اليوم سوف نتحدث عن التنسيق العظيم.
خلف ما يمكن أن تبلغ عنه حواسك، وما يمكن أن تراه عيناك وتسمعه أذنيك ، هناك تنسيق أعظم في العالم وفي الكون ككل — تنسيق أعظم، عمل الرب في الكون، والعمل من خلال طبقات من الخدم والممثلين.
إنه شيء يجب أن تشعر به، بعمق — هذا الحضور، وهذا الإحساس الدائم بأن حياتك حقًا لشيء أعظم من ما اعتدت عليه وما تروج له ثقافتك بداخلك وأنت تؤمن به. تنسيق أعظم أوصلك إلى العالم لهدف أسمى، تنسيق أعظم لا يمكنك تحديده ولا يمكنك فهمه تمامًا، لأنه يمتد إلى ما هو أبعد من هذا العالم إلى عوالم لا حصر لها في الكون. إنه أمر عظيم لدرجة أنه لا يوجد لاهوت يمكنه احتوائه، ولا يمكن لأي فهم بشري أن يدرك اتساعه وتعقيده ووظائفه الكاملة.
لأنك تعيش حياتين. أنت تعيش حياة في العالم الدنيوي الذي يشغلك بنسبة ٩٩ بالمائة من الوقت، وتعيش كجزء من هذا التنسيق الأعظم، والذي قد تلمحه للحظات هنا وهناك — لحظات من الوضوح، وربما حتى لحظات من الرصانة العظيمة، حيث إعادة النظر في حياتك من منظور أكثر موضوعية.
لكن التنسيق يعيش بداخلك على مستوى أعمق، تحت سطح عقلك، تحت عقلك الاجتماعي، عقلك الدنيوي الذي تم تكييفه وتشكيله من خلال تجاربك في العالم والقرارات والاستنتاجات التي اتخذتها لنفسك.
يوجد في أعماقك عقل مقدس — عقل خلقه الرب، عقل نسميه المعرفة الروحية، عقل متصل بالفعل بالتنسيق الأعظم. لأن المعرفة الروحية تمثل اتصالك بالرب، ولكنها تمثل أيضًا هدفك من وجودك هنا، وهو هدف لم تخترعه لنفسك ، و هو هدف لم تفهمه بعد. حتى لو كان لديك فهم روحي للغاية، فهو شيء أعظم من هذا.
لأن المعرفة الروحية تمثل الجزء الأبدي منك، لكنها هنا في مهمة، كما ترى. لها هدف أعظم لوجودك في العالم، والذي يمثل هدفك الأعظم. بعيدًا عن كل أهدافك وخططك، أو ما تعتقد أن الحياة تتطلبه منك، فإن هذا الهدف الأعظم، هذا التنسيق الأعظم، يعيش في داخلك.
بينما تسعى إلى الاتحاد في العلاقات، يائسًا؛ بينما تسعى إلى تحقيق ذاتك في العالم بلا أمل؛ بينما تسعى إلى تلبية الحاجة الأعمق لنفسك من خلال اكتساب الأشياء، والأشخاص، والأماكن، والممتلكات، وكل شيء، أو الحفاظ على تحفيزك في جميع الأوقات، فإن ما يرضيك حقًا ويشبعك ويعيدك إلى علاقاتك الحقيقية في الكون هو التنسيق الأعظم نفسه.
سوف يكون الأمر غامضًا دائمًا، لأنه يمكنك فقط فهم الجزء الصغير منه و كيف يمكن أن يرتبط بأشخاص مهمين معينين قد تكون محظوظًا بما يكفي لمقابلتهم في رحلتك هنا على الأرض.
يعمل الرب في جميع أنحاء الكون لاستعادة المنفصلين، لأن جميع الكائنات الحية التي تعيش في الواقع المادي تعيش في إنفصال عن موطنها الأبدي واتحادها بالرب. لقد دخل كل شخص إلى هذا الواقع ساعيًا إلى الحصول على تجربة مختلفة، ويسعى إلى إضفاء الطابع الفردي تمامًا على نفسه ومنح نفسه الشكل، والعيش في واقع لا يوجد فيه سوى القليل جدًا من الأدلة على طبيعته الحقيقية أو وطنه الحقيقي أو أصله الحقيقي أو مصيره الحقيقي. كون متسع من الأحداث المتغيرة باستمرار — إنه فوضوي، لا يمكن التنبؤ به، صعب، متحدي، خطير، لكنه جميل وواعد ومهم إذا كان بإمكانك فهمه من منظور أعظم، من التنسيق الأعظم.
يعمل الرب من خلال القوى العليا في الكون، والتي تمثل التجمعات الملائكية التي تحضر جميع العوالم التي نشأت فيها الحياة الواعية أو استعمرتها… القوى العليا، الموجودة خارج النطاق المرئي ولكنها دائمة المراقبة، و تنتبه دائمًا لمن بقي في الأسفل.
لا يمكنك أن تفهم ما يعنيه هذا حتى الآن، لأن حواسك تسيطر عليك وهذا الواقع المؤقت الذي تعيش فيه. لكن التنسيق الأعظم موجود فيك وفي كل من حولك.
توجه القوى العليا هؤلاء الأفراد الذين يمثلون شبكات الحكماء في أعلى المستويات: أفراد فريدون في مجموعات صغيرة، يعملون عادة في سرية في المجتمع الأعظم، لأن هناك عددًا قليلاً جدًا من العوالم الحرة التي تقبلهم وتدعمهم — شبكات الحكماء، الذين يستجيبون لتوجيه أعظم من الأعلى، ويوجهون أنشطتهم، ومهاراتهم، ومتخطين طبيعتهم البشرية أو طبيعة من هم في الكون.
لديهم أنصارهم ومساعدوهم، الذين يحمونهم، ويحرسونهم، وينفذون توجيهاتهم في العالم، ويدعمون أنشطتهم. هناك العديد من هؤلاء، لا سيما في عالمكم حيث لا تزال هناك حرية كافية لشبكة الحكماء لتعمل بانفتاح أعظم وحرية أعظم في العديد من الأماكن هنا.
إنها خطة مثالية، لكنها يجب أن تعمل في واقع متغير وغير متوقع، وأن تكيف نفسها دائمًا مع الظروف المتغيرة، والأحداث الغير متوقعة، لأن الحكماء في أي عالم لا يمكنهم توقع كل شيء ولا فهم معنى كل شيء. تحتاج القوى العليا إلى شبكة الحكماء هذه كممثلين لها هنا على الأرض.
يجب أن تشرف القوى العليا على أشياء أعظم كثيرة ولا يمكن أن تتورط في تفاصيل الحياة اليومية. لذلك، لا تعتقد أنهم يهتمون بك شخصيًا كما لو كانوا مساعدين أو مرافقين شخصيين لك، لأن هذا ليس هو الحال. قد تتم زيارتك بشكل دوري لمنعك من إيذاء نفسك أو التخلي عن حياتك لشيء ليس له هدف أو معنى أو نجاح. لكن لا تظن أن الحضور الملائكي يقف إلى جانبك في جميع الأوقات، لأن هذا ليس هو الحال. لأن الرب قد وضع المعرفة الروحية في داخلك لإرشادك. إنها جزء من التنسيق الأعظم.
ليس على الرب أن يدير حياتك. ليس على الرب أن يدير العالم. لأن كل القوى البيولوجية و الجيولوجية كانت تتحرك في بداية الزمن في كل مكان. كل شيء يسير بنفسه الآن، فلا تعتقد أن الرب هو من خلق مصائب أو أحداث يومك. هذا خطأ أحمق وجاهل ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الارتباك وسوء الفهم.
إنها خطة الرب للحفاظ على المعرفة الروحية حية في هذا العالم بعدد كافٍ من الأفراد لإرشاد البشرية خلال الأحداث الخطيرة القادمة — من خلال التدهور العظيم لعالمكم، من خلال اتصالكم ومواجهتكم الخطيرة مع قوى من الكون المتواجدين هنا للاستفادة من الإنسانية.
تتمثل خطة الرب في إشعال المعرفة الروحية في عدد كافٍ من الناس هنا في العالم من خلال وحي الرب الجديد للعالم، لتوجيه البشرية في اتجاه إيجابي والحفاظ على المعرفة الروحية حية هنا — ضوء انطلق في العديد من الأماكن في الكون، لذلك العديد من الأعراق التكنولوجية التي فقدت هدية الوحي. أملهم الوحيد الآن هو أن شبكة الحكماء قد تكون موجودة داخلهم، في عمق السرية، وتعمل في ظل ظروف صعبة وخطيرة للغاية. لأن هذه القوة والحرية العظيمة تخشاها الحكومات حتى داخل عالمكم الخاص، وخاصة في المجتمع الأعظم، حيث يوجد القليل جدًا من الحرية الشخصية وحيث تُنسى قوة الجنة أو يُخشى منها بشدة.
إنه تعليم بدأتم في الحصول عليه الآن فقط لأن الرب يفتح أبواب الكون ليعلمكم الحياة في الكون وعمل الرب في الكون. لم يتم الكشف عن هذا من قبل للبشرية، لأنه لم يكن هناك حاجة إلى الأمر. ولكن هناك حاجة ماسة إليه الآن وأنتم تقفون على عتبة هذا المجتمع الأعظم للحياة، وبينما يتدهور عالمكم وتواجهون أعظم عتبة واجهتها البشرية على الإطلاق، أو قد تواجهها على الإطلاق، في نقطة التحول العظيمة هذه في تطوركم.
إنه وقت وعد عظيم لعرق واعد، ولكن هناك العديد من المخاطر والعديد من الأخطار هنا، والعديد من الأخطاء التي يرتكبها الناس وسوف يرتكبونها والتي يمكن أن تدمر الفرصة العظيمة للبشرية، والتي لا تزال حية في عالمكم.
أنتم منشغلون بأنفسكم باحتياجاتكم وقضاياكم ومخاوفكم ورغباتكم ومآزقكم. وهذا يمنعكم من تجربة قوة التنسيق الأعظم في حياتكم. وبالفعل لا يمكنك أن تصدق ببساطة أنه سوف يتم الإعتناء بكل شيء من أجلك كما لو كنت شخصًا معتوها يجب أن توجهه في كل شيء، لأن هذا لن يكون كذلك.
يجب أن تصبح قويًا وحازمًا، وكفؤًا ومسؤولًا في كل شيء، أو سوف يبقى التنسيق الأعظم في الخلفية، وسوف تستمر حياتك العشوائية بغض النظر عن معتقداتك وافتراضاتك.
ما نقدمه هنا اليوم يتطلب إعدادًا عظيماً للفهم والتجربة بشكل أصيل ومتسق. وهذا هو السبب في أنه من خلال وحي الرب للعالم، تم إعطاء الخطوات إلى المعرفة الروحية، والإعداد العتيق في استعادة الأفراد والأمل في الأعراق في كل مكان. إنها معجزة لا توصف أن لديكم مثل هذا الاستعداد الآن.
لا تعتقد أنه يمكنك تحضير نفسك. لا تعتقد أنك مستعد. يا إلهي. لا تعتقد أن أفكارك ومعتقداتك كافية لاحتياجاتك الأعظم وقدرتك على اجتياز التغيير العظيم الذي سوف يأتي إلى العالم. لا تعتقد أن إيمانك بالرب كافٍ إذا لم تستعد، إذا لم تتخذ هذه الخطوات إلى المعرفة الروحية، إذا لم تقم بإصلاح حياتك وتسمح بتشكيلها من خلال التنسيق العظيم الذي يعيش في داخلك.
هذا هو الوحي الذي كنت تنتظره، لكنك غير متأكد ما إذا كنت على استعداد لتحمله، وقبول تحديه وهديته ووعده. هذا هو التناقض الذي يضعفك ويمنعك من رؤية المسار الذي يجب أن تتبعه والعمل الذي يجب عليك القيام به والقرارات التي يجب أن تتخذها بوضوح. هذا هو التحدي الذي يواجه كل من يمكنه الحصول على شيء بهذا الحجم.
الجنة تعرف ماذا يعني هذا. الجنة تعرف مدى أهمية هذا. تعرف الجنة الصعوبات التي تعترض طريق الناس. إنه التناقض حول العودة إلى الواقع، التناقض حول العودة إلى التنسيق العظيم، الذي أنت في جوهره جزء منه، بغض النظر عن أفكارك ومعتقداتك الدينية.
حتى لو كنت معارضًا للدين، حتى لو كنت ملتزمًا بحياة علمانية، فإنك لم تغير أي شيء فيما يتعلق بطبيعتك الحقيقية أو ظروفك أو ندائك. موقفك إما يقويك فقط أو يضعف قدرتك على الاستجابة. لا يمكنك تغيير ما وضعه الرب لك.
الهدية التي أمامك الآن هي الهدية، لكنها تواجهك بتناقضك الخاص، وخوفك، وشكوكك، ومظالمك، وعدم مغفرتك، وازدراءك للآخرين، وربما احتقارك لنفسك. يجب أن يتم مسح كل هذه الأشياء أثناء تقدمك. وقد أعطاك الرب قوة الوحي لتتمكن من القيام بذلك، لأنك لا تستطيع أن تفعل ذلك بنفسك.
التنسيق العظيم، الذي يمتد إلى ما هو أبعد من هذا العالم، إلى ما هو أبعد من هذه المجرة والمجرات الأخرى، وصولاً إلى الجزء الداخلي منك إلى الجزء الأكثر قدسية والأكثر أهمية منك. أنت بالفعل متصل بهذه المساعدة العظيمة، كما ترى.
خلقها الرب. تشرف عليها القوى العليا. يتم تنفيذها من خلال شبكات الحكماء وجميع مساعديهم وداعميهم العديدين، بطرق رائعة جدًا ومتنوعة جدًا وواضحة جدًا، ولا يمكنك تفسيرها كلها. حتى داخل بيئتكم المحلية، حتى داخل بلدتك أو مدينتك، لا يمكنك حساب كل أعمال التنسيق العظيم. لا يمكنك حتى الآن حساب ذلك داخل نفسك، لأنك بدأت للتو تلك الرحلة.
لا تقلق من الجحيم واللعنة، فهذا اختراع بشري. سوف ينقذك الرب في الوقت المناسب، لكن الوقت هو مشكلتك، كما ترى، لأنك لا تملك الكثير منه. وأنت محاصر بالعديد من الأشياء الغير مناسبة لك، والتي تؤذيك وتعيقك.
ربما أعطيت حياتك لأناس وظروف لا يمثلون مصيرك الحقيقي هنا. والآن يجب أن تواجه حقيقة أنه يجب حل هذا الأمر إلى حد معين حتى تكون حراً بما يكفي لمتابعة ما يجب عليك اتباعه داخل نفسك — المعرفة الروحية الأعمق الموجودة هنا لإرشادك في كل الأشياء.
لكن يجب عليك القيام بالعمل لفتح الطريق، واتخاذ الخطوات، والانخراط في هذه العملية الأعظم من الاستصلاح داخل نفسك. أنت تفعل هذا بنفسك بالتأكيد، لكنك تفعل ذلك للآخرين ولأولئك الذين من المفترض أن تخدمهم في هذه الحياة، والذين يمثلون علاقات أكثر مما يمكنك فهمه في هذه اللحظة.
لم يتم دعوتك لتكون شخصًا عظيمًا هنا ولكن فقط لأداء خدمتك البسيطة والأساسية. لا تقم بتعيين أدوار لنفسك بهذه الطريقة. اسمح لحياتك أن تفتح. اتخذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، بصبر، لأن الأشياء التي يجب أن تتعلمها على طول الطريق هي الحكمة الأساسية التي يجب أن تمتلكها، والقوة الأساسية التي يجب أن تمتلكها، والتمييز الأساسي والحكمة التي يجب أن تتمتع بهم، والتي لا يمكن إنشاؤهم إلا من خلال اتخاذ رحلة بهذا الحجم والأهمية.
لا تظن أن التنسيق الأعظم يدير كل شيء، لأن هناك الكثير من الفوضى في العالم. هناك الكثير من الخطر والبؤس في العالم. هناك الكثير من الدمار الذي يحدث في العالم لأن الكثير من الناس يعيشون دون هذه المعرفة الروحية. والكثير من الناس يتبعونهم. هذه هي الشبكة العظيمة للأغبياء والجهلاء والمدمرين.
لا تعتقد أن العالم كما هو لأن التنسيق العظيم قد صاغه بهذه الطريقة، لأنه في الحقيقة في نمط خطير ومدمّر ذاتيًا للأحداث — تدمير مناخه؛ تدمير موارده؛ تلوث طعامه وماءه وتربته. مرتبط في صراع ومنافسة وحرب مستمرة.
يجب أن يعمل التنسيق الأعظم على الرغم من كل هذه الأشياء، كما ترى. لا تكن كسولًا وتفكر فقط في أن كل شيء يتم من أجلك أو تتم إدارته من قبل قوى أعظم. يجب أن تصبح أكثر مسؤولية وأكثر مشاركة من هذا. لا يمكنك أن تكون مجرد راكب على هذه السفينة. يجب أن تكون جزءًا من الطاقم الذي يشارك في إنقاذ الحضارة الإنسانية من تدمير الذات، وهو المسار الذي تسير عليه بالتأكيد في هذه اللحظة.
نحن، لذلك، نقدم لك الحقيقة العظيمة، والتشجيع العظيم، والوعد العظيم. ولكن بهذا نجلب رزانة عظيمة، وتصويبًا عظيمًا، وتوضيحًا عظيمًا. لأنه دون المعرفة الروحية سوف يكون الناس على خطأ وسوف يظلون مخطئين ويعيشون حياة عشوائية ومدمرة — غير محققة على الأقل ومدمرة في أسوأ الأحوال.
هذا هو السبب في أن الرب لن يدين أي شخص لأن الرب يعلم أنه دون المعرفة الروحية لترشدك، سوف تعيش حياة عشوائية مليئة بالأخطاء والمصائب. سوف تخضع لجميع القوى في العالم. سوف تتشكل من خلال ثقافتك وأسرتك ودياناتك بطريقة تجعل فرصتك في اكتشاف طبيعتك الحقيقية محدودة للغاية.
التنسيق العظيم هو شيء يجب أن تستعد له. لا تفكر من خلال امتلاكك لأفكار عظيمة أو وجهات نظر مساواة أنه يمكنك فهم ذلك أو تقديره أو تجربته بأي فعالية. هذا ليس عالم الأفكار والاعتقاد الذي نتحدث عنه هنا اليوم. هذا هو مجال العلاقة الحقيقية ذات الهدف الأعلى الذي تعمل خلال حياتك، وتعمل في جميع أنحاء الكون.
هنا قد تضطر حتى إلى التخلي عن أفكارك الروحية لأنها مجرد تشويش على رؤيتك، أو تعيق وجهة نظرك، أو تمنحك أفكارًا خيالية لا علاقة لها بالواقع — تُستخدم لتهدئة نفسك، وتستخدم لمنحك شعورًا بالأمان لأنك حقًا غير آمن.
لا، يجب أنك تواجه حالتك بشكل مباشر، وموضوعي للغاية، وبصدق شديد لترى الحاجة إلى المعرفة الروحية في حياتك. إنه حساب عظيم. لن يؤدي العيش مع طبقات من الافتراضات الخيالية إلا إلى إعاقتك ويعطيك إحساسًا زائفًا بالمعنى والأمان هنا.
هنا يمكن أن تخدمك معاناتك إذا كنت تستطيع مواجهتها بصدق، دون إدانة الذات. هنا تقودك إلى حاجتك إلى الرب، وحاجتك إلى المعرفة الروحية، وحاجتك إلى الهدف والمعنى الحقيقي في الحياة، وحاجتك إلى تنسيق أعظم.
الجنة تنتظر منك أن تمد يدك — بصراحة، بعمق. يجب أن ترسل إشارة إلى القوى العليا بأنك مستعد لاستعادة حياتك الحقيقية، لتبدأ في العودة إلى علاقتك الأساسية مع مصدرك وبقوة الجنة لأنها تعمل داخل الناس ومن خلال الناس وفي جميع أنحاء الكون.
يمكنك أن تصلي من أجل أشياء صغيرة: للاحتياجات، ووسائل الراحة، وحل المشاكل. لكننا نتحدث عن شيء أكثر أهمية هنا.
سوف تسمح لك الجنة أن تعيش حياتك خطيرة بغض النظر عن آرائك أو وجهات نظرك أو افتراضاتك. لأنك حر في القيام بذلك.
لكن الجنة تنتظرك لتصل إلى نقطة رصانة عظيمة حيث تدرك أنك لا تعيش حقًا الحياة التي كان من المفترض أن تعيشها، وأن كل ما بنيته من حولك ليس مهمًا حقًا، وأن هناك شيئًا أعظم بداخلك يجب أن يظهر ذلك — نقطة تحول عظيمة في حياتك حيث يمكنك البدء في العودة إلى علاقاتك الحقيقية وهدفك الحقيقي لوجودك هنا. تنتظرك الجنة للوصول إلى هذه النقطة، وسوف تساعدك معاناتك في العثور عليها إذا كان بإمكانك حقًا أن تكون صادقًا بشأن هذا الأمر.
يعمل التنسيق العظيم في كل مكان — في بعض الأماكن إلى حد أعظم، وفي أماكن أخرى بدرجة أقل، اعتمادًا على ظروف تلك العوالم والمواقف، ودرجة الحرية أو الافتقار إليها الموجودة هناك، وكم يمكن أن يكون مستعدين لمستوى أعلى من الخدمة: سواء بين أولئك الذين تم اختيارهم ليكونوا حكماء وكل من يمكنهم مساعدتهم بطرق محددة و معينة.
الصلاة من أجلك هي: دعني أكون في الخدمة حتى أعطي. لأنه في النهاية، الأمر كله يتعلق بالخدمة البسيطة. بغض النظر عن مدى صعوبة الرحلة، بغض النظر عن مدى عظمة الجبل، يجب أن تمشي صعودًا، في النهاية، يجب أن تلعب دورك الصغير ولكن الأساسي في هذا التنسيق الأعظم.
هنا لا يوجد نجوم. انسى كل ذلك. هنا لا يوجد منقذون وأفاتار ولا سادة. انسى كل ذلك. في التنسيق الأعظم، هذا لا يهم. لا يوجد أبطال للعبادة. لا يوجد سوى النداء العظيم الذي يخرج إلى العالم، خاصة في هذا الوقت على كوكب الأرض لأن وحي الرب الجديد موجود هنا. من النادر جدًا في الكون أن يُعطى وحي عظيم للعالم بأسره، لأن معظم العوالم لا تملك الحرية للسماح بحدوث أي شيء كهذا.
بالمثل، تخلَّ عن فكرة وجود أعراق مستنيرة في الكون. هذا حقا ليس صحيحاً. توجد مجموعات من الحكماء في الشبكة، لكن هؤلاء ليسوا أعراقًا كاملة. في إطار الانفصال، لا يمكن تحقيق هذا الهدف حقًا، إلا في ظل ظروف نادرة جدًا.
لا تفكر أبدًا في أن عِرقًا مستنيرًا سوف يأتي إلى الأرض لمساعدة البشرية، فهذا خداع وارتباك تام. سوف يعدك وحي الرب الجديد للعالم لواقع الحياة في الكون وروحانية الحياة في الكون، والتي تمثل روحانيتك الحقيقية، الخالية من الافتراضات والأفكار والمعتقدات البشرية.
لأن عمل الرب ليس من أجل هذا العالم وحده، ولكنه منسجم مع عمل الرب في كل مكان. هذا العالم الواحد… حبة رمل صغيرة على الشاطئ بقدر ما يمكنك رؤيته في الواقع المادي. لكن الرب واعي بعالمكم. تعمل الشبكة العظمى للحكماء والقوى العليا في كل مكان بطرق تتجاوز بكثير الفهم البشري أو فهم أي عرق في الكون.
أسمع كلماتنا. استمع إليهم مرارًا وتكرارًا. سوف يأتي الفهم في وقت مع التكرار. لا تعتقد أنك تفهم ما نقوله. لا توافق عليه ولا ترفضه من وجهة نظرك الشخصية، فهذا تعنت وحماقة.
سوف يعرف قلبك ما إذا كان يمكنك اتباع هذا. أعمق في داخلك، هناك سلطة وقوى أعظم في العمل. هذا ما يجب أن تكتشفه. هذا هو التحدي العظيم والمعنى لحياتك.




