العالم مكان جميل. إنه عالم ذو تنوع بيولوجي هائل. إنه عالم من الثروة الهائلة والقيمة. لا تدرك الأسرة البشرية مدى أهمية مكانه هذا العالم حقاً في كون من العوالم القاحلة.
أنتم لا تدركون الأهمية والقيمة التي سوف تعيرها لكم تلك الأعراق التي تدرك وجودكم. تلك الأعراق القليلة التي كانت تراقب السلوك البشري والتاريخ البشري، فهم — مع استثناءات قليلة — يرونك فوضويون وبربريون. إنهم قلقون من أنكم تدمرون ثروة هذا العالم، وهي الثروة التي يريدون امتلاكها لأنفسهم.
تطورت الإنسانية في حالة من العزلة النسبية، لأن العالم قد تمت زيارته طوال تاريخه، خاصة مع بروز البشرية. بشكل دوري، تمت زيارة العالم من قبل أعراق مختلفة قادمة للبحث عن الثروة البيولوجية للعالم وأيضاً لإخفاء أشياء ذات قيمة في العالم، أشياء لم تجدها الشعوب الأصلية في الأوقات السابقة أو تشك بوجودها.
عالمكم له تاريخ طويل من الزيارات، لكن الإستعمار في العالم من قبل الأعراق الأجنبية لم ينجح أبداً، لأسباب قد لا تتوقعوها. تعمل الأعراق التكنولوجية المتقدمة في الغالب في بيئات معقمة. إن الدخول إلى عالم من هذا التنوع البيولوجي، مع عدد لا يحصى من العوامل البيولوجية، ينتج خطراً على هذه الأعراق. في حين أنهم قد يكونون قادرين على قضاء بعض الوقت في هذا العالم على متن سفنهم الخاصة أو حتى لبناء مرافق هنا، فإن المخاطر البيولوجية للعالم أعظم بكثير، وخطر التلوث ملحوظ للغاية.
لقد تكيفت البشرية مع هذه الظروف مع استثناءات قليلة، ولذا فمن الصعب عليكم أن تتخيلوا أن العرق المتقدم سيجد صعوبة في التواجد هنا. حتى لو تمكنوا من تنفس غلافكم الجوي، وهو الأمر الذي الكثير منهم لا يستطيعه، فسوف يتعين عليهم مواجهة خطر التلوث العظيم، لأنهم لا يمتلكون القدرات التكييفية أو المقاومة للعمل في مثل هذه البيئة المتنوعة بيولوجياً.
أنتم، بالطبع تكيفتم مع هذه البيئة مع استثناءات قليلة. ويعتقد بعض الناس أنه مع التكنولوجيا المتقدمة يمكنك التغلب على هذه العقبات. لكن التلوث البيولوجي مشكلة خطيرة للغاية في سياق زيارة عوالم أخرى، لا سيما العوالم التي يوجد فيها تنوع بيولوجي أجنبي عن عالمكم الأصلي. إنها مشكلة ذات أهمية عظيمة في الكون بين الأعراق التي تسافر وتنخرط في مجموعة معقدة من الإرتباطات مع عوالم أخرى.
الأسرة البشرية، بالطبع، لا تعرف شيئاً عن هذا ، لأنكم ما زلتم معزولين في العالم ولم تتمكنوا من الهروب من حدود عالمكم بأي طريقة مهمة. لا يزال يعتقد على نطاق واسع بين الأسرة البشرية أن الكون هو مكان فارغ عظيم، وإذا كانت هناك حياة ذكية في مكان ما، فهي نادرة جداً.
نظراً لأنكم لم تتجاوزا العتبة بعد، وهي العتبة التكنولوجية التي تقف بينكم وبين السفر في هذا المجتمع الأعظم للحياة في الكون، لا يمكنكم تخيل كيف يمكن للأعراق الأخرى أن تنتقل من عالم إلى آخر. لذلك أنتم معاقين بسبب عزلتكم والقيود التكنولوجية.
لكن حقيقة الأمر هي أنه ما وراء هذا النظام الشمسي، تعيشون في جزء مأهول بشكل عظيم من الكون. خارج هذا النظام الشمسي، هناك طرق عظيمة للتجارة والعديد من الأمم التجارية التي أقامت شبكاتها التجارية منذ فترة طويلة. تم قمع الحرب والصراع، والحرية نادرة في هذا المجال الأكبر من الحياة.
هنا عالمكم، عالم ذو قيمة عظيمة، عالم ذو قيمة لأي عرق متقدم تكنولوجياً. بالنسبة للغالبية العظمى من الأعراق المتقدمة تكنولوجياً، فقد تجاوزوا الموارد الطبيعية لعالمهم ويجب عليهم الآن السفر والإنخراط في شبكات تجارية معقدة ومقيدة للحصول على ما يحتاجون إليه — ليس فقط لتوفير متطلباتهم التكنولوجية، ولكن أيضاً للأشياء الأكثر أساسية، مثل المواد البيولوجية لإنتاج الغذاء وخلق الدواء والهندسة البيولوجية وما إلى ذلك.
من الصعب أن تتخيل الإنسانية كيف وصل الإنجاز التكنولوجي إلى مثل هذا الثمن الباهظ. ومع ذلك، فقد بدأتم في دفع مثل هذا الثمن داخل عالمكم الخاص في هذا الوقت. عندما تبدأ تكنولوجيتكم في التسارع في تطورها وتقدمها، تجدون أنفسكم تتجاوزون الموارد الطبيعية في عالمكم بوتيرة مخيفة. تجدون أنفسكم تحطون من قدر بيئتكم الطبيعية وتؤثرون حتى على مناخات العالم.
لقد اتبعت الأعراق الأخرى، بالطبع، نفس المسار المدمر فقط لتجد نفسها معرضة للخطر بشكل عظيم لأنها لا تستطيع إعالة نفسها، بعد أن ألحقت الضرر أو عطلت وظائف الحفاظ على الحياة في عالمها الطبيعي. الآن يجب عليهم البحث عن موارد خارج عالمهم — موارد يملكها الآخرون، موارد سوف يتعين عليهم التنازل عن أنفسهم لها وقبول شروط المشاركة، والتي يمكن أن تكون مقيدة للغاية.
بمجرد أن تصبح هذه الأمم جزءاً من هذه الشبكات التجارية الأكبر، سوف تجد أنه عليها أن تستوفي متطلبات وتوقعات الآخرين أو سوف تواجه الإحتمال المرعب بحرمانهم من الحصول على الموارد.
يتم قمع الحرب والصراع في مثل هذه البيئة للحفاظ على استقرار وأمن الشبكات التجارية. إذا قاومت أمة ما أو حاولت الإستيلاء عسكرياً على ما تحتاجه، فسوف تعارضها مئات العوالم الأخرى.
لا تزال الإنسانية مفتونة بفكرة النمو والتوسع. فهي لم تنضج إلى مكان تدرك فيه أن الإستقرار والأمن يمثلان مرحلتها المستقبلية من التطور. كان على جميع الأعراق في الكون أن تواجه هذا الواقع، لأنكم لا تستطيعون الإستمرار في التوسع في الكون دون مواجهة صراع وعدم استقرار لا ينتهي.
في هذا الصدد، الإنسانية في نوع من مرحلة المراهقة. إنها تشعر بقوتها وإمكانياتها. لقد بدأت بإدراك أن لديها إمكانات أعظم. لكنها غير مسؤولة. إنها تسيء إدارة عالمها. إنها تركز على النمو، وهي الآن تصل إلى حدود النمو.
لا تفكروا أبداً في أنه إذا تجاوزتم موارد عالمكم، فيمكنكم الذهاب إلى الكون للحصول على ما تحتاجونه. الطريقة الوحيدة، للعيش في مثل هذا الجزء المكتظ بالسكان من الكون، بحيث تكونوا قادرين على القيام بذلك هو أن تصبحوا عضواً، عضواً صغيراً جداً في هذه الحالة، في شبكة تجارية أكبر. سوف يكون هذا سوأ حظ عظيم، لأنكم سوف تضطرون إلى تلبية شروط صارمة للغاية للمشاركة. سوف يكون عليكم التنازل عن نفسكم. وسوف تمارس الأمم الأخرى نفوذاً سياسياً عليكم، وهو تأثير قد تجدونه شديد القمع.
لن تجدوا أنفسكم بعد الآن مسيطرين في عالمكم، ولكنكم الآن خاضعين للتأثيرات والمتطلبات التي تفرضها عليكم الأمم في أماكن أخرى — من قبل أمم ليست إنسانية ولا تقدر قيم الإنسانية، والأمم التي تنظر إلى عالمكم وعليكم كمصدر ليتم استغلاله، ليتم استخدامه. إن افتقاركم إلى المهارة والتطور داخل هذه البيئة الأكبر سوف يجعلكم عرضة للاستغلال والتلاعب.
هذا هو السبب في أن الحفاظ على اكتفائكم-الذاتي في هذا العالم أمر مهم للغاية إذا كان للبشرية أن تظهر في هذا المجتمع الأعظم من الحياة الذكية كعرق حر وذو سيادة ذاتية. هنا يجب أن تتوقف صراعاتكم، ويجب أن تستقر إدارتكم لموارد العالم. هنا يجب تقييد استهلاككم للموارد، أو لن يكون لديكم مستقبل، سوف تفقدون اكتفائكم-الذاتي وسوف يتعين عليكم تلبية أي شروط تضعها أمامكم الأمم الأخرى، والتي [سوف] تغتنم فرصة عظيمة للوصول لثروة عالمكم وأهميته الإستراتيجية.
أنتم مثل السكان الأصليين الذين يعيشون في قلب الغابة، في عزلة. لقد طورتم ثقافتكم هناك. لقد طورتم فهمك الديني هناك . لقد طورتم مفهومكم عن الرب في الغابة. وتشعرون أن وجودكم مهم جداً.
ولكن عندما تلاقون زواراً من الخارج، فإنكم تميلون إلى إساءة فهم حضورهم ونواياهم — معتقدين أنهم هنا لمساعدتكم، معتقدين أنهم هنا لفائدتكم، وسوف تكونوا متأثرين بشدة بعروضهم التكنولوجية، مغوياتهم وإغراءاتهم. قد تتعرضوا لخطر الفشل في رؤية أنهم مجرد مستكشفين للموارد. ربما كنتم تعتقدون أنهم أرباب أو أعراق متقدمة من الكائنات. ويمكن أن تكونوا مفتونين بتكنولوجيتهم وتنبهروا بقدراتهم، بينما تعرضوا أنفسكم لخطر عظيم بالوقوع تحت إقناعهم.
هذه الحقيقة والوعي ليسوا مخيفين. إنه أمر حقيقي فقط. إنها حقيقة الحياة. هذا هو ما علمكم إياه التدخل والإستعمار عبر التاريخ — أنه يتم دائماً من أجل المصلحة الذاتية، وتلك الأعراق التي يتم اكتشافهم تواجه خطراً عظيماً من الدمار والقهر.
تملك البشرية وعد عظيم ومصير أعظم في الكون. ولكن لكي تفي بهذا الوعد وهذا المصير، يجب أن تفي بثلاثة متطلبات. يجب أن تكون مكتفيه-ذاتياً. يجب أن تكون متحدة. ويجب أن تكون متحفظة للغاية. هذه هي المتطلبات الثلاثة لجميع الأمم الحرة في الكون.
لكن في الوقت الحاضر، تفشل الإنسانية في كل واحد من هذه المتطلبات الأساسية. أنتم تدمرون بسرعة اكتفائكم-الذاتي من خلال سوء الإدارة والإفراط في استخدام موارد عالمكم.
أنتم بالكاد متحدين وما زلتم تقدرون صراعاتكم وتمييزكم عن بعضكم البعض لدرجة عظيمة بحيث أن الوحدة البشرية على نطاق واسع لم يتم تأسيسها بعد، حتى في مواجهة المشاكل الحرجة في العالم نفسه.
وبالكاد تكونوا متحفظين، تبثون كل نقاط قوتكم وضعفكم إلى الكون ليراها أي مراقب متحفظ. لا يوجد مجتمع تكنولوجي متقدم يبث بهذه الطريقة. هذا هو السبب في أنكم لن تجدوا إشارات راديو قادمة من الفضاء لأنه لا توجد أمه تقدر أمنها تبث بهذه الطريقة.
لا تدرك الإنسانية ما هو مطلوب لها لبناء حريتها وسيادتها والحفاظ عليها في هذا العالم. إنها مشكلة حرجة للغاية لا يعرفها سوى قلة قليلة من الناس.
هذا هو السبب في أن الإنسانية لا تزال في مرحلة المراهقة. إنها متهوره. إنها غير مسؤوله. إنها لا ترى نفسها مرتبطة بساحة أكبر من الحياة. إنها منشغلة بذاتها. هي أنانية. إنها لا ترى ما هو مطلوب منها للعمل ضمن مجتمع أعظم للحياة — مجتمع أعظم ليس مليئاً بالبشر، مجتمع أعظم حيث تبحث جميع الأعراق عن الموارد.
قد تأملون أن تكون الأعراق الأخرى قد اكتسبت نوعاً من الإكتفاء-الذاتي السحري حيث لا يحتاجون إلى اكتساب الموارد من عوالم أخرى. لكن في الواقع، هذا ليس هو الحال. تتطلب التكنولوجيا الأعظم اعتماداً أعظم على الموارد. إذا كانت أي أمة قد تجاوزت عالمها الخاص من ميراثها الطبيعي وفقدت اكتفاءها-الذاتي نتيجة لذلك، فإنها مجبرة على الإنخراط مع أعراق أخرى، وهي مجبرة على التكيف مع المتطلبات التي تتطلبها مثل هذه الشبكات التجارية.
هنا سوف تجدون أنه من الصعب جداً الحفاظ على أي درجة من الحرية التي قد أنشأتهموها حتى الآن في العالم. فالأعراق الحرة لا تتعايش بشكل جيد مع الأعراق غير الحرة، مع الحكومات التي لا تقدر الحرية الفردية. سوف يكون هناك ضغط عظيم من الخارج عليكم ليس فقط لتقييد هذه الحرية، ولكن للقضاء عليها تماماً.
لذلك، لا تفكروا في الكون على أنه نوع من البرية تنتظر استكشافها واستغلالها. هذا الجزء من مجرتكم مأهول بالسكان، ولا توجد برية هنا.
يمنحكم هذا مزايا وعيوب. الميزة هي أن الحرب والصراع قمعوا في هذا الجزء من المجرة. إنها ليست مثل أفلامكم أو مفاهيمكم. لا توجد إمبراطوريات ضخمة هنا تحكم الجميع، لأنه من الصعب الحفاظ على الإمبراطوريات الكبيرة ونادراً ما تستمر لفترة طويلة في المجتمع الأعظم.
هذا يعني أنه لا أحد يستطيع أن يأخذ عالمكم بالقوة، لأن الغزو بالقوة غير مسموح به. يتم قمع هذا الفعل للحفاظ على الإستقرار والأمن في هذه المنطقة من الفضاء. يتم قمع الغزو بالقوة. لن يحدث هنا.
سوف تسعى الأمم إلى اكتساب ميزة في عالمكم من خلال وسائل أخرى، من خلال قوى الإقناع — من خلال تضخيم احتياجاتكم وعدم قدرتكم على تلبية تلك الإحتياجات، من خلال إقناعكم بأنهم فقط من يمكنهم توجيهكم وقيادتكم وتوفير ما أنتم بحاجة له.
لن يتم التغلب على الإنسانية باستخدام القوة. سوف يتم التغلب عليها، إذا غُلبت، بقوة الحث والإقناع. هذا، بالطبع، يجب أن تتم مقاومته. لمقاومة هذا، يجب أن تدركوا المتطلبات الثلاثة للبقاء أحرار وسادة في هذا العالم.
لأن عزلة البشرية قد أنتهت الآن. أنتم تدمرون البيئة الطبيعية. لقد ولّد هذا تدخلاً من أعراق أخرى تعمل الآن في عالمكم، وتسعى إلى ترسيخ نفسها هنا، وتسعى إلى اكتساب ميزة والسيطرة داخل العالم دون استخدام القوة.
لهؤلاء الأشخاص القلائل الذين يدركون وجودهم، سوف يقدمون أنفسهم على أنهم مفيدون وحميدون، معلنين أنه ليس لديهم حرب وأنهم يعيشون في سلام. ومن خلال عرض تكنولوجيتهم، سوف يحاولون إقناعكم بأنهم، أكثر منكم، يفهمون ما الذي سوف يجلب الإستقرار والأمن لعالمكم.
لكن هذا كله خداع، لأنهم هنا ليغرسوا أنفسهم. بغض النظر عن إعلاناتهم الرائعة ووعودهم العظيمة لإنسانية تكافح، فهم هنا لزرع أنفسهم. كما حدث كثيراً في تاريخكم، يتم إقناع السكان الأصليين بسهولة ولا يدركون التهديد الحقيقي للتدخلات التي يواجهونها.
في الكون، للبشرية نوعان مختلفان من المواجهات مع الحياة خارج حدودها. سوف يكون لديكم حلفاء محتملون، وسوف يكون لديكم منافسون. ليس لديكم أعداء بعد لأنكم لا تحاولون بذل قوتكم خارج هذا النظام الشمسي.
لذلك ليس لديكم أعداء، لكن لديكم العديد من المنافسين. بعد تقييدهم من استخدام القوة، سوف يستخدمون وسائل أخرى للوصول إلى هذا العالم. سوف يأتون إلى هنا في مجموعات صغيرة، وينشئوا شبكات، ويقيمون اتصالات مع بعض القادة المختارين في مناصب القوة في الحكومة والتجارة والدين. سوف يحاولون إنشاء تأثيرات مختلفة داخل مجتمعاتكم الدينية وفهمكم الديني. سوف يسعون إلى إقامة حضور مادي في العالم على الرغم من أنهم لا يستطيعون تنفس غلافكم الجوي ولا يمكنهم مواجهة المخاطر البيولوجية لمحاولة الوجود هنا خارج مناطقهم المحمية الخاصة بهم.
إنهم ليسوا هنا لتدميركم، بل لإستخدامكم، لأنهم لا يستطيعون العيش في هذا العالم. لذلك هم بحاجة لكم للعمل معهم. وسوف يعدونكم بأي شيء. وسوف يؤكدون لكم أنكم لا تستطيعون أن تحلوا مشاكلكم من أجل اكتساب قوة التأثير عليكم.
هذه هي الطريقة التي يمكن بها لمجموعة صغيرة من مستكشفي الموارد أن تتفوق على الأسرة البشرية بأكملها دون استخدام القوة. سوف يفترسون صراعاتكم وعدم قدرتكم على حل هذه النزاعات، مؤكدين أنهم، أكثر منكم، لديهم القوة والقدرة على تلبية الإحتياجات المتزايدة للإنسانية.
وهذا بالطبع سوف يقنع ويحرض العديد من الناس لأن البشرية تفقد الثقة في نفسها وفي قادتها ومؤسساتها. سوف يخلق هذا فراغاً في الثقة يمكن ملؤه بسهولة بالتدخل الموجود في العالم اليوم.
إذن لديكم منافسون، ولديكم حلفاء محتملون. سوف يرسل لكم حلفاؤكم حكمتهم كما فعلوا بالفعل في سلسلة من الإحاطات، إحاطات من حلفاء البشرية. لكنهم لن يتدخلوا. إنهم غير حاضرين في عالمكم.
كل أولئك الذين يزورون عالمكم في هذا الوقت هم جزء من التدخل. وهناك أكثر من مجموعة. داخل كل مجموعة، هناك أعراق مختلفة من الكائنات تعمل على مستويات مختلفة من المسؤولية. إذن للتدخل وجوه عديدة، وسوف يكون هذا مربكاً للغاية بالنسبة لكم هنا على الأرض.
لن يتدخل حلفاؤكم لأنهم يدركون أنه إذا تدخلوا، فسوف يتعين عليهم التلاعب بإدراككم وفهمكم. حتى تتصرفوا بشكل صحيح، سوف يكون عليهم التلاعب بكم. سوف يكون عليهم السيطرة عليكم. لن يفعلوا هذا لأنهم أعراق محبة للحرية. إنهم يعلمون، من خلال دروس الحياة في الكون، أن محاولة السيطرة على مستقبل ومصير عالم آخر يتطلب الإخضاع. وهذا الأمر لن يفعلونه.
الأعراق الحرة في كونكم المحلي نادرة، ويجب عليهم أن يظلوا متحفظين. إذا حاولوا التحكم في مصير عالم مثل عالمكم أو التلاعب به، فسوف يتم كسر تحفظهم. لذلك يجب أن يدعمونكم دون تدخل.
ليس لديكم بعد النضج أو الحكمة بشأن الحياة في الكون لتروا أهمية ذلك. ومع ذلك، حتى في تجربتكم الخاصة في هذا الوقت، ترون عندما تحاول أمة السيطرة على سلوك أو تصور أمة أخرى، فهذا يؤدي إلى الغزو والسيطرة، والصراع العظيم وتدمير أولئك الأشخاص وتلك الأمم التي يتم التحكم فيها. أنتم ترون هذا في تجربتكم الخاصة.
الحياة لا تتغير عندما تدخلون المجتمع الأعظم. دروس الحياة لا تزال هي نفسها. يتم لعبهم فقط على نطاق أوسع بكثير مع العديد من الأعراق المختلفة. يزداد مستوى التعقيد، لكن الواقع هو نفسه.
تلك الأعراق الذين هم الحلفاء المحتملون للبشرية يدركون أن البشرية ليست مستعدة بعد للإتصال. لا تمتلك الأسرة البشرية الوحدة أو النضج أو الحكمة أو القوة حتى الآن للمشاركة في المواقف الصعبة للغاية والإنخراط في الحياة الذكية في الكون.
أنتم سذج. أنتم غير مستعدين ولا تتكيفون مع هذه البيئة الصعبة. أنتم لا تدركون المخاطر. أنتم طموحين. أنتم مثاليين. أنتم أنانيين. تعتقدون أن الكون يدور حولكم وأن أي شخص يزور عالمكم سوف يكون هنا ليقدم لكم الهدايا ويساعدكم.
هذا ساذج جداً للغاية، لكنه مفهوم لأن هذه هي الطريقة التي تدرك بها الأعراق التي تعيش في عزلة نفسها. هذه هي الطريقة التي ينظرون بها إلى احتمالات الانخراط في الحياة خارج حدودهم.
يوجد الكثير هنا لتتعلمه البشرية عن الحياة في الكون. هناك الكثير من الحكمة التي يجب أن تكتسبها. هناك الكثير من الحذر الذي يجب أن تمارسه. هناك الكثير من الفروق المهمة التي يجب عليكم القيام بها.
أنتم غير مستعدين. ولا يمكنكم أن تعدوا أنفسكم لأنكم لا تعرفون ما الذي تستعدون له، أو ما الذي سوف يتطلبه الأمر أو ما هي المخاطر الحقيقية.
يعلم الرب ما تواجهه البشرية في المجتمع الأعظم. يعلم الرب أن البشرية لا تستطيع أن تعد نفسها لحقائق الحياة في الكون. هذا هو سبب إرسال رسالة جديدة إلى العالم: لإعداد البشرية للمشاكل البيئية والإقتصادية العظيمة التي يواجهها العالم هنا وإعداد البشرية لمواجهاتها مع الحياة الذكية في الكون.
وحده الرب يعلم ما يحدث في الكون بدون خداع وتحريف. وحده الرب يعلم ماهو قادم في أفق حياة البشرية. وحده الرب يعرف حقاً ما يجب أن تراه البشرية وتعرفه وتفعله لبناء الوحدة البشرية، واستعادة اكتفائكم-الذاتي والحفاظ عليه في هذا العالم، وبناء التحفظ والتمييز اللازمين، سوف تحتاجون إلى العمل بنجاح في هذا المجال الأكبر من الحياة.
لأنكم متجهين إلى المجتمع الأعظم. لكن عليكم أولاً أن تنجوا من المجتمع الأعظم. ويجب أن تنضجوا وتصبحوا حكماء فيما يتعلق بتفاعلكم مع الأعراق الأخرى.
لا ينبغي لأحد أن يتدخل في عالمكم في هذا الوقت. هذا يمثل سلوكاً غير أخلاقي. يتم تنفيذه من أجل المصلحة الذاتية. إنه خداع. أنه أمر خطير.
الإنسانية ليست مستعدة بعد للتواصل، لكن الإتصال يحدث. وقواعد الإشتباك لا تضعونها أنتم، كما ينبغي أن يكون الأمر، ولكن من قبل الآخرين، الذين يعملون هنا في الخفاء، ويخفون نواياهم وأنشطتهم عن الأسرة البشرية.
لا تعتقدون أبداً أنه لا يمكن لأحد الوصول إلى شواطئكم. لا تعتقدون أن الكون مقيد بإنجازات العلوم الإنسانية. لا تعتقدون أن فهمكم للكون قد اكتمل.
أنتم عرق يافع. هناك الكثير من الأعراق القديمة. هناك الكثير من الحضارات القديمة. تتطور الحياة في الكون منذ فترة طويلة جداً. حتى قبل وجود البشرية في هذا العالم، تم إنشاء السفر إلى الفضاء وتم تنفيذه في مناطق لا حصر لها بواسطة أعراق لا حصر لهم. أنتم الطفل الجديد في الحي، اليافع، الخارج حديثاً من تاريخه القبلي الطويل.
الحضارة حديثة في هذا العالم، ولكن هناك العديد من الحضارات القديمة، حتى في منطقتكم الفضائية. لقد حققوا الإستقرار، الإستقرار الذي لم تحققه البشرية بعد. لكن الإستقرار يتم إما من خلال القمع والسيطرة أو من خلال عملية دقيقة وصعبة للغاية لرعاية الحرية الفردية والجماعية. اختارت معظم الأعراق المسار الأول، لأنه أكثر ملاءمة بكثير.
الحرية صعبة. تميل إلى عدم الإنتظام. لا تملك نوع الإستقرار الذي اكتسبته الأعراق الأخرى من خلال الهيمنة والسيطرة. لكن الحرية أهم. إنها أكثر أهمية. إنها أكثر إبداعاً. وهي أكثر فائدة. هذا هو السبب في أن الحفاظ على حرية الإنسان في مواجهة المجتمع الأعظم له أهميه قصوى.
الأسرة البشرية مهووسة بمعضلاتها وفسادها، ومشاكلها وإخفاقاتها. لكنكم لا ترون أن التحدي الأعظم أمامكم هو التدخل الذي يحدث في عالمكم اليوم، من قبل تلك الأعراق التي تسعى إلى الإستفادة من إنسانية ضعيفة ومنقسمة. وأنتم لا ترون بعد أن تدميركم لميراثكم الطبيعي سوف يمنعكم في المستقبل من الحفاظ على استقلاليتكم وحريتكم وحق تقريركم لمصيركم داخل هذا العالم.
المتطلبات الثلاثة للحرية في الكون هي ثلاثة متطلبات لا يمكنكم تغييرها. إنها ما يجب على كل عرق كان قادراً على البناء والحفاظ على الحرية الفردية والجماعية أن يتكيف معها. لا يمكن الهروب من تحديات هذه المتطلبات الثلاثة. لكن البشرية لم تدرك حتى الآن ما هو مطلوب منها لتعمل في هذا المجال الأكبر من الحياة.
لا تعتقدون أن الأعراق سوف تأتي هنا بدافع الفضول. لا تعتقدون أن الأعراق سوف تأتي لتقديم هدايا إنسانية لأنها مفتونة بثقافتكم أو بإمكانياتكم. في الكون من حولكم، تعد زيارة عوالم أخرى أمراً نادراً جداً ويتم القيام به فقط من أجل المصلحة-الذاتية.
في حين أن هناك أعراقاً أخرى قد ترغب في التعرف عليكم أو تشعر بالفضول تجاهكم، فإنها لن تنفق الطاقة أو تلتزم بالموارد لتأسيس نفسها هنا لأغراض الإيثار. سوف يأتون لأنهم بحاجة إلى ما في العالم. وبغض النظر عما قد يقدمونه لكم، فإنهم يريدون أشياء كثيرة في المقابل.
هذه هي حقيقة الحياة في الكون. الجميع يكافح من أجل الوصول إلى الموارد. الجميع يواجه المنافسة في الحياة.
تلك الأعراق التي كانت قادرة على البقاء حرة هي أعراق شديدة التحفظ. إنهم لا يقحمون أنفسهم في شبكات التجارة. إنهم لا يقيمون علاقات مع عوالم ليست حرة. هم متحفظين. هم مخفيين. يحافظون على اتصالاتهم مع بعضهم البعض من خلال وسائل مختلفة.
هذا هو ثمن الحرية في كون تندر فيه الحرية. يمكنكم أن تروا هذا في عالمكم الخاص. إنه ليس أمراً غامضاً. سوف تواجه دولة حرة في عالمكم صعوبة في التعامل مع الدول الأخرى حيث يتم قمع الحرية أو حرمان مواطنيها. مهما كانت التحالفات التي تنشئها هنا سوف يكون من الصعب الحفاظ عليها.
كم ستكون هذه الصعوبة أعظم بين الأعراق التي تختلف تماماً عن بعضها البعض، والتي لها قيم مختلفة وثقافات مختلفة وتاريخ مختلف. إن المشاكل التي توجد من دولة لدولة في عالمكم تكون أكبر بكثير عند التعامل مع أعراق أخرى من الكائنات التي تختلف لغتها وثقافتها وقيمها تماماً عن بعضها البعض.
لقد أرسل الرب وحياً جديداً إلى العالم ليكشف عن حقائق الحياة في الكون والأشياء التي يجب أن تراها وتعرفها وتفعلها البشرية للإستعداد لذلك.
تكشف رسالة الرب الجديدة أيضاً عن أمواج التغيير العظيمة التي تأتي إلى عالمكم والتي هي إلى حد كبير نتيجة لسوء استخدام البشرية ولسوء إدارة العالم. نضوب الموارد، والتدهور البيئي، والطقس العنيف، وزيادة عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي وخطر الحرب والمنافسة على الموارد المتبقية — هذه هي أمواج التغيير العظيمة التي تتقارب في عالمكم.
إن التدخل الذي يتم تنفيذه هنا يدرك هذه التغييرات العظيمة وسوف يحاول استخدامها لمصلحته الخاصة. فقط يجب إقناع البشرية فقط بأن العرق الأجنبي لديه قوة أعظم وقدرات أعظم للتخلي عن مفاتيح هذا العالم، والرضوخ، والخضوع والسماح للتدخل أن يأسس نفسه هنا.
لقد حدث هذا من قبل في تاريخكم الخاص، حيث سمحت الأعراق الأصلية بحدوث تدخل أجنبي فقط لتجد نفسها مشردة ومرهقة وحتى مدمرة. علمتكم الحياة هذا. علمتكم الحياة دروس التدخل.
لكن الكثير من الناس اليوم ما زالوا يريدون أشياء من الزوار. بعد أن فقدوا الثقة في الإنسانية، فإنهم يتطلعون الآن إلى قوى أخرى لمنحهم التشجيع والتوجيه.
إن حلفاء البشرية الحقيقيون لا يتدخلون في العالم لأن التدخل يؤدي إلى القهر. إنهم لا يعطون الإنسانية التكنولوجيا لأنهم يعرفون أن هذه التكنولوجيا سوف تتحول إلى أسلحة فقط وتستخدمها القوى الأنانية والإستغلالية في العالم. إنهم لا يغرونكم بقوتهم. إنهم لا يحيرونكم بتكنولوجيتهم. لأنهم يعرفون أن الإنسانية يجب أن تنمو وتصبح أكثر حكمة مما هي عليه اليوم من أجل الحصول على فرصة للحفاظ على حريتها واكتفائها-الذاتي في الكون.
عزلتكم قد انتهت. التدخل يحدث في عالمكم وهو موجود منذ الوقت. لكن الإنسانية لا ترى ذلك. إنها لا تتعرف على الأمر. حتى بين هؤلاء الأشخاص القلائل الذين يدركون الحضور الأجنبي هنا، فهم لا يفسرون هذا بشكل صحيح في الغالب. يعتقدون أنها نعمة. أو ربما يعتقدون أن هناك زواراً جيدين وزواراً سيئين لأنهم ما زالوا يريدون شيئاً من الزيارة.
عندما تريد شيئاً ما من مواجهة شخص آخر، فإنك تعرض نفسك للخطر. تفقد موضوعيتك. تصبح منفتحاً على الإقناع والتلاعب.
الإنسانية تمتلك القوة والثروة. يمكن أن تحافظ على حريتها في الكون، ولكن يجب أن تعمل بشكل مختلف تماماً عن ما تعمله اليوم لتلبية المتطلبات الثلاثة التي توضع أمامها لتكون عرق حر وصاحب سيادة-ذاتية.
بدأ الإتصال، لكنه ليس كما تعتقدونه. يساء فهمه إلى حد عظيم ويتم إنكاره في العالم. إنه أعظم حدث في تاريخ البشرية، والإنسانية ليست مستعدة. ولهذا السبب، أرسل الرب رسالة جديدة إلى العالم لإعداد البشرية للمجتمع الأعظم ولتحذير وإعداد البشرية لأمواج التغيير العظيمة التي تأتي إلى العالم والتي تضرب بالفعل شواطئ العالم، تؤثر على حياة الملايين من الناس.
يمثل هذا تعليماً أعظم بكثير للبشرية ووحياً لا يشبه أي من وُحِيّ الرب السابقة للأسرة البشرية. لأنكم تدخلون ساحة حياة جديدة. أنتم تمرون عبر عتبة عظيمة وعميقة في تطوركم.
لا تستطيع الأديان البشرية أن تهيئ الإنسانية للمستقبل، ولهذا السبب أُرسل وحي جديد هنا الآن. إنه يأتي من خالق كل الحياة. يؤكد حرية الإنسان؛ السيادة البشرية في هذا العالم؛ الوحدة البشرية والتعاون لمواجهة تحديات الحياة هنا؛ والحكمة من المجتمع الأعظم التي يجب أن تكتسبها البشرية إذا أرادت أن تعمل بنجاح في هذا المجال الأكبر من الحياة الذكية. إنها هدية حب عظيمة لإنسانية تكافح. لكنها صعبة للغاية. إنها كثيره التطلب. وهذا مطمئن جداً.
لقد أعطى الرب للإنسانية معرفة روحية أعمق تكمن داخل كل شخص، وذكاء أعمق يتجاوز مملكة ومدى الفكر — ذكاء لا يمكن إفساده أو إقناعه أو غشه بأي شكل من الأشكال. إن قوة المعرفة الروحية هذه هي التي تمثل شدتكم الأساسية ومصدر نزاهتكم وقدرتكم على رؤية ما وراء الخداع بأي شكل من الأشكال.
لا تزال الأعراق الحرة في مجرتكم المحلية تقدر الإنسانية لأن إمكانية المعرفة الروحية-الذاتية لا تزال موجودة هنا. لم يتم القضاء عليها. لم تضيع، فقد ضاعت من قبل العديد من الأعراق والأمم الأخرى.
لهذا السبب تؤكد الرسالة الجديدة من الرب على طريقة المعرفة الروحية وقوة المعرفة الروحية في الفرد، فهذه هي مصدر حريتكم. وهي ما سوف تمكنكم أكثر من أي شيء آخر من أن تروا وتعرفوا وتتحلوا بالشدة للتصرف نيابة عنكم في مواجهة القوى الأخرى المتدخلة.
إنها أعظم هدية من الرب لك كفرد وللأسرة البشرية. وسوف تكون هديتكم للأعراق الأخرى في الكون. لكن عليكم أولاً أن تثبتوا أنفسكم كشعب حر ويملك حق تقرير-مصيره. يجب أن تتعلموا الحكمة من المجتمع الأعظم. يجب أن تضعوا قواعد الاشتباك الخاصة بكم فيما يتعلق بأي زيارة لعالمكم. ويجب أن تمارسوا سلطتكم بهذه الطريقة لكسب اعتراف واحترام الأمم الأخرى في منطقة الفضاء هذه.
إنه تحدٍ عظيم، لكنه سوف يوحدكم، ويخلصكم ويعطيكم الشجاعة والشدة — الأشياء التي تتلاشى الآن في العالم، والتي تضيع. يجب أن تستعيد الإنسانية ثقتها. يجب أن تستعيد قوة وحضور المعرفة الروحية. يجب أن تتحد من أجل بقائها ورفاهيتها. ويجب أن تنمي الحرية الفردية هنا وتواجه تحدي العيش ضمن القيود البيئية لهذا العالم.
إذا كنتم تستطيعون القيام بذلك، فلديكم مستقبل أعظم في الكون. وهذا المستقبل يمثل الآن التحدي الأعظم لكم. المستقبل هنا الآن. المجتمع الأعظم هنا الآن.
قبل وقت طويل من قدرتكم على الخروج إلى الفضاء بأي طريقة ملحوظة، سوف يحدث الإتصال وهو يحدث حتى الآن. ولهذا يجب أن تستعدوا.




