لقد تم إرسالك إلى العالم لتقديم مساهمة فريدة لعالم محتاج. لقد جئت في وقت يشهد تغيرات عظيمة وصعوبة بالنسبة للأسرة البشرية، وقت يتعين على البشرية أن تواجه فيه موجات التغيير العظيمة التي تأتي إلى العالم، وكلها تتقارب في هذا الوقت.
لقد أتيت في وقت تواجه فيه البشرية أعراقاً من خارج العالم موجودة هنا للاستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة. أنتم هنا لمواجهة مجموعة من الظروف التي لم يضطر أسلافكم إلى مراعاتها من قبل والتعامل معها.
لقد أتيت بمعرفة أعظم وقوة أعظم وضعها الرب بداخلك لتكتشفها في هذا الوقت لتظهر في هذا الوقت — في هذا الوقت العظيم من عدم اليقين والاضطراب.
بينما لديك عقل شخصي تم تكييفه من قبل العالم، مليء بالآمال والمخاوف والأحكام والاعتبارات، لديك ذكاء أعمق في داخلك وضعه الرب هناك. هذا الذكاء يسمى المعرفة الروحية. ذكاء لا يفكر مثل عقلك الشخصي. لا يحكم. لا يتعمد. لا يقارن ويتناقض. لا يستخدم العقل والمنطق، فهو أقوى من هذا بكثير. يجربه الناس في ومضات من الحدس، لكنه في حد ذاته أعظم من الحدس.
علم الرب أنك سوف تحتاج إلى قوة المعرفة الروحية لتكون في العالم، خاصة في هذا الوقت. وكل شخص في العالم لديه هذه المعرفة الروحية بداخله، في انتظار من يكتشفها. لكنها اكتشاف لم ينجزه سوى عدد قليل جداً. ومن الضروري في هذه الأوقات الصعبة أن يقوم الكثير من الناس بهذا الاكتشاف، أن تقوم أنت بهذا الاكتشاف.
أنت تحمل شدة عظيمة، دون أن تدري. بغض النظر عن ما يشغل بالك، أو المشاكل أو المخاوف التي تتعامل معها في هذه اللحظة، فقد تم إرسالك إلى العالم لتقديم مساهمة فريدة. أنت لا تعرف حتى الآن ما هي هذه المساهمة، ولكن لديك أدلة. على مدار حياتك، كانت هناك مؤشرات وعلامات وربما شعور متزايد بأنك هنا من أجل شيء مهم، لكنك لم ترَ ما هو عليه هذا الأمر بعد.
سوف يأتي إستيعاب ما هو هذا عندما تتخذ الخطوات نحو المعرفة الروحية، بينما تعيد الاتصال بهذا الذكاء الأعمق بداخلك والذي يمثل جوهر روحانيتك وطبيعتك الدائمة والحقيقية التي خلقها الرب.
هناك سواء كنت متديناً أم لا، سواء كنت ملتزماً بتقاليد دينية أم لا — بغض النظر عن البلد الذي تنتمي إليه، بغض النظر عن الثقافة أو الأسرة أو القرية التي تنتمي إليها، بغض النظر عن وضعك الاقتصادي، فأنت تحمل قوة المعرفة الروحية في داخلك، تنتظر من يكتشفها.
هذه المعرفة الروحية مطلوبة في العالم الآن، لأن البشرية سوف تحتاج إلى شدة أعظم والتزام أعظم لتجاوز الأوقات الصعبة المقبلة. سوف تحتاج الإنسانية إلى إلهام أعمق للتغلب على القلق الشديد والخوف والعداء الذي سوف يظهر في هذه الأوقات المضطربة.
لقد أعطاك الرب هذه الشدة لترى وتعرف الحقيقة فيما وراء كل المظاهر. ولكن لكي تفعل هذا، يجب أن تنظر إلى ما هو أبعد من أحكامك وإدانتك. يجب أن تتخلى عن تجنبك وإنكارك ومواجهة عالم متغير بأكثر قدر ممكن من الشجاعة والموضوعية.
حياتك أهم من ما تدرك. والوقت الذي تعيش فيه أكثر أهمية مما قد تدركه. لا تبتعد عن هذا، أو تتجنب طبيعتك الحقيقية وهدفك الحقيقي لكونك هنا.
ليس من قبيل الحادثة أنك أتيت في هذا الوقت — وقت يزداد فيه الاضطراب وعدم اليقين؛ الوقت الذي سوف تواجه فيه الإنسانية صعوبات عظيمة في بيئتكم، في السياسة والدين؛ صعوبة عظيمة في تأمين الموارد الأساسية التي يحتاجها الناس ليعيشوا حياة مستقرة وآمنة.
ما وراء آرائك السياسية ومواقفك هي القدرة لك على الرؤية بوضوح. لكن يجب أن توضح رؤيتك. يجب أن تنحي جانباً أفكارك وافتراضاتك حتى تحصل على هذا الوضوح وترى بهذه الشدة.
سوف تكشف المعرفة الروحية بداخلك ما يجب أن تراه وتعرفه وتفعله. سوف تمنعك من ارتكاب الأخطاء، ومن التخلي عن حياتك لأشخاص أو أشياء أو أماكن ليس لها هدف أو معنى حقيقي لحياتك. وسوف تشجعك على العثور على هؤلاء الأفراد الذين يمكنهم التعرف على طبيعتك الأعمق والذين سوف يكونون جزءاً من هدفك الأعظم في العالم.
مهمتك الآن هي اكتشاف قوة وحضور المعرفة الروحية في حياتك وتبدأ في مواجهة العالم بوضوح وإتزان وقوة وشجاعة. أنت لا تعرف ما أنت هنا للقيام به على وجه التحديد، لكنك تعلم أنك هنا للقيام بشيء مهم. وهذا يكفي لنقلك إلى الخطوة التالية، والتي سوف تمنح حياتك مزيداً من الوضوح والحرية.
هذه رحلة غامضة. لا يمكنك معرفة ذلك. يتم منحك الطريق خطوة بخطوة أثناء تقدمك، حيث تظهر شدة وشجاعة أعظم وثقة بالنفس.
قد تشك في نفسك، ولكن بمجرد تجربة المعرفة الروحية داخل نفسك، سوف ترى أنها تستحق ثقتك وإخلاصك. إنه تفوق شخصيتك. إنها قوة تشاركها مع كل الآخرين الذين أتوا إلى هنا في هذا الوقت. والمعرفة الروحية هنا للمساهمة في عالم محتاج ولتلبية احتياجاتك على أعمق مستوى.
هذه هي القوة والحضور الذي تحملهم بداخلك. وقد تم إرسال الرسالة من الرب إلى العالم لتكشف عن هذه القوة وهذا الحضور، ولتوفير الخطوات إلى المعرفة الروحية حتى تجد وتكتشف شدتك الحقيقية وهدفك واتجاهك بأقل إهدار للوقت قدر الإمكان.
هذه هي بركة وهبة الرب العظمى. إنها تنتظرك داخل نفسك وخارجها. سوف يتردد صداك معها بمجرد أن تراها وتعرفها وتجربها لأنها تمثل أعمق حقيقة في حياتك.




