لأول مرة في تاريخ هذا العالم، يمكنك أن تشهد عملية الوحي. بمساعدة التكنولوجيا الحديثة، يتم تسجيل العملية برمتها حتى لا يكون هناك خطأ في التفسيرات المستقبلية، كما كان الحال في كثير من الأحيان في الماضي.
ليس فقط الوحي وحده هو المهم. إنها عملية الوحي نفسها — أن تكون قادراً على سماع الصوت، مشابه جداً لذاك الصوت الذي تحدث إلى العيسى والبوذا والمحمد والعديد من المعلمين العظماء الآخرين، المعروفين والغير معترف بهم في تاريخ هذا العالم.
هذه فرصة فريدة وتعليم عميق يمكن أن يوضح العديد من الأخطاء في التفكير الديني ويلقي بجميع وُحِي الرب السابقين في ضوء جديد وأكثر وضوحاً.
لأنه في تاريخ هذا العالم وكل العوالم، عملية الوحي هي نفسها. يتم اختيار الفرد وإرساله إلى العالم. عندما يصلون إلى مرحلة معينة من تطورهم ونضجهم، يتم استدعاؤهم خارج الظروف العادية، ويتم ندائهم إلى موعدهم العظيم، موعد عظيم مع الحضور الملائكي الذي يشرف على هذا العالم بالذات. ثم يتم استدعاؤهم إلى خدمة أعظم وتحضيرهم لخدمة أعظم، وتحضيرهم لجلب شيء جديد وثوري إلى العالم.
هذا ليس مجرد تنقيح لفهم الماضي أو المعتقدات السابقة. إنه حقاً شيء جديد وثوري. إنه ليس مجرد تحسين أو تطوير أو منظور جديد لشيء تم توفيره بالفعل وراسخاً. إنها عتبة جديدة.
لديك الفرصة لتشهد الوحي وعملية الوحي وتوضيحه ومعناه لحياتك وللعالم أجمع.
لأنها رسالة للعالم كله، وليس فقط لقبيلة واحدة أو شعب واحد أو أمة واحدة أو منطقة واحدة . إنها ليست استعادة لرؤية ما تم تقديمه من قبل. إنها ليست رد فعل على ما تم تقديمه من قبل. إنها ليست ملحقة بأي تعليم أو لاهوت موجود في العالم. إنها شيء جديد وثوري. إنها تمثل عتبة عظيمة وتحديا عظيماً للأسرة البشرية.
أينما كنت تعيش، ومهما كانت الأمة التي تعيش فيها، ومهما كانت ظروفك، فأنت تعيش في زمن الوحي، كما هو الحال في أي وقت من أيام الوحي في الماضي.
قدرتك على التجاوب مع الوحي سوف تحدد استعدادك وانفتاحك وصدقك وامانتك لأن كل ما هو باطل، كل ما هو ليس بأصيل، كل ما هو فاسد أو خاطئ يتم كشفه في نور الوحي.
من يستطيع استقبال رسول جديد من الرب؟ من سوف يرفضه؟ كيف سوف يستجيب الناس؟ هل سوف يستجيبون على الإطلاق؟
تم الكشف عن كل شيء في وقت الوحي — قيمة الفهم الديني للفرد، ونقاء الإيمان الديني للمرء، ووضوح وصدق نهج الفرد، وانفتاح قلبه وعقله. كُشِفَ كل هذه في زمن الوحي. وأنت الآن تعيش في زمن الوحي.
تم تجهيز رجل واحد وإرساله إلى العالم. لا يمكن أن يكون هناك آخرون يستطيعون تقديم مثل هذا الادعاء، لأن الجنة تعرف من يتم اختياره ومن لم يتم اختياره. أولئك الذين يختارون أنفسهم وينتخبون أنفسهم، لا يمكنهم أن يجلبوا وَحْياً جديداً إلى العالم. ليس لديهم القوة أو الوضوح، والأهم من ذلك أنهم لا يملكون الوحي نفسه.
كُشِفَ كل شيء في زمن الوحي.
تختلف عملية الوحي كثيراً عن القصص والخيالات والمعجزات التي ينسبها الناس لمثل هذه الأحداث، مثل هذه الأحداث المؤثرة في تاريخ البشرية التي تم تمجيدها وتصعيدها خارجاً عن المألوف في محاولة لإعطاء بروز وأهمية أكثر للتعاليم التي انبثقت عن مثل هذه الأحداث العظيمة.
لكن كل هذه الأحداث العظيمة لها بدايات متواضعة. إنها ليست ضخمة ومثيرة. إنها ليست مليئة بالمعجزات والأحداث الغير عادية حيث يقف الجميع في رهبة. هذا هو الفرق بين الواقع والاختراع البشري.
لكن الوحي غير عادي. أنه نادر. لأن الرب يرسل فقط رسالة جديدة إلى العالم ربما مرة واحدة كل ألف عام، في وقت عتبة عظيمة، وتحدي وصعوبة للعائلة البشرية؛ في وقت الفرصة العظيمة والحاجة العظيمة، حيث يجب إعطاء الوحي الجديد، وليس مجرد تعليق إضافي على ما تم توفيره من قبل.
هذا إذن يجب أن يتجاوز أفكار ومعتقدات المستمع إلى جزء أعمق منهم، ذكاء أعمق بداخلهم، جزء منهم لا يزال مرتبطاً بالرب، جزء منهم نسميه المعرفة الروحية.
لا يمكنك خداع المعرفة الروحية. لا يوجد خطأ في الإدراك على هذا المستوى. ولكن للأسف قلة قليلة من الناس قد اكتسبوا هذه الحالة العقلية، وهذا الارتباط الأعمق، بما يكفي بحيث يمكنهم رؤية المعرفة الروحية. بوضوح واتباعها، والتي تمثل اتجاه إرادة الرب وهدفه في العالم.
إن الوحي أمامك هو أعظم وأكبر وحي أُعطي للبشرية على الإطلاق، لأنه يتحدث إلى عالم متعلم، وعالم من الاتصالات العالمية، وعالم يتسم بقدر أعظم من التعقيد، وعالم يتسم بالحاجة المتصاعدة والعميقة، والارتباك والبؤس.
إنه أول وحي عظيم يعطى لمجتمع عالمي، لسكان متعلمين. ولهذا السبب يجب أن يتحدث الآن بوضوح أعظم، وتركيز أعظم، وتطور وتعقيد أعظم.
لأنك لا تستطيع أن تكون طفلاً وأن تواجه ما سوف تواجهه في العالم وخارجه. لا يمكنك أن تكون مجرد تابع أعمى وأن تعد نفسك لأمواج التغيير العظيمة التي تأتي إلى العالم أو لمواجهة البشرية مع الحياة الذكية في الكون — الحدث الأعظم والأكثر تبعيه في التاريخ.
لا يمكنك أن تعبد الرب و تعتقد أنك تستوفي مصيرك هنا، لأن كل واحد منكم قد أرسل إلى العالم لهدف أعظم مرتبط بتطور العالم وبحقيقة الحاجة البشرية من حولك.
المعرفة الروحية فقط في داخلك تعرف ما يعنيه هذا على وجه التحديد وما يجب القيام به لإعدادك له وما يجب تحقيقه من خلالك ومن خلال الآخرين الذين سوف ترتبط بهم بشكل طبيعي في ضوء الهدف الأعظم.
الوحي ليس هنا لخلق مجموعة من الآلهة الشهيرة أو القصص الرائعة التي تبدو مثيرة للشك ويصعب تصديقها. ليس هنا ليجعلك خداماً للرب بقدر ما هو لتشجيعك على تمثيل الإرادة والهدف الإلهي، الذي لا يمكن إلا المعرفة الروحية التي بداخلك بالقيام بهم.
إنه وحي عظيم لمستقبل لا يشبه الماضي — لعالم في حالة انحطاط؛ عالم تتناقص فيه الموارد. عالم من الدمار البيئي؛ عالم سوف يكون من الأصعب فيه رعاية الناس وتوفير الغذاء والماء والأدوية والطاقة حول العالم؛ عالم مليء بالمخاطر والخلاف؛ وما وراء هذا العالم الذي يواجه تدخلاً من أعراق في الكون موجودة هنا للاستفادة من ضعف الإنسان وتوقعاته.
لذلك، الرسالة قوية جداً، لكن يجب أن تكون شديدة الوضوح. ويجب على الرسول أن يبلغ هذا وأن يكون قادراً أيضاً على تعليم معنى ذلك. هذا شيء تطلب عقوداً من التحضير. لقد استغرق الرسول عقوداً حتى يتلقى الرسالة الجديدة من الرب، فهي واسعة جداً وشاملة.
يجب أن يكون الرسول رجلاً بلا منصب في العالم، لكن يجب أن يكون مثقفاً جيداً ورحيماً جداً. يجب أن يكون بسيطاً ومتواضعاً. يجب أن يتحدث بوضوح ولكن بعبارات يمكن للجميع فهمها. يجب عليه أن يقوم خلال حياته بأظهار قيمة رسالته وأهمية عيش وتعلم الوحي الجديد.
إنه ليس كاملاً، لكن لم يكن أي من الرسل كاملاً على الإطلاق. لن يصنع معجزات للجماهير لأن أيا من الرسل لم يفعل ذلك حقاً. إنه هنا ليفتح الباب لتجربة أعمق للحضور والقوة الإلهية في حياة الناس في كل مكان — الأغنياء والفقراء، الشمال والجنوب، الشرق والغرب، في جميع الأمم، في جميع الأديان. إنه ليس هنا ليحل محل أديان العالم، ولكن ليوفر المزيد من الوضوح والملائمة لها.
لأن البشرية يجب أن تستعد لأمواج التغيير العظيمة التي سوف تأتي إلى العالم إذا أريد للحضارة البشرية أن تبقى وأن تكون مستقرة وأن تكون أساساً لأعظم إنجازات البشرية في المستقبل.
يجب أيضاً أن تكون الإنسانية مستعدة ومتعلمة حول الحياة في الكون، إلى الحد الذي سوف تحتاج إلى فهمه من أجل تحديد كيفية الاستجابة لحضور التدخل في عالمكم الخاص.
لا يمكن لأي من ديانات العالم أن تعدكم لهذه الأمور، لأنها وُلدت في حقبة سابقة، وعلى الرغم من أنها مهمة للغاية للبشرية، إلا أن الأمر يتطلب وحياً جديداً من الرب لإنقاذ الحضارة البشرية، وتحقيق وحدة أعظم بين أديان العالم، لوضع حد للحرب والصراع حتى تستعد البشرية للتحديات العظمى القادمة.
لا يمكنك أن تكون راسخ في الماضي وأن تفهم وحي المستقبل. لا يمكنك أن تصر على رأيك الدينية وأن تفهم كيف سوف يتحدث الرب مرة أخرى ولماذا تكلم الرب مرة أخرى وماذا سوف يعني ذلك لك وللآخرين. لا يمكنك أن تغلق قلبك، والا لن تسمع ولن ترى.
يجب أن تحب البشرية بما يكفي لتقدير مثل هذا الوحي والعيش وفقاً لما يعلّمه، لتتلقى القوة التي يوفرها، والنعمة والرحمة التي يؤكدها.
يواجه الرسول رحلة محفوفة بالمخاطر في المستقبل، لأنه سوف يكون هناك مقاومة كبيرة للوحي الجديد، حيث كانت هناك دائماً مقاومة عظيمة في الماضي لوُحِي الرب في العالم، في أي وقت وفي أي مكان تم تقديمها فيه.
لن يتحدث في كل بلدة. لن يكون حاضراً في كل حدث. سوف يتحدث فقط هنا وهناك. لكن رسالته سوف تنقل إلى العالم، وسوف يُقدَّم الوحي للعالم بتعليقاته الخاصة، وتوجيهاته الخاصة، وتوضيحه الخاص. لن يترك الأمر للباحثين والأفراد المستقبليين لتفسيره والتعليق عليه، فقد ثبتت أن هذه الطريقة في الماضي أنها خطيرة ومؤسفة.
هذا هو السبب في أن الوحي واضح ومتكرر للغاية. هذا هو السبب في أنه موضح للغاية، لتقليل احتمالية الخطأ البشري وسوء الفهم وسوء التأويل.
إنه يعيد للفرد قوة المعرفة الروحية، التي كانت امتيازاً للنخبة والمختارين من قبل. إنه يتحدث عن الضمير الأعمق للإنسانية، الضمير الذي نشأ قبل مجيئكم إلى هنا، ليكون دليلكم ومشورتكم في كل الأشياء المهمة.
لا يجب أن يُعبَد الرسول. إنه ليس رباً. لم يكن أي من الرسل أرباباً. كانوا رسلاً — نصف بشر ونصف مقدس — يمثلون كلاً من الواقع، واقع العالم وواقع البيت العتيق الذي أتيتم منه جميعاً والذي سوف تعودون إليه جميعاً في النهاية.
سوف يوضح حضوره ما يجب توضيحه. سوف يخاطب صوته عقول وقلوب من يسمع. سوف يتحدث عن احتياجات العالم واحتياجات القلب والنفس. إنه لا يجلب الإجابات فحسب، بل الجواب نفسه. لأن الرب قد وضع ذكاءً وعقلاً أعظم في داخل كل شخص، لكن هذا ليس معروفاً إلى حد عظيم في العالم، إلا من قبل قلة.
لن تكون التكنولوجيا البشرية والبراعة البشرية فقط هي القادرة على إعدادكم بشكل مناسب للمستقبل، للمجتمع الأعظم نفسه. يجب أن يكون شيئاً أكثر عمقاً وأساسياً لطبيعتكم وكيانكم. سوف يتحدث الرسول عن هذه الأشياء.
هذا كله جزء من الوحي، كما ترى. الرب لا يعطيكم إجابة لليوم ولا إجابة ليوم غد، بل جواب لكل الأيام وكل المواقف.
ليس على الرب أن يوجه حياتك، لأن رب الاكوان كلها لا ينخرط معك بهذه الطريقة. الرب أذكى. لقد وضع الرب المعرفة الروحية في داخلك، وهي ذكاء إرشادي مثالي يمكن تمييزه عن جميع الأصوات والنبضات والرغبات والمخاوف الأخرى في عقلك.
لقد زود الوحي بالخطوات الى المعرفة الروحية، المسار للوصول إلى ما هو أعظم هبة يمكن أن يمنحها الرب للبشرية أو لأي عرق ناشئ أو متطور في الكون.
يجب أن يؤخذ فهمكم الإلهي الآن في بانوراما أعظم للحياة. لا يمكن أن يكون فهمكم ثابتاً في الماضي، ولكن يجب أن يكون مرناً وقادراً على التكيف مع المستقبل، حيث يحدث تغيير أكبر وأكبر بداخلكم ومن حولكم. ربكم الآن يجب أن يكون رب الأكوان، رب مليار، مليار، ومليار من الأعراق وغيرها الكثير.
هذا جزء من الوحي للبشرية، وهو مختلف جداً وأكثر اتساعاً من أي وحي تم تقديمه على الإطلاق. بهذا، سوف تقدر كل الوُحِيّ وسوف تكتسب الحكمة منها جميعاً.
إذا كنت مسيحياً متديناً، فإن مسيحيتك سوف تنمو الآن وتصبح أكثر توسعاً. إذا كنت مسلماً متديناً، فإن إيمانك وممارستك سوف تنمو الآن وتصبح أكثر توسعاً. إذا كنت تمارس البوذية أو اليهودية أو أي مسار ديني، فسوف يتم توسيعها جميعاً بواسطة الوحي الجديد. سوف يتحدث الرسول عن هذه الأمور. يتكلم الوحي عن هذه الأمور.
وللمرة الأولى سوف تسمع صوت الوحي. لم يكن من الممكن أبداً تسجيل هذا سابقاً لأسباب واضحة، ولكن الآن سوف تتمكن من سماع صوت الوحي. إنه أمر عجيب، لكنه يمثل أيضاً تحدياً بالنسبة لك، لأنه إذا لم تستطع سماع ذلك، وإذا لم تتمكن من التعرف عليه، فعليك أن تواجه المعوقات الخاصة بك. قد تنتقد وتنكر وتتجنب هذا، لكن هذا يظهر ضعفك ومحدوديتك فقط.
ماذا يجب على الرب أن يفعل أكثر من ذلك؟ إذا لم تستطع تلقي الوحي، فماذا يمكن أن يفعل الرب لك؟ لقد أعطاك الرب إجابة للعالم أجمع ولك فردياً — لإيمانك وتقاليدك ودينك وثقافتك ودولتك. هل تريد خدمات؟ هل تريد الإعفاءات؟ هل تريد التخلص من مصاعب الحياة؟ هل تريد أن تدلل نفسك؟ هل تريد المعجزات في كل منعطف؟ هل تريد أن تكون على نوع من الإعانة للوصول إلى الجنة، كما لو كنت عاجزاً ومغلوب على أمره في العالم؟
يمنحك الرب الشدة من خلال المعرفة الروحية ويدعو للمعرفة الروحية من خلال الوحي الجديد.
ليس الرب هو من ينقذ العالم، لكن الأشخاص الذين أرسلوا إلى هنا لإنقاذ العالم هم الذين سوف يفعلون ذلك. وسوف يلعبون دورهم الصغير ولكن دورهم الملحوظ، وسوف يكون دورهم أعظم مما يفهمون. وسوف يكون مختلفاً عن أهدافهم وطموحاتهم الشخصية. وسوف يخلصهم ويحييهم، ويعيد لهم شدة وقوة الجنة، التي تتجسد في المعرفة الروحية بداخلهم، في تحت سطح العقل في العمق.
لديك فرصة لفهم عملية الوحي. وإذا تمكنت من فهم هذا، فسوف ترى ما هي المعجزة حقاً. ولن تحوّل الرسول إلى رب، بل تعطيه الاحترام والمراعاة اللذان يستحقهما. وسوف تكون صادقاً في نهجك — ليس تجاهل الوحي أو ازدرائه، ولكن للاستماع إليه وتجربته وتطبيقه على حياتك بشكل كافٍ حتى تتمكن من فهم هدفه الأعظم ومعناه بالنسبة لك.
يريد الناس من الرب أن يقوم بأشياء كثيرة من أجلهم — ينقذهم من النكبة، ويمنحهم الفرص، ويشفي المرضى، ويقلب الحكومات الفاسدة والقمعية، ويثريهم، و يجعلهم سعداء، ويجعلهم راضين أو يكونوا في سلام.
لكن ما يريده الناس وما يريده الرب ليسا نفس الشيء، ليس في البداية. لأن الاحتياجات الحقيقية لقلبك تتوافق مع إرادة الخالق، لكن الاحتياجات الحقيقية لقلبك ونفسك قد تكون شيئاً ليس ضمن وعيك حتى الآن. صدق أعمق سوف يأخذك إلى هناك.
لقد زود الرب قوة المعرفة الروحية ومعها الطريق والانخراط في الحياة التي سوف يخلص الفرد. هذا يخدم الجميع، حتى الأشرار، حتى أفقر الفقراء.
هنا لا يوجد أبطال و لا سادة. لا يوجد سوى أولئك الأقوياء بالمعرفة الروحية الذين يمكنهم إظهار نعمتها وقوتها في العالم.
ما مدى اختلاف هذا عما يتعلمه الناس للتفكير والايمان. لكن الأفكار والمعتقدات هي على سطح العقل. يوجد تحت السطح الانفتاح العظيم على طبيعتك الحقيقية وعلى قوة المعرفة الروحية.
أنت لا تدرك بعد مدى أهمية ومركزية هذا في حياتك. لهذا السبب يجب أن يقدم الوحي توضيحاً لما هو الدين حقاً وما يعنيه، وما هي الروحانية حقاً وما تعنيه، وكيف أن جميع الممارسات الروحية الحقيقية هي في جوهرها خطوات إلى المعرفة الروحية.
لكن من الصعب العثور على هذا في ديانات العالم، لذلك أصبحت مغطاة بالطقوس والتقاليد والتعليقات وسوء التفسير. بالنسبة للكثيرين، أصبحت معتقدات جامدة؛ للآخرين عزاء فقط. لا يمكن العثور على قوتهم الحقيقية إلا في داخلهم مع معلم عظيم ومرشد حكيم.
ليس للبشرية وقت لهذا الآن، فالساعة متأخرة. هذا ليس فقط لأفراد معينين للقيام برحلة أعظم في الحياة. يجب على جميع أفراد الأسرة البشرية الاستعداد بأكثر الطرق العملية والجوهرية للتغيير العظيم الذي سوف يأتي إلى العالم، والذي بدأ بالفعل يضرب الشواطئ ويطغى على المدن، ويلقي بالأمم في صراع مع بعضها البعض، لتعتيم سمائكم ولتلويث أنهاركم، ولتهديد نفس الموارد التي تعتمدون عليها كل يوم.
إن الوحي ليس هنا لكي يخيفكم، لكن لكي يقويكم؛ ليمنحكم القوة والشجاعة والتصميم؛ ليمنحكم العطف والتسامح؛ لإعطائكم قوة المعرفة الروحية التي هي مصدر شدتكم الحقيقية ونزاهتكم.
لقد تغير العالم، لكن الناس لم يتغيروا معه. إن الأمواج العظيمة قادمة، لكن الناس لا يعرفون. إن التدخل يحدث في العالم، لكن الناس غير مدركين أو ربما يعتقدون أنه شيء رائع.
سوف يستغرق الوحى من خالق كل الحياة لإعداد البشرية وإيقاظ البشرية وتقوية البشرية وتوحيدها حتى يكون لها مستقبل أعظم وتنجو من التحدي العظيم لحريتها ومصيرها.
هناك الكثير لتتعلمه. هناك الكثير من الأشياء التي يجب وضعها جانباً، والكثير من الأشياء التي يجب استجوابها، والعديد من الأشياء التي يجب إعادة النظر فيها. وحي من الرب يجلب كل هذا. إنه تحد عظيم للمتلقي وللأشخاص الذين حلت عليهم النعمة بقبوله.
وأثناء وجود الرسول في العالم، لديك هذه الفرصة العظيمة لسماعه، وأن تأخذ في الاعتبار كلماته ومعنى وجوده في العالم في هذا الوقت.
سوف تكون صدمة عظيمة للكثيرين. سوف يقاومه الكثيرون. سوف يستقبله الكثيرون.
ولكن سوف يتطلب الأمر صدمة عظيمة لإيقاظ البشرية على حقيقة وضعها والظروف التي يجب أن تتحضر لها. سوف يتطلب الأمر صدمة الوحي. سوف يتطلب الأمور صدمة المستقبل. سوف يتطلب الأمر واقع هذه اللحظة الحالية وإدراك أن المرء لا يعيش الحياة التي أُرسل هنا ليعيشها والاعتراف بأن أفكارك وحدها لا يمكنها إعدادك لأشياء أعظم، وأنك يجب أن تمتلك قوة المعرفة الروحية، والتي هي شدة الجنة التي أعطيت لك.
هذا هو معنى الوحي. إنه ليس مجرد وحي للأفكار. إنه وحي تجربة. إنه وحي للطبيعة الحقيقية للفرد وأصله ومصيره.
عسى أن تكون عيناك مفتوحتين لهذا. عسى أن يكون قلبك متقبلاً. عسى أن تكون أفكارك مرنة بما يكفي لإعادة النظر فيها. وعسى أن تدرك أنك هنا لخدمة هدف أعظم لا يمكنك اختراعه أو توجيهه بنفسك. عسى أن يكون الوحي لك، ومن خلالك يُعطى للآخرين. عسى ان يتم الاعتراف بالرسول وتكريمه في الوقت المتبقي له على الأرض. وعسى هذا هو وقت البركة والتوضيح والتشجيع العظيمين لكم أنتم اللذين يسعون إلى إيجاد الهدف الأعظم من حياتهم واتجاهها.




