الروحانية الوظيفية
احصل على ذكاء روحي يمكن أن يرشدك في جميع جوانب حياتك.
الروحانية هي عملية للتواصل مع طبيعتك الروحية الأعمق حتى تتمكن من الحصول على إرشادها لحياتك ويتسنى لك في نهاية المطاف دمج عقلك المفكر وعقلك الروحي في كلٍ وظيفي أعلى.
ما يجب عليك معرفته
يواجه عالمُنا تحديات بيئية واجتماعية وسياسية هائلة، وأصبحت الحاجة إلى الخدمة والمساهمة الملهَمتين أكبر من أي وقت مضى. إلا أن هذه الأزمة في العالم – وحتى في حياتنا الشخصية – لا يمكن أن تحلّ على مستوى التفكير والوعي اللذين خلقاها.
وبدلا من ذلك، تتطلب هذه الاحتياجات والتحديات منا توسيع وعينا بالسياق الذي توجد فيه والوصول إلى ذكائنا الروحي الفطري الذي يمكن أن يمكنِّنا من إدراكها ومعالجتها بطريقة جديدة تماماً.
وهذا النهجُ يختلف عن نهجٍ نحاول فيه بخوف العملَ على تلبية أو إصلاح أو حل العديد من الاحتياجات والقضايا من حولنا. وينبع هذا النهج من وعيٍ أكبر بالحياة، وتصورٍ أكبر للأحداث من حولنا وتفاعلاتها الأكبر، ومصدرٍ أعلى للحكمة والتوجيه اللذين ينبعان بشكل طبيعي من العقل الروحي الذي يمتلكه كلٌّ منا.
إن ميلَنا نحو الخدمة والمساهمة في العالم أمر أساسي بالنسبة لجوهر هويتنا ويعكس وضوح العقل والإرادة الأعمق التي كانت لدينا قبل مجيئنا إلى العالم. ومع استرشاد عدد أكبر من المساهمين بذكائهم الروحي وارتباطهم بهذه الإرادة الأعمق، ستظهر مجموعةٌ جديدة من الحلول بشكل طبيعي لتلبية احتياجات العالم وبهذا المصدر الأكبر للطاقة والإلهام لتحقيق ذلك.
وفي عالم ينعدم فيه الاستقرار بشكل متزايد، يصبح بناءُ أساس قوي في الحياة أمراً أكثر أهمية من أي وقت مضى. وجوهر هذا الأساس هو قوة واستقرار علاقاتنا وصحتنا وعملنا. ومع ذلك، من المهم بنفس القدر ارتباطنا بالواقع الروحي الذي يقوم عليه وجودنا في هذا العالم.
وحين يكون أساسُك الأعمق شديد الرسوخ تتاح لك القدرة العقلية والعاطفية على الصمود أمام المصاعب ويكون ثبات أقدامك بمثابة مصدر لحمايتك من التأثيرات السلبية والقوى المدمرة الموجودة في البيئة العقلية المحيطة بنا.
هناك ذكاء أعمق بداخلنا قادر على إرشادنا بحكمة في جميع ظروف الحياة. وهذا الذكاء ليس هو العقل المفكر السطحي الذي نستخدمه في مباشرة شؤوننا اليومية، ولكنه جانب من وعينا الأعمق يتسم بحكم طبيعته بالهدوء والحكمة والقدرة على التجاوب مع الحياة بطريقة ديناميكية.
وبهذا الذكاء، لا نعود بحاجة إلى الهروب من العالم لنجد لنا متنفَّسا في الدين والروحانية. وبدلاً من ذلك، يمكننا مواجهة العالم، وتحمل ضغوطه، ومعايشة تجربة إسهامنا بأعمال تؤثر إيجابيا على الآخرين والبيئة من حولنا.
وتتعلق الروحانية الوظيفية أساسا بدمج هذا الذكاء الأعمق في حياتنا، واستعادة قدراتنا الأكبر، والخروج إلى العالم بطريقة جديدة تماماً.
وعندما نكون على صلة بالمعرفة الروحية – هذا الذكاء الروحي الأعمق – تكون لنا القدرة على الانخراط في الحياة بتصورات أفضل وحساسية أعمق وبمصدر جديد للحكمة لإرشادنا في شؤوننا اليومية. وحين تكون لدينا هذه الصلة بحياتنا الروحية جنبا إلى جنب مع صلتنا بالعالم، تكون لنا القدرة على تجديد تفاعلنا مع الناس والارتياح من مشاعر القلق والخوف والانشغال بالنفس التي تعيقنا عن الحضور في تعاملنا مع الناس وفي المواقف من حولنا.
بدلاً من أن نتكلم ونتصرف من خلال تكييفنا الثقافي أو وفقا لتأثيرات بيئتنا، نكون قادرين على التواصل من مستوى أعمق من كياننا الذي هو متناغمٍ مع احتياجات الحياة من حولنا، وهو ما من شأنه أن يحدث تأثيرا إيجابيا خالصا على الآخرين.
وبها، نجد الحماية من موجات الخوف والعدوان العاتية الموجودة في عالمنا ونكون قادرين على رعاية وإنماء هديةٍ أكبر وإيجاد المواقف الفريدة التي تستدعي ذلك منا. بالمعرفة الروحية، لا تكون العلاقاتُ الأسمى غرضاً ومجالات المساهمة الملهَمة ممكنةً فحسب، بل تكون واقعاً يعاش بمقدوره أن يُشبع لا الاحتياجات العاطفية والروحية للآخرين فحسب وإنما أيضاً احتياجاتنا نحن أنفسنا.
المعرفة الروحية، أي القوة الروحية الأعمق الموجود داخل كل إنسان، هي التي يمكن أن تُلهم أفعال الناس ودوافعهم لكي يعثروا على غرضهم في الحياة ولكي يقوموا في نهاية المطاف بدعم البشرية في اختيار الوحدة والتعاون بدلاً من التنافس والانقسام والحرب.
إن عالمنا آخذٌ في الظهور الآن في كونٍ أكبر من الحياة الذكية، وهو ما يمثل خطوةً كبيرةً للعرق البشري في مُضيه قُدماً في مسار تطوره. وخلال عدة عقود قادمة، ستحدد استجابتنا لكل من الاتصال والأزمات البيئية والاقتصادية والسياسية التي تواجهها البشرية مستقبل عالمنا.
ذكاؤنا الروحي متناغم بشكل تام مع هذه الأحداث الجسام ومع حركة الحياة الكبرى في العالم، وكذلك خارجه. وعندما نكون موصولين بهذا الذكاء، نكون قادرين لا على إدراك هذه الحركات الكبرى فحسب ولكن أيضا على المساهمة بشكل محدد وقوي في حاجتها الأساسية والملحة.
ومع تسارع وتيرة التغييرات بالنسبة للبشرية والتماس كل إنسان ممرا آمنا في الأوقات التي تكون فيها الرؤية ضبابية، سيحتاج العالم إلى أشخاص يمكنهم المساهمة على هذا المستوى. وهنا، لا تكون روحانيتنا وممارستنا الروحية مجرد تمضية للوقت أو هروبا من حقائق الحياة القاسية، بل مصدرين حيويين للطاقة بإمكانهما معالجة تلك الحقائق مباشرة.
حين تعيش حياتك بذكائك الروحي فإنك تؤسس نقطةً مرجعيةً خارج جسدك وعقلك. وبهذه النقطة المرجعية، نكون قادرين على إدراك أنفسنا وإدراك العالم بطرقٍ جديدة تماماً، فنبدأ بذلك إقامةَ علاقة صحية مع أنفسنا تمتد لاحقا بشكل طبيعي لتشمل علاقتنا بالحياة من حولنا.
وسيؤدي تحولنا على مستوى الفرد إلى توليد تأثير عميق على عالمنا البشري، وهنا تكون روحانيتنا من أجل العالم بقدر ما هي لأجلنا.
تعاليم
فيديوهات
كتب
No posts











