السلام في أذهان كثير من الناس، لكن السلام لا يمكن أن يتحقق بدون الضرورة. السلام كهدف، أو السلام كطموح، أو السلام كرغبة لا يملك القوة للتغلب على التوترات والعداوات الموجودة بين الناس وحتى داخل الناس، داخل الأفراد.
يجب أن يقوم السلام الذي يمكن صياغته في المستقبل على أساس الضرورة. يجب أن يستند على فهم واضح أن البشرية تدخل فترة من الصعوبة الشديدة — تواجه عالماً في حالة تدهور، عالم تتناقص فيه الموارد حيث سيسحب المزيد من الناس من الهبة التي يمكن أن يوفرها العالم، عالم حيث ستواجه فيه البشرية منافسة من أعراق أخرى من خارج العالم — مجموعة من الظروف عندما تُجمع معاً تكون أعظم وأعمق وأبعد مدى من أي شيء واجهته البشرية ككل من قبل.
لن يكون هناك أي شخص في العالم لن يتأثر بالموجات العظيمة من التغيير هذه وبالظلام الأعظم الموجود في العالم، والذي يتزايد مع مرور كل يوم. هنا لا يمكن أن يكون السلام مجرد وقف للصراع، لأن الخطوات المتخذة لإحلال السلام الآن يجب أن تكون أكثر جذرية وأبعد مدى. إن منع الناس من مهاجمة بعضهم البعض ببساطة لن يكون فعالاً في المستقبل عندما لا تكون هذه القيود موجودة.
لكي تفهم ما هو مطلوب في المستقبل، يجب أن تفهم الخطر العظيم للمستقبل والحاجات العظيمة للإنسانية وكيف يمكن تلبيتها في المستقبل. يجب أن تجلب فهماً جديداً للموقف، وإلا فلن ترى طبيعة المشكلة، ولن ترى كيف يصاغ الحل.
لا يكفي القول إن الناس يريدون السلام. ويجب ألا تصدق أن الناس قد عاشوا دائماً في وئام، لأنه لم يكن هناك وئام في العالم في أي وقت. ولا ينبغي أن تعتقد أن إرساء السلام في العالم هو ببساطة إنشاء برنامج أو منصة اجتماعية جديدة أو أن الأمر كله يتعلق بالسياسة أو العلاقات بين مختلف الدول أو المجموعات.
لأنه إذا كان الناس في حالة حرب داخل أنفسهم، فسوف يعبرون عن ذلك في العالم، وسوف يضيفون إلى الصراع القائم بين الشعوب. إذا التزم الناس بتحقيق رغباتهم، فسوف يضعهم ذلك في صراع مع الآخرين الذين تتنافس رغباتهم معاً. وإذا أراد الناس أكثر مما يحتاجون إليه حقاً، فسوف يأخذون من الآخرين الذين لم تتم تلبية احتياجاتهم.
هذه قضية أخلاقية وذات مغزى لكل فرد. هنا يجب أن يعطي الأغنياء الفقراء. إنه ليس مجرد خيار. إنه ليس مجرد سؤال أخلاقي أو ذو مغزى. إنها ضرورة وإلا فلن يكون هناك استقرار. لن يكون هناك استقرار وسوف يستمر الناس في التصرف والتفكير كما فعلوا دائماً.
الآن العالم كله في خطر. يمكن للإنسانية والحضارة أن تفشل. تواجه البشرية تهديداً خطيراً من خارج العالم من قبل تلك الأعراق التي تسعى إلى الإستفادة من بشرية ضعيفة ومنقسمة.
تم الوحي عن كل هذا في الرسالة الجديدة التي أرسلها الرب إلى العالم لحماية البشرية وتقدمها. ولكن الحماية والتقدم يجب أن يتطلبون فهماً مختلفاً. لأنه إذا استمر الأفراد والجماعات والدول على هذا النحو، فسوف يدخل العالم فترة من التراجع المطول، وسوف تتفشى الحروب والمنافسة والصراع، وسوف يعاني الناس في كل مكان بشكل عظيم، وسوف تأتي الكوارث العظمى للعالم.
لن يكون الناس مستعدين ولن يفهم الناس. سوف يشعر الناس أن الرب خانهم. سوف يشعر الناس أن نبوءاتهم قد تحققت وأن نهاية العالم ماثلة أمامهم.
لكن هذه ليست نهاية العالم. هذا فقط نتيجة الجهل البشري والخطأ البشري ونتيجة لظهور البشرية في مجتمع أعظم من الحياة الذكية حيث سوف يكون عليكم مواجهة قوى متنافسة من خارج عالمكم.
لذلك، من الضروري في الرسالة الجديدة التي يرسلها الرب إلى العالم أن يتم إعطاء فهم واضح لمأزق البشرية ووضعها والفرصة العظيمة للوحدة البشرية والتعاون القائم، حتى في هذه اللحظة. لكن لكي ترى هذه الفرصة الأعظم، يجب أن ترى المشكلة الأعظم التي تواجه البشرية. هذا يتطلب فهماً واضحاً وجديداً. من الصعب اكتساب فهم جديد ما لم تجبرك الظروف على ذلك.
لذلك، لا تنكروا الموجات العظيمة من التغيير القادمة. لا تحاولوا التقليل منهم وتسميتهم بأشياء أخرى. لا تستبعدوهم على أنهم مجرد تفكير مخيف. لا تعتقدون أنهم يمثلون مجرد منظور واحد. لا تعتقدون أنها مجرد توقعات لأفراد معينين.
إذا لم تتمكنوا من رؤية المشكلة، فلن ترى الحل. إذا لم تستطع مواجهة خطورة أوقاتكم، فلن تأتوا بهذه الجدية الحقيقية إلى الموقف المطلوب. ولن يكون لديكم الدافع لتكوين فهم جديد ونهج جديد.
لا يكفي مجرد الخوف والقلق بشأن المستقبل والتذمر من سلوك الآخرين، لأنه يجب عليك الآن تقييم حياتك الخاصة وكيفية ارتباطك بالعالم وبالآخرين.
هذه مواجهة لكل فرد. إنها ليست مجرد مشكلة يجب على بعض الحكومات حلها. يتحمل الجميع المسؤولية بشكل فردي وجماعي. إذا كنت تستطيع التفكير في هذا الأمر بجدية، فسوف تدرك أنه ليس لديك إجابة، وأن إجاباتك غير كافية وأنت نفسك غير متأكد مما يجب عليك فعله في حياتك وتفكيرك.
هذا هو السبب في أن الرب قد أرسل رسالة جديدة إلى العالم، ليس للإجابة على جميع أسئلتكم، وليس لحل جميع مشاكلكم، ولكن لإشعال ذكاء أعظم في داخلكم، ولتوضيح لك أين يتجه العالم وما هو المطلوب.
سوف يتعين على الأشخاص العمل على كل التفاصيل وسوف يتعين عليهم معرفة كيفية تطبيق كل هذه الأمور. لكن بدون هذا الفهم الأعظم، سوف تقاتل البشرية وتتنافس وتكافح مع نفسها. سوف تصبح انقساماتها أكثر حدة. سوف تصبح حروبها أكثر مرارة ومدة. سوف تكون الجماعة ضد الجماعة، والدين ضد الدين، والأمة ضد الأمة. هنا لا يمكنك أن تلوم حكومة واحدة أو زعيم واحد، فالجميع سوف يكونون مسؤولين.
لا يفكر الناس حتى في السياق الصحيح لفهم ما يحدث حتى اليوم، ولماذا يعاني الناس كثيراً ولماذا تزداد معاناتهم. يلقى باللوم على أشخاص آخرين، ويلقى باللوم على الحكومات الأخرى، لكن المشكلة أكثر جوهرية من هذا.
له علاقة عظيمة بكيفية استخدام الناس للعالم وموارده. وأن الناس يتعارفون فقط مع أسرهم أو مجموعتهم الصغيرة ولا يدركون أن الإنسانية يجب أن تعمل معاً بشكل أكثر تعاوناً من أجل استخدام هذه الموارد في العالم، والتي تتناقص الآن.
إذن، السؤال المطروح على الحكومات ليس ببساطة عن مقدار القوة العسكرية التي يمكن أن يمتلكونها أو عن مقدار الثروة التي يمكنكم جمعها أو كيف يمكنكم الحفاظ على أسلوب حياة لا يمكن أن يستمر في المستقبل. السؤال هو: ”كيف ستقومون بالإعتناء بشعوبكم؟ كيف سوف توفرون ما يحتاجون إليه؟“ لأن هذا وحده هو الذي سوف يحافظ على الاستقرار والنظام، وهذا وحده هو الذي سوف يمنع البشرية من السقوط في الفوضى والدمار.
إنها ليست مجرد وجود أيديولوجية سياسية جديدة. إنها ليست مجرد مطالبة الناس بالسلام، لأن الناس لن يكونوا في سلام. التغيير المطلوب سوف يبقي الناس في حالة مواجهة واضطراب، لأن السلام والتغيير لا يتماشون بشكل جيد.
إنها مواجهة ضرورية وإلا فلن يرتقي الناس إلى مستوى المناسبة. لن يروا ما هو مطلوب منهم أو من دولهم. سوف يلومون الآخرين دائماً. سوف يعتقدون دائماً أنه بسبب شخص آخر هم يعانون أو أن الأوقات صعبة. وكل الطاقة التي تهدر على الشكوى والأنين وإلقاء اللوم على الآخرين سوف تضيع، لأنها لن تؤدي إلى شيء على الإطلاق. لن تولد إجراءات بناءة. لن ترفع من مستوى المسؤولية الشخصية. لن يتم تشجيع أو طلب الناس التفكير في كيفية عيشهم وما يجب عليهم فعله في [حياتهم] وفي علاقاتهم مع الآخرين، ليعيشوا حياة أكثر توازناً وبساطة.
سوف يحاول الأغنياء أن يظلوا أغنياء، والذين يريدون أن يصبحوا أغنياء سوف يجاهدون من أجل الثروة، وسوف يصبح الفقراء أكثر فقراً. لا يمكن أن يكون هناك سلام الآن في ظل هذه الظروف. العالم منهك. لا يمكنكم ببساطة نهبه أكثر وتأملوا منه في توفير جميع احتياجات البشرية.
يجب أن تكون الوحدة البشرية الآن مدفوعة بالضرورة وليس مجرد مثالية عليا. يصبح سؤالاً عملياً بالإضافة إلى سؤال أخلاقي وذو مغزى. يتطلب ذلك أن يدرك كل فرد كيف يعيش وأن يرى وأن يسأل نفسه: ”هل الطريقة التي أعيش بها سوف تكون قادرة على إعالتي في المستقبل؟ وكيف يمكنني دعم الوحدة البشرية والتعاون؟“
يجب استخدام كل مواردكم — المادية والنفسية والعاطفية — لتشكيل اتحاد أعظم في الأسرة البشرية. يجب أن يحدث هذا داخل الأسر وداخل المدن وداخل المجتمعات وداخل الدول وبين الدول.
يجب تنحية الحرب جانباً باعتبارها مدمرة بشكل مماثل لجميع المعنيين. لم تعد خياراً. لا يمكنكم تحمل ثمنها. لا يمكن تحملها. لا تستطيع الأسرة البشرية استيعابها. لا يمكنهم تحملها. لن يكون لها حل.
أنتم تدخلون مجموعة جديدة من الظروف التي سوف تتطلب التزاماً أعظم بكثير ليس فقط من الحكومات والقادة، ولكن من الناس في كل مكان. سوف يكون الدافع عملياً وأخلاقياً وذو مغزى. سوف يتعين على الأثرياء أن يعيشوا ببساطة أكثر من أجل تقاسم الموارد بشكل أكثر إنصافاً. سوف يتعين رعاية العالم بمزيد من الضمير والحفاظ على موارده، وإلا فلن يكون للبشرية مستقبل. بدون هذا الإستقرار لا سلام. لا يوجد أمن. لا توجد رفاهيه.
لقد دخلت الأسرة البشرية كلها الآن في وضع حيث المخاطر عالية جداً ولا مجال للمناورة. لا توجد أراض جديدة لغزوها. تم استخدام العالم إلى أقصاه . إنه ممتلئ.
لذلك، لا يمكن للإنسانية أن تتصرف كما تتصرف دائماً. يجب الآن الاستفادة من الجوانب الأعظم للطبيعة البشرية. ويجب توقيف جوانبها المظلمة والسيطرة عليها واحتوائها. هذه هي المحاكمة العظمى للبشرية. هذه الحاجة العظيمة للبشرية.
لقد وصلت البشرية إلى عتبة عظيمة الآن. سوف يتم تحديد قدرتكم على البقاء والتقدم في غضون العقد المقبل. لا تفترض أن الإنسانية سوف تنجح. لا تمنح نفسك هذه الثقة الزائفة. لا تفكر، ”أوه ، لقد مررنا بكل هذه المشاكل من قبل، لقد نجونا دائماً، لقد نجحنا دائماً، لقد أدرنا الموضوع بشكل جيد دائماً لقد دفعنا أنفسنا للأمام دائماً.“ لا تعطي لنفسك هذه التأكيدات. لا تعتقدوا لأن الروح البشرية قوية نجاح البشرية مضمون.
أنتم الآن تواجهون منافسة من خارج العالم. هناك قوى متنافسة تسعى للحصول على ميزة هنا حتى الآن. لم تضطروا إلى مواجهتهم من قبل أبداً. إنهم ليسوا مثل أولئك الذين زاروا العالم من قبل. إنهم لا يهتمون بالقيمة الإنسانية، والحرية غير معروفة لهم. بالنسبة لهم، هذا العالم، وحتى البشرية نفسها، ليست سوى مورد يمكن استخدامه واستغلاله. لا تفكر إذن في مواجهة كل هذا أن الإنسانية سوف تستمر وتتقدم، فأنتم لستم فقط عرضة لخطر السقوط في العالم، بل أنتم أيضاً عرضة لخطر القهر من الخارج.
هذا هو سبب وجود رسالة جديدة من الرب في العالم لأنه بدون هذه الرسالة الجديدة، لن ترى البشرية ولن تعرف ولن تتصرف بشكل مناسب. لن يتم تحضيرها لمستقبل يختلف عن الماضي. ولن تعترف بخطورة الوضع. ولن تغير مسارها أو اتجاهها أو سلوكها.
سوف يتطلب الأمر قوة وشجاعة من كل شخص. هنا لا يمكنك أن تكون كسولاً ومنغمساً في نفسك. هنا لا يمكنك أن تكون غير مبالٍ أو متناقض. كل ما تقدره على المحك. كل ما خلقته الإنسانية مفيداً على المحك. كل ما تحبه على المحك. كل شخص. كل مكان. كل شىء.
لا تطمئن نفسك في التفكير في أن المدينة التي تعيش فيها أو البلد الذي تحبه أو البرية الجميلة التي ألهمتك أو جمال الطبيعة أو الأماكن الحرم والمقدسة سوف تكون قادرة على البقاء تحت الموجات العظيمة من التغيير والظلام الأعظم الذي هو في العالم.
يجب أن تجد شدة أعمق، شدة المعرفة الروحية بداخلك كفرد، الشدة الأعظم التي وضعها الرب في داخلك والتي يجب أن تجدها وتتبعها. لأن كل شيء من حولكم سوف يكون موضع تساؤل وسوف يكون في حالة اضطراب، وسوف يسود قدر عظيم من الشك. وسوف يهزمكم هذا الشك أو سوف يستدعي منكم قوة أعظم، وحكمة أعظم، وقوة وشدة المعرفة الروحية — ذكاء أعظم منحه خالق كل الحياة للأسرة البشرية، والذي يكمن غير مكتشف داخل كل شخص.
يجب أن تظهر هذه المعرفة الروحية الآن في المقدمة، لأن هذا هو ما سوف يمنح البشرية القوة والشجاعة والعزم والمثابرة لتنفيذ ما هو ضروري. فقط هذه القوة الأعظم في داخلك هي التي يمكنها كبح المظالم البشرية والغضب البشري والوزن المروع للتاريخ البشري.
قد ترى ما هو ممكن للبشرية، قد ترى ما يجب تغييره، لكن ما الذي سوف يمنحك القوة لتغيير هذا في داخلك وتصبح جزءاً من التغيير المطلوب في العالم؟ هنا لا يمكنك أن تقول ببساطة، ”حسناً، لن يتمكن الآخرون من التغيير. لن تكون الإنسانية قادرة على التغيير. لذلك، لست بحاجة للتغيير.“
أنت بحاجة للتغيير. لم تجد شدتك. يتم اختلاس طاقتك. تضيع فيما تريد وما تخاف منه. أنت ملتزم بأشياء دون نتيجة. أنت تقدر الأشياء لا قيمة لها. أنت تضع افتراضات لا أساس لها ولن تقف في وجه التغيير العظيم. لديك معتقدات لا تتفق مع الحياة ولا إلى أين تتجه الحياة.
هناك تغيير عظيم يجب أن يحدث في عدد كافٍ من الناس. لن يتمكن كل شخص من إجراء هذا التغيير، ولكن سوف يتعين على ما يكفي للتصدي لإغراء القتال والنضال وشن الحرب على الآخرين. سوف يكون هذا الإغراء عظيماً جداً في المستقبل؛ سوف يكون قوياً جداً. وإغراءكم بالإنحياز والتفكير في أنه يجب عليك الإنضمام إلى مجموعة تتعرض للخطر أو أنه يجب عليك الإنضمام إلى مجموعة تحاول التغلب على المجموعات الأخرى، سوف يكون قوياً للغاية. سوف تتعرض حياتك للتهديد والتحدي لأنك تعيش في هذه الأوقات العظيمة.
ولكن من الصحيح أيضاً أنك أتيت إلى العالم لخدمة العالم في هذه الأوقات العظيمة وأن المعرفة الروحية بداخلك جاهزة تماماً لما هو آت. إنها لا تخاف من العالم. إنها لا تخاف مما قد يحدث هنا. لا تهتم بالضرورة بالأشياء التي أنت تهتم بها. إنها هنا في مهمة داخلك، وهذه هي مهمتك في الحياة.
لكنك لن تجد هذه المهمة أبداً من خلال رغباتك ومخاوفك وآرائك السياسية وتهكمك وحكمك على الآخرين. لن تجد هذه القوة الأعظم من خلال التمني أو من خلال محاولة الإيمان أو الإصرار على أن العالم أفضل مما هو عليه بالفعل.
لن تجد القوة التي سوف تحتاجها للبقاء والمساهمة في عالم محتاج ما لم تتمكن من مواجهة الموجات العظيمة من التغيير، ما لم تسمح لهم بإبلاغك بما يجب عليك إعادة النظر فيه وما يجب عليك فعله حتى اليوم لبدء التحضير الطويل المطلوب. فلا أحد يستطيع أن يبقى في مكانه ويأمل أن يكون في وضع [يكون] مفيداً في المستقبل.
هذا هو سبب وجود رسالة جديدة من الرب في العالم لأن الناس لا يعرفون ما سوف يأتي، ولا يعرفون كيف يستعدون ولا يعرفون الشدة الأعظم التي تعيش بداخلهم.
لا تعتقد أن على كل شخص أن يجد هذه القوة، لأنه لن يتمكن الجميع من ذلك. لكن عليك أن تجدها. سوف تحتاج أنت والآخرين مثلك إلى إيجادها. وأنت لست في وضع يسمح لك بفهم طبيعة هذه الشدة أو مدى فعاليتها في عالم غير مؤكد.
تؤسس الرسالة الجديدة من الرب لما يجب فهمه، وتؤسس لما هو آت وتؤسس الحاجة العظيمة للإستعداد. إنها تؤكد على ما يمكن أن يفعله كل فرد في اكتشاف قوة المعرفة الروحية داخل نفسه وكيف يجب أن يفكروا في علاقتهم بالعالم نفسه ومع الآخرين. إنها تتحدث عن التغيير العظيم الذي سوف يأتي وتضع اتجاهاً للنشاط البشري والسلوك البشري والفهم البشري.
إن رسالة الرب الجديدة ليست ملزمة بأي مؤسسة أو حكومة في العالم، لأنها رسالة من الرب. لقد أرسل الرب رسولا إلى العالم لإيصال هذه الرسالة. لا تعتقد أبداً أن الرب قد أرسل كل الرسائل في العالم التي سوف يرسلها الرب أبداً، لأن هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً.
لا تعتقد أن الماضي يحدد المستقبل، لأن المستقبل في الحقيقة هو الذي يحدد الحاضر. المستقبل ليس هنا لتحقيق الماضي. حتى الرسل الذين أرسلهم الرب إلى العالم لم يستطيعوا التنبؤ بما سوف يأتي الآن.
لذلك، يجب إرسال رسالة جديدة من الرب إلى العالم، لأن البشرية تدخل واقعاً جديداً — واقع لم تكن مستعدة له وغير مدركة له، واقع لا تستطيع حتى الرسائل العظيمة التي أرسلها الرب إلى العالم [سابقاً] إعداد البشرية بشكل كامل ومناسب في الوقت المناسب.
أنت لا تعرف الخطر العظيم في العالم اليوم. أنت لا تعرف عن الموجات العظيمة من التغيير القادمة. أنت لا تعرف ما هو مطلوب منك. أنت لا تعرف أين ستجد القوة والحكمة للتنقل في هذه الأوقات الصعبة — ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتصبح قوة خير، قوة قرار، لتلعب دورك الصغير ولكن الأساسي في بناء الوحدة الإنسانية والتعاون. لن تقوم هذه الوحدة والتعاون على اتفاق الناس على كل شيء. لكنها سوف تعتمد على تعاون الناس لضمان الأمن والإستقرار لدولهم وبلداتهم وأسرهم.
لقد تحدثت الرسالة الجديدة إلى حكومات العالم، وإلى قادة هذه الحكومات، وإلى قادة المؤسسات الدينية. بدلاً من بناء القوة العسكرية وحماية الأثرياء ومحاولة الحفاظ على الهيمنة على الدول الأخرى، بدلاً من محاولة السيطرة على الدول الأخرى أو التلاعب بها، يجب أن يتم الإعتناء بشعوبكم.
يجب على كل دولة أن تعتني بشعبها. يجب على كل مدينة أن تعتني بسكانها، لأن الحاجات سوف تنمو وتصبح هي الغالبة. في المستقبل، سوف يفقد الكثير من الناس وظائفهم. سوف يواجه الكثير من الناس الحرمان، حتى في البلدان الغنية. كيف سوف تعتني بهؤلاء الناس؟ كيف سوف تحافظ على الإستقرار من خلال توفير الاحتياجات الأساسية وتلبية الاحتياجات الأساسية للناس وتوفير الموارد الضرورية التي يحتاجها الناس؟
لا يتعلق الأمر بالكماليات، لأنه سوف يكون هناك القليل من الكماليات في المستقبل. سوف تكون رفاهياتك الحقيقية هي الإستقرار والإلهام من المعرفة الروحية داخل نفسك والمعرفة الروحية في الآخرين. لأنه سوف تكون هناك بطولة عظيمة ومزيد من النشاط الغير أناني المطلوب الآن.
يجب أن تفكر الآن في رفاهية العالم كله، وأمن العالم كله. فالإنسانية ليست وحدها في الكون، وهناك آخرون يراقبون وينتظرون ويخططون. يجب ألا تفكر في حماية مصالحك الشخصية أو مصالح شريحة معينة من المجتمع أو مجموعتك أو دينك أو جنسيتك. يجب أن تفكر في الأمن للعالم كله.
عندما يتمكن عدد كافٍ من الأشخاص من القيام بذلك، فإنه سوف يتجاوز كل شيء آخر. سوف يكون الأمر كما لو كنت في منزل يحترق حيث يتم نسيان كل الهموم أو الإنشغالات الآخرى في مواجهة ما يحدث في تلك اللحظة. إما أن تتعاونوا أو تموتوا. أنتم تنقذون الناس. وأنتم تعملون معاً.
هذه هي الحاجة الماسة إلى وقتك والفرصة العظيمة لوقتك. صلى كثير من الناس حول العالم من أجل السلام ونهاية الحرب والخلاص والتوجيه الإلهي. هذا هو سبب وجود رسالة جديدة من الرب في العالم.
لكن الرسالة ليست ما يتوقعه الناس. إنها ليست ما يعتقده الناس، ولا تتوافق مع معتقداتهم الدينية أو عاداتهم الإجتماعية. لكن الرسائل الحقيقية من الرب لا تفعل ذلك أبداً لأنها رسائل من الرب وليست من الناس.
يمكنك ابتكار أي مخطط تعتقد أنه ممكن. قد تعتقد أن التكنولوجيا سوف تعيلكم. قد تعتقد أن عيسى سوف يعود أو قائد عظيم آخر. قد تعتقد أنه سوف تكون هناك معركة نهائية من شأنها أن تحسم كل شيء. لكن لا شيء من هذا صحيح، لأن كل هذا يعتمد على فهم قديم جداً لا علاقة له بما يحدث الآن.
حرب عظيمة سوف تدمر البشرية وتستعبدها لقوى أخرى في الكون. لن يكون هناك قائد عظيم يمكن أن يقود الجميع، لأنه لا يمكن للجميع اتباع مثل هذا القائد أو أي قائد. إذا عاد عيسى إلى العالم، فسوف يقاتل الناس حول ما إذا كانوا يؤمنون به أم لا. سوف يجلب الحرب والدمار إلى العالم، وهذا ليس ما يريده الرب.
لم تصل الإنسانية إلى هذا الحد بمثل هذه المساعدة العظيمة، من خلال العديد من المعاناة، لمجرد إطفاء نفسها في النهاية. لا تعتقد أن هذه هي نهاية الزمان. هذا حماقة. نعم، يجب أن تنتهي أشياء كثيرة، لكن هذا يمثل عتبة عظيمة للإنسانية وإمكانية لبداية جديدة واتجاه جديد ومجموعة جديدة من المتطلبات.
إن الرسول الذي أرسل إلى العالم ليحمل هذه الرسالة لن يقود البشرية، ولن يصبح زعيماً سياسياً، ولن يحل كل مشاكل العالم. إنه هنا لإيصال الرسالة وبذل كل ما في وسعه للتأكد من أن الرسالة سوف تبقى نقية وغير فاسدة، ولن يتم الاستيلاء عليها من قبل دولة أو مجموعة دينية أخرى وتحويلها إلى شيء آخر يبحث عن الذات.
سوف يكون هناك العديد من القادة للإنسانية، ولكن إذا أرادوا أن يكونوا فعالين ومفيدين، يجب أن يكون لديهم هذا الفهم الأعظم. يجب أن ينظروا إلى العالم بعيون جديدة، ويجب أن يروا ما سوف يأتي في الأفق، ويجب أن يدركوا عرضة الإنسانية للخطر العظيم من الكون. لكن طالما بقيت البشرية ضعيفة ومنقسمة، في صراع مع نفسها، فسوف تكون عاجزة في الكون وضعيفة بشدة أمام التدخل — مثل التدخل الذي يحدث بالفعل الآن.
إنها رسالة الرب الجديدة التي تحمل الوعد الأعظم. لديها القدرة على توحيد أديان العالم في حالة أعظم من الوحدة والتعاون؛ لإشراك الإنسان في التفكير والإبتكار والإبداع والنشاط، لتلبية مجموعة أعظم بكثير من الاحتياجات. إنه هنا لإستعادة النزاهة الحقيقية للفرد من خلال الوحي عن روحانيتكم، ومعنى روحانيتكم، وأهمية روحانيتكم، والروحانية الواحدة للبشرية على مستوى المعرفة الروحية.
لم يحدث مثل هذا الوحي من قبل، ولكن يجب أن يحدث الآن. لأن هذا وقت الوحي وهذا وقت الخطر. هناك ظلام أعظم في العالم. تواجه البشرية الآن خطراً عظيماً. لديكم منافسة من خارج العالم والإنسانية ضعيفة ومنقسمة وغير مرتابة.
سوف يتطلب الأمر حباً عظيماً من كل فرد للإستجابة، حيث إن الأمر قد أخذ حباً عظيماً من خالق كل الحياة لإرسال رسالة جديدة إلى العالم لحماية البشرية وتقدمها. كل هذا يعتمد على الحب العظيم. هناك قلق، مثل الوالد يهتم بأطفاله، لكنه لا يقوم على الخوف.
إنه حب عظيم أتى بهذه الرسالة الجديدة إلى العالم، وسوف يكون حباً عظيماً داخل كل فرد وبين الشعوب الذي سوف يعطي الناس القوة والشدة والفهم الضروريين للإستعداد وضمان قدر أعظم من الأمن للأسرة البشرية ووحدة أعظم بين الدول.
لأنه يجب أن يكون هناك تعاون ووحدة الآن، أعظم من أي شيء تم إنشاؤه على الإطلاق. وهذه الوحدة لن تكون مؤقتة. لن تحاوط أو تعتمد على حدث واحد فقط. سوف تكون من أجل الحفاظ على العالم وحمايته وحماية الحضارة الإنسانية وكل ما هو جيد فيها.
يثق خالق جميع أشكال الحياة بالبشرية لأن خالق الحياة كلها قد أعطى المعرفة الروحية للبشرية — ذكاء أعظم يسكن داخل كل فرد. لا يثق الرب في المعتقدات والإفتراضات البشرية أو الرغبات البشرية أو الأيديولوجيات البشرية. الرب واثق في المعرفة الروحية، فهذا ما خلقه الرب فيك. كل شيء آخر اكتسبته من البيئة المحيطة بك ومن الآخرين، لكن المعرفة الروحية في داخلك هي ما خلقه الرب فيك — أعظم من عقلك، أعظم من جسدك ، أعظم من أفكارك، أعظم من مخاوفك.
هذا هو الحب العظيم الذي يعيش في داخلك، وهذا هو الحب العظيم الذي سوف يدفع حياتك للأمام وينقذك من تدميرك الذاتي ويمنحك القوة والشدة لرعاية الآخرين.




