلها. لديها قوة الشروع.
لا يوجد رسول يمكن أن يفكر في هذا الأمر. لا يمكن لأي رسول أن يتصور هذا ويؤسس هذا. هذا ليس تعليماً قائماً على نهج انتقائي أو نسخة منقحة من التقاليد القائمة. يقوم المعلمون الروحانيون حول العالم في جميع التقاليد بهذا، لكن الرسول يجلب شيئاً أعظم.
الرسول ليس رائعاً. الرسول ليس صدمة إلهام لدرجة أن كل من حوله يدرك على الفور أهمية هذا الشخص وتفرده.
لم يكن هذا هو الحال أبداً مع رسل الرب. لقد عوملوا معاملة سيئة للغاية. تم تجاهلهم أو رفضهم أو معاملتهم بوحشية — بالكاد يتعرف عليهم من حولهم. قلة قليلة منهم فقط حصلوا على هذا الاعتراف، وكانوا سوف يلعبون دوراً مهماً في تطوير الرسول والخدمة المبكرة والنجاحات اللاحقة.
الآن وللمرة الأولى، تُعطى قوة الوحي في جميع أنحاء العالم دفعة واحدة — ليس في قبيلة واحدة، ولا في منطقة محددة، ولا في مكان واحد مهم في العالم. لأن العالم الآن متصل، والرسول سوف يتحدث إلى العالم كله، ويمكن للعالم كله أن ينقلب ضده أيضاً. إن الفرصة هائلة، ولكن المخاطر التي تنطوي عليها كذلك.
كما هو الحال دائماً، سوف يتم تهديد الشخصيات الدينية بمجرد سماع صوته، وبمجرد أن يزداد التأثير على الناس، بمجرد أن تبدأ رسالته في التماسك. وعلى الرغم من أنه ليس هنا لمهاجمة الحكومات أو قلب الديكتاتوريات الوحشية أو ليكون ثورياً بهذه الطريقة على الإطلاق؛ على الرغم من أنه يجلب السلام والتعاون والاتزان، فسوف يتم معاملته كعدو من قبل أولئك الذين يدعون أنهم متدينون، ومن يدعون أنهم يمثلون الرب ومشيئة الرب، من قبل أتباع جميع الرسل السابقين.
سوف يعتبره الكثير عدواً و تهديداً. يوضح لكم هذا مدى بُعدهم الحقيقي عن مصدر تقاليدهم ومدى ضعف المعرفة الروحية بداخلهم، العقل الأعظم الذي منحه الرب لجميع الناس.
سوف يكون من الأسهل على الشخص العادي التعرف على الرسول. سوف يكون من الأسهل على الشخص الذي لديه القليل من الأفكار المسبقة ولا استثمار في موقعه في المجتمع أن يتعرف على الرسول.
يمكنك إنكاره. يمكنك إخلاء مسؤوليته. ولكن لديه الرسالة، وهو يقدمها في أنقى صورة ممكنة.
يمكنك حتى سماع صوت الوحي الآن، والذي لم يكن ممكناً من قبل ولم يحدث من قبل. نعم، لقد تم سماع أصوات ملائكية تتحدث عن أشياء محددة للغاية، وقد تم تسجيل هذا في بعض الأحيان، ولكن لم يتم تسجيل رسالة جديدة من الرب في شكلها النقي.
للتعرف على الرسول، يجب أن تكون لديك عيون لترى وأذنان لتسمع. يجب أن تكون على استعداد لتنحية مفاهيمك المسبقة جانباً ومظالمك ضد الدين ومعتقداتك الراسخة عن الرب والدين والروحانية للحصول على تجربة نقية وحقيقية.
لن يدين الرسول أديان العالم، لكنه سوف يقدم بالمقابل جوهر تعاليمها التي ضاع أو تم نسيانه أو تم نكرانه.
سوف يجلب حقيقة جديدة إلى العالم تتطلب من جميع الأديان إعادة تقييم أفكارهم ومعتقداتهم الأساسية والعقائدية. على الرغم من أنه ليس لديه عنف بداخله، إلا أنه سوف يقلب المَنَاضِد رأساً على عقب بإعلانه، بحضوره في العالم وبالوحي نفسه.
سوف يصبح الناس مهووسين بمن يعتقدون أنه هو أو يقول أنه هو أو من يمكن أن يكون لأنهم يخافون من الوحي. لا يستطيعون التعامل مع الرسالة، فيصبحون منشغلين بالرسول. سوف يشتكون. سوف يتهمونه بأشياء. سوف يعتقدون أنه لكي تكون الرسالة صحيحة، يجب أن يفي الرسول بمعاييرهم. سوف يشتكون، وكأنهم يعرفون ما هي معايير الرسول. يا لها من حماقة وغرور، لكن الكثير من الناس يتمسكون بهذه الآراء ويبنون أفكارهم عليها.
أوه، يجب أن يعطي الناس ما يريدون، وإلا فلن يريدوه. لقد واجه جميع الرسل هذه المعضلة الأساسية التي لا مفر منها.
إنه ليس هنا ليعطيك ما تريد. قد لا يمنحك حتى ما تعتقد أنك بحاجة إليه في الوقت الحالي. لكنه يمنحك الطريق إلى وحيك الشخصي، واستعادتك وخلاصك. وهو يقدمها لك بأوضح العبارات الممكنة.
إنه يتحدث إلى عالم متعلم الآن، لذا فإن التعليم ليس مُلبساً ومخفياً بعبارات رعوية، أو حكايات أو قصصاً يجب أن تتطلب تعليقاً بشرياً حتى يفهم الناس معناها.
يُعطى الوحي نقياً وبسيطاً. لكنه عميق لدرجة أن الناس يجب أن يكونوا معه بطريقة جديدة، لأنه ليس مشروعاً فكرياً. إنه مسألة القلب والنفس.
يتفهم التجمع الملائكي مأزق جلب شيء بهذه القوة والنقاء إلى العالم، والأزمة التي سوف يخلقها للناس حول ما إذا كان بإمكانهم تلقي هذا وقبوله، والتحدي الذي سوف يواجههم لإصلاح حياتهم الخاصة. تأسيس علاقتهم بالمعرفة الروحية، الذكاء الأعظم الذي أعطاهم الرب، والذي ينتظر من يكتشفه.
لهذا السبب، قدم الوحي الخطوات إلى المعرفة الروحية في بداية الوحي هذا هو المسار الذي سوف يتم تأسيسه ولن يتم إنشاؤه لاحقاً من قبل إناس خياليين، وأن الوضوح والهدف سوف يتم تحديدهما بوضوح، وليس إعادة-تأسيس أقامها فيما بعد أولئك الذين لم يعرفوا الرسول.
خطر الفساد عظيم جداً. خطر سوء التفسير عظيم جداً. خطر سوء الفهم عظيم جداً. هذا هو السبب في أن الوحي متكرر — يكرر مراراً وتكراراً هدفه وغرضه ومساره والعقبات والمشاكل التي سوف يتعين على الناس مواجهتها لبدء اكتساب علاقة حقيقية مع طبيعتهم الأعمق، والحصول على فرصة اكتشاف هدفهم الأعظم في العالم، وكل المغفرة وإعادة النظر التي يتطلبها ذلك، بالنظر إلى الكيفية التي ينظرون بها إلى أنفسهم والعالم اليوم.
الرسول لا يجلب السلام. يجلب التحدي. يجلب الفرص. يجلب التجديد. يجلب العمل. يجلب علاقة حقيقية. يجلب الإرادة الإلهية والهدف إلى العالم.
إنه يأتي بالوحي الذي يمكن أن ينقذ البشرية من الانهيار داخل العالم ومن خطر القهر من خارج العالم. إنه يجلب أشياء عظيمة لدرجة أن الناس لم يفكروا بها من قبل.
يتحدث عن احتياجات المستقبل وكذلك الحاضر. إنه يتحدث عن احتياجات الناس بعد قرن من الآن الذين يواجهون عالماً تغير بشكل كارثي. إنه يتحدث إلى أولئك الذين سيتعين عليهم مواجهة المجتمع الأعظم للحياة في المستقبل وحتى أولئك الذين يختبرون الاتصال في هذه اللحظة.
إنه يجلب الحل إلى ألف سؤال ومشكلة، يتجاوز ما يعرفه الناس اليوم — ما الذي سوف يؤمن ويخلق حرية الإنسان وسيادته في الكون، حيث الحرية نادرة، حيث سيتم فعل كل شيء دون الغزو للاستفادة من ضعف الإنسانية وعدم ارتيابها.
لا يعرف الناس شيئاً عن هذا. لا يعرف الناس شيئاً عن المخاطر الحقيقية التي تواجه العالم اليوم. إنهم يعيشون في حلمهم الصغير، منشغلون باحتياجاتهم ومشاكلهم. ليس لديهم أي فكرة عما سوف يهدد الحضارة الإنسانية، من الداخل ومن الخارج. لكن الوحي يجلب هذا الوعي.
لأن الرب وحده هو الذي يستطيع أن يكشف عن طبيعة الحياة في الكون، وهذا جزء من الوحي. وحده الرب يستطيع أن يكشف ما يلوح في الأفق للبشرية، وهذا معلن في الوحي. وحده الرب يستطيع أن يتحدث عن الاحتياجات الأعمق للقلب والنفس، وهذا هو مركز الوحي. من احتياجات العالم بأسره، الآن وفي المستقبل، إلى الاحتياجات الأساسية والجوهرية لك أنت الفرد، في هذه اللحظة، يتحدث الوحي عن كل هذه الأشياء، لأنها كلها متصلة، كما ترى.
يتحدث الرسول عن عيش حياة أعظم في خدمة عالم محتاج. بالتأكيد، هذه الحاجة تتزايد مع مرور كل يوم وسوف تتصاعد إلى ما هو أبعد مما يقدره الناس اليوم.
إنه يدعو الناس من محاولتهم البائسة لتحقيق الذات، وورطاتهم، ومآسيهم، ومآزقهم، وخداعهم، [داعياً] الناس للخروج من الاضطهاد السياسي والاجتماعي والديني، ليجدوا الصوت الذي وضعه الرب في داخلهم ليجدوه ويتبعوه.
لهذا، سوف يتم إنكاره وإدانته من قبل أولئك الذين استثمروا في أشياء أخرى، من قبل أولئك الذين يتم تهديد آرائهم؛ من هو موضع تساؤل في الحياة؛ الذين أصبحت قيمهم وأخلاقهم ومعتقداتهم الراسخة موضع شك بسبب إعلانه وطبيعة الوحي نفسها.
يعرف الحضور الملائكي أنه إذا تمكن من الوصول إلى عدد كافٍ من الناس خلال فترة زمانه، فسوف يترسخ الوحي في العالم. لكن أشياء كثيرة أخرت الرسول. لم يستجيب الناس الذين كانوا مقدر لهم القيام بذلك. كانت هناك نكسات مالية وأمراض خطيرة جداً وتحدي عظيم لاختراق الجهل ومشاغل الإنسانية.
هذا هو السبب في أن أي شخص يمكنه الاستجابة على الرسول يجب أن يستجيب حقاً. والوقت جوهري، فهو رجل كبير في السن، وحضوره في العالم له أهمية حاسمة بالنسبة لمستقبل البشرية.
هذه المرة، قدم الحضور الملائكي الرسالة أولاً قبل أن يعلن الرسول نفسه. بهذه الطريقة، تم الحفاظ على الرسالة. لقد تم طباعتها. لقد تم تأسيسها. حتى لو واجه الرسول مصيبة غداً، فالرسالة موجودة، وهناك الآن ما يكفي من الناس للتحدث نيابة عنها والمضي قدماً بها. هذا لمنع الاغتصاب والفساد، فالرسالة تتحدث بوضوح، دون حاجة ماسة للتعليق أو التدخل البشري.
ومع ذلك فإن الرسول يحتوي على أكثر من ما هو مطبوع وما تم تسجيله. لهذا السبب إذا تمكنت من الوصول إلى الرسول وسماعه، فسوف تسمع أشياء تتجاوز ما تم طباعته وتسجيله.
لأنه يحمل الرسالة في داخله كالنار. إنها تحترق. لكنها تدفئ النفس وتنير المناظر الطبيعية. نار المعرفة الروحية في الرسول لا تشبه أي نار في العالم. إنها قوية للغاية حتى أنه بالكاد يستطيع تحملها لفترات طويلة من الزمن.
علاقتك به مهمة. أنت لا تدرك بعد أهميتها. لكن يجب رؤيتها بشكل صحيح. يجب أن يُرى من النفس والقلب. يجب أن يُسمع، ويجب أن تُفهم طبيعة الوحي بشكل كافٍ حتى تتمكن من فهم الفرصة العظيمة التي يمنحها هذا لك وللعالم.
لأنه سوف تمر قرون قبل أن يتم إرسال رسول آخر. هذه هو. هذا هو الأمر. هذه هي الرسالة الحقيقية للعالم لهذا الوقت والأزمنة القادمة.
أفشل في الإستجابة هنا، وسوف تكون العواقب وخيمة على حياتك وعلى العالم. لن تجد مصيرك. لن تجد اتصالك. سوف تضيع في البحر مع أي شخص آخر — يتلمس طريقه ويبحث عنه ويعاني. سوف تكون المعرفة الروحية بداخلك حية، لكنك قد لا تجد طريقة للتواصل معها. وسوف تزداد شكواك ضد العالم مع تضاؤل العالم. وسوف يزداد حزنك وألمك مع زيادة معاناة الإنسان من حولك. وسوف تشعر بالعجز واليأس فيما يتعلق بوضعكم في الكون، لأنك لم تجد قوة المعرفة الروحية حتى الآن لتخليصك.
هذا هو نتيجة العيش في زمن الوحي. إنها ليست مجرد مسألة اختيار هذا على ذلك. إنه ليس تعليماً مقابل تعليم آخر. إنه الشيء الحاسم الذي سوف يحدث كل الفرق. النجاح والفشل هنا أمران مهمان تماماً للفرد، بالنسبة لك.
لهذا السبب يعتقد الناس أن الوحي لا يمكن أن يحدث مرة أخرى لأنهم في الحقيقة لا يريدون التعامل مع التحدي والفرصة وإعادة التقييم التي يتطلبها ويقدمها. من الأفضل أن نتعايش مع الوُحِيّ القديمة التي تم تأسيسها بشكل جيد، حيث غطتها التعليقات البشرية تماماً بحيث يصعب فهم ما كانت تتحدث عنه الوُحِيّ في المقام الأول.
هم [الوُحِيّ] أصبحوا الأساس. لقد أصبحوا المؤسسة. لقد أصبحوا الشئ المقبول. هناك أفراد يدركون قيمتهم الحقيقية ويحاولون أن يعيشوا هذه القيمة. لكن بالنسبة لمعظم الناس، هذا هو ببساطة ما هو متوقع منهم في ثقافتهم وأمتهم — أن يؤمنوا ويتبعوا، إلى حد ما على الأقل، ولكن ليس بجدية عظيمة أو بإخلاص حقيقي.
لذا في هذه البيئة المليئة بالمخاطر، تكلم الرب مرة أخرى وأرسل رسولاً إلى العالم، مُرسلاً من الحضور والمضيف الملائكي لتقديم واقع جديد، ولإخراج الناس من تهاونهم، ونداء الناس للخروج من ظلال ماضيهم، لتحقيق الوضوح والقرار حيث لا يوجد سوى رأي وتكهنات، لنقل الناس إلى ما وراء الإيمان وفهمهم الفكري إلى واقع أعظم من الاعتراف والخلاص.
إذا تمكنت من فهم أصل الرسول، فسوف تبدأ في فهم أصلك وما دعاك إلى دخول العالم، وهي طريقة مختلفة تماماً للنظر إلى حياتك — حياتك الحالية وحياتك الماضية ومستقبلك — وحقاً طريقة رائعة للنظر إلى العالم. لأنه لن يكون هناك إدانة هنا، فقط اعتراف وتصميم وعطف عظيم للبشرية وهي تكافح لتجد شدتها الحقيقية في زمن الوحي.




