ظهور البشرية في المجتمع الأعظم


Marshall Vian Summers
يوليو 18, 2008

:

()

تقف الإنسانية على عتبة الفضاء، على عتبة مجتمع أعظم من الحياة الذكية في الكون. على الرغم من وجود مشاكل عظيمة هنا في العالم، وعلى الرغم من أن البشرية تواجه أمواج التغيير العظيمة التي تأتي للعالم — التدهور البيئي؛ تناقص الموارد، تنامي عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وخطر المنافسة والصراع والحرب — وصلت البشرية إلى عتبة عظيمة في تطورها. لقد وصلت إلى نقطة اللاعودة فيما يتعلق بمكانتها داخل هذا المجتمع الأعظم للحياة الذكية.

لقد انتهت عزلتكم في الكون. من الآن فصاعداً، سوف يتعين عليكم مواجهة القوى المختلفة القادمة إلى العالم، الساعيين لتحقيق مكاسب هنا.

أنتم تعيشون في عالم جميل به موارد طبيعية رائعة. لكن عالمكم موجود في جزء مأهول من الفضاء حيث يوجد العديد من المجتمعات التكنولوجية القوية التي أنشأت شبكات معقدة من التجارة.

هذه المجتمعات، مثل العديد من المجتمعات الأخرى في المجتمع الأعظم، قد تجاوزت الموارد الطبيعية في عالمها ويجب عليها الآن الإنخراط في ترتيب معقد للغاية للتجارة والمقايضة للوصول إلى نفس الموارد التي يحتاجون إليها. لم يحررهم تقدمهم التكنولوجي من هذه الحاجة، ولكنه أدى بالفعل إلى تصعيد متطلبات الحياة.

توجد مجتمعات حرة داخل منطقتكم الفضائية ليسوا جزءاً من هذه الشبكات المعقدة للتجارة، والذين تمكنوا من الحفاظ على الحرية الفردية وحق تقرير المصير لشعوبهم.

أنتم تظهرون في مجموعة معقدة من الظروف. إن الظروف تختلف تماماً عما يعتقده أو يتكهن به معظم الناس فيما يتعلق بإمكانيات الحياة الذكية في الكون.

يعتقد الكثير من الناس أن الكون هو مكان فارغ، وإذا كانت الحياة موجودة، فهي نادرة. يعتقد الكثير من الناس أنه إذا واجهت البشرية عرقاً آخر من الكائنات في الكون، فإن هذا العرق من الكائنات سوف يكون مهتماً بشكل مفرط بالإنسانية، ويرغب في مساعدة البشرية ومشاركة حكمتهم وتكنولوجيتهم مع هذا العرق الناشئ الشاب في العالم.

لكن، للأسف، الوضع مختلف تماماً. أنتم تخرجون إلى بيئة تنافسية للغاية حيث تندر الحروب والصراعات، ولكن تكون فيها قوى التأثير والتلاعب قوية. أنتم تخرجون إلى مجموعة من الظروف الراسخة، والتي تم تأسيسها لفترة طويلة جداً.

لأن الأعراق في الكون في نهاية المطاف تسعى إلى إرساء الإستقرار فوق كل شيء آخر، وهذا الإستقرار يتطلب إقامة علاقات تجارية قوية مع الأمم الأخرى حتى تتوقف المنافسة فيما بينها عن أن تكون مدمرة. تتطلب التكنولوجيا المتقدمة العديد من الموارد، ويجب تأمين الوصول إلى هذه الموارد. لذلك وُضعت ترتيبات طويلة الأمد، ولايطاق القليل من أي انحراف أو تمرد داخل هذه الشبكات.

يبدو الأمر كما لو أن الإنسانية كانت طفل صغير يخرج من منزله لأول مرة ويدرك أنه يعيش في مدينة كبيرة تسيطر عليها قوى قوية لا يستطيع الطفل الصغير فهمها. إن الأمر مختلف تماماً عن الكتب القصصية التي قد قرأها الطفل أو عن خيال الطفل. إنه ليس مكاناً رائعاً يكون فيه الجميع سعداء ويدعم الجميع ويتعايش الجميع بشكل جيد.
إن الحي الأكبر من الحياة التي سوف تخرجون فيه والقوى التي قد تواجهونها هناك، لا تهتم بشكل مفرط بالإنسانية. إنهم لا يشاركون القيم الإنسانية. هم ليسوا بشر أو حتى مثل البشر في معظم الحالات. لكنهم يتشاركون في صعوبات العيش ضمن واقع مادي — صعوبات الأمن وتأمين الموارد، وصعوبات المنافسة وجميع المشاكل المتأصلة التي تطرحها الحضارة على الرغم من فوائدها العديدة.

مثل الجميع في المجتمع الأعظم، يجب أن تواجهون الحدود التي تخلقها الحياة والطبيعة. لا يمكن للتكنولوجيا التغلب على معظم تلك الحدود. وهكذا يواجه الجميع مشاكل البقاء والأمن والمنافسة وما إلى ذلك.

الإنسانية هي عرق يافع جداً. إنها مفتونة بالتكنولوجيا. تعتقد أنها عرق مهم للغاية في الكون. تؤمن وتفترض قيمها وتطلعاتها على أنها كونية. هذا مفهوم، بالطبع، لأن البشرية لم تضطر أبداً إلى التنافس والبقاء على قيد الحياة داخل هذا المجتمع الأعظم من الحياة. وأنتم معزولين داخل عالمكم، وغير قادرين على السفر إلى الخارج، فأنتم بالطبع تجهلون حقائق الحياة داخل هذه الساحة الأعظم.

إنه تثقيف البشرية حول واقع وروحانية المجتمع الأعظم الذي يمثل أحد الأهداف الأساسية للرسالة الجديدة التي تم إرسالها إلى العالم من خالق كل الحياة. لأن الرب وحده يعلم ما يحدث حقاً في المجتمع الأعظم وكيف يجب على البشرية أن تعد نفسها حتى لأمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم والتي حلت عليكم الآن.

الرابط بين أمواج التغيير العظيمة وظهور البشرية في هذا المجتمع الأعظم من الحياة الذكية مهم للغاية. كما هو الحال في تطور العديد من المجتمعات في الكون، سلبت البشرية الآن الموارد الطبيعية في عالمها. هذا يقودكم إلى عتبة عظيمة.

أولاً، هذا يدعو إلى تدخل الأعراق الذين يريدون تأمين تلك الموارد البيولوجية لأنفسهم. سوف يستخدمون جميع الوسائل الضرورية للوصول إلى هذه الموارد، رغم أنه نادراً ما يتم استخدام القوة في هذه الحالة.

لقد وصلتم أيضاً إلى العتبة حيث يتعين على البشرية أن تختار — حتى أن تختار بوعي — ما إذا كانت سوف تقاتل وتكافح من أجل هذه الموارد المتبقية في العالم أو ما إذا كانت سوف تتحد للحفاظ عليها وتأمينها وتحقيق بيئة مستقرة مستقبلاً.

في هذه المرحلة، يتم الإتصال بالعديد من العوالم من الآخرين الذين يقدمون لهم التكنولوجيا والموارد. إذا استنفذ السكان الأصليون قدرة عالمهم على إعالتهم، فسوف يتعين عليهم قبول هذه العروض. لكن هذه العروض هي التي سوف تسلب الشعوب الأصلية من حقها في حق تقرير مصيرها وحريتها واكتفائهم الذاتي.

بمجرد أن تصبحون معتمدين على شبكات التجارة في الكون، فإن هذه الشبكات هي التي سوف تحدد كيف سوف تعيشون وماذا سوف تفعلون. سوف يكون تأثيرهم عليكم مفرطاً لأنهم سوف يتحكمون في الموارد الضرورية لبقائكم ورفاهيتكم، ويجب عليكم الإعتماد عليهم.

إنها مشكلة فقدان الإكتفاء الذاتي لدى المرء والإعتماد على الآخرين. إذا كانت البشرية تريد أن تصبح سلالة حرة وذاتية القرار في الكون، الأمر الذي يمثل مصيركم الأعظم، فلا يجب أن تفقدوا اكتفائكم الذاتي في هذه البيئة الأكبر.

لأن هناك ثلاثة متطلبات لكي يكون العرق حراً في الكون، وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان حيث توجد شبكات تجارية راسخة. يجب أن يكون متحداً، ويجب أن يكون مكتفياً ذاتياً ويجب أن يكون متحفظاً للغاية.

في الوقت الحاضر، البشرية ليست موحدة وهي معرضة لخطر أن تصبح أكثر انقساماً وخلافاً، في مواجهة عالم تتناقص فيه الموارد.

أنتم تفقدون اكتفائكم الذاتي مع مرور كل يوم بينما تستنفذون وفرة هذا العالم، وأنتم تفرطون في إنفاق ميراثكم الطبيعي، وأنتم تقودون بتهور إلى المستقبل، وترغبون في الإستهلاك أكثر من أي وقت مضى من عالم من الموارد المحدودة.

بالكاد تكونون متحفظين، لأنكم تبثون نقاط قوتكم وضعفكم في الكون ليراها الجميع. هذا، بالطبع، يهدد مستقبلكم ويهدد إمكانية حصولكم على الحرية في المستقبل ضمن هذه الساحة الأكبر من الحياة، حيث الحرية نفسها نادرة.

غالباً ما تكون المجتمعات التكنولوجية الكبيرة علمانية بطبيعتها. لا تسمح بالتعبير الفردي. إنهم لا يكرمون حقيقة وحضور خالق كل الحياة. أصبحت الدولة دينهم، ويتم الحفاظ على الإستقرار من خلال تسلسل هرمي صارم للغاية.

هذا هو الحال في الأمم التي تعتمد على بعضها البعض للحصول على الموارد. يصبحون أكثر تشابهاً ببعضهم البعض، على الرغم من أنهم لا يزالون مجتمعات متميزة. إنهم مجبرون على الإمتثال إلى درجة معينة بسبب ترابطهم.

هذا هو السبب في أن الأمم الحرة في مناطق الفضاء مثل تلك التي يوجد فيها عالمكم تظل مكتفية ذاتياً إلى حد كبير أو سوف تتاجر فقط بدرجة محدودة مع بعضها البعض. سوف يسعون إلى أن يكونوا حذرين للغاية، لأن المجتمعات الحرة في الكون لا تتعايش جيداً مع المجتمعات الغير [حرة].

يعد هذا التعليم حول المجتمع الأعظم أمراً ضرورياً، حيث يجب أن يكون لديكم إحساس بما تستعدون له، ويجب أن تبدأوا في إدراك مسؤولياتكم الخاصة هنا على الأرض. أنتم تخرجون إلى ساحة أكبر من الحياة. إنها ليست ساحة يمكنكم التحكم فيها أو حتى التأثير عليها بأي درجة على الإطلاق. أنتم تخرجون من العزلة.

تتدخل الأعراق من المجتمع الأعظم هنا بالفعل في الشؤون الإنسانية — يسعون إلى ترسيخ أنفسهم كمراكز قوة وتأثير هنا، والعمل سراً خلف الكواليس، والتأثير على الأشخاص في مناصب السلطة، وأخذ المواطنين ضد إرادتهم، والعمل بطرق خطيرة للغاية ومضرة جداً على الأسرة البشرية.

ومع ذلك، يذهب الناس مع الحياة وكأن شيئاً لا يحدث، ويستهلكون احتياجاتهم الخاصة، مستغرقين في الصراع والفساد البشري، مستغرقين في صعوبات الحياة هنا في هذا العالم الوحيد، غير مدركين وغير مهتمين بوجود تدخل هنا. هؤلاء الأشخاص القلائل الذين يدركون هذا الحضور يتم إقناعهم ليتصوروا بأنه مفيد، وحميد، وحتى في بعض الحالات، يمثلون خلاص الأسرة البشرية.

في مواجهة عالم تتناقص فيه الموارد ويتزايد عدم الإستقرار، تكون البشرية معرضة بشكل خاص للإقناع والتدخل. هناك أسباب كثيرة لهذا. لكن الحقيقة هي أن الإنسانية تواجه أعظم تحد لها من الخارج ولا تستجيب.

هناك أفراد وحكومات في عالمكم يدركون هذا بالطبع، لكن عامة الناس ليس لديهم فكرة عن المخاطر التي يواجهونها الآن على حدودهم من الفضاء. هذه هي المخاطر التي يمكن للبشرية أن تواجهها و تتغلب عليها ، لكن يجب أن تتحد و تتعلم حتى يصبح هذا ممكناً.

تلك الأعراق الموجودة هنا في العالم اليوم تعتمد كلياً على إذعان البشر وخضوعهم. إنهم لا يستخدمون القوة لتحقيق أهدافهم. إذا لم تمنح الإنسانية هذا الإذن ولم تقبل ولم تخضع، فيجب على هذه القوات الإنسحاب.

تشرح الرسالة الجديدة للبشرية سبب ذلك، لكن هذا سوف يتطلب منكم دراسة هذا الأمر والتعرف على واقع الحياة خارج حدودكم. لا يمكنكم وضع افتراضات جامحة أو التمسك بالأفكار أو الآراء القديمة ويكون لديكم أي أمل في اكتساب هذا التعليم وهذا الفهم. فكيف سوف تعرفون؟ كيف يمكن لأي شخص في العالم أن يعرف ما يحدث في المجتمع الأعظم للحياة من حولكم؟

يجب أن يتم تقديم لكم هذا من وحي أعظم. بينما لديكم حلفاء في الكون أرسلوا لكم ملخصاتهم وحكمتهم وتوصياتهم، فإن هذا الوحي حقاً يجب أن يأتي من خالق كل الحياة. يجب أن يأتي هذا الوحي من أجل رفاهية البشرية. لم تكن هناك حاجة إليه في العالم من قبل، لكنه ضروري الآن.

لا يمكن للإنسانية أن تعد نفسها لمجتمع أعظم لا يمكنها فهمه. لا يمكنها أن تستعد لمجموعة من الظروف التي لا تستطيع أن تشهدها. ومع ذلك، فإن هذا الإعداد مطلوب بشكل أساسي في العالم اليوم.

تملكون حواجز عظيمة وأسوار عظيمة بين شعوبكم. لقد قمتم ببناء قدرات دفاعية وهجومية هائلة بين دولكم. لكن ظهركم للكون. أنتم لا تعيرونه اهتماماً. أنتم لا تستخدمون الحكمة هنا — تعلموا من دروس التدخل والإستعمار بين الأمم في تاريخكم، مدركين أن هذه المنافسة جزء من الطبيعة، والكون يمثل الطبيعة على نطاق أعظم وغير مفهوم تقريباً.

لقد أعطاكم خالق الحياة المعرفة الروحية، ذكاء أعمق في داخلكم. إنه يمثل قدرتكم على إدراك الحقيقة بما يتجاوز أي خداع، وبعيداً عن أي تفضيل، وما وراء الأمل، وما وراء الخوف، وما وراء كل الأشياء العديدة التي تحجب رؤية البشرية وفهمها.

لقد جئتم إلى العالم لخدمة العالم في ظل هذه الظروف بالذات. أنتم لستم هنا بالصدفة. إن ما أدخلك حقاً إلى العالم مرتبط بظهور البشرية في المجتمع الأعظم والصعوبات العظيمة التي سوف تواجهها البشرية هنا على الأرض نتيجة لسوء استخدامها وإفراطها في استخدام العالم.

هذا يمثل الصورة الكبيرة لحياتك. إنه يمثل حقيقة وجود البشرية والعتبة العظمى التي تواجهها البشرية الآن. ولكن من الذي يفكر في هذه الأشياء؟ من يستطيع أن يرى بوضوح هنا؟ من يستطيع أن يحضر الحس السليم لمجموعة مختلفة تماماً وجديدة من الظروف؟ من لديه الموضوعية لمواجهة تحديات من هذا النوع دون إسقاط مخاوفه وتفضيله وإنكاره؟

بالكاد تستطيع الإنسانية في هذه اللحظة أن تواجه صعوباتها الخاصة هنا على الأرض بأي درجة من الوضوح والرؤية. كيف سوف تواجه مجتمع أعظم من الحياة؟ أين سوف تجد القوة للتوحيد في مواجهة هذا المجتمع الأعظم ولإثبات نفسها كعرق حر ويملك حق تقرير مصيره ضمن هذا المجال الأكبر من الحياة؟

هذه أسئلة لا يمكنك الإجابة عنها حقاً، لأنك بحاجة إلى قوة ونعمة خالق كل الحياة لإرشادك وإعدادك. لا يمكنك تحضير نفسك. أنتم لا تعرفون حتى ما الذي تستعدون له، أو ما الذي يتطلبه الإعداد وكيف سوف تتمكنوا من تحقيق استقرار أعظم في العالم والحفاظ على موارد العالم حتى يكون لحريتكم في المستقبل أساس هنا.

سوف يفقد الناس الأمل في مواجهة أمواج التغيير العظيمة. سوف يفقدون الأمل والثقة بالنفس في مواجهة المجتمع الأعظم. سوف يفقدون الأمل، ليس لأنهم لا يمتلكون القوة، ولكن لأنهم لا يدركون أن لديهم الشدة لمواجهة هذه العقبات العظيمة والهائلة التي سوف تواجهها جميع الأعراق في الحياة عاجلاً أم آجلاً.

تمتلك الإنسانية إمكانية المعرفة الروحية-الذاتية. لديها وعي بخالق جميع أشكال الحياة بما يكفي لاستدعاء قوة داخلية أعظم. لقد تعلمتم دروس الطبيعة بشكل كافٍ في هذا العالم لتستخدموا هذه الحكمة في مواجهتها مع مجتمع أعظم من الحياة.

ولكن هناك أشياء لا تستطيع البشرية رؤيتها ولا تستطيع معرفتها فيما يتعلق بما تبدو عليه الحياة خارج حدودها — ما هو شكل هذا المجتمع الأعظم حقاً، وكيف يعمل وكيف يجب أن يتعامل عرق مثل عرقكم مع هذا [الواقع] من أجل تأمين الحرية والسيادة في هذا العالم.

أنتم لا تعرفون حتى الآن فرصكم هنا والمخاطر التي تحيط بها. لا أحد في العالم متعلم عن المجتمع الأعظم. إذا كنتم كذلك، فسوف تستجيبون بشكل مختلف تماماً لحضور قوى أجنبية فضائية في وسطكم. سوف يصبح هذا تركيزاً عالمياً، وسوف يكون التركيز على إنشاء قواعد الإشتباك الخاصة بكم مع من تقابلونه الآن ومن المحتمل أن تواجهونه في المستقبل.

سوف ينهي هذا حروبكم وصراعاتكم، مدركين مداها في تعريضكم للتأثير والتلاعب الخارجيين. سوف تجلبون قدراً أعظم من الرصانة والموضوعية للتحمل في تمييز هذا الحضور الموجود في العالم والتصدي لسلوكهم هنا. سوف تدركون أن كل ما لديكم في خطر الآن — كل ما حققته شيء مفيد حققته البشرية، كل ما خلقته البشرية في خطر الآن.

أنتم تواجهون مجموعة من التأثيرات التي لا تسعى إلى تدميركم، ولكن لإستخدامكم، لتوظيفكم في خدمتهم. حان الوقت لإنهاء صراعاتكم المستمرة والإستعداد للإنخراط مع المجتمع الأعظم للحياة الذكية. هذا أكثر أهمية بكثير من أي قضايا خلاف بينكم. انقساماتكم، ومنافستكم، وصراعاتكم، وعدم رغبتكم في دعم بعضكم البعض بين دولكم، هذا يجعلكم فقط ضعفاء ومعرضين للخطر في مواجهة هذا المجتمع الأعظم.

أرسل لكم حلفاؤكم القلائل في الكون الذين يدركون وجودكم، تلك الأعراق التي تعيش في منطقتكم الفضائية والتي حققت قدراً من الإكتفاء الذاتي وحق تقرير المصير، مجموعة من الإحاطات لتحذيركم من الحضور الأجنبي الذين هم في العالم اليوم وللمساعدة في إعدادكم لواقع الحياة داخل المجتمع الأعظم نفسه.

لقد دعا خالق كل الحياة إلى شهادتهم، لأن البشرية يجب أن تعرف أن لها أصدقاء محتملين في الكون. هم ليسوا في العالم اليوم. إنهم لا يتدخلون في الشؤون الإنسانية. إنهم يراقبونكم من بعيد. إنهم يعلمون أن الإعداد الحقيقي يجب أن يأتي من خالق كل الحياة، لأن خالق كل الحياة هو وحده الذي يعرف كل شيء عن المجتمع الأعظم وكل شيء تحتاج البشرية إلى معرفته وفعله وعدم القيام به للإستعداد لهذا المجتمع الأعظم.

لقد جلب لكم خالق كل الحياة المعرفة الروحية والحكمة من هذا المجتمع الأعظم وأرسل إليكم تحذيراً وبركة واستعداداً إلى العالم. إنه هنا لإعداد البشرية لأعظم حدث في تاريخ البشرية، وأعظم تهديد لحرية الإنسان ولحق تقرير مصيره، وأعظم فرصة للوحدة البشرية والتعاون.

لماذا تتقاتل أي دولة في العالم مع دول أخرى هنا إذا أدركوا أن مستقبلهم وحقيقتهم بالكامل تواجه تحديات من خلال المنافسة من خارج العالم؟ من سوف يكون أحمق لدرجة أن يلقي بالإنسانية في صراع إذا عرفوا وفهموا التحدي الأعظم الذي يواجه الآن الأسرة البشرية بأكملها؟

يحتوي المجتمع الأعظم هنا على العديد من الجوانب المفيدة لكم. إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوحد البشرية وينهي صراعاتها المستمرة. إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبركم على أن تنضجون وتتحدون وتتعاونون لحماية عالمكم. سوف يجبركم على أن تكونوا مسؤولين حيث أنتم غير مسؤولين. سوف يجبركم على أن تكونون ناضجين حيث أنتم غير ناضجين. سوف يجبركم على إدراك أنه يجب عليكم الإهتمام بهذا العالم، وأنه يجب عليكم خلق تواجد مستدام هنا، وأنه لا يمكنكم الذهاب إلى الكون للمطالبة بما دمرتموه هنا في هذا العالم، لأن هذه الموارد مملوكة للآخرين، ولن يكون لديكم أي قوة أو فعالية للوصول إليها. وسوف تتطلب حريتكم وحق تقرير مصيركم في هذه الساحة الأعظم من الحياة أن تكون البشرية مكتفية ذاتياً ومسؤولة عن إنشاء حلولها الخاصة للمشاكل الصعبة هنا على الأرض.

لا تزال البشرية جامحة ومتهورة. مثل المراهق، بدأت تشعر بقوتها، لكنها ليست مسؤولة بعد. إنها ليست ناضجة بما يكفي لإستخدام هذه القوة بشكل فعال لمصلحتها الخاصة. إنها لا تفكر في مستقبلها، ولا تدرك المخاطر العظيمة التي تواجهها داخل هذا المجتمع الأعظم. لا تتمتع بعد بالثقة بالنفس أو النضج أو المهارة لمواجهة هذه الصورة البانورامية الأكبر للحياة.

هذا هو تحديكم. لا يمكنكم تجنبه. لا يوجد مكان للركض والإختباء. هل سوف تختفون في عالم آخر؟ هل سوف تتظاهرون بأن لا شئ يحدث؟ هل سوف تنكرون هذه الحقيقة؟ هل سوف تعتقدون أن هذا غير متعلق بكم؟

هذه هي العتبة العظمى التي يمكن أن ترفع وتوحد البشرية. إنها أيضاً العتبة العظمى التي يمكن أن تحبط الإنسانية. لديها هذه القوة وهذه الشدة. إن شجاعتكم وثقتكم بنفسكم وحق تقرير مصيركم الآن هو الذي يجب أن يتحقق.

التكنولوجيا ليست مشكلتكم. مشكلتكم تتعلق بالشجاعة والوضوح والتصميم. لن تفشلوا بسبب التكنولوجيا. سوف تفشلون بسبب نقص الحكمة والتعاون والوعي في عالمكم. هذا هو خطركم العظيم.

لديكم القوة. لديكم مهارات. لديكم حكمة. لا أحد يستطيع أن يعيش في عالمكم. إنه معقد من الناحية البيولوجية بالنسبة لهم. إنهم بحاجة لكم. إنهم بحاجة إلى تعاونكم. إنهم يريدون منكم أن تخضعوا لهم عن طيب خاطر. إنهم بحاجة إلى تآكل ثقتكم بنفسكم حتى تشعروا أنكم لا تستطيعون مقاومتهم. إنهم يحتاجون منكم لإستنزاف مواردكم حتى تصبحوا معتمدين عليهم.

هذا تعليم أساسي. ومع ذلك، لدى الناس العديد من الأفكار والمعتقدات التي سوف تعميهم عن حقيقة وضعهم. التفضيل، والإنكار، والصراع البشري، وتدهور البشرية للعالم الطبيعي — كل هذا يضعكم في موقف شديد الضعف والموقف الأكثر عرضة للخطر في الكون.

ما الذي يحفزكم للتغيير؟ يجب أن يكون شيئاً قوياً جداً، شيئاً غير حميد للغاية، شيئاً لم تفكروا فيه من قبل — معضلة أعظم من أي شيء تعتقدون أنكم تواجهون اليوم، تحد من الكون سوف يوقظكم على ضعفكم ومجموعة ظروفكم الخاصة بكم.

هذه هي العتبة العظمى، ويجب أن تمتلك الشدة والقلب والشجاعة لمواجهتها وتدرك أنك لا تملك إجابة. لا يمكنك معرفة هذا بنفسك. ليس لديك كل المعلومات الضرورية أو المنظور الضروري. هذا هو السبب في أن خالق كل أشكال الحياة يأتي بهذا الوحي الجديد إلى العالم — لإعداد البشرية لأمواج التغيير العظيمة ولإعداد البشرية لحقائق الحياة في المجتمع الأعظم.

الإنسانية لها مصير عظيم. مصيرها أن تصبح سلالة حرة وتملك حق تقرير مصيرها في الكون. ولكن من أجل تحقيق هذا المصير، يجب أن تكونوا أقوياء ومتحدين وعازمين. يجب أن تدركوا أن عزلتكم في الكون قد انتهت، وأنه من الآن فصاعداً سوف يتعين عليكم مواجهة تلك القوى التي تسعى إلى إقناعكم بالإعتماد عليهم، والتي سوف تسعى إلى إحباط ثقتكم بنفسكم، والتي سوف تسعى إلى تأسيس تأثيرها هنا في العالم — في عالم لا يمكنهم العيش فيه.

سوف يكون لديك العديد من الأسئلة، وهناك العديد من الأشياء التي يجب أن تتعلمها. سوف يجيب الوحي من الرب على العديد من هذه الأسئلة. لكن هذا سوف يستغرق [وقتاً] ويتطلب منك إعادة النظر في أشياء كثيرة في العالم اليوم، وأن ترى العالم بشكل مختلف، وأن تنظر إلى الصراع البشري بشكل مختلف وأن تدرك أن مستقبلك ومصيرك، ونجاحك وفشلك، يكمن في المجتمع الأعظم نفسه. إذا كان بإمكانك رؤية هذا، فسوف يكون ذلك نعمة عظيمة. سوف يكون الوحي. سوف تكون نقطة تحول حقيقية بالنسبة لك كفرد.

سوف ترى أنه يجب عليك أن تجلب قدراً أعظم من الرصانة والموضوعية لتحملها وأن القوة للقيام بذلك تعيش بداخلك — قوة أعمق، قوة المعرفة الروحية التي تنتظر من يكتشفها. يجب أن تظهر إلى الأمام هذه المعرفة الروحية في حياتك كفرد ويجب أن تصبح أقوى في الأسرة البشرية.

هذا هو مطلب الحرية في الكون. هذه هي موهبة مواجهة مجتمع أعظم للحياة. هذه هي موهبة الوحي لكم، أنتم من تقفون الآن على أعتاب الفضاء.