بوذا والرسالة الجديدة من الرب


Marshall Vian Summers
نوفمبر 14, 2014

:

()

بوذا هو أحد الرسل العظماء الذين أرسلوا من التجمع الملائكي ليقوم بالتصحيح، ولكن أيضاً فرصة جديدة للأسرة البشرية. كانت هديته فريدة من نوعها، وكان الوقت الذي كان فيه في العالم مناسباً لنشر رسالته.

لا يمكن تحديد هذه الأشياء وأنت تقف على الأرض، لأنك لا ترى الصورة الأكبر لحياتك، أو ما يقصده الرب للعالم بمرور الوقت، وكيف يأتي الرسل العظماء عند نقاط تحول، في لحظات محورية في التاريخ، لإحياء الروح الإنسانية وللحفاظ على المعرفة الروحية الأعمق التي وضعها الرب في كل شخص على قيد الحياة، حيث سوف تصبح بالتأكيد محجوبة، ومتناقصة، ومفقودة بخلاف ذلك.

أولاً، يجب أن تفهم أن العيسى والبوذا والمحمد قد أتوا جميعاً من التجمع الملائكي. الرب هو مصدرهم. لقد أرسل الرب كل فرد إلى العالم في أوقات مختلفة، في أجزاء مختلفة من العالم، لإيصال رسائل فريدة لمواصلة بناء الإنسانية والحضارة البشرية.

هذا جزء من خطة الرب الأعظم، وهي خطة لا يمكنك فهمها بعقلك، لأنها تتجاوز هذا العالم لتشمل عوالم وأعراقاً لا حصر لهم من الكائنات. مختلفين جداً عن مظهركم. لكنهم، مثلكم، يعيشون في انفصال في واقع مادي، والرب لديه خطة للجميع.

هذه النظرة الأكبر، إذاً، ضرورية لفهم معنى ظهور الرسل على الأرض، وما يعنيه الأمر وكيف أن كلاً منهم مهم جداً في حد ذاته. وبفهم هذا، لن يكون هناك خلاف بين الأديان حول من هو المعلم البارز، ومن هو أعظم رسول أو من هو آخر الأنبياء. لأن هذا مجرد تقييم بشري ولا يمكن أن يأخذ في الحسبان خطة الرب الأعظم. لأن الرب وحده هو الذي يعرف كيف يخلصكم، والعالم بأسره، وبالفعل الكون المادي كله، الذين يعيشون بانفصال عن الخليقة الخالدة.

لا يوجد لاهوت ولا فهم ديني ولا مفهوم بشري أو أي مفهوم في الكون يمكن أن يشمل شيء بهذه العظمة. ولكن حتى بسماع كلماتنا سوف يتم منحك نطاقاً وفهماً أعظم، ومعها وعد أعظم للآخرين لبناء مستقبل أعظم في هذا العالم.

جاء البوذا في وقت من الإنحطاط الديني العظيم وسوء الإستخدام الديني في أمته. وعلى الرغم من أنه ولد أميراً، كان عليه أن يتخلى عن ذلك، كما ترى. ولكن كان عليه أيضاً أن يتخلى عن حياة الزاهد الخالصة لأنه أدرك أن أيا منهما لم يكن المسار الصحيح حقاً. كان عليه أن يبني ممارسة روحية كانت منفصلة عن كل الأساطير وعبادة الأصنام وإساءة الإستخدام الهرمي للممارسات الدينية التي كانت سائدة في عصره وفي أجزاء كثيرة من العالم في ذلك الوقت، مع التركيز على التطور الداخلي، والتأكيد على تنقية العقل وتوضيحه، والتأكيد على الوصول إلى فهم أخلاقي أعلى حول الوجود في العالم.

ما يجب أن تفهمه هنا هو أنه عاش في وقت لم يكن فيه التغيير الإجتماعي والتقدم ممكناً حقاً. كان ديناً لبناء الحياة الداخلية، وليس للتأثير على الحياة الخارجية بشكل أساسي، ليس بشكل مباشر. لأنه في تلك الفترة الزمنية، لم يكن من الممكن تحقيق تقدم اجتماعي حقيقي. يجب أن ينتظر ذلك الأمر حتى عصور لاحقة، وسوف يؤكد رسل العصور اللاحقة على ذلك لأنهم كانوا يعيشون في مثل هذا الوقت الذي كان فيه ذلك ممكناً.

ما هو مهم جداً لفهمه هنا — لأن تعليمه له تفسيرات مختلفة، ومدارس فكرية مختلفة — هو أنه بغض النظر عن مدى استعدادك الروحي، بغض النظر عن مدى صفاء عقلك، بغض النظر عن مدى قدرتك على تجربة واقع أعظم، يجب أن تعود إلى العالم لتخدم.

إن نقطة نهاية كل ممارسة روحية ليست النعيم والنشوة. إنها خدمة، مساهمة. بالنسبة للرسل، هذا هو الحال دائماً. ولكن هذا هو الحال بالنسبة لك أيضاً. لأنك أرسلت هنا لتخدم بقدرة أقل بكثير، قطعاً. لكن التأكيد لا يزال نفسه.

ليس ما تعتقده هو المهم. إنه ما تخدمه، وما تدرسه، وما تعززه في نفسك وتشجعه في الآخرين. هذه هي ممارستك الدينية، كما ترى. وجميع الممارسات الدينية، مهما بدت بسيطة أو باهظة، كلها لإعدادك، في جوهرها، لتكون قادراً على العيش على هذا النحو.

أثبت البوذا أنك لست مضطراً لأن تكون زاهداً أو تغادر العالم بالكامل، لأن هذا ليس التأكيد، كما ترى. كان عليه أن يعود إلى العالم ويخدم في أكثر الظروف دنيوية وصعوبة في كثير من الأحيان، ويواجه كل المآسي والإنتهاكات التي يتعرض لها مجتمعه، ويتحدث إلى الأعلى والأدنى، ويتحدث إلى الشعوب الأقل حظاً، ويسافر بصعوبة لتوصيل رسالة أساسية يمكن أن تبدأ في استعادة واسترداد الناس، كل من سمعه في وقته.

لذلك لا تعتقد أبداً أن الممارسة الروحية هي الهروب من العالم لأنكم سوف تهربون جميعاً من العالم عاجلاً أم آجلاً. أنت تأمل أن يكون ذلك في وقت لاحق، ولكن عاجلاً أم آجلاً، سوف تهربون جميعاً من العالم. إنه ما فعلته هنا، ما قدمته هنا، ما أصلحته داخل نفسك أثناء وجودك هنا، ما سامحته في داخلك وللآخرين أثناء وجودك هنا. هذا هو التقدم، كما ترى.
لا يمكنك العودة إلى بيتك العتيق كشخص بائس ومخادع ومدين. يجب التخلي عن هذه الأشياء واستبدالها أثناء العيش هنا، لأنها نتاج العيش في الإنفصال.

في بيتك العتيق، ليس لديهم مكان ولا حقيقة. ليس لديهم مسبب ولا تعبير. ولكن هنا في عالم من الخطأ والشكوى والمآسي وسوء المعاملة، إنه المكان المثالي، كما ترى، لتطهير عقلك، لتصبح ساكناً وبسيطاً، لتستمع بعمق في داخلك، وتتخلى عن كل مظاهر الإغواء والمجد الروحي، كل مظاهر الدين، في تجربة خالصة. هذا ما أكده البوذا.

لكن هذه الخدمة، كما ترى، هذه الخدمة المتفانية، العطاء اللامتناهي، هي التي جعلت كل ما أنجزه في سنواته الأولى من الممارسة الروحية المتطرفة صحيحاً وحقيقياً. هذا هو الدرس العظيم في حياته، وهو درس ربما فقده الكثير من أتباعه.

وحده الرب يعرف الطريق إلى الرب. وحده الرب يعرف كيف يخلصك بشكل نقي وكامل. وقد وضع الرب المعرفة الروحية بداخلك، ذكاء أعمق، ليأخذك إلى هذه المعرفة الروحية، ويأخذك إلى مسارك الحقيقي في الحياة، ويمنحك الوقت لتطهير عقلك، وإصلاح حياتك واختيار مساراً أعظم.

في وقت في هذا العالم لم يكن فيه التغيير الاجتماعي والتقدم ممكناً حقاً بأي نوع من المعنى الكبير، كانت المساهمة في العالم الداخلي، والمساعي الداخلية، والرحلة الداخلية — خالية من الرموز الدينية، وخالية من الأيديولوجية الدينية، وخالية من المعتقدات الدينية — النهج النقي.

يجب على كل من تبعوا هذا الرسول العظيم أن يفهموا أن ممارستهم الروحية يجب أن تؤدي إلى خدمة أعظم. ليس هناك هروب من الحياة. لا يوجد سوى خدمة الحياة. وعندما تنتهي، سوف تكون قد انتهيت، ولن تحتاج إلى المجيء إلى هنا مرة أخرى. ولكن حتى ذلك الحين، سوف تنتقل إلى مستوى أعلى من الخدمة، في خدمة التجمع الملائكي الذي يراقب هذا العالم، وجميع العوالم الموجودة في الكون، وكل الأكوان التي تتجاوز ذلك.

إنها خطة عظيمة جداً، ومثالية جداً، وأنيقة جداً، وشاملة جداً، وعقلك ليس كبيراً بما فيه الكفاية ليشملها. لكن يمكنك تجربتها — حضورها وقوتها واتجاهها الفطري لأن الرب وضع المعرفة الروحية في داخلك، والمعرفة الروحية مرتبطة بالرب، بمصدرك.

إنها حالتك الطبيعية. سوف تحميك وترشدك في كل الأشياء ذات الأهمية في هذا العالم إذا كنت تستطيع أن تتعلم تمييزها عن جميع الأصوات الأخرى في عقلك؛ والتعرف على كيفية إرشادك وما تشعر به في تجربتك؛ وتتخلص من كل الخوف والمشتتات والقناعات التي تقف في طريق هذا الإعتراف العظيم والضروري.

من المهم أن نفهم أن البوذا علم أهمية اللاعنف — عدم التسبب في أي ضرر، وعدم نية الإضرار، لأن هذا هو قلب كل ديانات العالم إذا تم فهمها بوضوح. لكن، للأسف، لم يتم فهمها بوضوح. لأنه تمت إضافة الكثير، وتم تغيير الكثير، وتم تحريف الكثير لتلبية شهية الناس بمرور الوقت. لقد ارتبطت الكثير من الديانات بالثقافة والسياسة والمعتقد البشري.

عرف البوذا أنه لا يستطيع تغيير العالم، ولذلك أصبح دوراً ومساراً للتطور الداخلي. لكن هذا التطور الداخلي ضروري حتى في العصر الحديث، لأن المعرفة الروحية موجودة خارج نطاق ومدى وصول الفكر، في الأعماق من سطح العقل. كيف سوف تجد هذا؟ كيف سوف تصل إلى هذا؟ كيف سوف تكون قادراً على تمييزها عن مكائدك وإقناعك وتأثيرات الآخرين؟
هذا سؤال أساسي لا يمكنك الإجابة عليه لأنك لا تعرف الطريق. لكن الرب قد وضع فيك الطريق. ورسالة الرب الجديدة للعالم هي إعادة الطريق — نقياً، وواضحاً، دون التباس، دون إشارات إلى الماضي، دون محاولة إتمام الفهم الماضي أو النبوآت السابقة.

لأن الرب غير ملزم بهذه الأشياء، ولا يمكنك التقيد بهذه الأشياء إما إذا كنت تريد المضي قدماً واستعادة حياتك والهدف الحقيقي الذي أوصلك إلى العالم، والذي يعرفه الرب فقط، والذي فقط المعرفة الروحية يمكن لها أن تقودك إلى اكتشافه.

إذا فهمت أصل جميع الأديان وفهمت أنه لا يوجد ديناً واحداً يمكن له أن يجذب أو يرشد الجميع، وأنه لا يوجد تعليماً أو معلماً واحداً يمكن أن يكون التعليم والمعلم للجميع، عندها يمكنك البدء في اكتساب فهم حقيقي لخطة الرب والنشاط في هذا العالم مع مرور الوقت.

ومع ذلك، كثير من الناس ليس لديهم هذا الفهم. يعتقدون أن دينهم هو الدين الوحيد، أو الدين الأخير، أو الدين الأفضل، ويدينون الآخرين، بل ويدمرون غيرهم ممن يختلفون معهم. هذا دين دون معرفة روحية. هذا دين بعيد عن إرادة الرب وخطته. هذا ما فعلته البشرية لإفساد وتدنيس هذه النية المقدسة.

تم توجيه البوذا من قبل التجمع الملائكي، لكنه لم يريد التحدث عن هذا لأنه كان يحاول أن يأخذ طلابه ومستمعوه إلى مملكة جديدة من الفهم، بعيداً عن الأرباب والقوى الغامضة، وكل الخيال والتكهنات التي تحيط بهذه الأمور.

كان التجمع هو الذي طلب منه العودة والتعليم بعد إدراكه لذاته، وهو دور لم يقبله إلا مع الأسف. لكنه كان الدور الصحيح. لأنه سوف يكون الأمر الصحيح بالنسبة لك أيضاً. لا تعتقد أنه يمكنك مغادرة العالم وتطهير نفسك، لأنك سوف تُرسَل رجوعاً وعملك غير منجز، وعملك غير مكتمل، والحقيقة غير متعرف بها.

لا تقتصر خطة الرب على منحك السعادة فحسب، بل تتمثل في توظيفك من أجل خير أعظم، مما يمنحك نوعاً من السعادة والرضا لا يمكن لأي شيء آخر في العالم أن يوفرهم — إحساساً بالحق في حياتك، وإحساس أعظم بالنزاهة والمقصد والمعنى والاتجاه.

لا يوجد شيء آخر في العالم يمكنه أن يمنحك هذه الأمور، مهما كانت مساعيك ضخمة. حتى رغبتك في مساعدة الآخرين، إذا لم تُسترشد بالمعرفة الروحية، سوف يجب أن يُستثمر فيها الكثير من البر الذاتي لتكون فعالة بنقاء.

يقف البوذا مع رسول الرب الجديد، الذي تم إرساله إلى العالم لتلقي أكبر وحياً تم تقديمه على الإطلاق للأسرة البشرية، والذي يُمنح الآن في وقت من الترابط العالمي، يُمنح الآن لعالم مثقف — عالم أصبح واعياً على المشاكل العالمية والمعضلات والأزمات العالمية.

لم يُطلب منه أن ينسحب من العالم وينقي نفسه على حساب سائر الأمور، فهو الرسول. وعلى الرسول أن يسلم الرسالة. وكان كل استعداده هو أن يُصبح رسولاً وأن يسلم الرسالة كما كان من المفترض أن تصل.

كان البوذا رسولاً، وليس مجرد فرد يبحث عن السعادة المطلقة. وبقدر ما يستطيع أن يأخذ لنفسه لم يكن بقدر ما كان عليه أن يذهب لإنجاز مهمته هنا على الأرض.

دع هذا الفهم يكون لك. يريد الرب أن يجعلك عاملاً وجزءاً من خطة أعظم وجزءاً من نعمة أعظم في العالم. لا يتعلق الأمر بتنقية الذات في نهاية المطاف. سوف تكون دائماً معرضاً للخطإ. سوف يكون لديك دائماً صعوبات. سوف يكون لديك دائماً شكوك بشكل دوري، حتى لو كان عقلك واضحاً جداً.

لا يتعلق الأمر بتنقية نفسك. وحده الرب يستطيع فعل ذلك. لكن يجب عليك اتخاذ الخطوات وتحمل الممارسات والمسؤوليات التي سوف تكون عملك للقيام بها. لأنك أنت من يجب أن تقوم بالعمل. لا يوجد مكان للجلوس في انتظار المعجزات. لا توجد طلبات لا نهاية لها من الرب ليقوم بأشياء من أجلك كما لو كان الرب هو فتى مهامك الصغير. لم يعد هناك إهمال لمسؤولياتك — إهمال صحتك، إهمال علاقاتك، إهمال أهمية عملك في العالم وتطورك الروحي.

تغيير عظيم قادم إلى العالم. سوف يغير العالم كله. سوف يكون للعالم مناخ متغير، وواقع مادي متغير. سوف تكون الاضطرابات التي سوف تلحق باقتصاديات الدول ومجتمعاتها أعظم من أي اضطراباً شهدته الأسرة البشرية من قبل.

هذا ليس وقت الخمول. هذا ليس الوقت المناسب لتفقد نفسك في هواياتك وأوهامك ورومانسياتك. هذا هو الوقت الذي يجب أن يبدو فيه النداء بإلحاح عظيم، لأنك إما هنا لإحداث فرق، أو سوف تكون شخصاً مغلوباً على أمره بموجات التغيير العظيمة.

لا تفكر أن هذا الأمر لا يخاطبك مباشرة. لا تعتقد أن مثال البوذا لا يتحدث إليك مباشرة. لا تظن إذن أن إنجازاته وحتى أخطاؤه لا تخاطبك مباشرة.

نفس الشيء مع جميع الرسل. إن حياتهم وعروضهم تتحدث إليك على الرغم من أنه لم يتم نداؤك بأي شكل من الأشكال لتحمل هذه العباءة من المسؤولية العظيمة. لكنك هنا لتحمل مسؤولية، وليست من تأليفك الخاص، مسؤولية تنتظرك في داخلك لتكون جاهزاً وجاداً بشدة، مدركاً أن إتمامك فقط يمكن أن يأتي من هذا. هذا وحده يمكن أن يسد الفجوة التي تفصل عقلك الدنيوي عن العقل الأعمق بداخلك والذي هو الجزء الأبدي منك الذي لا يزال مرتبطا بالرب.

يراقب البوذا الآن أتباعه، من التجمع. يحزن على أخطائهم العظيمة وانقساماتهم العظيمة. لكنه لا يستطيع التدخل، كما ترى، إلا مع بعض الأفراد الذين قد يكونون قادرين على تلقي مشورته. بطريقة ما، مهمته الآن أكثر صعوبة مما كانت عليه عندما كان هنا على الأرض. إنه الأمر نفسه مع جميع الرسل، كما ترى، لأنهم يجب أن يشرفوا على ما خلقوه. وهنا تكمن الصعوبة.

هل يمكنك أن تتخيل ما كان على عيسى أن يمر به لمشاهدة المسيحية تُستخدم كأداة للحرب والإبادة الجماعية والقسوة لقرون وقرون، حيث تم استخدام الدين للبحث عن السلطة والهيمنة؟ تخيل ذلك. إنه لا يعيش في النعيم، ومنفصلاً عن كل ما يحدث. إنه يراقب، ولديه الكثير لمساعدته.

يجلب الرب فهماً جديداً تماماً لقوة الرب وحضوره وخطته في العالم. في السابق، كان بإمكان المشرعين الحقيقيين فقط، والمتصوفة العظماء، والمعلمين الملهمين العظماء رؤية مثل هذه الأمور، والتي يتم التحدث بها الآن إليك وإلى الناس في جميع أنحاء العالم.

لأن البشرية تنفذ من الوقت لتصحيح أخطائها العظيمة في كيفية رعايتها لهذا العالم، وأخطائها الجسيمة في إدامة الصراع الذي لا نهاية له. يجب أن تتحدوا الآن، ليس فقط من أجل المبادئ السامية، ولكن لإنقاذ الحضارة البشرية من الانهيار الداخلي ومن القهر من قوى الكون الموجودة بالفعل هنا في العالم التي تخطط لإضعاف السلطة البشرية.

أنت لا تعرف التهديد العظيم الذي يأتي في الأفق والذي تنمو مجساته تحت قدميك في هذه اللحظة. أنت الذي تعيش حياة منشغل برغباتك ومخاوفك ومشاكلك لا ترى كيف يتغير العالم وكيف تغير.

هنا النداء قوي وعاجل. القدرة على الاستجابة سوف تحدث الفارق. إن تواضع نهجك، وصدق أسلوبك، سوف يحدثان كل الفرق لك ولجميع من حولك.

يقف البوذا والعيسى والمحمد مع الرسول مارشال فيان سمرز المرسل من الرب لتلقي الوحي الجديد للعالم. يقفون معه لأنه يأتي من نفس التجمع. إنه يتمم عملهم ويوضح عملهم ويدفعه إلى المرحلة العظيمة القادمة من التطور البشري، ويواجه الآن أعظم التحديات في تاريخ البشرية.

لا تستخدم دينك لمعارضة الرسول الجديد، لأنه سوف يكون علامة أكيدة على أنك لا تفهم دينك — ما يعنيه، ومن أنشأه وماذا حدث له منذ ذلك الحين.

إذا فهمت مصدر الرسل، فإن الحرب الدينية سوف تنتهي. وترى أنه من أجل القوة والانتقام فقط يتم تنفيذها، كما يحدث في العالم اليوم، بمثل هذا العنف والقسوة الطائشة.

هذا هو السبب في أن الرب يجب أن يظهر طريقة المعرفة الروحية لأن هذا فقط يمكن أن يعيد الفرد. فقط هذا يمكن أن يخلق النداء الحقيقي، الجاذبية الحقيقية للحضور والقوة الدينية — داخل الدين وخارجه. بالنسبة للأشخاص من جميع الأديان، بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم تقليد إيماني، فهو نفس النداء هل ترى ذلك — النداء للاستجابة، والنداء للاستعداد، والنداء لاتخاذ الخطوات إلى المعرفة الروحية، والنداء للتخلي عن إدانتك وكراهيتك، النداء لاستعادة حياتك إلى أفضل ما لديك من قدرة، النداء إلى إعادة توجيه عقلك إلى قوة وحضور المعرفة الروحية التي تعيش في داخلك، تحت سطح عقلك.

هنا يصبح ما علمه البوذا عن البساطة والتركيز والاتجاه الداخلي مهماً إذا كنت تريد الهروب من السطح المضطرب لعقلك. وحي الرب الجديد جاء بممارسات الوضوح والسكون الداخليين إلى العالم بأبسط شكلاً ممكناً لتنفيذهم، في العصر الحديث، ما نشأ عن البوذا منذ قرون عديدة.

إنها ليست مجرد مراقبة الممارسات والمبادئ الدينية، والأعياد الدينية، وأشكال العبادة الدينية. كان تركيز البوذا هو أن يأخذك إلى أعماق ذاتك. وهذا التشديد يتم تشجيعه وتكراره وله صدى اليوم في وحي الرب الجديد للعالم.

لأن المعرفة الروحية فقط هي التي يمكن أن تخلصك، ولهذا وضعها الرب هناك. المعرفة الروحية فقط هي التي تنقذ العالم، لأنه بالمعرفة الروحية لن تكون هناك حرب. لأن المعرفة الروحية في المرء لا يمكن أن تتعارض حقاً مع المعرفة الروحية في الآخر — المولودة من الرب، المولودة من الخلق، وهي موحدة ومتناغمة تماماً.

يمكن بعد ذلك معالجة مظالم ومشاكل العالم بطريقة علمية وبشكل عملي، دون كراهية وإدانة لن يتم استخدام الدين كأداة حرب أو راية حرب. لأنه لا يوجد محاربين مقدسين ولا توجد حروب مقدسة. في نظر الجنة، استخدام الدين كمبرر للحرب هو رجس. لا يمكنكم أن تخلقوا ضد الرب خطيئة أعظم من هذا.

إذا فهمتم كلماتنا، فسوف ترون أنها ذات أهمية حيوية. لكنها تحمل معنى أكثر مما ترونه في البداية. صوتنا، حضورنا، كلماتنا، وجود الرسول في العالم، الخطوات إلى المعرفة الروحية التي تُعطى، متاحة للجميع للتدرب والدراسة. إنها أساسية للغاية. إنه مثالية جداً — مثالية لهذه الأوقات والأوقات القادمة. ليس لاستبدال الدين بالضرورة، ولكن لبث الحياة والروح والهدف والمعنى والحاجة إلى الإصلاح.

دون هذا يموت الدين ويصبح نيراً وحزاماً. يصبح عقاباً. ومن هنا يأتي يوم الحساب. ينشأ الجحيم والهلاك. يقوم الرب المنتقم. يتم الكشف هنا عن كل هذه المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة في الفهم والتقاليد البشرية. تم الكشف عن مصدر خطئهم.

لأن خطة الرب هي إنقاذ الجميع، والرب وحده يعلم كيف يمكن القيام بذلك. ويمكنك فقط أن تعرف ما يجب أن تفعله [معطى] بالمعرفة الروحية التي وضعها الرب بداخلك لتتبعها. لكن لهذا الأمر، يجب أن تجد هذه المعرفة الروحية. ولإيجاد هذه المعرفة الروحية، أعطى الرب الخطوات إلى المعرفة الروحية بأبسط المصطلحات الممكنة — من السهل جداً ترجمتها، ويمكن الوصول إليها من كل لغة، واضحة جداً، ومتسقة جداً، ولكنها عميقة جداً بحيث لا يمكنك حقاً فهم حكمتها وقوتها.

إذا تمكنت من فهم قوة الرب وحضوره وخطته في العالم، فسوف ترى أنه لا يوجد تناقض حقيقي بين رسالة الرب الجديدة والتقاليد العظيمة الموجودة في العالم كما هي موجودة اليوم. إنها مجرد توضيح. إنها فقط تصحيح في الفهم البشري والمعتقدات والافتراضات التي يجب أن تحدث، أو أن الدين سوف يصبح ببساطة جزءاً من الانهيار العظيم للبشرية حيث تقاتل الفصائل بعضها البعض وتسعى إلى تدمير بعضها البعض، وكل منها يدعي أنه الممثل الحقيقي لخطة الرب وهدفه هنا.

الدين جزء من المشكلة اليوم بينما كان من المفترض أن يكون جزءاً من الحل العظيم بمرور الوقت. لكن لكي ترى هذا، يجب أن ترى ما نقوله هنا اليوم.

تخلى عن مظلوميتك. تخلى عن إيمانك الأعمى. تخلى عن إصرارك على معرفة الدين أو كيف يعمل الرب أو ما هي العودة، فأنت لا تعلم. هذا يتجاوز الاعتقاد والتقدير البشري. لا تكن متعجرفاً وجاهلاً دفعة واحدة. لا تكن أحمق. لا تبحث عن الطريق السهل لقليل من المعتقدات البسيطة.

جميع تعاليمكم الدينية نسبية في الزمان والمكان. الرب وحده يعلم الخطة الأبدية. والنداء إلى الرب أُعطِيَ من جديد، حقيقياً من جديد، يتردد صداه مع جميع رسل الماضي، ويتردد صداه مع المعنى الأساسي لجميع ديانات العالم من الماضي.

لأن كل ذلك جزء من خطة الرب لتجهيز وبناء حضارة عظيمة يمكن أن تكون حرة وتملك حق تقرير المصير في كون حيث الحرية نادرة وغير معروفة فيه إلى حدٍ كبير.