لقد أرسل خالق كل الحياة رسالة جديدة إلى العالم، رسالة جديدة تختلف عن أي شيء تلقته البشرية من قبل، وحي جديد لهذا الوقت وللأزمنة القادمة، ومعه نبوءة أعظم عن مستقبل البشرية وعن الخطر العظيم الذي تواجهه الأسرة البشرية الآن.
إعلانات الرب نادرة. إنهم لا يأتون كثيرا على الإطلاق، ومن المفترض أن تستمر حكمتهم وعمق تعاليمهم لفترة طويلة جداً. لأن فهم أعماق هذا الوحي الجديد سوف يستغرق وقتاً طويلاً. سوف يستغرق الأمر قروناً لفهم أعماق الرسالة. لكن البشرية ليس لديها قرون الآن. لقد وصلت إلى عتبة عظيمة، نقطة تحول في تطورها حيث سوف يتعين عليها مواجهة عالم في حالة تدهور — عالم تم استغلاله وإساءة استخدامه من خلال الجشع البشري والجهل البشري والصراع البشري.
إنه وقت يتعين على البشرية أن تواجه فيه عالماً من تناقص الموارد واضطراب بيئي، وهو الوقت الذي سوف يتعين عليها مواجهة أمواج التغيير العظيمة، التي تأتي الآن إلى العالم والتي تضرب بالفعل العديد والعديد من الأماكن في هذا الوقت.
لقد وصلت البشرية إلى عتبة عظيمة حيث سوف يتعين عليها مواجهة حقائق الحياة في الكون والمواجهة مع قوى ومجموعات معينة موجودة هنا للاستفادة من محن البشرية، وجهل البشرية وسذاجتها. إنه وقت لم يسبق له مثيلاً، والمخاطر والفرص المتاحة للأسرة البشرية أعظم الآن من أي وقت مضى.
في مواجهة أمواج التغيير العظيمة والمنافسة من الكون حول من سيكون المسيطر وذو السيادة في هذا العالم، سوف تواجه البشرية قراراً عظيما — قراراً لقادتها وحكوماتها وشعوبها. هل سوف تقاتل وتتصارع على من يمكنه الوصول إلى الموارد المتبقية في العالم؟ هل سوف تتجاهل أدلة التدخل الحاصل هنا من قبل الأعراق الموجودة في الأرض لتفترس ضعف الإنسانية وصراعات الإنسانية؟ أم سوف يدركون الدول وا لقادة والشعوب الخطر العظيم الذي يواجه البشرية جمعاء، الذين يعيشون في عالم متدهور، ويواجهون الآن منافسة من ورائه؟ هل سوف تختار البشرية إذن، في ضوء ذلك، تعاونا أعظم — توحيد أعظم للموارد والحكمة والقوة، والمواهب الفردية والقدرات الجماعية، لتأمين العالم ومنع التدخل هنا، وهو الأمر الذي يمكن للبشرية تحقيقه؟
لا يعرف الناس الأوقات العظيمة التي يعيشون فيها على الرغم من أن الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يشعرون بالقلق والخوف من المستقبل. وينبغي أن يفعلوا ذلك، لأن البشرية تواجه مجموعة صعبة للغاية من الظروف الآن.
إنها تواجه نقصاً في الغذاء والماء وموارد الطاقة الحيوية في جميع أنحاء العالم، مما سيؤثر على أعداد متزايدة من الناس أثناء تقدمكم. إنها تواجه عالما سوف يدمره تغير المناخ وتدمير قدرة البشرية على إنتاج ما يكفي من الغذاء وتوفير المياه الكافية. إنها تواجه عدم استقرار اقتصادي وسياسي متزايد، سوف يكشف ليس فقط الفساد البشري، ولكن ضعف وهشاشة البنية التحتية التي تبنى عليها البشرية جمعاء الآن.
يعيش الناس حياتهم منشغلين بالأشياء الصغيرة، ويسعون جاهدين لتلبية المتطلبات المهمة والأفكار الخيالية إذا كان بإمكانهم تحمل تكاليفها. لكن القليل منهم يعرفون أنهم يواجهون مثل هذه المحنة والضيقة العظيمة في العالم، وهي تجربة ومحنة لا البشرية غير مستعدة لها وغير مدركة لها إلى حد كبير.
لهذا السبب أرسل خالق كل الحياة رسالة جديدة إلى العالم، رسالة تختلف عن كل الرسائل العظيمة التي أرسلها الخالق هنا من قبل. يجب على الإنسانية الآن أن تدرك مأزقها العظيم وأن تدرك الشخص المختار لإحضار هذه الرسالة الجديدة إلى العالم.
إنه ليس إلهاً. إنه ليس ملاكاً. هو رجل. ولكن تم تحميله وتكليفه بهذه المسؤولية، وهي مسؤولية لا يستطيع تحملها وحده.
ليس للبشرية إجابة عن العتبة العظيمة التي تواجهها. ليس لديها حل. إنها لا تعرف شيئاً عن المجتمع الأعظم للحياة الذي تظهر فيه الآن. ولا تدرك قوة ومدى انحطاط العالم لحرمانه من حقوقه وفرصه الأساسية.
سوف يتطلب الأمر شجاعة وقوة عظيمة لمواجهة هذه الأشياء. سوف يكون عليكم أن تنحون جانباً مظالمكم وغضبكم وتنكركم للآخرين لتكون لديكم القوة والشجاعة لمواجهة عالم متغير وواقع جديد.
يعلم الرب أنه لا يمكنك القيام بذلك بمفردك دون دعم وإرشاد عظيمين، ولهذا السبب تم إرسال الرسالة الجديدة إلى العالم. هذه الرسالة عظيمة وواسعة. إنها تتعامل مع كل جانب من جوانب التجربة الإنسانية، ولا سيما الكشف عن الطبيعة الأعمق للروحانية البشرية والعقل الأعمق الموجود داخل كل شخص — عقل أعمق موجود هنا لتوجيه وحماية كل شخص، عقلاً أعمق ينتظر أن يكتشف ويتم التباع به والتعبير عنه.
إذا كان للبشرية أن تنجو من أمواج التغيير العظيمة، وإذا كان لها أن تتحلى بضبط النفس لرفض إغراءات وإقناع أولئك الموجودين هنا في العالم، فعليها أن تبلغ وتصبح ناضجة ومسؤولة، مدركة لقوتها والاعتراف بالمخاطر المحيطة بها.
هذا ليس وقت ضعاف القلب أو المتناقضين. هذا ليس وقتاً لأولئك الجشعين أو الذين هم ممتلئين بأنفسهم، لأنهم لن يحققوا نتائج جيدة في أمواج التغيير العظيمة. ولن يكون لديهم القوة لتحمل الإقناع والتأثير الذي سوف يلقى على البشرية من قبل أولئك الذين هم من الكون الذين يتمتعون بالمهارة في هذه الجهود.
إنكم تواجهون عالماً مدمراً حيث سوف يأخذ من البشرية كل شيء لتأسيس وتأمين موقعها هنا — تبادل عظيم للموارد، وتبادل عظيم للمعرفة العلمية، ونزع السلاح ووقف الصراع والأعمال العدائية.
يجب أن يكون هذا هو إجماع العالم الذي يواجه مجتمعاً أعظم للحياة، لأن الكون الذي تواجهونه يختلف عما يظنه الناس ويتوقعونه. إنه ليس عالم بشري ولا يهتم بالأسرة البشرية، باستثناء بعض الأعراق الأحرار الذين يقدرون حريتك، حتى من بعيد.
لكن تلك الأعراق الحرة ليست موجودة في العالم اليوم، وأولئك الذين يخدعون البشرية — يلقون الإقناع والتأثير على ضعاف العقول، ويسعون إلى ترسيخ نفوذهم في أروقة السلطة في الحكومة والدين والتجارة.
هذا هو المأزق العظيم الذي تواجهونه. كان مقدراً أن يحدث، لأنكم لا تستطيعون الهروب من واقع المجتمع الأعظم. لم يأتون من قبل لأن الإنسانية لم تكن راسخة بشكل جيد ولم تظهر إمكانات القوة حتى وقت قريب جداً.
الإنسانية تنهب الثروات الطبيعية لهذا العالم، وقد أدى ذلك إلى بدء التدخل. لأن هناك آخرين يسعون إلى امتلاك ثروة هذا العالم وإخضاع البشرية لكسب تلك الثروة لهم.
يبدو أن هذا الأمر لا يعقل ولا يصدق لأنك ما زلتم تعتقدون أنكم تعيشون بمفردكم في الكون، بعد أن تطورتم لفترة طويلة في حالة من العزلة النسبية. لكن عزلتكم انتهت، ولن تعودوا لها مرة أخرى. من هذه الأوقات فصاعداً، سوف يتعين عليكم حماية العالم، وتحديد من قد يدخل هذا العالم من الخارج، وما هي متطلبات زيارتهم.
يجب استخدام جميع الأسلحة البشرية وجميع مهاراتها التكنولوجية الآن لحماية العالم من الخارج واستعادة إنتاجية العالم والتوازن البيولوجي هنا في العالم.
شك في هذا وأنت تشك في مشيئة الرب. شك في هذا، وأنت تشك في تجربتك الأعمق، والتي تخبرك أنك تواجه عالماً خطيراً وحافة عظيمة. شك في هذا، وسوف تنكر تجربتك الأعمق واتصالك الأعمق بالرب.
لأن الرب يتحدث إلى كل شخص على مستوى أعمق، لكن الناس لا يعرفون ذلك ولم يتعلموا الاستماع والاستجابة. هذا هو السبب في أن الرب يبدو غائباً جداً في العالم، وغريباً جداً، وبعيداً جداً، وغير متورط في الأمر، لأن الناس لا يستطيعون السمع ولا يمكنهم الرؤية — مشغولين، أو مسيطر عليهم، أو مهووسين، أو فقراء أو مدفوعون بالرغبة في الثروة والسلطة.
رسالة الرب الجديدة ليست هنا لتحقيق التوقعات البشرية أو للتحقق من صحة الفهم البشري، ولكن لتكشف ما لا يمكنك رؤيته وتحفيز معرفة أعمق في داخلك حتى تتمكن من التعرف على الحقيقة الجوهرية وإلحاح الوحي الجديد من الرب.
أنتم لا تزالون تعيشون في أوقات هادئة في الدول الغنية، لكن هذا السكون لن يدوم. وأنت بحاجة إلى وقت للاستعداد. أنت بحاجة إلى وقت للوصول إلى معرفة أعمق في داخلك. أنت بحاجة إلى وقت لإعادة النظر في أفعالك وعملك وعلاقاتك وأين تعيش وكيف تعيش. أنت بحاجة إلى وقت لتتعلم المزيد عن المجتمع الأعظم للحياة الذي نشأت فيه، وفقط الرب الذي يمكنه أن يكشف لك ذلك بشكل تام، دون خداع أو تلاعب.
سواء كنت مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً أو من أي تقليد ديني، فأنت بحاجة إلى هذا التعليم الأساسي الآن. من الضروري للبشرية جمعاء أن تكتسب هذه الشدة الأعظم في هذا الصدد، وإلا فلن تكونوا قادرين على الحفاظ على حريتكم في الكون أو تجنب الإقناع الذي سوف يلقى على إنسانية ضعيفة ومنقسمة.
ولن تكون قادراً على الاستعداد لأمواج التغيير العظيمة التي سوف تأتي إلى العالم. سوف تستهين بهم. سوف تنكر وجودهم. سوف تعتقد أنهم خيالات أو كابوس أو اختراع لشخص ما. سوف تعتقد أن المستقبل سوف يكون مثل الماضي. لكن المستقبل الذي تواجهه الآن لن يكون مثل الماضي. أنتم تدخلون حقبة جديدة، وقتاً جديداً، واقع جديد. جاهزين أم لا، مستعدين أم لا، حكماء أو حمقى، أنتم تدخلون هذه البانوراما الجديدة للحياة.
بالنسبة لأولئك الذين لديهم رؤية وحساسية، فقد عرفوا أنهم سوف يعيشون في أوقات التغيير العظيم والمضطرب. بالنسبة لأولئك الذين يمكنهم رؤية ما هو أبعد من أفكارهم ومعتقداتهم، والذين ليسوا أسرى تماماً لأيديولوجيتهم، يمكنهم رؤية العالم المتغير والشعور به. بالنسبة للإدراك والمستقبل، فإنهم يشعرون بالفعل بقوة المستقبل وعلامات العالم.
لأن كل شخص يعيش في زمن الوحي، وهو أكثر الأوقات اضطراباً. لكن وقت الوحي هذا ليس لقبيلة واحدة أو أمة واحدة أو منطقة واحدة. إنه للعالم كله.
الآن يجب على الرب أن يكشف حقيقة أمواج التغيير العظيمة، وخطرها العظيم والفرصة العظيمة التي توفرها للوحدة البشرية والتعاون. الآن يجب على الرب أن يكشف حقيقة الحياة في الكون حتى تستعدوا ولا تقعون فريسة لإقناعات قوية التي تلقى على الأسرة البشرية، والتي يتم إلقاؤها حتى في هذه اللحظة.
حان الوقت للاستيقاظ من أحلامك الحمقاء للنجاح والفشل لمواجهة واقع عالم متغير، لمواجهة حقيقة أنه سوف يتعين عليك الاستعداد لمستقبل سوف يكون مختلفاً تماماً عن الماضي من نواح كثيرة.
هذه هي نبوءة الرسالة الجديدة. سوف يكون الأمر فظيعاً أو صعباً اعتماداً على وعي الإنسان ومسؤوليته. لكن لا يمكنك تغيير ما هو آت. إنه جزء من التطور. إنه نتاج سوء استخدام البشرية والإفراط في استخدام ميراثكم الطبيعي في هذا العالم. إنه نتاج عمليات البث البشرية في الفضاء. إنه نتيجة تقدمكم التكنولوجي وتدميركم للعالم الطبيعي.
من بين البشر يستطيع أن يرى هذه الأشياء ويعرفها ويتجاوب مع هذا الوحي؟ أولئك الذين يستطيعون الاستجابة سوف يأتون من جميع طبقات المجتمع ومن جميع مناحي الحياة. لا تعتقد أن أكثر المتعلمين لديكم سوف يكون أول من يستجيب، أو الأكثر تطوراً لديكم، أو الأفراد المشهورين في الجامعات أو قاعات الحكومة. لأنهم يمكن أن يكونوا مكفوفين مثل أي شخص وأقل استعداداً لمواجهة الظروف المتغيرة في العالم.
لقد أرسل الرب نبياً إلى العالم ليقدم رسالة الرب الجديدة. سوف يتعين عليه تقديم النظرة النبوية والوحي النبوي لهذه الرسالة الجديدة. هم ليسوا نتاج تفكيره أو خياله، وهو يعطيهم على مضض بسبب الأخطار والصعوبات العظيمة التي يمثلونها.
سوف يهلك الكثير من الناس في المستقبل، إما بسبب الفقر والقمع أو من خلال الجهل والحماقة. سوف تميل الدول إلى خوض في حرب مع بعضها البعض على الموارد المتبقية، والتي سوف تزداد صعوبة تأمينها. وسوف تشتعل مظالم الإنسانية، التي طال أمدها، هنا وهناك وفي كل مكان.
من هو ذو حكمة ليرى المأزق العظيم الذي تواجهه البشرية الآن؟ من يدرك أمواج التغيير العظيمة؟
لا تفكر في أن أمة واحدة سوف تكون هي الأسمى إذا بدأ العالم في السقوط، إذا بدأت الحضارة الإنسانية في الانهيار لا تعتقد أن أمة واحدة سوف تستفيد من زوال الأمم الأخرى. لأنهم مثل الضومنة، سوف يسقطون — غير قادرين على إعالة شعوبهم، غير قادرين على الإعتناء بشعوبهم، غير قادرين على خلق الاستقرار والأمن لشعوبهم، إذا لم يستعدوا.
في هذا الوقت، يجب أن تعد الحكومات شعوبها لأمواج التغيير العظيمة، وتثقيف الناس حول التدخل الذي يحدث هنا — بدلاً من إخفاء ذلك، في محاولة لحماية اقتصاداتهم من خلال إبقاء الناس في حالة من الجهل المرتبك.
سوف تحتاجون إلى دعم الشعوب للاستعداد. لا يمكن للقادة القيام بذلك من وراء الكواليس. سوف تحتاجون إلى مساعدة الجميع. لن يكون نتاج عدد قليل من الأشخاص الأقوياء، لأنهم لا يملكون القوة للتغلب على أمواج التغيير العظيمة، ولا يعرفون كيف يستعدون للمجتمع الأعظم. لأن الرب وحده يستطيع أن يعلمكم هذا.
حتى حلفائكم في الكون لا يستطيعون تعليمكم كيفية الاستعداد للمجتمع الأعظم لأنهم لا يعرفون الطبيعة الكاملة وشخصية وتاريخ البشرية. سوف يكون الرب هو من يفعل هذا الآن، وهذا بالضبط ما يعطى في الرسالة الجديدة والوحي من الخالق.
فكر جيداً، إذن، قبل أن تنكر أو ترفض الوحي الجديد، لأنه يقدم للبشرية الإرشاد الحقيقي الوحيد الذي يمكن أن تتلقاه من الخالق في هذا الوقت. لا تعتقد أن هذه مجرد رسالة واحدة من العديد من الرسائل، أو سوف تفشل في معرفة أيهم له أهمية قصوى وأعظم قدر من المصداقية. لا ترفض أن يأتي الوحي الجديد للعالم وأن نبياً جديداً يمكن أن يرسله الخالق. فلا أحد في العالم يعرف عقل الخالق. ولا يمكن لأحد أن يعلن، على أساس الإيديولوجيا أو الكتب المقدسة القديمة، ما سوف يفعله الرب بعد ذلك. هذه هي غطرسة البشرية وحماقتها — واثقة جداً مما فعله الرب وسوف يفعله بعد ذلك.
ما عليك سوى أن تنظر إلى العالم وتسأل نفسك: ”هل سوف نتمكن من مواجهة أمواج التغيير العظيمة؟“ عليك فقط أن تسأل نفسك بصراحة: ”هل يمكن لي أو أي لأي شخص أن يجهزنا للتواصل مع مجتمع أعظم من الحياة الذكية، مجتمع أعظم مليء بأعراق لا حصر لهم، وكلها تكافح من أجل البقاء؟“ اسأل نفسك: ”هل أعرف حقاً ما يحدث في الكون من حولي؟ هل أعرف ما يكفي لأستعد؟ هل أعرف شئ هل يمكنني افتراض أي شيء؟“
انظر إلى عالمك. ما الذي سوف ينقذ البشرية من الخراب والانهيار؟ إن أمواج التغيير العظيمة أعظم من تقنيتكم، وتقنيتكم بالكاد كافية لحمايتكم من التسلل من الكون. سوف يتطلب الأمر شدة أعظم، وقوة أعظم وتقرير مصير أعظم من جانب الأفراد والدول من البشر.
فقط الرسالة الجديدة تكشف سبب هذه الحالة وكيف يمكن حماية حرية الإنسان وسيادته في هذا العالم وبناؤها وترسيخها في المستقبل حتى تفي الإنسانية بوعدها العظيم بأن تصبح أمة حرة وذات سيادة في الكون، حيث الحرية نادر جداً.
لهذا، يجب أن تتلقى التحذير والبركة والإعداد الذي أرسله خالق كل الحياة إلى العالم. لقد استلمها الرسول. لقد استغرق استلامها [أكثر من] ٢٥ عاماً. إنها أكمل رسالة تم إرسالها إلى البشرية على الإطلاق. إنها رسالة للأشخاص المتعلمين. إنها رسالة للناس المعاصرين. إنها رسالة يجب أن تصف بمزيد من التفصيل واقع الحياة في هذا العالم، وواقع الحياة خارج هذا العالم والطبيعة الأعمق للروحانية البشرية على مستوى المعرفة الروحية.
أنت لا تعرف ما يفعله الرب في العالم لأنك لا تعرف ما يفعله الرب في مجتمع الحياة الأعظم. إن حدود وعي الإنسان وفهمه الآن، وميل البشرية نحو الحماقة وخداع الذات، هي أكبر المخاطر التي تتعرضون لها.
إن حضور الرب وقوته هو لتقوية الأسرة البشرية. هذه ليست أوقات النهاية، بل وقت الانتقال العظيم. هذا ليس وقت عودة المخلص أو عودة الإمام أو عودة العظيم.
لأن الرب سوف يرسل رجلاً متواضعاً ليوصل الرسالة الجديدة من الرب. إنه ليس قائداً بل رسول. إنه ليس شخصاً خارقاً، لكنه مكلف بهذه المهمة. وسوف يحدث فرقاً عظيماً سواء تم قبوله أو رفضه، سواء تم الاستماع إليه أو رفضه.
إذا اختارت البشرية أن تفشل، فلن يتدخل الرب. إذا اختارت البشرية طريقاً للصراع والدمار، فلن يتدخل خالق الحياة كلها. إنه اختيار العرق — الاختيار بين الحكمة أو الجهل، بين الصدق أو خداع الذات، بين الجشع والفساد أو الوحدة والتعاون.
الوحدة والتعاون ضروريان الآن. إنه ليس مجرد خيار. لا يقوم على المثل العليا أو الأخلاق الرفيعة. يقوم على أساس الضرورة المطلقة.
الوقت هو جوهر المسألة. البشرية لديها الوقت للاستعداد، ولكن ليس الكثير من الوقت. كل يوم وكل شهر وكل عام له أهميته. الوقت مهم من حيث رفاهية شعوب العالم. إنه مهم من حيث النتيجة. إنه مهم من حيث ما سوف تختاره البشرية، وما ستراه والقوة التي سوف تتمتع بها للتصرف من أجل رفاهيتها وفائدتها.
لقد فشلت العديد من الأعراق في الكون في مواجهتها مع التدخل من الخارج، فقط لتقع فريسة وتخضع لقوى علمانية قوية. لقد تجاوزت العديد من الأمم موارد عالمها فقط لتجد نفسها فقيرة وخاضعة لضغط وتأثير عظيم من الخارج.
يجب أن يعطيكم الرب هذا التحذير. إذا لم تلتفتوا إلى التحذير، فلن تروا نعمة الرسالة الجديدة، ولن تتبعوا إعدادها — معتقدين أنها غير ضرورية، معتقدين أن لديكم إجابة للمستقبل، معتقدين أنه يمكنكم إعداد أنفسكم، معتقدين أن المستقبل سوف يكون مثل الماضي. لم يعد هناك وقت لمثل هذه الحماقة الآن.
لقد جلبت ملائكة الخالق هذه الرسالة العظيمة. إنه أعظم بكثير من الفهم البشري، ولن يتمكن من سبر أغوار أعماقها إلا أكثرهم حكمة، وإدراك اكتمال رسالتها ومدى أهمية تطبيق حكمتها في العالم الآن وفي كل الأيام القادمة.
يحب الرب العالم والبشرية. للبشرية مستقبل عظيم في الكون، لكنها ليست جاهزة. وهي الآن تواجه عالماً خطيراً ومنافسة من ورائه. والآن قد لحقت بهم حماقتهم سذاجتهم، وعليهم أن يواجهوا العواقب. الآن يجب أن يصبحوا جادين بشأن مستقبلهم ومصيرهم وأن يتوقفوا عن التظاهر بأنهم وحدهم في الكون أو يفكرون في أن الكون موجود لهم لاستغلاله.
سوف يكون هذا تحدياً هائلاً، ليس من الناحية العملية فحسب، بل من الناحية النفسية والروحية. سوف تكون هذه مواجهة هائلة، تتطلب تحولاً هائلاً في فهمكم. وليس لديكم الكثير من الوقت.
هذه عطية حب من خالق كل الحياة — حب يفوق فهم الإنسان، حباً ليس فقط لطيفاً وممتعاً ومسلياً. إنه الحب الذي يظهره الوالدان لطفلهما. إنه حب يظهره الخالق لخلقة. انه قوياً. إنه شديد. إنه يتطلب الكثير. إنه أمر حيوي. إنه أبدي.
لكن السؤال دائماً هو: هل سوف تتبع البشرية الحكمة؟ هل سوف تستقبل البشرية من خالق كل حياة؟ هل سوف تكون البشرية صادقة في مآزقها؟ هل سوف تتطلع إلى الأمام؟ هل تخطط للمستقبل؟ هل سوف تنظر وترى ما سوف يأتي في الأفق؟ هل سوف تواجه حقيقة أنها لم تعد وحيدة في الكون أو حتى داخل عالمها؟ هل سوف تدرك أنها تواجه عالماً في حالة تدهور، وعليها أن تتأقلم معه وتستعد له؟ هذه هي الأسئلة التي يجب على الأسرة البشرية الإجابة عليها، حيث يجب على كل عرق في الكون الإجابة عن أنفسهم.
لقد أعطاك الرب معرفة روحية أعمق لاتخاذ القرار الحكيم. لا يتعلق الأمر فقط بأفكارك أو فلسفتك أو عاداتك أو تقاليدك. فقد أعطاك الرب ذكاء أعظم لإرشادك الآن. هذه المعرفة الروحية هي التي سوف تحميكم وترشدكم بشكل فردي وجماعي في المستقبل. هذا هو الذكاء الذي سوف يكرم حضور الوحي الجديد.
هذا الحضور هو الذي سوف يسمح للرسول بالمرور الآمن في العالم. هذا الحضور هو الذي سوف يرقي المؤسسات الدينية الإنسانية حتى تعمل معاً لصالح الإنسانية. هذه الحكمة هي التي سوف تسمح للدول أن تتعاون وتقوي بعضها البعض من أجل حماية العالم.
تتمتع أمواج التغيير العظيمة بالقدرة على تدمير الحضارة البشرية. لكن لديهم أيضاً القدرة على إنشاء إنسانية موحدة وقوية، حيث لم يتمكن أي شيء آخر من تحقيقها.
يمكن للمجتمع الأعظم أن يهزمكم ويتجاوزكم دون استخدام العنف، فهذا ليس منهجه. لكنهم يمكن أن يدعو أيضاً إلى الوحدة البشرية والقوة حتى تتمكنوا من كسب الاحترام والتقدير من قبل أولئك الذين يعيشون في هذه المنطقة من الفضاء. لأنكم لا تحظون بهذا الاحترام والتقدير في هذه اللحظة.
هذه هي الرسالة الصعبة التي يجب أن تسمعوها، ويجب أن تسمعوها بعقولكم وقلوبكم. هذا هو التحدي الذي يجب عليكم مواجهته، فهو أهم من أي شيئا آخر في العالم كله.
فماذا يمكن أن تكسبه إذا انحسر العالم وبدأت الحضارة الإنسانية في الانهيار؟ وما الذي يمكن أن تكسبه وما هي المشكلة التي يمكنك حلها والتي سوف تكون ذات معنى إذا تجاوز الآخرون حرية الإنسان وسيادته؟
يجب أن تسمع هذه الرسالة بقلبك، وسوف تؤكدها معرفتك الروحية العميقة بداخلك. كن أنت من أي دين أو أي أمة، سواء كنت من أي قناعات، فإن قوة المعرفة الروحية لا تزال في داخلك، ولا يمكن أن يكون هناك خلاف في المعرفة الروحية.
فليكون هذا فهمك.




