دخول المجتمع الأعظم


Marshall Vian Summers
مايو 27, 2011

:

()

يفتح وحي الرب الجديد الأبواب أمام عالم من الحياة الذكية، ويوفر منظوراً وبصيرة وفهماً لم يكن متاحاً من قبل.

إن الأسرة البشرية لا تدرك عرضتها للخطر أمام هذا المجتمع الأعظم ولا علاقتها بهذا المجتمع الأعظم.

العيش في عزلة لفترة طويلة جداً، أفكاركم كاملة مرتبطة بأنفسكم، وأفكاركم عن الخلق والإله، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا العالم لوحده. ومع ذلك، فإن الكثير من الناس في العالم اليوم لهم جذور في المجتمع الأعظم، لأن الكثير من تجاربهم السابقة [حدثت] هناك قبل مجيئهم إلى هذا العالم، في هذه الحياة.

يبدو الأمر كما لو كنتم قبيلة منعزلة لم يكتشفها العالم الخارجي أبداً، ولا تعرف القوى الأعظم الموجودة حولها وغير مستعدة تماماً لليوم الذي سوف يتم فيه اكتشاف وجودها من الخارج.

لكن بالطبع، كانت الإنسانية تبث في الفضاء، بحماقة شديدة بالطبع، ولذا فإن وجودكم معروف جيداً لجيرانكم وللمجموعات الأخرى التي تراقب العالم باهتمام عظيم.

بالنسبة للبعض، فقد درسوكم لفترة طويلة جداً. على الرغم من أنهم قد يجدون طبيعتكم العميقة غير مفهومة، إلا أنه يمكن تمييز سلوكم الخارجي بسهولة ويمكن التنبؤ به تماماً.

أنتم تقفون على عتبة واقع مختلف تماماً، كون غير بشري — كوناً حيث القيم والتطلعات الإنسانية لا تتم مشاركتها كونياً، كوناً يكون فيه وجودكم وتكون أهميتكم قليلة أو معدومة، بإستثناء تلك الأعراق الذين يسعون إلى دعم الحرية الإنسانية في العالم أو تلك التي تسعى إلى انتزاعها منكم.

سوف يغير المجتمع الأعظم كيف تنظرون إلى أنفسكم، وكيف تتفاعل الدول هنا مع بعضها البعض وأولوية الإنسانية بأكملها. يمكن أن يكون تأثيره مفيداً للغاية إذا كنتم تستطيعون فهمه بشكل صحيح.

لأن المجتمع الأعظم هو الذي سوف يقنع دولكم أخيراً بالتعاون، والإتحاد من أجل الحفاظ على العالم وحماية الأسرة البشرية.

إن المجتمع الأعظم هو الذي سوف يريكم أنكم لا تستطيعون تحمل صراعاتكم المستمرة هنا على الأرض، وأن مواردكم هنا ثمينة وأن اكتفائكم-الذاتي له أهمية قصوى.

مع هذا الوعي، لن تستمروا في تبديد العالم بالوتيرة الرهيبة التي تقومون بها الآن. لن تعتقدوا بحماقة أن الكون موجود لكم للإستيلاء عليه بمجرد استنفاد ثروة هذا العالم. سوف تفهمون أن هذا العالم هو كل ما لديكم.

هذا العالم، هذا النظام الشمسي، هو كل ما لديكم. أبعد من ذلك، فأنتم تدخلون مناطق يملكها أو يسيطر عليها الآخرون، ولا يمكنكم أخذ هذه المناطق منهم.

أنتم لا تعرفون قواعد الإشتباك في الكون أو العلاقات بين الأمم أو ما هو مسموح وما هو غير مسموح به في المجتمع الأعظم من الحياة هذا. أنتم مثل الطفل الذي يدخل المدينة — بريء، مُفترض، جاهل.

الناس يريدون أشياء كثيرة من الزوار هنا. يتوقعون أشياء كثيرة. يشعر الناس أنهم مهمون جداً في الكون وأن الآخرين سوف يأتون بشكل طبيعي إلى هنا لمساعدتكم وإعطائكم ما تريدونه وتحتاجون إليه. يعتقد الناس أن الإتصال هو نوع من المغامرة المثيرة، عطلة من دنيوية الحياة البشرية. إنهم يريدون أن يعتقدوا أن هذا الإتصال سوف يكون إيجابياً ومفيداً للغاية لأنهم لا يمتلكون القوة أو الشجاعة أو الإستعداد للنظر فيه بأي طريقة أخرى.

يوفر لكم وحي الرب نافذة على المجتمع الأعظم من الحياة، النافذة التي يمكن أن يوفرها الرب وحده. لأنه لا يوجد شيء في الكون لا يدركه الرب.

لا يمكن لأي عرق بالتأكيد أن يدعي مثل هذا الادعاء. لا يوجد عِرق لديه القدرة على فهم هذه المجرة. لا يوجد عرق لديه فهم للطبيعة العميقة للبشرية. حتى تلك الأعراق القليلة في هذه المنطقة من الفضاء التي تتمتع بالحرية وحق تقرير المصير، حتى هم لا يستطيعون أن يفهموا تماماً ما تعنيه الطبيعة البشرية حقاً.

لكن الجميع في الكون يبحث عن الموارد، والأمم الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية تعتمد بشكل كبير على ذلك. أنتم لا تصلون إلى مكان تنتهي فيه هذه الحاجة لأنكم كلما تقدمتم تكنولوجياً، تتصاعد الحاجة استجابة لذلك.

لا تدرك الإنسانية أنها على عتبة عظيمة، نقطة تحول عظيمة، نقطة تحول سوف تخلق مستقبلاً على عكس الماضي. العيش في عالم متدهور، عالم تتناقص فيه الموارد وتتقلص فيه الفرص، فأنتم لا ترون عرضتكم العظيمة للخطر في الفضاء.

حدودكم بلا حراسة. شعبكم جاهل. حكوماتكم منغمسة في صعوباتها الداخلية ومشاكلها مع بعضها البعض.

هذا العالم، مثل هذا المكان الجميل، والغني من الناحية البيولوجية، مع الكثير من الموارد الهامة التي يصعب العثور عليها في كون من العوالم القاحلة.

يجب أن يوقظكم الوحي من الرب على الحقائق والصعوبات وفرص الظهور في مجتمع أعظم للحياة. لم يُطلب من أي من وُحِيّ الرب السابقين القيام بذلك لأن الحاجة لم تكن موجودة. لم تتقدم الإنسانية إلى هذا الحد.

لكن لديكم الآن حضارة عالمية — منتشرة، متضاربة، مدمرة، غافلة وغير مسؤولة، لكنها مع ذلك مجتمع عالمي. لديكم تواصل عالمي. لديكم تجارة عالمية، وللكثير من الناس وعي عالمي متزايد. في هذه المرحلة سوف تتم محاولة التدخل. في هذه المرحلة تصبح الإنسانية جائزة تستحق المطالبة بها.

بالنسبة لأولئك الذين سوف يأتون إلى هنا والذين هم هنا بالفعل، لا يمكنهم العيش في العالم المعقد بيولوجياً الذي تعيشون فيه والذي تتأقلمون معه. إنهم بحاجة إلى مساعدة بشرية. إنهم بحاجة إلى الولاء البشري. إنهم بحاجة إلى مشاركة بشرية من أجل الحصول على السيادة والسيطرة هنا. وسوف يستفيدون من توقعاتكم ورغباتكم وأوهامكم ومظالمكم لتأسيس هذا المنصب لأنفسهم.

انظر إلى تاريخ التدخل في عالمكم. انظروا كيف استسلمت الشعوب الأصلية بسهولة لوجود التدخل الأجنبي. يجب ألا يكون هذا قدركم.

إذا بدأتم في التفكير في هذا المجال الأكبر من الحياة، فسوف تبدأوا في رؤية أشياء لم يكن بإمكانكم رؤيتها من قبل، وسوف ترون أن الوحدة البشرية والتعاون ليسا مجرد هدف مستقبلي مرغوب فيه أو خيار مفضل، ولكن بدلاً من ذلك ضرورة تؤكد على حرية ومستقبل الأسرة البشرية.

لا يسعى التدخل إلى تدميركم، بل لإستخدامكم، لإستخدامكم لأغراضهم الخاصة. هذه حقيقة لا يمكنكم الهروب منها، والخداع الذي سوف يُلقى على الأسرة البشرية والتهدئة التي سوف يتم الالقاء بها على الأسرة البشرية لكي تخضع، وتذعن، قوية جداً ومقنعة.

بعد أن فقد الناس الثقة في القيادة والمؤسسات البشرية، سوف يتطلع الناس إلى القوى الأخرى في الكون لإرشادهم، معتقدين بشدة أن القوة المفيدة سوف تأتي إلى هنا لحفظ البشرية وإنقاذها من نفسها. هذا هو التوقع، هذه الرغبة، مهما كانت غير واعية، سيستخدمها التدخل لأغراضه الخاصة.

إن حريتكم ثمينة، إلى أي مدى ترسخت في العالم. لقد تم اكتسابها من خلال الجهد العظيم والتضحية البشرية. يجب حمايتها بيقظة عظيمة.

أنتم مهتمون فقط ببعضكم البعض في هذا الصدد. لكن الآن لديكم هموم أعظم، ومع هذه الهموم، هناك حاجة أعظم لأن تكونوا متعلمين عن الحياة في الكون وأن تكونوا مستعدين لمعنى هذه المشاركة الصعبة والخطيرة.

أولئك المتحالفون مع الإنسانية، الأعراق الحرة، لن يتدخلوا هنا، فالتدخل لهم هو انتهاك. إنهم يدركون أنه حتى لو تمكنوا من كسب ثقتكم وإيمانكم بهم، فسوف يتعين عليهم الحفاظ على وجود مسيطر هنا من أجل إرشادكم إلى المجتمع الأعظم. هذا، لا يمكنهم فعله. إنهم يدركون أنه سوف يتعين على الإنسانية أن تكافح وتعاني حتى تصل إلى نقطة الإعتراف والمسؤولية فيما يتعلق بمستقبلها ومصيرها هنا.

يمكنهم فقط تقديم المشورة. سوف يرسلون إحاطاتهم، إحاطات من حلفاء البشرية. لقد فعلوا هذا كجزء من وحي الرب الجديد، لأن الخالق يعلم أنه يجب عليكم أن تدركوا أنكم لست وحدكم تماماً في الكون وأن الحرية وحق تقرير المصير موجودان وقد حققهما الآخرون. لكن هذا ليس إنجازاً سهلاً، وله متطلبات أساسية.

يُصدم الناس من هذه الأشياء، ليس لأنها غير صحيحة أو حتى تبدو مثيرة، ولكن لأنهم لم يفكروا بها أبداً، ولا يريدون حتى التفكير فيها، فهي كبيرة جداً ومعقدة ومليئة بالتحديات.

لكن هذا هو عالمكم. هذا هو سبب مجيئكم. إنكم لم تأتون للنوم على كوكب جميل، بل للمساعدة في الحفاظ عليه وحماية الأسرة البشرية من التدهور ومن القهر.

الصراع البشري يخسركم. كم هو جاهل، أحمق وغير مدرك لما هو موجود على حدودكم، الصراع البشري يخسركم.

لقد حان الوقت لكي تنضج الإنسانية، وأن تتصرف بنضج، وتدرك أنها تعيش في مجتمع الحياة الأعظم — مجتمع أعظم لا يمكنكم التحكم فيه، ومجتمع أعظم يتجاوز جهودكم وتكنولوجيتكم وحتى فهمكم.

هذا هو السبب في أن خالق كل أشكال الحياة هو الذي يجلب الوحي عن المجتمع الأعظم إلى العالم. لقد حان الوقت الآن — حيث تقف الإنسانية على شفا عالم آخذ في التدهور، عالم تتناقص فيه الموارد وتتزايد فيه الإضطرابات الإقتصادية والسياسية وعدم الإستقرار. وقت أصبحت فيه أديان العالم حزبية في صراع مستمر وتتنافس على قبول الإنسان وقيادته؛ وقت تنفد فيه موارد الدول الفقيرة وتغرق الدول الغنية في مديونية عظيمة.

إنه الوقت المثالي للتدخل. إنه الوقت الضروري لظهور وعي إنساني أعظم ومعه مسؤولية أعظم تجاه العالم — ليس فقط تجاه دولة أو مجموعة واحدة أو أشخاص معينين أو الإنتماء الديني للفرد، ولكن تجاه الإنسانية جميعاً. لأنه إذا فشلت الدول، فقد يفشل العالم كله. إذا نجح التدخل في جزء واحد من العالم، فإنه يهدد مستقبل الجميع هنا.

الناس مليئة بالمظالم. إنهم مليئون بالإحتياجات. إنهم مليئون، في بعض الحالات، بإحتياجات ماسة — الفقر والقمع. قادة العالم إما معميون أو لا يستطيعون إيصال ما قيل لهم وما يرونه ويعرفونه. لذلك تظل شعوب الأمم جاهلة بأعظم حدث في تاريخ البشرية، والتحدي الأعظم لحرية الإنسان وسيادته، وأعظم فرصة للوحدة البشرية والتعاون.

لأنكم لن تكونوا قادرين على الإنخراط في المجتمع الأعظم للحياة كمجموعة متحاربة ومتضاربة من القبائل والدول. لن تتمتعوا بالقوة والفعالية هناك، وسوف تكون عرضتكم للخطر واضحة للآخرين.

تدمر الإنسانية ثروة العالم، وهذا أيضاً سوق إلى التدخل.

هناك الكثير لتتعلمه. لا يمكن نقله في بضع كلمات، ولكن في سلسلة عظيمة من التعاليم، والتي هي جزء من وحي الرب.

هنا يجب أن يصبح المسيحي مسيحياً بوعي المجتمع الأعظم. والمسلم يصبح مسلماً بوعي المجتمع الأعظم. يكتسب البوذي واليهودي صورة بانورامية أكبر للحياة لدرجة تصبح تعاليمهم الدينية متعلقة به. إذا كان للدين في العالم أن يعلم وينير، يجب أن يتمتع بهذه السعة والوعي الأعظم.

لا يمكنكم العبث في مواجهة المجتمع الأعظم أو في مواجهة أمواج التغيير العظيمة التي تحدث بالفعل في العالم. حان الوقت لتنضجوا.

تتمتع الإنسانية بنقاط شدة عظيمة. لم تفقد اتصالها بالمعرفة الروحية الأعمق الموجودة داخل كل شخص. أنتم لم تصبحوا مجتمعاً منظماً وعلمانياً وتكنولوجياً، وهو أمر شائع جداً في الكون. لم تفقدون حريتكم أو احاسيسكم الأعظم تماماً، رغم أنهم يتعرضون للتهديد مع مرور كل يوم.

احتياجات الحياة أساسية في كل مكان. التكنولوجيا المتقدمة لا تعفيكم من هذه الإحتياجات تماماً وفي الواقع يمكنها تصعيدها بشكل أحد للغاية. هل تعتقد أن المجتمعات التكنولوجية العظيمة في الكون ليست في حاجة ماسة إلى الموارد، الموارد التي لا يمكنهم الآن إنشاؤها بأنفسهم ولكن يجب عليهم التجارة والتفاوض من أجلها، من مكان بعيد جداً؟ لقد فقدوا حق تقرير المصير. إنهم يخضعون الآن لسيطرة شبكات التجارة ذاتها التي يعتمدون عليها.

لكي تكون حراً في الكون، يجب أن تكون مكتفياً-ذاتياً، ويجب أن تكون متحداً، ويجب أن تكون متحفظاً للغاية. تلك هي المتطلبات التي يجب على كل أمة وكل عالم وكل عرق أن يؤسسها في مجتمع أعظم من الحياة.

هنا يمكنك أن ترى خطر وإغراء البشرية في تلقي التكنولوجيا والموارد من خارج العالم. يا لها من نقطة جذب عظيمة سوف تكون. يا له من إغواء عظيم.

بمجرد أن تفقدوا إكتفائكم-الذاتي، تفقدون كل شيء تقدرونه. لأنكم لن تكونوا قادرين على تحديد شروط المشاركة للوصول إلى تلك الأشياء التي أصبحتم الآن معتمدين عليها. سوف تحدد الأمم الأخرى سلوككم ومشاركتكم. إنها حقيقة من حقائق الحياة.

لا يمكنكم أن تستولوا على الكون المحلي عن طريق الغزو لأن الجميع سوف يعارضكم. هذه صورة مختلفة تماماً [عن] أفلامكم وخيالكم العلمي وأوهامكم وآمالكم وتوقعاتكم الغير معلنة.

يلقي هذا بصورة مختلفة تماماً عن أهمية الوحدة البشرية والتعاون هنا على الأرض، وأهمية تأمين وبناء الحرية البشرية وقوة وحضور المعرفة الروحية التي وضعها الرب داخل كل شخص.

هنا الحرية لا تعني ببساطة أن تصبح متسامحاً وغير مسؤول أمام أي شخص أو أي شيء آخر. تصبح مشاركتك في الحياة عنصراً أساسياً. هنا يمكن استدعاء مواهبك العظيمة، لأنك تدرك أنك هنا لخدمة الإحتياجات للإنسانية المعرضة للخطر. هذا ينشط وينادي كل ما هو أصلي في داخلك.

هنا سوف توقف الدول نزاعاتها التي لا نهاية لها و تحاول خلق الإستقرار لها ولجيرانها لضمان رفاههم في المستقبل وحماية أنفسهم من التدخل من الخارج.

لن يُؤخذ العالم بالقوة، لأن ذلك غير مسموح به في هذا الجزء من الكون. سوف يُؤخذ من خلال الإغواء والإقناع، من خلال الإستفادة من الضعف البشري والصراع والخرافات البشرية والإحتياجات البشرية الغير محققة.

نادراً ما تُستخدم القوة الغاشمة في هذا الجزء من الكون. تُستخدام وسائل أعظم وأكثر دقة لحماية موارد العالم واكتساب الهيمنة من خلال الإقناع والخداع والسرية. لا تزال البشرية عرقاً عنيفاً أخرق في هذا الصدد، ولكن حتى هذا يتغير هنا على الأرض.

نحن نقدم لكم وجهات النظر هذه لأن هذا يمثل حب الخالق. على الرغم من أنها قد تكون ساحقة أو مخيفة في البداية، إلا أنها حقيقة يجب أن تكونوا على دراية بها وأن تعتادوا عليها. يجب أن تفكروا الآن ليس فقط لنفسكم أو لمجتمعكم أو لدولتكم، ولكن للعالم كله لأن ذلك سوف يحدد مصيركم ومصيرك ورفاهية أطفالك وأبناء العالم. إنه تحول عظيم في الوعي، تحول عظيم وضروري الآن.

سوف يقاوم الناس هذا بالطبع. سوف يلجأون إلى دينهم. سوف يلجأون إلى أيديولوجيتهم السياسية. سوف يلجأون إلى العقلانية البشرية.

لكن الحياة في الكون لا تعتمد على هذه الأشياء. الحياة تحدث سواء كنت مدركاً لها أم لا، سواء كنت مستعد لها أم لا. إنها ليست مسألة وجهة نظر. إنها ليست مسألة توجه أيديولوجي. الأمر يتعلق حقاً بالإنتباه، وأن تكون ملتزماً وموضوعياً وصادقاً مع نفسك.

هذا تحدٍ عظيم، ولكنه تحدٍ ضروري، وتحدٍ مخلص إذا كان من الممكن مواجهته بصدق وإخلاص. لديك عيون لتبصر، وآذان لتسمع، لكنك لا تنظر ولا تستمع.

يبدو أن كل من حولك مهووس أو مشغول أو مضطهد. من سوف يتحدث معهم؟ من سوف يعلمهم؟ قد لا يسمعون كلماتنا. من سوف يتحدث معهم؟

ما عليك سوى الإشارة إلى الوحي، لأنك لا تستطيع أن تشرح الحياة في الكون. أنت نفسك لا تستطيع أن تشرح أمواج التغيير العظيمة القادمة للعالم. أنت نفسك لا تستطيع أن تشرح ما تعنيه الروحانية البشرية على مستوى المعرفة الروحية. أنت نفسك لا تستطيع تفسير الحكمة والمعرفة الروحية من الكون. أنت نفسك لا تستطيع أن تشرح المصير الأعظم للإنسانية وما يجب القيام به لتحقيق ذلك.

لهذا عليك أن تتجه إلى الوحي، لأن الوحي أعظم مما يمكن لأي شخص أن يفهمه. أشر إلى الوحي، لأن هذا وحده يحمل الإعداد لمستقبل البشرية ومصيرها في عالم ظاهر.

الرب يعطي البشرية ما لا تستطيع أن تقدمه لنفسها. إن الرب ينبه البشرية إلى المخاطر والفرص لأنها تقف على أعتاب الفضاء. ينبه الرب البشرية إلى مخاطر وفرص وضرورات العيش في عالم آخذ في التدهور. يحضر الرب للعالم توضيحاً لطبيعة الروحانية البشرية وهدفها، وهي طبيعة وهدف تم فقدانهم وحجبهم في وُحِيّ الرب السابقة.

الوحي واسع. إنه يتحدث عن أشياء كثيرة. لا يمكنك استنفاده، وعليك استخدامه وتطبيقه ومشاركة واقعه مع الآخرين. عندها فقط سوف ترى ما يعنيه حقاً ولماذا هو ضروري ولماذا يحمل وعداً عظيماً لمستقبل وحرية شعوب هذا العالم.

لأن النجاح غير مضمون. لقد وقع العديد من شعوب الكون تحت الإقناع والقهر. لقد حدث هذا الأمر مرات لا تعد ولا تحصى. إنها النتيجة الحتمية للناس الذين لا يتم تنبيههم واستعدادهم للإنخراط في ساحة أكبر من الحياة الذكية.

احذر من أوهامكم وتوقعاتكم. استجوبهم. أدرسهم في ضوء حقائق الطبيعة والتاريخ البشري.

إذا كنت صادقاً مع نفسك، يجب أن ترى أنك لا تعرف ما هو أبعد من حدود هذا العالم، وأن التوقعات المتفائلة يمكن أن تكون عمياء للغاية. يجب أن تكون مستعداً لأي شيء وكل شيء، تماماً كما يجب أن تكون مستعداً لأي شيء وكل شيء يعمل في هذا العالم في العلاقات الإنسانية ومن خلال أنشطة الحياة نفسها.

لكي تكون حراً، يجب أن تكون قوياً. لكي تكون قوياً، يجب أن يكون عقلك واضحاً. يجب أن ترى بوضوح. يجب أن تسمع الحقيقة. يجب أن تكون موضوعياً بشأن حياتك وظروفك. يجب أن تنظر إلى العالم ليس بالظلم أو التجنب، ولكن بالرحمة والصبر والتصميم. إذا كنت تصيغ العمل التحضيري لمستقبل جديد هنا، لتلعب دورك الصغير ولكن المهم هنا، فيجب أن يكون لديك هذا النهج.

اقبل هدية المحبة والوحي. إنها تحمل معها مسؤولية عظيمة، ولكنها تحمل أيضاً شدة عظيمة ووعداً عظيم.

أنت لا تعيش بعد الحياة التي كان من المفترض أن تعيشها لأن حياتك لا تنخرط في الواقع الأعظم الذي يعيش في داخلك وفي كل ما حولك. بالنسبة للبشرية، هذه نقطة تحول عظيمة. وبالنسبة لك، هي نقطة تحول عظيمة.

يجب أن يستيقظ شعب العالم إلى المجتمع الأعظم وإلى حالة العالم الذي يعيشون فيه. يجب أن تتعلموا من شدتكم الأعظم والحكمة الأعظم التي وضعها الرب بداخلكم لإرشادكم وإعدادكم وحمايتكم.

لقد تكلم الرب مرة أخرى. إنه لهدف أعظم وهو تلبية أعظم مجموعة من الإحتياجات.