لقد أرسل الرب وحياً جديداً إلى العالم، بخلاف أي شيء أرسل لأكثر من ألف سنة.
لقد تم إرسال رسول إلى العالم — رسول عاش حياة عادية نوعاً ما، ورسولاً متواضعاً وكان في استعداد طويل جداً لهذا الدور.
بينما قد يدعي الآخرون هذا اللقب بأنهم هم رسول الرب، في الحقيقة، هناك واحد فقط تم إرساله إلى العالم. تعرف الجنة هذا بالطبع، على الرغم من أن الناس سيقدمون ادعاءات وتأكيدات أخرى.
يخاف الناس من الرسول. إنهم خائفون مما قد يعنيه ذلك بالنسبة لهم، وكيف يمكن أن يغير أفكارهم أو كيف يمكن أن يستدعيهم الى نوعاً من الخدمة أو الارتباط الأعظم.
سوف يرفض الكثير من الناس وحي الرب الجديد على هذا الأساس فقط لأنهم يخشون أن يكون هناك وحي جديداً في العالم يمكن أن يغير مجرى تاريخ البشرية ومصيرها ويتحدى العديد من المفاهيم والمعتقدات السائدة التي أصبحت متأسسة وراسخة جداً.
لكن خالق كل أشكال الحياة لا يلتزم بهذه الأشياء ويقدم فقط الرسالة والوحي الأساسيين لرفاهية البشرية ولمستقبل البشرية ومصيرها، سواء داخل هذا العالم أو داخل مجتمع أعظم من الحياة في الكون.
إن وحي الرب الجديد أكثر شمولاً وتفصيلاً من أي شيء تم تقديمه إلى العالم من قبل. يتم تقديمه في وقت أصبحت فيه الأسرة البشرية متعلمة وتشارك في حضارة واقتصاد عالميين مع اتصالات دولية. إنها بيئة مختلفة تماماً عن أي من بيئات الوُحِيّ السابقة، والتي كانت ذات طبيعة إقليمية للغاية ولم تنتشر إلا على مدى فترة طويلة من الزمن ومن خلال الكثير من الخلاف والصراع والعنف.
تقف الإنسانية على عتبة عالم مليء بالحياة الذكية — كون غير بشري يجب أن تتعلموا الآن كيفية التعامل معه.
وتعيش البشرية في عالم تتناقص فيه الموارد وعدم الاستقرار البيئي، بخلاف أي شيء شوهد منذ آلاف السنين. حتى تاريخكم لا يمكنه تفسير ما قد يعنيه هذا، باستثناء تاريخ الأرض نفسها.
يأتي الوحي بتفسيره الخاص. إنه ليس مجرد تعليم غامض متروك للتفسير البشري، كما كان الحال من قبل.
هذا الوحي كامل وشامل، ويتطرق تقريباً إلى كل جانب من جوانب حياة الفرد وحياة البشرية، سواء الآن أو في المستقبل.
ومع ذلك، مثل كل الوُحِيّ في التاريخ، فإنه يتحدث عن أشياء أعظم من اهتمامات البشرية اليوم. إنه يتحدث عن أشياء سوف تحدث كل الفرق فيما إذا كانت البشرية تختار الاتحاد في عالم متدهور أو ما إذا كانت سوف تقاتل وتكافح من أجل من يمكنه الوصول إلى الموارد المتبقية.
سوف تحدث كل الفرق في ما إذا كان بإمكان البشرية التحضير للانخراط مع المجتمع الأعظم، والذي يتخذ مكان بالفعل بسبب التدخل في العالم اليوم من قبل الأعراق الموجودة هنا للاستفادة من الضعف البشري والصراع والتوقعات.
لقد تطلبت رسالة عظيمة جداً إعداداً هائلاً للرسول ولأولئك القلائل الذين تم استدعاؤهم لمساعدته في تحضيره وبلاغة.
إنه ليس هنا للإجابة على كل سؤال أو ليجد حلاً لكل احتياج. تتحدث رسالته عن حاجة المعرفة الروحية داخل الفرد — الحاجة إلى إعادة الاتصال بمصدر الحياة واكتساب القوة التي أعطاها الرب لكل شخص من خلال وجود ذكاء أعمق بداخله يسمى المعرفة الروحية.
الرسول ليس هنا ليجادل أو يناقش أو يحاور شؤون العالم أو طموحات الجماعات أو الأمم أو القبائل المختلفة. إنه هنا ليحمل رسالة الوحي والخلاص إلى شعوب العالم كله، بغض النظر عن وضعهم الثقافي الفردي أو الانتماء الديني، إذا كان لديهم واحد على الإطلاق.
هذا يتجاوز الأمم والثقافة والأيديولوجية الدينية. هذا يتجاوز الجدل حول هذه الأشياء لأنها رسالة جديدة من الرب للخلاص وتهيئة العالم كله لواقع ومستقبل سوف يكونان مختلفين تماماً عن الماضي.
وحده الرب قادر على توفير مثل هذا الشيء. حتى في هذه اللحظة، الأديان منقسمة، حتى داخلها. إنهم مثيرون للجدل وغير قادرين على معالجة بشكل ملائم المشاكل العالمية العظمى المتصاعدة والتي سوف تتغلب على الإنسانية في المستقبل إذا كانت غير مستعدة.
الجدال حول من لديه أفضل دين أو أكثر مؤسس مذهل لا يمكن إلا أن يضر البشرية الآن. إنه مثير للانقسام وحصري. إنه يضيف إلى معضلة وتفكك الأسرة البشرية.
الرب يعلم أفضل. والمختار لإحضار الوحي هو الشخص المثالي. لقد اجتاز الاختبارات. لم يفشل في الإعداد الطويل وكل ما تطلبه منه ومن أسرته.
سوف يقاوم الناس هذا ويستاؤون منه ويتهمون الرسول بكل أنواع الأشياء. لكنه هو الوحيد. إن الفشل في رؤية قيمته ودوره هو فشل من جانب المدرك، وفشل في إدراك وتلقي البركة العظيمة التي يرسلها الرب الآن إلى العالم.
الرسول ليس له كبرياء. إنه رجل متواضع، لكن يجب عليه أن يقبل النداء العظيم والمسؤوليات الأعظم التي يتم إلقائها عليه، والمجهود العظيم الذي سوف يواجهه في جلب وحي جديد إلى العالم.
لقد تكلم الرب مرة أخرى. ووحي الرب ليس لمجموعة من النخبة أو المتميزين ثقافياً، الأغنياء والمتسامحين. إنه مخصص للشخص في كل مرتبة ومركز في المجتمع — في كل مجتمع، حتى الأكثر بدائية، والأكثر تقدماً، والأكثر عزلة، أو الأكثر عالمية.
فقط حكمة الخالق تستطيع أن تتكلم هكذا، من خلال الحضور الملائكي، من خلال صوت الوحي الذي تسمعه في هذه اللحظة.
مهمة الرسول هي جلب الوحي إلى العالم، والعثور على المستجيبين الأوائل، ومنحهم الفرصة للانخراط مع الوحي والتصالح مع طبيعتهم الأعمق وندائهم في الحياة.
لهذا السبب تم إعطاء قدر عظيم من التعليم، لتمهيد الطريق أمام الوحي الشخصي لأولئك الذين يمكنهم الحصول عليه والتكيف معه وتطبيقه في حياتهم بنجاح.
إن مطالبه ليست عظيمة باستثناء أنه ينادى بقدراً أعظم من الصدق مما يظهره معظم الناس في هذه اللحظة، ببساطة الصدق ليس فقط لإسقاط أفكار المرء ومعتقداته على العالم، ولكن للتعرف على التيار الأعمق لحياة المرء، في حالة من التواضع والتصميم، اختر أن تتبع ذلك. فهذه هي قوة المعرفة الروحية وحضورها في الفرد، وهو ما يكشفه الوحي الإلهي بالكامل لأول مرة.
هنا لا يوجد أبطال للعبادة. هنا لا يوجد يوم الحساب. لا يوجد هنا اختبار نهائي، والذي سوف يفشل فيه الجميع تقريباً على أي حال.
لأن الرب يعلم بشكل أفضل من هذا. يعلم الرب أنه بدون المعرفة الروحية، سوف يتعثر الناس ويفشلون، ويرتكبون أخطاء حمقاء ويمنحون حياتهم ويخضعوا لقوى خطيرة وجائرة. لأنه بدون قوة الرب في الفرد لارشادهم، ماذا سوف يفعلون غير إظهار ضعفهم وارتباكهم وحقيقة أن حياتهم مهيمن عليها من قبل الآخرين؟
كما ترى، رب عالمك هو رب المجتمع الأعظم بأكمله، الكون بأسره — مليار، مليار، مليار من الأعراق وأكثر، في مجرة واحدة وبين العديد من المجرات والأبعاد الأخرى، والخلق غير المتغير بعد ذلك. أنت تتعامل الآن مع رب بهذه العظمة والتوسع لدرجة أن أفكارك ومعتقداتك باهتة ومتملقة في وجهة هذه العظمة.
هذا هو الرب الذي وضع المعرفة الروحية في داخلك ليرشدك ويباركك ويهيئك لحياة أعظم، ويخرجك من تذللك وارتباطاتك المثيرة للشفقة وشفقتك على الذات، ليعيد الشرف والكرامة اليك واحترام الذات واللطف والعطف والتواضع.
إنها مهمة الرسول تعليم هذه الأمور، وتقديمها، وتحمل المقاومة ورفض من لا يرى ولا يعرف.
هذا هو النداء الأعظم، كما ترى. هذا ما يسترد الفرد ويعطي الوعد بحياة أفضل. هذا ما يجلب الشرف والكرامة لجميع الناس، حتى أفقر الفقراء، الذين يعيشون في تدهور.
هذا لتأسيس أخلاقيات أكبر من الوحدة و التعاون في مواجهة عالم من الموارد المتناقصة. هل يمكنك حتى أن تتخيل مثل هذا العالم ، أنت الذي عشت في حالة وفرة ، ربما؟ هل يمكنك تخيل ما يمكن أن يفعله هذا بالعائلة البشرية؟ يمكن أن يدمر الحضارة البشرية.
إن مواجهة البشرية مع قوى عدوانية التي تعمل خلسة في العالم يمكن أن تُسقط وتدمر الحضارة الإنسانية.
الناس لا يعرفون هذا. إنهم لا يفكرون في هذا. ربما يكون الأمر أكثر من اللازم بالنسبة لهم، الذين قدموا كل أفكارهم للأشياء الصغيرة، خائفين من فقدان امتيازاتهم. إنهم لا يرون الصورة الأكبر التي سوف تحدد النتيجة بالنسبة للجميع.
ولكن لهؤلاء الذين يستطيعون أن يروا ويسمعوا، فإن الوحي سوف يخاطبهم، وسوف يكونون أول من يستجيب. ومن خلالهم، سوف يخاطب الوحي أولئك الذين كانوا أكثر انشغالاً وأقل قدرة على رؤية الأحداث العظيمة القادمة في الأفق. رجل واحد لا يستطيع فعل كل هذا. سوف يتطلب الأمر انخراط الكثير من الأعمال بالتنسيق مع الرسول.
ومن ثم لديك مشكلة الأشخاص الذين يسعون وراء الذات والعدوانية، والذين يعتقدون أنهم مهمون جداً في الكون، ويدعون أن لديهم نسختهم الخاصة، ويتصرفون خارج نطاق التنسيق مع الرسول، ويحاولون تزويج الوحي الجديد مع تعاليم اخرى.أو مع أفكارهم الخاصة.
هذا هو الفساد الذي يحدث كلما ظهر أي شيء طاهر في العالم. وهذا هو سبب إعطاء الوحي قبل البلاغ. هذا هو سبب كتابته. لهذا السبب يمكنك سماع صوت الوحي لأول مرة في تاريخ البشرية. يمكنك سماع هذا الصوت الذي تحدث إلى العيسى والبوذا والمحمد.
هل يمكنك السماع؟ أنت الذي تستمع إلى الكثير من الأشياء الأخرى ذات القيمة القليلة، هل يمكنك سماع هذه الكلمات؟ حتى لو كنت متشكك ومرتاب، فهل تسمع الرسول والوحي؟ إنه واضح كالنهار، بدون خداع، بدون تعقيد، بدون تعليق بشري يغيم ويلوث جو الوحي.
تتمثل مهمة الرسول في تأسيس وحي الرب هنا بشكل كافٍ خلال السنوات المتبقية من حياته حتى تتمكن البشرية من البدء في الاستعداد لعالم متغير والاستعداد لانخراطها مع المجتمع الأعظم نفسه.
هذا سوف يغير لاهوتك. سوف يغير هذا فهمك للرب وكيف يعمل الرب في العالم. سوف يتحدى هذا معتقداتك الدينية الأساسية حول ما يعنيه الخلاص لأنه عندما تفكر في الرب في المجتمع الأعظم، فإن الأمر يغير كل شيء.
ما هي الجنة بالنسبة لمليار، مليار، مليار عرق وأكثر؟ ما هو الجحيم عندما تعلم أن الرب قد وضع المعرفة الروحية في داخلك ولا يمكنك أن تهرب منها — من بركاتها وخلاصها؟
ما هو الانتماء الديني للفرد مع إدراك أن هناك مليارات ومليارات من الأديان في الكون، إما مرتبطة بشكل أو بآخر بحقيقة حضور الرب وقوته؟
من يستطيع أن يقول متى سوف يتكلم الرب مرة أخرى؟ من ذا الذي يستطيع أن يقول إن الرب لا يستطيع أن يتكلم مرة أخرى بدون غطرسة وغرور وجهل؟ حتى رسل الرب لا يستطيعون قول ذلك. حتى المضيف الملائكي لا يستطيع قول ذلك. إذن من هو الشخص الذي يمكن أن يدعي مثل هذه السلطة لتحديد ما سوف يفعله الرب بعد ذلك؟ إنه الرمز للغرور والحماقة.
يجب أن تواجه مهمة الرسول كل هذه الأشياء. سوف يتعين عليها مواجهة الغطرسة الفكرية. سوف يتعين عليها مواجهة الرفض الأعمى الصريح. سوف يتعين عليها مواجهة كل شكل من أشكال الاتهام.
هذه موجهة للشخص الذي يقدم أعظم تعبير عن محبة الرب التي تم تلقيها منذ ١٤٠٠ عام. هذا موجه إلى شخص ما كانت حياته، رغم الصعوبات والخلل، العرض على الوحي نفسه.
لأول مرة في تاريخ البشرية، يمكن للعالم كله أن يشهد عملية الوحي بدلاً من أن يسمع عنها فقط من خلال الحكايات البعيدة والقصص الرائعة.
لأول مرة، يمكن للأسرة البشرية سماع صوت الوحي، وقراءة كلمات الوحي، وليس كما صورت بعد قرون من قِبل أُناس لم يعرفوا الرسول، ولم يتم حملها من خلال التقليد الشفوي لصالح السكان الأميين، لكنها الآن في هذه اللحظة.
لأن البشرية ليس لديها قرون لتأتي بتفاهم مع هذا. التغيير الجاري سريع للغاية. إن تقارب القوى العظمى قوي للغاية وساحق.
في جميع أنحاء العالم، يشعر الناس بالترقب والقلق بشأن اتجاه العالم. أيا كان ما ينسبون إليه هذه المخاوف أو مهما حاولوا تعريفها، فذلك لأنهم يشعرون بأمواج التغيير العظيمة التي تأتي إلى العالم. إنهم يشعرون أن الإنسانية أصبحت أكثر ضعفاً وغير محصنة وخاضعة الآن لقوى تتجاوز وعيها.
لهذا أرسل الرب الوحي إلى العالم. ولهذا فإن الرسول هنا.
كرموه. احترموه. إنه ليس إلهاً، لكن لم يكن أي من الرسل آلهة. إنه ليس كاملاً، لكن لم يكن أي من الرسل كاملاً. لقد جاهد مع الوحي لأن جميع الرسل قد جاهدوا مع وُحِيّهم.
سوف يتعرض للهجوم والإدانة لأن جميع الرسل قد تعرضوا للهجوم والإدانة بنفس الطيش والغطرسة والجهل التي سوف يواجهها الرسول اليوم، والتي يواجهها حتى في هذه اللحظة.
مهمته ليست بناء الجسور أو تغيير الحكومات أو تصحيح كل مشكلة وخطأ وظلم في العالم.
مهمته هي إعطاء الاستعادة السرية للفرد وتهيئة البشرية لأعظم الأحداث في تاريخ البشرية، التي تحل عليكم الآن والتي تلوح في الأفق حتى في هذه اللحظة.
لن يكون للبشرية أي شيء إذا لم تستطع البقاء في عالم متدهور. سوف تختفي أعمالكم العظيمة وكنوزكم وفنكم.
لن يكون للإنسانية شيئاً في المجتمع الأعظم، حيث الحرية نادرة جداً، إذا لم تستطع ترسيخ الحكمة وحماية حدودها وتوحيد شعبها على الأقل بشكل كافٍ بحيث يمكنهم الاستجابة للصالح المشترك وحمايته وتطوره.
في ضوء الوحي، تظهر الحماقة البشرية والجهل والغطرسة بشكل كامل. يبدو الأمر كما لو أن نوراً عظيماً [يضيء] على العالم وكل ما هو مظلم وسري، وكل ما هو مخادع وخبيث، ينكشف في نور الوحي — ضعف مواقف الناس؛ نوعية حياتهم المثيرة للشفقة؛ حاجتهم العظيمة للإسترداد والكرامة والتوبة؛ فساد بشري خداع بشري أولئك الذين يدّعون أنهم متدينون، وليسوا متدينين، لكنهم يستخدمون الدين للقوة والهيمنة.
كل هذا سوف يتم كشفه في ضوء الوحي، ولهذا سوف يتعين على أولئك الذين ينكرون الوحي أن يتكلموا ضده، لأنه سوف يهدد موقفهم؛ سوف يفضح ضعفهم وأخطائهم وميولهم الخطيرة.
إن الوحي هو نتاج حب عظيم، لأن الرب ليس غاضباً على البشرية. لأن الرب يعلم أنه بدون قوة وحضور المعرفة الروحية لإرشاد الناس بما يكفي لوعيهم الخاص فإن الناس سوف يتصرفون بشكل هدام وبحماقة وأنانية.
الرب يعلم هذا. الإنسانية لا تعلم ذلك. لفهم هذا ليس مجرد مسألة إيمان. إنها مسألة اعتراف أعمق، وصدى أعمق داخل الذات، وصدق أعمق مع الذات لا يمكنهم تحقيقه بأنفسهم، وأن هناك حاجة ماسة إلى وحي أعظم في العالم.
هل يمكن أن يكون الناس بهذا الصدق؟ هل يمكن للناس أن يكونوا يقظين بشأن أنفسهم دون إدانة؟ هل يمكن للناس حقاً أن يقيّموا مكانهم — سواء كانوا أغنياء أو فقراء، أو محظوظين أو غير محظوظين — إلى أي مدى أصبحت حياتهم فارغة؟ هل يمكن أن يواجهوا هذا ويدركوا أن هذا الفراغ نداء إلى الرب وأن الرب قد استجاب؟
تتمثل مهمة الرسول في إيصال الوحي إلى أكبر عدد ممكن من الناس، خلال الوقت المتبقي له هنا على الأرض، وللآخرين الذين سوف يواصلون عمله العظيم ومباركته، والذين سوف يحملون الرسالة الجديدة إلى المستقبل، إلى جلبها إلى المزيد من الناس — إلى المحرومين، إلى الأغنياء، إلى الدول الغنية، إلى الدول الفقيرة، إلى السكان الأصليين الذين يعيشون في الطبيعة، إلى سكان المدن الكبرى.
الوحي هنا. يمكن لك دراسته بمفردك. يمكن دراسته مع الآخرين بشكل فعال. يمكن سماعه. يمكن ترجمته بوضوح. يجب أن تتم مشاركته. هذا هو واجب كل شخص يستقبله وسوف تكون رغبتك الطبيعية أن تفعل ذلك.
لكن مثل كل الوُحِيّ العظيمة في زمانها، تتم مقاومتها وسوف تكون صعبة في البداية، لأن العالم لا يعرف أنه بحاجة إلى وحي من الرب. العالم غير مهيأ لهذا، وكثير من الناس يقفون ضده لأسباب مختلفة ومتنوعة.
بمرور الوقت، إذا كان بإمكانك رؤية هذا بوضوح، فسوف ترى أن الرسول يُظهر بمعنى كبير جداً الحقيقة الواقعيه لحياتك — أنك أُرسلت إلى العالم للقيام بشيء مهم. ربما لن يكون على نطاق واسع وعالمي. هذا لا يهم.
تم ارسال الجميع إلى العالم لهدف أعظم. وحقيقة أن الناس لا يدركون ذلك أو لا يستطيعون العثور عليه بسبب الاضطهاد السياسي أو الديني، [أو] أن الناس عُمي عن ذلك، ولا يمكنهم سماعه، ولا يمكنهم الشعور به، ولا يمكنهم دعمه مع بعضهم البعض — هذه هي المأساة للأسرة البشرية. هذا هو سبب الفساد والخلاف والصراع والكراهية وكل الأشياء التي ابتليت بها الأسرة البشرية التي منعتها من أن تصبح شعباً أعظم في الكون.
كل هذه الأشياء التي ابتليت بها البشرية تقف في طريق حريتها في المجتمع الأعظم. كل هذه الأشياء الآن يجب أن يتم استيعابها من قبل عدد كاف من الناس — ربما ليس كل شخص، ولكن عدد كافٍ من الناس — بحيث يمكن أن تحدث حركة أعظم في العالم، ويمكن الكشف عن ضمير أعظم يعيش في الواقع داخل كل شخص في هذه اللحظة.
لكي تتعلم من الوحي يعني العودة إلى العلاقة مع المعرفة الروحية، التي هي الجزء منك الذي لم يترك الرب أبداً، والذي لا يزال على اتصال، وهو حكيم وغير فاسد من قبل العالم، وهو غير خائف من العالم، حكمة وشدة هي مصدر أي شجاعة ونزاهة قد تكون كونتها حتى الآن في حياتك.
هذه هدية الرسول. كانت هذه هدية الرسل السابقين. لكن قصتهم تغيرت. وغالبا ما أسيء فهم كلماتهم.
لأن جميع وُحِيّ الرب تعيد للفرد قوة المعرفة الروحية وحضورها، فهذا هو ضميرهم الحقيقي، وهذا ما سوف يصل بهم إلى الرب بطريقة نقية وفعالة.
مبارك العالم لأن الرب تكلم مرة أخرى. مبارك العالم لأن الرسول في العالم.
احصل على هذه البركة. شاركها مع الآخرين. إن الوحي عظيم جداً. لا يمكنك فهمه في لحظة. لا يمكنك قراءته في جملة. يجب أن تأتي إليه بحثاً عن حكمته وصلته الوثيقة بحياتك وللعالم الذي تراه.
هذا هو الاختبار، كما ترى. إنه الصعوبة والفرصة العظيمة للعيش في زمن الوحي. إنه الاختبار — الاختبار للمتلقي.
لن يعاقب الرب أولئك الذين فشلوا، لكنهم لن يكونوا في وضع يسمح لهم بتلقي الوحي والتمكين العظيم والوضوح والبركة التي سوف يجلبها إلى حياتهم وشؤونهم.
لا يعاقب الرب الأشرار، لأن الرب يعلم أنه بدون المعرفة الروحية سوف يترعرع الشر.
لهذا السبب يدعو الوحي الناس إلى الذكاء الأعظم الذي يعيش بداخلهم والذي هو أساس لكل الأشياء الجيدة التي يمكن أن تحدث لهم وللعالم.
يقدم هذا توضيحاً عظيماً لفهمك للحضور والقوة الإلهية، وكيف يعمل الرب في العالم — رب الأكوان.
هذه هي فرصتك العظيمة، أعظم لحظة في تاريخ البشرية، نقطة التحول العظمى للأسرة البشرية التي سوف تحدد ما إذا كانت سوف تكونوا حضارة حرة ومتماسكة في المستقبل أم أنها سوف تتحلل وتندرج تحت الإقناع الأجنبي.
إنها نقطة التحول العظمى والتحدي العظيم والفرصة العظيمة والنداء العظيم والخلاص العظيم.
فليكن هذا فهمك.




